ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2021, 09:02 PM   #372


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي




















سورة الضحى :

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 11 .
ترتيبها بالمصحف الثالثة والتسعون .
نزلت بعد سورة الفجر.
بدأت السورة بقسم " والضحى والليل إذا سجى " .

سبب نزول السورة :

اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين ، فأتت امرأة فقالت ، يا محمد ما أرى شيطانك إلا قد تركك : فأنزل الله عز وجل ( والضحى ) الآية ، رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم قيل : أن المرأة هى " العوراء بنت حرب " زوج أبي لهب ، وهى حمالة الحطب .

قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف وفي كثير من كتب التفسير وفي (جامع الترمذي) (سورة الضحى) بدون واو.
وسميت في كثير من التفاسير وفي (صحيح البخاري) (سورة والضحى) بإثبات الواو.
ولما يبلغنا عن الصحابة خبر صحيح في تسميتها.
وهي مكية بالاتفاق.
وسبب نزولها ما ثبت في (الصحيحين) يزيد أحدهما على الآخر عن الأسود بن قيس عن جندب بن سفيان البَجَلي قال: دَمِيَتْ إصبعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى فلم يقُم ليلتين أو ثلاثاً فجاءت امرأة (وهي أم جميل بنت حرب زوج أبي لهب كما في رواية عن ابن عباس ذكرها ابن عطية) فقالت: يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أرَهُ قَرَبَك منذ ليلتين أو ثلاثثٍ. فأنزل الله: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى} (الضحى: 1 3).




تابع – سورة الضحى

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ شَخْصِيـَّةِ النَّبِيِّ الأَعْظَمِ ، وَمَا حَبَاهُ الَّلهُ بـِهِ مِنَ الفَضْلِ وَالإِنْعَامِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ؛ لِيَشْكُرَ الَّلهَ عَلَى تِلْكَ النِّعَمِ الجَلِيلَةِ.

.قال البقاعي:
سورة الضحى مقصودها الدلالة على آخر الليل بأن أتقى الأتقياء الذي هو {الأتقى} على الإطلاق في عين الرضا دائما، لا ينفك عنه في الدنيا والآخرة، لما تحلى به من صفات الكمال التي هي الإيصال للمقصود بما لها من النور المعنوي كالضحى بما له من النور الحسي الذي هو أشرف ما في النهار وقد علم بهذا أن اسمها أدل ما فيها على مقصودها.
ومعظم مقصود السّورة بيان ما للرّسول صلى الله عليه وسلم: من الشرف والمنقَبَة، ووعده في القيامة بالشفاعة، وذكر أَنواع الكرامة له، والمِنَّة، وصيانة الفقر واليُتْم من بين الحرمان والمذلَّة، والأَمر بشكر النِّعمة في قوله، {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فحدث}.


قال ابن عاشور:

وروى الترمذي عن ابن عيينة عن الأسود عن جندب البَجَلي قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فدميت إصبعه فقال: «هل أنت إلا إصْبَعٌ دمِيت. وفي سبيل الله ما لَقيت».
قال فأبطأ عليه جبريل، فقال المشركون: قد وُدِّع محمد فأنزل الله تعالى: وقال: حديث حسن صحيح.
ويظهر أن قول أم جميل لم يسمعه جندب لأن جندباً كان من صغار الصحابة وكان يروي عن أبي بن كعب وعن حذيفة كما قال ابن عبد البر. ولعله أسلم بعد الهجرة فلم يكون قوله: (كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار) مقارناً لقول المشركين (وقد وُدّع محمد). ولعل جندباً روى حديثين جَمَعُهما ابنُ عيينة.
وقيل: إن كلمة (في غار) تصحيف، وأن أصلها: كنت غَازياً. ويتعين حينئذ أن يكون حديثه جمع حديثين.
وعدّت هذه السورة حادية عشرة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الفجر وقبل سورة الانشراح.
وعددُ آيها إحدى عشرة آية.
وهي أول سورة في قِصَار المفصَّل.
أغراضها:
إبطال قول المشركين إذْ زعموا أن ما يأتي من الوحي للنبي صلى الله عليه وسلم قد انقطع عنه.
وزاده بشارة بأن الآخرة خير له من الأولى على معنيين في الآخرة والأولى. وأنه سيعطيه ربه ما فيه رضاه. وذلك يغيظ المشركين.
ثم ذكَّره الله بما حفّه به من ألطافه وعنايته في صباه وفي فتوته وفي وقت اكتهاله وأمره بالشكر على تلك النعم بما يناسبها من نفع لعبيده وثناء على الله بما هو أهله. اهـ.

( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:06 PM   #373


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي




















تابع – سورة الضحى

محور مواضيع السورة

.قال الصابوني:
* سورة الضحى مكية، وهي تتناول شخصية النبي صلى الله عليه وسلم الأعظم،، وما حباه الله به من الفضل والإنعام في الدنيا والآخرة، ليشكر الهن على تلك النعم الجليلة، التي أنعم الله بها عليه.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم على جلالة قدر الرسول صلى الله عليه وسلم وأن ربه لم يهجره ولم يبغضه كما زعم المشركون، بل هو عند الهن رفيع القدر، عظيم الشأن والمكانة {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللأخرة خير لك من الأولى}.
* ثم بشرته بالعطاء الجزيل في الآخرة، وما أعده الله تعالى لرسوله من أنواع الكرامات، ومنها الشفاعة العظمى {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.
* ثم ذكرته بما كان عليه في الصغر، من اليتم، والفقر، والفاقة، والضياع، فآواه ربه وأغناه، وأحاطه بكلأه وعنايته {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى}.
* وختمت السورة بتوصيته صلى الله عليه وسلم بوصايا ثلاث، مقابل تلك النعم الثلاث، ليعطف على اليتيم، ويرحم المحتاج، ويمسح دمعة البائس المسكين {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث} وهو ختم يتناسق فيه جمال اللفظ، مع روعة البيان، في أروع صور الإبداع والجلال.


محور مواضيع السورة

قال سيد قطب
هذه السورة بموضوعها ، وتعبيرها ، ومشاهدها ، وظلالها وإيقاعها ، لمسة من حنان. ونسمة من رحمة.
وطائف من ود. ويد حانية تمسح على الآلام والمواجع ، وتنسم بالروح والرضى والأمل. وتسكب البرد والطمأنينة واليقين.
إنها كلها خالصة للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - كلها نجاء له من ربه ، وتسرية وتسلية وترويح وتطمين.
كلها أنسام من الرحمة وأنداء من الود ، وألطاف من القربى ، وهدهدة للروح المتعب ، والخاطر المقلق ، والقلب الموجوع.
ورد في روايات كثيرة أن الوحي فتر عن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وأبطأ عليه جبريل - عليه السلام - فقال المشركون : ودع محمدا ربه! فأنزل اللّه تعالى هذه السورة ..
والوحي ولقاء جبريل والاتصال باللّه ، كانت هي زاد الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - في مشقة الطريق.
وسقياه في هجير الجحود. وروحه في لأواء التكذيب. وكان - صلى اللّه عليه وسلم - يحيا بها في هذه الهاجرة المحرقة التي يعانيها في النفوس النافرة الشاردة العصية العنيدة. ويعانيها في المكر والكيد والأذى المصبوب على الدعوة ، وعلى الإيمان ، وعلى الهدى من طغاة المشركين.



فلما فتر الوحي انقطع عنه الزاد ، وانحبس عنه الينبوع ، واستوحش قلبه من الحبيب. وبقي للهاجرة وحده.
بلا زاد. وبلا ري. وبغير ما اعتاد من رائحة الحبيب الودود. وهو أمر أشد من الاحتمال من جميع الوجوه ..
عندئذ نزلت هذه السورة. نزل هذا الفيض من الود والحب والرحمة والإيناس والقربى والأمل والرضى والطمأنينة واليقين ..
«ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى . وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى . وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى » ..
وما تركك ربك من قبل أبدا ، وما قلاك من قبل قط ، وما أخلاك من رحمته ورعايته وإيوائه ..
«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ؟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ؟ وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى ؟» ..
ألا تجد مصداق هذا في حياتك؟ ألا تحس مسّ هذا في قلبك؟ ألا ترى أثر هذا في واقعك؟
لا. لا .. «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى » .. وما انقطع عنك بره وما ينقطع أبدا .. «وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى » .. وهناك ما هو أكثر وأوفى : «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى »! ومع هذه الأنسام اللطيفة من حقيقة الأمر وروحه .. الأنسام اللطيفة في العبارة والإيقاع .. وفي الإطار الكوني الذي وضعت فيه هذه الحقيقة :
«وَالضُّحى . وَاللَّيْلِ إِذا سَجى » ..

«لقد أطلق التعبير جوا من الحنان اللطيف ، والرحمة الوديعة ، والرضى الشامل ، والشجى الشفيف :
«ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى . وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى . وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى » .. «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ؟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ؟ وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى ؟» .. ذلك الحنان. وتلك الرحمة. وذاك الرضى.
وهذا الشجى : تنسرب كلها من خلال النظم اللطيف العبارة ، الرقيق اللفظ ، ومن هذه الموسيقى السارية في التعبير. الموسيقى الرتيبة الحركات ، الوئيدة الخطوات ، الرقيقة الأصداء ، الشجية الإيقاع .. فلما أراد إطارا لهذا الحنان اللطيف ، ولهذه الرحمة الوديعة ، ولهذا الرضى الشامل ، ولهذا الشجى الشفيف ، جعل الإطار من الضحى الرائق ، ومن الليل الساجي. أصفى آنين من آونة الليل والنهار. وأشف آنين تسري فيهما التأملات.
وتتصل الروح بالوجود وخالق الوجود. وتحس بعبادة الكون كله لمبدعه ، وتوجهه لبارئه بالتسبيح والفرح والصفاء. وصوّرهما في اللفظ المناسب. فالليل هو «اللَّيْلِ إِذا سَجى » ، لا الليل على إطلاقه بوحشته وظلامه.
الليل الساجي الذي يرق ويسكن ويصفو ، وتغشاه سحابة رقيقة من الشجى الشفيف ، والتأمل الوديع. كجو اليتم والعيلة. ثم ينكشف ويجلي مع الضحى الرائق الصافي .. فتلتئم ألوان الصورة مع ألوان الإطار. ويتم التناسق والاتساق»

إن هذا الإبداع في كمال الجمال ليدل على الصنعة. صنعة اللّه التي لا تماثلها صنعة ، ولا يتلبس بها تقليد! «وَالضُّحى . وَاللَّيْلِ إِذا سَجى . ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ. وَما قَلى . وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى » ..
يقسم اللّه سبحانه - بهذين الآنين الرائقين الموحيين. فيربط بين ظواهر الكون ومشاعر النفس. ويوحي إلى القلب البشري بالحياة الشاعرة المتجاوبة مع هذا الوجود الجميل الحي ، المتعاطف مع كل حي. فيعيش ذلك القلب في أنس من هذا الوجود ، غير موحش ولا غريب فيه فريد .. وفي هذه السورة بالذات يكون لهذا الأنس وقعه. فظل الأنس هو المراد مده. وكأنما يوحي اللّه لرسوله - صلى اللّه عليه وسلم - منذ مطلع السورة ، أن ربه أفاض من حوله الأنس في هذا الوجود ، وأنه من ثم غير مجفوّ فيه ولا فريد!
وبعد هذا الإيحاء الكوني يجيء التوكيد المباشر : «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى » .. ما تركك ربك ولا جفاك - كما زعم من يريدون إيذاء روحك وإيجاع قلبك وإقلاق خاطرك .. وهو «رَبُّكَ» وأنت عبده المنسوب إليه ، المضاف إلى ربوبيته ، وهو راعيك وكافلك ..
وما غاض معين فضله وفيض عطائه. فإن لك عنده في الآخرة من الحسنى خيرا مما يعطيك منها في الدنيا :
«وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى » .. فهو الخير أولا وأخيرا ..
وإنه ليدخر لك ما يرضيك من التوفيق في دعوتك ، وإزاحة العقبات من طريقك ، وغلبة منهجك ، وظهور حقك .. وهي الأمور التي كانت تشغل باله - صلى اللّه عليه وسلم - وهو يواجه العناد والتكذيب والأذى والكيد .. والشماتة .. «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى » ..

ويمضي سياق السورة يذكر الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ما كان من شأن ربه معه منذ أول الطريق.
ليستحضر في خاطره جميل صنع ربه به ، ومودته له ، وفيضه عليه ، ويستمتع باستعادة مواقع الرحمة والود والإيناس الإلهي. وهو متاع فائق تحييه الذكرى على هذا النحو البديع :
«أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوى ؟ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى ؟ وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى ؟» ..
انظر في واقع حالك ، وماضي حياتك .. هل ودعك ربك وهل قلاك - حتى قبل أن يعهد إليك بهذا الأمر؟ - ألم تحط يتمك رعايته؟ ألم تدرك حيرتك هدايته؟ ألم يغمر فقرك عطاؤه؟
لقد ولدت يتيما فآواك إليه ، وعطف عليك القلوب حتى قلب عمك أبي طالب وهو على غير دينك! ولقد كنت فقيرا فأغنى اللّه نفسك بالقناعة ، كما أغناك بكسبك ومال أهل بيتك (خديجة رضي اللّه عنها) عن أن تحس الفقر ، أو تتطلع إلى ما حولك من ثراء! ثم لقد نشأت في جاهلية مضطربة التصورات والعقائد ، منحرفة السلوك والأوضاع ، فلم تطمئن روحك إليها. ولكنك لم تكن تجد لك طريقا واضحا مطمئنا. لا فيما عند الجاهلية ولا فيما عند أتباع موسى وعيسى الذين حرفوا وبدلوا وانحرفوا وتاهوا .. ثم هداك اللّه بالأمر الذي أوحى به إليك ، وبالمنهج الذي يصلك به.

( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:09 PM   #374


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي


















تابع – سورة الضحى

محور مواضيع السورة

والهداية من حيرة العقيدة وضلال الشعاب فيها هي المنة الكبرى ، التي لا تعدلها منة وهي الراحة والطمأنينة من القلق الذي لا يعدله قلق ومن التعب الذي لا يعدله تعب ، ولعلها كانت بسبب مما كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يعانيه في هذه الفترة ، من انقطاع الوحي وشماتة المشركين ووحشة الحبيب من الحبيب.
فجاءت هذه تذكره وتطمئنه على أن ربه لن يتركه بلا وحي في التيه وهو لم يتركه من قبل في الحيرة والتيه! وبمناسبة ما ذكره ربه بإيوائه من اليتم ، وهدايته من الحيرة وإغنائه من العيلة .. يوجهه ويوجه المسلمين من ورائه إلى رعاية كل يتيم ، وإلى كفاية كل سائل ، وإلى التحدث بنعمة اللّه الكبرى عليه ، وفي أولها : الهداية إلى هذا الدين :
«فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ. وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» ..
وهذه التوجيهات إلى إكرام اليتيم والنهي عن قهره وكسر خاطره وإذلاله ، وإلى إغناء السائل مع الرفق به والكرامة ، كانت - كما ذكرنا مرارا - من أهم إيحاءات الواقع في البيئة الجاحدة المتكالبة ، التي لا ترعى حق ضعيف ، غير قادر على حماية حقه بسيفه! حيث رفع الإسلام هذه البيئة بشرعة اللّه إلى الحق والعدل ، والتحرج والتقوى ، والوقوف عند حدود اللّه ، الذي يحرس حدوده ويغار عليها ويغضب للاعتداء على حقوق عباده الضعاف الذين لا يملكون قوة ولا سيفا يذودون به عن هذه الحقوق.
وأما التحدث بنعمة اللّه - وبخاصة نعمة الهدى والإيمان - فهو صورة من صور الشكر للمنعم. يكملها البر بعباده ، وهو المظهر العملي للشكر ، والحديث الصامت النافع الكريم ..


قال محمد الغزالي:
وصف القرآن في آيات كثيرة منه بأنه نور {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا}. {ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا}. ولاشك أن الوحى الأعلى كان شروقا دائما على قلب محمد، ظل معه إلى آخر العمر! ربما تريث الوحى مرة أو مرتين لأسباب طبيعية. وقد حدث ذلك في أوائل نزوله. فهل يعنى ذلك أن رب محمد كرهه؟ كذلك زعم خصوم الرسالة! فنزلت هذه السورة {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.
قال العلماء وفى هذين القسمين إشارة إلى وقت نزول الوحى ووقت توقفه، ولابد من استجمام وراحة لأن نزول الوحى تصحبه معاناة. ولا مكان هنا لترك أو كراهية {وللآخرة خير لك من الأولى}. في أول الرسالة كان النبي صلى الله عليه وسلم يربى أناسا يعدون على الأصابع، ثم أخذت دائرة الدعوة تنداح فإذا هو يقوم على تكوين أمة كبيرة. كانت هذه الأمة هي الدعائم المختفية في التراب للبناء الإسلامى الشامخ الباقى إلى قيام الساعة. لقد استقبل خلال ذلك وحيا كثيرا وتحمل جهودا مضنية، حتى غير التاريخ العام وأنشأ حضارة أخرى. والكتاب الذي صنع ذلك مازال بين أيدينا شاهد صدق على عظمة الإسلام ورسوله. {ولسوف يعطيك ربك فترضى} ما نوع هذا العطاء؟ لقد مات إبان المعركة الدائرة مع الكفر، ودفن في حجرة ملحقة بالمسجد، وخرج من الدنيا وحلوائها كما تخرج الشعرة من العجين ما علق به شيء منها! وترك للأوفياء من رجاله أن يمضوا على الطريق لا يعوقهم شيء، فلقيت جمهرتهم الله على التوحيد والتقوى.


إن الله قال لموسى من قبل {ولتصنع على عيني}.
وقال لمحمد- بعدما حمله رسالة هائلة- {واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم} والله الذي يتولى تربية الأنبياء يختارهم من معادن نفيسة ثم يصقلهم في حياتهم بالأحداث الشداد، وهو أولى بهم منهم..! {ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى} الضلال المقصود الحيرة في معرفة الطريق وقيادة العالم. ومحمد والأنبياء جميعا معصومون من الضلال الذي هو ظلمة النفس ووضاعة السلوك. وما ينسب إليهم في بعض الكتب محض افتراء.. ثم إن الله أغناه عن الناس فعاش مكفول الضرورات، ولكنه ليس صاحب كنوز، بل ليس صاحب فضول! وبعد أن ذكره الله بنعمته السابقة واللاحقة، قال له {فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر وأما بنعمة ربك فحدث} والتحديث بالنعمة كقوله في سورة أخرى {فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون} إنك مختار لتبليغ رسالة وإنقاذ عوالم من الناس، فحدث فلست كاهنا ولا متكلفا..! {إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل}.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة والضحى ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَن الْوَحْي تَأَخّر عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَيَّامًا فَقال الْمُشْركُونَ إِن مُحَمَّدًا ودعه ربه وقلاه.
وَقيل إِن أم جميل امْرَأَة أبي لَهب قالت لَهُ يَا مُحَمَّد مَا أرَى شَيْطَانك إِلَّا قد تَركك فَنزلت.
قلت رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم عَن الْأسود عَن قيس عَن جُنْدُب بن عبد الله البَجلِيّ قال أَبْطَا جِبْرِيل عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال الْمُشْركُونَ قد ودع مُحَمَّد فَأنزل الله تعالى: {والضحى وَالليل إِذا سجى} إِلَى آخرهَا. انتهى.
وَرَوَى البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّهَجُّد وَفِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْمَغَازِي بِهَذَا السَّنَد قال احْتبسَ جِبْرِيل عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَجَاءَت امْرَأَة فَقالت يَا مُحَمَّد إِنِّي لأرجو أَن يكون شَيْطَانك قد تَركك فَأنْزل الله: {والضحى وَالليل} إِلَى آخرهَا. انتهى.
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم من حَدِيث زيد بن أَرقم أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مكث أَيَّامًا لَا ينزل عَلَيْهِ الْوَحْي فَأَتتهُ امْرَأَة أبي لَهب فَقالت يَا مُحَمَّد مَا أرَى صَاحبك إِلَّا قد وَدعك وَقَلَاكَ فَأنْزل الله تعالى: {والضحى} إِلَى آخرهَا مُخْتَصرا وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث التِّرْمِذِيّ بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ أَيْضا ثَنَا أَحْمد بن كَامِل ثَنَا مُحَمَّد بن سعد ثني أبي ثَنَا عَمى ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس فِي قوله: {مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى} قال أَبْطَأَ عَلَيْهِ جِبْرِيل أَيَّامًا فَعير بذلك وَقال الْمُشْركُونَ ودعه ربه وقلاه فَأنْزل الله: {مَا وَدعك رَبك وَمَا قلى}. انتهى.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثاني:
رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَاتَ أَبوهُ وَهُوَ جَنِين قد أَتت عَلَيْهِ سِتَّة أشهر وَمَاتت أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين فَكَفَلَهُ عَمه أَبُو طَالب وَعطفه الله عَلَيْهِ فَأحْسن تَرْبِيَته.
قلت غَرِيب.
وَرَوَى الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْفَضَائِل من طَرِيق ابْن إِسْحَاق حَدثنِي مطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمَة عَن أَبِيه عَن جده أَنه ذكر ولادَة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال توفّي أَبوهُ وَأمه حُبْلَى بِهِ انتهى وَقال صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ.
وَفِي السِّيرَة قال ابْن إِسْحَاق ثمَّ لم يلبث عبد الله بن عبد الْمطلب أَن هلك وَأم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَامِل بِهِ وَقال ابْن إِسْحَاق أَيْضا وَتوفيت أمه وَهُوَ ابْن سِتّ سِنِين وَقال أَبُو عمر سبع سِنِين وَقال قال مُحَمَّد بن حبيب المحبر توفيت أمه وَهُوَ ابْن ثَمَان سِنِين من سيرة أبي الْفَتْح الْيَعْمرِي.
وَقال السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف وَأكْثر الْعلمَاء عَلَى انه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَامُ توفّي أَبوهُ وَهُوَ فِي المهد كَمَا ذكره الدولابي وَغَيره. انتهى.
وَقال ابْن سعد فِي الطَّبَقَات وَالْأول أثبت انه عَلَيْهِ السَّلَام توفّي أَبوهُ عبد الله وَهُوَ حمل.



الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثَّالِث:
قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي».
قلت رُوِيَ من حَدِيث ابْن عمر وَمن حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث انس ابْن مَالك.
أما حَدِيث ابْن عمر فَرَوَاهُ الأمام احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر من حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن ثَابت بن ثَوْبَان ثَنَا حسان بن عَطِيَّة عَن أبي منيب الْحَرَشِي عَن عبد الله بن عمر قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بَين يَدي السَّاعَة بِالسَّيْفِ حَتَّى يعبد الله تَعَالَى وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم» انتهى.
وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي كتاب الْجِهَاد تَعْلِيقا فَقال بَاب مَا قيل فِي الرماح وَيذكر عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت بَين يَدي السَّاعَة...» إِلَى آخِره.
وَأما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده من حَدِيث صَدَقَة بن عبد الله عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يَحْيَى بن أبي كثير عَن أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «جعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل وَالصغَار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم» انتهى.
ثمَّ قال لم يُتَابع صَدَقَة عَلَى رِوَايَته هَذِه وَغَيره يرويهِ عَن الْأَوْزَاعِيّ مُرْسلا انتهى.
وَأما حَدِيث أنس فَرَوَاهُ أَبُو نعيم الْحَافِظ فِي كِتَابه تَارِيخ أَصْبَهَان فِي تَرْجَمَة احْمَد ابْن مَحْمُود فَقال ثَنَا الْحجَّاج بن يُوسُف بن قُتَيْبَة ثَنَا بشر بن الْحُسَيْن الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا الزُّبَيْر بن عدي عَن أنس بن مَالك قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «بعثت بَين يَدي السَّاعَة وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي وَجعل الذل الصغار عَلَى من خَالف أَمْرِي وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم» انتهى.

( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:11 PM   #375


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي




















تابع – سورة الضحى

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الرَّابِع:
فِي الحَدِيث: بِأبي وَأمي هُوَ وَالله مَا كَهَرَنِي.
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الصَّلَاة من حَدِيث مُعَاوِيَة بن الحكم السّلمِيّ قال بَينا أَنا أُصَلِّي مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذْ عطس رجل من الْقَوْم فَقلت يَرْحَمك الله فَرَمَانِي الْقَوْم بِأَبْصَارِهِمْ فَقلت وأثكل أمِّياه مَا شَأْنكُمْ تنْظرُون إلى فَجعلُوا يضْربُونَ بِأَيْدِيهِم عَلَى أَفْخَاذهم وَلما رَأَيْتهمْ يُصمتُونِي لكني سكت فَلَمَّا صَلَّى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فبأني هُوَ وَأمي مَا رَأَيْت معلما قبله وَلَا بعده أحسن تَعْلِيما مِنْهُ فوَاللَّه مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قال: «إِن هَذِه الصَّلَاة لَا يصلح فِيهَا شَيْء من كَلَام النَّاس إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيح وَالتَّكْبِير وَقراءة القرآن» الحَدِيث بِطُولِهِ.
قال الْجَوْهَرِي فِي الصِّحَاح الْكَهْر الِانْتِهَار قال وَمِنْه قراءة ابْن مَسْعُود فَأَما اليتيم فَلَا تَكْهَر وَفَسرهُ المُصَنّف بالعبس.




الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الْخَامِس:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَن تزبره».
قلت رَوَاهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي كتاب الموضوعات من طَرِيق الدَّارَقُطْنِيّ ثَنَا إِسْمَاعِيل بن أبي الْعَبَّاس الْوراق ثَنَا عباد بن الْعَوام ثَنَا الْوَلِيد بن الْفضل الْعمريّ ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أبي حسن ثَنَا ابْن جريج عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا بَأْس أَن تزبره» انتهى.
ثمَّ قال الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ الْوَلِيد قال ابْن حبَان يروي الْمَنَاكِير الَّتِي لَا يشك أَنَّهَا مَوْضُوعَة انتهى.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا عبد الله بن يُوسُف ثَنَا الْحسن بن علي بن زَكَرِيَّا الْقرشِي ثَنَا قُتَيْبَة بن مجَالد ثَنَا حبَان بن علي ثَنَا طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن ابْن عَبَّاس قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يرجع فَلَا عَلَيْك أَلا تنهرهُ» انتهى.
قال ابْن الْجَوْزِيّ وَقد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة ثمَّ سَاق من طَرِيق عبد الْغَنِيّ ابْن سعيد الْحَافِظ بِسَنَدِهِ إِلَى وهب بن زَمعَة الْقرشِي عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قالت قال لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَائِشَة إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلم يذهب فَلَا بَأْس أَن تزبريه» انتهى.
ثمَّ قال قال عبد الْغَنِيّ وهب ابْن زَمعَة هَذَا هُوَ وهب بن وهب القَاضِي قال ابْن الْجَوْزِيّ وَكَانَ يضع الْأَحَادِيث قال وَمن المصائب الْعَظِيمَة فِي الدَّين تَدْلِيس اسْم الْكذَّاب انتهى.
وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه الْوسط فَقال ثَنَا عبد الْملك بن مُحَمَّد ثَنَا نعيم ثَنَا عمار بن رَجَاء ثَنَا أَحْمد بن أبي طيبَة ثَنَا حبَان بن علي عَن طَلْحَة ابْن عَمْرو عَن عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذا رددت السَّائِل ثَلَاثًا فَلَا عَلَيْك أَن تزبره» انتهى.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث السَّادِس:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة والضحى جعله الله فِيمَن يرضى بِمُحَمد أَن يشفع لَهُ وَعشر حَسَنَات يَكْتُبهَا الله بِعَدَد كل يَتِيم وَسَائِل».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى ثنى أبي عَن مجَالد بن عبد الواحد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عن علي بن زيد وَعَطَاء بن أبي مَيْمُونَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.

( يتبع – سورة الشرح )
















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:16 PM   #376


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي
















سورة الشرح


التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 8 .
ترتيبها بالمصحف الرابعة والتسعون .
نزلت بعد سورة الضحى .
بدأت السورة باسلوب استفهام " ألم نشرح لك صدرك " لم يذكر في السورة لفظ الجلالة ، تُسَمَّى أَيْضَاً سُورَةُ ( أَلَم نـَشْرَحْ ) .


سبب التسمية :
تُسَمَّى ‏أَيْضَاً ‏سُورَةُ ‏‏ ‏أَلَم ‏نـَشْرَحْ‎ ‎‏

قال ابن عاشور:
سميت في معظم التفاسير وفي (صحيح البخاري) و(جامع الترمذي) (سورة ألَمْ نشرح)، وسميت في بعض التفاسير (سورة الشرح) ومثله في بعض المصاحف المشرقية تسمية بمصدر الفعل الواقع فيها من قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} (الشرح: 1) وفي بعض التفاسير تسميتها (سورة الانشراح).
وهي مكية بالاتفاق.
وقد عُدّت الثانية عشرة في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الضحى بالاتفاق وقبل سورة العصر.
وعن طاوس وعمر بن عبد العزيز أنهما كانا يقولان: {ألم نشرح من سورة الضحى}. وكانا يقرءانهما بالركعة الواحدة لا يفصلان بينهما يعني في الصلاة المفروضة وهذا شذوذ مخالف لما اتفقت عليه الأمة من تسوير المصحف الإمام.
وعدد آيها ثمان.


محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ مَكَانَةِ الرَّسُولِ الجَلِيلِ ، وَمَقَامِهِ الرَّفِيعِ عِنْدَ الَّلهِ تَعَالى ، وَقَدْ تَنَاوَلَتِ الحَدِيثَ عَنْ نِعَمِ الَّلهِ العَدِيدَةِ عَلَى عَبْدِهِ وَرَسُولِهِ محَمَّدٍ وَذَلِكَ بشَرْحِ صَدْرِهِ بالإِيمَانِ ، وَتـَنْوِيرِ قَلْبـِهِ بالحِكْمَةِ وَالعِرْفَانِ ، وَتَطْهِيرِهِ مِنَ الذُّنـُوبِ وَالأَوْزَارِ وَكُلُّ ذَلِكَ بقَصْدِ التَّسْلِيَةِ لرَسُولِ الَّلهِ عَمَّا يَلْقَاهُ مِنْ أَذَى الفُجَّارِ ، وَتَطْيِيبِ خَاطِرِهِ الشَّرِيفِ بمَا مَنَحَهُ الَّلهُ مِنَ الأَنْوَارِ ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ) .
.قال البقاعي:
سورة الشرح مقصودها تفصيل ما في آخر الضحى من النعمة، وبيان أن المراد بالتحديث بها هو شكرها بالنصب في عبادة الله والرغبة إليه بتذكر إحسانه وعظيم رحمته بوصف الربوبية وامتنانه، وعلى ذلك دل اسمها الشرح.
ومعظم مقصود السّورة بيان شرح صدر المصطفى- صلى الله عليه وسلم ورفعُ قدرِهِ وذكرِه، وتبديل العسر من أَمره بيسره، وأَمره بالطَّاعة في انتظار أَجره، والرّغبة إِلى الله- تعالى- والإِقبال على ذكره في قوله: {وَإِلَى رَبِّكَ فارغب}.
قال ابن عاشور:
احتوت سورة الشرح على ذكر عناية الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم بلطف الله له وإزالة الغم والحرج عنه، وتفسير ما عسر عليه، وتشريف قَدْره لينفس عنه، فمضمونها شبيه بأنه حجة على مضمون سورة الضحى تثبيتاً له بتذكيره سالف عنايته به وإنارة سبيل الحق وترفيع الدرجة ليعلم أن الذي ابتدأه بنعمته ما كان ليقطع عنه فضله، وكان ذلك بطريقة التقرير بماض يعمله النبي صلى الله عليه وسلم.
واتبع ذلك بوعده بأنه كلما عرض له عسر فسيجد من أمره يسرا كدأب الله تعالى في معاملته فليتحملْ متاعب الرسالة ويرغب إلى الله عونه.


.قال الصابوني:
* سورة الانشراح مكية، وهي تتحدث عن مكانة الرسول الجليلة، ومقامه الرفيع عند الهص تعالى، وقد تناولت الحديث عن نعم الهن العديدة على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وذلك بشرح صدره بالإيمان، وتنوير قلبه بالحكمة والعرفان، وتطهيره من الذنوب والأوزار، وكل ذلك بقصد التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذى الكفار الفجار، وتطييب خاطره الشريف بما منحه الله من الأنوار {ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك}؟ الآيات.
* ثم تحدثت عن إعلاء منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم، ورفع مقامه في الدنيا والآخرة، حيث قرن اسمه، باسم إله تعالى {ورفعنا لك ذكرك} الآيات.
* وتناولت السورة دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يقاسي مع المؤمنين الشدائد والأهوال من الكفرة المكذبين، فآنسه بقرب الفرج، وقرب النصر على الأعداء {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا} الآيات. وختمت بالتذكير للمصطفى صلى الله عليه وسلم بواجب التفرغ لعبادة الله، بعد إنتهائه من تبليغ الرسالة، شكرا لله على ما أولاه من النعم الجليلة {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} وهو ختام كريم، لنبي عظيم.

( يتبع )

















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:20 PM   #377


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي
















تابع – سورة الشرح

محور مواضيع السورة :

قال سيد قطب
نزلت هذه السورة بعد سورة الضحى. وكأنها تكملة لها. فيها ظل العطف الندي. وفيها روح المناجاة الحبيب.
وفيها استحضار مظاهر العناية. واستعراض مواقع الرعاية. وفيها البشرى باليسر والفرج. وفيها التوجيه إلى سر اليسر وحبل الاتصال الوثيق ..
«أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟ وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ. الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ؟ وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ؟» وهي توحي بأن هناك ضائقة كانت في روح الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - لأمر من أمور هذه الدعوة التي كلفها ، ومن العقبات الوعرة في طريقها ومن الكيد والمكر المضروب حولها .. توحي بأن صدره - صلى اللّه عليه وسلم - كان مثقلا بهموم هذه الدعوة الثقيلة ، وأنه كان يحس العبء فادحا على كاهله. وأنه كان في حاجة إلى عون ومدد وزاد ورصيد ..
ثم كانت هذه المناجاة الحلوة ، وهذا الحديث الودود! «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ؟» .. ألم نشرح صدرك لهذه الدعوة؟ ونيسر لك أمرها؟. ونجعلها حبيبة لقلبك ، ونشرع لك طريقها؟ وننر لك الطريق حتى ترى نهايته السعيدة! فتش في صدرك - ألا تجد فيه الروح والانشراح والإشراق والنور؟ واستعد في حسك مذاق هذا العطاء ، وقل : ألا تجد معه المتاع مع كل مشقة والراحة مع كل تعب ، واليسر مع كل عسر ، والرضى مع كل حرمان؟
«وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ» .. ووضعنا عنك عبئك الذي أثقل ظهرك حتى كاد يحطمه من ثقله .. وضعناه عنك بشرح صدرك له فخف وهان. وبتوفيقك وتيسيرك للدعوة ومداخل القلوب. وبالوحي الذي يكشف لك عن الحقيقة ويعينك على التسلل بها إلى النفوس في يسر وهوادة ولين. ألا تجد ذلك في العبء الذي أنقض ظهرك؟ ألا تجد عبئك خفيفا بعد أن شرحنا لك صدرك؟

محور مواضيع السورة :

«وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ» .. رفعناه في الملأ الأعلى ، ورفعناه في الأرض ، ورفعناه في هذا الوجود جميعا ..
رفعناه فجعلنا اسمك مقرونا باسم اللّه كلما تحركت به الشفاه :
«لا إله إلا اللّه. محمد رسول اللّه» .. وليس بعد هذا رفع ، وليس وراء هذا منزلة. وهو المقام الذي تفرد به - صلى اللّه عليه وسلم - دون سائر العالمين ..
ورفعنا لك ذكرك في اللوح المحفوظ ، حين قدر اللّه أن تمر القرون ، وتكر الأجيال ، وملايين الشفاه في كل مكان تهتف بهذا الاسم الكريم ، مع الصلاة والتسليم ، والحب العميق العظيم.
ورفعنا لك ذكرك. وقد ارتبط بهذا المنهج الإلهي الرفيع. وكان مجرد الاختيار لهذا الأمر رفعة ذكر لم ينلها أحد من قبل ولا من بعد في هذا الوجود ..
فأين تقع المشقة والتعب والضنى من هذا العطاء الذي يمسح على كل مشقة وكل عناء؟
ومع هذا فإن اللّه يتلطف مع حبيبه المختار ، ويسري عنه ، ويؤنسه ، ويطمئنه ويطلعه على اليسر الذي لا لا يفارقه :
«فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» ..
إن العسر لا يخلو من يسر يصاحبه ويلازمه. وقد لازمه معك فعلا. فحينما ثقل العبء شرحنا لك صدرك ، فخف حملك ، الذي أنقض ظهرك. وكان اليسر مصاحبا للعسر ، يرفع إصره ، ويضع ثقله.
وإنه لأمر مؤكد يكرره بألفاظه : «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً. إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً» .. وهذا التكرار يشي بأن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - كان في عسرة وضيق ومشقة ، اقتضت هذه الملاحظة ، وهذا التذكير ، وهذا الاستحضار لمظاهر العناية ، وهذا الاستعراض لمواقع الرعاية ، وهذا التوكيد بكل ضروب التوكيد ..
والأمر الذي يثقل على نفس محمد هكذا لا بد أنه كان أمرا عظيما ..

ثم يجيء التوجيه الكريم لمواقع التيسير ، وأسباب الانشراح ، ومستودع الري والزاد في الطريق الشاق الطويل :
«فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ» ..
إن مع العسر يسرا .. فخذ في أسباب اليسر والتيسير. فإذا فرغت من شغلك مع الناس ومع الأرض ، ومع شواغل الحياة .. إذا فرغت من هذا كله فتوجه بقلبك كله إذن إلى ما يستحق أن تنصب فيه وتكد وتجهد ..
العبادة والتجرد والتطلع والتوجه .. «وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ» .. إلى ربك وحده خاليا من كل شيء حتى من أمر الناس الذين تشتغل بدعوتهم .. إنه لا بد من الزاد للطريق. وهنا الزاد. ولا بد من العدة للجهاد. وهنا العدة ..
وهنا ستجد يسرا مع كل عسر ، وفرجا مع كل ضيق .. هذا هو الطريق! وتنتهي هذه السورة كما انتهت سورة الضحى ، وقد تركت في النفس شعورين ممتزجين : الشعور بعظمة الود الحبيب الجليل الذي ينسم على روح الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - من ربه الودود الرحيم. والشعور بالعطف على شخصه - صلى اللّه عليه وسلم - ونحن نكاد نلمس ما كان يساور قلبه الكريم في هذه الآونة التي اقتضت ذلك الود الجميل.
إنها الدعوة. هذه الأمانة الثقيلة وهذا العبء الذي ينقض الظهر. وهي مع هذا وهذا مشرق النور الإلهي ومهبطه ، ووصلة الفناء بالبقاء ، والعدم بالوجود!

قال محمد الغزالي:
سورة الانشراح امتداد لسورة الضحى. والاستفهام الذي بدئت به تكملة للاستفهام المتتابع الذي ختمت به السورة السابقة. وشرح الصدر تم بما أفاء الله عليه من علم وأدب، كما قال في موضع آخر {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما}. لقد نشأ في بيئة ممتدة الظلام، بل إن العالم كله كان فاقد الرشد تعصف به وثنيات عفنة، فعلام يعتمد ناشد الحق أو من أين يستمد؟ إن متنه يكل من ثقل الحمل، لولا أن الله اصطفى وأنعم {ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك..} والتوحيد الذي جاء به محمد طراز نقى فريد لا تناقض فيه ولا وهم، لا تجسيد ولا تعديد! وقد تسأل: لم إذا انضمت الشهادة لمحمد بالرسالة إلى الشهادة لله بالوحدانية؟ إن التوحيد الذي يعلمه محمد، هو الذي يعرفه النبيون كلهم أزلا وأبدا ولم يبلغوا غيره، فمجيئه عن طريق محمد إشارة إلى أنه من مصدر مصون منزه، ولذلك قال حسان بن ثابت وضم الإله اسم النبي إلى اسمه- إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد!! وهذا معنى {ورفعنا لك ذكرك} صحيح أن الناس في أوروبا مثلا يكذبون محمدا!! وينسبونه إلى الادعاء! وم إذا تنتظر ممن يجحدون الألوهية ويحسبون الأفلاك تدور وحدها في السماء، أو أن الدماء تنطلق وحدها في العروق؟! إن الافتراء على الله فوق الافتراء على عباده، ولذلك يقول الله لنبيه: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}. ويوصى الله نبيه بالتجلد والمصابرة في ملاقاة الكذابين مهما اشتد أذاهم، فالمستقبل للحق ورجاله. {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}. وهذا التركيب يفيد- في قواعد البلاغة- تعدد اليسر وانفراد العسر، ولذلك قالوا: «لن يغلب عسر يسرين». ويوصيه مرة أخرى بالدأب على الجهاد والإقبال على الله. فإذا انتهى من واجب نهض إلى غيره، لا مكان في حياته لفتور! {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب}. إن الدين الذي جاء به محمد إذا أخبر صدق، وإذا حكم عدل. والعالم- لاسيما في عصرنا- بحاجة إلى الصدق والعدل، فإن الهراء والجور يطاردان الحق والعدل. {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}. والدعاة وراء أمامهم خاتم الأنبياء ينبغى أن يعوا ذلك.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة ألم نشرح ذكر فِيهَا حديثين:
الحَدِيث الأول:
عَن ابْن عَبَّاس وَابْن مَسْعُود «لن يغلب عسر يسرين» وَرُوِيَ مَرْفُوعا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خرج ذَات يَوْم وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقول «لن يغلب عسر يسرين»
قلت رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أَنا معمر عَن أَيُّوب عَن الْحسن فِي قوله تَعَالَى إِن مَعَ العسر يسرا قال خرج النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْمًا مَسْرُورا فَرحا وَهُوَ يضْحك وَهُوَ يَقول «لن يغلب عسر يسرين» {فَإِن مَعَ العسر يسرا إِن مَعَ العسر يسرا} انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه وَسكت عَنهُ وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب الثَّمَانِينَ بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره أخبرنَا يُونُس بن عبد الأعلى ثَنَا أَبُو ثَوْر عَن معمر عَن الْحسن... فَذكره وَهُوَ مُرْسل.
وَمَوْقُوف ابْن مَسْعُود رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق أَيْضا أخبرنَا جَعْفَر بن أبي سُلَيْمَان عَن مَيْمُون بن أبي حَمْزَة عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن ابْن مَسْعُود قال لَو كَانَ العسر فِي جُحر ضَب لتَبعه الْيُسْر حَتَّى يَسْتَخْرِجهُ «لن يغلب عسر يسرين» انتهى.
وَمَوْقُوف ابْن عَبَّاس غَرِيب وَفِيه مَوْقُوف عَلَى عمر رَوَاهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ فِي كتاب الْجِهَاد أَنا زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عمر بن الْخطاب بلغه أَن أَبَا عُبَيْدَة حضر بِالشَّام وَقد تَأَلُّبُ عَلَيْهِ الْقَوْم فَكتب إِلَيْهِ عمر سَلام عَلَيْك أما بعد فَإِنَّهُ مَا نزل بِمُؤْمِن شدَّة إِلَّا جعل الله بعْدهَا فرجا وَ«لن يغلب عسر يسرين» و{يأيها الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا...}إِلَى آخرهَا. انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك قال علي شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ.
وَفِيه مَرْفُوع آخر رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقال حَدثنَا احْمَد بن مُحَمَّد ابْن السّري ثَنَا الْمُنْذر بن مُحَمَّد بن الْمُنْذر ثني أبي ثَنَا يَحْيَى بن مُحَمَّد بن هَانِئ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق ثني الْحسن بن عَطِيَّة الْعَوْفِيّ عَن أَبِيه عَن جَابر بن عبد الله قال لما نزلت {فَإِن مَعَ العسر يسرا إِن مَعَ العسر يسرا} قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «أبشروا لن يغلب عسر يسرين» وَفِيه قصَّة.
قوله:
عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال إِنِّي لأكْره أَن أرَى أحدكُم فَارغًا سَبَهْلَلا لَا فِي عمل دنيا وَلَا فِي عمل آخِرَة. قلت غَرِيب.
وَرُوِيَ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي بَاب كَلَام الصَّحَابَة وَأحمد فِي كتاب الزّهْد ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن الْمسيب بن رَافع قال قال عبد الله بن مَسْعُود إِنِّي لأمقت الرجل أرَاهُ فَارغًا لَيْسَ فِي شَيْء من عمل دنيا وَلَا آخِرَة انتهى.
وَمن طَرِيق ابْن أبي شيبَة رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة ابْن مَسْعُود وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَابْن الْمُبَارك فِي كتاب الزّهْد وَالرَّقَائِق وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الزّهْد لَهُ.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثاني:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من {قرأ ألم نشرح} فَكَأَنَّمَا جَاءَنِي وَأَنا مُغْتَم فَفرج عني»
قلت رَوَاهُ الإمام أَبُو الْفَتْح سليم بن أَيُّوب الرَّازِيّ الْفَقِيه الشَّافِعِي فِي كتاب التَّرْغِيب اُخْبُرْنَا أَبُو الْعَبَّاس احْمَد بن إِبْرَاهِيم بن ترْكَان أَنا أَبُو احْمَد الْقَاسِم بن أبي صَالح ثَنَا إِبْرَاهِيم بن الْحسن ثَنَا شَاذ بن الْفَيَّاض ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عن علي بن زيد بن جدعَان عَن عَاصِم عَن زر قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {ألم نشرح...}» إِلَى آخِره هَكَذَا وجدته مُرْسلا.
وَرَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ مُسْندًا من طَرِيق أبي عوَانَة عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر ابْن حُبَيْش عَن عبد الله بن مَسْعُود قال سَمِعت الله صلى الله عليه وسلم يَقول... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مَرْوُدَيْهِ فِي تَفْسِيره من حَدِيث علي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ أَيْضا حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن زِيَاد ثَنَا أَبُو عمَارَة احْمَد بن مُحَمَّد ابْن الْمهْدي ثَنَا مُحَمَّد بن ضوء بن الصلصال بن الدلهمس ثني أبي أَن أَبَاهُ أعلمهُ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.

( يتبع – سورة التين )
















 

رد مع اقتباس
قديم 11-03-2021, 09:25 PM   #378


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي


















سورة التين

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 8 .
ترتيبها بالمصحف الخامسة والتسعون .
نزلت بعد سورة البروج .
بدأت باسلوب قسم " والتين والزيتون وطور سنين ".

سبب التسمية :
يُقَالُ ‏لهَا ‏‏ ‏سُورَةُ ‏التينِ ‏‏ ‏بِدُونِ ‏الوَاوِ‎ .‎‏
قال ابن عاشور:
سميت في معظم كتب التفسير ومعظم المصاحف (سورة والتين) بإثبات الواو تسمية بأول كلمة فيها. وسماها بعض المفسرين (سورة التين) بدون واو لأن فيها لفظ (التين) كما قالوا: (سورة البقرة) وبذلك عنونها الترمذي وبعض المصاحف.
وهي مكية عند أكثر العلماء، قال ابن عطية: لا أعرف في ذلك خلافاً بين المفسرين، ولم يذكرها في (الإِتقان) في عداد السور المختلف فيها. وذكر القرطبي عن قتادة أنها مدنية، ونسب أيضاً إلى ابن عباس، والصحيح عن ابن عباس أنه قال: هي مكية.
وعُدّت الثامنة والعشرين في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة البروج وقبل سورة الإِيلاف.
وعدد آياتها ثمان.


محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ مَوْضُوعَيـْنِ بَارِزَيْنِ هُمَا :
الأَوَّلُ ـ تَكْرِيمُ الَّلهِ جَل وَعَلاَ لِلنَّوْعِ البَشَرِي.
الثَّانِي مَوْضُوعُ الإِيمَانِ بالحِسَابِ وَالجَزَاءِ
قال البقاعي:
سورة التين مقصودها سر مقصود (ألم نشرح) وذلك هو إثبات القدرة الكاملة وهو المشار إليه باسمها، فإن في خلق التين والزيتون من الغرائب ما يدل على ذلك، وكذا فيما أشير إليه بذلك من النبوات، وضم القسم إلى المقسم عليه وهو الإنسان، الذي هو أعجب ما في الأكوان، واضح في ذلك.
و مقصود السّورة القَسَم على جُسْنِ خِلْقة الإنسان، ورجوع الكافر إِلى النيران، وإِكرام المؤمنين بأَعظم المَثُوبات الحِسَان، وبيان أَن الله حكيم وأَحكم في قوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الحاكمين}.
قال ابن عاشور
احتوت هذه السورة على التنبيه بأن الله خلق الإنسان على الفطرة المستقيمة ليعلموا أنّ الإِسلام هو الفطرة كما قال في الآية الأخرى: {فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت اللَّه التي فطر الناس عليها} (الروم: 30) وأن ما يخالف أصوله بالأصالة أو بالتحريف فساد وضلال، ومتّبعي ما يخالف الإِسلام أهل ضلالة.
والتعريض بالوعيد للمكذبين بالإِسلام.
والإِشارة بالأمور المقسم بها إلى أطوار الشرائع الأربعة إيماءً إلى أن الإِسلام جاء مصدقاً لها وأنها مشاركة أصولها لأصول دين الإِسلام.
والتنويهِ بحسن جزاء الذين اتبعوا الإِسلام في أصوله وفروعه.
وشملت الامتنان على الإنسان بخلقه على أحسن نظام في جثمانه ونفسه.


قال الصابوني:
سورة التين مكية، وهي تعالج موضوعين بارزين هما:
الأول: تكريم الله جل وعلا للنوع البشري.
الثاني: موضوع الإيمان بالحساب والجزاء.
* ابتدأت السورة بالقسم بالبقاع المقدسة، والأماكن المشرفة، التي خصها الله تعالى بإنزال الوحي فيها على أنبيائه ورسله، وهي (بيت المقدس) و(جبل الطور) (ومكة المكرمة) اقسم على أن الله تعالى كرم الإنسان، فخلقه في أجمل صورة، وابدع شكل، وإذا لم يشكر نعمة ربه، فسيرد إلى أسفل دركات الجحيم {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين}.
* ووبخت الكافر على إنكاره للبعث والنشور، بعد تلك الدلائل الباهرة التي تدل على قدرة رب العالمين، في خلقه للإنسان في أحسن شكل، وأجمل صورة {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين}.
* وختمت ببيان عدل الله باثابة المؤمنين، وعقاب الكافرين {فما يكذبك بعد بالدين أليس الل بأحكم الحاكمين}؟ وفيها تقرير للجزاء، وإثبات للمعاد، بطريق التأكيد والتحقيق، مع التوبيخ للكفرة المكذبين بيوم الدين.


قال سيد قطب
الحقيقة الرئيسية التي تعرضها هذه السورة هي حقيقة الفطرة القويمة التي فطر اللّه الإنسان عليها ، وستقامة طبيعتها مع طبيعة الإيمان ، والوصول بها معه إلى كمالها المقدور لها. وهبوط الإنسان وسفوله حين ينحرف عن سواء الفطرة واستقامة الإيمان.
ويقسم اللّه - سبحانه - على هذه الحقيقة بالمتين والزيتون ، وطور سينين ، وهذا البلد الأمين ، وهذا القسم على ما عهدنا في كثير من سور هذا الجزء - هو الإطار الذي تعرض فيه تلك الحقيقة. وقد رأينا في السور المماثلة أن الإطار يتناسق مع الحقيقة التي تعرض فيه تناسقا دقيقا.
وطور سينين هو الطور الذي نودي موسى - عليه السلام - من جانبه. والبلد الأمين هو مكة بيت اللّه الحرام ..
وعلاقتهما بأمر الدين والإيمان واضحة .. فأما التين والزيتون فلا يتضح فيهما هذا الظل فيما يبدو لنا.
وقد كثرت الأقوال المأثورة في التين والزيتون .. قيل : إن التين إشارة إلى طورتينا بجوار دمشق.
وقيل : هو إشارة إلى شجرة التين التي راح آدم وزوجه يخصفان من ورقها على سوآتهما في الجنة التي كانا فيها قبل هبوطهما إلى هذه الحياة الدنيا. وقيل : هو منبت التين في الجبل الذي استوت عليه سفينة نوح - عليه السلام.
وقيل في الزيتون : إنه إشارة إلى طورزيتا في بيت المقدس. وقيل : هو إشارة إلى بيت المقدس نفسه.
وقيل : هو إشارة إلى غصن الزيتون الذي عادت به الحمامة التي أطلقها نوح عليه السلام - من السفينة - لترتاد حالة الطوفان. فلما عادت ومعها هذا الغصن عرف أن الأرض انكشفت وأنبتت! وقيل : بل التين والزيتون هما هذان الأكلان اللذان نعرفهما بحقيقتهما. وليس هناك رمز لشيء وراءهما
أو أنهما هما رمز لمنبتهما من الأرض ...

وشجرة الزيتون أشير إليها في القرآن في موضع آخر بجوار الطور : فقال : «وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ» .. كما ورد ذكر الزيتون : «وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا» .. فأما «التِّينِ» فذكره يرد في هذا الموضع لأول مرة وللمرة الوحيدة في القرآن كله.
ومن ثم فإننا لا نملك أن نجزم بشيء في هذا الأمر. وكل ما نملك أن نقوله - اعتمادا على نظائر هذا الإطار في السور القرآنية - : إن الأقرب أن يكون ذكر التين والزيتون إشارة إلى أماكن أو ذكريات ذات علاقة بالدين والإيمان. أو ذات علاقة بنشأة الإنسان في أحسن تقويم (و ربما كان ذلك في الجنة التي بدأ فيها حياته) ..
كي تلتئم هذه الإشارة مع الحقيقة الرئيسية البارزة في السورة ويتناسق الإطار مع الحقيقة الموضوعة في داخله.
على طريقة القرآن ...
فأما الحقيقة الداخلية في السورة فهي هذه : «لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» ..
ومنها تبدو عناية اللّه بخلق هذا الإنسان ابتداء في أحسن تقويم. واللّه - سبحانه - أحسن كل شيء خلقه.
فتخصيص الإنسان هنا وفي مواضع قرآنية أخرى بحسن التركيب ، وحسن التقويم ، وحسن التعديل .. فيه فضل عناية بهذا المخلوق.


وإن عناية اللّه بأمر هذا المخلوق - على ما به من ضعف وعلى ما يقع منه من انحراف عن الفطرة وفساد - لتشير إلى أن له شأنا عند اللّه ، ووزنا في نظام هذا الوجود. وتتجلى هذه العناية في خلقه وتركيبه على هذا النحو الفائق ، سواء في تكوينه الجثماني البالغ الدقة والتعقيد ، أم في تكوينه العقلي الفريد ، أم في تكوينه الروحي العجيب.
والتركيز في هذا المقام على خصائصه الروحية. فهي التي تنتكس إلى أسفل سافلين حين ينحرف عن الفطرة ويحيد عن الإيمان المستقيم معها. إذ أنه من الواضح أن خلقته البدنية لا تنتكس إلى أسفل سافلين.
وفي هذه الخصائص الروحية يتجلى تفوق التكوين الإنساني. فهو مهيأ لأن يبلغ من الرفعة مدى يفوق مقام الملائكة المقربين. كما تشهد بذلك قصة المعراج .. حيث وقف جبريل - عليه السلام - عند مقام ، وارتفع محمد بن عبد اللّه - الإنسان - إلى المقام الأسنى.
بينما هذا الإنسان مهيأ - حين ينتكس - لأن يهوي إلى الدرك الذي لا يبلغ إليه مخلوق قط : «ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ» .. حيث تصبح البهائم أرفع منه وأقوم ، لاستقامتها على فطرتها ، وإلهامها تسبيح ربها ، وأداء وظيفتها في الأرض على هدى. بينما هو المخلوق في أحسن تقويم ، يجحد ربه ، ويرتكس مع هواه ، إلى درك لا تملك البهيمة أن ترتكس إليه.
«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ» .. فطرة واستعدادا .. «ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ» .. حين ينحرف بهذه الفطرة عن الخط الذي هداه اللّه إليه ، وبينه له ، وتركه ليختار أحد النجدين.
«إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ» .. فهؤلاء هم الذين يبقون على سواء الفطرة ، ويكملونها بالإيمان والعمل الصالح ، ويرتقون بها إلى الكمال المقدر لها ، حتى ينتهوا بها إلى حياة الكمال في دار الكمال. «فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ» دائم غير مقطوع.
فأما الذين يرتكسون بفطرتهم إلى أسفل سافلين ، فيظلون ينحدرون بها في المنحدر ، حتى تستقر في الدرك الأسفل. هناك في جهنم ، حيث تهدر آدميتهم ، ويتمحضون للسفول! فهذه وتلك نهايتان طبيعيتان لنقطة البدء .. إما استقامة على الفطرة القويمة ، وتكميل لها بالإيمان ، ورفع لها بالعمل الصالح .. فهي واصلة في النهاية إلى كمالها المقدر في حياة النعيم .. وإما انحراف عن الفطرة القويمة ، واندفاع مع النكسة ، وانقطاع عن النفخة الإلهية .. فهي واصلة في النهاية إلى دركها المقرر في حياة الجحيم.

( يتبع )


















 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010