07-02-2021, 05:28 PM
|
#229 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM) | المشاركات : 873,030 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
| . . . . . . . . . تابع – سورة المزمل
محاور ومقاصد السورة
قال محمد الغزالي:
في سورة الأنعام آية رسمت الإطار الذي يحدد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين}. إذا كانت حياة البعض حقا وباطلا وجدا وهزلا وراحة وتعبا، فإن هذا الإنسان الجليل قضى حياته كدحا موصولا وسبحا طويلا. ولم تكن مراحل تعبه استكمالا لأمجاد النبوة في بيئة محدودة، بل كانت تكوين جيل يغير مسار البشر إلى قيام الساعة، ويهيئ للحق منارا لا تطفئه العواصف الهوج! إن السنوات الستين التي قضاها محمد في الدنيا لم تكن لإصلاح عصر معين، بل كانت صونا لعقيدة التوحيد على امتداد الزمان والمكان، وإعدادا للرجال! الذين يحرسونها بعده إلى آخر الدهر. وفى أوائل إلماع إلى هذه الغاية لقد قيل للرسول {يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا} لقد انتهى زمان النوم المشبع والإستجمام العميق {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}. إنه قول ملئ بالتكاليف الشاقة والجهاد المضنى!! إنه إذا فرغ من قيام الليل استقبل كدح النهار في تبليغ الدعوة ومجاهدة الخصوم، ولا معين له إلا الله. فلينقطع إليه، وليستمد منه، وليتخذه وكيلا، وليصبر على أذاهم، فإن حسابهم المقبل شاق: {إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما}. ومتى يقع هذا؟ {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا مهيلا}! إن تصور الأرض ترتجف بنجدها ووفدها وبرها وبحرها كما يرتجف العاجز أمام هولى دهمه، تصور يثير الفزع والرهبة، ولكن الناس في خوض يلعبون. إن محمدا عليه الصلاة والسلام كان أخشى الناس لله، وأشدهم إحساسا بقرب لقائه. وكان الجيل الذي حف به يتأسى به ويحيا على غراره. فليس غريبا أن يقوم الليل مثله ويشد أزره في مكافحة الضلال الجاثم على صدر الدنيا، ولكن الله سبحانه رحمة منه بجمهور الأمة استبقى فريضة قيام الليل على نبيه خاصة. واكتفى من المؤمنين بما يقومون به من واجبات أثناء النهار {والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن}. وليس هذا الترك إجازة مفتوحة أو عطلة سائغة. كلا، إنه تقدير لأعمال أخرى {علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله}. والواقع أن الجهاد الاقتصادى والعسكرى لابد منهما لحراسة الأمة وأدائها لرسالتها. إن أعداء الحق يرقبوننا بجل، فإن وجدوا ثغرة نفذوا منها إلى صميمنا، وهنا الطامة التي تطيح بالحق وأهله. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة المزمل صلى الله عليه وسلم ذكر فِيها ثمانِية أحادِيث:
الحديث الأول:
عن عائِشة «أنّها سُئِلت ما كان تزميل النّبِي صلى الله عليه وسلم قالت كان مِرْطا طوله أرْبعة عشر ذِراعا نصفه علّي وأنا نائِمة ونصفه عليْهِ وهُو يُصلِّي فسُئِلت ما كان فقالت والله ما كان خزّا ولا قزّا ولا مرْعزِيٌّ ولا إبْريسما ولا صُوفا كان سداه شعرا ولحمته وبرا».
قلت غرِيب ورُوِي الْبيْهقِيّ فِي كتاب الدّعْوات الْكبِير لهُ اُخْبُرْنا أبُو عبد الله الْحافِظ اخبرني أبُو صالح خلف بن مُحمّد أنا صالح بن مُحمّد ثنا مُحمّد بن عباد الْمكِّيّ ثنا حاتِم بن إِسْماعِيل عن نصر بن كثير عن يحْيى بن سعيد عن عُرْوة عن عائِشة قالت «لما كانت ليْلة النّصْف من شعْبان انْسلّ النّبِي صلى الله عليه وسلم من مِرْطِي ثمّ قالت والله ما كان مِرْطِي من حرِير ولا قز ولا كتّان ولا كُرْسُف ولا صوف قُلْنا فمن أي شيْء كان قالت إِن كان سداه لمن شعر وإِن كان لحْمته لمن وبر» مُخْتصر.
ورواهُ ابْن الْجوْزِيّ فِي الْعِلل المتناهية من حديث سُليْمان بن أبي كرِيمة عن هِشام بن عُرْوة عن أبِيه عن عائِشة... فذكره سواء وأعله بِابْن أبي كرِيمة وقال إِن لهُ مناكِير.
الحديث الثّانِي:
رُوِي «أن النّبِي صلى الله عليه وسلم دخل على خدِيجة وقد جاء فرقا أول ما أتاهُ جِبْرِيل وبوادره ترْعد فقال زمِّلُونِي وحسب أنه عرض لهُ فبينا هُو كذلِك إِذْ ناداه جِبْرِيل يأيها المزمل..» قلت غرِيب.
قوله:
قال عمر رضِي اللّهُ عنْه «شرّ السّير الْحقْحقةُ وشر الْقراءة الْهذْرمةُ».
قلت غرِيب وروى ابْن الْمُبارك فِي الزّهْد اُخْبُرْنا معمر عن يحْيى بن الْمُخْتار عن الْحسن قال كان يُقال شرّ السّير الْحقْحقةُ مُخْتصر.
ورفعه ابْن عدي فِي الْكامِل من حديث الْحسن بن دِينار عن الْحسن عن أبي هُريْرة عن النّبِي صلى الله عليه وسلم قال «شرّ السّير الْحقْحقةُ» وضعفه بِابْن دِينار.
وروى الْخطِيب الْبغْدادِيّ فِي أوائِل كِتابه الْجامِع لِآدابِ الرّاوِي والسّماع حدثنا الْحُسيْن بن مُحمّد الْأصم قال قرأت على منْصُور بن جعْفر قال قرأت على أبي مُحمّد بن درسْتويْه قال قرآنا على ابْن قُتيْبة قال عمر بن الْخطاب «شرّ الْقراءة الْهذْرمةُ وشر الْكِتابة الْمشق» يعْنِي التّعْلِيق انتهى.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثّالِث:
«سُئِلت عائِشة رضِي اللّهُ عنْها عن قراءة رسُول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا كسرْدِكُمْ هذا لو أراد السّامع أن يعد حُرُوفه لعدها».
قلت تقدم فِي الْفرْقان.
الحديث الرّابِع:
عن ابْن عبّاس قال «كان النّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا نزل عليْهِ الْوحْي ثقل عليْهِ وتربد لهُ جلده».
قلت غرِيب.
وروى مُسلم فِي صحِيحه فِي الْفضائِل من حديث عبادة بن الصّامِت قال «كان رسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا نزل عليْهِ الْوحْي كرب لذلِك وتربد وجهه» انتهى.
وروى أحْمد فِي مُسْنده من حديث ابْن عبّاس فِي قصّة هِلال بن أُميّة قال «وكان النّبِي صلى الله عليه وسلم إِذْ أنزل عليْهِ الْوحْي عرفُوا ذلِك فِي تربد جلده».
ورواهُ أبُو داوُد الطّيالِسِيّ فِي مُسْنده ثنا عباد بن منْصُور ثنا عِكْرِمة عن ابْن عبّاس وفِيه «كان النّبِي صلى الله عليه وسلم إِذا نزل عليْهِ الْوحْي تربد لهُ وجهه وجسده».
ومن طرِيق الطّيالِسِيّ رواهُ أبُو نعيم فِي دلائِل النُّبُوّة.
الحديث الْخامِس:
عن عائِشة رضِي اللّهُ عنْها «رأيْته عليه السلام ينزل عليْهِ الْوحْي فِي الْيوْم الشّديد الْبرد فيفْصم عنهُ وإِن جبينه لِيرْفضّ عرقا».
قلت رواهُ البُخارِيّ فِي أول صحِيحه من حديث عُرْوة عنْها قالت «ولقد رأيْته ينزل عليْهِ الْوحْي فِي الْيوْم الشّديد الْبرد فيفْصم عنهُ وإِن جبينه ليتفصد عرقا» مُخْتصر.
وهُو فِي الثّعْلبِيّ لِيرْفضّ.
الحديث السّادِس:
قال صلى الله عليه وسلم: «اللّهُمّ اشدد وطأتك على مُضر».
قلت رواهُ البُخارِيّ ومُسلم من حديث أبي هُريْرة وقد تقدم فِي الْأنْبِياء.
قوله:
عن أبي الدّرْداء «إِنّا لنكشر فِي وُجُوه قوم ونضْحك إِليْهِم وإِن قُلُوبنا لتقْلِيهِمْ».
قلت رواهُ الْبيْهقِيّ فِي شعب الْإِيمان فِي الْباب السّادِس والْخمسين عن الْحاكِم بِسندِهِ إِلى مسلمة بن سعيد عن أبي الْأحْوص عن أبي الزّاهِرِيّة قال قال أبُو الدّرْداء «إِنّا لنكشر فِي وُجُوه أقوام وإِن قُلُوبنا لتلْعنهُمْ» انتهى.
وروى أبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي ترْجمة أبي الدّرْداء ثنا عبد الله بن مُحمّد بن جعْفر ثنا إِبْراهِيم بن مُحمّد بن الْحسن ثنا عبد الْجبّار بن الْعلاء ثنا سُفْيان ثنا خلف بن حوْشب قال قال أبُو الدّرْداء... فذكره بِاللّفْظِ الْمذْكُور.
وبِهذا اللّفْظ ذكره البُخارِيّ فِي صحِيحه تعْلِيقا فِي كتاب الْأدب فقال ويذكر عن أبي الدّرْداء فذكره بِاللّفْظِ الْمذْكُور، ورواهُ علّي بن معبد فِي كتاب الطّاعة والْمعْصِية فِي باب مُخالطة النّاس حدثنا أبُو مُعاوِية عن الْأحْوص بن حكِيم عن أبِيه عن أبي الزّاهِرِيّة قال قال أبُو الدّرْداء «إِنّا لنكشر فِي وُجُوه أقوام وإِن قُلُوبنا لتقْلِيهِمْ» انتهى.
( يتبع )
|
. . . |
. . . |
. . . |
|
| |