26-06-2018, 12:12 AM | #57 |
| ذهب المتكلمون في ذلك أن مسافة الأرض خمسمائة عام: ثلث عمران، وثلث خراب، وثلث بحار؛ وأن مقدار المعمور من الأرض مائة وعشرون سنة: تسعون منها ليأجوج ومأجوج، واثنا عشر للسودان، وثمانية للروم، وثلاثة للعرب، وسبعة لسائر الأمم. وقيل أن الدنيا سبعة أجزاء: ستة منها ليأجوج ومأجوج، وواحد لسائر الناس. وقيل أن الأرض أربعة وعشرون ألف فرسخ: للسودان منها اثنا عشر ألفا، وللروم ثمانية آلاف فرسخ، ولفارس ثلاثة آلاف، وللعرب ألف. وقال وهب بن منية: ما العمارة من الدنيا في الخراب إلا كفسطاط في الصحراء. وقال أردشير بن بابك: إن الأرض أربعة أجزاء: جزء منها للترك جزء للعرب، وجزء للفرس. وجزء للسودان. وقيل: أن الأقاليم سبعة، والأطراف أربعة، والنواحي خمسة وأربعون، والمدائن عشرة آلاف، والرساتيق مائتا ألف وستة وخمسون ألفا وقال الخوارزمي صاحب الزيج: دور المعمور سبعة آلاف فرسخ، وهو نصف سدس الأرض، والجبال، والمفاوز، والبحار. والباقي خراب يباب لا نبات فيه ولا حيوان. ومثل المعمور بصورة طائر، رأسه الصين، والجناح الأيمن الهند والسند، والجناح الأيسر الخزر، وصدره مكة والعراق والشام ومصر، وذنبه الغرب. وزعم أصحاب الهيئة أن قطر الأرض سبعة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر ميلا، وأن دورها عشرون ألف ميل وأربعمائة ميل. وذلك جميع ما أحاطت به من بر وبحر. وإنما علم ذلك وحرر من عبد الله المأمون، وذلك أنه لما أشكل عليه ما ذكره المتقدمون من مقدار الأرض بعث جماعة من أهل الخبرة بالحساب والنجوم - منهم علي بن عيسى - إلى برية سنجار. وتفرقوا من هناك. فذهب بعضهم إلى جهة القطب الشمالي، وذهب آخرون إلى جهة القطب الجنوبي،وسار كل منهم في جهته إلى وصل غاية ارتفاع الشمس نصف النهار، وقد زال وتغير عن الموضع الذي اجتمعوا فيه وترفقوا منه، مقدار درجة واحدة. وكانوا قد ذرعوا الطريق في ذهابهم، فنصبوا السهام، ووتدوا الأوتاد، وشدوا الحبال. ثم رجعوا وامتحنوا الذرع ثانية، فوجدوا مقدار درجة واحدة من السماء سامتت وجه بسيط الأرض ستة وخمسين ميلا وثلثي ميل. " والميل أربعة آلاف ذراع؛ والذراع ست قبضات؛ والقبضة أربع أصابع؛ والإصبع ست شعيرات، بطون بعضها إلى بعض؛ والشعيرة ست شعيرات من شعر الخيل " .فضربت هذه الأميال في جميع درجات الفلك، وهي ثلثمائة وستون درجة، فخرج من الضرب عشرون ألف ميل وأربعمائة ميل. فحكم بأن ذلك دور الأرض. وقال أبو زيد أحمد بن سهل البلخي: مسافة طول الأرض من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب نحو من أربعمائة مرحلة، ومسافة عرضها من حيث العمران الذي من جهة الشمال " وهو مساكن يأجوج ومأجوج " إلى حيث العمران من جهة الجنوب " وهو مساكن السودان " مائتان وعشرون مرحلة؛ وما بين براري يأجوج ومأجوج والبحر المحيط في الجنوب خراب ليس فيه عمارة. ويقال إن مسافة ذلك خمسة آلاف فرسخ. حكى هذه الأقوال صاحب كتاب مباهج الفكر ومناهج العبر رحمه الله. الباب الرابع الأقاليم من القسم الرابع من الفن الأول في الأقاليم السبعة ذهب أصحاب الزيجات إلى أن كل إقليم منها كأنه بساط ممدود، طوله من المغرب إلى المشرق، وعرضه من الجنوب إلى الشمال. فأما الإقليم الأول. فمبدؤه من مشرق أرض الصين إلى مدائن أبوابها. وهي الأنهار التي تدخل السفن فيها من البحر إلى المدائن الجليلة مثل خانقو وخانفور. وفيه جزيرة سرنديب. ومن أرض اليمن ما كان جنوبيا من صنعاء، مثل ظفار وحضرموت وعدن. وفيه من بلد النوبة دنقلة؛ ومن بلد السودان غانة. ثم ينتهي إلى البحر المحيط. وعرضه من خط الاستواء إلى مقدار ما يبعد عنه عشرون درجة وثلاث عشرة دقيقة. وذهب بعض الناس إلى أن أول المعمور من حيث يكون العرض وخط الاستواء اثنتي عشرة درجة ونصف وربع درجة، وفيما بين هذا العرض وخط الاستواء مسكون بطوائف من السودان في عداد الوحوش والبهائم. وعد فيه بطليموس من البلاد ذوات العروض ستين مدينة.وأهل هذه الإقليم سود، وهو قليل الساكن لإفراط حره. |
|
26-06-2018, 08:19 AM | #58 |
| أما الإقليم الثاني. فيبتدئ من بلاد الصين، ويمر على بعض بلاد الهند الساحلية مثل تانة،وصيمور، وسندان؛ ومن بلاد السند على المنصورة وديبل، ثم يبلغ عمان. ويكون فيه من أرض العرب: نجران، وهجر، وجنابة، ومهرة، وسبأ، وتبالة، والطائف، وجدة، ومكة، والمدينة، ومملكة الحبشة، وأرض البجة، وأسوان، وقوص، والصعيد الأعلى ، وجنوب بلاد المغرب حتى ينتهي إلى البحر المحيط؛ وعرضه من غاية الإقليم الأول إلى سبعة وعشرين درجة واثنتي عشرة دقيقة. وزعم بطليموس أن فيه أربعمائة وخمسين مدينة. وأهله بين السمرة والسواد، وهو كثير الذهب. أما الإقليم الثالث. فمبدؤه من شرق أرض الصين، وفيه مدينة مملكتها، حمدان؛ وفيه من بلاد الهند تانش والقندهار، ومن بلاد السند المولتان وقزدار. ثم يمر ببلاد سجستان، وكرمان، وفارس، وأصبهان، والأهواز، والبصرة، والكوفة، وأرض بابل، وبلاد الجزيرة، والشام، وفلسطين، وبيت المقدس، والقلزم، والتيه، وأرض مصر، والإسكندرية، وبلاد برقة، وإفريقية، وتاهرت، وبلاد طنجة، والسومن، وينتهي إلى البحر المحيط. وعرضه من غاية الإقليم الثاني في العرض إلى تمام ثلاث وثلاثين درجة وتسع وأربعين دقيقة. وزعم بطليموس أن فيه تسعا وخمسين مدينة. وأهله سمر. وأما الإقليم الرابع. فمبدؤه من أرض الصين، ويمر على التبت والحنق، ثم على بلاد قشمير، ووخان،وتل حسان، وكابل، والغور، وهراة، وبلخ، وطخارستان، ويمتد إلى الرى، وقم، وهمذان، وحلوان، وبغداد، والموصل، وأذربيجان. ويمتد على منبج، وطرسوس، والثغور، وأنطاكية، وجزيرة قبرس. وصقلية، ثم على الزقاق إلى البحر المحيط؛ وعرضه من غاية الإقليم الثالث في العرض إلى تتمة تسع وثلاثين درجة وعشرين دقيقة. وزعم بطلميوس أن فيه مائة وثلاثين مدينة. وأهله بين السمرة والبياض. وأما الإقليم الخامس. فمبدؤه من أرض الترك المشرفين على يأجوج ومأجوج إلى كاشغرا، وبلاساغون، وفرغانة، وإسبيجاب، والشاش، وأشروسنة، وسمرقند، وبخارى وخوارزم، وبحر الخزر إلى باب الأبواب، وبرذغة، وميافارقين، ودروب الروم، وبلادهم. ثم يمر على رومية الكبرى، وأرض الجلاقة، وبلاد الأندلس؛ وينتهي إلى البحر المحيط. وعرضه من غاية الإقليم الرابع إلى تمام ثلاث وأربعين درجة وثماني عشر دقيقة. وذكر بطلميوس أن فيه سبعة وتسعين مدينة. وأكثر أهله بيض. وأما الإقليم السادس فمبدؤه من مساكن ترك المشرق، وهم الخرخيز، والكيمال، والتغزغز، ثم على بلاد الخوز من شمال تخومها، واللان، والسرير، وأرض برجان، ثم على قسطنطينية، وأفرنجة، وشمال الأندلس، وينتهي إلى البحر المحيط؛ وعرضه من غاية الأقليم الخامس إلى تمام سبعة وأربعين درجة وخمسة عشر دقيقة. وزعم بطلميوس أن فيه ثلاثة وثلاثين مدينة، وهو كثير الإمداد والثلوج. وأهله بيض الأبدان، شقر الشعور، وأما الإقليم السابع. فليس فيه كبير عمارة، وإنما هو في المشرق غياظ وجبال يأوى إليها طوائف من الترك كالمتوحشين. ويمر على بلاد البجناك، ثم علة بلاد البلغار، قم على الروس والصقالبة، وينتهي إلى البحر المحيط. وعرضه من غاية الإقليم السادس إلى تتمة خمسين درجة ونصف. وفيه الأرض المحفورة، وهي وهدة لا يقدر أحد أن ينزل إليها، ولا أن يصعد منها من هو فيها لبعد قعرها. يسكنها أمة من الناس لا يدرى من هم. وإنما علم أنها معمورة برؤية الدخان فيها نهارا، والنار ليلا. يشقها نهر يجري، والعمارة محيطة به. وزعم بطليموس أن فيها ثلاثا وعشرين مدينة. وأهل الإقليم بيض صهب الشعور. وما بقي من المعمور إلى نهايته إلى ثلاث وستين درجة مضاف إلى هذا الإقليم ومحسوب فيه. يسكنه طوائف من الناس هم بالبهائم في الخلق والخلق أشبه منهم ببني آدم. ما يتمثل به مما فيه ذكر الأرض يقال:أحمل من الأرض. أكتم من الأرض. أصبر من الأرض. آمن من الأرض. أوثق من الأرض. أوطأ من الأرض. أحفظ من الأرض. أكثر من الرمل. أظلم من الرمل. أعطش من الرمل. أوجد من التراب. ويقال: قتل أرضا عالمها، وقتل أرض جاهلها. رماه بين سمه الأرض وبصرها. أخذت الأرض زخارفها. أفق قبل أن يحفر ثراك. ابتغوا الرزق في خبايا الأرض. ومن أنصاف الأبيات: الأرض من تربة والناس من رجل ... وإن تمطر الأرض السماء. ومن الأبيات: |
|
26-06-2018, 08:21 AM | #59 |
| والأرض لا تطعم من فوقها ... إلا لكي تطعم من تطعمه قال آخر: إذا الأرض أدت ريع ما أنت زارع ... من البذر، فهي الأرض. ناهيك من أرض! وقال آخر: ولا تمش فوق الأرض إلا تواضعا، ... فكم تحتها قوم همو منك أرفع! وقال آخر: يا أرض كم وافد أتاك فلم ... يرجع إلى أهله ولم يؤب! وصف الأرض وتشبيهها قال الأخطل: وتيهاء ممحال كان نعامها ... بأرجائها القصوى أباعر همل. ترى لامعات الآل فيها كأنها ... رجال تعرى تارة وتسربل. وجوز فلاة لا يغمض ركبها ... ولا عين هاديها من الخوف تغفل. وكل بعيد الغور لا يهتدي له ... بعرفان أعلام ولا فيه منهل. ملاعب جنان كأن ترابها ... إذا اطردت فيها الرياح تغربل. ترى الثعلب الحولى فيها كأنه ... إذا ما علا نشز حصان محجل. وقال ذو الرمة: ودوية جرداء جداء خميت ... بها هبوات الصيف من كل جانب. سباريت يخلو سمع مجتازها بها ... من الصوت، إلا من صياح الثعالب. وقال ذو الرمة: وهاجرة السراب من الموامي ... ترقص في عساقلها الأروم. تموت قطا الفلاة بها أواما ... ويهلك في جوانبها النسيم. مللت بها المقام فأرقتني ... هموم لا تنام ولا تنيم. وقال ضابئ البرجمي: وداوية تيه يحاربها القطا ... على من علاها من ضلول ومهتدي. مسافهة للعيس ناء نياطها؛ ... إذا سار فيها راكب، لم يغرد. وقال مسلم بن الوليد: وقاطعة رجل السبيل مخوفة ... كأن على أرجائها حد مبرد. مؤزرة بالآل فيها كأنها ... رجال قعود في ملأ معمد. وقال الصاحب بن عباد: وتيهاء لم تطمث بخف وحافر ... ولم يدر فيها النجم كيف يغور. معالمها أن لا معالم بينها، ... وآياتها أن المسير غرور. ولو قيل للغيث، اسقها: ما اهتدى لها ... ولو ظل ملء الأرض وهو جذور. تجشمتها والليل وحف جناحه ... كأني سر والظلام ضمير. وقال الشريف الرضي: وتنوفه حصباؤها ... خلقت لنار القيظ جمرا. تبدأ جنادبها الأنين أسى على المجتاز ظهرا. وترى بها العصفور متخذا وجاز الضب وكرا. وقال المتنبي: مهالك لم يصحب بها الذئب نفسه ... ولا حملت فيها الغراب قوادمه. وقال إبراهيم بن خفاجة الأندلسي: ومفازة لا نجم في ظلمائها ... يسري ولا فلك بها دوار. تتلهب الشعرى بها فكأنها ... في كف زنجي الدجى دينار. يرمي بها الغيطان فيها والربى ... آل كما يتموج التيار. والقطب ملتزم لمركزه بها ... فكأنه في ساجه مسمار. قد لفنا فيها الظلام وطاف بي ... ذئب يلم مع الدجى زوار. طراق ساحات الديار معاور ... خبث لأبناء السرى غدار. يسري، وقد فضح الدجى وجه الضيا، ... في فروة قد مسها اقشعرار. فعشوت في ظلماء لم يقدح بها ... إلا لمقلته، وباس نار. ورفلت في خلع على من الدجى ... عقدت بها من أنجم أزرار. والليل يقصر خطوه، ولربما ... طالت ليالي الركب وهي قصار. وقال آخر: مجهولة الأعلام طامسة الصوى ... إذا عسفتها العيس بالركب، ضلت. إذا ما تهادى الركب في فلواتها، ... أجابت نداء الركب فيها فأصدت. وقال مسعود أخو ذي الرمة يصف بعد فلاة: ومهمهة فيها السراب يلمح ... يدأب فيها القوم حتى يطلحوا. ثم يظلون كأن لم يبرحوا ... كأنما أمسوا بحيث أصبحوا. وقال مسلم: |
|
26-06-2018, 08:23 AM | #60 |
| تجري الرياح بها مرضى مولهة ... حسرى تلوذ بأطراف الجلاميد. وقال آخر: ودية مثل السماء قطعتها ... مطوقة آفاقها بسمائها. وقال بعض الأعراب في الآل: كفى خزنا أنى تطاللت كي أرى ... ذرى علمي دمخ فما يريان! كأنما، والآل ينجاب عنهما ... من البعد عينا برفع خلقان. قال أبو هلال: وهذا من أغرب ما روي من تشبيهات القدماء. وقال آخر: والآل تنزو بالصوى أمواجه ... نزوالقطا الكدري في الأشراك. والظل مقرون بكل مطية ... مشى المهار الدهم بين رماك. وقال ابن المعتز: وما راعني بالبين إلا ظعائن ... دعون بكائي، فاستجاب سواكبه. بدت في بياض الآل والبعد دونه ... كأسطر رق أمرض الخط كاتبه. الباب الخامس من القسم الرابع من الفن الأول الجبال قال الله تعالى: وألقي في الأرض رواسي أن تميد بكم. وقال المفسرون: خلق الله عز وجل الأرض على الماء فمادت وتكفأت، كما تتكفأ السفينة، فأثبتها بالجبال. ولولا ذلك ما أقرت عليها خلقا. وروى أبو حاتم في كتاب العظمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى لما خلق الأرض، جعلت تميد. فخلق الجبال فألقاها عليها فاستقرت فعجبت الملائكة من خلق الجبال، وقالت: يا رب هل خلقت خلقا أشد من الجبال؟ قال: الحديد، قالت: فهل من خلق أشد من الحديد؟ قال: النار، قالت: فهل من خلق أشد من النار؟ قال: الماء، قالت: فهل من خلق أشد من الماء؟ قال: الريح، قالت: فهل من خلق أشد من الريح؟ قال: ابن آدم، يتصدق بيمينه فيخفيها عن شماله. وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: كان العرش على الماء قبل أن يخلق الله السماوات والأرض. فبعث الله ريحا فعصفت الماء فأبرز عن حشفة في موضع البيت. فدحا الأرض من تحتها فمادت فأوتدها بالجبال. فكان أول حبل وضع، جبل أبي قبيس. وهو الجبل المطل على الكعبة. وفي كنيته بأبي قبيس قولان: أحدهما أن آدم كناه بذلك حين اقتبس منه النار التي بين أيدي الناس " وقد تقدم بيان ذلك في الباب الرابع من القسم الثاني من هذا الفن في ذكر النيران " . الثاني أنه أضيف إلى رجل من جرهم كان يتعبد فيه،اسمه أبو قبيس. ويقال فيه أبو قابوس، وشيخ الجبال. وكان من قبل يسمى بالأمين. وقال محمد بن السائب الكلبي: أن الله عز وجل لما خلق الأرض، مادت بأهلها. فضربها بجبل السراة فاطمأنت. وهو أعظم جبال العرب وأكثرها خيرا، ويسمى الحجاز. وهو الذي حجز بين تهامة ونجد. فتهامة من جهته الغربية مما يلي البحر، ونجد من جهته الشرقية. وهو أخذ من قعر عدن إلى أطرار الشام. ويسمى هناك جبل لبنان. فإذا تجاوز اللاذقية ومر بالثغور، سمي جبل اللكام. ثم يميد في بلاد الروم إلى بلاد أرمينية، فيسمى هناك حارثة وحويرثا. ثم يمتد إلى بحر الخزر، وفيه الباب والأبواب. وقال بعض المفسرين في قوله تعالى: ق والقرآن المجيد إنه جبل محيط بالعالم من زمرده خضراء، وإن جبال الدنيا متفرعة عنه. وقال قوم: إن السماء مطبقة عليه والشمس تغرب فيه، وهو الحجاب الساتر لها عن أعين الناس، في أحد الوجوه المفسر بها قوله تعالى: حتى توارت بالحجاب. وقال قوم: إن منه إلى السماء مقدار ميل، وأن الذي يرى من خضرة السماء مكتسب من لونه. وقال ابن حوقل : جميع الجبال الموجودة في الدنيا متفرعة عن الجبل الخارج من بلاد الصين، مشرقا ذاهبا على خط مستقيم إلى بلاد السودان مغربه. وقال أبو الفرج قدامة بن جعفر في كتاب الخراج: وجدت خلف خط الستواء في الجنوب وقبل الإقليم الأول جبالا تسعة: خمسة منها متقاربة المقادير، أطوالها ما بين أربعمائة ميل إلى خمسمائة ميل؛ وجبلا طوله سبعمائة ميل؛ وجبل القمر، وطوله ألف ميل؛ وجبلا بعضه وراء خط الاستواء، وبعضه في الإقليم الأول؛ وجبلا بعضه وراء خط الاستواء، وبعضه في الإقليم الثاني. |
|
26-06-2018, 08:24 AM | #61 |
| قال: ومجموع ما عرف في الأقاليم السبعة من الجبال مائة وثمانية وتسعون جبلا منها في الإقليم الأول سبعة عشر جبلا، وفي الإقليم الثاني تسع وعشرون جبلا، وفي الإقليم الثالث أحد وثلاثون جبلا، وفي الإقليم الرابع أربع وعشرون جبلا، وفي الإقليم الخامس تسعة وعشرون جبلا، وفي الإقليم السادس أربعة وعشرون جبلا، وفي الإقليم السابع أربعة وأربعون جبلا. أسماء ما ارتفع من الأرض إلى أن يبلغ الجبيل، ثم ما ارتفع عن ذلك إلى أن يبلغ الجبل العظيم وترتيب ذلك. وقال الثعالبي في كتابه المترجم بفقه اللغة وأسنده إلى أئمتها: أصغر ما ارتفع من الأرض النبكة؛ ثم الرابية أعلى منها؛ ثم الأكمة؛ ثم الزبية؛ ثم النجوة، ثم الريع؛ ثم القف؛ ثم الهضبة " وهو الجبل المنبسط على الأرض " ؛ ثم القرن " وزهو الجبل الصغير " ؛ ثم الدك " وهو الجبل الذليل " ؛ ثم الضلع " وهو الجبل الذي ليس بالطويل " ؛ ثم النيق " وهو الجبل الطويل " ؛ ثم الطود؛ ثم الباذح والشامخ؛ ثم الشاهق؛ ثم المشمخر؛ ثم الأقود والأخشب؛ ثم الأيهم؛ ثم القهب " وهو العظيم " ؛ ثم الخشام. ترتيب أبعاض الجبل قال الثعالبي: أول الجبل الحضيض، وهو القرار من الارض عند أصل الجبل. ثم السفح، وهو ذيله. ثم السند، وهو المرتفع في أصله. ثم الكيح، وهو ما أطاف به. ثم الريد، وهو ناحيته المشرفة على الهواء. ثم العرعرة، وهي غلظة ومعظمة. ثم الحيد، وهو جناحه. ثم الرعن، وهو أنفه. ثم السعفة، وهي رأسه. وقال صاحب كتاب الفاخر: يقال من أسماء الجبال: العظيم منها الطور، والطود، والكفر، والقهب، والعمود، والعلم، والأرعن، والمشمخر. والأيهم الطويل وهو الشامخ، والشاهق، والباذخ، والباسق، والأقود. والأخشب، والخشن. والعقاب، الصعاب. والثنايا، التي ليست بصعبة. والهرشم، النخر. والخشام، جبل طويل ذو أنف. والوزر، والملجأن والقلعة، ما يحصن فيه. والقرن، جبل صغير. والضلع والدك، فيه دقة وانحناء. والنيق، الذي لا يستطاع أن يرتقى إليه. وأعلى الجبل قلته وقنته وذؤابته. وعرعرته، غلظه. والفند، القطعة منه. وشعفه ومصاده، أعلاه. والكيح والكاح، عرضه. والركح، ناحيته المشرفة على الهواء. والخضيض، أسفله. قال: وصغار الجبال، اليفع، والضرس، والضرب، والعنتبية، والعنتوت، والأكمة، والهضبة. والذريحة ما انبسط على وجه الأرض. واللوذ، حضن الجبل وما يطيف به. والريد والريود، نواحيه المحددة. والحيد، شاخص يتقدم كالجناح. ومثله الشنعوف. والصدع والشقب، شق فيه. والغار والكهف، مثل البيوت فيه. والقردوعة، الزاوية فيه. واللهب والنفنف والغار، مهواة بين جبلين. والشؤون، خطوط فيه. والمخرم، منقطع أنفه. والقرناس، شبه الأنف. والإرم، العلم فيه. ترتيب مقادير الحجارة قال الثعالبي: إذا كانت صغيرة فهي حصاة. فإذا كانت مثل الجوزة وصلحت للاستنجاء بها، فهي نبلة. وفي الحديث: اتقوا الملاعن وعدوا النبل. يعني عند إتيان الغائط. فإذا كانت أعظم من الجوزة فهي قنزعة. فإذا كانت أعظم منها وأصلحت للقذف، فهي مقذاف ورجمة ومرداة. ويقال: إن المرداة، حجر الضب الذي ينصبه علامة لحجره. فإذا كانت ملء الكف، فهي يهير. فإذا كانت أعظم منها، فهي: فهر، ثم جندل، ثم جلمد، ثم صخرة، ثم قلعة. وهي التي تنقلع ن عرض الجبل. وبها سميت القلعة التي هي الحصن. وقال صاحب كتاب الفاخر: من أسمائها الحجارة، والجلمود والجلمد الحجر الصلب. والبرطيل، الصخرة العظيمة. والصفوان، الأملس. والرضمة، الحجر العظيم. والأتان، صخرة في مسيل ماء أو حافة نهر. والإزاء، التي عند مهراق الدلو. والرجمة، ما تطوى به البئر. والكذان، الرخو. واليرمع، الأبيض الرخو. والمدق والمداك والصلاية، حجر العطار الذي يسحق عليه العطر. والفهر، ما يملأ الكف ويسحق به العطر. والمرداة، ما يكسر به الحجر. والمرداس ما يرمى به في البئر لينظر أفيها ماء أم لا. قال الشاعر: من جعل العد القديم الذي ... أنت له عدة أحراس، إلى ظنون أنت من مائه ... منتظر رجعة مرداس. والنشف، حجر تدلك به الرجل في الحمام. والنقل، ما كان في طرق الجبال. |
|
26-06-2018, 08:24 AM | #62 |
| والأثقية. ما ينصب عليه القدر. والقلاعة، ما يرمى به في المقلاع. والظران، حجارة محددة يذبح بها. والصفيح، ما رق منه عرض. واللخاف، حجارة عراض. والفلك، قطعة مستديرة وترتفع عما حولها. والمدملك، المدور. والكليت، حجر مستدير يسد به وجار الضبع. والبليت، التام. وقال ابن الأعرابي: القبيلة، صخرة على رأس البئر، والعقابان من جنبتيها يعضدانها. ومنها المرو، وهي البيض كالحصى. والحصباء، الصغار. والرضراض، نحوها. والقضيض، أصغر منها. والزنانير، واحدها زنير، أضغر ما يكون. ما يتمثل به من ذكر الجبال والحجارة ما جاء من ذلك على لفظ أفعل. يقال: أثقل من ثهلان. أثقل من نضاد. أثقل من أحد. أصلب من الحجر. أصلب من الجندل. أقسى من الحجر. أصبر من حجر. أيبس من صخر. أبقى من النقش في الحجر. ويقال: رمي فلان بحجره. رد الحجر من حيث جاءك. وجه الحجر وجهة ما، أي دبر الأمر على وجهه. ألقمه الحجر، أي جاوبه بجواب مسكت. رماه بثالثة الأثافي. أنجد من رأى حضنا " وحضن جبل بنجد " أي من رآه لم يحتج أن يسأل هل بلغ نجدا أم لا. الليل يواري حضنا، أي يخفي كل شيء حتى الجبل. ومن أنصاف الأبيات: كأنه علم في رأسه نار ... إذا قطعنا علما بدا علم قوموا انظروا كيف تزول الجبال يضرب لموت الرؤساء جندلتان اصطكتا اصتكاكا يصرب لقرنين يتصاولان ومن الأبيات: ولو بغى جبل يوما على جبل، ... لانهد منه أعاليه وأسفله! تتناثر الأطواد وهي شوامخ ... حتى تصير مداوس الأقدام. جد فقد تنفجر للصخرة ... بالماء الزلال. في وصف الجبال وتشبيهها قال السموءل بن عاديا: لنا جبل يحتله من نجيره ... منيع يرد الطرف وهو كليل! رسا أصله تحت الثرى وسما به ... إلى النجم فرع لا يرام طويل! قال إبراهيم بن خفاجة الأندلسي: أرعن طماح الذؤابة باذخ ... يطاول أعنان السماء بغارب. يصد مهب الريح من كل وجهة ... ويزحم ليلا شبهه بالمناكب. وقور على ظهر الفلاة كأنه ... طوال الليالي ناظر في العواقب. يلوث عليه الغيم سود عمائم ... لها من وميض البرق حمر ذوائب. أضحت إليه وهو أخرس صامت ... فحدثني ليل السرى بالعجائب. وقال: ألا كم كنت ملجأ فاتك ... وموطن أواه وموئل تائب! وكم مر بي من مدلج ومؤوب ... وقال بسفحي من مطي وراكب! ولا طم من نكب الرياح معاطفي ... وزاحم من خضر البحار جوانبي! فما كان إلا أن طوتهم يد الردى ... فطارت بهم ريح النوى والنوائب. وما غيض السلوان دمعي كل عبرة ... يترجمها عنه لسان التجارب. فسلى بما أبكى، وسر بما شجى، ... وكان على ليل السرى خير صاحب. وقلت وقد نكبت عنه مطيتي: ... سلام فأنا مقيم وذاهب! وقال أيضا عفا الله عنه: وأشرف طماح الذؤابة شامخ ... تمنطق بالجوزاء ليلا، له خصر. وقور على مر الليالي كأنما ... يصيخ إلى نجوى وفي أذنه وقر. تمهد منه كل ركن زكا به ... فقطب إطراقا وقد ضحك البدر. ولاذ به نسر السماء كأنما ... يجر إلى وكر به ذلك النسر. فلم أدر من صمت له وسكينة ... أكبرة سن وقرت منه أم كبر. وقال أيضا يصفه نثرا من رسالة كتبها لبعض الرؤساء: وكيف لي بقربك ودونك كل علم باذخ، مج الليل عليه رض به، وصافحت النجوم هضابه؛ قد ناء بطرفه؛ وشمخ بأنفه، وسال الوقار على عطفه، قد لاث من غمامه عمامه، وأرسل من ربابه ذؤابه؛ تطرزها البروق الخواطف، وتهفو بها الرياح العواصف؛ بحيث مده البسيط بساطا، وضريب السماء فسطاطا. الباب السادس: من القسم الرابع من الفن الأول في البحار والجزائر |
|
26-06-2018, 08:25 AM | #63 |
| روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لما أراد الله عز وجل أن يخلق الماء خلق ياقوتة خضراء ووصف من طولها وعرضها وسمكها، ثم نظر إليها بعين الهيبة فصارت ماء يترقرق لا يثبت في ضحضاح. فما يرى من التموج والاضطراب إنما هو ارتعاده من خشية الله تعالى؛ ثم خلق الريح فوضع الماء على منته؛ ثم خلق العرش ووضعه على متن الماء. وفسر بهذا قوله عز وجل: وكان عرشه على الماء. بحار المعمور من الأرض وبحار المعمور ثلاثة: أعظمها البحر المحيط، ثم ما نطيش، ثم بحر الخزر. فأما البحر المحيط وجزائره، ويسمى باليونانية أوقيانوس، ويسمى بحر الظلمات، سمي بذلك لأن ما يتصاعد من البخار عنه لا تحلله الشمس لأنها لا تطلع عليه. فيغلظ ويتكاثف فلا يدرك البصر هيئته. ولعظم أمواجه، وتكاثف ظلمته، وغلظ مائه، وكثرة أهوائه، لم يعلم العالم من حاله إلا بعض سواحله وجزائره القريبة من المعمور. والذي علم به من الجزائر ستة من جهة المغرب، تسمى جزائر السعادات، والجزائر الخالدات. قال أبو عبيد البكري في كتابه المترجم بالمسالك والممالك: وبإزاء طنجة الجزائر المسماة باليونانية، فرطناتس أي السعيدة. وسميت بذلك لأن في شعرائها وغياضها كلها أصناف الفواكه الطيبة من غير غراسه ولا فلاحة، وأن أرضها تحمل الزرع مكان العشب،وأصناف الرياض بدل الشوك. وهي متفرقة متقاربة. ويقال إن بعض المراكب عصفت عليها الريح فألقتها إلى جزيرة من هذه الجزائر، فنزل من فيها من الركاب إليها، فوجدوا فيها من أنواع أشجار الفواكه وأشجار الأفاويه وأنواع اليواقيت كل مستحسن. فحملوا منه ما أطاقوا ودخلوا به بلاد الأندلس. فسألهم ملكها من أين لهم هذا. فأخبروه بأمرهم. فجهز مراكب وسيرها، فلم يقفوا على جزيرة منها. وعدمت المراكب لعظم البحر وشدة عصف الريح فلم يرجع منها شيء. ويقال إن هذه الجزائر مسكونة بقوم هم الوحوش أشبه منهم بالناس. وبينها وبين ساحل البحر عشرة أجزاء. ويقال إن في جهة المشرق مما يلي بلاد الصين ستة جزائر أخرى، تسمى جزائر السيلي. يقال إن ساكنيها قوم من العلويين، وقعوا إليها لما هربوا من بني أمية. ويقال أن جزائر السيلي لم يدخلها أحد من الغرباء وطاوعته نفسه على الخروج منها لصحة هوائها ورقة مائها، وإن كان منها في عيش قشيف. وفي هذا البحر من الجزائر العامرة جزيرة برطانية، وهي تحاذي جزيرة الأندلس، وأهلها صهب الشعور، زرق العيون.د ومما يلي بلاد إفرانسية جزائر يعمرها خلق من الفرنج، لا ينقادون لبلد، ولا يدينون بدين. وفيما يلي الأرض الكبيرة جزيرة ذات أبرجة، تحيط بها سبعمائة ميل وخمسون ميلا،وفيهاأربع مدائن، وفي كل مدينة ملك. وجزيرة برغافة. يحيط بها أربعة آلاف ميل، وفيها ثلاث مدائن عامرة. والداخل إليها قليل. وهي كثيرة الأنواء والأمطار. وأهلها يحصدون زرعها قبل جفافه لقلة طلوع الشمس عندهم، ويجعلونه في بيت ويوقدون النار حوله حتى يجف. وجزيرة أنقلطرة. فيها مدائن عامرة، وحبال شاهقة،وأودية، وأرض سهلة، والشتاء بها دائم، وبين هذه الجزيرة والبر مجاز سعته اثنا عشر ميلا. وفيه مما يلي الصقالبة جزيرتان: إحداهما جزيرة أمر نانيوس النساء، لا يسكنها غير النساء فقط. وتسمى الأخرى أمرنانيوس الرجال، ولا يسكنها غير الرجال. وهم في كل عام يجتمعون زمان الربيع، ويتناكحون نحو شهر ثم يفترقون. ويقال إن هاتين الجزيرتين لا يكاد يقع طرف أحد عليهما لكثرة الغمام، وظلمة البحر، وعظم الأمواج. ما يتفرع من البحر المحيط يتفرع من البحر المحيط خليجان: أحدهما من جهة المغرب، ويسمى البحر الرومي. والآخر من جهة المشرق، ويسمى البحر الصيني، والهندي، والفارسي، واليمني، والحبشي، بحسب ما يمر عليه من البلاد. وهما المرادان بقوله تعالى: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " . أي لا يبغي هذا على هذا. والبرزخ أرض بين الفرما التي هي على بحر الروم، وبين مدينة القلزم التي هي على بحر الحبش، مسافتها ثلاثة أيام. وقيل: البرزخ إرسال ماء البحر الحلو على ماء البحر الملح، لأنه مغيض له. فلا سبيل لأحدهما على الآخر، بل جعل الله بينهما حاجزا وهو البرزخ. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأدب , المرة , في , فنون , نهاية |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة لعلهم يتفكرون | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 65 | 24-09-2018 10:41 AM |
العقيدة من مفهوم القران والسنة | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 34 | 20-07-2018 09:12 AM |
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 29-06-2017 02:53 AM |
فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-05-2017 03:24 PM |
مختصر كتاب( طوق الحمامة) | نزيف الماضي | ( همسات الثقافه العامه ) | 12 | 23-03-2015 10:14 AM |