ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-2021, 08:23 PM   #358


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي


















سورة البلد

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 20 .
ترتيبها بالمصحف التسعون .
نزلت بعد سورة ق .
بدأت باسلوب قسم القسم " لا أقسم بهذا البلد " .

قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في ترجمتها عن (صحيح البخاري): سُورَةَ {لا أقسم} وسميت في المصاحف وكتب التفسير (سورة البلد). وهو إما على حكاية اللفظ الواقع في أولها، وإما لإِرادة البلد المعروف وهو مكة.
وهي مكية وحكى الزمخشري والقرطبي الاتفاق عليه واقتصر عليه معظم المُفسرين وحكَى ابن عطية عن قوم: أنها مدنية. ولعل هذا قول من فسر قوله: {وأنت حل بهذا البلد} (البلد: 2) أن الحل الإِذن له في القتال يوم الفتح وحَمل {وأنت حل}على معنى: وأنت الآن حلّ، وهو يرجع إلى ما روى القرطبي عن السدّي وأبي صالح وعزي لابن عباس. وقد أشار في (الكشاف) إلى إبطاله بأن السورة نزلت بمكة بالاتفاق، وفي رده بذلك مصادرة، فالوجه أن يُرد بأن في قوله: {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد} إلى قوله: {فلا اقتحم العقبة} (البلد: 5-11) ضمائر غيبة يتعين عودها إلى الإِنسان في قوله: {لقد خلقنا الإنسان في كبد} (البلد: 4) وإلا لخلت الضمائر عن معاد. وحكى في (الإِتقان) قولاً أنها مدنية إلا الآيات الأربعَ من أولها.
وقد عُدت الخامسة والثلاثين في عدد نزول السور.
نزلت بعد سورة ق وقبل سورة الطارق.
وعدد آيها عشرون آية.


تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ القِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا ، وَالآخِرَةِ وَشَدَائـِدِهَا ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ أَحْدَاثٍ وَأَهْوَالٍ عِظَامٍ ؛ كَخُرُوجِ النَّاسِ مِنَ القُبُورِ ، وَانْتِشَارِهِمْ في ذَلِكَ اليَوْمِ الرَّهِيبِ ؛ كَالفَرَاشِ المُتَطَايـِرِ ، المُنْتَشِرِ هُنَا وَهُنَاكَ ، يَجِيئُونَ وَيَذْهَبُونَ عَلَى غَيْرِ نِظَامٍ مِنْ شِدَّةِ حِيرَتـِهِمْ وَفَزَعِهِمْ.
.قال البقاعي:
سورة البلد مقصودها الدلالة على نفي القدرة عن الإنسان، وإثباتها لخالقه الديان ن بذكر المخلص منها، الموصل إلى السعادة في الآخرة، وهو ما هدى إليه ربه سبحانه، وذلك هو معنى اسمها، فإن من تأمل أمان أهل الحرم وماهم فيه من الرزق والخير على قلة الرزق ببلدهم- مع ما فيه غيرهم ممن هم أكثر منهم وأقثوى- من الخوف والجوع علم ذلك.
و معظم مقصود السّورة:
تشريف مكَّة بحكم القَسَم بها، وشدّة حال الأَدنى، والخبر من سرّه وعلانيته، والمِنَّة عليه بالنعم المختلفة، وتهويل عَقَبَة الصِّراط وبيان النجاة منها، ومدح المؤمنين وصبرهم على البلاءِ، ورحمة بعضهم بعضًا، وخلود الكفَّار في النَّار في قوله: {عَلَيْهِمْ نَارٌ مؤصدة}.

( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:04 PM   #359


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي
















تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

قال ابن عاشور:
من أغراض السورة حوت من الأغراض التنويه بمكة. وبمُقام النبي صلى الله عليه وسلم بها. وبركته فيها وعلى أهلها.
والتنويهَ بأسلاف النبي صلى الله عليه وسلم من سكانها الذين كانوا من الأنبياء مثل إبراهيم وإسماعيل أو من أتباع الحنيفية مثل عَدنان ومُضر كما سيأتي.
والتخلصَ إلى ذَم سيرة أهل الشرك. وإنكارهم البعث. وما كانوا عليه من التفاخر المبالغ فيه، وما أهملوه من شكر النعمة على الحواس، ونعمة النطق، ونعمة الفكر، ونعمة الإِرشاد فلم يشكروا ذلك بالبذل في سبل الخير وما فرطوا فيه من خصال الإِيمان وأخلاقه.
ووعيدَ الكافرين وبشارة الموقنين.

قال سيد قطب
تضم هذه السورة الصغيرة جناحيها على حشد من الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ذات الإيحاءات الدافعة واللمسات الموحية. حشد يصعب أن يجتمع في هذا الحيز الصغير في غير القرآن الكريم ، وأسلوبه الفريد في التوقيع على أوتار القلب البشري بمثل هذه اللمسات السريعة العميقة ..
تبدأ السورة بالتلويح بقسم عظيم ، على حقيقة في حياة الإنسان ثابتة :
«لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ. وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ. وَوالِدٍ وَما وَلَدَ. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ».
والبلد هو مكة. بيت اللّه الحرام. أول بيت وضع للناس في الأرض. ليكون مثابة لهم وأمنا. يضعون عنده سلاحهم وخصوماتهم وعداواتهم ، ويلتقون فيه مسالمين ، حراما بعضهم على بعض ، كما أن البيت وشجره وطيره وكل حي فيه حرام. ثم هو بيت إبراهيم والد إسماعيل أبي العرب والمسلمين أجمعين.
ويكرم اللّه نبيه محمدا - صلى اللّه عليه وسلم - فيذكره ويذكر حله بهذا البلد وإقامته ، بوصفها ملابسة تزيد هذا البلد حرمة ، وتزيده شرفا ، وتزيده عظمة. وهي إيماءة ذات دلالة عميقة في هذا المقام. والمشركون يستحلون حرمة البيت ، فيؤذون النبي والمسلمين فيه ، والبيت كريم ، يزيده كرما أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - حل فيه مقيم. وحين يقسم اللّه - سبحانه - بالبلد والمقيم به ، فإنه يخلع عليه عظمة وحرمة فوق حرمته ، فيبدو موقف المشركين الذين يدعون أنهم سدنة البيت وأبناء إسماعيل وعلى ملة إبراهيم ، موقفا منكرا قبيحا من جميع الوجوه.
ولعل هذا المعنى يرشح لاعتبار : «وَوالِدٍ وَما وَلَدَ» .. إشارة خاصة إلى إبراهيم ، أو إلى إسماعيل - عليهما السلام - وإضافة هذا إلى القسم بالبلد والنبي المقيم به ، وبانيه الأول وما ولد .. وإن كان هذا الاعتبار لا ينفي أن يكون المقصود هو : والد وما ولد إطلاقا. وأن تكون هذه إشارة إلى طبيعة النشأة الإنسانية ، واعتمادها على التوالد.
تمهيدا للحديث عن حقيقة الإنسان التي هي مادة السورة الأساسية.


وللإستاذ الإمام الشيخ محمد عبده في هذا الموضع من تفسيره للسورة في «جزء عم» لفتة لطيفة تتسق في روحها مع روح هذه «الظلال» فنستعيرها منه هنا .. قال رحمه اللّه :
«ثم أقسم بوالد وما ولد ، ليلفت نظرنا إلى رفعة قدر هذا الطور من أطوار الوجود - وهو طور التوالد - وإلى ما فيه من بالغ الحكمة وإتقان الصنع ، وإلى ما يعانيه الوالد والمولود في إبداء النشء وتكميل الناشئ ، وإبلاغه حده من النمو المقدر له.
«فإذا تصورت في النبات كم تعاني البذرة في أطوار النمو : من مقاومة فواعل الجو ، ومحاولة امتصاص الغذاء مما حولها من العناصر ، إلى أن تستقيم شجرة ذات فروع وأغصان ، وتستعد إلى أن تلد بذرة أو بذورا أخرى تعمل عملها ، وتزين الوجود بجمال منظرها - إذا أحضرت ذلك في ذهنك ، والتفت إلى ما فوق النبات من الحيوان والإنسان ، حضر لك من أمر الوالد والمولود فيهما ما هو أعظم ، ووجدت من المكابدة والعناء الذي يلاقيه كل منهما في سبيل حفظ الأنواع ، واستبقاء جمال الكون بصورها ما هو أشد وأجسم» .. انتهى ..
يقسم هذا القسم على حقيقة ثابتة في حياة الكائن الإنساني :
«لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ» ..
في مكابدة ومشقة ، وجهد وكد ، وكفاح وكدح .. كما قال في السورة الأخرى : «يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ» ..

( يتبع )









 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:07 PM   #360


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي
















تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

الخلية الأولى لا تستقر في الرحم حتى تبدأ في الكبد والكدح والنصب لتوفر لنفسها الظروف الملائمة للحياة والغذاء - بإذن ربها - وما تزال كذلك حتى تنتهي إلى المخرج ، فتذوق من المخاض - إلى جانب ما تذوقه الوالدة - ما تذوق. وما يكاد الجنين يرى النور حتى يكون قد ضغط ودفع حتى كاد يختنق في مخرجه من الرحم! ومنذ هذه اللحظة يبدأ الجهد الأشق والكبد الأمر. يبدأ الجنين ليتنفس هذا الهواء الذي لا عهد له به ، ويفتح فمه ورئتيه لأول مرة ليشهق ويزفر في صراخ يشي بمشقة البداية! وتبدأ دورته الهضمية ودورته الدموية في العمل على غير عادة! ويعاني في إخراج الفضلات حتى يروض أمعاءه على هذا العمل الجديد! وكل خطوة بعد ذلك كبد ، وكل حركة بعد ذلك كبد. والذي يلاحظ الوليد عند ما يهم بالحبو وعند ما يهم بالمشي يدرك كم يبذل من الجهد العنيف للقيام بهذه الحركة الساذجة.
وعند بروز الأسنان كبد. وعند انتصاب القامة كبد. وعند الخطو الثابت كبد. وعند التعلم كبد. وعند التفكر كبد. وفي كل تجربة جديدة كبد كتجربة الحبو والمشي سواء! ثم تفترق الطرق ، وتتنوع المشاق هذا يكدح بعضلاته. وهذا يكدح بفكره. وهذا يكدح بروحه. وهذا يكدح للقمة العيش وخرقة الكساء. وهذا يكدح ليجعل الألف ألفين وعشرة آلاف .. وهذا يكدح لملك أو جاه ، وهذا يكدح في سبيل اللّه. وهذا يكدح لشهوة ونزوة. وهذا يكدح لعقيدة ودعوة. وهذا يكدح إلى النار. وهذا يكدح إلى الجنة .. والكل يحمل حمله ويصعد الطريق كادحا إلى ربه فيلقاه! وهناك يكون الكبد الأكبر للأشقياء.
وتكون الراحة الكبرى للسعداء.

إنه الكبد طبيعة الحياة الدنيا. تختلف أشكاله وأسبابه. ولكنه هو الكبد في النهاية. فأخسر الخاسرين هو من يعاني كبد الحياة الدنيا لينتهي إلى الكبد الأشق الأمرّ في الأخرى. وأفلح الفالحين من يكدح في الطريق إلى ربه ليلقاه بمؤهلات تنهي عنه كبد الحياة ، وتنتهي به إلى الراحة الكبرى في ظلال اللّه.
على أن في الأرض ذاتها بعض الجزاء على ألوان الكدح والعناء. إن الذي يكدح للأمر الجليل ليس كالذي يكدح للأمر الحقير. ليس مثله طمأنينة بال وارتياحا للبذل ، واسترواحا بالتضحية ، فالذي يكدح وهو طليق من أثقال الطين ، أو للانطلاق من هذه الأثقال ، ليس كالذي يكدح ليغوص في الوحل ويلصق بالأرض كالحشرات والديدان! والذي يموت في سبيل دعوة ليس كالذي يموت في سبيل نزوة .. ليس مثله في خاصة شعوره بالجهد والكبد الذي يلقاه.
وبعد تقرير هذه الحقيقة عن طبيعة الحياة الإنسانية يناقش بعض دعاوى «الْإِنْسانَ» وتصوراته التي تشي بها تصرفاته :
«أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ؟ يَقُولُ : أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً. أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ؟».
إن هذا «الْإِنْسانَ» المخلوق في كبد ، الذي لا يخلص من عناء الكدح والكد ، لينسى حقيقة حاله وينخدع بما يعطيه خالقه من أطراف القوة والقدرة والوجدان والمتاع ، فيتصرف تصرف الذي لا يحسب أنه مأخوذ بعمله ، ولا يتوقع أن يقدر عليه قادر فيحاسبه .. فيطغى ويبطش ويسلب وينهب ، ويجمع ويكثر ، ويفسق ويفجر ، دون أن يخشى ودون أن يتحرج .. وهذه هي صفة الإنسان الذي يعرى قلبه من الإيمان.


ثم إنه إذا دعي للخير والبذل (في مثل المواضع التي ورد ذكرها في السورة) «يَقُولُ : أَهْلَكْتُ مالًا لُبَداً» ..
وأنفقت شيئا كثيرا فحسبي ما أنفقت وما بذلت! «أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ»؟ وينسى أن عين اللّه عليه ، وأن علمه محيط به ، فهو يرى ما أنفق ، ولما ذا أنفق؟ ولكن هذا «الْإِنْسانَ» كأنما ينسى هذه الحقيقة ، ويحسب أنه في خفاء عن عين اللّه! وأمام هذا الغرور الذي يخيل للإنسان أنه ذو منعة وقوة ، وأمام ضنه بالمال وادعائه أنه بذل الكثير ، يجابهه القرآن بفيض الآلاء عليه في خاصة نفسه ، وفي صميم تكوينه ، وفي خصائص طبيعته واستعداداته ، تلك الآلاء التي لم يشكرها ولم يقم بحقها عنده :
«أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ؟ وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ؟ وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ؟» ..
إن الإنسان يغتر بقوته ، واللّه هو المنعم عليه بهذا القدر من القوة. ويضن بالمال. واللّه هو المنعم عليه بهذا المال. ولا يهتدي ولا يشكر ، وقد جعل له من الحواس ما يهديه في عالم المحسوسات : جعل له عينين على هذا القدر من الدقة في تركيبهما وفي قدرتهما على الإبصار. وميزه بالنطق ، وأعطاه أداته المحكمة : «وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ» ..
ثم أودع نفسه خصائص القدرة على إدراك الخير والشر ، والهدى والضلال ، والحق والباطل : «وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ»
ليختار أيهما شاء ، ففي طبيعته هذا الاستعداد المزدوج لسلوك أي النجدين. والنجد الطريق المرتفع. وقد اقتضت مشيئة اللّه أن تمنحه القدرة على سلوك أيهما شاء ، وأن تخلقه بهذا الازدواج طبقا لحكمة اللّه في الخلق ، وإعطاء كل شيء خلقه ، وتيسيره لوظيفته في هذا الوجود.

( يتبع )









 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:10 PM   #361


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

















تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

وهذه الآية تكشف عن حقيقة الطبيعة الإنسانية كما أنها تمثل قاعدة «النظرية النفسية الإسلامية» هي والآيات الأخرى في سورة الشمس : «وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها ، فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها» (و سنرجىء عرضها بشيء من التفصيل إلى الموضع الآخر في سورة الشمس لأنه أوسع مجالا).
هذه الآلاء التي أفاضها اللّه على جنس الإنسان في خاصة نفسه ، وفي صميم تكوينه ، والتي من شأنها أن تعينه على الهدى : عيناه بما تريان في صفحات هذا الكون من دلائل القدرة وموحيات الإيمان وهي معروضة في صفحات الكون مبثوثة في حناياه. ولسانه وشفتاه وهما أداة البيان والتعبير وعنهما يملك الإنسان أن يفعل الشيء الكثير. والكلمة أحيانا تقوم مقام السيف والقذيفة وأكثر وأحيانا تهوي بصاحبها في النار كما ترفعه أو تخفضه.
في هذه النار .. «عن معاذ بن جبل رضي اللّه عنه قال : كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ، ونحن نسير ، فقلت : يا رسول اللّه أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني عن النار. قال :
سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره اللّه عليه : تعبد اللّه ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت. ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ قلت : بلى يا رسول اللّه. قال : الصوم جنة ، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفىء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل شعار الصالحين ، ثم تلا قوله تعالى :
«تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ ....» ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت : بلى يا رسول اللّه. قال : رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد. ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا رسول اللّه. قال : كف عليك هذا ، وأشار إلى لسانه. قلت : يا نبي اللّه وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال : ثكلتك أمك! وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال : على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم؟» رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه.
وهدايته إلى إدراك الخير والشر ، ومعرفة الطريق إلى الجنة والطريق إلى النار ، وإعانته على الخير بهذه الهداية ..


هذه الآلاء كلها لم تدفع هذا «الْإِنْسانَ» إلى اقتحام العقبة التي تحول بينه وبين الجنة. هذه العقبة التي يبينها اللّه له في هذه الآيات :
«فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ .. وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ؟ فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ، يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ ، أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ. ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ. أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ» ..
هذه هي العقبة التي يقتحمها الإنسان - إلا من استعان بالإيمان - هذه هي العقبة التي تقف بينه وبين الجنة.
لو تخطاها لوصل! وتصويرها كذلك حافز قوي ، واستجاشة للقلب البشري ، وتحريك له ليقتحم العقبة وقد وضحت ووضح معها أنها الحائل بينه وبين هذا المكسب الضخم .. «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ»! ففيه تحضيض ودفع وترغيب! ثم تفخيم لهذا الشأن وتعظيم : «وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ!» .. إنه ليس تضخيم العقبة ، ولكنه تعظيم شأنها عند اللّه ، ليحفز به «الْإِنْسانَ» إلى اقتحامها وتخطيها مهما تتطلب من جهد ومن كبد. فالكبد واقع واقع. وحين يبذل لاقتحام العقبة يؤتي ثمره ويعوض المقتحم عما يكابده ، ولا يذهب ضياعا وهو واقع واقع على كل حال!
ويبدأ كشف العقبة وبيان طبيعتها بالأمر الذي كانت البيئة الخاصة التي تواجهها الدعوة في أمسّ الحاجة إليه :
فك الرقاب العانية وإطعام الطعام والحاجة إليه ماسة للضعاف الذين تقسو عليهم البيئة الجاحدة المتكالبة ، وينتهي بالأمر الذي لا يتعلق ببيئة خاصة ولا بزمان خاص ، والذي تواجهه النفوس جميعا ، وهي تتخطى العقبة إلى النجاة : «ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ» ...

وقد ورد أن فك الرقبة هو المشاركة في عتقها ، وأن العتق هو الاستقلال بهذا .. وأيا ما كان المقصود فالنتيجة الحاصلة واحدة.
وقد نزل هذا النص والإسلام في مكة محاصر وليست له دولة تقوم على شريعته. وكان الرق عاما في الجزيرة العربية وفي العالم من حولها. وكان الرقيق يعاملون معاملة قاسية على الإطلاق. فلما أن أسلم بعضهم كعمار بن ياسر وأسرته ، وبلال بن رباح ، وصهيب .. وغيرهم - رضي اللّه عنهم جميعا - اشتد عليهم البلاء من سادتهم العتاة ، وأسلموهم إلى تعذيب لا يطاق. وبدا أن طريق الخلاص لهم هو تحريرهم بشرائهم من سادتهم القساة ، فكان أبو بكر - رضي اللّه عنه - هو السابق كعادته دائما إلى التلبية والاستجابة في ثبات وطمأنينة واستقامة ..
قال ابن إسحاق : «وكان بلال مولى أبي بكر - رضي اللّه عنهما - لبعض بني جمح مولدا من مولديهم وكان صادق الإسلام ، طاهر القلب ، وكان أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى. فيقول وهو في ذلك البلاء : أحد أحد ...
«حتى مر به أبو بكر الصديق - رضي اللّه عنه - يوما وهم يصنعون ذلك به - وكانت دار أبي بكر في بني جمح. فقال لأمية بن خلف ، ألا تتقي اللّه في هذا المسكين؟ حتى متى؟ قال : أنت الذي أفسدته فأنقذه مما ترى. فقال أبو بكر : أفعل. عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى ، على دينك» أعطيكه به. قال : قد قبلت.
قال : هو لك. فأعطاه أبو بكر الصديق - رضي اللّه عنه - غلامه ذلك وأخذه وأعتقه.
«ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب. بلال سابعهم : عامر بن فهيرة (شهد بدرا وقتل يوم بئر معونة شهيدا) وأم عبيس ، وزنيرة. (و أصيب بصرها حين أعتقها ، فقالت قريش : ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى! فقالت : كذبوا وبيت اللّه ما تضر اللات والعزى وما تنفعان. فرد اللّه بصرها) وأعتق النهدية وابنتها ، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهي تقول : واللّه لا أعتقكما أبدا. فقال أبو بكر - رضي اللّه عنه - حل يا أم فلان (أي تحللي من يمينك) فقالت : حل! أنت أفسدتهما فأعتقهما. قال فبكم هما؟ قالت : بكذا وكذا. قال : قد أخذتهما وهما حرتان. أرجعا إليها طحينها.
قالتا : أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال : ذلك إن شئتما.

( يتبع )










 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:16 PM   #362


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

















تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

«ومر بجارية بني مؤمل - هي من بني عدي - وكانت مسلمة ، وكان عمر بن الخطاب يعذبها لتترك الإسلام - وهو يومئذ مشرك - وهو يضربها ، حتى إذا مل قال : إني أعتذر إليك ، إني لم أتركك إلا ملالة! فتقول :
كذلك فعل اللّه بك! فابتاعها أبو بكر فأعتقها».
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن عبد اللّه بن أبي عتيق ، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير عن بعض أهله ، قال : قال أبو قحافة لأبي بكر : يا بني إني أراك تعتق رقابا ضعافا. فلو أنك إذا فعلت ما فعلت أعتقت رجالا جلدا يمنعونك ويقومون دونك! قال : فقال أبو بكر رضي اللّه عنه : يا أبت إني إنما أريد ما أريد للّه ...» ..
لقد كان - رضي اللّه عنه - يقتحم العقبة وهو يعتق هذه الرقاب العانية .. للّه .. وكانت الملابسات الحاضرة في البيئة تجعل هذا العمل يذكر في مقدمة الخطوات والوثبات لاقتحام العقبة في سبيل اللّه.
«أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ» ..
والمسغبة : المجاعة ، ويوم المجاعة الذي يعز فيه الطعام هو محك لحقيقة الإيمان. وقد كان اليتيم يجد في البيئة الجاهلية الجاحدة المتكالبة الخسف والغبن. ولو كان ذا قربى. وقد حفل القرآن بالوصية باليتيم. مما يدل على قسوة البيئة من حول اليتامى. وظلت هذه الوصايا تتوالى حتى في السور المدنية بمناسبة تشريعات الميراث والوصاية والزواج. وقد مر منها الكثير في سورة النساء خاصة .. وفي سورة البقرة وغيرهما. وكذلك إطعام المسكين ذي المتربة - أي اللاصق بالتراب من بؤسه وشدة حاله - في يوم المسغبة يقدمه السياق القرآني خطوة في سبيل اقتحام العقبة ، لأنه محك للمشاعر الإيمانية من رحمة وعطف وتكافل وإيثار ، ومراقبة للّه في عياله ، في يوم الشدة والمجاعة والحاجة.

إن هاتان الخطوتان : فك الرقاب وإطعام الطعام كانتا من إيحاءات البيئة الملحة ، وإن كانت لهما صفة العموم ، ومن ثم قدمها في الذكر. ثم عقب بالوثبة الكبرى الشاملة :
«ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ، وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ» ..
و«ثُمَّ» هنا ليست للتراخي الزمني ، إنما هي للتراخي المعنوي باعتبار هذه الخطوة هي الأشمل والأوسع نطاقا والأعلى أفقا. وإلا فما ينفع فك رقاب ولا إطعام طعام بلا إيمان. فالإيمان مفروض وقوعه قبل فك الرقاب وإطعام الطعام. وهو الذي يجعل للعمل الصالح وزنا في ميزان اللّه. لأنه يصله بمنهج ثابت مطرد. فلا يكون الخير فلتة عارضة ترضية لمزاج متقلب ، أو ابتغاء محمدة من البيئة أو مصلحة.
وكأنما قال : فك رقبة. أو إطعام في يوم ذي مسغبة ، يتيما ذا مقربة ، أو مسكينا ذا متربة .. وفوق ذلك كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة. فثم هنا لإفادة معنى الفضل والعلو.
والصبر هو العنصر الضروري للإيمان بصفة عامة ، ولاقتحام العقبة بصفة خاصة. والتواصي به يقرر درجة وراء درجة الصبر ذاته. درجة تماسك الجماعة المؤمنة ، وتواصيها على معنى الصبر ، وتعاونها على تكاليف الإيمان. فهي أعضاء متجاوبة الحس. تشعر جميعا شعورا واحدا بمشقة الجهاد لتحقيق الإيمان في الأرض وحمل تكاليفه ، فيوصي بعضها بعضا بالصبر على العبء المشترك ويثبت بعضها بعضا فلا تتخاذل ويقوي بعضها بعضا فلا تنهزم. وهذا أمر غير الصبر الفردي. وإن يكن قائما على الصبر الفردي. وهو إيحاء بواجب المؤمن في الجماعة المؤمنة. وهو ألا يكون عنصر تخذيل بل عنصر تثبيت ، ولا يكون داعية هزيمة بل داعية اقتحام ولا يكون مثار جزع بل مهبط طمأنينة.

وكذلك التواصي بالمرحمة. فهو أمر زائد على المرحمة. إنه إشاعة الشعور بواجب التراحم في صفوف الجماعة عن طريق التواصي به ، والتحاض عليه ، واتخاذه واجبا جماعيا فرديا في الوقت ذاته ، يتعارف عليه الجميع ، ويتعاون عليه الجميع.
فمعنى الجماعة قائم في هذا التوجيه. وهو المعنى الذي يبرزه القرآن كما تبرزه أحاديث رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - لأهميته في تحقيق حقيقة هذا الدين. فهو دين جماعة ، ومنهج أمة ، مع وضوح التبعة الفردية والحساب الفردي فيه وضوحا كاملا ..
وأولئك الذين يقتحمون العقبة - كما وصفها القرآن وحددها - «أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ» .. وهم أصحاب اليمين كما جاء في مواضع أخرى. أو أنهم أصحاب اليمين والحظ والسعادة .. وكلا المعنيين متصل في المفهوم الإيماني.
«وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ. عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ» ..
ولم يحتج هنا إلى ذكر أوصاف أخرى لفريق المشأمة غير أن يقول : «وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا» .. لأن صفة الكفر تنهي الموقف. فلا حسنة مع الكفر. ولا سيئة إلا والكفر يتضمنها أو يغطي عليها. فلا ضرورة للقول بأنهم الذين لا يفكون الرقاب ولا يطعمون الطعام ، ثم هم الذين كفروا بآياتنا .. فإذا كفروا فما هو بنافعهم شيء من ذلك حتى لو فعلوه! وهم أصحاب المشأمة. أي أصحاب الشمال أو هم أصحاب الشؤم والنحس .. وكلاهما كذلك قريب في المفهوم الإيماني. وهؤلاء هم الذين بقوا وراء العقبة لم يقتحموها! «عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ» .. أي مغلقة .. إما على المعنى القريب. أي أبوابها مغلقة عليهم وهم في العذاب محبوسون.
وإما على لازم هذا المعنى القريب وهو أنهم لا يخرجون منها. فبحكم إغلاقها عليهم لا يمكن أن يزايلوها ..
وهذان المعنيان متلازمان ..
هذه هي الحقائق الأساسية في حياة الكائن الإنساني ، وفي التصور الإيماني. تعرض في هذا الحيز الصغير.
بهذه القوة وبهذا الوضوح .. وهذه خاصية التعبير القرآني الفريد ...


( يتبع )










 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:20 PM   #363


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي















تابع سورة البلد
محور مواضيع السورة :

قال الصابوني:
* هذه السورة الكريمة مكية، وأهدافها نفس أهداف السور المكية، من تثبيت العقيدة والإيمان، والتركيز على الإيمان بيوم الحساب والجزاء، والتمييز بين الأبرار والفجار، وطريق النجاة من عذاب النار.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالبلد الحرام، الذي هو سكن النبي صلى الله عليه وسلم، تعظيما لشأنه وتكريما لمقامه الرفيع عند ربه، ولفتا لأنظار الكفار إلى أن إيذاء الرسول في البلد الأمين، من أكبر الكبائر عند الله تعالى {لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد} الآيات.
* ثم تحدثت عن بعض كفار مكة، الذين اغتروا بقوتهم، فعاندوا الحق، وكذبوا رسول الله وأنفقوا أموالهم في المباهاة والمفاخرة، ظنا منهم أن إنفاق الأموال في حرب الإسلام يدفع عنهم عذاب الله، وقد ردت عليهم الآيات بالحجة القاطعة والبرهان الساطع.
{أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهكلت مالا لبدا..} الآيات.
* ثم تناولت أهوال القيامة وشدائدها، وما يكون بين يدي الإنسان في الآخرة، من مصاعب ومتاعب وعقبات، لا يستطيع أن يقطعها ويجتازها إلا بالإيمان، والعمل الصالح.
{فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة..} الآيات.
وختمت السورة الكريمة بالتفريق بين المؤمنين والكفار، في ذلك اليوم العصيب، وبينت مآل السعداء، ومال الأشقياء، في دار الخلد والكرامة {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة..} الآيات إلى نهاية السورة الكريمة.



قال محمد الغزالي:
{لا أقسم بهذا البلد} يعنى أقسم بمكة {وأنت حل بهذا البلد} ثاوٍ به تدعو إلى الله على بصيرة. ومع أن البلد حرم يصان فيه الحيوان والنبات، فإن محمدا استبيح واستمرئ العدوان عليه. ولم إذا القسم ببلد يقع فيه هذا التناقض؟ لأن الدعوة إلى التوحيد هنا وبناء جيل جديد يرتبط بالله إجابة لدعاء وقع من وراء القرون، يقول فيه إبراهيم وإسماعيل {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} ولذلك نحن نفسر {ووالد وما ولد} بأن الوالد هو إبراهيم وأن محمدا من ذرية إسماعيل هو ولده الذي يختم الرسالات ويقيم دولة التوحيد في الأرض. {لقد خلقنا الإنسان في كبد} إن الجنس الإنسانى يحمل أثقال التكاليف، ولجام الشريعة يحجزه عن تحقيق شهواته. وقد يكفر الإنسان وينكر أنه سيحيا مرة أخرى. لم إذا؟ أيعجز الله عن إعادته بعد إماتته؟ {أيحسب أن لن يقدر عليه أحد}؟ وذلك كقوله في سورة أخرى: {أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه}؟! ويغتر الإنسان بما أسدى وأنفق من ثروته {يقول أهلكت مالا لبدا}، كثيرا وتلك طبيعة العرب في الافتخار بالجاه والثراء والعطاء. يقول عنترة: وإذا سكرت فإننى مستهلك مالى وعرضى وافر لم يكلم..! وإذا صحوت فما أقصر عن ندى وكما علمت شمائلى وتكرمى..! وما قيمة هذا كله إذا لقى المرء ربه عريان لا يكسوه إيمان ولا صلاح؟! {أيحسب أن لم يره أحد}؟ إن الله سائل كل امرئ عن ماله «من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه»؟
ثم يذكر المولى عبده بما أوح عنده من نعم تستدعى الشكر {ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين}. فهلا كسر قيود الكفر والتقليد الأعمى واقتحم طريقه إلى الله مؤمنا به مطيعا لأمره! وم إذا يصنع ليحقق ذلك؟ {وما أدراك ما العقبة فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة}. والسورة هنا ذكرت الإيمان بآثاره الجليلة، فليس الإيمان زعما مجردا إنما هو عطاء وفداء وذكاء وسناء. والمؤمنون نماذج الإنسانية الكاملة والشرف الرفيع {ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة}. أي جمهور أهل الجنة. والتواصى بالصبر والمرحمة شارة أهل الكمال والاجتهاد. والمؤمنون ليسوا كسالى ولا خزايا، إنهم ناشطون في طريق الخير، حتى يدركهم الموت فينقلهم إلى منازلهم من جنة الرضوان، كل على قدر نشاطه وسبقه وتوفيق الله له. أما مدمنو الآثام وعشاق الظلام، فلهم عاقبة أخرى {والذين كفروا بآياتنا هم أصحاب المشأمة عليهم نار مؤصدة}. سورة البلد هذه بينت أن الأنبياء العرب لم ينجحوا في هداية أطراف الجزيرة شمالا وجنوبا. حتى جاء النبي الخاتم فكون من وسط الجزيرة من حملوا المشاعل إلى العالم أجمع.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة البلد ذكر فِيهَا سِتَّة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
قتل النَّبِي صلى الله عليه وسلم ابْن خطل وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة وَمقيس بن ضَبَابَة وَغَيرهم وَحرم دَار أبي سُفْيَان.
قلت أما قتل ابْن خطل فَرَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما دخل عَام الْفَتْح قيل لَهُ إِن ابْن خطل مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَقال: «اقْتُلُوهُ».انْتَهَى.
وَأما قتل مقيس بن ضَبَابَة وَغَيره فروَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْجِهَاد وَالنَّسَائِيّ فِي الْمُرْتَد من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه سعد بن أبي وَقاص قَالَ لما كَانَ يَوْم فتح مَكَّة أَمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم النَّاس إِلَّا أَرْبَعَة نفر وَامْرَأَتَيْنِ قال: «اقْتُلُوهُمْ وَإِن وَجَدْتُمُوهُمْ مُتَعَلقين بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة» عِكْرِمَة بن أبي جهل وَعبد الله بن خطل وَمقيس بن ضَبَابَة وَعبد الله بن أبي سرح.
فَأَما ابْن خطل فَأدْرك وَهُوَ مُتَعَلق بِأَسْتَارِ الْكَعْبَة فَاسْتَبق إِلَيْهِ سعيد بن حُرَيْث وعمار بن يَاسر فَسبق سعيد عمارا وَكَانَ أشب الرجلَيْن فَقتله.
وَأما مقيس بن ضَبَابَة فأدركه النَّاس فِي السُّوق فَقَتَلُوهُ.
وَأما عِكْرِمَة فَركب الْبَحْر فَأَصَابَتْهُمْ ريح عَاصِفَة قَالَ أَصْحَاب السَّفِينَة أَخْلصُوا فَإِن آلِهَتكُم لَا تغني عَنْكُم شَيْئا هَاهُنَا فَقَالَ عِكْرِمَة وَالله إِن لم يُنجنِي من الْبَحْر إِلَّا الْإِخْلَاص لَا يُنجنِي فِي الْبر غَيره اللَّهُمَّ إِن لَك على عهدا إِن عَافَيْتنِي مِمَّا أَنا فِيهِ أَن آتِي مُحَمَّدًا حَتَّى أَضَع يَده فِي يَدي فلأجدنه عفوا كَرِيمًا فجَاء فَاسْلَمْ.
وَأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فَإِنَّهُ اخْتَبَأَ عِنْد عُثْمَان بن عَفَّان فَلَمَّا دَعَا النَّبِي صلى الله عليه وسلم النَّاس إِلَى الْبيعَة جَاءَ بِهِ وَأَوْقفهُ وَقَالَ يَا رَسُول الله بَايع عبد الله فَنظر إِلَيْهِ ثَلَاثًا كل ذَلِك يَأْبَى فَبَايعهُ بعد ثَلَاث ثمَّ أقبل عَلَى أَصْحَابه فَقال: «مَا كَانَ فِيكُم رجل رشيد يقوم إِلَى هَذَا فيقتله حَيْثُ رَآنِي كَفَفْت يَدي عَن بيعَته» قَالُوا وَمَا يُدْرِينَا يَا رَسُول الله هلا أَوْمَأت لنا بِعَيْنِك قال: «إِنَّه لَا يَنْبَغِي لنَبِيّ أَن يكون لَهُ خَائِنَة أعين» انْتَهَى.
وَأما تَحْرِيم دَار سُفْيَان فَغَرِيب.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الثَّانِي:
قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن الله تبَارك وَتَعَالَى حرم مَكَّة يَوْم خلق السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لم تحل لأحد قبلي وَلنْ تحل لأحد بعدِي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَلَا يعضد شَجَرهَا وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تحل لقطتهَا إِلَّا لِمُنْشِد» فَقَالَ الْعَبَّاس يَا رَسُول الله إِلَّا الْإِذْخر فَإِنَّهُ لقيوننا وَقُبُورنَا وَبُيُوتنَا فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام «إِلَّا الْإِذْخر».
قلت رَوَاهُ الْجَمَاعَة إِلَّا ابْن ماجة من حَدِيث أبي سَلمَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة «إِن هَذَا البلد حرمه الله يَوْم خلق الله السَّمَوَات وَالْأَرْض فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَإنَّهُ لم يحل الْقِتَال فِيهِ لأحد قبلي وَلم تحل لي إِلَّا سَاعَة من نَهَار فَهُوَ حرَام بِحرْمَة الله تَعَالَى إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا يعضد شَوْكهَا وَلَا ينفر صيدها وَلَا تلْتَقط لقطتهَا إِلَّا من عرفهَا» فَقَالَ الْعَبَّاس: إِلَّا الْإِذْخر؛ فَإِنَّهُ لِقُبُورِنَا وَبُيُوتنَا فَقال: «إِلَّا الْإِذْخر» انْتَهَى.
وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ «وَلَا يُخْتَلَى خَلاهَا» وَفِي رِوَايَة: «وَأَنَّهَا لم تحل لأحد كَانَ قبلي وَإِنَّهَا أحلّت لي سَاعَة من نَهَار وَإِنَّهَا لن تحل لأحد بعدِي» وَفِي رِوَايَة: «فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِم وَبُيُوتهمْ».
وَإِذا تتبعت طرق الحَدِيث وجدت لفظ المُصَنّف.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الثَّالِث:
رُوِيَ أَن رجلا قَالَ لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم دلَّنِي عَلَى عمل يدخلني الْجنَّة فَقال: «تعْتق النَّسمَة وَتَفُك الرقبة» قَالَ أوليسا سَوَاء قال: «لَا إعْتَاقهَا أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفَكهَا أَن تعين فِي تَخْلِيصهَا من قَود أَو غرم».
قلت رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه فِي كتاب الْمكَاتب من حَدِيث عِيسَى بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ ثَنَا طَلْحَة بن مصرف عَن عبد الرَّحْمَن ابْن عَوْسَجَة عَن الْبَراء بن عَازِب قَالَ جَاءَ رجل إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ دلَّنِي عَلَى عمل يقربنِي من الْجنَّة وَيُبَاعِدنِي من النَّار قال: «اعْتِقْ النَّسمَة وَفك الرقبة» قَالَ أوليسا وَاحدا قال: «لَا عتق النَّسمَة أَن ينْفَرد بِعتْقِهَا وَفك الرقبة أَن تعين فِي ثمنهَا» انْتَهَى قَالَ الْحَاكِم صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْحَج وَلَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم ذكر الْقود وَالْغُرْم.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره والواحدي فِي الْوَسِيط.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الرَّابِع:
قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «من فك رقبة فك الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار».
قلت غَرِيب.
وَرَوَى الْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه من حَدِيث عقبَة بن عَامر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من أعتق رقبة فك الله بِكُل عُضْو من أَعْضَائِهِ عضوا من أَعْضَائِهِ من النَّار» انْتَهَى وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
الحَدِيث الْخَامِس:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «فِي قوله تعالى: {أَو مِسْكينا ذَا متربة} قَالَ هُوَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل».
قلت غَرِيب أَيْضا.
وَفِي مُسْتَدْرك الْحَاكِم مَوْقُوفا عَلَى ابْن عَبَّاس قَالَ هُوَ الْمَطْرُوح الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيت وَفِي لفظ قَالَ هُوَ الَّذِي لَا يَقِيه من التُّرَاب شَيْء وَصحح الأول وَسكت عَن الثَّانِي.
ثمَّ وجدته عِنْد ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فَقَالَ حَدثنَا أحْمَد بن علي بن حُبَيْش الرَّازِيّ ثَنَا الْحسن بن علي بن نصر ثَنَا أَبُو النَّضر إِسْمَاعِيل بن عبد الله الْعجلِيّ ثَنَا عَمْرو بن حكام ثَنَا شُعْبَة عَن حُصَيْن عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عمر عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «فِي قوله تَعَالَى أَو مِسْكينا ذَا متربة قَالَ الَّذِي مَأْوَاه الْمَزَابِل» انْتَهَى.

( يتبع )









 

رد مع اقتباس
قديم 10-03-2021, 07:23 PM   #364


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي















تابع سورة البلد

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث السَّادِس:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ {لَا أقسم بِهَذَا البلد} أعطَاهُ الله الْأمان من غَضَبه يَوْم الْقِيَامَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عن علي بن زيد عَن زر عَن أبي بن كَعْب قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ {لَا أقسم بِهَذَا البلد...}..». إِلَى آخِره وَقَالَ الْأَمْن وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي ال عمرَان وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.

فضل السّورة:
فيه حديثان من نحو ما سبق: «مَنْ قرأها أَعطاه الله الأَمن من غُصّة يوم القيامة».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها قام من قبره، وعليه جناحات خضراوان، فيطير إِلى الجنَّة، وله بكلّ آية ثواب القانتين».

( يتبع – سورة الشمس )










 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010