ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 20-02-2021, 08:57 PM   #302


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي











سورة الانفطار

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 19 .
ترتيبها الثانية والثمانون .
نزلت بعد سورة النازعات .
بدأت باسلوب شرط " إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ " .

قال مجد الدين الفيروزابادي:

.بصيرة في: {إذا السماء انفطرت}:
السّورة مكِّيّة.
وآياتها تسع عشرة.
وكلماتها مائة.
وحروفها ثلاثمائة وتسعَ عشرة.
فواصل آياته (مَكِنه).
على الهاءِ آخِرُ السّورة.
تسمّى سورة (انفطرت) وسورة (الانفطار)؛ لمفتتحها.

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ الانْقِلاَبِ الكَوْنـِيِّ الَّذِي يُصَاحِبُ قِيَامَ السَّاعَةِ ، وَمَا يَحْدُثُ في ذَلِكَ اليَوْمِ الخَطِيرِ مِنْ أَحْدَاثٍ جِسَامٍ ، ثُمَّ بَيَانِ حَالِ الأَبْرَارِ ، وَحَالِ الفُجَّارِ ، يَوْمَ البَعْثِ وَالنُّشُورِ.
.قال البقاعي:
سورة الانفطار مقصودها التحذير من الانهماك في الأعمال السيئة اغترارا بإحسان الرب وكرمه ونسيانا ليوم الدين الذي يحاسب فيه على النقير والقطمير، ولا تغني فيه نفس عن نفس شيئا، واسمها الانفطار أدل ما فيها على ذلك.
و معظم مقصود السّورة:
الخبر عن حال السّماءِ ونجومها في آخر الزَّمان، وبيان غَفْلَة الإِنسان، وذكر الملائكة الموكَّلين بما يصدر من اللسان والأَركان، وبيان إِيجاد الحقِّ- تعالى- الحكم يوم يُحشر الإِنس والجان.

.قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة (سورة الانفطار) في المصاحف ومعظم التفاسير.
وفي حديث رواه الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سَرَّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأيُ عَيْن فليقرأ إذا الشمس كورت، وإذا السماء انفطرت، وإذا السماء انشقت».
قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقد عرفت ما فيه من الاحتمال في أول سورة التكوير.
وسميت في بعض التفاسير: سورة {إذا السماءُ انفطرت} وبهذا الاسم عنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه). ولم يُعدَّها صاحب (الإِتقان) مع السور ذات أكثر من اسم وهو (الانفطار).
ووجه التسمية وقوع جملة: {إذا السماء انفطرت} (الانفطار: 1) في أولها فعرفت بها.
وسميت في قليل من التفاسير (سورة انفطرت)، وقيل: تسمى (سورة المنفطرة) أي السماء المنفطرة.
وهي مكية بالاتفاق.
وهي معدودة الثانية والثمانين في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة النازعات وقبل سورة الانشقاق.
وعدد آيها تسع عشرة آية.
واشتملت هذه السورة على: إثبات البعث، وذكر أهوال تتقدمه.
وإيقاظ المشركين للنظر في الأمور التي صرفتهم عن الاعتراف بتوحيد الله تعالى وعن النظر في دلائل وقوع البعث والجزاء.
والإعلام بأن الأعمال محصاة. وبيان جزاء الأعمال خيرها وشرها.
وإنذار الناس بأن لا يحسبوا شيئاً ينجيهم من جزاء الله إياهم على سيّئ أعمالهم.

قال سيد قطب
تتحدث هذه السورة القصيرة عن الانقلاب الكوني الذي تتحدث عنه سورة التكوير. ولكنها تتخذ لها شخصية أخرى ، وسمتا خاصا بها ، وتتجه إلى مجالات خاصة بها تطوّف بالقلب البشري فيها وإلى لمسات وإيقاعات من لون جديد. هادئ عميق. لمسات كأنها عتاب. وإن كان في طياته وعيد! ومن ثم فإنها تختصر في مشاهد الانقلاب ، فلا تكون هي طابع السورة الغالب - كما هو الشأن في سورة التكوير - لأن جو العتاب أهدأ ، وإيقاع العتاب أبطأ .. وكذلك إيقاع السورة الموسيقي. فهو يحمل هذا الطابع.
فيتم التناسق في شخصية السورة والتوافق! إنها تتحدث في المقطع الأول عن انفطار السماء وانتثار الكواكب ، وتفجير البحار وبعثرة القبور كحالات مصاحبة لعلم كل نفس بما قدمت وأخرت ، في ذلك اليوم الخطير ..
وفي المقطع الثاني تبدأ لمسة العتاب المبطنة بالوعيد ، لهذا الإنسان الذي يتلقى من ربه فيوض النعمة في ذاته وخلقته ، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها ، ولا يعرف لربه قدره ، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة : «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ؟ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» ..
وفي المقطع الثالث يقرر علة هذا الجحود والإنكار. فهي التكذيب بالدين - أي بالحساب - وعن هذا التكذيب ينشأ كل سوء وكل جحود. ومن ثم يؤكد هذا الحساب توكيدا ، ويؤكد عاقبته وجزاءه المحتوم : «كَلَّا. بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ. يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ. إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ. وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ» ..
( يتبع )




 

رد مع اقتباس
قديم 20-02-2021, 08:59 PM   #303


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي












تابع – سورة الانفطار
محور مواضيع السورة :

فأما المقطع الأخير فيصور ضخامة يوم الحساب وهوله ، وتجرد النفوس من كل حول فيه ، وتفرد اللّه سبحانه بأمره الجليل : «وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ؟ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ؟ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ» ..
فالسورة في مجموعها حلقة في سلسلة الإيقاعات والطرقات التي يتولاها هذا الجزء كله بشتى الطرق والأساليب.
«إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ ، وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ ، وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ ، وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ. عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ» ..
وقد تحدثنا في السورة الماضية عن الإيحاء الذي يتسرب في الحس من رؤية هذا الكون تتناوله يد القدرة بالتغيير ، وتهزه هزة الانقلاب المثير ، فلا يبقى شيء على حاله في هذا الكون الكبير. وقلنا : إن هذا الإيحاء يتجه إلى خلع النفس من كل ما تركن إليه في هذا الوجود ، إلا اللّه سبحانه خالق هذا الوجود ، الباقي بعد أن يفنى كل موجود. والاتجاه بالقلب إلى الحقيقة الوحيدة الثابتة الدائمة التي لا تحول ولا تزول ، ليجد عندها الأمان والاستقرار ، في مواجهة الانقلاب والاضطراب والزلزلة والانهيار ، في كل ما كان يعهده ثابتا مستقرا منتظما انتظاما يوحي بالخلود! ولا خلود إلا للخالق المعبود! ويذكر هنا من مظاهر الانقلاب انفطار السماء .. أي انشقاقها. وقد ذكر انشقاق السماء في مواضع أخرى :
قال في سورة الرحمن : «فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ» .. وقال في سورة الحاقة : «وَانْشَقَّتِ السَّماءُ. فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ» .. وقال في سورة الانشقاق : «إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ ...» .. فانشقاق السماء حقيقة من حقائق ذلك اليوم العصيب.

إن المقصود بانشقاق السماء على وجه التحديد فيصعب القول به ، كما يصعب القول عن هيئة الانشقاق التي تكون .. وكل ما يستقر في الحس هو مشهد التغير العنيف في هيئة الكون المنظور ، وانتهاء نظامه هذا المعهود ، وانفراط عقده ، الذي يمسك به في هذا النظام الدقيق ..
ويشارك في تكوين هذا المشهد ما يذكر عن انتثار الكواكب. بعد تماسكها هذا الذي تجري معه في أفلاكها بسرعات هائلة مرعبة ، وهي ممسكة في داخل مداراتها لا تتعداها ، ولا تهيم على وجهها في هذا الفضاء الذي لا يعلم أحد له نهاية. ولو انتثرت - كما سيقع لها يوم ينتهي أجلها - وأفلتت من ذلك الرباط الوثيق - غير المنظور - الذي يشدها ويحفظها ، لذهبت في الفضاء بددا ، كما تذهب الذرة التي تنفلت من عقالها! وتفجير البحار يحتمل أن يكون هو امتلاؤها وغمرها لليابسة وطغيانها على الأنهار. كما يحتمل أن يكون هو تفجير مائها إلى عنصريه : الأكسوجين والهيدروجين فتتحول مياهها إلى هذين الغازين كما كانت قبل أن يأذن اللّه بتجمعهما وتكوين البحار منهما. كذلك يحتمل أن يكون هو تفجير ذرات هذين الغازين - كما يقع في تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية اليوم .. فيكون هذا التفجير من الضخامة والهول بحيث تعتبر هذه القنابل الحاضرة المروعة لعب أطفال ساذجة! .. أو أن يكون بهيئة أخرى غير ما يعرف البشر على كل حال .. إنما هو الهول الذي لم تعهده أعصاب البشر في حال من الأحوال! وبعثرة القبور .. إما أن تكون بسبب من هذه الأحداث السابقة. وإما أن تكون حادثا بذاته يقع في ذلك اليوم الطويل ، الكثير المشاهد والأحداث. فتخرج منها الأجساد التي أعاد اللّه إنشاءها - كما أنشأها أول مرة - لتتلقى حسابها وجزاءها ..

يؤيد ماسبق ويتناسق معه قوله بعد عرض هذه المشاهد والأحداث : «عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ» ..
أي ما فعلته أولا وما فعلته أخيرا. أو ما فعلته في الدنيا ، وما تركته وراءها من آثار فعلها. أو ما استمتعت به في الدنيا وحدها ، وما ادخرته للآخرة بعدها.
على أية حال سيكون علم كل نفس بهذا مصاحبا لتلك الأهوال العظام. وواحدا منها مروّعا لها كترويع هذه المشاهد والأحداث كلها! والتعبير القرآني الفريد يقول : «عَلِمَتْ نَفْسٌ» .. وهو يفيد من جهة المعنى : كل نفس. ولكنه أرشق وأوقع .. كما أن الأمر لا يقف عند حدود علمها بما قدمت وأخرت. فلهذا العلم وقعه العنيف الذي يشبه عنف تلك المشاهد الكونية المتقلبة. والتعبير يلقي هذا الظل دون أن يذكره نصا. فإذا هو أرشق كذلك وأوقع! وبعد هذا المطلع الموقظ المنبه للحواس والمشاعر والعقول والضمائر ، يلتفت إلى واقع الإنسان الحاضر ، فإذا هو غافل لاه سادر .. هنا يلمس قلبه لمسة فيها عتاب رضيّ ، وفيها وعيد خفي ، وفيها تذكير بنعمة اللّه الأولى عليه : نعمة خلقه في هذه الصورة السوية على حين يملك ربه أن يركبه في أي صورة تتجه إليها مشيئته.
ولكنه اختار له هذه الصورة السوية المعتدلة الجميلة .. وهو لا يشكر ولا يقدر :
«يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ، الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» ..

( يتبع )







 

رد مع اقتباس
قديم 26-02-2021, 05:44 PM   #304


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي






















تابع – سورة الانفطار
محور مواضيع السورة :




إن هذا الخطاب : «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ» ينادي في الإنسان أكرم ما في كيانه ، وهو «إنسانيته» التي بها تميز عن سائر الأحياء وارتفع إلى أكرم مكان وتجلى فيها إكرام اللّه له ، وكرمه الفائض عليه.
ثم يعقبه ذلك العتاب الجميل الجليل : «ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟» يا أيها الإنسان الذي تكرم عليك ربك ، راعيك ومربيك ، بإنسانيتك الكريمة الواعية الرفيعة .. يا أيها الإنسان ما الذي غرك بربك ، فجعلك تقصر في حقه ، وتتهاون في أمره ، ويسوء أدبك في جانبه؟ وهو ربك الكريم ، الذي أغدق عليك من كرمه وفضله وبره ومن هذا الإغداق إنسانيتك التي تميزك عن سائر خلقه ، والتي تميز بها وتعقل وتدرك ما ينبغي وما لا ينبغي في جانبه؟


ثم يفصل شيئا من هذا الكرم الإلهي ، الذي أجمله في النداء الموحي العميق الدلالة ، المشتمل على الكثير من الإشارات المضمرة في التعبير. يفصل شيئا من هذا الكرم الإلهي المغدق على الإنسان المتمثل في إنسانيته التي ناداه بها في صدر الآية. فيشير في هذا التفصيل إلى خلقه وتسويته وتعديله وهو القادر على أن يركبه في أي صورة وفق مشيئته. فاختياره هذه الصورة له منبثق من كرمه وحده ، ومن فضله وحده ، ومن فيضه المغدق على هذا الإنسان الذي لا يشكر ولا يقدر. بل يغتر ويسدر! «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ؟» ..
إنه خطاب يهز كل ذرة في كيان الإنسان حين تستيقظ إنسانيته ، ويبلغ من القلب شغافه وأعماقه ، وربه الكريم يعاتبه هذا العتاب الجليل ، ويذكره هذا الجميل ، بينما هو سادر في التقصير ، سيئ الأدب في حق مولاه الذي خلقه فسواه فعدله ..

إن خلق الإنسان على هذه الصورة الجميلة السوية المعتدلة ، الكاملة الشكل والوظيفة ، أمر يستحق التدبر الطويل ، والشكر العميق ، والأدب الجم ، والحب لربه الكريم ، الذي أكرمه بهذه الخلقة ، تفضلا منه ورعاية ومنة. فقد كان قادرا أن يركبه في أية صورة أخرى يشاؤها. فاختار له هذه الصورة السوية المعتدلة الجميلة.
وإن الإنسان لمخلوق جميل التكوين ، سوي الخلقة ، معتدل التصميم ، وإن عجائب الإبداع في خلقه لأضخم من إدراكه هو ، وأعجب من كل ما يراه حوله.
وإن الجمال والسواء والاعتدال لتبدو في تكوينه الجسدي ، وفي تكوينه العقلي ، وفي تكوينه الروحي سواء ، وهي تتناسق في كيانه في جمال واستواء! وهناك مؤلفات كاملة في وصف كمال التكوين الإنساني العضوي ودقته وإحكامه وليس هنا مجال التوسع الكامل في عرض عجائب هذا التكوين. ولكنا نكتفي بالإشارة إلى بعضها ..
هذه الأجهزة العامة لتكوين الإنسان الجسدي .. الجهاز العظمي. والجهاز العضلي. والجهاز الجلدي.
والجهاز الهضمي. والجهاز الدموي. والجهاز التنفسي. والجهاز التناسلي. والجهاز اللمفاوي. والجهاز العصبي.
والجهاز البولي. وأجهزة الذوق والشم والسمع والبصر .. كل منها عجيبة لا تقاس إليها كل العجائب الصناعية التي يقف الإنسان مدهوشا أمامها. وينسى عجائب ذاته وهي أضخم وأعمق وأدق بما لا يقاس! «تقول مجلة العلوم الإنجليزية : إن يد الإنسان في مقدمة العجائب الطبيعية الفذة وإنه من الصعب جدا - بل من المستحيل - أن تبتكر آلة تضارع اليد البشرية من حيث البساطة والقدرة وسرعة التكيف. فحينما تريد قراءة كتاب تتناوله بيدك ، ثم تثبته في الوضع الملائم للقراءة. وهذه اليد هي التي تصحح وضعه تلقائيا.
وحينما تقلب إحدى صفحاته تضع أصابعك تحت الورقة ، وتضغط عليها بالدرجة التي تقلبها بها ، ثم يزول الضغط بقلب الورقة. واليد تمسك القلم وتكتب به. وتستعمل كافة الآلات التي تلزم الإنسان من ملعقة ، إلى سكين ، إلى آلة الكتابة. وتفتح النوافذ وتغلقها ، وتحمل كل ما يريده الإنسان .. واليدان تشتملان على سبع وعشرين عظمة وتسع عشرة مجموعة من العضلات لكل منهما.

( يتبع )






















 

رد مع اقتباس
قديم 26-02-2021, 05:47 PM   #305


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي


















تابع – سورة الانفطار
محور مواضيع السورة :




«إن جزءا من أذن الإنسان (الأذن الوسطى) هو سلسلة من نحو أربعة آلاف حنية (قوس) دقيقة معقدة ، متدرجة بنظام بالغ ، في الحجم والشكل ، ويمكن القول بأن هذه الحنيات تشابه آلة موسيقية. ويبدو أنها معدة بحيث تلتفط وتنقل إلى المخ ، بشكل ما ، كل وقع صوت أو ضجة ، من قصف الرعد إلى حفيف الشجر.
فضلا عن المزيج الرائع من أنغام كل أداة موسيقية في الأركسترا ووحدتها المنسجمة ومركز حاسة الإبصار في العين التي تحتوي على مائة وثلاثين مليونا من مستقبلات الضوء وهي أطراف الأعصاب ، ويقوم بحمايتها الجفن ذو الأهداب الذي يقيها ليلا ونهارا ، والذي تعتبر حركته لا إرادية ، الذي يمنع عنها الأتربة والذرات والأجسام الغريبة ، كما يكسر من حدة الشمس بما تلقي الأهداب على العين من ظلال. وحركة الجفن علاوة على هذه الوقاية تمنع جفاف العين ، أما السائل المحيط بالعين والذي يعرف باسم الدموع ، فهو أقوى مطهر.
«وجهاز الذوق في الإنسان هو اللسان ، ويرجع عمله إلى مجموعات من الخلايا الذوقية القائمة في حلمات غشائه المخاطي. ولتلك الحلمات أشكال مختلفة ، فمنها الخيطية والفطرية والعدسية ويغذي الحلمات فروع من العصب اللساني البلعومي ، والعصب الذوقي. وتتأثر عند الأكل الأعصاب الذوقية ، فينتقل الأثر إلى المخ. وهذا الجهاز موجود في أول الفم ، حتى يمكن للإنسان أن يلفظ ما يحس أنه ضار به ، وبه يحس المرء المرارة والحلاوة ، والبرودة والسخونة ، والحامض والملح ، واللاذع ونحوه. ويحتوي اللسان على تسعة آلاف من نتوءات الذوق الدقيقة ، يتصل كل نتوء منها بالمخ بأكثر من عصب. فكم عدد الأعصاب؟ وما حجمها؟
وكيف تعمل منفردة ، وتتجمع بالإحساس عند المخ»؟
«ويتكون الجهاز العصبي الذي يسيطر على الجسم سيطرة تامة من شعيرات دقيقة تمر في كافة أنحاء الجسم.
وتتصل بغيرها أكبر منها. وهذه بالجهاز المركزي العصبي. فإذا ما تأثر جزء من أجزاء الجسم ، ولو كان ذلك لتغير بسيط في درجة الحرارة بالجو المحيط ، نقلت الشعيرات العصبية هذا الإحساس إلى المراكز المنتشرة في الجسم. وهذه توصل الإحساس إلى المخ حيث يمكنه أن يتصرف. وتبلغ سرعة سريان الإشارات والتنبيهات في الأعصاب مائة متر في الثانية» .

« إذا نظرنا إلى الهضم على أنه عملية في معمل كيماوي ، وإلى الطعام الذي نأكله على أنه مواد غفل ، فإننا ندرك توا أنه عملية عجيبة. إذ تهضم تقريبا كل شيء يؤكل ما عدا المعدة نفسها! «فأولا نضع في هذا المعمل أنواعا من الطعام كمادة غفل دون أي مراعاة للمعمل نفسه ، أو تفكير في كيفية معالجة كيمياء الهضم له! فنحن نأكل شرائح اللحم والكرنب والحنطة والسمك المقلي ، وندفعها بأي قدر من الماء ..
«ومن بين هذا الخليط تختار المعدة تلك الأشياء التي هي ذات فائدة ، وذلك بتحطيم كل صنف من الطعام إلى أجزائه الكيماوية دون مراعاة للفضلات ، وتعيد تكوين الباقي إلى بروتينات جديدة ، تصبح غذاء لمختلف الخلايا. وتختار أداة الهضم الجير والكبريت واليود والحديد وكل المواد الأخرى الضرورية ، وتعنى بعدم ضياع الأجزاء الجوهرية ، وبإمكان إنتاج الهرمونات ، وبأن تكون جميع الحاجات الحيوية للحياة حاضرة في مقادير منتظمة ، ومستعدة لمواجهة كل ضرورة. وهي تخزن الدهن والمواد الاحتياطية الأخرى ، للقاء كل حالة طارئة ، مثل الجوع ، وتفعل ذلك كله بالرغم من تفكير الإنسان أو تعليله. إننا نصب هذه الأنواع التي لا تحصى من المواد في هذا المعمل الكيماوي ، بصرف النظر كلية تقريبا عما نتناوله ، معتمدين على ما نحسبه عملية ذاتية (أوتوماتيكية) لإبقائنا على الحياة. وحين تتحلل هذه الأطعمة وتجهز من جديد ، تقدم باستمرار إلى كل خلية من بلايين الخلايا ، التي تبلغ من العدد أكثر من عدد الجنس البشري كله على وجه الأرض. ويجب أن يكون التوريد إلى كل خلية فردية مستمرا ، وألا يورد سوى تلك المواد التي تحتاج إليها تلك الخلية المعينة لتحويلها إلى عظام وأظافر ولحم وشعر وعينين وأسنان ، كما تتلقاها الخلية المختصة!
«فها هنا إذن معمل كيماوي ينتج من المواد أكثر مما ينتجه أي معمل ابتكره ذكاء الإنسان! وهاهنا نظام للتوريد أعظم من أي نظام للنقل أو التوزيع عرفه العالم! ويتم كل شيء فيه بمنتهى النظام!»
كل جهاز من أجهزة الإنسان الأخرى يقال فيه الشيء الكثير. ولكن هذه الأجهزة - على إعجازها الواضح - قد يشاركه فيها الحيوان في صورة من الصور. إنما تبقى له هو خصائصه العقلية والروحية الفريدة التي هي موضع الامتنان في هذه السورة. بصفة خاصة : «الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ». بعد ندائه : «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ» ..
هذا الإدراك العقلي الخاص ، الذي لا ندري كنهه. إذ أن العقل هو أداتنا لإدراك ما ندرك. والعقل لا يدرك ذاته ولا يدرك كيف يدرك!! هذه المدركات .. نفرض أنها كلها تصل إلى المخ عن طريق الجهاز العصبي الدقيق. ولكن أين يختزنها! إنه لو كان هذا المخ شريطا مسجلا لاحتاج الإنسان في خلال الستين عاما التي هي متوسط عمره إلى آلاف الملايين من الأمتار ليسجل عليها هذا الحشد من الصور والكلمات والمعاني والمشاعر والتأثرات ، لكي يذكرها بعد ذلك ، كما يذكرها فعلا بعد عشرات السنين! ثم كيف يؤلف بين الكلمات المفردة والمعاني المفردة ، والحوادث المفردة ، والصور المفردة ، ليجعل منها ثقافة مجمعة. ثم ليرتقي من المعلومات إلى العلم؟ ومن المدركات إلى الإدراك؟ ومن التجارب إلى المعرفة؟

( يتبع )















 

رد مع اقتباس
قديم 26-02-2021, 05:50 PM   #306


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي















تابع – سورة الانفطار
محور مواضيع السورة :




هذه هي إحدى خصائص الإنسان المميزة .. وهي مع هذا ليست أكبر خصائصه ، وليست أعلى مميزاته.
فهنالك ذلك القبس العجيب من روح اللّه .. هنالك الروح الإنساني الخاص ، الذي يصل هذا الكائن بجمال الوجود ، وجمال خالق الوجود ويمنحه تلك اللحظات المجنحة الوضيئة من الاتصال بالمطلق الذي ليس له حدود. بعد الاتصال بومضات الجمال في هذا الوجود.
هذا الروح الذي لا يعرف الإنسان كنهه - وهل هو يعلم ما هو أدنى وهو إدراكه للمدركات الحسية؟! - والذي يمتعه بومضات من الفرح والسعادة العلوية حتى وهو على هذه الأرض. ويصله بالملأ الأعلى ، ويهيئه للحياة المرسومة بحياة الجنان والخلود. وللنظر إلى الجمال الإلهي في ذلك العالم السعيد! هذا الروح هو هبة اللّه الكبرى لهذا الإنسان. وهو الذي به صار إنسانا. وهو الذي يخاطبه باسمه : «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ» .. ويعاتبه ذلك العتاب المخجل! «ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ؟» هذا العتاب المباشر من اللّه للإنسان.
حيث يناديه - سبحانه - فيقف أمامه مقصرا مذنبا مغترا غير مقدر لجلال اللّه ، ولا متأدب في جنابه .. ثم يواجهه بالتذكير بالنعمة الكبرى. ثم بالتقصير وسوء الأدب والغرور! إنه عتاب مذيب .. حين يتصور «الْإِنْسانُ» حقيقة مصدره ، وحقيقة مخبره ، وحقيقة الموقف الذي يقفه بين يدي ربه ، وهو يناديه ذلك النداء ، ثم يعاتبه هذا العتاب :
«يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ ، فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» ..
ثم يكشف عن علة الغرور والتقصير - وهي التكذيب - بيوم الحساب - ويقرر حقيقة الحساب ، واختلاف الجزاء ، في توكيد وتشديد :
«كَلَّا! بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ. وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، كِراماً كاتِبِينَ ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ. إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ، يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ ، وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ» ..
وكلا كلمة ردع وزجر عما هم فيه. وبل كلمة إضراب عما مضى من الحديث. ودخول في لون من القول جديد. لون البيان والتقرير والتوكيد. وهو غير العتاب والتذكير والتصوير ..
«كَلَّا. بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ» .. تكذبون بالحساب والمؤاخذة والجزاء. وهذه هي علة الغرور ، وعلة التقصير.


فما يكذب القلب بالحساب والجزاء ثم يستقيم على هدى ولا خير ولا طاعة. وقد ترتفع القلوب وتشف ، فتطيع ربها وتعبده حبا فيه ، لا خوفا من عقابه ، ولا طمعا في ثوابه. ولكنها تؤمن بيوم الدين وتخشاه ، وتتطلع إليه ، لتلقى ربها الذي تحبه وتشتاق لقاءه وتتطلع إليه. فأما حين يكذب الإنسان تكذيبا بهذا اليوم ، فلن يشتمل على أدب ولا طاعة ولا نور. ولن يحيا فيه قلب ، ولن يستيقظ فيه ضمير.
تكذبون بيوم الدين .. وأنتم صائرون إليه ، وكل ما عملتم محسوب عليكم فيه. لا يضيع منه شي ء ، ولا ينسى منه شي ء : «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ، كِراماً كاتِبِينَ ، يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ» ..
وهؤلاء الحافظون هم الأرواح الموكلة بالإنسان - من الملائكة - التي ترافقه ، وتراقبه ، وتحصي عليه كل ما يصدر عنه .. ونحن لا ندري كيف يقع هذا كله ، ولسنا بمكلفين أن نعرف كيفيته. فاللّه يعلم أننا لم نوهب الاستعداد لإدراكها. وأنه لا خير لنا في إدراكها. لأنها غير داخلة في وظيفتنا وفي غاية وجودنا. فلا ضرورة للخوض فيما وراء المدى الذي كشفه اللّه لنا من هذا الغيب. ويكفي أن يشعر القلب البشري أنه غير متروك سدى. وأن عليه حفظة كراما كاتبين يعلمون ما يفعله ، ليرتعش ويستيقظ ، ويتأدب! وهذا هو المقصود! ولما كان جو السورة جو كرم وكرامة ، فإنه يذكر من صفة الحافظين كونهم .. «كِراماً» .. ليستجيش في القلوب إحساس الخجل والتجمل بحضرة هؤلاء الكرام. فإن الإنسان ليحتشم ويستحيي وهو بمحضر الكرام من الناس أن يسف أو يتبذل في لفظ أو حركة أو تصرف .. فكيف به حين يشعر ويتصور أنه في كل لحظاته وفي كل حالاته في حضرة حفظة من الملائكة «كرام» لا يليق أن يطلعوا منه إلا على كل كريم من الخصال والفعال؟!


إن القرآن ليستجيش في القلب البشري أرفع المشاعر بإقرار هذه الحقيقة فيه بهذا التصور الواقعي الحي القريب إلى الإدراك المألوف ..
ثم يقرر مصير الأبرار ومصير الفجار بعد الحساب ، القائم على ما يكتبه الكرام الكاتبون :
«إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ. وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ. يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ. وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ» ..
فهو مصير مؤكد ، وعاقبة مقررة. أن ينتهي الأبرار إلى النعيم. وأن ينتهي الفجار إلى الجحيم. والبرّ هو الذي يأتي أعمال البرّ حتى تصبح له عادة وصفة ملازمة. وأعمال البر هي كل خير على الإطلاق. والصفة تتناسق في ظلها مع الكرم والإنسانية. كما أن الصفة التي تقابلها : «الْفُجَّارَ» فيها سوء الأدب والتوقح في مقارفة الإثم والمعصية. والجحيم هي كفء للفجور! ثم يزيد حالهم فيها ظهورا .. «يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ» ..
ويزيدها توكيدا وتقريرا : «وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ» لا فرارا ابتداء. ولا خلاصا بعد الوقوع فيها ولو إلى حين! فيتم التقابل بين الأبرار والفجار. وبين النعيم والجحيم. مع زيادة الإيضاح والتقرير لحالة رواد الجحيم! ولما كان يوم الدين هو موضع التكذيب ، فإنه يعود إليه بعد تقرير ما يقع فيه. يعود إليه ليقرر حقيقته الذاتية في تضخيم وتهويل بالتجهيل وبما يصيب النفوس فيه من عجز كامل وتجرد من كل شبهة في عون أو تعاون. وليقرر تفرد اللّه بالأمر في ذلك اليوم العصيب :
«وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ؟ ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ؟ يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً ، وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ» ..
والسؤال للتجهيل مألوف في التعبير القرآني. وهو يوقع في الحس أن الأمر أعظم جدا وأهول جدا من أن يحيط به إدراك البشر المحدود. فهو فوق كل تصور وفوق كل توقع وفوق كل مألوف.
وتكرار السؤال يزيد في الاستهوال ..
ثم يجيء البيان بما يتناسق مع هذا التصوير : «يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً» .. فهو العجز الشامل. وهو الشلل الكامل. وهو الانحسار والانكماش والانفصال بين النفوس المشغولة بهمها وحملها عن كل من تعرف من النفوس! «وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ» .. يتفرد به سبحانه. وهو المتفرد بالأمر في الدنيا والآخرة. ولكن في هذا اليوم - يوم الدين - تتجلى هذه الحقيقة التي قد يغفل عنها في الدنيا الغافلون المغرورون. فلا يعود بها خفاء ، ولا تغيب عن مخدوع ولا مفتون! ويتلاقى هذا الهول الصامت الواجم الجليل في نهاية السورة ، مع ذلك الهول المتحرك الهائج المائج في مطلعها.
وينحصر الحس بين الهولين .. وكلاهما مذهل مهيب رعيب! وبينهما ذلك العتاب الجليل المخجل المذيب!

( يتبع )















 

رد مع اقتباس
قديم 26-02-2021, 05:53 PM   #307


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي


















تابع – سورة الانفطار
محور مواضيع السورة :




قال الصابوني:

مكية.
وآياتها تسع عشرة آية.

* سورة الانفطار من السور المكية، وهي تعالج- كسابقتها (سورة التكوير)- الانقلاب الكوني الذي يصاحب قيام الساعة، وما يحدث في ذلك اليوم الخطير من أحداث جسام، ثم بيان حال الأبرار، وحال الفجار، يوم البعث والنشور.
* ابتدأت السورة الكريمة ببيان مشاهد الإنقلاب الذي يحدث في الكون، من انفطار السماء وإنتثار الكواكب، وتفجير البحار، وبعثرة القبور، وما يعقب ذلك من الحساب والجزاء {إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت}.
* ثم تحدثت عن جحود الإنسان وكفرانه لنعم ربه، وهو يتلقى فيوض النعمة منه جل وعلا، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها، ولا يعرف لربه قدره، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك}؟
* ثم ذكرت علة هذا الجحود والإنكار، ووضحت أن الله تعالى وكل بكل إنسان ملائكة يسجلون عليه أعماله، ويتعقبون أفعاله {كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون}.
* وذكرت السورة انقسام الناس في الآخرة إلى قسمين: أبرار، وفجار، وبينت مآل كل من الفريقين {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم يصلونها يوم الدين..} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة بتصوير ضخامة يوم القيامة وهوله، وتجرد النفوس يومئذ من كل حول وقوة وتفرد الله جل وعلا بالحكم والسلطان {وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.


قال محمد الغزالي:
في أثناء الحياة الدنيا، كان يقال للإنسان: انظر فوقك {ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور}؟ لا فتوق ولا شقوق، السماء محبوكة الأطراف! والكواكب تتهادى لا عطل ولا توقف. لكن عند قيام الساعة يتغير كل شيء: {إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت وإذا البحار فجرت وإذا القبور بعثرت علمت نفس ما قدمت وأخرت}. الشقوق ملأت الآفاق. والكواكب انفرط عقدها فلا يمسكها نظام، والبحار طغت على الشواطئ، وأهل القبور يستعدون للخروج وهم شاعرون بالحرج والحيرة! ونسمع هنا معاتبة مؤسفة {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك}. ما فعلت في أمس الدابر؟ وما قدمت لمستقبلك الخالد؟ لقد كانت وصايا الحق أهون شيء على الإنسان! كان المرء يمرق إلى أهوائه كالسهم، فإذا كلف بجهاد أو صلاة تقاعس واسترخى! إن الدار الآخرة ستكون مفاجأة كئيبة لأغلب الناس {كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون} إن الملائكة الحفظة يثبتون في سجلاتهم كل شيء حتى يواجه الإنسان بما قدم وأخر.. دون زيادة أو نقص، ثم يذهب الخلائق إلى مستقرهم العتيد {إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الانفطار فِيهَا حديثان:
قوله:
عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه انه صَاح بِغُلَام لَهُ مَرَّات فَلم يُلَبِّهِ فَنظر فَإِذا هُوَ بِالْبَابِ فَقال لَهُ مَالك لَا تُجِيبنِي فَقال لِثِقَتِي بِحِلْمِك وَأَمني من عُقُوبَتك فَاسْتحْسن جَوَابه وَأعْتقهُ.
الحديث الأول:
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ لما تَلا قوله تعالى: {مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} قال: «غره جَهله».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا أَبُو عبد الله بن فَنْجَوَيْهِ واسْمه الْحُسَيْن بن مُحَمَّد ثَنَا أَبُو على بن حَنش الْمقري ثَنَا أَبُو الْقَاسِم بن الْفضل الْمقري ثَنَا على بن الْحُسَيْن الْمقدمِي وعلى بن هَاشم قالا ثَنَا كثير بن هِشَام ثَنَا جَعْفَر بن برْقَان ثَنَا صَالح ابْن مِسْمَار قال بَلغنِي أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ تَلا هَذِه الْآيَة {يأيها الْإِنْسَان مَا غَرَّك بِرَبِّك الْكَرِيم} قال: «غره جَهله».
وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل القرآن حَدثنَا كثير ابْن هِشَام وَذكره سَوَاء إِلَّا أَنه قال: «غره حلمه» وَالنُّسْخَة صَحِيحَة.
الحديث الثَّانِي:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أنه قال: «من قرأ {إِذا السَّمَاء انفطرت} كتب الله لَهُ بِعَدَد كل قَطْرَة من السَّمَاء حَسَنَة وَبِعَدَد كل قبر حَسَنَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فَذكره وَزَاد «وَأصْلح لَهُ شَأْنه يوم الْقِيَامَة» انتهى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.

فضل السّورة:
فيه عن أُبي: «مَنْ قرأها أَعطاه الله من الأَجر بعدد كلّ قبر حسنةً، وبعدد كلّ قَطْرة ماءِ حسنة، وأَصلح الله شأنه يوم القيامة».
وعن علي: «يا علي مَنْ قرأها جعل الله كلّ آية في ميزانه أَثقل من السّموات، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب الَّذين عَمروا بيت المقدس».

( يتبع – سورة المطففين )















 

رد مع اقتباس
قديم 26-02-2021, 05:56 PM   #308


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي


















سورة المطففين

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 36 .
ترتيبها الثالثة والثمانون .
نزلت بعد سورة العنكبوت .
بدأت بالدعاء على المطففين " ويل للمطففين " لم يذكر لفظ الجلالة في السورة ، بها سكتة لطيفة في الآية (14) .

سبب نزول السورة :
أخرج النسائي وابن ماجة بسند صحيح عن ابن عباس قال : لما قدم النبي المدينة كانوا من أبخس الناس كيلاً ، فأنزل الله ( ويل للمطففين ) فأحسنوا الكيل بعد ذلك.


تابع – سورة المطففين
محور مواضيع السورة :
يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ أُمُورِ العَقِيدَةِ وَتَتَحَدَّثُ عَنِ الدَّعْوَةِ الإِسْلاَمِيَّةِ في مُوَاجَهَةِ خُصُومِهَا الأَلِدَّاءِ.
قال البقاعي:
سورة المطففين مقصودها شرح آخر الانفطار بأنه لابد من دينونة العباد يوم التناد بإسكان الأولياء أهل الرشاد دار النعيم، والأشقياء أهل الضلال والعناد غار الجحيم، ودل على ذلك بأنه مربيهم والمحسن إليهم بعموم النعمة، ولا يتخيل عاقل أن أحدا يربي أحدا من غير سؤال عما حمله إياه وكلفه به ولا أنه لا ينصف بعض من يربيهم من بعض، واسمها التطفيف أدل ما فيها على ذلك.
و معظم مقصود السّورة تمام الكيل والميزان، والاحترازُ عن البَخْس والنُّقصان، وذكر السجين لأَهل العصيان، وذكر العِلّيّين لأَهل الإِيمان، ودَلال المؤمنين والمطيعين في نعيم الجنان، وذُلّ العصيان في عذاب النِّيران، ومكافأَتهم على وَفْق الجُرْم. والكفران في قوله: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.

قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في كتب السنة وفي بعض التفاسير (سورة ويل للمطففين)، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه)، والترمذي في (جامعه).
وسميت في كثير من كتب التفسير والمصاحف (سورة المطففين) اختصاراً.
ولم يذكرها في (الإِتقان) في عداد السور ذوات أكثر من اسم وسماها (سورة المطففين) وفيه نظر.
وقد اختُلف في كونها مكية أو مدنية أو بعضها مكي وبعضها مدني. فعن ابن مسعود والضحاك ومقاتل في رواية عنه: أنها مكية، وعن ابن عباس في الأصح عنه وعكرمة والحسن والسدّي ومقاتل في رواية أخرى عنه: أنها مدنيّة، قال: وهي أول سورة نزلت بالمدينة، وعن ابن عباس في رواية عنه وقتادة: هي مدنيّة إلاّ ثمان آيات من آخرها من قوله: {إن الذين أجرموا} (المطففين: 29) إلى آخرها.
وقال الكلبي وجابر بن زيد: نزلت بين مكة والمدينة فهي لذلك مكية، لأن العبرة في المدني بما نزل بعد الهجرة على المختار من الأقوال لأهل علم القرآن.
قال ابن عطية: احتج جماعة من المفسرين على أنها مكية بذكر الأساطير فيها أي قوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} (القلم: 15). والذي نختاره: أنها نزلت قبل الهجرة لأن معظم ما اشتملت عليه التعريض بمنكري البعث.
ومن اللطائف أن تكون نزلت بين مكة والمدينة لأن التطفيف كان فاشياً في البلدين. وقد حصل من اختلافهم أنها: إما آخر ما أنزل بمكة، وإما أول ما أنزل بالمدينة، والقول بأنها نزلت بين مكة والمدينة قول حسن.
فقد ذكر الواحدي في (أسباب النزول) عن ابن عباس: قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة كانوا من أخبث الناس كيلاً، فأنزل الله تعالى: {ويل للمطففين} فأحسَنوا الكيل بعد ذلك.
وعن القُرظي: كان بالمدينة تجار يطففون الكيل وكانت بياعاتهم كسبة القمار والملامسة والمنابذة والمخاصرة، فأنزل الله تعالى هذه الآية فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق وقرأها، وكانت عادة فشَت فيهم من زمن الشرك فلم يتفطن بعض الذين أسلموا من أهل المدينة لما فيه من أكل مال الناس، فرأى إيقاظهم لذلك، فكانت مقدمة لإِصلاح أحوال المسلمين في المدينة مع تشنيع أحوال المشركين بمكة ويثرب بأنهم الذين سنُّوا التطفيف.
وما أنسب هذا المقصد بأن تكون نزلت بين مكة والمدينة لتطهير المدينة من فساد المعاملات التجارية قبل أن يدخل إليها النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يشهد فيها منكراً عاماً فإن الكيل والوزن لا يخلو وقت عن التعامل بهما في الأسواق وفي المبادلات.
وهي معدودة السادسة والثمانين في عداد نزول السور.
نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة البقرة.
وعدد آيها ست وثلاثون.
( يتبع )















 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 01:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010