26-06-2018, 01:26 PM | #260 |
| فدعه فقد ساء تدبيره ... سيضحك يوما ويبكي سنه حرف الذال وقولهم: " ذكرني فوك حماري أهلي " أصله أن رجلا يطلب حمارين ضلاله، فرأى امرآة فأعجبته فنسى الحمارين، فلما أسفرت عن وجهها رآها فوهاء فقال: ذكرني فوك حماري أهلي، وقال ليت النقاب على النساء محرم ... كي لا تغر قبيحة إنسانا وقولهم: " ذهبوا ايدي سبا " ويقال: تفرقوا، أي تفرقوا تفريقا لا اجتماع معه. وقصة سبإ لما تفرقوا بسبب سيل العرم مشهورة، وسند كرها إن شاء الله تعالى في التاريخ. وقولهم: " ذهبوا شغر بغر، وشذر مذر، وخذع مذع " أي في كل وجه. وقولهم: " ذل بعد شماسه اليعفور " : يضرب لمن انقاد بعد جماحه، واليعفور: فرس. وقولهم: " ذهبت طولا، وعدمت معقولا " : يضرب للطويل بلا طائل. حرف الراء وقولهم: " رمتني بدائها وانسلت " أصل هذا المثل: أن سعد بن زيد مناة تزوج رهم ابنة الخزرج، وكانت من أجمل النساء، وكان ضرائرها إذا سابينها يقلن لها: يا عفلاء، فقالت لها أمها: إذا ساببنك فابدئيهن بذلك، ففعلت رهم ذلك مع ضرتها، فقالت: رمتني بدائها وانسلت، فذهبت مثلا: يضرب لمن يعير الآخر بما هو يعير به. وقولهم: " رماه بثالثة الأثافي " وهي قطعة من الجبل يوضع إلى جنبها حجران وينصب عليها القدر: يضرب لمن رمى بداهية عظيمة. وقولهم: " رب صلف تحت الراعدة " الصلف: قلة الخير، والراعدة: السحابة ذات الرعد: يضرب للبخيل مع السعة. وقولهم: " رجع بخفي حنين " أصله أن حنينا كان إسكافا بالحيرة وساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين الخفين فألقى أحدهما على طريق الأعرابي، ثم ألقى الآخر بموضع آخر على طريقه، فلما مر الأعرابي بالخف الأول قال: ما أشبه هذا بخف حنين ولو كانا خفين لأخذتهما، ثم مر بالآخر فندم على ترك الأول فأناخ راحلته وانصرف إلى الأول وقد كمن له حنين، فأخذ الراحلة وذهب بها وأقبل الأعرابي إلى أهله ليس معه غير خفي حنين، فذهبت مثلا: يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة. وقولهم: " رب ساع لقاعد، وآكل غير حامد " أول من قاله النابغة الذبياني، وكان سبب ذلك أن وفدا وفد إلى النعمان وفيهم رجل من بني عبس يقال له: شقيق، فمات عنده، فلما حبا النعمان الوفود بعث بحبائه إلى أهله، فقال النابغة في ذلك. أتى أهله منه حباء ونعمة ... ورب امرىء يسعى لآخر قاعد وقولهم: " رب ملوم لا ذنب له " قاله أكثم بن صيفي، معناه قد ظهر للناس منه أمر أنكروه عليه وهم لا يعرفون عذره، وقيل: إن رجلا قال للأحنف ابن قيس: أنا أبغض التمر والزبد، فقال: رب ملوم لا ذنب له. وقولهم: " رب كلمة تقول لصاحبها دعني " : يضرب في النهي عن الإكثار مخافة الإهجار، ذكروا أن ملكا من ملوك حمير خرج إلى الصيد ومعه نديم له فوقفا على صخرة ملساء، فقال النديم: لو أن إنسانا ذبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه، فأمر بذبحه، وقال: رب كلمة تقول لصاحبها دعني. ومثله قولهم: " رب رأس حصيد لسان " : يضرب للأمر بالسكوت. وقولهم: " رد الحجر من حيث جاءك " : أي لا تقبل الضيم وارم من رماك. حرف الزاي وقولهم: " زين في عين والد ولده " : يضرب في عجب الرجل برهطه. وقولهم: " زاحم بعود أو دع " أي لا تستعن إلا بأهل السن والتجربة. وقولهم: " زوج من عود، خير من قعود " ، قالته بعض نساء العرب، قالوا: كان ذو الإصبع العدواني غيورا، وله بنات أربع، وكان لا يزوجهن غيرة عليهن، فاستمع عليهن يوما وقد خلون يتحدثن، فقالت إحداهن: لتقل كل واحدة منا ما في نفسها، ولنصدقن جميعا، فاشتهت كل واحدة من الثلاثة زوجا وصفت من جماله وكماله وسعة حاله، ثم أبت الصغرى أن تتكلم، فقالوا: لا بد أن تقولي، وألحوا عليها، فقالت: زوج من عود، خير من قعود، فزوجهن. وقولهم: " زرغبا تزدد حبا " قاله معاذ بن صرم الخزاعي، وكانت أمه من عك، وكان يكثر من زيارة أخواله، فأقام فيهم زمانا، ثم خرج يتصيد مع بني أخواله، فحمل على عير، فلحقه ابن خال له يقال له: الغضبان فتخاصما، فقال له الغضبان: والله! لو كان فيك خير لما تركت قومك، فقال: زرغبا، تزدد حبا، فأرسلها مثلا، وفي ذلك يقول الشاعر: |
|
26-06-2018, 01:26 PM | #261 |
| إذا شئت أن تقلي فزر متواليا ... وإن شئت أن تزداد حبا فزرغبا وقال آخر: عليك بإغباب الزيارة إنها ... إذا كثرت كانت إلى الهجر مسلكا ألم تر أن القطر يسأم دائما ... ويسأل بالأيدي إذا هو أمسكا حرف السين وقولهم: " سبق السيف العذل " قاله ضبة بن أد لما لامه الناس على قتل قاتل ابنه في الحرم، ويقال: إنه لخزيم بن نوفل الهمداني. وقولهم: " سقط العشاء به على سرحان " أصله أن رجلا خرج يلتمس العشاء، فوقع على ذئب فأكله، وقال ابن الأعرابي: أصله أن رجلا من بني غني يقال له: سرحان ابن هزلة كان بطلا فاتكا فقال رجل! والله لأرعين إبلي هذا الوادي، فورد بإبله، فوجد سرحان فقتله، وأخذ إبله وقال: أبلغ نصيحة أن راعي أهلها ... سقط العشاء به على سرحان سقط العشاء به على متقمر ... طلق اليدين معاود لطعان يضرب في طلب الحاجة يؤدي صاحبها إلى التلف. ومثله قولهم " :سقط العشاء به على متقمر " وهو الأسد. وقولهم: " سكت ألفا، ونطق خلفا " الخلف: الرديء من القول وغيره. وقولهم: " ساء سمعا فأساء جابة " أول من قاله سهيل بن عمرو أخو بني عامر، وكان قد خرج بابنه أنس، فوقف بحزورة مكة، فأقبل الأخنس بن شريق الثقفي فقال له: من هذا؟ فقال: ابني! فقال: حياك الله يا فتى أين أمك؟ فقال: لا والله ما أمي في البيت، ولكنها انطلقت إلى أم حنظلة تطحن دقيقا، فقال أبوه: ساء سمعا فأساء جابة، فأرسلها مثلا. وقولهم: " سحاب نوء ماؤه حميم " : يضرب لمن له لسان لطيف وليس وراءه خير. وقولهم: " سوء الاستمساك خير من حسن الصرعة " : معناه حصول البعض مع الاحتياط خير من الكل مع التهور. حرف الشين قولهم: " شخب في الإناء وشخب في الأرض " : يضربلمن يتكلم فيصيب مرة ويخطىء أخرى. وقولهم: " شرق بالريق " أي ضره أقرب الأشياء إلى نفعه. وقولهم: " شنشنة أعرفها من أخزم " قاله أبو أخزم الطائي: وكان له ابن يقال له: أخزم، فمات وترك بنين، فوثبوا على جدهم يوما فأدموه، وكان أبوهم عاقا له فقال إن بني ضرجوني بالدم ... شنشنة أعرفها من أخزم وقولهم: " شمر ذيلا، وادرع ليلا " : يضرب على الحث في الجد والطلب. وقولهم: " شنوءة بين يتامى رضع " الشنوءة: ما يستقذر من القول والفعل: يضرب لقوم اجتمعوا على فجور وفاحشة ليس فيهم مرشد ولا ناه. وقولهم: " شيخ بحوران له ألقاب " وبعده الذئب والعقعق والغراب حوران بأرض الشام: يضرب لمن يظهر للناس العفاف، ومن حقه أن يحترز منه. وقولهم: " شغل الحلي أهله أن يعارا " : يضرب للمسؤل شيئا هو إليه أحوج من السائل. وقولهم: " شب عمرو عن الطوق " قاله جذيمة الأبرش، وعمرو هذا هو ابن أخته وهو عمرو بن عدي بن نصر. حرف الصاد قولهم: " صبرا على مجامر الكرام " قال ذلك يسار الكواعب، وكان عبدا أسود يرعى لأهله إبلا ضخمة، وكان معه عبد يراعيه، فمر أهله يوما سائرين بحذاء الإبل التي يرعاها، فعمد إلى لقوح فحلبها في علبة، حتى ملأها ثم مشى بها، وكان أفجح الرجلين، حتى أتى بها ابنة مولاه يسقيها، وهي راكبة على جملها، فنظرت إلى رجليه فتبسمت، ثم شربت اللبن وجزته خيرا، فانطلق فرحا حتى أتى صاحبه، فقص عليه القصة، فقال: اسخر بنفسك ولا تسخر ببنات الأحرار، فقال: والله لقد دحكت إلى دحكة لا أخيبها، يريد: ضحكت: وكان أعجمي اللسان، ثم باتا فقام فحلب في علبة فملأها، ثم أتى ابنة مولاه، فنبهها من نومها فاستيقظت وشربت، ثم اضطجعت وجلس يسار حيالها، فقالت: ما حاجتك؟ فقال: ما أعلمك بحاجتي! فقالت: لا والله! فما هي؟ قال: ذاك الرجل الذي حكت إلي. فقالت: حياك الله، وقامت إلى سفط لها فأخرجت منه بخورا ودهنا طيبا وعمدت إلى موسى كانت تحف به الشعرة وأخذت مجمرة فيها نارا فيها نار، فوضعت عليها البخور ووضعتها تحته، وطأطأت كأنها تصلح البخور، فعمدت إلى مذاكيره فمسحتها بالموسى، فلما أحس بحرارة الحديد، قال: صبرا على مجامر الكرام، ثم أومأت إلى أنها تدهنه وقالت: |
|
26-06-2018, 01:28 PM | #262 |
| إن هذا دهن طيب، إلا أن فيه حرارة فتصبر عليه، فإن ريحك ريح الإبل وأنا أعافك، ثم أشمته الدهن على الموسى، ورفعته فوضعته بين عينيه فاستلتت بها أنفه. وقالت: قم إلى إبلك يا بن الخبيثة، فأتى صاحبه، فلما رآه. قال: أمقبل أنت أم مدبر؟ قال: أخزاك الله، أو قد عمى بصرك؟ إذ لا ترى أنفا ولا أذنين ... أما ترى وباصة العينين هذا أحد الأقوال في هذا المثل: يضرب لمن يؤمر بالصبر على ما يكره. ويقال: إن أعرابيا قدم الحضر بإبل، فباعها بمال كثير وأقام لحوائج له، ففطن قوم من جيرته لما معه من المال، فعرضوا عليه تزويج جارية وصفوها بالجمال والحسب طمعا في ماله، فرغب فيها فزوجوه إياها، ثم اتخذوا طعاما وجمعوا الحي، وجلس الأعرابي في صدر المجلس، فأكلوا الطعام وأداروا الكؤوس وشرب الأعرابي، ثم أتوه بكسوة فاخرة، فلبسها وقدموا له مجمرة فيها بخور لا عهد له به، وكان لا يلبس السراويل، فلما جلس على المجمرة، سقطت مذاكيره في النار، فظن أن ذلك سنة لا بد منها، واستحيا أن يكشف ثوبه. فقال: صبرا على مجامر الكرام، فذهبت مثلا واحترقت مذاكيره، وتفرق القوم، وارتحل إلى البادية وترك المرأة والمال، فلما وصل إلى قومه وقص عليهم القصة. قالوا: است لم تعود المجمر، فذهبت مثلا: يضرب لمن لا قديم له. وقولهم: " صار الزج قدام السنان " : يضرب في سبق المتأخر المتقدم من غير استحقاق لذلك. وقولهم: " صرح المحض عن الزبد " : يضرب للأمر إذا انكشف وتبين. وقولهم: " صفقة لم يشهدها حاطب " هو حاطب بن أبي بلتعة كان حازما، فباع بعض أهله بيعة غبن فيها حين لم يشهدها حاطب، فسارت مثلا لكل أمر ينبرم دون صاحبه. حرف الضاد قولهم: " ضربه ضرب غرائب الإبل " وذلك أن الغريبة تزدحم على الحياض عند الورود، وصاحب الحوض يطردها ويضربها بسبب إبله: يضرب في دفع الظالم عن ظلمه بأشد ما يمكن. وقولهم: " ضل الدريص نفقه " الدريص: ولد الفأرة واليربوع والهرة وأشباه ذلك، ونفقه: حجره: يضرب لمن يعني بأمره ويعد حجة لخصمه، فينسى عند الحاجة. وقولهم: " ضل حلم امرأة فأين عيناها؟ " أي هب أن عقلها ذهب فأين ذهب بصرها؟: يضرب في استبعاد عقل الحليم. وقولهم: " ضائف الليث قتيل المحل " : يضرب لمن اضطر لشيء فغرر بنفسه في طلبه. حرف الطاء قولهم: " طويته على بلاله وعلى بللته " قال الشاعر وصاحب مرامق داجيته ... على بلال نفسه طويته ويقال: طويت السقاء على بللته إذا طويته وهو ند لأنه إن طوى يابسا تكسر، وإن طوى نديا عفن: يضرب للرجل يحمل على ما فيه من العيب، قال الشاعر ولقد طويتكم على بللاتكم ... وعلمت ما فيكم من الأذراب فإذا القرابة لا تقرب قاطعا ... وإذا المودة أقرب الأنساب والأذراب: جمع ذرب وهو الفساد. وقولهم: " طويته على غره " : غر الثوب: أثر كسره الأول: يضرب لمن يوكل إلى رأيه وما انطوى عليه. حرف الظاء قولهم: " ظالع يعود كسيرا " : يضرب للضعيف ينصر من هو أضعف منه. وقولهم: " ظئر رءوم، خير من أم سؤوم " : الظئر، الحاضنة، والرءوم: العطوف، والسؤوم: الملول: يضرب في عدم الشفقة وقلة الاهتمام. وقولهم: " ظاهر العتاب خير من باطن الحقد " معناه ظاهر. وقولهم: " ظلال صيف ما لها قطار " : يضرب لمن له ثروة ولا يجدي على أحد. حرف العين قولهم: " عند الصباح يحمد القوم السرى " أول من قاله خالد بن الوليد لما بعث إليه أبو بكر رضي الله عنه، وكان باليمامة أن يسير إلى العراق، ونالته مشقة بسبب العطش، فأسرى حتى أدرك الماء فقال: عند الصباح يحمد القوم السرى: يضرب لمن يحمل المشقة رجاء الراحة. وقولهم: " عند جهينة الخبر اليقين " : يضرب في معرفة الشيء حقيقة. وقولهم: " عير عاره وتده " أي أهلكه، وأصله أن رجلا أشفق على حماره فربطه إلى وتد، فهجم عليه السبع فلم يمكنه الفرار فأهلكه. وقولهم: " عند النطاح يغلب الكبش الأجم " وهو الذي لا قرن له: يضرب لمن غلبه صاحبه بما أعد له. وقولهم: " على أهلها تجني براقش " قالوا: كانت براقش كلبة لقوم من العرب، فأغير عليهم فهربوا وهي معهم، فنبحت فاتبع القوم آثارهم بنباحها، فأدركوهم فقتلوهم، ففيها يقول حمزة بن بيض |
|
26-06-2018, 01:30 PM | #263 |
| بل جناها أخ على كريم ... وعلى أهلها براقش تجني وقيل في هذا المثل غير ذلك. وقولهم: " عسى الغوير أبؤسا " الغوير: تصغير غار، والابؤس: جمع بؤس وهو الشدة، قالته الزباء عند رجوع قصير من العراق، ومعه الرجال، وكان الغوير على طريقه، ومعناه لعل الشر يأتيكم من قبل الغار: يضرب للرجل يقال له: لعل الشر جاء من قبلك. وقولهم: " عشب ولا بعير " : يضرب للرجل له مال كثير ولا ينفقه على نفسه ولا على غيره. وقولهم: " عاد غيث على ما أفسد " : يضرب للرجل فيه فساد، وصلاحه أكثر. وقولهم: " عاد السهم إلى النزعة " أي رجع الحق إلى أهله. وقولهم: " عصا الجبان أطول " لأنه يفعل ذلك من فشله، يرى أن طولها أشد ترهيبا لعدوة من قصرها. وقولهم: " على الخبير سقطت " المثل لمالك بن جبير العامري، وتمثل به الفرزدق حين لقي الحسين بن علي رضي الله عنهما، عند مقدمه من العراق وخروج الحسين إليه وقد قال له: ما وراءك؟ فقال: على الخبير سقطت، قلوب الناس معك، وسيوفهم مع بني أمية، والنصر من السماء. وقولهم: " عادة السوء شر من المغرم " معناه أن المغرم إذا أذيته فارقك، وعادة السوء لا تفارق صاحبها. وقولهم: " عجعج لما عضه الظعان " أي صاح، والظغان: نسع يشد به الهودج: يضرب لمن يضج إذا لزمه الحق. وقولهم: " عند الرهان تعرف السوابق " : يضرب لمن يدعي ما ليس فيه. وقولهم: " عاد الأمر إلى نصابه " : يضرب في الأمر يتولاه أربابه. وقولهم: " عينك عبري والفؤاد في دد " الدد والددن والددا: اللعب واللهو: يضرب لمن يظهر حزنا لحزنك وفي قلبه خلاف ذلك. وقولهم: " عرفطة تسقى من الغوادق " ويروى: الغوابق، العرفطة: شجرة خشنة المس، والغوادق: السحاب الكثير الماء: يضرب للشرير يكرم ويبجل. حرف الغين قولهم: " غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية " قاله عامر بن الطفيل: وذلك أنه لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم! وقدم معه أربد بن قيس أخو لبيد ابن ربيعة العامري الشاعر لأمة، فقال رجل: يا رسول الله، هذا عامر بن الطفيل قد أقبل، قال: " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " فأقبل حتى قام عليه، فقال: يا محمد، مالي إن أسلمت؟ قال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " قال: تجعل لي الأمر بعدك، قال: " ليس ذاك إلي، إنما ذاك إلى الله تعالى يجعله حيث يشاء " قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر، قال: " لا " قال: فما ذا تجعل لي؟ قال: " أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها " قال: أو ليس ذلك إلى اليوم؟ وكان قد أوصى إلى أربد بن قيس: " إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه فاضربه بالسيف " فاخترط أربد سيفه شبرا فحبسه الله تعالى فلم يقدر على سله، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه، فقال: " اللهم اكفنيهما بما شئت " فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته، وولي عامر بن الطفيل هاربا وقال يا محمد، دعوت ربك فقتل أربد، والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " يمنعك الله من ذلك " فسار عامر حتى نزل ببيت امرأة سلولية، فخرجت على ركبته غدة عظيمة، فقال: غدة كغدة البعير وموت في بيت سلولية، ثم مات على ظهر فرسه، وسلول أقل العرب وأذلهم، فسار كلامه مثلا: يضرب في خصلتين إحداهما شر من الأخرى. وقولهم: " غرني برداك من خدافلي " ويروى: من غدافلي، أصل المثل أن رجلا استعار بردي امرأة فلبسهما، ورمى بخلقان كانت عليه، فاسترجعت المرأة برديها فقاله: يضرب لمن ضيع ماله طمعا في مال غيره. حرف الفاء قولهم: " في وجه المال تعرف أمرته " أي نماءة وخيره، ويقال: أمرت أموال بني فلان إذا نمت وكثرت: يضرب لمن يستدل بحسن ظاهره على حسن باطنه. وقولهم: " في بيته يؤتى الحكم " زعمت العرب أن الأرنب التقطت تمرة فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: يا أبا الحسل، قال: سميعا دعوت، قالت: أتيناك لنختصم إليك، قال: عادلا حكتما، قالت: فاخرج إلينا، قال: في بيته يؤتى الحكم، قالت: إني وجدت تمرة، قال: حلوة فكليها، قالت: فاختلسها الثعلب، قال: لنفسه بغى الخير، قالت: لطمته، قال: بحقك أخذت، قالت: لطمني، قال: حر انتصر، قالت: فاقض بيننا، قال: حدث حديثين امرأة، فإن أبت فأربعة، فذهبت أقواله كلها أمثالا. |
|
26-06-2018, 01:31 PM | #264 |
| وقولهم: " فتى ولا كمالك " قاله متمم بن نويرة في أخيه مالك لما قتل. وقولهم: " في دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها " أول من قاله جارية من مزينة، قال الحكم بن صخر الثقفي: خرجت منفردا فرأيت بإمرة وإمرة موضع، جاريتين أختين لم أر كجمالهما، فكسوتهما وأحسنت إليهما، قال: ثم حججت من قابل ومعي أهلي، وقد اعتللت ونصل خضابي، فلما صرت بإمرة، إذا إحداهما قد جاءت، فسألت سؤال منكرة، قال فقلت: فلانة؟ قالت: فدى لك أبي وأمي، وأني تعرفني وأنكرك؟ قال فقلت: أنا الحكم بن صخر، قالت: رأيتك عام أول شابا سوقة، وأراك العام شيخا ملكا، وفي دون هذا ما تنكر المرأة صاحبها، فذهبت مثلا، قال قلت: ما فعلت أختك؟ قال: فتنفست الصعداء، وقالت: تزوجها ابن عم لها وذهب بها، فذاك حيث تقول إذا ما قفلنا نحو نجد وأهلها ... فحسبي من الديا قفول إلى نجد قال قلت: أما إني لو أدركتها لتزوجتها، قالت: وما يمنعك من شريكتها في حسنها وجمالها وشقيقتها؟ قال قلت: يمنعني من ذلك قول كثير حيث يقول إذا وصلتنا خلة كي تزيلنا ... أبينا وقلنا الحاجبية أول فقالت: كثير بيني وبينك، أليس الذي يقول هل وصلت عزة إلا وصل غانية ... في وصل غانية من وصلها خلف قال: فتركت جوابها عيا. وقولهم: " فاتكة واثقة بري " زعموا أن امرأة كثر لبنها وطفقت تهريقه، فقال لها زوجها: لم تهر يقينه؟ فقالت: فاتكة واثقة بري: يضرب للمفسد الذي وراء ظهره ميسرة. حرف القاف قولهم: " قطعت جهيزة قول كل خطيب " أصله أن قوما اجتمعوا يخطبون في صلح بين حيين، قتل أحدهما من الآخر قتيلا ليرضوا بالدية، فبينما هم في ذلك، إذ جاءت أمة يقال لها: جهيزة، فقالت: إن القاتل قد ظفر به بعض أولياء المقتول فقتله، فقالوا: قطعت جهيزة قول كل خطيب: يضرب لمن يقطع على الناس ما هم فيه بجهله. وقولهم: " قبل البكاء كان وجهك عابسا " : يضرب للبخيل يعتل بالإعدام. ومثله: " قبل النفاس كنت مصفرة. وقولهم: " قلب الأمر ظهرا لبطن " : يضرب في حسن التدبير. وقولهم: " قد شمرت عن ساقها فشمري " : يضرب في الحث على الجد في الأمر. وقولهم: " قد يضرط العير والمكواة في النار " قاله عرفطة بن عرفجة سيد بني هزان، وكان بينه وبين الحصين بن نبيت العكلي حروب ووقائع، فقتلت عكل رجلا من بني هزان، وأسر عرفطة بن عكل رجلين، فقال لهما: أيكم أفضل لأقتله بصاحبنا؟ فجعل الآخر يضرط، فقال عرفطة: قد يضرط العير والمكواة في النار، فأرسلها مثلا: يضرب للرجل يخوف بالأمر فيجزع قبل وقوعه. وهذا أحد الأقوال فيه، وقيل غير ذلك. وقولهم: " قد بين الصبح لذي عينين " : يضرب في ظهور الأمر كل الظهور. وقولهم: " قد أنصف القارة من راماها " القارة: قبيلة قد تقدم ذكرها في الأنساب. وقولهم: " قبل الرماء تملأ الكائن " أي تؤخذ أهبة الأمر قبل وقوعه. ومثله: " قبل الرمي يراش السهم " : يضرب في تهيئة الآلة قبل الحاجة إليها. وقولهم: " قلب له ظهر المجن " : يضرب لمن كان لصاحبه على مودة، ثم حال عن عهده. وقولهم: " قد ألقى عصاه " إذا استقر من سفر أو غيره، يقال: إنه لما بويع لأبي العباس السفاح، قام خطيبا فسقط القضيب من يده، فقام رجل من القوم وأنشد فألقت عصاه واستقر بها النوى ... كما قر عينا بالإياب المسافر وقولهم: " قد ونى طرفاه " : يضرب لمن ذل وضعف عن أن يتم له أمر، قال النجاشي: وإن فلانا والإمارة كالذي ... ونى طرفاه بعد ما كان أجدعا وقولهم: " قدت سيورهم من أديمك " : يضرب للشيئين يستويان في الشبة قال الشاعر وقدت من أديمهم سيوري وقولهم: " قد بلغ الشظاظا الوركين " الشظاظا: عويد يجعل في عروة الجوالق: يضرب فيما جاوز الحد، وهو كقولهم: جاوز الحزام الطبيين. حرف الكاف قولهم: " كان كراعا، فصار ذراعا " : يضرب للذليل الضعيف صار عزيزا قويا. وقولهم: " كلام كالعسل، وفعل كالأسل " : يضرب في اختلاف القول والفعل. وقولهم: " كنت تبكي من الأثر العافي فقد لاقيت أخدودا " : يضرب لمن يشكو القليل من الشر ثم يقع في الكثير. وقولهم: " كل ذات بعل ستئيم " هذا من أمثال أكثم بن صيفي، قال الشاعر أفاطم إني هالك فتثبتي ... ولا تجزعي كل النساء تئيم أي ستفارق زوجها. |
|
26-06-2018, 01:31 PM | #265 |
| وقولهم: " كل أزب نقور " قاله زهير بن جذيمة لأخيه أسيد، ونذكر الخبر في وقائع العرب. وقولهم: " كل فتاة بأبيها معجبة " : يضرب في عجب الرجل بعشيرته ورهطه. وقولهم: " كل الصيد في جوف الفرا " الفرا: الحمار الوحشي، أصل المثل أن ثلاثة نفر خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدهم أرنبا، والآخر ظبيا، والثالث حمارا، فتطاولا عليه بصيدهما، فقال: كل الصيد في جوف الفرا: يضرب لمن يفضل على أقرانه، وقد تمثل به رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقولهم: " كدمت غير مكدم " : يضرب لمن يطلب شيئا في غير مطلبه. وقولهم: " كالثور يضرب لما عافت البقر " : يضرب في عقوبة البريء بذنب المجرم، ويأتي ذكر ذلك في أوابد العرب. وقولهم: " كالكبش يحمل شفرة وزنادا " : يضرب لمن يتعرض للهلاك. وقولهم: " كالمستغيث من الرمضاء بالنار " : يضرب في الخلتين يجتمعان على الرجل. وقولهم: " كالقابس العجلان " : يضرب لمن عجل في طلب حاجته. وقولهم: " كلاهما وتمرا " أول من قاله عمرو بن جمران الجعدي، وذلك أنه مر برجل وبين يديه زبد وسنام وتمر، فقال: أنلني مما بين يديك، فقال: إيما أحب إليك أزبد أم سنام؟ فقال: كلاهما وتمرا، فسارت مثلا. وقولهم: " كالباحث عن المدية " يقال: إن رجلا وجدا صيدا، ولم يكن معه ما يذبحه به، فبحث الصيد بأظلافه في الأرض، فسقط على شفرة فذبحه بها: يضرب في طلب الشيء يؤدي صاحبه إلى تلف النفس. وقولهم: " كذى العر يكوي غيره وهو راتع " : يضرب في أخذ البريء بذنب الجاني، ويأتي ذكره في أوابد العرب. وقولهم: " كالمحتاض على عرض السراب " : يضرب لمن يطمع في محال. وقولهم: " كل لياليه لنا حنادس " : يضرب لمن لا يصل إليك منه إلا ما تكره. حرف اللام قولهم: " لو ذات سوار لطمتني " : معناه لو ظلمني من كان كفؤا لي لهان علي، ولكن ظلمني من هو دوني، وهو كقول بعضهم: فلو أني بليت بهاشمي ... خؤولته بنو عبد المدان لهان علي ما ألقى ولكن ... تعالي فانظري بمن ابتلاني وقولهم: " لو غير ذات سوار لطمتني " روى الأصمعي: أن حاتما الطائي مر ببلاد عنزة في بعض الأشهر الحرم فناداه أسير لهم: يا أبا سفانة: أكلني الإسار والقمل، فقال: ويحك، أسأت إذ نوهت باسمي في غير بلاد قومي، فساوم القوم به ثم قال: أطلقوه واجعلوا يدي في القد مكانه، ففعلوا ذلك، ثم جاءته امرأة ببعير ليفصده فنحره فلطمته فقال: لو غير ذات سوار لطمتني، يعني أني لا أقتص من النساء، ثم عرف، ففدي نفسه فداء عظيما. وقولهم: " لو ترك القطا ليلا لنام " قالته امرأة عمرو بن مامة، وقد نزل عليه قوم من مراد، فطرقوه ليلا، فأثاروا القطا، فرأته امرأته فنبهته فقال: إنما هذا القطا، فقالت: لو ترك القطا ليلا لنام، فسار مثلا: يضرب لمن حمل على مكروه من غير إرادته، وقيل: إن التي قالته له حذام بنت الريان. وقولهم: " لبس له جلد النمر " : يضرب في إظهار العداوة وكشفها. وقولهم: " لقد ذل من بالت عليه الثعالب " : أصله أن رجلا من العرب كان يعبد صنما، فجاء ثعلب فبال عليه، فقال في ذلك: أرب يبول الثعلبان برأسه ... لقد ذل من بالت عليه الثعالب وقولهم: " ليس هذا بعشك فادرجي " : يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدره. وقولهم: " لم أجد لشفرتي محزا " : يضرب عدرا في تعذر الحاجة. وقولهم: " لو سئلت العارية أين تذهبين لقالت أكسب أهلي ذما " هذا من كلام أكثم بن صيفي: يضرب في سوء الجزاء للمنعم. وقولهم: " ليس من العدل، سرعة العذل " أي لا ينبغي أن تعجل بالعذل قبل أن تعرف العذر. وقولهم: " ليس القدامى كالخوافي " : يضرب عند التفضيل. وقولهم: " لو كويت على داء لم أكره " أي لو عوتبت على ذنب ما امتعضت. وقولهم: " ليس على الشرق طخاء يحجب " أي ليس على الشمس سحاب: يضرب في الأمر المشهور الذي لا يخفي على أحد. وقولهم: " لأكوينه كية المتلوم " أي كيا بليغا، والمتلوم: الذي يتتبع الداء حتى يعلم مكانه: يضرب في التهديد الشديد. وقولهم: " لأمر ما جدع قصير أنفه " قالته الزباء لما رأت قصيرا مجدوعا، وخبره يأتي في باب المكايد. حرف الميم قولهم: " ما تنفع الشفعة في الوادي الرغب " الشفعة: المطرة الهينة، والرغب: الواسع: يضرب للذي يعطيك قليلا لا يقع منك موقعا. |
|
26-06-2018, 01:32 PM | #266 |
| وقولهم: " ما وراءك يا عصام؟ " يقال: أول من قال ذلك الحارث بن عمرو ملك كندة، وذلك انه بلغه جمال ابنة عوف بن محلم فأرسل إليها امرأة ذات عقل ولسان، يقال لها: عصام، وقال: اذهبي لتعلميني بحالها، فلما انتهت إليها ونظرتها خرجت وهي تقول: " ترك الخداع، من كشف القناع " فذهبت مثلا، فأرسلتها مثلا،ثم عادت إليه فقال لها: ما وراءك يا عصام؟ فقاالت: صرح المحض عن الزبد وساق الميداني على هذا المثل كلاما طويلا قالته عصام في وصف أعضاء المخطوبة. وقولهم: " ما يوم حليمة بسر " هي حليمة بنت الحارث بن أبي شمر، كان أبوها وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء فأخرجت لهم طيبا في مركن فطيبتهم، فلما انتهت إلى لبيد بن عمرو وذهبت لتخلقه، قبلها، فلطمته وأتت أباها، فقال لها: ويلك اسكتي عنه، فهو أرجاهم عندي ذكاء فؤاد، وإني مرسله، فإن قتل فقد كفى الله شره، فسار إلى المنذر بالجيش، فقتلوا المنذر وكان يوما مشهورا، فقيل فيه: ما يوم حليمة بسر. وقولهم: " ما أشبه الليلة بالبارحة " : أي ما أشبه بعض القوم ببعض. وقولهم: " مرعى ولا كالسعدان " قالوا: السعدان أخثر العشب لبنا، ومنابته السهول: يضرب مثلا للشيء يفضل على أقرانه وأشكاله، وأول من قال المثل: خنساء بنت عمرو بن الشريد، وقيل: بل قالته امرأة من طيء تزوجها امرؤ القيس بن حجر الكندي فقال لها: أين أنا من زوجك الأول؟ فقالت: مرعى ولا كالسعدان، أي إنك إن كنت رضا فلست كفلان. وقولهم: " ماء ولا كصداء " صداء: ركية عذبة، قال ضرار السعدي وإني وتهيامي بزينب كالذي ... تطلب من أحواض صداء مشربا معناه أنه لا يصل إليها إلا بالمزاحمة لفرط حسنها، كالذي يرد الماء فإنه يزاحم عليه لفرط عذوبته. وقولهم: " محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا " : هو سالم بن دارة الغطفاني: ودارة: امه، وكان قد هجا بعض بني فزارة فاغتاله زميل فقتله، ففيه يقول الكميت فلا تكثروا فيه الضجاج فإنه ... محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا وقولهم: " ملكت فأسجح " الإسجاح: حسن العفو، أي ملكت الأمر فأحسن العفو، وقد تمثل به رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، ونذكر الخبر في ذلك في المغازي. وقولهم: " من ينكح الحسناء يعط مهرها " : أي من طلب حاجة بذل ماله فيها. وقولهم: " من سره بنوه ساءته نفسه " قاله ضرار بن عمرو الضبي: وكان له ولده ثلاثة عشر رجلا، كلهم قد غزا ورأس، فرآهم يوما وأولادهم، فعلم أنهم لم يبلغوا هذه الأسنان إلا مع كبر سنه، فقال: من سره بنوه ساءته نفسه، فأرسلها مثلا. وقولهم: " من أشبه أباه فما ظلم " : معناه ظاهر. وقولهم: " من ير يوما ير به " : قاله كلحب بن شؤبوب الأسدي، وكان يغير على طيء وحده، فدعا حارثة بن لأم رجلا من قومه يقال له: عترم، فقال له: أما تستطيع أن تكفيني مؤونة هذا الخبيث؟ فقال: بلى، فأرسل عشرة عيون عليه، فعلموا مكانه فانطلق إليه عترم فوجده نائما في ظل أراكة فنزل ومعه آخر فأخذ كل واحد منهما بإحدى يديه فانتبه فنزع يده اليمنى من ممسكها وقبض على حلق الآخر فقتله وبادر الباقون فأخذوه وشدوه وثاقا وأتوا به حارثة، فقال له: يا كلحب، إن كنت أسيرا فطالما أسرت، فقال: من ير يوما ير به، فأرسلها مثلا، وقال حوذة وهو ابن المقتول لحارثة: أعطنيه أقتله بأبي، فقال: دونكه! وجعلوا يتكلمون وهو يعالج كتافه حتى انحل، ثم وثب على رجليه فاتبعوه بالخيل فأعجزهم. وقولهم: " من سلك الجدد أمن العثار " الجدد: الأرض المستوية: يضرب في طلب العافية. وقولهم: " من يشتري سيفي وهذا أثره؟ " قاله الحارث بن ظالم، وذلك أنه لما قتل خالد بن جعفر بن كلاب بزهير بن جذيمة العبسي على ما نذكره إن شاء الله في وقائع العرب وهرب، فوجه النعمان فوارس في طلبه فأدركوه سحرا فعطف عليهم وقتل منهم جماعة وكروا عليه فجعل لا يقصد لجماعة إلا فرقها وهو يقول: من يشتري سيفي وهذا أثره، فارتدعوا عنه وانصرفوا إلى النعمان. وقولهم: " من مال جعد وجعد غير محمود " : قاله جعد بن الحصين أبو صخر ابن جعد الشاعر، وكان قد كبر فتفرق عنه بنوه وأهله، وبقيت له جارية سوداء تخدمه، فعلقت بفتى من الحي يقال له: عرابة، فجعلت تنقل إليه ما في بيت جعد، ففطن جعد لذلك، فقال في ذلك |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأدب , المرة , في , فنون , نهاية |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة لعلهم يتفكرون | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 65 | 24-09-2018 10:41 AM |
العقيدة من مفهوم القران والسنة | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 34 | 20-07-2018 09:12 AM |
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 29-06-2017 02:53 AM |
فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-05-2017 03:24 PM |
مختصر كتاب( طوق الحمامة) | نزيف الماضي | ( همسات الثقافه العامه ) | 12 | 23-03-2015 10:14 AM |