ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع



[/cell]
قديم 06-03-2021, 12:31 PM   #351


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







سورة الفجر
التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 30 .
ترتيبها بالمصحف التاسعة والثمانون .
نزلت بعد سورة الليل .
بدأت السورة باسلوب القسم " والفجر وليال عشر " لم يُذكَر لفظ الجلالة في السورة .

.قال ابن عاشور:
لم يختلف في تسمية هذه السورة (سورةَ الفجر) بدون الواو في المصاحف والتفاسير وكتب السنة.
وهي مكية باتفاق سوى ما حكى ابن عطية عن أبي عَمْرو الداني أنه حكى عن بعض العلماء أنها مدنية.
وقد عُدّت العاشرة في عداد نزول السور. نزلت بعد سورة الليل وقبل سورة الضحى.



محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ ثَلاَثـَةٍ أُمُورٍ رَئـِيسِيـَّةٍ هِيَ :

1- ذِكْرُ قِصَصِ بَعْضِ الأُمَمِ المُكَذِّبِينَ لِرُسُلِ الَّلهِ ؛ كَقَوْمِ عَادٍ ، وَثَمُودَ ، وَقَوْمِ فِرْعَوْنَ ، وَبَيَانِ مَا حَلَّ بِهِمْ مِنَ العَذَابِ وَالدَّمَارِ بسَبَبِ طُغْيَانِهِمْ ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبـُّكَ بِعَادٍ الآيات ) .

2- بَيَانُ سُنَّةِ الَّلهِ تَعَالى في ابْتِلاَءِ العِبَادِ في هَذِهِ الحَيَاةِ بالخَيْرِ وَالشَّرِّ ، وَالغِنَى وَالفَقْرِ ، وَطَبِيعَةِ الإِنْسَانِ في حُبـِّهِ الشَّدِيدِ لِلْمَالِ ( فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابـْتَلاَهُ رَبـُّهُ الآيات ) .

3- الآخِرَةُ وَأَهْوَالُهَا وَشَدَائِدُهَا ، وَانْقِسَامُ النَّاسِ يَوْمَ القِيَامَةِ إلى سُعَدَاءَ وَأَشْقِيَاءَ ، وَبَيَانُ مَئَالِ النَّفْسِ الشِّرِّيـرَةِ ، وَالنَّفْسِ الكَرِيمَةِ الخَيـِّرَةِ ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكَّـاً دَكَّـاً وَجَاءَ رَبـُّكَ وَالمَلَكُ صَفَّـاً صَفَّـاً وَجِيْءَ يَوْمَئِذٍ بجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنـَّى لـَهُ الذِّكْرَى ) إلى نِهَايَةِ السُّورَةِ الكَرِيمَةِ.

قال ابن عاشور:
حوت السورة من الأغراض ضربَ المثل لمشركي أهل مكة في إعْراضهم عن قبول رسالة ربهم بمثَل عاد وثمود وقوم فرعون.
وإنذارَهم بعذاب الآخرة.
وتثبيتَ النبي صلى الله عليه وسلم مع وعده باضمحلال أعدائه.
وإبطالَ غرور المشركين من أهل مكة إذ يحسبون أن ما هم فيه من النعيم علامة على أن الله أكرمهم وأن ما فيه المؤمنون من الخصاصة علامة على أن الله أهانهم.
وأنهم أضاعوا شكر الله على النعمة فلما يواسوا ببعضها الضعفاء وما زادتهم إلا حرصاً على التكثر منها.
وأنهم يندمون يوم القيامة على أن لم يقدِّموا لأنفسهم من الأعمال ما ينتفعون به يوم لا ينفع نفساً مالُها ولا ينفعها إلا إيمانُها وتصديقها بوعد ربها. وذلك ينفع المؤمنين بمصيرهم إلى الجنة.

قال البقاعي:
سورة الفجر مقصودها الاستدلال على آخر الغاشية الإياب والحساب، وأدل ما فيها على هذا المقصود الفجر بانفجار الصبح عن النهار الماضي بالأمس من غير فرق في شيء من الذات وانبعاث النيام من الموت الأصغر وهو النوم بالانتشار يفي ضياء النهار لطلب المعايش للمجازاة في الحساب بالثواب والعقاب.
و معظم مقصود السّورة:
تشريف العِيد، وعرفة، وعشر المحرّم، والإِشارةُ إِلى هلاك عاد، وثمود، وأَضرابهم، وتفاوتُ حال الإِنسان في النعمة، وحرصه على جَمْع الدنيا، والمال الكثير، وبيان حال الأَرض في القيامة، ومجيء الملائكة، وتأَسّف الإِنان يومئذ على التقصير، والعصيان، وأَنَّ مرجع المؤمن عند لاموت إِلى الرّحمة، والرضوان، ونعيم الجنان، في قوله: {وَادْخُلِي جنتي}.

قال سيد قطب
هذه السورة في عمومها حلقة من حلقات هذا الجزء في الهتاف بالقلب البشري إلى الإيمان والتقوى واليقظة والتدبر .. ولكنها تتضمن ألوانا شتى من الجولات والإيقاعات والظلال. ألوانا متنوعة تؤلف من تفرقها وتناسقها لحنا واحدا متعدد النغمات موحد الإيقاع!
في بعض مشاهدها جمال هادئ رفيق ندي السمات والإيقاعات ، كهذا المطلع الندي بمشاهده الكونية الرقيقة ، وبظل العبادة والصلاة في ثنايا تلك المشاهد .. «وَالْفَجْرِ. وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ ..».
وفي بعض مشاهدها شد وقصف. سواء مناظرها أو موسيقاها كهذا المشهد العنيف المخيف : «كَلَّا. إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا. وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ. يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى . يَقُولُ : يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي. فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ» ..
وفي بعض مشاهدها نداوة ورقة ورضى يفيض وطمأنينة. تتناسق فيها المناظر والأنغام ، كهذا الختام :
«يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي» ..
وفيها إشارات سريعة لمصارع الغابرين المتجبرين ، وإيقاعها بين بين. بين إيقاع القصص الرخي وإيقاع المصرع القوي : «أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ. إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ. الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ. وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ. وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ. فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ».
وفيها بيان لتصورات الإنسان غير الإيمانية وقيمه غير الإيمانية. وهي ذات لون خاص في السورة تعبيرا وإيقاعا : «فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ : رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ : رَبِّي أَهانَنِ ..».
ثم الرد على هذه التصورات ببيان حقيقة حالهم التي تنبع منها هذه التصورات. وهي تشمل لونين من ألوان العبارة والتنغيم : «كَلَّا. بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ. وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ. وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ، وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا» ..

ويلاحظ أن هذا اللون الأخير هو قنطرة بين تقرير حالهم وما ينتظرهم في مآلهم. فقد جاء بعده : «كَلَّا إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ... إلخ» .. فهو وسط في شدة التنغيم بين التقرير الأول والتهديد الأخير! ومن هذا الاستعراض السريع تبدو الألوان المتعددة في مشاهد السورة. وإيقاعاتها في تعبيرها وفي تنغيمها ..
كما يبدو تعدد نظام الفواصل وتغير حروف القوافي. بحسب تنوع المعاني والمشاهد. فالسورة من هذا الجانب نموذج واف لهذا الأفق من التناسق الجمالي في التعبير القرآني. فوق ما فيها عموما من جمال ملحوظ مأنوس! فأما أغراض السورة الموضوعية التي يحملها هذا التعبير المتناسق الجميل. فنعرضها فيما يلي بالتفصيل :
«وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ. وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ. وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ. هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ؟» ..
هذا القسم في مطلع السورة يضم هذه المشاهد والخلائق. ذات الأرواح اللطيفة المأنوسة الشفيفة : «وَالْفَجْرِ» ..
ساعة تنفس الحياة في يسر ، وفرح ، وابتسام ، وإيناس ودود ندي ، والوجود الغافي يستيقظ رويدا رويدا ، وكأن أنفاسه مناجاة ، وكأن تفتحه ابتهال! «وَلَيالٍ عَشْرٍ» أطلقها النص القرآني ووردت فيها روايات شتى .. قيل هي العشر من ذي الحجة ، وقيل هي العشر من المحرم. وقيل هي العشر من رمضان .. وإطلاقها هكذا أوقع وأندى. فهي ليال عشر يعلمها اللّه. ولها عنده شأن. تلقي في السياق ظل الليلات ذات الشخصية الخاصة. وكأنها خلائق حية معينة ذوات أرواح ، تعاطفنا ونعاطفها من خلال التعبير القرآني الرفاف! «وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ» .. يطلقان روح الصلاة والعبادة في ذلك الجو المأنوس الحبيب. جو الفجر والليالي العشر ..
«ومن الصلاة الشفع والوتر» (كما جاء في حديث أخرجه الترمذي) وهذا المعنى هو أنسب المعاني في هذا الجو.
حيث تلتقي روح العبادة الخاشعة ، بروح الوجود الساجية! وحيث تتجاوب الأرواح العابدة مع أرواح الليالي المختارة ، وروح الفجر الوضيئة.


( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 06-03-2021, 12:34 PM   #352


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







تابع – سورة الفجر


محور مواضيع السورة :
«وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ» .. والليل هنا مخلوق حي ، يسري في الكون ، وكأنه ساهر يجول في الظلام! أو مسافر يختار السرى لرحلته البعيدة! يا لأناقة التعبير! ويا لأنس المشهد! ويا لجمال النغم! ويا للتناسق مع الفجر ، والليالي العشر. والشفع والوتر! إنها ليست ألفاظا وعبارات. إنما هي أنسام من أنسام الفجر ، وأنداء مشعشعة بالعطر! أم إنه النجاء الأليف للقلب؟ والهمس اللطيف للروح؟ واللمس الموحي للضمير؟
إنه الجمال .. الجمال الحبيب الهامس اللطيف. الجمال الذي لا يدانيه جمال التصورات الشاعرية الطليقة.
لأنه الجمال الإبداعي ، المعبر في الوقت ذاته عن حقيقة.
ومن ثم يعقب عليه في النهاية : - «هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ»؟ وهو سؤال للتقرير. إن في ذلك قسما لذي لب وعقل. إن في ذلك مقنعا لمن له إدراك وفكر. ولكن صيغة الاستفهام - مع إفادتها التقرير - أرق حاشية.
فهي تتناسق مع ذلك الجو الهامس الرقيق! أما المقسم عليه بذلك القسم ، فقد طواه السياق ، ليفسره ما بعده ، فهو موضوع الطغيان والفساد ، وأخذ ربك لأهل الطغيان والفساد ، فهو حق واقع يقسم عليه بذلك القسم في تلميح يناسب لمسات السورة الخفيفة على وجه الإجمال :
«أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ ، إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ، الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ؟ وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ؟ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ؟ .. الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ؟ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» ..

وصيغة الاستفهام في مثل هذا السياق أشد إثارة لليقظة والالتفات. والخطاب للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - ابتداء. ثم هو لكل من تتأتى منه الرؤية أو التبصر في مصارع أولئك الأقوام ، وكلها مما كان المخاطبون بالقرآن أول مرة يعرفونه ومما تشهد به الآثار والقصص الباقية في الأجيال المتعاقبة ، وإضافة الفعل إلى «رَبَّكَ» فيها للمؤمن طمأنينة وأنس وراحة. وبخاصة أولئك الذين كانوا في مكة يعانون طغيان الطغاة ، وعسف الجبارين من المشركين ، الواقفين للدعوة وأهلها بالمرصاد.
وقد جمع اللّه في هذه الآيات القصار مصارع أقوى الجبارين الذين عرفهم التاريخ القديم .. مصرع :
«عاد إرم» وهي عاد الأولى. وقيل : إنها من العرب العاربة أو البادية. وكان مسكنهم بالأحقاف وهي كثبان الرمال. في جنوبي الجزيرة بين حضرموت واليمن. وكانوا بدوا ذوي خيام تقوم على عماد. وقد وصفوا في القرآن بالقوة والبطش ، فقد كانت قبيلة عاد هي أقوى قبيلة في وقتها وأميزها : «الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ» في ذلك الأوان ..
«وَثَمُودَ الَّذِينَ جابُوا الصَّخْرَ بِالْوادِ» .. وكانت ثمود تسكن بالحجر في شمال الجزيرة العربية بين المدينة والشام.
وقد قطعت الصخر وشيدته قصورا كما نحتت في الجبال ملاجئ ومغارات ..



«وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ» .. وهي على الأرجح الأهرامات التي تشبه الأوتاد الثابتة في الأرض المتينة البنيان.
وفرعون المشار إليه هنا هو فرعون موسى الطاغية الجبار.
هؤلاء هم «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسادَ» .. وليس وراء الطغيان إلا الفساد. فالطغيان يفسد الطاغية ، ويفسد الذين يقع عليهم الطغيان سواء. كما يفسد العلاقات والارتباطات في كل جوانب الحياة. ويحول الحياة عن خطها السليم النظيف ، المعمر الباني ، إلى خط آخر لا تستقيم معه خلافة الإنسان في الأرض بحال ..
إنه يجعل الطاغية أسير هواه ، لأنه لا يفيء إلى ميزان ثابت ، ولا يقف عند حد ظاهر ، فيفسد هو أول من يفسد ويتخذ له مكانا في الأرض غير مكان العبد المستخلف وكذلك قال فرعون.. «أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى » عند ما أفسده طغيانه ، فتجاوز به مكان العبد المخلوق ، وتطاول به إلى هذا الادعاء المقبوح ، وهو فساد أي فساد.
ثم هو يجعل الجماهير أرقاء أذلاء ، مع السخط الدفين والحقد الكظيم ، فتتعطل فيهم مشاعر الكرامة الإنسانية ، وملكات الابتكار المتحررة التي لا تنمو في غير جو الحرية. والنفس التي تستذل تأسن وتتعفن ، وتصبح مرتعا لديدان الشهوات الهابطة والغرائز المريضة. وميدانا للانحرافات مع انطماس البصيرة والإدراك. وفقدان الأريحية والهمة والتطلع والارتفاع ، وهو فساد أي فساد ..



( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 06-03-2021, 12:36 PM   #353


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







تابع – سورة الفجر


محور مواضيع السورة :
ثم هو يحطم الموازين والقيم والتصورات المستقيمة ، لأنها خطر على الطغاة والطغيان. فلا بد من تزييف للقيم ، وتزوير في الموازين ، وتحريف للتصورات كي تقبل صورة البغي البشعة ، وتراها مقبولة مستساغة ..
وهو فساد أي فساد.
فلما أكثروا في الأرض الفساد ، كان العلاج هو تطهير وجه الأرض من الفساد :
«فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» ..
فربك راصد لهم ومسجل لأعمالهم. فلما أن كثر الفساد وزاد صب عليهم سوط عذاب ، وهو تعبير يوحي بلذع العذاب حين يذكر السوط ، وبفيضه وغمره حين يذكر الصب. حيث يجتمع الألم اللاذع والغمرة الطاغية ، على الطغاة الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد.
ومن وراء المصارع كلها تفيض الطمأنينة على القلب المؤمن وهو يواجه الطغيان في أي زمان وأي مكان.
ومن قوله تعالى : «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» تفيض طمأنينة خاصة. فربك هناك. راصد لا يفوته شيء. مراقب لا يند عنه شيء. فليطمئن بال المؤمن ، ولينم ملء جفونه. فإن ربه هناك! .. بالمرصاد .. للطغيان والشر والفساد! وهكذا نرى هنا نماذج من قدر اللّه في أمر الدعوة ، غير النموذج الذي تعرضه سورة البروج لأصحاب الأخدود. وقد كان القرآن - ولا يزال - يربي المؤمنين بهذا النموذج وذاك. وفق الحالات والملابسات. ويعد نفوس المؤمنين لهذا وذاك على السواء. لتطمئن على الحالين. وتتوقع الأمرين ، وتكل كل شيء لقدر اللّه يجريه كما يشاء.


«إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ» .. يرى ويحسب ويحاسب ويجازي ، وفق ميزان دقيق لا يخطئ ولا يظلم ولا يأخذ بظواهر الأمور لكن بحقائق الأشياء .. فأما الإنسان فتخطئ موازينه وتضل تقديراته ، ولا يرى إلا الظواهر ، ما لم يتصل بميزان اللّه :
«فَأَمَّا الْإِنْسانُ إِذا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ ، فَيَقُولُ : رَبِّي أَكْرَمَنِ. وَأَمَّا إِذا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ : رَبِّي أَهانَنِ» ..
فهذا هو تصور الإنسان لما يبتليه اللّه به من أحوال ، ومن بسط وقبض ، ومن توسعة وتقدير .. يبتليه بالنعمة والإكرام. بالمال أو المقام. فلا يدرك أنه الابتلاء ، تمهيدا للجزاء. إنما يحسب هذا الرزق وهذه المكانة دليلا على استحقاقه عند اللّه للإكرام ، وعلامة على اصطفاء اللّه له واختياره. فيعتبر البلاء جزاء والامتحان نتيجة! ويقيس الكرامة عند اللّه بعرض هذه الحياة! ويبتليه بالتضييق عليه في الرزق ، فيحسب الابتلاء جزاء كذلك ، ويحسب الاختبار عقوبة ، ويرى في ضيق الرزق مهانة عند اللّه ، فلو لم يرد مهانته ما ضيق عليه رزقه ..
وهو في كلتا الحالتين مخطئ في التصور ومخطئ في التقدير. فبسط الرزق أو قبضه ابتلاء من اللّه لعبده.
ليظهر منه الشكر على النعمة أو البطر. ويظهر منه الصبر على المحنة أو الضجر. والجزاء على ما يظهر منه بعد.



وليس ما أعطي من عرض الدنيا أو منع هو الجزاء .. وقيمة العبد عند اللّه لا تتعلق بما عنده من عرض الدنيا.
ورضى اللّه أو سخطه لا يستدل عليه بالمنح والمنع في هذه الأرض. فهو يعطي الصالح والطالح ، ويمنع الصالح والطالح. ولكن ما وراء هذا وذلك هو الذي عليه المعول. إنه يعطي ليبتلي ويمنع ليبتلي. والمعول عليه هو نتيجة الابتلاء! غير أن الإنسان - حين يخلو قلبه من الإيمان - لا يدرك حكمة المنع والعطاء. ولا حقيقة القيم في ميزان اللّه ..
فإذا عمر قلبه بالإيمان اتصل وعرف ما هنالك. وخفت في ميزانه الأعراض الزهيدة ، وتيقظ لما وراء الابتلاء من الجزاء ، فعمل له في البسط والقبض سواء. واطمأن إلى قدر اللّه به في الحالين وعرف قدره في ميزان اللّه بغير هذه القيم الظاهرة الجوفاء! وقد كان القرآن يخاطب في مكة أناسا - يوجد أمثالهم في كل جاهلية تفقد اتصالها بعالم أرفع من الأرض وأوسع - أناسا ذلك ظنهم بربهم في البسط والقبض. وذلك تقديرهم لقيم الناس في الأرض. ذلك أن المال والجاه عندهم كل شيء. وليس وراءهما مقياس! ومن ثم كان تكالبهم على المال عظيما ، وحبهم له حبا طاغيا ، مما يورثهم شراهة وطمعا. كما يورثهم حرصا وشحا .. ومن ثم يكشف لهم عن ذوات صدورهم في هذا المجال ، ويقرر أن هذا الشره والشح هما علة خطئهم في إدراك معنى الابتلاء من وراء البسط والقبض في الأرزاق.



( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 06-03-2021, 12:39 PM   #354


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







تابع – سورة الفجر


محور مواضيع السورة :
«كَلَّا. بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ ، وَلا تَحَاضُّونَ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ. وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا ، وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا» ..
كلا ليس الأمر كما يقول الإنسان الخاوي من الإيمان. ليس بسط الرزق دليلا على الكرامة عند اللّه. وليس تضييق الرزق دليلا على المهانة والإهمال. إنما الأمر أنكم لا تنهضون بحق العطاء ، ولا توفون بحق المال. فأنتم لا تكرمون اليتيم الصغير الذي فقد حاميه وكافله حين فقد أباه. ولا تتحاضون فيما بينكم على إطعام المسكين.
الساكن الذي لا يتعرض للسؤال وهو محتاج! وقد اعتبر عدم التحاض والتواصي على إطعام المسكين قبيحا مستنكرا. كما يوحي بضرورة التكافل في الجماعة في التوجيه إلى الواجب وإلى الخير العام. وهذه سمة الإسلام.
.. إنكم لا تدركون معنى الابتلاء. فلا تحاولون النجاح فيه ، بإكرام اليتيم والتواصي على إطعام المسكين ، بل أنتم - على العكس - تأكلون الميراث أكلا شرها جشعا وتحبون المال حبا كثيرا طاغيا ، لا يستبقي في نفوسكم أريحية ولا مكرمة مع المحتاجين إلى الإكرام والطعام.

وقد كان الإسلام يواجه في مكة - كما ذكرنا من قبل - حالة من التكالب على جمع المال بكافة الطرق ، تورث القلوب كزازة وقساوة. وكان ضعف اليتامى مغريا بانتهاب أموالهم وبخاصة الإناث منهم في صور شتى وبخاصة ما يتعلق بالميراث (كما سبق بيانه في مواضع متعددة في الظلال) كما كان حب المال وجمعه بالربا وغيره ظاهرة بارزة في المجتمع المكي قبل الإسلام. وهي سمة الجاهليات في كل زمان ومكان! حتى الآن! وفي هذه الآيات فوق الكشف عن واقع نفوسهم ، تنديد بهذا الواقع ، وردع عنه ، يتمثل في تكرار كلمة «كَلَّا» كما يتمثل في بناء التعبير وإيقاعه ، وهو يرسم بجرسه شدة التكالب وعنفه :
«وَتَأْكُلُونَ التُّراثَ أَكْلًا لَمًّا. وَتُحِبُّونَ الْمالَ حُبًّا جَمًّا!» ..

وعند هذا الحد من فضح حقيقة حالهم المنكرة ، بعد تصوير خطأ تصورهم في الابتلاء بالمنع والعطاء ، يجيء التهديد الرعيب بيوم الجزاء وحقيقته ، بعد الابتلاء ونتيجته ، في إيقاع قوي شديد :
«كَلَّا. إِذا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا. وَجاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا. وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ. يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ؟ يَقُولُ : يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي. فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ» ..
ودك الأرض ، تحطيم معالمها وتسويتها وهو أحد الانقلابات الكونية التي تقع في يوم القيامة. فأما مجيء ربك والملائكة صفا صفا ، فهو أمر غيبي لا ندرك طبيعته ونحن في هذه الأرض. ولكنا نحس وراء التعبير بالجلال والهول. كذلك المجيء بجهنم. نأخذ منه قربها منهم وقرب المعذبين منها وكفى. فأما حقيقة ما يقع وكيفيته فهي من غيب اللّه المكنون ليومه المعلوم.
إنما يرتسم من وراء هذه الآيات ، ومن خلال موسيقاها الحادة التقسيم ، الشديدة الأسر ، مشهد ترجف له القلوب ، وتخشع له الأبصار. والأرض تدك دكا دكا! والجبار المتكبر يتجلى ويتولى الحكم والفصل ، ويقف الملائكة صفا صفا. ثم يجاء بجهنم فتقف متأهبة هي الأخرى! «يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ» .. الإنسان الذي غفل عن حكمة الابتلاء بالمنع والعطاء. والذي أكل التراث أكلا لما ، وأحب المال حبا جما. والذي لم يكرم اليتيم ولم يحض على طعام المسكين. والذي طغى وأفسد وتولى ..



( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 06-03-2021, 12:42 PM   #355


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







تابع – سورة الفجر


محور مواضيع السورة :
يومئذ يتذكر. يتذكر الحق ويتعظ بما يرى .. ولكن لقد فات الأوان «وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرى ؟» .. ولقد مضى عهد الذكرى ، فما عادت تجدي هنا في دار الجزاء أحدا! وإن هي إلا الحسرة على فوات الفرصة في دار العمل في الحياة الدنيا! وحين تتجلى له هذه الحقيقة : «يَقُولُ : يا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَياتِي» .. يا ليتني قدمت شيئا لحياتي هنا. فهي الحياة الحقيقية التي تستحق اسم الحياة. وهي التي تستأهل الاستعداد والتقدمة والادخار لها. يا ليتني .. أمنية فيها الحسرة الظاهرة ، وهي أقسى ما يملكه الإنسان في الآخرة! ثم يصور مصيره بعد الحسرة الفاجعة والتمنيات الضائعة : «فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ ، وَلا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ» .. إنه اللّه القهار الجبار. الذي يعذب يومئذ عذابه الفذ الذي لا يملك مثله أحد. والذي يوثق وثاقه الفذ الذي لا يوثق مثله أحد. وعذاب اللّه ووثاقه يفصلهما القرآن في مواضع أخرى في مشاهد القيامة الكثيرة المنوعة في ثنايا القرآن كله ، ويجملهما هنا حيث يصفهما بالتفرد بلا شبيه من عذاب البشر ووثاقهم. أو من عذاب الخلق جميعا ووثاقهم. وذلك مقابل ما أسلف في السورة من طغيان الطغاة ممثلين في عاد وثمود وفرعون ، وإكثارهم من الفساد في الأرض ، مما يتضمن تعذيب الناس وربطهم بالقيود والأغلال. فها هو ذا ربك - أيها النبي وأيها المؤمن - يعذب ويوثق من كانوا يعذبون الناس ويوثقونهم. ولكن شتان بين عذاب وعذاب ، ووثاق ووثاق .. وهان ما يملكه الخلق من هذا الأمر ، وجل ما يفعله صاحب الخلق والأمر. فليكن عذاب الطغاة للناس ووثاقهم ما يكون. فسيعذبون هم ويوثقون ، عذابا ووثاقا وراء التصورات والظنون! وفي وسط هذا الهول المروع ، وهذا العذاب والوثاق ، الذي يتجاوز كل تصور تنادى «النَّفْسُ» المؤمنة من الملأ الأعلى :
«يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي. وَادْخُلِي جَنَّتِي» ..
هكذا في عطف وقرب : «يا أَيَّتُهَا» وفي روحانية وتكريم : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ» .. وفي ثناء وتطمين ..
«يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» .. وفي وسط الشد والوثاق ، الانطلاق والرخاء : «ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ» ارجعي إلى مصدرك بعد غربة الأرض وفرقة المهد. ارجعي إلى ربك بما بينك وبينه من صلة ومعرفة ونسبة .. «راضِيَةً مَرْضِيَّةً» بهذه النداوة التي تفيض على الجو كله بالتعاطف وبالرضى .. «فَادْخُلِي فِي عِبادِي» .. المقربين المختارين لينالوا هذه القربى .. «وَادْخُلِي جَنَّتِي» .. في كنفي ورحمتي ..
إنها عطفة تنسم فيها أرواح الجنة. منذ النداء الأول : «يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ» .. المطمئنة إلى ربها. المطمئنة إلى طريقها. المطمئنة إلى قدر اللّه بها. المطمئنة في السراء والضراء ، وفي البسط والقبض ، وفي المنع والعطاء.
المطمئنة فلا ترتاب. والمطمئنة فلا تنحرف. والمطمئنة فلا تتلجلج في الطريق. والمطمئنة فلا ترتاع في يوم الهول الرعيب ..
ثم تمضي الآيات تباعا تغمر الجو كله بالأمن والرضى والطمأنينة ، والموسيقى الرخية الندية حول المشهد ترف بالود والقربى والسكينة.
ألا إنها الجنة بأنفاسها الرضية الندية ، تطل من خلال هذه الآيات. وتتجلى عليها طلعة الرحمن الجليلة البهية ...

.قال الصابوني:
* سورة الفجر مكية، وهي تتحدث عن أمور ثلاثة رئيسية هي:
1- ذكر قصص بعض الأمم المكذبين لرسل الله، كقوم عاد، وثمود، وقوم فرعون، وبيان ما حل بهم من العذاب والدمار، بسبب فجورهم وطغيانهم {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد}؟ الآيات.
2- بيان سنة الله تعالى في ابتلاء العباد في هذه الحياة، بالخير والشر، والغنى والفقر، وطبيعة الإنسان في حبه الشديد للمال {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن..} الآيات.
3- ذكر الدار الآخرة وأهوالها وشدائدها، وانقسام الناس يوم القيامة، إلى سعداء وأشقياء وبيان مآل النفس الشريرة، والنفس الكريمة الخيرة {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى} إلى نهاية السورة الكريمة.

قال محمد الغزالي:
{والفجر} قسم بإدبار الظلام وميلاد الضياء. وقد عطفت عليه أقسام أخرى {وليال عشر} وهى على ما يراه جمهور المفسرين عشر ذي الحجة المنتهية بوقفة عرفة ويوم النحر، ففي هذه المدة ينطلق القادرون لأداء فريضة الحج ويسمع لقوافلهم دوى بالتلبية وهم مولون شطر البيت العتيق، قادمين من المشارق والمغارب! {والشفع والوتر والليل إذا يسر}. قسم بالزمان معطوف على ما قبله. والزمان من أسرار الكون التي تعرف بآثارها ولا تدرك حقائقها. وعلام القسم؟ الظاهر أن المقسم عليه محذوف، يدل عليه ما بعده. والمقصود لينصرن الله دينك وليرفعن رايتك وليخذلن الكفر وأهله مهما بلغ بطشهم واشتد بأسهم. وليس كفارنا خيرا ممن سبقونا. {ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد} إن الأولين ربما لم يغزوا الفضاء ويتوغلوا في علوم المادة، ولكنهم كانوا مهندسين مهرة، وآثارهم تدل عليهم. ولقد قال الله للعرب الذين كذبوا محمدا {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها..}. لكن طغيانهم أوردهم المهالك، فلما غالبوا القدر وكابروا الحق {فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد}. ووسط سورة الفجر يتحدث عن طبيعة سيئة في البشر، إنهم يغترون باليوم الحاضر وينسون ما قبله وما بعده! ولا يعرفون أن الله يداول الأيام بين الناس... فيوم علينا ويوم لنا.. ويوم نساء ويوم نسر!! وقد وصف النابغة الغساسنة بأنهم أبرياء من هذا المرض، وأنهم يعرفون الدهر على حقيقته فقال:
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ** ولا يحسبون الشر ضربة لازب!

وجماهير الناس تخدع بيومها الحاضر، ولا يدرون أنهم ممتحنون بما حوى من ضر ونفع {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن كلا




( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس
قديم 09-03-2021, 08:15 PM   #356


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي















تابع – سورة الفجر


محور مواضيع السورة :
إن هذا كله تقسيم معايش يعرف القدر وحده سرها، ولا دلالة فيها على إيثار أو طرد. والله يبتلى بالغنى والفقر والهزيمة والنصر، وليس يسره رضا ولا عسره سخطا. إنه تقسيم معايش يمحص به الناس أجمعون، وتحدد على ضوئه منازلهم يوم القيامة، والعاقبة للتقوى.. إن الله لا يعطى غنيا المال كى يقول لغيره: {أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا}. إنما يعطيه ليشرك غيره فيه، ويسارع إلى مواساة المحتاجين وتفريج كربهم. ولم يحرم أحدا المال ليبكى على دنيا فاتته أو يحسد من أوتى شيئا منه، بل ليصبر ويكافح ويتربى على العفاف. ومن بدء الخليقة فاوت الله بين أرزاق الناس لحكم منشودة وامتحان مقصود. ولذلك قال- بعد وقوع هذا التفاوت {كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما}. وقد نشبت معركة الخبز من قديم، واجتذبت إليها أنشطة البشر جميعا، وضريت الحرب بين الأثرة والإيثار والبخل والعطاء. وأقول- وأنا محزون- إن وصايا الدين انهزمت وغرائز الوحوش غلبت. ثم ظهرت فلسفة الشيوعية التي تولت عن الله تقسيم الأرزاق- لأنها اتهمته بالجور!- فماذا حدث؟ قال الإنسان في ظلها بعدما اكتوى بذلها وبؤسها: ربما يوم بكيت منه فلما صرت في غيره بكيت عليه وسألت نفسى ماذا قدم المسلمون للجماهير التائهة على ظهر هذه الأرض؟ لا شيء. فقد غطوا وجه الإسلام وشوهوا جوهره. بل لقد رأيت في دار الإسلام أحرارا يلتمسون الكرامة في أرض أخرى، ويبحثون عن العدالة التي عرت مصادرها في أرضهم! لم يبق إلا انتظار البعث الآخر {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى يقول يا ليتني قدمت لحياتي} هذا صياح الندم يوم لا ينفع ندم! أما الصالحون من عباد الله، فهذا يوم البشرى وتهلل الوجوه بالفوز. روى الطبرى عن سعيد بن جبير قرأ رجل عند رسول الله قوله تعالى: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية} فقال أبو بكر: ما أحسن هذا! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم!: «أما إن الملك سيقولها لك عند الموت». وأبو بكر أول العدول الراشدين، ومن أولى الناس بها. ولكن السياق عام في القرآن الكريم يتناول كل مؤمن أسلم لله وجهه وأصلح له عمله، فالكلمة الجميلة تنتظره ليدخل الجنة، ويشارك في أحفال التسبيح والتحميد التي تملأ رحابها، جعلنا الله بمنه وفضله من أهلها.



الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الفجر ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث:
الحديث الأول:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أَنه فسر الشفع بِيوم النَّحْر والوتر بِيوم عَرَفَة لِأَنَّهُ تَاسِع هَذِه الْأَيَّام وَذَاكَ عَاشرهَا.
قلت رَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي سنَنه فِي الْحَج وَفِي التَّفْسِير أيضًا من حديث زيد ابْن الْحباب اخبرني عَيَّاش بن عقبَة اخبرني خير بن نعيم عَن أبي الزُّبَيْر عَن جَابر قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ عشر «الْأَضْحَى والوتر وَيوم عَرَفَة وَالشَّفْع يوم النَّحْر» انتهى.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي أول الْأَضَاحِي وَقال صَحِيح على شَرط مُسلم وَلم يخرجَاهُ، وَرَوَاهُ احْمَد وَالْبَزَّار فِي مسنديهما وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإيمان فِي الْبَاب الثَّالِث عشر قال الْبَزَّار لَا نعلمهُ يرْوَى عَن جَابر إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد انتهى وَهَذَا سَنَد لَا بَأْس بِرِجَالِهِ.
قوله:
رُوِيَ عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ فَوَقع عليها يَعْنِي إرم ذَات العماد فَحمل مِنْهَا مَا قدر عَلَيْهِ وَبلغ خَبره مُعَاوِيَة فَاسْتَحْضرهُ وقص عَلَيْهِ فَبعث إِلَى كَعْب يسْأَله فَقال هِيَ إرم ذَات العماد وَسَيَدْخُلُهَا رجل من الْمُسلمين فِي زَمَانك أَحْمَر أشقر قصير على حَاجِبه خَال وَعلى عقبه خَال يخرج فِي طلب إبل لَهُ ثمَّ الْتفت فأبصر ابْن قلَابَة فَقال هَذَا وَالله ذَلِك الرجل.
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من طَرِيق عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ أَنا عبد الله بن صَالح ثَنَا ابْن لَهِيعَة عَن خَالِد بن أبي عمرَان عَن وهب بن مُنَبّه عَن عبد الله بن قلَابَة أَنه خرج فِي طلب إبل لَهُ شَردت... إِلَى آخِره وَفِيه زِيَادَة.



الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثاني:
رُوِيَ انه لما نزل قوله تعالى: {وَجِيء يومئِذٍ بجهنم} تغير وَجه رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَعرف فِي وَجهه حَتَّى اشْتَدَّ على أَصْحَابه فَأخْبرُوا عليا فجَاء فَاحْتَضَنَهُ من خَلفه وَقبل بَين عَاتِقيهِ وَقال يَا نَبِي الله بِأبي وَأمي مَا الَّذي حدث الْيوم وَمَا الَّذي غَيْرك فَتلا عَلَيْهِ الْآيَة فَقال علي كَيفَ يجاء بهَا؟ قال: «يَجِيء بهَا سَبْعُونَ ألف ملك يَقُودُونَهَا بسبعين ألف زِمَام فَتَشْرُد شَرْدَةً لَو تركت لأحرقت أهل الْجمع».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا ابْن فَنْجَوَيْهِ ثَنَا احْمَد بن الْحُسَيْن بن مَاجَه ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد ثَنَا عَطِيَّة عَن أبي سعيد قال لما نزلت هَذِه الْآيَة وَجِيء يومئِذٍ بجهنم تغير لون رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَعرف فِي وَجهه... إِلَى آخِره وَفِيه زِيَادَة.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مَالك ثَنَا يَعْقُوب بن يُوسُف الْقزْوِينِي ثَنَا الْقَاسِم بن الحكم العرني ثَنَا عبيد الله بن الْوَلِيد الْوَصَّافِي عَن عَطِيَّة عَن أبي سعيد قال لما نزلت... فذكره وَعَن الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي بِسَنَدِهِ وَمَتنه.


( يتبع )














 

رد مع اقتباس
قديم 09-03-2021, 08:20 PM   #357


البرنس مديح ال قطب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : اليوم (03:48 PM)
 المشاركات : 872,630 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي


















تابع – سورة الفجر


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثالث:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال: «من قرأ سُورَة الْفجْر فِي اللَّيَالِي الْعشر غفر الله لَهُ وَمن قرأهَا فِي سَائِر الْأَيَّام كَانَت لَهُ نورا يوم الْقِيَامَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني بَاقِل بن رَاقِم بن أحْمَد الْبَاقِي ثَنَا مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن شَادَّة ثَنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن سعيد عَن عَاصِم بن بَهْدَلَة عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس.

فضل السّورة:
فيه حديث أُبي المنكَر: «مَنْ قرأها في الليالى العشر غفر الله له، ومَنْ قرأها في سائر الأَيام كانت له نوراً يوم القيامة»، وحديث علي: «مَنْ قرأها أَعطاه الله ثواب المصلِّين، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ الحامدين له على كلّ حال».

( يتبع – سورة البلد )















 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010