الإهداءات | |
( همســـــات العام ) خاص بالمواضيع العامه |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-07-2018, 05:33 AM | #106 |
| من الصحابة [ ماعز بن مالك رضى الله تعالى عنه ] نسبه : هو عريب بن مالكٍ وماعز لقب له ، وهو من قبيلة أسلم . أهم ملامح شخصية ماعز بن مالك : إحساسه العميق بالندم على المعصية وطلب التوبة الصادقة حتى لو كانت نهايته ويظهر ذلك في موقفه مع النبي . بعض مواقف ماعز بن مالك مع الرسول : يروي يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب : أن رجلاً من أسلم جاء إلى أبي بكر الصديق فقال : إن الآخر زنى! فقال له أبو بكر: هل ذكرت هذا لأحدٍ غيري ؟ فقال : لا . فقال له أبو بكر : فتب إلى الله واستتر بستر الله ، فإن الله يقبل التوبة عن عباده ، فلم تقرره نفسه حتى أتى عمر بن الخطاب فقال له مثل ما قال لأبي بكر . فقال له عمر مثل ما قال له أبو بكر . قال : فلم تقرره نفسه حتى جاء إلى رسول الله فقال : إن الآخر زنى : فقال سعيدٌ : فأعرض عنه رسول الله ثلاث مراتٍ، كل ذلك يعرض عنه رسول الله حتى إذا كثر عليه بعث رسول الله إلى أهله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيشتكي أم به جنة ) فقالوا : يا رسول الله إنه لصحيحٌ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبكرٌ أم ثيبٌ ) فقالوا : بل ثيبٌ يا رسول الله . فأمر به رسول الله فرجم . - ولما صلوا على ماعز بن مالك ودفنوه , مرّ النبي على موضعه مع بعض أصحابه , فسمع النبي رجلين يقول أحدهم لصاحبه : انظر; إلى هذا الذي ستر الله عليه ولم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلاب , فسكت النبي ثم سار ساعة , حتى مر بجيفة حمار قد أحرقته الشمس حتى انتفخ وارتفعت رجلاه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أين فلان و فلان ) قالا : نحن ذان يا رسول الله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انزلا , فكلا من جيفة هذا الحمار ) ، قال : يا نبي الله ! ! غفر الله لك .. من يأكل من هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما نلتما من عرض أخيكما آنفًا أشد من أكل الميتة , لقد تاب توبة لو قسمت على أمة لوسِعتهم والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها ) . بعض مواقف ماعز بن مالك مع الصحابة : روى يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن نعيم بن هزال : أن هزالاً كانت له جارية ترعى له وأن ماعزًا وقع عليها فخدعه هزال وقال : انطلق إلى رسول الله فأخبره فعسى أن ينزل قرآن فأتاه فأخبره فأمر به فرجم وقال النبي لهزال : ( يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك ) . بعض ما رواه ماعز بن مالك عن النبي : روى عنه ابنه عبد الله حديثًا واحدًا فيقول :عبد الله بن ماعز أن ماعزًا حدثه أنه أتى النبي فكتب له كتابًا أن ماعزًا البكائي أسلم آخر قومه وأنه لا يجني عليه إلا يده فبايعه على ذلك . وفاة ماعز بن مالك : وعن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن النبي صلى الظهر يوم ضرب ماعز فطول الأوليين من الظهر حتى كاد الناس يعجزون عنها من طول القيام فلما انصرف أمر أن يرجم فرجم فلم يقتل حتى رماه عمر بن الخطاب بلحي بعير فأصاب رأسه فقتله , فقال رجل حين فاض لماعز : تعست ! فقيل للنبي : يا رسول الله ! نصلي عليه ؟ قال صلوات ربي و سلامه عليه ( نعم ) فلما كان الغد صلى الظهر فطول الركعتين الأوليين كما طولها بالأمس أو أدنى شيئًا فلما انصرف قال صلوات ربي و سلامه عليه ( صلوا على صاحبكم ) . فصلى عليه النبي و الناس و يروي أبو سعيد : أن رجلاً من أسلم يقال له : ماعز بن مالكٍ أتى رسول الله فقال : إني أصبت فاحشةً فأقمه علي ! فرده النبي مرارًا ، ثم سأل قومه فقالوا : ما نعلم به بأسًا إلا أنه أصاب شيئًا يرى أنه لا يخرج منه إلا أن يقام فيه الحد . قال : فرجع إلى النبي فأمرنا أن نرجمه . قال : فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد ، قال : فما أوثقناه ولا حفرنا له ، قال : فرميناه بالعظام والمدر والخزف ، قال : فاشتد ، واشتددنا خلفه حتى أتى عرض الحرة ، فانتصب لنا فرميناه بجلاميد الحرة - يعني الحجارة - حتى سكت! ثم قام رسول الله خطيبًا من العشي فقال : ( أو كلما انطلقنا غزاةً في سبيل الله تخلف رجلٌ في عيالنا له نبيبٌ كنبيب التيس؟ علي أن لا أوتي برجلٍ فعل ذلك إلا نكلت به ) قال : فما استغفر له ولا سبه . ما قيل في توبة ماعز بن مالك : يروى عن بريدة قال : لما رجم النبي ماعز بن مالك كان الناس فيه فرقتين : قائل يقول : لقد هلك على أسوأ حالة ، لقد أحاطت به خطيئته وقائل يقول : أتوبة أفضل من توبة ماعز بن مالك ! إنه جاء إلى النبي فوضع يده في يده و قال : اقتلني بالحجارة فلبثوا كذلك يومين أو ثلاثًا ثم جاء رسول الله وهم جلوس فسلم ثم جلس فقال : ( استغفروا لماعز بن مالك ) ، فقالوا : غفر الله لماعز بن مالك ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ) وعن ابن جرير عن بريدة قال : لما رجم ماعز قال ناس من الناس : هذا ماعز أهلك نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد تاب إلى الله توبة لو تابها فئة من الناس لقبل منهم ) |
|
08-07-2018, 05:35 AM | #107 |
| من الصحابة هلال بن أمية نسبه : هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس واسمه مالك الأنصاري الواقفي . و كان قديم الإسلام , كان يكسر أصنام بني واقف , وكانت معه رايتهم يوم الفتح [1] . و شهد هلال بن أمية بدرًا وأحدًا[2]. من مواقف هلال بن أمية مع الرسول : تخلف هلال بن أمية عن رسول الله في غزوة تبوك فقد ذكر ابن كثير أن قوله تعالي : { وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [التوبة: 106] . أنهم هم الثلاثة الذين خلفوا أي عن التوبة وهم :- مرارة بن الربيع وكعب بن مالك وهلال بن أمية قعدوا عن غزوة تبوك في جملة من قعد كسلاً وميلاً إلى الدعة والحفظ وطيب الثمار والظلال لا شكًّا ونفاقًا, فكانت منهم طائفة ربطوا أنفسهم بالسواري كما فعل أبو لبابة وأصحابه وطائفة لم يفعلوا ذلك , وهم هؤلاء الثلاثة المذكورون , فنزلت توبة أولئك قبل هؤلاء , وأرجي هؤلاء عن التوبة حتى نزلت الآية الآتية وهي قوله تعالى: { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [التوبة: 117، 118] . وقد ذكر البخاري قصة الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك : يقول كعب بن مالك : " حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله يأتيني فقال : إن رسول الله يأمرك أن تعتزل امرأتك , فقلت : أطلقها أم ماذا أفعل ؟ قال : لا , بل اعتزلها ولا تقربها . و أرسل إلى صاحبي مثل ذلك (يقصد هلال بن أمية ومرارة بن الربيع) فقلت لامرأتي : الحقي بأهلك فتكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر, فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله فقالت : يا رسول الله , إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره أن أخدمه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( لا ولكن لا يقربك ). قالت : إنه والله ما به حركة إلى شيء والله ما زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه , فقال لي بعض أهلي : لو استأذنت رسول الله في امرأتك كما أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدمه؟ فقلت: والله لا أستأذن فيها رسول الله وما يدريني ما يقول رسول الله إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ؟ فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله عن كلامنا , فلما صليت صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا , فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر, قال : فخررت ساجدًا , وعرفت أن قد جاء فرج وآذن رسول الله بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا وذهب قبل صاحبي مبشرون " [3] . قصة اللعان : وفي أحد الأيام لاعن هلال بن أمية زوجته ، وأقسم لرسول الله إنه لصادق عن ابن عباس : أن هلال بن أمية قذف امرأته عند النبي بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( البينة أو حد في ظهرك ) . فقال : يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلاً، ينطلق يلتمس البينة ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( البينة و إلا حد في ظهرك ) . فقال هلال : والذي بعثك بالحق إني لصادق , فلينزلن الله ما يبرئ ظهري من الحد ، فنزل جبريل وأنزل عليه : { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ } [النور: 6] , فقرأ حتى بلغ : { إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ } [النور: 9] . فانصرف النبي فأرسل إليها, فجاء هلال فشهد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب ) . ثم قامت فشهدت , فلما كانت عند الخامسة وقفوها , وقالوا : إنها موجبة . قال ابن عباس : فتلكأت ونكصت حتى ظننا أنها ترجع ، ثم قالت : لا أفضح قومي سائر اليوم ، فمضت , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أبصروها فإن جاءت به أكحل العينين ، سابغ الأليتين ، خدلج الساقين ، فهو لشريك بن سحماء ) . فجاءت به كذلك , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شأن ) [4] . المصادر : [1] أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1093 ] [2] أسد الغابة [ جزء 1 - صفحة 1093 ] [3] صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1603 ] [4] صحيح البخاري [ جزء 4 - صفحة 1772 ] |
|
08-07-2018, 05:36 AM | #108 |
| من الصحابة مصعب بن عمير رضي الله تعالى عنه نسبه : مصعب بن عمير شابٌ من أكثر شباب قريشٍ رقة ووداعة وثراءً ، نشأ منعمًا في ظل والديه ، في بيت يزخر بالفاخر من الثياب ، والنادر من العطور ، زينة فتيان قريش ، ودرة مجالسه ، تنقلب حياته فجأة ، فإذا به يرضى بشظف العيش ، ويلبس الجلد الخشن من الثياب ! ! فما الذي غيره وحوله هذا التحول العظيم ؟ بهذا الرضا التام ؟ إنه الإسلام ، ذلك الدين الذي ما إن لامس قلب الشاب الغض اليافع ، حتى وجد لديه قبولاً سريعًا، ذلك أنه - منذ صغره - لم يحمل للإسلام ذرة كراهية ، وما نشأ ناقمًا عليه ، بل على العكس ، سعى إليه في يسر ، واستمع إلى رسوله المصطفى في دار الأرقم بن أبي الأرقم ، وسرعان ما أعلن نفسه واحدًا من بين المسلمين . إنه مصعب الخير (كما سماه رسول الله) أو (مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف) كما تثبته كتب التاريخ، قال عنه رسول الله ، فيما رواه عرم ، قال نظر النبي إلى مصعب بن عمير، وعليه إهاب – جلد - من كبش ، قد تمنطق به ، فقال : ( انظروا إلى هذا الذي قد نور الله قلبه ، لقد رأيته بين أبويه يغذيانه بأطايب الطعام والشراب ، ولقد رأيت عليه حلة شراها أو شريت له بمائتي درهم ، فدعاه حب الله ورسوله إلى ما ترون ) موقف أم مصعب بن عمير من إسلامه : كان وحيد أمه المدلل ، فحرص على إخفاء إسلامه عنها ، حتى لا يضايقها، لما يعلم من حبها إياه ، ولكن الرياح أتت له بما لا يشتهي ، إذ سرعان ما عرف بأمر إسلامه أحد المشركين ، وأخبر أمه التي سارعت بحبسه في منزله ، حتى يرجع عن دينه ، ولكنه استطاع أن يهرب من الحبس ، ويفر بدينه مع غيره من المسلمين إلى الحبشة : عن ليلى بنت أبي حثمة قالت لما اجتمعوا على الخروج - أي إلى الحبشة - جاءنا رسول الله فقال : إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه وهو يريد الخروج الليلة فإذا رقدوا قال عامر بن ربيعة : فنحن ننتظره ولا نغلق بابًا دونه فلما هدأت الرجل جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا وظل يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللاً ووعدناه فلحقه فيه و أدركناه فاصطحبناه قال : وهم يمشون على أقدامهم وأنا على بعير لنا, وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله , ولقد رأيت رجليه يقطران دمًا من الرقة فرأيت عامر خلع حذاءه فأعطاها , حتى انتهينا إلى السفينة فنجد سفينة قد حملت ذرة وفرغت ما فيها جاءت من مور فتكارينا إلى مور , ثم تكارينا من مور إلى الحبشة , ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يرق على مصعب بن عمير رقة ما يرقها على ولده وما معه دينار ولا درهم وكان معنا خمسة عشر دينار . هاجر مصعب بن عمير الهجرتين : وهاجر هجرة الحبشة الثانية ، وما إن عاد إلى مكـة حتى كان رسول الله يعده لمهمة هامة وجليلة ، وهي أن يكون رسول رسول الله ، إلى معقل الإسلام الأول : إلى المدينة المنورة : عن عروة قال فلما حضر الموسم حج نفر من الأنصار من بني مالك بن النجار منهم : معاذ بن عفراء وأسعد بن زرارة ومن بني زريق ورافع بن مالك و ذكوان بن عبد قيس ومن بني عبد الأشهل أبو الهيثم بن التيهان ومن بني عمرو بن عوف عويم بن ساعدة فأتاهم رسول الله فأخبرهم خبره الذي اصطفاه الله من نبوته وكرامته وقرأ عليهم القرآن فلما سمعوا قوله أنصتوا واطمأنت أنفسهم إلى دعوته وعرفوا ما كانوا يسمعون من أهل الكتاب من ذكرهم إياه بصفته وما يدعوهم إليه فصدقوه وآمنوا به وكانوا من أسباب الخير .. ثم قالوا له : قد علمت الذي بين الأوس والخزرج من الدماء ونحن نحب ما أرشد الله به أمرك ونحن لله و لك مجتهدون وإنا نشير عليك بما ترى فامكث على اسم الله حتى نرجع إلى قومنا فنخبرهم بشأنك وندعوهم إلى الله ورسوله , فلعل الله يصلح بيننا ويجمع أمرنا فإنا اليوم متباعدون متباغضون , وإن تقدم علينا اليوم ولم نصطلح لم يكن لنا جماعة عليك , ولكن نواعدك الموسم من العام المقبل فرضي رسول الله الذي قالوا فرجعوا إلى قومهم فدعوهم سرًّا وأخبروهم برسول الله والذي بعثه الله به ودعا إليه بالقرآن حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة .. ثم بعثوا إلى رسول الله أن ابعث إلينا رجلاً من قبلك فيدعو الناس بكتاب الله فإنه أدنى أن يتبع فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير أخا بني عبد الدار فنزل في بني غنم على أسعد بن زرارة فجعل يدعو الناس سرًّا ويفشو الإسلام ويكثر أهله وهم في ذلك مستخفون بدعائهم ثم إن أسعد بن زرارة أقبل هو ومصعب بن عمير حتى أتيا بئر مرى أو قريبًا منها فجلسنا هنالك وبعثنا إلى رهط من أهل الأرض فأتوهم مستخفين .. فبينما مصعب بن عمير يحدثهم ويقص عليهم القرآن أخبر بهم سعد بن معاذ فأتاهم في لأمته معه الرمح حتى وقف عليهم فقال : علام يأتينا في دورنا بهذا الوحيد الفريد الطريح الغريب يسفه ضعفاءنا بالباطل ويدعوهم إليه لا أراكم بعدها بشيء من جوارنا, فرجعوا ثم إنهم عادوا الثانية ببئر مرى أو قريبًا منها فأخبر بهم سعد بن معاذ الثانية فواعدهم بوعيد دون الوعيد الأول , فلما رأى أسعد منه لينًا قال : يا ابن خالة اسمع من قوله, فإن سمعت منكرًا فاردده يا هذا منه , وإن سمعت خيرًا فأجب إليه , فقال : ماذا يقول فقرأ عليهم مصعب بن عمير { حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } [الزخرف: 1- 3].. فقال سعد بن معاذ : ما أسمع إلا ما أعرف , فرجع وقد هداه الله ولم يظهر لهم الإسلام حتى رجع إلى قومه فدعا بني عبد الأشهل إلى الإسلام وأظهر إسلامه , وقال : من شك فيه من صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى فليأتنا بأهدى منه نأخذ به , فو الله لقد جاء أمر لتحزن فيه الرقاب فأسلمت بنو عبد الأشهل عند إسلام سعد ودعائه إلا من لا يذكر, فكانت أول دور من دور الأنصار أسلمت بأسرها, ثم إن بني النجار أخرجوا مصعب بن عمير واشتدوا على أسعد بن زرارة , فانتقل مصعب بن عمير إلى سعد بن معاذ فلم يزل عنده يدعو ويهدي الله على يديه حتى قل دار من دور الأنصار إلا أسلم فيها ناس لا محالة , وأسلم أشرافهم وأسلم عمرو بن الجموح وكسرت أصنامهم فكان المسلمون أعز أهلها وصلح أمرهم ورجع مصعب بن عمير إلى رسول الله . فذات يوم كان مصعب جالسًا ومعه سعد بن زرارة وهو يعظ الناس ففوجئ بقدوم أسيد بن حضير سيد بني عبد الأشهل بالمدينة وهو يكاد ينفجر من فرط الغضب على ذلك الرجل الذي جاء من مكة ليفتن قومه عن دينهم ، فوقف مصعب أمام أسيد وقد كان ثائرًا، ولكن مصعب انفجرت أساريره عن ابتسامة وضاءة وخاطب أسيد قائلاً : أو لا تجلس فتستمع ؟ فإن رضيت أمرنا قبلته وإن كرهته كففنا عنك ما تكره . قال أسيد : أنصفت . و ركز حربته وجلس يصغى وأخذت أسارير وجهه تنفرج كلما مضى مصعب في تلاوة القرآن وفي شرح الدعوة للإسلام , ولم يكد يفرغ من كلامه حتى وقف أسيد يتلو الشهادتين . سرى النبأ في المدينة كالبرق فجاء سعد بن معاذ وتلاه سعد بن عبادة وتلاهم عدد من أشراف الأوس والخزرج . وارتجت أرجاء المدينة من فرط التكبير . و فى موسم الحج التالي لبيعة العقبة قدم من يثرب سبعون مسلمًا من بينهم امرأتان ، وكان ذلك فاتحة مباركة لهجرة الرسول إلى المدينة . وعاد مصعب إلى رسول الله، يحمل له البشرى في مكـة ، وبلغ أمه أنه قد قدم فأرسلت إليه يا عاق أتقدم بلدًا أنا فيه لا تبدأ بي , فقال : ما كنت لأبدأ بأحد قبل رسول الله , فلما سلم على رسول الله وأخبره بما أخبره ذهب إلى أمه , فقالت : إنك لعلى ما أنت عليه من الصبأة بعد , قال : أنا على دين رسول الله وهو الإسلام الذي رضي الله لنفسه ولرسوله , قالت : ما شكرت ما رثيتك مرة بأرض الحبشة ومرة بيثرب , فقال : أقر بديني إن تفتنوني , فأرادت حبسه , فقال : لئن أنت حبستني لأحرصن على قتل من يتعرض لي ، قالت : فاذهب لشأنك, وجعلت تبكي , فقال مصعب : يا أمة إني لك ناصح عليك شفيق, فاشهدي أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله , قالت : و الثواقب لا أدخل في دينك , فيزري برأيي ويضعف عقلي, ولكني أدعك وما أنت عليه وأقيم على ديني . وهكـذا أتيح له هو الوحيد أن يسلم على يده هذا العدد من الأنصار، حتى كادت المدينة كلها تدين بإسلامها لمصعب. وكان مصعب بن عمير أول من جمع الناس للجمعة بالمدينة : عن الزهري قال : بعث رسول الله مصعب بن عمير بن هاشم إلى أهل المدينة ليقرئهم القرآن فاستأذن رسول الله أن يجمع بهم , فأذن له رسول الله وليس يومئذ بأمير, ولكنه انطلق يعلم أهل المدينة , قال معمر : فكان الزهري يقول: حيث ما كان أمير فإنه يعظ أصحابه يوم الجمعة ويصلي بهم ركعتين . شهد مصعب بن عمير بدرا واختاره الله للشهادة في سبيله يوم أحد : حمل مصعب لواء المسلمين في أحد، في الطبقات لابن سعد عن أهيم بن محمد بن شرحبيل العبدري عن أبيه قال : حمل مصعب بن عمير اللواء يوم أحد, فلما جال المسلمون ثبت به مصعب فأقبل ابن قميئة وهو فارس فضرب يده اليمنى فقطعها, ومصعب يقول: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران: 144] , وأخذ اللواء بيده اليسرى وحنا عليه فضرب يده اليسرى فقطعها, فحنا على اللواء وضمه بعضديه إلى صدره وهو يقول : { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ } [آل عمران: 144] , ثم حمل عليه الثالثة بالرمح فأنفذه و إندق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء , وسقط شهيدًا وأرضاه . عن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف أتى بطعام وكان صائمًا فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني, كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه, وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني , ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط, أو قال : أعطينا من الدنيا ما أعطينا, وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا, ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . قتل يوم أحد على رأس اثنين وثلاثين شهرًا من الهجرة وهو ابن أربعين سنة أو يزيد شيئًا . |
|
08-07-2018, 05:38 AM | #109 |
| من الصحابة ( كعب بن مالك رضى الله تعالى عنه ) نسب كعب بن مالك وفضله : هو كعب بن مالك بن أبي كعب بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة ، أبو عبد الله الأنصاري السلمي ، ويقال : أبو بشير ، ويقال : أبو عبد الرحمن. شهد العقبة و بايع بها ، وتخلف عن بدر ، وشهد أحدًا وما بعدها ، وتخلف في تبوك ، وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم . ولما قدم على رسول الله المدينة آخى النبي بينه وبين طلحة بن عبيد الله حين آخى بين المهاجرين والأنصار , وكان أحد شعراء رسول الله الذين كانوا يردون الأذى عنه ، وكان مجودًا مطبوعًا ، قد غلب عليه في الجاهلية أمر الشعر وعُرف به , ولبس يوم أُحد لأْمَة رسول الله وكانت صفراء ، ولبس رسول الله لأمته ، وجرح كعب أحد عشر جرحًا . من ملامح شخصية كعب بن مالك : من ملامح شخصيته صدقه وشجاعته في قول الحق والثبات عليه ؛ فقد كانت شجاعة كعب في قوله الحق وصدقه عاملاً أساسيًّا في قبول توبته ، مهما أفضت هذه الشجاعة إلى نتائج في بادئ الأمر ، غير أنه أصرَّ على أن يقول للرسول الحق ، ولم يحاول أن يختلق أعذارًا كغيره من المتخلفين ، ولما قَبِل الله توبته عاهد الله ألاَّ يحدِّث إلا صدقًا . بعض مواقف كعب بن مالك مع الرسول : موقفه في غزوة أُحد ؛ ففي غزوة أحد ولما أشيع مقتل النبي لم يعرفه إلا كعب بن مالك ، فكان أول من عرف رسول الله ، قال : فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين ، أبشروا ، هذا رسول الله حيٌّ لم يقتل . فأشار إليه أن اسكت . وكان كعب بن مالك الأشجعي من الذين خُلِّفوا عن غزوة تبوك وتاب الله عليه بصدقه ، وقوله الحق لرسول الله ، خلافًا للرجال الذين لم يشهدوا غزوة تبوك ، وتعذروا بأعذار كاذبة ؛ فقد أصر كعب على أن يقول الحق لرسول الله مهما كانت النتائج ؛ لأنه قد قعد عن الجهاد بغير عذر ، وكان رسول الله نهى الصحابة عن محادثة هؤلاء الثلاثة (والآخران هما : مرارة بن الربيع العامري ،وهلال بن أمية الواقفي رضي الله عنهما) ، وتحمَّل كعب ذلك بكل صبرٍ و ثبات ، حتى إن ملك غسان النصراني أرسل إليه برسالة يقول فيها : بلغنا أن صاحبك قد جفاك ، فالحَقْ بنا نُواسِكْ . و لم تثنه هذه الرسالة عن ترك المدينة بل قام بحرقها ، و قال : هذا أيضًا من البلاء . و ظل كعب وصاحباه رضي الله عنهم على هذه الحال من الضيق والغم طوال خمسين ليلة، حتى ظنوا أن الأرض قد ضاقت عليهم ، ولكن الله العليم الرحيم أنزل على نبيه أنه قد تاب عليهم في قوله تعالى { وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لاَ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [التوبة: 118] . مواقف كعب بن مالك مع الصحابة : موقف سيدنا طلحة بن عبيد الله معه لما تاب الله على كعب ، وذهب إلى المسجد وذهب الناس يهنئونه بالتوبة ، فقام إليه طلحة بن عبيد الله مصافحًا ومهنئًا ، ولم يقم له من المهاجرين غير طلحة ، فكان كعب لا ينساها لطلحة أبدًا . بعض الأحاديث التي نقلها كعب بن مالك عن النبي : يحدث الزهري عن عبد الله بن كعب بن مالك ، عن كعب أنه تقاضى [1] ابن أبي حدرد دينًا كان له عليه في المسجد ، فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله وهو في بيته ، فخرج إليهما حتى كشف سجف [2] حجرته ، فنادى صلى الله عليه وسلم : ( يا كعب ) قال : لبيك يا رسول الله . قال صلى الله عليه وسلم : ( ضع من دينك هذا ) وأومأ إليه أي الشطر [3] . قال : لقد فعلت يا رسول الله . . قال صلى الله عليه وسلم : ( قم فاقضه ) . وعن ابن شهاب قال : أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب ، أن عبد الله بن كعب قال : سمعت كعب بن مالك يقول : قلت : يا رسول الله ، إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقةً إلى الله وإلى رسوله . قال صلى الله عليه وسلم : ( أمسك عليك بعض مالك؛ فهو خير لك ) قلت : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر . وعن سفيان ، عن سعد ، عن عبد الله بن كعب ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مثل المؤمن كالخامة [4] من الزرع تفيئها الريح مرة و تعدلها مرة ، و مثل المنافق كالأرزة لا تزال حتى يكون انجعافها [5] مرة واحدة ) . من كلمات كعب بن مالك : قال كعب بن مالك: يا هاشمًا إن الإلـه حبـاكـم *** ما ليس يبلغه اللسـانُ المِقْصَـلُ قوم لأصلهم السـيادة كلـها *** قدمًا وفرعـهم النبـي المُرسَـلُ بيض الوجوه ترى بطون أكفهم *** تَنْدَى إذا اعتَذَرَ الزمـانُ المُمْحِلُ وفاة كعب بن مالك : قال ابن عبد البر : تُوُفِّي كعب بن مالك في زمن معاوية سنة خمسين . و قيل : سنة ثلاث و خمسين ، و هو ابن سبعٍ وسبعين ، و كان قد عمي و ذهب بصره في آخر عمره . المصادر : [1] تقاضى : طلب بالوفاء . [2] السَّجْفُ ، و يُكسر : السِّتْرُ . [3] الشطر : أي النصف . [4] كالخامة : أي الغض الرطب من النبات أول ما ينبت . [5] انجعافها : انقلاعها . |
|
08-07-2018, 05:40 AM | #110 |
| من الصحابة ( عكاشة بن محصن رضى الله تعالى عنه ) نسبه : عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، حليف لبني أمية، يكنى أبا محصن حليف بني عبد شمس[1]. و(عكاشة) بتخفيف الكاف وتشديدها، و(حرثان) بضم الحاء المهملة وسكون الراء وبالثاء المثلثة وبعد الألف نون[2]. وقال ابن سعد: سمعت بعضهم يشدد الكاف في عكاشة، وبعضهم يخففها[3]. أخو أم قيس بنت محصن[4]. وأبو محصن من السابقين الأولين، دعا له رسول الله بالجنة في حديث: "سبقك بها عكاشة"، وهو أيضًا بدري أحدي[5]. كان من فضلاء الصحابة، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله[6]. أثر الرسول في تربية عكاشة بن محصن : قال ابن إسحاق: قال رسول الله فيما بلغني: ( منا خير فارس في العرب ) قالوا: ومن هو يا رسول الله؟ قال: ( عكاشة بن محصن ) فقال ضرار بن الأزور: ذاك رجل منا يا رسول الله. قال: ( ليس منكم ولكنه منا ) 7]. وقد دعا النبي له، وقوله عنه: ( سبقك بها عكاشة ) أهم ملامح شخصية عكاشة بن محصن : شجاعة وإقدام عكاشة بن محصن : من مواقفه في حروب المرتدين أنه لما ولى طليحة هاربًا، تبعه عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم وكان طليحة قد أعطى الله عهدًا: أن لا يسأله أحد النزول إلا فعل، فلما أدبر ناداه عكاشة بن محصن: يا طليحة! فعطف عليه فقتل عكاشة، ثم أدركه ثابت فقتله أيضًا طليحة، ثم لحق المسلمون أصحاب طليحة، فقتلوا وأسروا[8]. حرص عكاشة بن محصن على الجهاد : من خلال عدم تخلفه عن أيٍّ من المشاهد؛ شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله. مسارعة عكاشة بن محصن إلى الخيرات وتحينه الفرص : كما في الحديث الصحيح ، وفي آخره : ( سبقك بها عكاشة ) . القيادة عند عكاشة بن محصن : حيث أمّره الرسول على أكثر من سرية ، و ولاّه بعض ولاياته ؛ كسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر [9] ، وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة وبلي [10] . عن كثير بن الصلت قال : مات رسول الله وعماله على بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي على حضرموت ، وعكاشة بن محصن على السكاسك والسكون ، والمهاجر على كندة ، وكان بالمدينة لم يكن خرج حتى توفي رسول الله ، فبعثه أبو بكر بعد إلى قتال من باليمن [11] . ذكاء و فطنة عكاشة بن محصن : ويتضح ذلك من هذا الموقف : سرية عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرًا من مهاجر رسول الله ، بعثه في اثني عشر رجلاً من المهاجرين ، كل اثنين يتعقبان بعيرًا إلى بطن نخلة وهو بستان بن عامر الذي قرب مكة ، وأمره أن يرصد بها عير قريش، فوردت عليه [12] ، فلما رآهم القوم هابوهم وقد نزلوا قريبًا منهم، فأشرف لهم عكاشة بن محصن وكان قد حلق رأسه ، فلما رأوه أمّنوا وقالوا : عمار ، لا بأس عليكم منهم . وتشاور القوم فيهم وذلك في آخر يوم من رجب فقال القوم : والله لئن تركتم القوم هذه الليلة ليدخلن الحرم فليمتنعن منكم به ، ولئن قتلتموهم لتقتلنهم في الشهر الحرام ، فتردد القوم وهابوا الإقدام عليهم ، ثم شجعوا أنفسهم عليهم وأجمعوا على قتل من قدروا عليه منهم وأخذ ما معهم . فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله ، و استأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وأفلت نوفل بن عبد الله فأعجزهم . و أقبل عبد الله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله المدينة [13] . بعض مواقف عكاشة بن محصن مع الرسول: في البخاري حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لاَ رُقْيَةَ إِلاَّ مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ . فَذَكَرْتُهُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ( عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ وَالنَّبِيَّانِ يَمُرُّونَ مَعَهُمُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ حَتَّى رُفِعَ لِي سَوَادٌ عَظِيمٌ ، قُلْتُ : مَا هَذَا أُمَّتِي هَذِهِ ؟ قِيل : بَلْ هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ . قِيلَ : انْظُرْ إلى الأُفُقِ ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلأُ الأُفُقَ ، ثُمَّ قِيلَ لِي : انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلأَ الأُفُقَ ، قِيلَ : هَذِهِ أُمَّتُكَ ، وَيَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَؤُلاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) . ثُمَّ دَخَلَ وَلَمْ يُبَيِّنْ لَهُم ْ، فَأَفَاضَ الْقَوْمُ وَقَالُوا : نَحْنُ الَّذِينَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاتَّبَعْنَا رَسُولَهُ ، فَنَحْنُ هُمْ أَوْ أَوْلاَدُنَا الَّذِينَ وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ ، فَإِنَّا وُلِدْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ . فَبَلَغَ النَّبِيَّ فَخَرَجَ فَقَالَ : ( هُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَلاَ يَكْتَوُونَ ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ) . فَقَالَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ : أَمِنْهُمْ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : ( نَعَمْ ) . فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ : أَمِنْهُمْ أَنَا ؟ قَالَ : ( سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ ) [14] . وفي النسائي : أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مَوْلَى أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ قَالَتْ : تُوُفِّيَ ابْنِي فَجَزِعْتُ عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يَغْسِلُه ُ: لاَ تَغْسِلِ ابْنِي بِالْمَاءِ الْبَارِدِ فَتَقْتُلَهُ . فَانْطَلَقَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ إلى رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهَا : فَتَبَسَّمَ ، ثُمَّ قَالَ : ( مَا قَالَتْ طَالَ عُمْرُهَا ) ، فَلاَ نَعْلَمُ امْرَأَةً عَمِرَتْ مَا عَمِرَتْ [15] . وانكسر في يده سيف فأعطاه رسول الله عرجونًا أو عودًا، فعاد في يده سيفًا يومئذ شديد المتن أبيض الحديدة ، فقاتل به حتى فتح الله على رسوله، ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله حتى قتل في الردة وهو عنده ، وكان ذلك السيف يسمى العون [16] . بعض مواقف عكاشة بن محصن مع الصحابة : ما كان منه في حروب الردة ، وحسن بلائه في قتال المرتدين ، حتى قُتل شهيدًا . وفاة عكاشة بن محصن : قال ابن حجر: " اتفق أهل المغازي على أن ثابت بن أقرم قتل في عهد أبي بكر الصديق قتله طليحة بن خويلد الأسدي ، وقال عمر لطليحة بعد أن أسلم : كيف أحبك وقد قتلت الصالحيْنِ عكاشة بن محصن ، وثابت بن أقرم ؟ فقال طليحة : أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما"[17]. وعن أم قيس بنت محصن قالت: توفي رسول الله وعكاشة ابن أربع وأربعين سنة ، وقتل بعد ذلك بسنة ببزاخة في خلافة أبي بكر الصديق سنة اثنتي عشرة ، وكان عكاشة من أجمل الرجال [18] . المصادر : [1] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. [2] ابن الأثير: أسد الغابة 1/780 . [3] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. [4] ابن حبان : الثقات 3/321 . [5] الذهبي : تاريخ الإسلام 1/374 . [6] ابن سعد : الطبقات الكبرى 3/92. [7] ابن كثير : البداية والنهاية 3/290، 291. [8] محمد بن عبد الوهاب : مختصر سيرة الرسول 1/268. [9] ابن سعد: الطبقات الكبرى 2/84 . [10] المصدر السابق 2/164. [11] الطبري: تاريخ الرسل والملوك 2/300 . [12] ابن سعد : الطبقات الكبرى 2/10. [13] ابن هشام : السيرة النبوية 3/148. [14] البخاري : كتاب الطب ، باب من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، حديث رقم (5270) . [15] النسائي : كتاب الجنائز ، باب غسل الميت بالحميم، حديث رقم (1859) . [16] ابن الأثير: أسد الغابة 1/780 . [17] ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة 1/383 . [18] ابن عبد البر: الاستيعاب 3/1080. |
|
08-07-2018, 05:42 AM | #111 |
| من الصحابة ( أسيد بن حضير رضى الله تعالى عنه) اسمه وكنيته : هو أسيد بن حضير بن سماك الأنصاري الأشهلي ، يكنى أبا يحيى و أبا عتيك ، و كان أبوه حضير فارس الأوس ورئيسهم يوم بُعاث . حال أسيد بن حضير في الجاهلية : كان يكتب بالعربية ويحسن السباحة والرمي ، وكانوا في الجاهلية يسمون من كانت فيه هذه الخصال بالكامل . إسلام أسيد بن حضير : يُعدّ أسيد من السابقين إلى الإسلام ، و هو أحد النقباء ليلة العقبة ، و كان إسلامه على يد مصعب بن عمير قبل سعد بن معاذ . قصة إسلام أسيد بن حضير: لما انصرف الأنصار من البيعة مع رسول بعث معهم رسول الله مصعب بن عمير ، وأمره أن يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام ويفقههم في الدين، وكان مصعب يُسمَّى بالمدينة المقرئ ، وكان منزله على أسعد بن زرارة ، ثم إن أسعد بن زرارة خرج بمصعب فدخل به حائطًا من حوائط بني ظفر ، فجلسا في الحائط واجتمع إليهما رجال ممن أسلم ، فقال سعد بن معاذ لأسيد بن حضير : انطلق إلى هذيْن الرجلين اللذين قد أتيا دارنا ليسفها ضعفاءنا فازجرهما ؛ فإن أسعد بن زرارة ابن خالتي، ولولا ذاك لكفيتكه . وكان سعد بن معاذ و أسيد بن حضير سيدي قومهما من بني عبد الأشهل، وهما مشركان، فأخذ أسيد بن حضير حربته ثم أقبل إلى مصعب وأسعد وهما جالسان في الحائط، فلما رآه أسعد بن زرارة قال لمصعب : هذا سيِّد قومه ، قد جاءك فاصدق الله فيه . قال مصعب : إنْ يجلس أكلمه . قال : فوقف عليهما متشتمًا ، فقال : ما جاء بكما إلينا تسفهان ضعفاءنا ؟ ! اعتزلانا إن كانت لكما في أنفسكما حاجة . فقال له مصعب : أوَ تجلس فتسمع ؟ فإن رضيت أمرًا قبلته ، وإن كرهته كُفَّ عنك ما تكره . قال : أنصفت . ثم رَكَز حربته و جلس إليهما ، فكلمه مصعب بالإسلام وقرأ عليه القرآن ، فقالا : والله لقد عرفنا في وجهه الإسلام قبل أن يتكلم به في إشراقه وتسهله ، ثم قال : ما أحسن هذا الكلام و أجمله ! كيف تصنعون إذا أردتم أن تدخلوا في هذا الدين ؟ قالا له : تغتسل فتطهر و تطهر ثوبيك ، ثم تشهد شهادة الحق ثم تصلي . فقام فاغتسل و طهر ثوبيه و تشهد شهادة الحق ، ثم قام فركع ركعتين . و اختُلف في شهوده بدرًا ، و كان ممن ثبت يوم أُحد ، وجرح حينئذ سبع جراحات . كان شريفًا كاملاً ، وقد آخى رسول الله بينه وبين زيد بن حارثة . من ملامح شخصية أسيد بن حضير : ولعه بالقرآن عن أبي سعيد الخدري وابن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أسيد بن حضير أن النبي قال له : ( اقرأ يا أسيد ، فقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود ) . شعوره بالمسلمين و عطفه وحرصه عليهم عن أنس قال : جاء أسيد بن حضير إلى النبي وقد كان قسم طعامًا ، فذكر له أهل بيت من الأنصار من بني ظفر فيهم حاجة ، وجُلّ أهل ذلك البيت نسوة ، فقال له النبي : ( تركتنا يا أسيد حتى ذهب ما في أيدينا ، فإذا سمعت بشيء قد جاءنا فاذكر لي أهل ذلك البيت ) . فجاءه بعد ذلك طعام من خيبر شعير أو تمر ، فقسّم رسول الله في الناس وقسم في الأنصار فأجزل ، وقسم في أهل البيت فأجزل . فقال أسيد بن حضير متشكرًا : " جزاك الله أي نبي الله أطيب الجزاء " . فقال النبي : ( و أنتم معشر الأنصار ، فجزاكم الله أطيب الجزاء ؛ فإنكم ما علمت أعفة صُبُر ، وسترون بعدي أثرة في الأمر والقسم ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) . مواقف من حياة أسيد بن حضير مع الرسول : موقفه في غزوة بدر عن عبد الله بن أبي سفيان قال : و لقيه أسيد بن حضير ، فقال : يا رسول الله ، الحمد لله الذي ظفرك ، وأقر عينك ، والله يا رسول الله ما كان تخلفي عن بدر وأنا أظن أنك تلقى عدوًّا ، ولكني ظننت أنها العير ، ولو ظننت أنه عدو ما تخلفت . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدقت " . مزاحه مع النبي عن أسيد بن حضير قال : بينما هو يحدّث القوم وكان فيه مزاح ، بَيْنَا يضحكهم ، فطعنه النبي في خاصرته بعود ، فقال : أَصْبِرْنِي (أَقِدْني من نفسك) . فقال صلى الله عليه وسلم : " اِصْطَبِرْ " (اسْتَقِدْ) . قال : إن عليك قميصًا وليس عليَّ قميص . فرفع النبي عن قميصه ، فاحتضنه وجعل يقبّل كشحه (الكشح هو ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلفي) ، قال : " إنما أردت هذا يا رسول الله " . مواقف من حياته مع الصحابة : موقفه مع قومه لما اشتكى من مرضه عن عبد الله بن هبيرة أن أسيد بن حضير كان يؤم بني عبد الأشهل وأنه اشتكى فخرج إليهم بعد شكواه ، فقالوا له : تقدم . قال : لا أستطيع أن أصلي . قالوا : لا يؤمنا أحد غيرك ما دمت . فقال : اجلسوا ؛ فصلى بهم جلوسًا . موقفه مع سيدنا عمر عن أسيد بن حضير قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة ). فلما كان زمان عمر قسّم حُللاً فبعث إليَّ منها بحلة ، فاستصغرتها فأعطيتها ابني ، فبينا أنا أصلي إذ مر بي شاب من قريش عليه حلة من تلك الحلل يجرها ، فذكرت قول رسول الله : ( إنكم ستلقون بعدي أثرة ). فقلت : صدق رسول الله . فانطلق رجل إلى عمر فأخبره ، فجاء وأنا أصلي فقال : صلِّ يا أسيد . فلما قضيت صلاتي قال : كيف قلت ؟ فأخبرته ، قال : تلك حلة بعثت بها إلى فلان وهو بدريّ أحديّ عقبيّ ، فأتاه هذا الفتى فابتاعها منه فلبسها ، فظننت أن ذلك يكون في زماني . قلت : قد والله يا أمير المؤمنين ظننت أن ذلك لا يكون في زمانك . موقفه مع آل أبي بكر عن عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي : أنها قالت : سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون إلى المدينة ، فأناخ رسول الله ونزل ، فبينا رسول الله في حجري راقد أقبل أبي فلكزني لكزة ، ثم قال : حبست الناس ! ثم إن رسول الله استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد ، ونزلت : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ } [المائدة: 6] . قال أسيد بن حضير : لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر ! ما أنتم إلا بركة . أثره في الآخرين : في لحظات إسلامه الأولى أصبح داعية إلى الله تعالى ؛ إذ بمجرد أن أسلم أسيد ، قال لسيدنا مصعب : إن ورائي رجلاً (أي سعد بن معاذ) إن اتبعكما لم يتخلف عنه أحد من قومه ، وسأرسله إليكما الآن . فأرسله إليهما، فأسلم سعد بن معاذ ، ومن ثَمَّ أسلمت الأوس . وممن روى أحاديث الرسول عن أسيد و عن أمُّ المؤمنين السيدة عائشة ، وأنس بن مالك ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعكرمة بن خالد بن العاص رضي الله عنهم جميعًا . بعض الأحاديث التي رواها عن الرسول : روى البخاري بسنده عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار قال : يا رسول الله ، ألا تستعملني كما استعملت فلانًا . قال صلى الله عليه وسلم : ( ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) . مناقب أسيد بن حضير : في سنن الترمذي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( نعم الرجل أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ، نعم الرجل أسيد بن حضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس ، نعم الرجل معاذ بن جبل ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل ، كلهم من بني عبد الاشهل : سعد بن معاذ ، و أسيد بن حضير، وعباد بن بشر رضي الله عنهم جميعًا . وفاة أسيد بن حضير: عن عروة أن أسيد بن حضير مات وعليه دين أربعة آلاف درهم فبيعت أرضه ، فقال عمر : لا أترك بني أخي عالة . فردَّ الأرض وباع ثمرها من الغُرماء أربع سنين بأربعة آلاف ، كل سنة ألف درهم . وقد تُوُفِّي سنة 20 من الهجرة ، ودُفن بالبقيع . |
|
08-07-2018, 05:44 AM | #112 |
| من الصحابة مسطح بن أثاثة نسبه : هو مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي . يكنى أبا عباد . و قيل : أبا عبد الله ، خاله أبو بكر الصديق . و خاض في الإفك على عائشة رضي الله عنها فجلده رسول الله فيمن جلد في ذلك . [1] من مواقف مسطح بن أثاثة مع الصحابة : بعث أبو بكر إلى مسطح بن أثاثة فقال : أخبرني عنك وأنت ابن خالتي ما حملك على ما قلت في عائشة ؟ أما حسان فرجل من الأنصار ليس من قومي , وأما حمنة فامرأة ضعيفة لا عقل لها , وأما عبد الله بن أبي فمنافق , وأنت في عيالي منذ مات أبوك وأنت ابن أربع حجج , وأنا أنفق عليك وأكسوك حتى بلغت , ما قطعت عنك نفقة إلى يومي هذا , والله إنك لرجل لا وصلتك بدراهم أبدًا ولا عطفت عليك بخير أبدًا , ثم طرده أبو بكر وأخرجه من منزله , فنزل القرآن : { وَلاَ يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا } [النور: 22] , فلما قال : { أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } [النور: 22] , بكى أبو بكر فقال : أما قد نزل القرآن بأمري فيك, لأضاعفن لك النفقة وقد غفرت لك , فإن الله أمرني أن أغفر لك . [2] وأما عن هجرته : فقد خرج عبيدة و الطفيل والحصين بنو الحارث بن المطلب ومسطح بن أثاثة بن المطلب من مكة للهجرة فتعدوا بطن ناجح فتخلف مسطح؛ لأنه لدغ فلما أصبحوا جاءهم الخبر فانطلقوا إليه , فوجدوه بالحصاص فحملوه , فقدموا به المدينة [3] . وفاة مسطح بن أثاثة : مات مسطح سنة أربع وثلاثين في خلافة عثمان , ويقال : عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين , ومات في تلك السنة سنة سبع وثلاثين [4] . وقال ابن حبان : توفى سنة أربع وثلاثين وهو ابن ست وخمسين سنة . كلمة من الإمام الذهبي رحمه الله : إياك يا جري أن تنظر إلى هذا البدري شزرًا لهفوة بدت منه , فإنها قد غفرت وهو من أهل الجنة, وإياك يا رافضي أن تلوح بقذف أم المؤمنين بعد نزول النص في برائتها , فتجب لك النار . المصادر : [1] الاستيعاب [ جزء 1 - صفحة 463 ] [2] مجمع الزوائد [ جزء 9 - صفحة 379 ] [3] الطبقات الكبرى [ جزء 3 - صفحة 51 ] [4] الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 6 - صفحة 93 ] |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , الله , بإذن , شخصيات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصفات طبعيه لكي نعالج انفسنا بشئ طبيعي ..متجدد بإذن الله..,~ | احمدالعلي | (همســـات الصحه والطب) | 188 | 25-07-2021 12:19 AM |
ربِّ زدني علمًا وفقهني في الدين { متجدد إن شاء الله } | قطرات احزان | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 31 | 14-01-2019 10:30 PM |
شخصيات نوقف لها وقفةة شموخ ., عششقـ ـآلبدووو | عشق البدو | (همســـات جـسـر الـتـواصــل ) | 23 | 04-05-2015 06:41 PM |
خمس شخصيات من تختار ؟؟..... | محمدعبدالحميد | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 9 | 12-04-2014 01:37 AM |