07-02-2021, 05:37 PM
|
#233 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : يوم أمس (01:19 PM) | المشاركات : 877,793 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | | . . . . . . . . . تابع – سورة المدثر
محاور مواضيع السورة :
قال البقاعي:
سورة المدثر مقصودها الجد والاجتهاد في الإنذار بدار البوار لأهل الاستكبار، وإثبات البعث في أ، فس المكذبين الفجار، والإشارة بالبشارة لأهل الادكار، بحلم العزيز الغفار، واسمها المدثر أدل مافيها على ذلك، وذلك واضح لمن تأمل النداء والمنادى به والسبب.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدعوة الخلْق إِلى الإِيمان، وتقرير صعوبة القيامة على (الكفّار و) أهل العصيان، وتهديد وليد ابن مُغيرة بنقض القرآن، وبيان عدد زبانية النِّيران، وأنّ كلّ أحد رهْن بالإِساءة والإِحسان، وملامة الكفّار على إِعراضهم عن الإِيمان، وذكر وعْد الكريم على التقوى بالرّحمة والغفران، في قوله: {هو أهْلُ التّقْوى وأهْلُ المغْفِرة}.
قال سيد قطب
ينطبق على هذه السورة من ناحية سبب نزولها ، ووقت نزولها ما سبق ذكره عن سورة «المزمل». فهناك روايات بأنها هي أول ما نزل بعد سورة العلق ، ورواية أخرى بأنها نزلت بعد الجهر بالدعوة وإيذاء المشركين للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - .
قال البخاري ، حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير قال : سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن؟ فقال : «يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ» .. قلت : يقولون «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ» فقال أبو سلمة : سألت جابر بن عبد اللّه عن ذلك ، وقلت له مثل ما قلت لي ، فقال جابر : لا أحدثك إلا ما حدثنا به رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت ، فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ، ونظرت أمامي فلم أر شيئا ، ونظرت خلفي فلم أر شيئا ، فرفعت رأسي فرأيت شيئا. فأتيت خديجة فقلت : «دثروني وصبوا عليّ ماء باردا» قال : فدثروني وصبوا عليّ ماء باردا. قال : فنزلت : «يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ» ..
وقد رواه مسلم من طريق عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة. قال : أخبرني جابر بن عبد اللّه ، أنه سمع رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يحدث عن فترة الوحي ، فقال في حديثه : فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء ، فرفعت بصري قبل السماء ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء ، قاعد على كرسي بين السماء والأرض ، فجثيت منه حتى هويت إلى الأرض فجئت إلى أهلي فقلت : زملوني ، فدثروني ، فأنزل اللّه تعالى :
«يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ ... - إلى - والرُّجْزَ فَاهْجُرْ» قال أبو سلمة : والرجز الأوثان. ثم حمي الوحي وتتابع» .. ورواه البخاري من هذا الوجه أيضا .. وهذا لفظ البخاري.
وعلق ابن كثير في التفسير على هذا الحديث بقوله : «وهذا السياق هو المحفوظ ، وهو يقتضي أنه قد نزل الوحي قبل هذا لقوله : «فإذا الملك الذي جاءني بحراء» وهو جبريل ، حين أتاه بقوله ... «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ» ..
ثم إنه حصل بعد هذا فترة ، ثم نزل الملك بعد هذا. ووجه الجمع أن أول شيء نزل بعد فترة الوحي هذه السورة» ..
هذه رواية. وهناك رواية أخرى .. قال الطبراني : حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار ، حدثنا الحسن بن بشر البجلي ، حدثنا المعافى بن عمران ، عن إبراهيم بن يزيد ، سمعت ابن أبي مليكة يقول :
سمعت ابن عباس يقول : إن الوليد بن المغيرة صنع لقريش طعاما ، فلما أكلوا منه قال : ما تقولون في هذا الرجل؟ فقال بعضهم : ساحر. وقال بعضهم : ليس بساحر. وقال بعضهم : كاهن. وقال بعضهم : ليس بكاهن. وقال بعضهم : شاعر. وقال بعضهم : ليس بشاعر. وقال بعضهم : بل سحر يؤثر. فأجمع رأيهم على أنه سحر يؤثر. فبلغ ذلك النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فحزن ، وقنع رأسه ، وتدثر. فأنزل اللّه تعالى :
«يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ. وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ. وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ. وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ، وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ. وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ» ..
وتكاد تكون هذه الرواية هي ذاتها التي رويت عن سورة «الْمُزَّمِّلُ» .. مما يجعلنا لا نستطيع الجزم بشيء عن أيتهما هي التي نزلت أولا. والتي نزلت بهذه المناسبة أو تلك.
غير أن النظر في النص القرآني ذاته يوحي بأن مطلع هذه السورة إلى قوله تعالى : «وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ» ربما يكون قد نزل مبكرا في أوائل أيام الدعوة. شأنه شأن مطلع سورة المزمل إلى قوله تعالى : «وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا ، رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا» .. وهذا وذلك لإعداد نفس الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - للنهوض بالتبعة الكبرى ، ومواجهة قريش بعد ذلك بالدعوة جهارا وكافة ، مما سيترتب عليه مشاق كثيرة متنوعة ، تحتاج مواجهتها إلى إعداد نفسي سابق .. ويكون ما تلا ذلك في سورة المدثر ، وما تلا هذا في سورة المزمل ، قد نزلا بعد فترة بمناسبة تكذيب القوم وعنادهم ، وإيذائهم للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - بالاتهام الكاذب والكيد اللئيم.
إلا أن هذا الاحتمال لا ينفي الاحتمال الآخر ، وهو أن يكون كل من المطلعين قد نزل متصلا بما تلاه في هذه السورة وفي تلك ، بمناسبة واحدة ، هي التكذيب ، واغتمام رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - للكيد الذي كادته قريش ودبرته .. ويكون الشأن في السورتين هو الشأن في سورة القلم على النحو الذي بيناه هناك.
( يتبع )
|
. . . |
. . . |
. . . |
|
|
التعديل الأخير تم بواسطة البرنس مديح ال قطب ; 14-03-2021 الساعة 08:41 PM |