26-06-2018, 01:13 PM | #253 |
| تقول العرب: " إن الموصين بنو سهوان " قال الميداني: يضرب لمن يسهو عن طلب شيء أمر به. وبنو سهوان: بنو آدم عليه السلام حين عهد إليه فسها ونسى. وقولهم: " إن الرثيئة تفثأ الغضب " قال: الرثيئة: اللبن الحامض يخلط بالحلو، والفثء: التسكين، وزعموا أن رجلا نزل بقوم وكان ساخطا عليهم، وكان جائعا فسقوه الرثيئة فسكن غضبه، فقال هذا المثل: يضرب في الهدية تورث الوفاق. وقولهم: " إن الحديد بالحديد يفلح " أي يستعان في الأمر الشديد بما يشاكله ويقاويه. وقولهم: " إن السلامة منها ترك ما فيها " في اللقطة وذم الدنيا. والنفس تكلف بالدنيا وقد علمت أن السلامة منها ترك ما فيها وقولهم: " إن العصا من العصية " يقال: إن أول من قال ذلك الأفعى الجرهمي، ذلك أن نزارا لما حضرته الوفاة جمع بنيه: مضر، وإيادا، وربيعة، وأنمارا، فقال: يا بني! هذه القبة الحمراء وكانت من أدم لمضر، وهذه الفرس الأدهم والخباء الأسود لربيعة، وهذه الخادم وكانت شمطاء لإياد، وهذه البدرة والمجلس لأنمار، فإن أشكل عليكم كيف تقسمون، فأتوا الأفعى الجرهمي منزلك بنجران، فتشاجروا. في ميراثه، فتوجهوا إليه، فبينما هم في سيرهم إذ رأى مضر أثر كلإ قد رعى، فقال: إن البعير الذي رعى هذا أعور، وقال ربيعة: إنه لأزور، وقال إياد: إنه لأبتر، وقال أنمار: إنه لشرود، فساروا قليلا، فإذا هم برجل يوضع حمله فسألهم عن البعير، فقال مضر: أهو أعور؟ قال: نعم، وقال ربيعة: أهو أزور؟ قال: نعم، وقال إياد: أهو أبتر؟ قال: نعم، وقال أنمار: أهو شرود؟ قال: نعم، وهذه والله صفة بعيري، فدلوني عليه، فقالوا: والله ما رأيناه، فقال: هذا والله الكذب كيف أصدقكم وأنتم تصفونه بصفته؟ فساروا حتى قدموا نجران، فلما نزلوا، نادى صاحب البعير، هؤلاء أصحاب جملي وصفوا لي صفته ثم قالوا: لم نره، فاختصموا إلى الأفعى، فقال لهم: كيف وصفتموه وأنتم لم تروه؟ فقال مضر: رأيته قد رعى جانبا وترك جانبا فعلمت أنه أعورة وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة واالثانية فاسدة، فعلمت أنه أزور لأنه أفسدها بشدة وطئة، وقال إياد: عرفت أنه أبتر باجتماع بعره ولو كان ذيالا لمصع به، وقال أنمار: عرفت أنه شرود، لأنه يرعي في المكان الملتف نبته ثم يجوزه إلى مكان أرق منه، فقال الأفعى: ليسوا بأصحاب جملك فاطلبه، ثم سألهم: من أنتم؟ فأخبروه بخبرهم، وبما جاءوا له، فأكرمهم، وقال أتحتاجون إلي وأنتم كما أرى؟ ثم أنزلهم وذبح لهم شاة، وأتاهم بخمر، وجلس لهم الأفعى بحيث لا يرى: فقال ربيعة: لم أر كاليوم أطيب لحما لولا أن شاته غذيت بلبن كلبة، وقال مضر: لم أر كاليوم أطيب خمرا لولا أن حبلته نبتت على قبر، فقال إياد: لم أر كاليوم رجلا أسرى لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعي له، فقال أنمار: لم أر كاليوم كلاما أنفع في حاجتنا من كلامنا، وكلامهم بأذنه، فدعا قهرمانة، فقال: ما هذه الخمر، وما أمرها؟ قال: هي من حبلة غرستها على قبر أبيك، وقال للراعي: ما هذه الشاة؟ فقال: هي عناق أرضعتها بلبن كلبة وكانت أمها ماتت، ثم أتى أمه، فقال: اصدقيني، من أبي؟ فأخبرته أنها كانت تحت ملك كثير المال وكان لا يولد له، فخفت أن يموت وليس له ولد، فأمكنت من نفسي ابن عم له كان نازلا عليه فولدتك، فرجع إليهم وقال: ما أشبه القبة الحمراء من مال نزار فهو لمضر، فذهب بالإبل الحمر الدنانير، فسميت: مضر الحمراء، وأما صاحب الفرس الأدهم والخباء الأسود فله كل شيء أسود، فصار لربيعة الخيل الدهم وما شاكلها، فقيل: ربيعة الفرس. وأما الخادم الشمطاء فلصاحبها الخيل البلق والماشية، فسميت: إياد الشمطاء، وقضى لأنمار بالدراهم والأرض فصدروا الخيل البلق من عنده على ذلك، فقال الأفعى: إن العصا من العصية، وإن خشينا من أخشن، فأرسلهما مثلا. وقولهم: " إن العوان لا تعلم الخمرة " : يضرب للرجل المجرب. وقولهم: " إني لآكل الرأس وأنا أعلم بما فيه " : يضرب للأمر تأتيه وأنت تعلم ما فيه مما تكره. وقولهم: " أنف في السماء واست في الماء " : يضرب للمتكبر الصغير الشأن. وقولهم: " إن الذليل الذي ليست له عضد " أي أنصار وأعوان: يضرب لمن يخذله ناصره. وقولهم: " إن يدم أظلك فقد نقب خفي " الأظل: ما تحت منسم البعير: والخف: قائمته: يضربه الشكو إليه المشاكي أي أنا منه في مثل ما تشكوه. |
|
26-06-2018, 01:15 PM | #254 |
| وقولهم: " إن تسلم الجلة فالنيب هدر " الجلة: جمع جليل يعني العظام من الإبل، والنيب: جمع ناب وهي الناقة المسنة، معناه إذا سلم ما ينتفع به هان ما لا ينتفع به. وقولهم: " إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر " يقال: إن بني ثعلبة ابن سعد في الجاهلية تراهنوا على الشمس والقمر ليلة أربع عشرة، فقالت طائفة: تطلع الشمس والقمر يرى، وقالت طائفة: بل يغيب قبل طلوعها، فتراضوا برجل جعلوه بينهم، فقال رجل منهم: إن قومي يبغون علي، فقال العدل: إن يبغ عليك قومك لا يبغ عليك القمر، فذهبت مثلا: يضرب للأمر المشهور. وقولهم: " إن كنت ريحا فقد لاقيت إعصارا " الإعصار: ريح شديدة تهب فيما بين السماء والأرض: يضرب للمدل بنفسه إذا صلى بمن هو أدهى منه وأشد. وقولهم: " إنك خير من تفاريق العصا " قالوا: قالته غنية الأعرابية لابنها، وكان عارما مع ضعفه، فواثب يوما فتى فقطع أذنه فأخذت ديتها، فزادت حسن حل ثم واثب آخر فقطع شفته فأخذت الدية فذكرته في أرجوزتها فقالت: أحلف بالمروة حقا والصفا ... إنك أجدى من تفاريق العصا فقيل لأعرابي: ما تفاريق العصا؟ فقال: العصا تقطع ساجورا والسواجير للكلاب والأسرى من الناس ثم تقطع عصا الساجور فتصير أوتادا ويقطع الوتد فيصير كل قطعة شظاظا وإن جعل لرأس الشظاظا كالفلكة صار للبختي مهارا وهو العود الذي يدخل في أنفه، وإذا فرق المهار جاءت منه تواد وهي الخشبة التي تشد على خلف الناقة. وقولهم: " إنه ليعلم من أين تؤكل الكتف " : يضرب للرجل الداهي، قال بعضهم: لم تؤكل الكتف من أسفلها؟ قال: لأنها تنقشر عن عظمها وتبقى المرقة مكانها ثابتة. وقولهم: " إنك لا تجني من الشوك العنب " أي لا تجد عند ذى المنبت السوء جميلا، والمثل من قول أكثم قال: إذا ظلمت فاحذر الانتصار، فان الظلم لا يكسبك إلا مثل فعلك . وقولهم: " أخو الظلماء أعشى باليل " : يضرب لمن يخطئ حجته ولا يبصر الخرج مما وقع فيه. وقولهم: " إنك لتكثر الحز وتخطئ المفصل " : يضرب لمن يجتهد قي السعى ثم لا يظفر بالمراد. وقولهم: " أول الشجرة النواة " : يضرب للأمر الصغير يتولد منه الكبير. وقولهم: " إذا صاحت الدجاجة صياح الديك فلتذبح " قاله الفرزدق في امرأة قالت الشعر. وقولهم: " إذا رآنى رأى السكين في الماء " : يضرب لمن يخافك جد ا. وقولهم: " إنك ريان فلا تعجل بشربك " : يضرب لمن أشرف على إدراك بغيته فيؤمر بالرفق. وقولهم: " أبطش من دوسر " هي إحدى كتائب النعمان أشدها بطشا ونكاية، قال بعض الشعراء: ضربت دوسر فيهم ضربة ... أثبتت أوتاد ملك فاستقر قولهم: " أبرما قرونا " البرم: الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لبخله، والقرون: الذي يقرن بين الشيئين، وأصله أن رجلا كان لا يدخل في الميسر ولا يرى اللحم فجاء. إلى امرأته وبين يديها لحم تأكله فأقبل يأكل معها بضعتين يقرن بينهما فقالت له: أبرما قرونا: يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين. وقولهم: " الثيب عجالة الراكب " : يضرب في الحث على الرضا بيسير الحاجة عند إعواز جليلها. وقولهم: البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها أول من قال ذلك بيهس: وهو رجل من بني غراب بن فزارة، وكان سابع سبعة إخوة، فأغار عليهم أناس من بني أشجع، وهم في إبلهم فقتلوا منهم ستة وتركوا بيهسا لحمقة فقال: دعوني أتوصل معكم إلى أهلي فأقبل معهم، فلما كان من الغد نحروا في يوم شديد الحر، فقال بعضهم: أظلوا لحمكم لا تفسده الضح، فقال بيهس: لكن بالأثلاث لحم لا يظلل، فأرسلها مثلا، ثم فارقهم وأتى أمه فأخبرها الخبر فقالت: ما جاء بك من بين إخوتك وأنت أخبثهم فقال: ما خيرك القوم فتختاري، فأرسلها مثلا، ثم أعطته ثياب إخوته ومتاعهم، فقال: يا حبذا التراث، لولا الذلة، فأرسلها مثلا، وأخذ يوما يبرم سكينا، فقيل له: ما تصنع بها؟ فقال: أقتل بها قتلة إخوتي، فقيل له: إنك لأحمق، فقال: يا يؤمنك من أحمق في يده سكين، فأرسلها مثلا، ثم إنه مر بنسوة من قومه يصلحن امرأة يردن أن يهدينها لبعض قتلة إخوته فكشف ثوبه عن استه وغطى به رأسه، فقيل له: ما تصنع؟ فقال: البس لكل حالة لبوسها ... إما نعيمها وإما بوسها |
|
26-06-2018, 01:15 PM | #255 |
| وقولهم: " الصيف ضيعت اللبن " قال الأصمعي: معناه تركت الشيء في وقته، وقال غيره: تركت الشيء وهو ممكن، وقال أبو عبيدة: أول من قاله عمرو بن عدس، وكان قد تزوج دختنوس بعد ما كبر، فكان ذات يوم نائما في حجرها فجحف وسال لعابه فتأففته فانتبه وهي تتأفف منه، فقال: أتحبين أن أطلقك؟ قالت: نعم، فطلقها، وتزوجها فتى ضرير حسن الوجه، ففجأتهم ذات يوم غارة والفتى نائم فجاءت دختنوس فأنبهته وقالت له: الخيل، فجعل يقول: الخيل الخيل، من الخوف حتى مات فرقا وسبيت دختنوس فبلغ عمرو الخبير فركب ولحقهم وقاتل حتى استنقذ جميع ما أخذوا واستنقذها فوضعها قدامه على السرج وردها إلى أهلها، ثم اصابتهم سنة فبعث إليه تقول: نحتاج اللبن فبعث إليها بلقحة وقال: الصيف ضيعت اللبن. وقولهم: " اضطره السيل إلى معطشه " وهو أن رجلا عطش وكان قد أتى واديا له غور وماء شديد الجرية، فبقي في أصل شجرة لا يقدر أن ينزل فيأخذ به الماء، ولم يجد ماء فمات عطشا: يضرب لمن ألقاه الخير الذي كان فيه إلى الشر. وقولهم: إن الحماة أولعت بالكنة ... وأولعت كنتها بالظنة الحماة: أم الزوج، والكنة: امرأة الابن والأخ، والظنة: التهمة، وبين الحماة والكنة عداوة مستحكمة: يضرب بها المثل في الشر يقع بين قوم هم أهل لذلك. وقولهم: " إن لله جنودا منها العسل " قاله معاوية: لما بلغه أن الأشتر سقى عسلا فيه سم فمات: يضرب عند الشماتة بمصاب العدو. وقولهم: " إن الهوى ليميل باست الراكب " أي من هوى شيئا مال نحوه قبيحا أو جميلا، كما قيل. وما زرتكم عمدا ولكن ذا الهوى ... إلى حيث يهوى القلب تهوى به الرجل وقولهم: " إن الجواد قد يعثر " : يضرب لمن يكون الغالب عليه فعل الجميل ثم تكون منه الزلة وقولهم: " إن الشفيق بسوء ظن مولع " : يضرب للمعنى بشأن صاحبه لأنه لا يكاد يظن به غير وقوع الحوادث كظنون الوالدات بالأولاد. وقولهم: " إن خصلتين خيرهما الكذب لخصلتا سوء " : يضرب للرجل يعتذر من شيء فعله بالكذب. وقولهم: " أحاديث طسم وأحلامها " : يضرب لمن يخبرك بما لا أصل له. وقولهم: " أحشفا وسوء كيلة " : يضرب لمن يجمع بين خصلتين مكروهتين. وقولهم: " الحق أبلج، والباطل لجلج " : معناه أن الحق واضح بين والباطل يتلجلج فيه أي يتردد فلا يجد صاحبه مخرجا. وقولهم: " الحزم سوء الظن بالناس " : هذا المثل قاله أكثم بن صيفي. وقولهم: " اختلط الخاثر بالزباد " . الخاثر: ما خثر من اللبن، والزباد: الزبد: يضرب للقوم يقعون في التخليط من أمرهم. وقولهم: " أخطأت استه الحفرة " : يضرب لمن رام شيئا فلم ينله. وقولهم: " ادع إلى طعانك، من تدعوه إلى جفانك " إي استعمل في حوائجك من تخصه بمعروفك. وقولهم: " أروغانا يا ثعال، وقد علقت بالحبال " ثعالة: يضرب لمن يراوغ وقد وجب عليه الحق. وقولهم: " إرم فقد أفقته مريشا " يقال: أفقت السهم إذا وضعت فوقه في الوتر: يضرب لمن تمكن من طلبته. وقولهم: " أضرطا وأنت الأعلى " قاله سليك بن سلكة السعدي، وذلك أنه بينا هو نائم إذ جثم عليه رجل من الليل وقال: استأسر فقال له سليك: الليل طويل وأنت مقمر، فأرسلها مثلا: ثم ضمه سليك بيديه ضمة أضرطته، فقال له: أضرطا وأنت الأعلى فأرسلها مثلا: يضرب لمن يشكو في غير موضع الشكوى. وقولهم: " أضللت من عشر ثمانيا " يضرب لمن يفسد أكثر ما يليه من الأمر. وقولهم: " أعط أخاك تمرة، فإن أبي فجمرة " : يضرب لمن يختار الهوان على الكرامة. وقولهم: " أكذب النفس إذا حدثتها " معناه لا تحدث نفسك بأنك لا تظفر، فإن ذلك يثبطك. قال لبيد: أكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزرى بالأمل وقولهم: " أكبرا وإمعارا " أي أتجمع بين الكبر والفقر. وقولهم: " أمكرا وأنت في الحديد " هذا المثل قاله عبد الملك بن مروان لعمرو. ابن سعيد لما قبض عليه وكبله، فقال: يا أمير المؤمنين، إن رأيت أن لا تفضحني بأن تخرجني للناس فتقتلني بحضرتهم فافعل، وإنما أراد عمرو بهذه المقالة أن يخالفه عبد الملك فيخرجه فيمنعه منه أصحابه، فقال: أنا أمية! أمكرا وأنت في الحديد: يضرب لمن أراد أن يمكر وهو مقهور. وقولهم: " أهون هالك عجوز في هام سنة " : يضرب للشيء يستخف به وبهلاكه. قال الشاعر: |
|
26-06-2018, 01:16 PM | #256 |
| وأهون مفقود إذا الموت نابه ... على المرء من أصحابه من تقنعا وقولهم: " أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل " أصله أن رجلا من العرب أغير على إبله فأخذت، فلما تواروا صعد أكمة وجعل يسبهم ثم رجع إلى قومه فسألوه عن إبله، فقال هذا المثل. ويقال: إن أول من قاله كعب بن زهير بن أبي سلمى، وذلك أن الحارث بن ورقاء الصيداوي أغار على بني عبد الله بن غطفان واستاق إبل زهير وراعيه، فقال زهير في ذلك قصيدته التي أولها بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ... وزودوك اشتياقا أية سلكوا وبعث بها إلى الحارث فلم يرد الإبل، فهجاه، فقال كعب ابنه: أوسعتهم سبا وأودوا بالإبل، فذهبت مثلا: يضرب لمن لم يكن عنده إلا الكلام. وقولهم: " أوردها سعد وسعد مشتمل " : هو سعد بن زيد مناة أخو مالك الذي يقال فيه: إنك ابل من مالك، وذلك أن مالكا تروج بامرأة وبني بها فأورد الإبل أخوه سعد ولم يحسن القيام عليها والرفق بها، فقال مالك أوردها سعد وسعد مشتمل ... ما هكذا تورد يا سعد الإبل فضرب مثلا لمن قصر في طلب الأمر. وقولهم: " إن الشقي وافد البراجم " قاله عمرو بن هند الملك. وذلك أن سويد بن ربيعة التميمي قتل أخاه سعد بن هند وهرب فنذر عمرو ليقتلن بأخيه مائة من بني تميم، فسار إليهم بجمعه فلقيهم الخبر فتفرقوا في نواحي بلادهم فلم يجد إلا عجوزا كبيرة وهي حمراء بنت ضمرة، فلما نظر إليها قال: إني لأحسبك أعجمية، قالت: لا والذي أسأله أن يخفض جناحك، ويهد عمادك، ويضع وسادك، ويسلبك بلادك ما أنا بأعجمية، قال: فمن أنت؟ قالت: أنا بنت ضمرة بن جابر، ساد معدا كابرا عن كابر، وأنا أخت ضمرة بن ضمرة، قال: فمن زوجك؟ قالت: هوذة ابن جرول، قال: وأين هو الآن؟ أما تعرفين مكانه؟ قالت: لو كنت أعلم مكانه حال بيني وبينك، فقال عمرو: أما والله لولا أني أخاف أن تلدي مثل أبيك وأخيك وزوجك لاستبقيتك، فقالت: والله ما أدركت ثارا، ولا محوت عارا، مع كلام كثير كلمته به فأمر بإحراقها، فلما نظرت إلى النار، قالت: ألا فتى مكان عجوز! فذهبت مثلا، ثم مكثت ساعة فلم يفدها أحد، فقالت: هيهات صارت الفتيان حمما، فذهبت مثلا ثم ألقيت في النار ولبث عمرو عامة يومه لا يقدر على أحد، حتى إذا كان آخر النهار أقبل راكب يسمى عمارا توضع به راحلته حتى أناخ إليه، فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا رجل من البراجم، قال: فما جاء بك إلينا؟ قال: سطع الدخان وكنت طويت منذ أيام وظننته طعاما، فقال عمرو: إن الشقي وافد البراجم، فذهبت مثلا وأمر به فألقى في النار، قيل: إنه أحرق مائة من بني تميم: تسعة وتسعين من بني دارم، وواحدا من البراجم. وقال بعضهم: ما بلغنا أنه أصاب من بني تميم غير وافد البراجم وإنما أحرق النساء والصبيان، قال جرير وأخزاكم عمرو كما قد خزيتم ... وأدرك عمارا شقي البراجم ولذلك عيرت بنو تميم بحب الطعام، قال الشاعر: إذا ما مات ميت من تميم ... وسرك أن يعيش فجيء بزاد بخبز أو بلحم أو بتمر ... أو الشيء الملفف في البجاد تراه ينقب الآفاق حولا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد وهذا المثل يضرب لمن يوقع نفسه في هلكة طمعا. حرف الباء تقول العرب: " بلغ السيل الزبى " هي جمع زبية وهي حفرة تحفر للأسد إذا أرادوا صيده لا يعلوها الماء فإذا بلغها السيل كان مجحفا: يضرب لمن جاوز الحد. وقولهم: " بين العصا ولحائها " اللحاء: القشر: يضرب للمتخاللين المتفقين، ويروى: لا مدخل بين العصا ولحائها. وقولهم: " بينهم داء الضرائر " هي جمع ضرة يضرب للعداوة إذا رسخت بين قوم. وقولهم: " بينهم عطر منشم " قال الأصمعي: منشم كانت عطارة بمكة وكانت خزاعة وجرهم إذا أرادوا القتال تطيبوا من طيبها فإذا فعلوا ذلك كثرت بينهم القتلى فكان يقال: أشأم من عطر منشم: يضرب في الشر العظيم، وفيه يقول زهير تداركتما عبسا وذبيان بعد ما ... تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم وقولهم: " به داء ظبي " : أي أنه لا داء به كما أن الطبي لا داء به، وقيل: ربما يكون بالظبي داء لا يعرف مكانه معناه أن به داء لا يعرف. |
|
26-06-2018, 01:17 PM | #257 |
| وقولهم: " بلغت الدماء الثنن " الثنة، الشعرات التي في مؤخر رسغ الدابة: يضرب عند بلوغ الشر النهاية. وقولهم: " برح الخفاء " أي زال من قولهم ما برح، والمعنى زال الشر فوضح الأمر، ويقال: الخفاء المتطاطىء من الأرض، والبراح المرتفع أي صار الخفاء براحا. وقولهم: " بنان كف ليس فيها ساعد " يضرب لمن له همة ولا مقدرة له على ما في نفسه. وقولهم: " بات فلان يشوي القراح " يعني الماء الخالص لا يخالطه شيء: يضرب لمن ساءت حاله، وفقد ماله بحيث يشوي الماء شهوة للطبيخ. وقولهم: " بخ بخ ساق بخلخال " هي كلمة يقولها المتعجب من حسن الشيء وكماله. وأول من قال ذلك الورثة بنت ثعلبة، وذلك أن ذهل بن شيبان كان زوج الورثة وكانت لا تترك له امرأة، إلا ضربتها فتزوج رقاش بنت عمرو بن عثمان من بني ثعلبة، فخرجت رقاش يوما وعليها خلخالان، فقالت الورثة ذلك، فذهبت مثلا. حرف التاء وقولهم: " ترك الظبي ظله " أي كناسه الذي يستظل به: يضرب لمن نفر من شيء فتركه تركا لا يعود له. وقولهم: " تركته على مثل ليلة الصدر " وهي ليلة ينفر الناس من منى فلا يبقى منهم أحد. وقولهم: " تركته أنقى من الراحة " أي على حال لا خير فيه كما لا شعر على الراحة: يضرب في اصطلام الدهر. وقولهم: " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها " : أي لا تكون ظنرا وإن آذاها الجوع. أول من قاله الحارث بن سليل الأسدي وكان حليفا لعلقمة بن حصفة الطائي فزاره فنظر إلى ابنته الزباء وكانت من أجمل أهل دهرها، فقال: أتيتك خاطبا وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب، فقال له علقمة: أنت كفء كريم يقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر في أمرك، ثم انكفأ إلى أمها، فقال: إن الحارث سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب إلينا الزباء فلا ينصرفن إلا بحاجته، فقالت المرأة لابنتها: أي الرجال أحب إليك الكهل الجحجاح، الواصل المناح، أم الفتى الوضاح؟ قالت: بل الفتى الوضاح، فقالت: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك، وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السن، الكثير المن، قالت يا أماه: إن الفتاة تحب الفتى، كحب الرعاء أنيق الكلا، قالت: أي بنيه! إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، قالت: إن الشيخ يبلي شبابي، ويدنس ثيابي، ويشمت بي أترابي، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحارث على مائة وخمسين من الإبل وخادم والف درهم، فابتنى بها، ثم رحل بها إلى قومه فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه وهي إلى جانبه، إذ أقبل شباب من بني أسد يعتلجون فتنفست الصعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء، فقال: ما ببكيك؟ قالت: مالي وللشيوخ، الناهضين كالفروخ، فقال لها: ثكلتك أمك! تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، ثم قال لها: وأبيك، لرب غارة شهدتها، وسبية أردفتها، وخمرة شربتها، فالحقي بأهلك فلا حاجة لي فيك، وهذا المثل يضرب في صيانة الرجل نفسه عن خسيس المكاسب. وقولهم: " تحبشأ لقمان من غير شبع " : يضرب لمن يدعي ما ليس يملك. وقولهم: " تخبر عن مجهوله مرآته " : أي منظره يخبر عن مخبره. وقولهم: " تشكو إلى غير مصمت " : أي إلى من لم يهتم بشأنك. قال الشاعر إنك لا تشكو إلى مصمت ... فاصبر على الحمل الثقيل أومت وقولهم: " تجاوز الروض إلى القاع القرق " : يضرب لمن يعدل بحاجته من الكريم إلى اللئيم، والقرق: " المستوى. وقولهم: " تسمع بالمعيدي خير من أن تراه " ويروى: لا أن تراه: يضرب لمن خبره خير من مرآه، أول من قاله: المنذر بن ماء السماء. وقولهم: " تقطع أعناق الرجال المطامع " : يضرب في ذم الطمع. وقولهم: " تقلدها طوق الحمامة " كناية عن الخصلة القبيحة التي لا تزايله ولا تفارقه. حرف الثاء وقولهم: " ثار حابلهم على نابلهم " الحابل: صاحب الحبالة، والنابل: صاحب النبل أي اختلط أمرهم: يضرب في فساد ذات البين وتأريث الشر في القوم. وقولهم: " ثور كلاب في الرهان أقعد " : هو كلاب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة القيسي كان يحمق، وذلك أنه يحمق، وذلك أنه ارتبط عجل ثور ليسابق عليه، والأقعد من القعيد وهو المتخلف المتباطىء: يضرب لمن يروم ما لا يكون. حرف الجيم |
|
26-06-2018, 01:25 PM | #258 |
| وقولهم: " جرى المذكيات غلاب " المذكية من الخيل التي أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان والغلاب المغالبة: يضرب لمن يوصف بالتبريز على أقرانه في حلبة الفضل، وأول من قاله نذكره إن شاء الله تعالى في حرب داحس والغبراء. وقولهم: " جزاء سنمار " وهو الذي بني الخورنق وتقدم خبره في مباني العرب. وقولهم: " جرحه حيث لا يضع الراقي أنفه " قالته جندلة بنت الحارث، وكانت تحت حنظلة بن مالك وهي عذراء، وكان حنظلة شيخا كبيرا فخرجت في ليلة مطيرة فبصر بها رجل فوثب عليها وافتضها، فصاحت وقالت: لسعت. قيل أين؟ قالت: حيث لا يضع الراقي أنفه: يضرب لمن يقع في أمر لا حيلة له في الخروج منه. وقولهم: " جعجعة ولا أرى طحنا " : يضرب لمن يعد ولا يفي؟ وقولهم: " جرى منه مجرى اللدود " وهو ما يصب في أحد شقي الفم من الدواء، يضرب لمن يبغض ويكره. وقولهم: " جماعة على أقذاء " . معناه اجتماع بالأبدان، وافتراق بالقلوب، وهو بمعنى قوله صلى الله عليه وسلم " هدنة على دخن " : يضرب لمن يضمر أذى ويظهر صفاء. وقولهم: " جار كجار أبي دؤاد " يعنون كعب بن مامة فإنه كان إذا جاوره رجل فإن مات وداه، وإن هلك له بعير أو شاة أخلف عليه، فضربت به العرب المثل في حسن الجوار، قال طرفة إني كفاني من أمر هممت به ... جار كجار الحذاقي الذي اتصفا والحذاقي هو أبو دؤاد. وقولهم: " جدع الحلال أنف الغيرة " قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة زفت فاطمة إلى علي رضي الله عنهما. وقولهم: " جوع كلبك يتبعك " . أول من قال ذلك ملك من ملوك حمير كان جائرا على أهل مملكته يسلبهم ما في أيديهم وإن امرأته سمعت صوت السؤال فقالت: إني لأرحم هؤلاء وإني لأخاف أن يكونوا عليك سباعا، بعدما كانوا لك أتباعا، فقال: جوع كلبك يتبعك، ثم إنه غزا بهم ولم يقسم عليهم شيئا فقالوا لأخ له: قد ترى ما نحن فيه من الجهد ونحن نكره خروج الملك عنكم إلى غيركم فساعدنا على قتل أخيك واجلس مكانه، فوافقهم على ذلك، ثم وثبوا على الملك فقتلوه، فمر به عامر بن جذيمة وهو مقتول، فقال: ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه، فأرسلها مثلا، والمثل يضرب في اللئام وما ينبغي أن يعاملوا به. وقولهم: " جاءتهم عوانا غير بكر " أي مستحكمة غير ضعيفة يريدون حربا أو داهية عظيمة. وقولهم: " جاء بصحيفة المتلمس " إذا جاء بالداهية، وكان من خبر صحيفة المتلمس أن المتلمس وطرفة قدما على عمرو بن المنذر بن امرىء القيس فجعلهما في صحابة قابوس بن المنذر أخيه وأمرهما بلزومه، وكان قابوس شابا يعجبه اللهو، فطال بقاؤهما عنده، فهجا طرفة عمرا بأبيات فبلغته فاستدعاهما فحباهما بحباء وكتب معهما إلى أبي كرب عامله على هجر أن يقتلهما، وقال: قد كتبت لكما بحباء ومعروف، فلما صدرا من عنده، قال المتلمس لطرفة: هل لك في كتابينا، فإن كان فيهما خير مضينا له، وإن كان شرا اتقيناه، فأبي طرفة وقرأ المتلمس كتابه فإذا فيه السوءة فألقاه في الماء وقال لطرفة: ألق كتابك فأبى ومضى بكتابه، قال: ومضى المتلمس حتى لحق بملوك بني جفنة بالشام وسار طرفة بكتابه، فلما انتهى إلى العامل قتله. وقولهم: " جندلتان اصطكتا " : يضرب لقرنين يتصاولان. وقولهم: " جزيته حذو النعل بالنعل " : للمكافأة. وقولهم: " جاءوا على بكرة أبيهم " أي جاءوا جميعا لم يتخلف منهم أحد. وقيل: بل البكرة تأنيث البكر، يصفهم بالقلة أي بحيث تحملهم بكرة أبيهم. وقيل بل البكرة التي يستقي عليها، معناه جاءوا بعضهم يتلو بعضا كدوران البكرة على نسق واحد، وقيل: المراد بالبكرة الطريقة كأنهم جاءوا على طريقة أبيهم، وقال ابن الأعرابي: البكرة: جماعة من الناس أي بأجمعهم. وقولهم: " جاوز الحزام الطبيين " : يضرب في تجاوز الحد. حرف الحاء وقولهم: " حرك لها حوارها تحن " الحوار: ولد الناقة، والجمع القليل أحورة والكثير حوران وحيران، معناه ذكره بعض أشجانه يهج له، قاله عمرو بن العاص لمعاوية حين أراد أن يستنصر أهل الشام، أي أرهم دم عثمان على قميصه. وقولهم: " حلبتها بالساعد الأشد " أي أخذتها بالقوة إذ لم يتأت بالرفق. وقولهم: " حذو القذة بالقذة " أي مثلا بمثل: يضرب في التسوية بين الشيئين، ومثله: حذو النعل بالنعل، وقد تقدم. |
|
26-06-2018, 01:25 PM | #259 |
| وقولهم: " حلب الدهر أشطره " معناه أنه اختبر الدهر شطري خيره وشره فعرف ما فيه. وقولهم: " حسبك من غنى شبع ورى " ، قال امرؤ القيس إذا ما لم تكن إبل فمعزي ... كأن قرون جلتها العصى فتملا بيتنا أقطا وسمنا ... وحسبك من غنى شبع ورى قال أبو عبيدة: يحتمل معنيين أحدهما أعط كل ما كان لك وراء شبعك وريك، والآخر القناعة باليسير. وقولهم: " حسبك من القلادة ما أحاط بالعنق " أي اكتف بالقليل عن الكثير. وقولهم: " حسبك من شر سماعه " أي اكتف بسماعه ولا تعاينه، قال: ويجوز أن يريد يكفيك سماع الشر وإن لم تقدم عليه ولم تنسب إليه، والمثل قالته فاطمة بنت الخرشب من بني أنمار بعض بن بغيض أم الربيع بن زياد، وذلك أن ابنها الربيع كان أخذ من قيس بن زهير بن جذيمة درعا، فتعرض قيس لأم الربيع وهي على راحلتها فأراد أن يذهب بها ليرتهنها بالدرع، فقالت له: أين عزب عنك عقلك يا قيس؟ أترى بني زياد مصالحيك! وقد ذهبت بأمهم يمينا وشمالا وقال الناس ما قالوا وشاءوا، وإن حسبك من شر سماعه، فذهبت كلمتها مثلا تقول: كفى بالمقالة عارا وإن كان باطلا. وقولهم: " حلقت به عنقاء مغرب " : يضرب لما يئس منه، قال الشاعر إذا ما ابن عبد الله خلى مكانه ... فقد حلقت بالجود عنقاء مغرب قال الميداني: والعنقاء طائر عظيم معروف الاسم مجهول الجسم يقال: كان بأرض الرس جبل يقال له: دمخ مصعد في السماء، وكان يأتيه طائر عظيم لها عنق طويلة، وهي من أحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تقع منتصبة وتنقض على الطير فتأكلها، فجاعت يوما وأعوزها الطير فانقضت على صبي فذهبت به فسميت عنقاء مغرب: لأنها تغرب بكل ما تأخذه، ثم انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت، فشكوا ذلك إلى نبيهم: خالد بن صفوان، فقال: اللهم خذها واقطع نسلها وسلط عليها آفة! فأصابتها صاعقة فاحترقت فضربتها العرب مثلا. قال عنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن زيد لقد حلقت بالجود عنقاء كاسر ... كفتخاء دمخ حلقت بالحزور فما إن لها بيض فيعرف بيضها ... ولا شبه طير منجد أو مغور وقولهم: " حتام تكرع ولا تنقع " كرع إذا تناول الماء بفيه من موضعه: يضرب للحريص في جمع الشيء. وقولهم: " حسبك من إنضاجه أن تقتله " : يضرب لطالب الثأر فيقول: لأقتلن فلانا وقومه أجمعين فيقال: لا تعد، حسبك أن تدرك ثأرك وطلبتك: ويضرب لمتجاوز الحد. حرف الخاء قولهم: " خير حالبيك تنطحين " : يضرب لمن يكافىء المحسن بالإساءة، ومثله: خير إناءيك تكفئين. وقولهم: " خامري أم عامر " معناه استترى، وأم عامر: الضبع، يشبه بها الأحمق، ومثله: خامري حضاجر، أتاك ما تحاذر: وهو اسم للذكر والأنثى من الضباع. وقولهم: " خلا لك الجو فبيضي واصفري " قاله طرفة بن العبد، وكان في سفر مع عمه فنصب فخا للقنابر ونثر حبا فلم يصد شيئا، فلما تحملوا رأى القنابر يلقطن الحب الذي نثره لهن، فقال في ذلك يا لك من قنبرة بمعمر ... خلا لك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري ... قد رحل الصياد عنك فابشري ورفع الفخ فما ذا تحذري ... لا بد من صيدك يوما فاصبري يضرب في الحاجة يتمكن منها صاحبها. وقولهم: " خلع الدرع بيد الزوج " المثل لرقاش بنت عمرو بن تغلب بن وائل، وكان زوجها كعب بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة، فقال لها: اخلعي، فقالت: خلع الدرع بيد الزوج. فقال: اخلعيه لأنظر إليك، فقالت: التجرد لغير النكاح مثلة، فذهبت كلمتاها مثلين يضربان في وضع الشيء في غير موضعه. وقولهم خل سبيل من وهى سقاؤه ... ومن هريق بالفلاة ماؤه يضرب لمن كره صحبتك وزهد فيك. وقولهم: " خمر أبي الروقاء ليست تسكر " : يضرب للغني الذي لا فضل له على أحد. حرف الدال قولهم: " دمث لجنبك قبل النوم مضطجعا " أي استعد للنوائب قبل حلولها، والتدميث: التليين. وقولهم: " دع امرءا وما اختار " : يضرب لمن لا يقبل النصح، قال الشاعر: إذا المرء لم يدر ما أمكنه ... ولم يأت من أمره أزينه وأعجبه العجب فاقتاده ... وتاه به التيه فاستحسنه |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأدب , المرة , في , فنون , نهاية |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة لعلهم يتفكرون | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 65 | 24-09-2018 10:41 AM |
العقيدة من مفهوم القران والسنة | تيماء | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 34 | 20-07-2018 09:12 AM |
ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 29-06-2017 02:53 AM |
فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-05-2017 03:24 PM |
مختصر كتاب( طوق الحمامة) | نزيف الماضي | ( همسات الثقافه العامه ) | 12 | 23-03-2015 10:14 AM |