الإهداءات | |
( همســـــات العام ) خاص بالمواضيع العامه |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-07-2018, 05:13 PM | #120 |
| من الصحابة النعيمان بن عمرو رضى الله تعالى عنه نسب النعيمان بن عمرو : هو النعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن النجار الأنصاري ، وقد تمتع النعيمان بن عمرو بكثير من الصفات العذبة والشمائل الكريمة منها : الشجاعة والإقدام على مواطن الجهاد , قال ابن سعد : شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها . وكان من صفاته كذلك حب الفكاهة والطرفة وخاصة مع النبي قالت أم سلمة رضي الله عنها : " كان الضحاك مضحاكًا مزاحًا ". بعض مواقف النعيمان بن عمرو مع النبي : كان لا يدخل المدينة إلا اشترى منها ثم جاء بها إلى النبي فيقول : هذا أهديته لك , فإذا جاء صاحبها يطلب نعيمان بثمنها أحضره إلى النبي وقال : أعط هذا ثمن متاعه , فيقول صلى الله عليه وسلم : ( أوَ لم تهده لي ) , فيقول : إنه والله لم يكن عندي ثمنه ، ولقد أحببت أن تأكله ، فيضحك ويأمر لصاحبه بثمنه . ودخل أعرابي على النبي وأناخ ناقته بفنائه , فقال بعض الصحابة للنعيمان الأنصاري: لو عقرتها فأكلناها , فإنا قد قرمنا اللحم ففعل , فخرج الأعرابي وصاح : واعقراه يا محمد, فخرج النبي وقال : ( من فعل هذا ؟ ) . فقالوا: هو النعيمان , فأتبعه يسأل عنه حتى وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب واستخفى تحت سرب لها فوقه جريد , فأشار رجل إلى النبي حيث هو فأخرجه فقال له : ( ما حملك على ما صنعت ؟ ) قال : الذين دلوك عليَّ يا رسول الله هم الذين أمروني بذلك , قال : فجعل يمسح التراب عن وجهه ويضحك , ثم غرمها للأعرابي [1] . وهنا تتجلى عظمة النبي فلم ينكر على هذا الصحابي الذي عقر الناقة ما فعله لأنه يحب المزاح ، فالرسول يعلم أن النفس البشرية تتفاوت من إنسان إلى آخر, فهناك من هو جاد في كل شيء وهناك من يحب المزاح ؛ ولكنه قد حكم للأعرابي بثمن الناقة . بعض مواقف النعيمان بن عمرو مع الصحابة : كان من السمات المميزة لهذا الصحابي الجليل، كثرة المزاح ، وحب الضحك حتى قال عنه النبي : ( يدخل الجنة وهو يضحك ) وكثيرة هي المواقف الضاحكة من نعيمان ، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن أبا بكر الصديق خرج في تجارة له إلى بُصري - بلدة من بلاد الشام - ومعه نعيمان الأنصاري، وسليط بن حرملة - وكلاهما ممن شهد بدرًا - وكان سليط هو المسئول عن الزاد وتدبيره في الرحلة، فبينما هم في استراحة من الاستراحات أثناء الطريق ، إذا بنعيمان جاع جوعًا شديدًا، فطلب من سليط أن يطعمه فأبى عليه ذلك إلا في حضرة أبي بكر من الخارج - الذي يبدو أنه خرج لبعض شأنه - فاغتاظ منه نعيمان وقال له : لأغيظنك. وفي سفرهم ذاك مروا بقوم من العرب فاختلى بهم نعيمان وقال لهم : أتشترون مني عبدًا ، قالوا : نعم , وفرحوا كثيرًا بذلك ، لأنه - على ما يبدو - من النادر أن يجدوا عرضًا كهذا , والعرب كانوا يحتاجون لمن يسترقونهم لخدمتهم، فأشار نعيمان للقوم على صاحبه سليط وقال لهم : إن هذا عبدي وله كلام، فسوف يقول لكم : لست عبدًا وأنني ابن عمه ، فإذا كنتم ستصدقونه فلا داعي لهذه الصفقة ولا تفسدوا عليَّ عبدي ، قالوا : لا , بل نشتريه ولا نكترث لقوله ، فدفعوا إليه عشرة من الإبل لحرصهم على شراء العبد المزعوم ثم جاءوا معه ليستلموا الصفقة فامتنع سليط منهم, وقال للقوم : إنه يستهزئ بي فلم يصدقوه , وقالوا له : لقد أخبرنا خبرك وأخذوه بالقوة , ووضعوا فوق عنقه عمامة كعادة زي العبيد . ولما حضر أبو بكر وأخبروه بالخبر لحق بالقوم , وأكد لهم أن صاحبه يمزح ورد عليهم إبلهم , قال ابن عبد البر: فلما قدموا على رسول الله وقصوا عليه قصة نعيمان وبيعه لسليط ضحك رسول الله وأصحابه حولاً كاملاً ، أي إنهم كان يتملكهم الضحك كلما تذكروا القصة لحول بأكمله . تقول بعض الروايات أن اسم ذلك الصحابي الذي باعه نعيمان - مزاحًا - هو سويبط وليس سليطًا . و لقي نعيمان أبا سفيان بن الحارث فقال : يا عدو الله , أنت الذي تهجو سيد الأنصار نعيمان بن عمرو ؟ فاعتذر له , فلما ولى قيل لأبي سفيان : إن نعيمان هو الذي قال لك ذلك فعجب منه . وفاة النعيمان بن عمرو : وقد بقي النعيمان حتى توفي في خلافة معاوية جميعًا[2] . المصادر : [1] الإصابة : ج 5 ط . دار الفكر . [2] ابن سعد في الطبقات : 3 / 494. |
|
08-07-2018, 05:14 PM | #121 |
| من الصحابة المثنى بن حارثة رضي الله عنه المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان الربعي الشيباني . حال المثنى بن حارثة في الجاهلية : كان المشهور عن المثنى بن حارثة أنه من أشراف قبيلته وشيخ حربها ورجاحة عقله وإدارته المتميزة في المعارك . وفي الجاهلية أغار المثنى بن حارثة الشيباني ، وهو ابن أخت عمران بن مرة ، على بني تغلب ، وهم عند الفرات ، فظفر بهم فقتل من أخذ من مقاتلتهم وغرق منهم ناسٌ كثير في الفرات وأخذ أموالهم وقسمها بين أصحابه . قصة إسلام المثنى بن حارثة : وفد المثنَى بن حارثة بن ضَمضَم الشّيبانيّ إلى الرسول سنة تسع مع وفد قومه ، وكان شهمًا شجاعًا ميمون النقيبة حسن الرأي . أهم ملامح شخصية المثنى بن حارثة : - حسن إدارته الشديدة للمعارك : كانت أنباء هزيمة الجسر ثقيلة على المسلمين ؛ حتى إن عمر بن الخطاب ظل أشهرًا طويلة لا يتكلم في شأن العراق ؛ نظرًا لما أصاب المسلمين هناك ، ثم ما لبث أن أعلن النفير العام لقتال الفرس في العراق ؛ فتثاقل الناس عليه ، وعندما رأى ذلك قرر أن يسير هو بنفسه للقتال والغزو ، فأشعل سلوكه ذلك الحماسة في قلوب المسلمين ، فقدمت عليه بعض القبائل من الأزد تريد الجهاد في الشام، فرغبهم في الجهاد في العراق ، ورغبهم في غنائم كسرى والفرس ، وقدمت عليه قبيلة بجيلة ، واشترطوا أن يقاتلوا في العراق على أن يأخذوا ربع الغنائم التي يحصلون عليها ، فوافق عمر . وبدأت الجموع المجاهدة تتوافد على المثنى ، الذي لم يكف عن ترغيب العرب في الجهاد , واكتملت قوات المسلمين تحت قيادة المثنى بن حارثة ، في مكان يسمى " البويب " (يقع حاليًا قرب مدينة الكوفة) ، وكان نهر الفرات بين الجيشين ، وكان يقود الفرس " مهران الهمداني " الذي أرسل إلى المثنى يقول له : " إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم " ، فرد عليه المثنى : " أن اعبروا أنتم إلينا " . و كان ذلك في (14 من رمضان 14هـ = 31 من أكتوبر 1635م ) ويرى بعض المؤرخين أنها وقعت في رمضان سنة 13هـ، إلا أن تتبع ما وقع من أحداث في العراق يجعل الرأي الأقرب للصواب هو 14هـ . وقد أمر المثنى المسلمين بالفطر حتى يقووا على القتال ، فأفطروا عن آخرهم ، ورأى المثنى أن يجعل لكل قبيلة راية تقاتل تحتها ؛ حتى يعرف من أين يخترق الفرس صفوف المسلمين ، وفي هذا تحفيز للمسلمين للصمود والوقوف في وجه الفرس . وأوصى المثنى المسلمين بالصبر والصمت والجهاد ؛ لأن الفرس عندما عبروا إلى المسلمين كانوا يرفعون أصواتهم بالأهازيج والأناشيد الحماسية ، فرأى المثنى أن ذلك من الفشل وليس من الشجاعة , وخالط المثنى جيشه مخالطة كبيرة فيما يحبون وفيما يكرهون ؛ حتى شعر الجنود أنه واحد منهم ، وكانوا يقولون : " لقد أنصفتنا من نفسك في القول والفعل ". ونظم المثنى جيشه ، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى يسمعوا تكبيرته الثالثة ، ولكن الفرس لم يمهلوه إلا أن يكبر تكبيرة واحدة حتى أشعلوا القتال ، وكان قتالاً شديدًا عنيفًا ، تأخر فيه النصر على المسلمين ، فتوجه المثنى إلى الله تعالى وهو في قلب المعركة بالدعاء أن ينصر المسلمين، ثم انتخب جماعة من أبطال المسلمين وهجموا بصدق على الفرس فهزموهم ، وعندما استشهد " مسعود بن حارثة " وكان من قادة المسلمين وشجعانهم وهو أخو المثنى قال المثنى : " يا معشر المسلمين لا يرعكم أخي ؛ فإن مصارع خياركم هكذا "، فنشط المسلمون للقتال ، حتى هزم الله الفرس . وقاتل مع المثنى في هذه المعركة أنس بن هلال النمري وكان نصرانيًّا ، قاتل حمية للعرب ، وكان صادقًا في قتاله ، وتمكن أحد المسلمين من قتل " مهران " قائد الفرس ، فخارت صفوف الفرس ، وولوا هاربين ، فلحقهم المثنى على الجسر، وقتل منهم أعدادًا ضخمة ، قدرها البعض بمائة ألف ، ولكن هذا الرقم لا يشير إلى العدد الفعلي، ولكنه كناية عن الكثرة فقط . وقد سميت معركة البويب بـ" يوم الأعشار" ؛ لأنه وجد من المسلمين مائة رجل قتل كل منهم عشرة من الفرس ، ورأى المسلمون أن البويب كانت أول وأهم معركة فاصلة بين المسلمين والفرس ، وأنها لا تقل أهمية عن معركة اليرموك في الشام . ومن روعة المثنى أنه اعترف بخطأ ارتكبه أثناء المعركة رغم أنه حسم نتيجة المعركة ، فقال : " عجزت عجزة وقى الله شرها بمسابقتي إياهم إلى الجسر حتى أحرجتهم ؛ فلا تعودوا أيها الناس إلى مثلها ؛ فإنها كانت زلة فلا ينبغي إحراج من لا يقوى على امتناع " . بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الرسول : ذكر قاسم بن ثابت فيما رأيته عنه من حديث عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب في خروجهما هو وأبو بكر مع رسول الله لذلك قال علي : وكان أبو بكر في كل خير مقدمًا فقال : ممن القوم ؟ فقالوا : من شيبان بن ثعلبة, فالتفت أبو بكر إلى رسول الله فقال: بأبي أنت وأمي ، هؤلاء غرر في قومهم وفيهم مفروق بن عمر وهانئ بن قبيصة ومثنى بن حارثة و النعمان بن شريك, وكان مفروق بن عمر قد غلبهم جمالاً ولسانًا وكانت له غديرتان وكان أدنى القوم مجلسًا من أبي بكر فقال له أبو بكر : كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق : إنا لنزيد على الألف ولن تغلب الألف من قلة , فقال أبو بكر : كيف المنعة فيكم؟ فقال مفروق : علينا الجهد ولكل قوم جد , فقال أبو بكر : فكيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق : إنا لأشد ما نكون غضبًا لحين نلقى وأنا لأشد ما نكون لقاء حين نغضب وإنا لنؤثر الجياد على الأولاد والسلاح على اللقاح والنصر من عند الله يديلنا ويديل علينا أخرى لعلك أخو قريش .. فقال أبو بكر: أوقد بلغكم أنه رسول الله فها هو ذا , فقال مفروق : قد بلغنا أنه يذكر ذلك فإلام تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله : " أدعو إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله وأن تؤوني وتنصروني , فإن قريشًا قد تظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد ", فقال مفروق : وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش ؟ فقال رسول الله : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الأنعام: 151] , فقال مفروق : وإلام تدعو أيضًا يا أخا قريش ؟ فقال رسول الله : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل: 90] . فقال مفروق : دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال , ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك , وكأنه أراد أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة , فقال : هذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا, فقال هانئ : قد سمعنا مقالتك يا أخا قريش وإني أرى أن تركنا ديننا واتباعنا إياك على دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر زلة في الرأي وقلة نظر في العاقبة , وإنما تكون الزلة مع العجلة , ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدًا ولكن نرجع وترجع وننظر وتنظر, وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة , فقال : وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا , فقال المثنى : قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا و اتباعنا دينك لمجلس جلسته إلينا ليس له أول ولا آخر وإنا إنما نزلنا بين صريي اليمامة و السمامة فقال رسول الله : " ما هذان الصريان ", فقال : أنهار كسرى ومياه العرب, فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول , وأما ما كان من مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول , وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثًا ولا نؤوي محدثًا , وإني أرى أن هذا الأمر الذي تدعونا إليه أنت هو مما يكرهه الملوك , فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا, فقال رسول الله : " ما أسأتم في الرد إذ فصحتم في الصدق , وإن دين الله لن ينصره إلا من حاط من جميع جوانبه, أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نسائهم أتسبحون الله وتقدسونه ", فقال النعمان بن شريك : اللهم لك ذا , فتلا رسول الله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا } [الأحزاب: 45، 46] ثم نهض رسول الله فأخذ بيدي , فقال : " يا أبا بكر، أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله بأس بعضهم عن بعض , وبها يتجاوزون فيما بينهم ". بعض مواقف المثنى بن حارثة مع الصحابة : عندما أسلم المثنى بن حارثة كان يغِير هو ورجال من قومه على تخوم ممتلكات فارس ، فبلغ ذلك الصديق أبا بكر ، فسأل عن المثنى، فقيل له : " هذا رجل غير خامل الذكر ، ولا مجهول النسب، ولا ذليل العماد ". و لم يلبث المثنى أن قدم على المدينة المنورة ، وقال للصديق : " يا خليفة رسول الله استعملني على من أسلم من قومي أقاتل بهم هذه الأعاجم من أهل فارس " ، فكتب له الصديق عهدًا ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أسلم قوم المثنى . أثر المثنى بن حارثة في الآخرين : وعندما رأى المثنى البطء في الاستجابة للنفير قام خطيبًا في الناس فقال : " أيها الناس لا يعظمن عليكم هذا الوجه ؛ فإنا قد فتحنا ريف فارس ، وغلبناهم على خير شقي السواد ، ونلنا منهم ، واجترأنا عليهم ، ولنا إن شاء الله ما بعده ". بعض كلمات المثنى بن حارثة : وقال المرزباني : كان مخضرمًا وهو الذي يقول : سألوا البقية والرماح تنوشهم *** شرقي الأسنة والنحور من الدم فتركت في نقع العجاجة منهم *** جزرًا لساغبة ونسـر قشعم وفاة المثنى بن حارثة : لمّا ولي عمر بن الخطاب الخلافة سيّر أبا عبيد بن مسعود الثقفي في جيش إلى المثنى ، فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بـ ( قس الناطف ) واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد ، وجُرِحَ المثنى فمات من جراحته قبل القادسية ، رضي الله عنهما . المصادر : الإصابة في تمييز الصحابة . عيون الأثر في المغازي والسير . موقع إسلام أون لاين . |
|
08-07-2018, 05:17 PM | #122 |
| من التابعين عمران بن ملحان نسبه ونشأته هو عمران بن ملحان ، ويقال عمران بن عبد الله ويقال عمران بن تيم أبو رجاء العطاردي ، وكان كمولده كما ذكر ابن حجر في الإصابة : قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة ، وعاش إلى خلافة هشام بن عبد الملك . إسلامه أدرك الجاهلية والإسلام ، فهو من المخضرمين ، إلا أنه لم ير رسول الله ولم يسمع منه ، وكان إسلامه بعد الفتح ، وقيل بعد المبعث ، ويذكر البخاري في التاريخ الكبير إن إسلامه كان بعد الفتح فيقول على لسانه : كنت أفر من النبي حتى عفا عن الناس حين فتح مكة ، فأسلمت بعد ذلك ، ويحكي أبو رجاء قصة إسلامه فيقول: كنت لما بعث النبي أرعى الإبل و أخطمها فخرجنا هرابًا خوفًا منه فقيل لنا : إنما يسأل هذا الرجل يعني النبي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله فمن قالها أمن على دمه وماله ؛ فدخلنا في الإسلام ، ويقول : بعث النبي وكان لنا صنم مدور فحملناه على قتب وتحولنا ، ففقدنا الحجر، انسل فوقع في رمل فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غاب فيه ، فاستخرجته فكان ذلك أول إسلامي فقلت : إن إلهًا لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء ، وإن العنز لتمنع حياها بذنبها ، فكان ذلك أول إسلامي فرجعت إلى المدينة وقد توفي النبي . الصحابة الذين تعلم على يديهم يعد أبو رجاء في كبار التابعين ، ونهل من علم كبار الصحابة رضوان الله عليهم ، ولم يمنعه تقدمه في السن من التعلم ، حتى على يد صغار الصحابة كعبد الله بن عباس ، فقد تعلم القراءة عرضًا عن عبد الله بن عباس ، وتلقن القرآن من أبي موسى الأشعري الذي قال فيه النبي أنه أوتي مزمارًا من مزامير آل داود ، وكان يقول : كان أبو موسى يعلمنا القرآن خمس آيات خمس آيات. وكذلك قرأ القرآن على أبي بكر الصديق ، وروى عن عمر بن الخطاب ، وعلي وابن عباس وسمرة ، وتعلم من أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ، وروى عن غيرهم من أصحاب النبي . من أخذ عنه روى عنه : أيوب السختياني و جرير بن حازم و الجعد أبو عثمان و أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي و الحسن بن ذكوان وحماد بن نجيح وخالد الحذاء وسعيد بن أبي عروبة و سلم بن زرير و صخر بن جويرية و عباد بن منصور وعبد الله بن عون وعثمان الشحام وأبو العلاء عمرو بن العلاء اليشكري ولقبه جرن وعمران بن مسلم القصير وعوف الأعرابي وقرة بن خالد السدوسي و مهدي بن ميمون وأبو الحارث الكرماني و أبو عمرو بن العلاء النحوي المقرىء . أهم ملامح شخصيته عبادته و علمه وكان أبو رجاء عابداً كثير الصلاة وتلاوة القرآن ، كان يقول : ما آسى على شيء من الدنيا إلا أن أعفر في التراب وجهي كل يوم خمس مرات ، ويقول أبو الأشهب : وكان أبو رجاء يختم في شهر رمضان في كل عشر ليال مرة ، وكان ثقة في الحديث وله رواية وعلم بالقرآن وأم قومه في مسجدهم أربعين سنة . من كلماته كان يقول : ما آسى على شيء أخلفه بعدى إلا أنى كنت أعفر وجهي كل يوم وليلة خمس مرات لربي . الوفاة توفي أبو رجاء العطاردي سنة خمس ومائة وقيل : سنة ثمان ومائة وعاش مائة وخمسا وثلاثين سنة و قيل : مائة وعشرين سنة ، واجتمع في جنازته الحسن البصري والفرزدق الشاعر، فقال الفرزدق للحسن : يا أبا سعيد يقول الناس : اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم ! فقال : لست بخيرهم ولست بشرهم ولكن ما أعددت لهذا اليوم قال : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وقال : ألم تر أن الناس مات كبيرهم *** وقد كان قبل البعث بعث محمد و لم يغن عنه عيش سبعين حجة *** وستين لما بات غير موسد المصادر طبقات ابن خياط - الاستيعاب - معرفة القراء الكبار - أسد الغابة - التاريخ الكبير - تهذيب الكمال . |
|
08-07-2018, 05:18 PM | #123 |
| من الصحابة ( عياض بن غنم رضى الله تعالى عنه ) نسبه : فاتح العراق عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري . ويقال : الأشعري وهو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح .. و كان من أشراف قريش وهو معروف بالفتوح بالشام . عمر عياض بن غنم عندما أسلم : أسلم عياض قبل صلح الحديبية - والذي كان سنة 6 من الهجرة - وشهدها .. و مات وهو ابن ستين سنة، فيكون عمره عندما أسلم على فرض أنه أسلم سنة 5 من الهجرة ؛ يكون عمره عندها خمس و أربعون سنة . أهم ملامح شخصية عياض بن غنم : الزهد والورع معًا : لما ولي عياض بن غنم قدم عليه نفر من أهل بيته يطلبون صلته ومعروفه فلقيهم بالبشر فأنزلهم وأكرمهم فأقاموا أياما ثم سألوه في الصلة وأخبروه بما تكلفوا من السفر إليه رجاء معروفه فأعطى كل رجل منهم عشرة دنانير وكانوا خمسة فردوها و استخطوا ونالوا منه فقال : أي بني عم والله ما أنكر قرابتكم ولا حقكم ولا بعد شقتكم ولكن والله ما خلصت إلى ما وصلتكم به إلا ببيع خادمي وبيع ما لا غنى لي عنه فاعذروني قالوا: الله ما عذرك الله إنك والي نصف الشام وتعطي الرجل منا ما جهده أن يبلغه إلى أهله فقال : فتأمروني أن أسرق مال الله فو الله لأن أشق بالمنشار أو أبرى كما يبرى السفن أحب إلي من أن أخون فلسًا أو أتعدى وأحمل على مسلم ظلمًا أو على معاهد قالوا قد عذرناك في ذات يدك ومقدرتك فولنا أعمالاً من أعمالك نؤدي ما يؤدي الناس إليك ونصيب ما يصيبون من المنفعة فأنت تعرف حالنا وأنا ليس نعدو ما جعلت لنا .. قال والله إني لأعرفكم بالفضل والخير ولكن يبلغ عمر بن الخطاب أني قد وليت نفرًا من قومي فيلومني في ذلك ولست أحمل أن يلومني في قليل ولا كثير قالوا قد ولاك أبو عبيدة بن الجراح وأنت منه في القرابة بحيث أنت فأنفذ ذلك عمر ولو وليتنا فبلغ عمر فأنفذه فقال عياض : إني لست عند عمر بن الخطاب كأبي عبيدة بن الجراح وإنما أنفذ عمر عهدي على عمل لقول أبي عبيدة فيّ وقد كنت مستورًا عند أبي عبيدة فقال فيّ وأعلم مني ما أعلم من نفسي ما ذكر ذلك عني فانصرف القوم لائمين لعياض بن غنم . و كان عياض بن غنم رجلاً سمحًا وكان يعطي ما يملك لا يعدوه إلى غيره لربما جاءه غلامه فيقول ليس عندنا ما تتغدون به فيقول خذ هذا الثوب فبعه الساعة فاشتر به دقيقًا فيقول له سبحان الله أفلا تقترض خمسة دراهم من هذا المال الذي في ناحية بيتك إلى غد ولا تبيع ثوبك فيقول والله لأن أدخل يدي في جحر أفعى فتنال مني ما نالت أحب إلي من أن أطمع نفسي في هذا الذي تقول فلا يزال يدفع الشيء بالشيء حتى يأتي وقت رزقه فيأخذه فيوسع فيه فمن أدركه حين يأخذ رزقه غنم ومن تركه أياما لم يجد عنده درهمًا واحدًا .. و مات عياض يوم مات وما له مال ولا عليه دين لأحد .. الجانب القيادي: حيث إنه قاد عدة فتوحات وتولى عدة ولايات قال ابن سعد فقال : شهد الحديبية وما بعدها وكان أحد الأمراء الخمسة يوم اليرموك . وفي تاج العروس : رُوِيَ في بعض الآثار: أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و سلم قال : ( رُفِعَتْ لَيْلَةَ أَسْرِيَ بي مدينةٌ فأَعْجَبَتْنِي فقلتُ لجِبْرِيلَ : ما هذهِ المَدِينَةُ ؟ فقال : نَصِيبِين . فقلتُ : اللّهم عَجِّلْ فَتْحَها واجْعَلْ فيها بَركةً للمسلمينَ ) فتحها عياضُ بْنُ غنم الأَشعري . ومن البلاد التي فتحها أيضًا الرهاء بضم أوله ممدود مدينة من أرض الجزيرة ودخل أهل سائر الجزيرة فيما دخل فيه أهل الرهاء من الصلح . لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى إلى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص .. وجاء في معجم البلدان : اجتمع الروم فحاصروا أبا عبيدة بن الجراح والمسلمين بحمص فكتب عمر إلى سعد بإمداد أبي عبيدة بالمسلمين من أهل العراق فأرسل إليه الجيوش مع القواد وكان فيهم عياض بن غنم وبلغ الروم الذين بحمص مسير أهل العراق إليهم فخرجوا عن حمص ورجعوا إلى بلادهم فكتب سعد إلى عياض بغزو الجزيرة فغزاها سنة 71هـ وافتتحها فكانت الجزيرة أسهل البلاد افتتاحا لأن أهلها رأوا أنهم بين العراق والشام وكلاهما بيد المسلمين فأذعنوا بالطاعة فصالحهم على الجزية والخراج فكانت تلك السهول ممتحنة عليهم وعلى من أقام بها من المسلمين شدة الكرم والسخاء و الجود : فقيل عنه : كان صالحًا فاضلاً جوادًا . و كان يسمى (زاد الركاب) يطعم الناس زاده فإذا نفد الزاد نحر لهم بعيره . بعض المواقف من حياة عياض بن غنم مع الصحابة : عن شريح بن عبيد الحضرمي وغيره قال جلد عياض بن غنم صاحب داريا حين فتحت فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض ثم مكث ليالي فأتاه هشام بن حكيم فاعتذر إليه ثم قال هشام لعياض ألم تسمع النبي يقول إن من أشد الناس عذابًا أشدهم عذابًا في الدنيا للناس فقال عياض بن غنم يا هشام بن حكيم قد سمعنا ما سمعت ورأينا ما رأيت أولم تسمع رسول الله يقول من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية ولكن ليأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه له وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله فهلا خشيت أن يقتلك السلطان فتكون قتيل سلطان الله تبارك وتعالى . بعض الأحاديث التي نقلها عياض بن غنم عن النبي : عن عياض بن غنم قال : سمعت رسول الله يقول : ( من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يومًا فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه . و إن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يومًا فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه . وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقًّا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال ) . فقيل : يا رسول الله وما ردغة الخبال , قال : ( عصارة أهل النار ). وعنه أن النبي قال : ( لا تأكلوا الحمر الإنسية ) . وعنه عن النبي من أراد أن ينصح السلطان فلا يبدأه علانية ولكن يأخذ بثوبه و ليخل به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الحق الذي عليه . وأخرج ابن مردويه عن عياض بن غنم أنه سمع رسول الله تلا قوله تعالى : { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } [التكاثر: 1- 3] , يقول عليه الصلاة و السلام : ( لو دخلتم القبور ) ثم يكمل قوله تعالى { ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ } [التكاثر: 4] , ( وقد خرجتم من قبوركم ) { كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } [التكاثر: 5] , في يوم محشركم إلى ربكم { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ } [التكاثر: 6] , ( أي في الآخرة حق اليقين كرأي العين ) { ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ } [التكاثر: 7] ( يوم القيامة ) { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } [التكاثر: 8] , ( بين يدي ربكم عن بارد الشراب وظلال المساكن وشبع البطون واعتدال الخلق و لذاذة النوم حتى خطبة أحدكم المرأة مع خطّاب سواه فزوجها ومنعها غيره ) . بعض كلمات عياض بن غنم : قال عياض بن غنم : من مـبلغ الأقـوام أن جـمـوعـنا *** حوت الجزيرة غير ذات رجام جمعوا الجزيرة والغياب فــنفســوا *** عمن بحمــص غيابة القـدام إن الأعـــزة و الأكارم مـعشـر *** فضوا الجزيرة عن فراج الهــام غلبوا الملـوك على الجزيرة فانتـهوا *** عن غزو من يأوي بلاد الشــام وفاة عياض بن غنم : توفي بالشام سنة 20هـ، وهو ابن 60 سنة . |
|
08-07-2018, 05:20 PM | #124 |
| من الصحابة عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنه و عن أبيه شرف نسب عبد الله بن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، يكنى أبا عبد الرحمن، أمه زينب بنت مظعون ، وُلد بعد البعثة بأربعة أعوام وكان أبوه ما زال على الكفر، وما إن أصبح يافعًا حتى كان الله قد هدى والده عمر بن الخطاب إلى الإسلام . بدأت علاقته مع الإسلام منذ أن هاجر مع والده إلى المدينة وهو ابن عشرة أعوام ، وبعد الهجرة أخذ ينهل من تعاليم الإسلام عن الرسول مباشرةً ، حيث كان يتبعه كظلِّه . لم يشهد بدرًا وأُحد لصغر سنِّه، وشارك في غزوة الخندق عندما سمح له النبي بذلك ، و هو ابن خمسة عشر عامًا، وشارك في بيعة الرضوان . كان فقيهًا كريمًا حسن المعشر طيِّب القلب ، لا يأكل إلا وعلى مائدته يتيم يشاركه الطعام . محاكاة عبد الله بن عمر للرسول : كان عبد الله بن عمر حريصًا كل الحرص على أن يفعل ما كان الرسول يفعله، فيصلي في ذات المكان ، ويدعو قائمًا كالرسول الكريم، بل يذكر أدق التفاصيل ؛ ففي مكة دارت ناقة الرسول دورتين قبل أن ينزل الرسول من على ظهرها ويصلي ركعتين ، وقد تكون الناقة فعلت ذلك بدون سبب ، لكن عبد الله لا يكاد يبلغ نفس المكان في مكة حتى يدور بناقته ثم ينيخها ثم يصلي لله ركعتين تمامًا كما رأى الرسول يفعل ، وتقول في ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " ما كان أحد يتبع آثار النبي في منازله كما كان يتبعه ابن عمر " . حتى إنّ النبي نزل تحت شجرة ، فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة ، فيصبُّ في أصلها الماء لكيلا تيبس . جهاد عبد الله بن عمر : أول غزوات عبد الله بن عمر كانت غزوة الخندق ، فقد اسْتُصْغِرَ يوم أُحد ، ثم شهد ما بعدها من المشاهد ، وخرج إلى العراق وشهد القادسية ووقائع الفرس ، وورَدَ المدائن ، وشهد اليرموك ، وغزا إفريقية مرتين . وكان ابن عمر رجلاً آدم جسيمًا ضخمًا ، يقول ابن عمر: " إنّما جاءتنا الأدْمة من قِبل أخوالي ، والخال أنزعُ شيء ، وجاءني البُضع من أخوالي ، فهاتان الخصلتان لم تكونا في أبي ؛ كان أبي أبيض ، لا يتزوَّج النساء شهوةً إلا لطلب الولد " . قيامه الليل : يحدثنا ابن عمر: " رأيت على عهد رسول الله كأن بيدي قطعة إستبرق ، وكأنني لا أريد مكانًا من الجنة إلا طارت بي إليه ، ورأيت كأن اثنين أتياني وأرادا أن يذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيّ البئر، فإذا لها قرنان كقرني البئر، فرأيت فيها ناسًا قد عرفتهم ، فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار ، أعوذ بالله من النار . فلقينا ملك فقال : لا تُرَع . فخليا عني ، فقصَّتْ حفصة أختي على النبي رؤياي ، فقال رسول الله : ( نِعْمَ الرجلُ عبد الله، لو كان يصلي من الليل فيكثر ) . و منذ ذلك اليوم إلى أن لقي ربَّه لم يدع قيام الليل في حلِّه أو ترحاله . تقواه و علمه : كان عبد الله مثل أبيه تهطل دموعه حين يسمع آيات النذير في القرآن؛ فقد جلس يومًا بين إخوانه فقُرئ : { وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلاَ يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين: 1-6] ، ثم مضى يردد: { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } [المطففين: 6] , ودموعه تسيل كالمطر ، حتى وقع من كثرة وجده وبكائه . وكتب رجل إلى ابن عمر فقال : " اكتبْ إليَّ بالعلم كله " . فكتب إليه ابن عمر : " إن العلم كثيرٌ ، ولكن إن استطعتَ أن تلقى الله خفيفَ الظهر من دماء الناس ، خميص البطن من أموالهم ، كافًّا لسانك عن أعراضهم ، لازمًا لأمر الجماعة فافعلْ ، والسلام " . شدة ورع عبد الله بن عمر : دعاه يومًا الخليفة عثمان وطلب منه أن يشغل منصب القضاء فاعتذر ، وألحَّ عليه عثمان فثابر على اعتذاره ، وسأله عثمان : " أتعصيني ؟ " فأجاب ابن عمر : " كلا ، ولكن بلغني أن القضاة ثلاثة : قاضٍ يقضي بجهل فهو في النار ، وقاضٍ يقضي بهوى فهو في النار، وقاضٍ يجتهد ويصيب ؛ فهو كفاف لا وزر ولا أجر، وإني لسائلك بالله أن تعفيني " . و أعفاه عثمان بعد أن أخذ عليه عهدًا ألاَّ يخبر أحدًا ؛ لأنه خشي إذا عرف الأتقياء الصالحون أن يتبعوه وينهجوا نهجه . حذر عبد الله بن عمر : كان t شديد الحذر في روايته عن الرسول ، فقد قال معاصروه : " لم يكن من أصحاب رسول الله أحدٌ أشد حذرًا من ألا يزيد في حديث رسول الله أو ينقص منه من عبد الله بن عمر " . كما كان شديد الحذر والحرص في الفُتيا ، فقد جاءه يومًا سائل يستفتيه في سؤالٍ ، فأجابه قائلاً : " لا علم لي بما تسأل " . و ذهب الرجل إلى سبيله ، ولا يكاد يبتعد بضع خطوات عن ابن عمر حتى فَرَك ابن عمر كفيه فرحًا ، و يقول لنفسه : " سُئل ابن عمر عمّا لا يعلم ، فقال لا يعلم " . جود عبد الله بن عمر : كان ابن عمر من ذوي الدخول الرغيدة الحسنة ؛ إذ كان تاجرًا أمينًا ناجحًا ، وكان راتبه من بيت مال المسلمين وفيرًا ، ولكنه لم يدخر هذا العطاء لنفسه قَطُّ، إنما كان يرسله على الفقراء والمساكين والسائلين ، فقد رآه أيوب بن وائل الراسبي وقد جاءه أربعة آلاف درهم وقطيفة ، وفي اليوم التالي رآه في السوق يشتري لراحلته علفًا دَيْنًا، فذهب أيوب بن وائل إلى أهل بيت عبد الله وسألهم، فأخبروه : " إنه لم يبت بالأمس حتى فرَّقها جميعًا ، ثم أخذ القطيفة وألقاها على ظهره وخرج، ثم عاد وليست معه ، فسألناه عنها فقال : إنه وهبها لفقير" . كما كان عبد الله بن عمر يلوم أبناءه حين يولمون للأغنياء ولا يأتون معهم بالفقراء ، ويقول لهم : " تَدْعون الشِّباع ، وتَدَعون الجياع". زهد عبد الله بن عمر : أهداه أحد إخوانه القادمين من خُراسان حُلَّة ناعمة أنيقة، وقال له : " لقد جئتك بهذا الثوب من خراسان ، وإنه لتقر عيناي إذ أراك تنزع عنك ثيابك الخشنة هذه ، وترتدي هذا الثوب الجميل " . قال له ابن عمر : " أرِنيه إذن ". ثم لمسه وقال : "أحرير هذا؟ " قال صاحبه: "لا، إنه قطن". وتملاّه عبد الله قليلاً ، ثم دفعه بيمينه وهو يقول : " لا ، إني أخاف على نفسي ، أخاف أن يجعلني مختالاً فخورًا ، والله لا يحب كل مختال فخور " . وأهداه يومًا صديق وعاءً مملوءًا، وسأله ابن عمر: " ما هذا ؟ " قال : " هذا دواء عظيم ، جئتك به من العراق " . قال ابن عمر : " و ماذا يُطَبِّب هذا الدواء ؟ " قال : "يهضم الطعام " . فابتسم ابن عمر وقال لصاحبه : " يهضم الطعام ! إني لم أشبع من طعام قَطُّ منذ أربعين عامًا " . لقد كان عبد الله خائفًا من أن يقال له يوم القيامة : { أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا } [الأحقاف: 20] . كما كان يقول عن نفسه : " ما وضعت لَبِنَة على لَبِنَة ، ولا غرست نخلة منذ تُوُفِّي رسول الله " . و يقول ميمون بن مهران : " دخلت على ابن عمر ، فقَومتُ (ثَمّنْتُ) كل شيء في بيته من فراش ولحاف وبساط، ومن كل شيء فيه ، فما وجدته يساوي مائة درهم " . موقف عبد الله بن عمر من الخلافة : عُرضت الخلافة على ابن عمر عدة مرات فلم يقبلها ، فها هو الحسن يقول : " لما قُتِل عثمان بن عفان، قالوا لعبد الله بن عمر: " إنك سيِّد الناس وابن سيد الناس ، فاخرج نبايع لك الناس". قال: "إني والله لئن استطعت، لا يُهرَاق بسببي مِحْجَمَة من دم " . قالوا : " لَتَخْرُجَنَّ أو لنقتُلك على فراشك ". فأعاد عليهم قوله الأول، فأطمعوه وخوفوه، فما استقبلوا منه شيئًا " . واستقر الأمر لمعاوية ومن بعده لابنه يزيد ، ثم ترك معاوية الثاني ابن يزيد الخلافة زاهدًا فيها بعد أيام من توليه ، وكان عبد الله بن عمر شيخًا مسنًّا كبيرًا ، فذهب إليه مروان وقال له : " هَلُمَّ يدك نبايع لك ؛ فإنك سيد العرب وابن سيدها " . قال له ابن عمر : " كيف نصنع بأهل المشرق ؟ " قال مروان : " نضربهم حتى يبايعوا " . قال ابن عمر: " والله ما أحب أنها تكون لي سبعين عامًا ، ويقتل بسببي رجل واحد " . فانصرف عنه مروان . موقف عبد الله بن عمر من الفتنة : رفض استعمال القوة والسيف في الفتنة المسلحة بين عليٍّ ومعاوية ، وكان الحياد شعاره ونهجه : " من قال : حي على الصلاة أجبته ، ومن قال : حي على الفلاح أجبته، ومن قال : حي على قَتْل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت: لا " . يقول أبو العالية البراء : " كنت أمشي يومًا خلف ابن عمر وهو لا يشعر بي ، فسمعته يقول : " واضعين سيوفهم على عَوَاتِقِهم ، يقتل بعضهم بعضًا، يقولون : يا عبد الله بن عمر ، أَعْطِ يدك " وفاة عبد الله بن عمر : كُفَّ بصر عبد الله بن عمر آخر عمره ، وقد مات بمكة سنة أربع وسبعين للهجرة ، وقيل : سنة ثلاث وسبعين وهو ابن أربع وثمانين سنة . |
|
08-07-2018, 05:22 PM | #125 |
| من الصحابة ( قتادة بن النعمان رضى الله تعالى عنه ) نسبه : قتادة بن النعمان بن زيد الأنصاري الأوسي ثم الظفري يكنى أبا عمرو وقيل : أبو عمر، وقيل : أبو عبد الله. وهو أخو أبي سعيد الخدري لأمه . ولد قبل الهجرة باثنين وأربعين سنة ، حيث أنه توفي سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وهو ابن خمس وستين سنة ، ومعنى ذلك أن النبي بُعثَ وعُمر قتادة تسع وعشرين سنة . إسلام قتادة بن النعمان بن زيد: لم يعرف تحديدا عمره عندما أسلم، والواضح أنه أسلم مبكر، فقد شهد بدر ، وغيرها من المشاهد مع رسول الله . أهم ملامح شخصية قتادة بن النعمان بن زيد: الثبات : وهذا واضح في دفاعه المستميت عن رسول الله في غزوة أحد . الفروسية : وكان الرماة من أصحاب النبي المذكور منهم : سعد بن أبي وقاص ، وقتادة بن النعمان . السبق : كان رضي الله عنه دائما من السباقين إلى الخيرات ، فهو أحد السبعين المؤسسين للدولة الإسلامية في مهده ، ومن ثم يطلق عليه " عقبي " أي ممن شهد العقبة . و شهد قتادة بن النعمان العقبة مع السبعين من الأنصار .... المستدرك جزء 3 - صفحة 334 وكانت أمه أنيسة بنت قيس النجارية رضي الله عنها ممن بايعن رسول الله . قتادة بن النعمان من أصحاب الليل : روى الإمام أحمد بسنده عن أبي سعيد الخدري قال بات قتادة بن النعمان يقرأ الليل كله قل هو الله أحد فذكر ذلك للنبي فقال النبي عليه الصلاة و السلام : ( والذي نفسي بيده لتعدل نصف القرآن أو ثلثه ) مواقف قتادة بن النعمان بن زيد مع الرسول : عن الهيثم بن عدي عن أبيه قال أصيبت عين قتادة بن النعمان يوم أحد فأتى النبي وهي في يده فقال ما هذا يا قتادة ، قال : هذا ما ترى يا رسول الله ، قال صلى الله عليه و سلم : ( إن شئت صبرت و لك الجنة وإن شئت رددتها ودعوت الله لك فلم تفتقد منها شيئا ) فقال : والله يا رسول الله إن الجنة لجزاء جزيل وعطاء جليل ولكني رجل مبتلى بحب النساء ، وأخاف أن يقلن أعور فلا يردنني ولكن تردها لي وتسأل الله لي الجنة ، فقال صلى الله عليه و سلم : ( أفعل يا قتادة ) ثم أخذها رسول الله بيده فأعادها إلى موضعها فكانت أحسن عينيه إلى أن مات ودعا الله له بالجنة . و دخل ابنه على عمر بن عبد العزيز ، فقال له عمر : من أنت يا فتى ؟ فقال : أنا ابن الذي سالت على الخد عينه * فردت بكف المصطفى أحسن الرد فعادت كما كانت لأحسن حالها * فياحسن ما عين ويا طيب ما يد فقال عمر : بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون ثم قال : تلك المكارم لا قعبان من لبن * شيبا بماء فعادا بعد أبوالا وأعطى أي : رسول الله قتادة بن النعمان وصلى معه العشاء الأخيرة في ليلة مظلمة مطيرة عرجونا فقال : " انطلق فإنه سيضيء لك من بين يديك عشرًا ومن خلفك عشرًا فإذا دخلت بيتك فسترى سوادا فاضربه حتى يخرج فإنه الشيطان " فانطلق فأضاء له العرجون حتى دخل بيته ووجد السواد فضربه حتى خرج . وفي مسند الإمام أحمد عن محمد بن إبراهيم أن قتادة بن النعمان الظفري وقع بقريش فكأنه نال منهم فقال رسول الله: " يا قتادة لا تسبن قريشا فلعلك أن ترى منهم رجالا تزدري عملك مع أعمالهم وفعلك مع أفعالهم وتغبطهم إذا رأيتهم لولا أن تطغى قريش لأخبرتهم بالذي لهم عند الله عز وجل " . عن قتادة بن النعمان رضي الله عنه قال : كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق بشر وبشير ومبشر وكان بشير رجلا منافقا يقول الشعر يهجو به أصحاب رسول الله ثم ينحله لبعض العرب ثم يقول : قال فلان كذا وكذاو وقال فلان كذا وكذا فإذا سمع أصحاب رسول الله ذلك الشعر قالو : والله ما يقول هذا الشعر إلا هذا الرجل الخبيث أو كما قال الرجل وقالوا ابن الأبيرق : قالها قالوا : وكانوا أهل بيت حاجة وفاقة في الجاهلية والإسلام وكان الناس إنما طعامهم بالمدينة التمر والشعير وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة من الشام من الدرمك ابتاع الرجل منها فخص بها نفسه وأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير فقدمت ضافطة - والضافِطةُ والضَّفّاطةُ العِير تحملُ المَتاع- من الشام فابتاع عمي رفاعة بن زيد حملا من الدرمك فجعله في مشربة له وفي المشربة سلاح ودرع وسيف فعدي عليه من تحت البيت فنقبت المشربة وأخذ الطعام والسلاح فلما أصبح أتاني عمي رفاعة فقال : يا ابن أخي إنه قد عدي علينا في ليلتنا هذه فنقبت مشربتنا فذهب بطعامنا وسلاحنا قال: فتحسسنا في الدار وسألنا فقيل لن : قد رأينا بني أبيرق استوقدوا في هذه الليلة ولا نرى فيما نرى إلا على بعض طعامكم قال: وكان بنو أبيرق قالوا : ونحن نسأل في الدار: والله ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل رجلا منا له صلاح وإسلام فلما سمع لبيد اخترط سيفه وقال : أنا أسرق ؟ ! والله ليخالطنكم هذا السيف أو لتبينن هذه السرقة قالوا : إليك عنا أيها الرجل فما أنت بصاحبها فسألنا في الدار حتى لم نشك أنهم أصحابها فقال لي عمي : يا ابن أخي لو أتيت رسول الله فذكرت ذلك له قال قتادة : فأتيت رسول الله فقلت : إن أهل بيت منا أهل جفاء عمدوا إلى عمي رفاعة بن زيد فنقبوا مشربة له وأخذوا سلاحه وطعامه فليردوا علينا سلاحنا فأما الطعام فلا حاجة لنا فيه فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ( سآمر في ذلك فلما سمع بذلك بنو أبيرق أتوا رجلا منهم يقال له أسير بن عمرو فكلموه في ذلك ) فاجتمع في ذلك أناس من أهل الدار فقالوا : يا رسول الله إن قتادة بن النعمان وعمه عمدا إلى أهل بيت منا أهل إسلام وصلاح يرمونهم بالسرقة من غير بينة ولا ثبت قال قتادة : فأتيت النبي فكلمته فقال : ( عمدت إلى أهل بيت ذكر منهم إسلام وصلاح ترميهم بالسرقة على غير بينة ولا ثبت ) قال : فرجعت ولوددت أني خرجت من بعض مالي ولم أكلم رسول الله في ذلك فأتاني عمي رفاعة فقال : يا ابن أخي ما صنعت ؟ فأخبرته بما قال لي رسول الله فقال : الله المستعان فلم نلبث أن نزل القرآن { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما } يعني بني أبيرق { واستغفر الله } أي: مما قلت لقتادة { إن الله كان غفورا رحيما } وشهد قتادة مع رسول الله المشاهد كلها وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر . مواقف من حياة قتادة بن النعمان بن زيد مع الصحابة : كرم وورع : عن عمر بن قتادة بن النعمان قال : لما احمر الرطب انطلق قتادة فصنع لحائطه مفتاحا - وكان له قبل ذلك مفتاح - فجاء به إلى أخيه المهاجري فقال له : إن الرطب مفتاح وهذا المفتاح لك و معي مفتاح . قال : وكان قتادة إذا خرج اتبعته بنية له فإذا فتح الباب لاذت منه حتى تدخل فتجمع فإذا رآها نهاها نهيا كأنها ليست منه ثم انطلق إلى المهاجري فقال له : إن بنية لي ربما دخلت فجمعت أتحلل لنا ذلك ؟ قال المهاجري : نعم . أثر قتادة بن النعمان بن زيد في الآخرين : هو من الدعاة إلى الله تعالى فهو أول من دخل المدينة بسورة من القرآن وهي سورة مريم . 1- جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام وهو من الصحابة . 2- سعد بن مالك بن سنان وهو من الصحابة . 3- عبد الرحمن بن أبي سعيد وهو من الطبقة الوسطى من التابعين . 4- عمر بن قتادة بن النعمان (ابنه) وهو من الطبقة الوسطى من التابعين 5- محمود بن لبيد بن عقبة وهو من الصحابة جميعًا . أحاديث نقلها قتادة بن النعمان عن المصطفى : روى الترمذي بسنده عن قتادة بن النعمان رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا أحب الله عبدا حماه الدنيا كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء ) . وروى ابن ماجة بسنده عن عن أبي سعيد الخدري عن قتادة بن النعمان رضى الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ( من صام يوم عرفة غفر له سنة أمامه وسنة بعده ) وفاة قتادة بن النعمان بن زيد : مات قتادة بن النعمان سنة ثلاث وعشرين وهو يومئذ بن خمس وستين سنة وصلى عليه عمر بن الخطاب رحمه الله بالمدينة ونزل في قبره أخوه لأمه أبو سعيد الخدري ومحمد بن مسلمة والحارث بن خزمة ، و دفن بالمدينة حيث توفي رضي الله عنه . المراجع أسد الغابة - الثقات - المستدرك - الإصابة - صفة الصفوة ... |
|
08-07-2018, 05:23 PM | #126 |
| من الصحابة (معاذ بن عفراء رضى الله تعالى عنه ) نسبه : معاذ بن عفراء هو ابن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد الأنصاري المعروف بابن عفراء وهي أمه ، شهد غزوتي بدر، وأحد والمشاهد كلها مع رسول الله إسلام معاذ بن عفراء : لما حضر موسم الحج ؛ حج نفر من الأنصار منهم معاذ بن عفراء وأسعد بن زُرَارة . وأتاهم رسول الله وأخبرهم خبرهم الذي اصطفاه الله به من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير ودخل نور الإيمان إلي قلب معاذ ، وبدأ يقدم روحه وكل ما يملك في سبيل الله . وقد آخى رسول الله بين معمر بن الحارث ومعاذ بن عفراء . أهم ملامح شخصية معاذ بن عفراء : تميز معاذ بن عفراء بالشجاعة وحب التضحية فى سبيل الله . وله موقف يسجله التاريخ للصحابي الجليل ، موقف يظهر فيه شجاعة معاذ بن عفراء . يحكي معاذ بن عفراء عن غزوة بدر الكبرى فيقول : سمعت القوم وهم في مثل الحرجة وأبو جهل فيهم وهم يقولون : أبو الحكم -يعني أبا جهل - لا يخلص إليه . فلما سمعتها جعلته من شأني فقصدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه فضربته ضربة عظيمة فطنت قدمه بنصف ساقه . وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي فتعلقت بجلدة من جنبي . وأجهضني القتال عنه . ثم أردف قائلا : ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي فلما آذتني وضعت قدمي عليها وتمطيت حتى طرحتها ولقد تميز معاذ بن عفراء بحبه الشديد للنبي شأنه شأن صحابة النبي المختار ، والدليل على ذلك ما يرويه لنا سيدنا عبد الرحمن بن عوف يوم غزوة بدر . فعن عبد الرحمن بن عوف قال : إني لواقف في الصف يوم بدر؛ فنظرت عن يميني وعن شمالي فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما فتمنيت لو كنت بين أضلع منهما . ثم يقول : فغمزني أحدهما فقال يا عمِّ هل تعرف أبا جهل؟ قلت : نعم . فما حاجتك إليه ؟ قال : أنبئت أنه يسب رسول الله والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سواده سوادي حتى يموت الأعجل منا . ثم يقول : فغمزني الآخر، فقال لي كما قال الأول . قال : فعجبت لذاك . قال : فلم ألبث أن رأيت أبا جهل في الناس ، قال : فقلت لهما : ألا تريان ها ذاك صاحبكما الذي تسألان عنه . قال : فابتدراه بسيفيهما يغربانه حتى قتلاه ؛ ثم انصرفا إلى رسول الله فأخبراه ، فقال : ( أيكما قتله ؟ ) فقال كل واحد منهما : أنا قتلته . فقال : ( هل مسحتما بسيفيكما ؟ ) قالا : لا ، قال : فنظر رسول الله السيفين ؛ فقال : ( كلاكما قتله . ) و قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح ، قال : والرجلان معاذ بن الجموح ومعاذ بن عفراء . وجاء في الروض الأنف أن الذي قتل أبا جهل معاذ ومعوذ ابنا عفراء " وأصح من هذا كله حديث أنس حين قال النبي : ( من يأتيني بخبر أبي جهل الحديث وفيه أن ابني عفراء قتلاه ) . و من هنا يكون اشتراك معاذ بن عمرو بن الجموح في قتل أبي جهل بعيد . من مواقف معاذ بن عفراء مع الصحابة : كان عمر بن الخطاب يأمر بحلل تنسج لأهل بدر يتنوق فيه ، فبعث إلى معاذ بن عفراء حلة فقال معاذ بن عفراء : يا أفلح بع هذه الحلة ، فبعتها له بألف وخمسمائة درهم ، ثم قال : اذهب فابتع بها رقاب ، فاشتريت له خمس رقاب ، ثم قال : والله إن امرأ اختار قشرين - يلبسهما - على خمس رقاب يعتقها لغبين الرأى ، اذهبوا فأنتم أحرار فبلغ عمر بن الخطاب أنه لا يلبس ما يبعث به إليه ؛ فاتخذ له حلة غليظة أنفق عليها مائة درهم، فلما آتاه بها الرسول قال : ما أراه بعثك بها إلي ، قال : بلى ، فأخذ الحلة فأتى بها عمر فقال : يا أمير المؤمنين بعثت إلي بهذه الحلة؟ قال : نعم ، إن كنا لنبعث إليك بالحلة مما نتخذ لك ولإخوانك ، فبلغنى أنك لا تلبسه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنى وإن كنت لا ألبسها فإني أحب أن يـأتى من صالح ما عندك . فأعاد إليه حلته . معاذ بن عفراء يروي عن الرسول : عن نصر بن عبد الرحمن عن جده معاذ أنه طاف مع معاذ بن عفراء فلم يصل فقلت : ألا تصلي ؟ فقال: إن رسول الله قال : ( لا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس ولا بعد الصبح حتى تطلع الشمس ) . وفاة معاذ بن عفراء : عاش معاذ بن عفراء إلى زمن عثمان بن عفان وقال خليفة بن خياط في موضع آخر وقد مات معاذ بن عفراء في خلافة علي بن أبي طالب . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , الله , بإذن , شخصيات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصفات طبعيه لكي نعالج انفسنا بشئ طبيعي ..متجدد بإذن الله..,~ | احمدالعلي | (همســـات الصحه والطب) | 188 | 25-07-2021 12:19 AM |
ربِّ زدني علمًا وفقهني في الدين { متجدد إن شاء الله } | قطرات احزان | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 31 | 14-01-2019 10:30 PM |
شخصيات نوقف لها وقفةة شموخ ., عششقـ ـآلبدووو | عشق البدو | (همســـات جـسـر الـتـواصــل ) | 23 | 04-05-2015 06:41 PM |
خمس شخصيات من تختار ؟؟..... | محمدعبدالحميد | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 9 | 12-04-2014 01:37 AM |