ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:39 PM   #393


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c







سورة العاديات
‎‎‏ التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 11 .
ترتيبها بالمصحف المائة .
نزلت بعد سورة العصر .
بدأت بقسم " والعاديات ضبحا " ولم يذكر فيها لفظ الجلالة .

.قال ابن عاشور:
سميت في المصاحف القيروانية العتيقة والتونسية والمشرقية (سورة العاديات) بدون وَاو، وكذلك في بعض التفاسير فهي تسمية لما ذكر فيها دون حكاية لفظه. وسميت في بعض كتب التفسير (سورة والعاديات) بإثبات الواو.
واختلف فيها فقال ابن مسعود وجابر بن زيد وعطاء والحسن وعكرمة: هي مكية.
وقال أنس بن مالك وابن عباس وقتادة: هي مدنية.
وعدت الرابعة عشرة في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد بناء على أنها مكية نزلت بعد سورة العصر وقبل سورة الكوثر.

سبب نزول السورة :

أخرج البزار وابن أبي حاتم والحاكم عن ابن عباس قال : بعث رسول الله خيلا ولبس شهرا لا يأتيه من خبر فنزلت ( والعاديات ضبحا ) .


محاور السورة
قال البقاعي:
سورة العاديات مقصودها إعلام بأن أكثر الخلق يوم الزلزلة هالك لإيثار الفاني من العز والمال على الباقي عند ذي الجلال، المدلول عليه بالقسم وهو العاديات والمقسم عليه وما عطف عليه، وقد علم أن اسمها أدل شيء على ذلك لما هدى إليه القسم والمقسم عليه.
و معظم مقصود السّورة بيان شرف الغُزاة في سبيل الرّحمن، وذكر كفران الإنسان، والخبر عن اطلاع الملك الدّيّان، على الإِسرار والإِعلان، وذمّ محبّة ما هو فان، والخبر من إِحياءِ الأموات بالأَجساد والأَبدان، وأَمَّه- تعالى- خبير بما للخلق من الطَّاعة والعصيان.
.قال ابن عاشور:
ذكر الواحدي في (أسباب النزول) عن مقاتل وعن غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خيلًا سَرية إلى بني كنانة وَأمر عليها المنذر بن عَمْرو الأنصاري فأسهبتْ أي أمعنت في سهب وهي الأرض الواسعة شهرًا وتأخر خبرهم فأرجف المنافقون وقالوا: قُتِلوا جميعًا، فأخبر الله عنهم بقوله: {والعاديات ضبحًا} (العاديات: 1) الآيات، إعلامًا بأن خيلهم قد فعلتْ جميع ما في تلك الآيات.
وهذا الحديث قال في (الإِتقان) رواه الحاكم وغيره.
وقال ابن كثير: روى أبو بكر البزار هنا حديثًا غريبًا جدًا وساق الحديث قريبًا مما للواحدي.
وأقول غرابة الحديث لا تناكد قبوله وهو مروي عن ثقات إلا أن في سنده حَفص بن جميع وهو ضعيف. فالراجح أن السورة مدنية


من أغراض السورة
ذَمُّ خصَال تفضي بأصحابها إلى الخسران في الآخرة، وهي خصال غالية على المشركين والمنافقين، ويراد تحذير المسلمين منها.
ووعظ الناس بأن وراءهم حسابًا على أعمالهم بعد الموت ليتذكره المؤمن ويهدد به الجاحد. وأُكد ذلك كله بأن افتتح بالقسم، وأدمج في القسم التنويه بخيل الغزاة أو رواحل الحجيج. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة العاديات مكية، وهي تتحدث عن خيل المجاهدين في سبيل الله، حين تغير على الأعداء، فيسمع لها عند عدوها بسرعة صوت شديد، وتقدح بحوافرها الحجارة فيتطأير منها النار، وتثير التراب والغبار.
* وقد بدأت السورة الكريمة، بالقسم بخيل الغزاة- إظهارا لشرفها وفضلها عند الله- على أن الإنسان كفور لنعمة الله تعالى عليه، جحود لآلائه وفيوض نعمائه، وهو معلن لهذا الكفران والجحود، بلسان حاله ومقاله، كما تحدثت عن طبيعة الإنسان وحبه الشديد للمال.
* وختمت السورة الكريمة ببيان أن مرجع الخلائق إلى الله للحساب والجزاء، ولا ينفع في الآخرة مال ولا جاه، وإنما ينفع الأيمان والعمل الصالح.

قال سيد قطب
يجري سياق هذه السورة في لمسات سريعة عنيفة مثيرة ، ينتقل من إحداها إلى الأخرى قفزا وركضا ووثبا ، في خفة وسرعة وانطلاق ، حتى ينتهي إلى آخر فقرة فيها فيستقر عندها اللفظ والظل والموضوع والإيقاع! كما يصل الراكض إلى نهاية المطاف! وتبدأ بمشهد الخيل العادية الضابحة ، القادحة للشرر بحوافرها ، المغيرة مع الصباح ، المثيرة للنقع وهو الغبار ، الداخلة في وسط العدو فجأة تأخذه على غرة ، وتثير في صفوفه الذعر والفرار! يليه مشهد في النفس من الكنود والجحود والأثرة والشح الشديد! ثم يعقبه مشهد لبعثرة القبور وتحصيل ما في الصدور! وفي الختام ينتهي النقع المثار ، وينتهي الكنود والشح ، وتنتهي البعثرة والجمع .. إلى نهايتها جميعا. إلى اللّه.
فتستقر هناك : «إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» ...
والإيقاع الموسيقي فيه خشونة ودمدمة وفرقعة ، تناسب الجو الصاخب المعفر الذي تنشئه القبور المبعثرة ، والصدور المحصل ما فيها بشدة وقوة ، كما تناسب جو الجحود والكنود ، والأثرة والشح الشديد .. فلما أراد لهذا كله إطارا مناسبا ، اختاره من الجو الصاخب المعفر كذلك ، تثيره الخيل العادية في جريها ، الصاخبة بأصواتها ، القادحة بحوافرها ، المغيرة فجاءة مع الصباح ، المثيرة للنقع والغبار ، الداخلة في وسط العدو على غير انتظار ... فكان الإطار من الصورة والصورة من الإطار
«وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ، فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ، فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ، فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ، فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً .. إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ. وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ...»

( يتبع )






ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:42 PM   #394


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c






تابع – سورة العاديات

محاور السورة

يقسم اللّه سبحانه بخيل المعركة ، ويصف حركاتها واحدة واحدة منذ أن تبدأ عدوها وجريها ضابحة بأصواتها المعروفة حين تجري ، قارعة للصخر بحوافرها حتى توري الشرر منها ، مغيرة في الصباح الباكر لمفاجأة العدو ، مثيرة للنقع والغبار. غبار المعركة على غير انتظار. وهي تتوسط صفوف الأعداء على غرة فتوقع بينهم الفوضى والاضطراب! إنها خطوات المعركة على ما يألفه المخاطبون بالقرآن أول مرة ... والقسم بالخيل في هذا الإطار فيه إيحاء قوي بحب هذه الحركة والنشاط لها ، بعد الشعور بقيمتها في ميزان اللّه والتفاته سبحانه إليها؟
وذلك فوق تناسق المشهد مع المشاهد المقسم عليها والمعقب بها كما أسلفنا. أما الذي يقسم اللّه - سبحانه - عليه ، فهو حقيقة في نفس الإنسان ، حين يخوى قلبه من دوافع الإيمان. حقيقة ينبهه القرآن إليها ، ليجند إرادته لكفاحها ، مذ كان اللّه يعلم عمق وشائجها في نفسه ، وثقل وقعها في كيانه :
«إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ. وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ. وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» ..

محاور السورة

إن الإنسان ليجحد نعمة ربه ، وينكر جزيل فضله. ويتمثل كنوده وجحوده في مظاهر شتى تبدو منه أفعالا وأقوالا ، فتقوم عليه مقام الشاهد الذي يقرر هذه الحقيقة. وكأنه يشهد على نفسه بها. أو لعله يشهد على نفسه يوم القيامة بالكنود والجحود : «وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ» .. يوم ينطق بالحق على نفسه حيث لا جدال ولا محال! «وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» فهو شديد الحب لنفسه ، ومن ثم يحب الخير. ولكن كما يتمثله مالا وسلطة ومتاعا بأعراض الحياة الدنيا ...
هذه فطرته. وهذا طبعه. ما لم يخالط الإيمان قلبه. فيغير من تصوراته وقيمه وموازينه واهتماماته. ويحيل كنوده وجحوده اعترافا بفضل اللّه وشكرانا. كما يبدل أثرته وشحه إيثارا ورحمة. ويريه القيم الحقيقية التي تستحق الحرص والتنافس والكد والكدح. وهي قيم أعلى من المال والسلطة والمتاع الحيواني بأعراض الحياة الدنيا ..
إن الإنسان - بغير إيمان - حقير صغير. حقير المطامع ، صغير الاهتمامات. ومهما كبرت أطماعه. واشتد طموحه ، وتعالت أهدافه ، فإنه يظل مرتكسا في حمأة الأرض ، مقيدا بحدود العمر ، سجينا في سجن الذات ..
لا يطلقه ولا يرفعه إلا الاتصال بعالم أكبر من الأرض ، وأبعد من الحياة الدنيا ، وأعظم من الذات .. عالم يصدر عن اللّه الأزلي ، ويعود إلى اللّه الأبدي ، وتتصل فيه الدنيا بالآخرة إلى غير انتهاء ..

ومن ثم تجيء اللفتة الأخيرة في السورة لعلاج الكنود والجحود والأثرة والشح ، لتحطيم قيد النفس وإطلاقها منه. مع عرض مشهد البعث والحشر في صورة تنسي حب الخير ، وتوقظ من غفلة البطر :
«أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي الْقُبُورِ ، وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ؟» ..
وهو مشهد عنيف مثير. بعثرة لما في القبور. بعثرة بهذا اللفظ العنيف المثير. وتحصيل لأسرار الصدور التي ضنت بها وخبأتها بعيدا عن العيون. تحصيل بهذا اللفظ العنيف القاسي .. فالجو كله عنف وشدة وتعفير! أفلا يعلم إذا كان هذا؟ ولا يذكر ماذا يعلم؟ لأن علمه بهذا وحده يكفي لهز المشاعر. ثم ليدع النفس تبحث عن الجواب ، وترود كل مراد ، وتتصور كل ما يمكن أن يصاحب هذه الحركات العنيفة من آثار وعواقب! ويختم هذه الحركات الثائرة باستقرار ينتهي إليه كل شي ء ، وكل أمر ، وكل مصير :
«إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ» ..
فالمرجع إلى ربهم. وإنه لخبير بهم «يَوْمَئِذٍ» وبأحوالهم وأسرارهم .. واللّه خبير بهم في كل وقت وفي كل حال. ولكن لهذه الخبرة «يَوْمَئِذٍ» آثار هي التي تثير انتباههم لها في هذا المقام ... إنها خبرة وراءها عاقبة. خبرة وراءها حساب وجزاء. وهذا المعنى الضمني هو الذي يلوح به في هذا المقام! إن السورة مشوار واحد لاهث صاخب ثائر .. حتى ينتهي إلى هذا القرار .. معنى ولفظا وإيقاعا ، على طريقة القرآن!

قال محمد الغزالي:
الجهاد يحرس العقيدة، ويحمى الحقيقة، ويصون البلاد والحرمات. إن الباطل يمتد في أي فراغ أمامه، وإذا وجد مقاومة ضعيفة اجتاحها وبلغ غرضه. وقد رأيت الخنا يفرض تقاليده على الشعوب لأنه يستند إلى سلطات قوية، ورأيت الشرف يذوب أمامه ويزول. وكثيرا ما أتذكر قول الفتية أصحاب الكهف، بعضهم للبعض الآخر {إنهم إن يظهروا عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في ملتهم ولن تفلحوا إذا أبدا}. من أجل ذلك أقسم الله بأدوات الجهاد {والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا إن الإنسان لربه لكنود}. عندما تعدو الخيل بفرسانها، وأنفاسها تضطرم في صدورها، وسنابكها تقدح الشرر من شدة جريها، ورجالها يستقبلون الموت هجوما أو دفاعا، عندئذ يعلم المبطلون فداحة ما فعلوا، ويدفعون ثمنه من دمائهم.. أحيانا تكون نيران الجهاد كالسوائل المبيدة للحشرات، تحمى الزرع والضرع. وقديما قال حماة الأعراض: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم والحق في عصرنا يحتاج إلى خيالة ورجالة يذودون عنه، ويستبقون على الأيام معالمه! فإن هناك أهل كنود وجماح يسرقون العقائد والفضائل، ويريدون فرض الزور والظلم على الناس {إن الإنسان لربه لكنود وإنه على ذلك لشهيد}. وما أظن الآخرة جحدت في عصر كما جحدت في عصرنا، ولا الدنيا عبدت في أيام كما عبدت في أيامنا {أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير}.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة العاديات فِيهَا حديثان:
الحَدِيث الأول:
قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «مَا لم يكن نقع وَلَا لقلقَة».
قلت غَرِيب مَرْفُوعا وَلم أَجِدهُ إِلَّا من قول عمر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي الْجَنَائِز أَنا معمر عَن الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل قال قيل لعمر إِن نسْوَة من بني الْمُغيرَة قد اجْتَمعْنَ فِي دَار خَالِد بن الْوَلِيد يبْكين عَلَيْهِ وَإِنَّا نكره أَن يؤذينك فَلَو نَهَيْتُهُنَّ فَقال عمر مَا عَلَيْهِنَّ أَن يُهْرِقَن من دُمُوعهنَّ عَلَى أبي سُلَيْمَان سجلا أَو سَجْلَيْنِ مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة. انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل خَالِد بن الْوَلِيد وَزَاد فِيهِ النَّقْع اللَّطْم وَاللَّقْلَقَة الصُّرَاخ انتهى وَسكت عَنهُ وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه قال النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة بِسَنَد صَحِيح.
وَذكره البُخَارِيّ فِي صَحِيحه تَعْلِيقا فِي بَاب الْجَنَائِز فَقال بَاب مَا يكره من النِّيَاحَة عَلَى الْمَيِّت وَقال عمر دَعْهُنَّ يبْكين عَلَى أبي سُلَيْمَان مَا لم يكن نقع أَو لقلقَة قال وَالنَّقْع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انتهى.
قلت وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ حَدثنِي جرير عَن مَنْصُور عَن أبي وَائِل بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث لَهُ عَن أبي مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش بِهِ.
قال أَبُو عبيد وَالنَّقْع عندنَا رفع الصَّوْت وَهُوَ قول أَكثر أهل الْعلم وَقال بَعضهم هُوَ رفع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس وَقال آخَرُونَ هُوَ شقّ الْجُيُوب قال وَأما اللَّقْلَقَة فَهِيَ شدَّة الصَّوْت وَلم أسمع فِيهِ خلافًا انتهى.
وَقال إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ قال الْأَصْمَعِي النَّقْع الصياح وَقال أَبُو سَلمَة هُوَ وضع التُّرَاب عَلَى الرَّأْس انتهى.
وَالْمُصَنّف رَحِمَهُ اللَّهُ احْتج بِالْحديث علي أَن النَّقْع الصياح وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات فِي تَرْجَمَة خَالِد بن الْوَلِيد اُخْبُرْنَا وَكِيع ثَنَا الْأَعْمَش بِهِ بِلَفْظ عبد الرَّزَّاق وَزَاد قال وَكِيع قال وَالنَّقْع الشق وَاللَّقْلَقَة الصَّوْت انتهى.
قوله:
عَن ابْن عَبَّاس قال كنت جَالِسا فِي الْحجر فجَاء رجل فَسَأَلَنِي عَن {وَالْعَادِيات ضَبْحًا} قال ففسرتها بِالْخَيْلِ فَذهب إِلَى على وَهُوَ تَحت سِقَايَة زَمْزَم فَسَأَلَهُ وَذكر لَهُ مَا قلت فَقال ادْعُه لي فَلَمَّا وقفت عَلَى رَأسه قال تُفْتِي النَّاس بِمَا لَا علم لَك بِهِ وَالله إِن كَانَت لأوّل غَزْوَة فِي الْإِسْلَام بدر وَمَا مَعنا إِلَّا فرسَان فرس للزُّبَيْرِ وَفرس لِلْمِقْدَادِ إِنَّمَا العاديات ضَبْحًا الْإِبِل من عَرَفَة إِلَى مُزْدَلِفَة وَمن مُزْدَلِفَة إِلَى منى.
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْجِهَاد من طَرِيق ابْن وهب ثني أَبُو صَخْر عَن أبي مُعَاوِيَة البَجلِيّ عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال بَيْنَمَا أَنا فِي الْحجر جَالس... إِلَى آخِره سَوَاء وَقال صَحِيح عَلَى شَرط الشَّيْخَيْنِ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره فَقال لم يحْتَج البُخَارِيّ بِأبي صَخْر وَأما مُعَاوِيَة البَجلِيّ فَلَا ذكر لَهُ فِي الْكتب السِّتَّة انتهى وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثاني:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ العاديات أعطي من الْأجر عشر حَسَنَات بِعَدَد منبَات فِي الْمزْدَلِفَة وَشهد جمعا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث عبد الله بن روح ثَنَا شَبابَة بن سوار بِسَنَدِهِ فِي سُورَة الْقدر.
وَبِهَذَا الْمَتْن رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.

( يتبع – سورة القارعة )



ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:49 PM   #395


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c







سورة القارعة

التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 11 .
ترتيبها بالمصحف الأولى بعد المائة .
نزلت بعد سورة قريش .
بدأت بأحد أسماء يوم القيامة " القارعة * ما القارعة " لم يذكر فيها لفظ الجلالة .

سبب التسمية
‎ ‎‏ ‏سُميت ‏بالقَارِعَةِ ‏‏ ‏‏؛ ‏لأنهَا ‏تَقْرَعُ ‏القُلُوبَ ‏وَالأَسْمَاعَ ‏بِهَوْلـِهـَا

قال ابن عاشور:
اتفقت المصاحف وكتب التفسير وكتب السنة على تسمية هذه السورة (سورة القارعة) ولم يُروَ شيء في تسميتها من كلام الصحابة والتابعين.
واتُّفق على أنها مكية.
وعدت الثلاثين في عِداد نزول السور نزلت بعد سورة قريش وقبل سورة القيامة.
وآيها عشر في عد أهل المدينة وأهللِ مكة، وثمانٌ في عد أهل الشام والبصرة، وإحدى عشرة في عد أهل الكوفة.





محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ القِيَامَةِ وَأَهْوَالِهَا ، وَالآخِرَةِ وَشَدَائِدِهَا ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنْ أَحْدَاثٍ وَأَهْوَالٍ عِظَامٍ ؛ كَخُرُوجِ النَّاسِ مِنَ القُبُورِ ، وَانْتِشَارِهِمْ في ذَلِكَ اليَوْمِ الرَّهِيبِ كَالفَرَاشِ المُتَطَايِرِ ، المُنْتَشِرِ هُنَا وَهُنَاكَ ، يَجِيئُونَ وَيَذْهَبُونَ عَلَى غَيْرِ نِظَامٍ مِنْ شِدَّةِ حِيرَتـِهِمْ وَفَزَعِهِمْ
.قال البقاعي:
سورة القارعة مقصودها إيضاح يوم الدين بتصوير ثواني أحواله في مبدئه ومآله، وتقسيم الناس فيه إلى ناج وهالك، واسمها القارعة واضح في ذلك.
ومعظم مقصود السّورة بيان هيبة العَرَصات، وتأْثيرها في الجمادات والحيوانات، وذكر وَزن الحسنات والسّيئات، وشرح عيش أَهل الدرجات وبيان حال أَصحاب الدّركات في قوله: {نَارٌ حَامِيَةٌ}.

قال ابن عاشور:
أغراضها:
ذُكر فيها إثبات وقوع البعث وما يسبق ذلك من الأهوال.
وإثباتُ الجزاء على الأعمال وأن أهل الأعمال الصالحة المعتبرة عند الله في نعيم، وأهل الأعمال السيئة التي لا وزن لها عند الله في قعر الجحيم. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة القارعة مكية، وهي تتحدث عن القيامة وأهوالها، والآخرة وشدائدها، وما يكون فيها من أحداث وأهوال عظام، كخروج الناس من القبور، وانتشارهم في ذلك اليوم الرهيب، كالفراش المتطاير، المنتشر هنا وهناك، يجيئون ويذهبون على غير نظام، من شدة حيرتهم وفزعهم في ذلك اليوم العصيب.
* كما تحدثت عن نسف الجبال وتطايرها، حتى تصبح كالصوف المنبث المتطاير في الهواء، بعد أن كانت صلبة راسخة فوق الأرض، وقد قرنت بين الناس والجبال، تنبيها على تأثير تلك القارعة في الجبال، حتى صارت كالصوف المندوف، فكيف يكون حال البشر في ذلك اليوم العصيب؟
*وختمت السورة الكريمة بذكر الموازين التي توزن بها أعمال الناس، وإنقسام الخلق إلى سعداء وأشقياء، حسب ثقل الموازين وخفتها، وسميت السورة الكريمة بالقارعة، لأنها تقرع القلوب والأسماع بهولها وشدائدها.

قال سيد قطب
القارعة : القيامة. كالطامة ، والصاخة ، والحاقة ، والغاشية. والقارعة توحي بالقرع واللطم ، فهي تقرع القلوب بهولها.
والسورة كلها عن هذه القارعة. حقيقتها. وما يقع فيها. وما تنتهي إليه .. فهي تعرض مشهدا من مشاهد القيامة.
والمشهد المعروض هنا مشهد هول تتناول آثاره الناس والجبال. فيبدو الناس في ظله صغارا ضئالا على كثرتهم :
فهم «كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ» مستطارون مستخفون في حيرة الفراش الذي يتهافت على الهلاك ، وهو لا يملك لنفسه وجهة ، ولا يعرف له هدفا! وتبدو الجبال التي كانت ثابتة راسخة كالصوف المنفوش تتقاذفه الرياح وتعبث به حتى الأنسام! فمن تناسق التصوير أن تسمى القيامة بالقارعة ، فيتسق الظل الذي يلقيه اللفظ ، والجرس الذي تشترك فيه حروفه كلها ، مع آثار القارعة في الناس والجبال سواء! وتلقي إيحاءها للقلب والمشاعر ، تمهيدا لما ينتهي إليه المشهد من حساب وجزاء! «الْقارِعَةُ. مَا الْقارِعَةُ؟ وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ؟» ..
لقد بدأ بإلقاء الكلمة مفردة كأنها قذيفة : «الْقارِعَةُ» بلا خبر ولا صفة. لتلقي بظلها وجرسها الإيحاء المدوي المرهوب! ثم أعقبها سؤال التهويل : «مَا الْقارِعَةُ؟» .. فهي الأمر المستهول الغامض الذي يثير الدهش والتساؤل!
ثم أجاب بسؤال التجهيل : «وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ؟» .. فهي أكبر من أن يحيط بها الإدراك ، وأن يلم بها التصور! ثم الإجابة بما يكون فيها ، لا بماهيتها. فماهيتها فوق الإدراك والتصور كما أسلفنا :
«يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ ، وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ» ..

هذا هو المشهد الأول للقارعة. مشهد تطير له القلوب شعاعا ، وترجف منه الأوصال ارتجافا. ويحس السامع كأن كل شيء يتشبث به في الأرض قد طار حوله هباء! ثم تجيء الخاتمة للناس جميعا :
«فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ. وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ؟ نارٌ حامِيَةٌ!».
وثقل الموازين وخفتها تفيدنا : قيما لها عند اللّه اعتبار ، وقيما ليس لها عنده اعتبار. وهذا ما يلقيه التعبير بجملته ، وهذا - واللّه أعلم - ما يريده اللّه بكلماته. فالدخول في جدل عقلي ولفظي حول هذه التعبيرات هو جفاء للحس القرآني ، وعبث ينشئه الفراغ من الاهتمام الحقيقي بالقرآن والإسلام! «فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ» في اعتبار اللّه وتقويمه «فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ» .. ويدعها مجملة بلا تفصيل ، توقع في الحس ظلال الرضى وهو أروح النعيم.
«وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ» في اعتبار اللّه وتقويمه «فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ» .. والأم هي مرجع الطفل وملاذه. فمرجع القوم وملاذهم يومئذ هو الهاوية! وفي التعبير أناقة ظاهرة ، وتنسيق خاص. وفيه كذلك غموض يمهد لإيضاح بعده يزيد في عمق الأثر المقصود :
«وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ؟» ..
سؤال التجهيل والتهويل المعهود في القرآن ، لإخراج الأمر عن حدود التصور وحيز الإدراك! ثم يجيء الجواب كنبرة الختام :
«نارٌ حامِيَةٌ» ..
هذه هي أم الذي خفت موازينه! أمه التي يفيء إليها ويأوي! والأم عندها الأمن والراحة. فماذا هو واجد عند أمه هذه .. الهاوية .. النار .. الحامية!! إنها مفاجأة تعبيرية تمثل الحقيقة القاسية!
قال محمد الغزالي:
قبيل قيام الساعة، والناس في بيوتهم أو أعمالهم، ينطلق صوت مرهب، يفزع له اليقظان ويستيقظ له الهاجع ويشعر الكل بالخطر المحدق: {واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج}. هل هو قرع أجراس أو قرع طبول أو هو الصاخة التي تخرق الآذان؟ إنه {القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة يوم يكون الناس كالفراش المبثوث وتكون الجبال كالعهن المنفوش}. إن الجبال فقدت تماسكها، وتساقطت كقطع الصوف المندوف. أما الناس فكأسراب الفراش أو الجراد المنتشر، لا يلوى أحد على أحد، كل امرئ يبحث عن مستقبله، يريد أن يعرف أين مصيره؟ إنك صنعت مستقبلك في الأيام التي خلت.
{فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية}. والمراد كفة الخير الملأى بحسناته. أما إذا قل خيره وطفح شره {فأمه هاوية} تعبير جريء على عادة العرب الذين يجعلون حال الأم دليلا على حال ابنها في الحزن والسرور، روى أن أعرابيا سمع الآية {واتخذ الله إبراهيم خليلا}. فقال: لقد قرت عين أم إبراهيم!! والهاوية اسم للمكان المنخفض، والمراد هنا جهنم.. لقوله بعد {وما أدراك ما هيه نار حامية}.

( يتبع )



ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:51 PM   #396


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c







تابع – سورة القارعة

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة القارعة فِيهَا حديثان:
قوله:
وَثقل الْمِيزَان رُجْحَانهَا وَمِنْه حَدِيث أبي بكر فِي وَصيته لعمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما.
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي خِلَافه... حَدثنَا وَكِيع عَن إِسْمَاعِيل ابْن أبي خَالِد عَن زبيد بن الْحَارِث أَن أَبَا بكر لما حَضَره الْمَوْت أرسل إِلَى عمر فَلَمَّا أَتَى قال لَهُ إِنِّي مُوصِيك بِوَصِيَّة إِن لله حَقًا فِي الليل لَا يقبله بِالنَّهَارِ وَحقا بِالنَّهَارِ لَا يقبله بِالليل وَإنَّهُ لَيْسَ لِأحدنَا نَافِلَة حَتَّى يُؤَدِّي الْفَرِيضَة إِنَّه إِنَّمَا ثقلت مَوَازِين من ثقلت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْحق فِي الدُّنْيَا وَثقله عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْحق أَن يثقل وَخفت مَوَازِين من خفت مَوَازِينه يَوْم الْقِيَامَة باتبَاعهمْ الْبَاطِل وَخِفته عَلَيْهِم وَحقّ لِمِيزَانٍ لَا يوضع فِيهِ إِلَّا الْبَاطِل أَن يخف ألم تَرَ أَن الله ذكر أهل الْجنَّة بِأحسن أَعْمَالهم حَتَّى يَقول قَائِل من يبلغ عمله عمل هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله تجَاوز عَن أَسْوَأ أَعْمَالهم فَلم يُبْدِهِ لَهُم وَذكر أهل النَّار بِأَسْوَأ أَعْمَالهم حَتَّى يَقول قَائِل أَنا خير عملا من هَؤُلَاءِ وَذَلِكَ أَن الله رد عَلَيْهِم أحسن أَعْمَالهم ألم تَرَ أَن الله أنزل آيَة الشدَّة عِنْد آيَة الرخَاء وَآيَة الرخَاء عِنْد آيَة الشدَّة ليَكُون رَاغِبًا رَاهِبًا لِئَلَّا يلقِي بِيَدِهِ إِلَى التَّهْلُكَة وَلَا يتَمَنَّى عَلَى الله أُمْنِية يتَمَنَّى فِيهَا عَلَى الله غير الْحق انتهى.
وَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي الْحِلْية فِي تَرْجَمَة أبي بكر الصّديق.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره سُورَة الْأَحْقَاف حَدثنَا ابْن حميد ثَنَا جرير عَن لَيْث عَن مُجَاهِد قال دَعَا أَبُو بكر عمر... فَذكره.
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «يهوي فِيهَا يَعْنِي النَّار سبعين خَرِيفًا».
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْأَهْوَال من حَدِيث مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ لَا يرى بهَا بَأْسا فَيهْوِي بهَا فِي النَّار سبعين خَرِيفًا» انتهى وَقال حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.
وَرَوَاهُ أَحْمد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَالْبَزَّار وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي فِي مسانيدهم.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

وَفِيه أَحَادِيث مِنْهَا:
حَدِيث رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه من حَدِيث عبد الله بن دِينَار عَن أبي صَالح عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن أحدكُم ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله مَا يلقِي بهَا بَالا يرفعهُ الله بهَا دَرَجَات وَإِن العَبْد ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله مَا يلقِي بهَا بَالا يهوي بهَا فِي جَهَنَّم».
حَدِيث آخر رَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي صفة جَهَنَّم من حَدِيث الْحسن عَن عتبَة بن غَزوَان أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن الصَّخْرَة الْعَظِيمَة لتلقى من شَفير جَهَنَّم فَتَهْوِي فِيهَا سبعين عَاما وَمَا تُفْضِي إِلَى قرارها» انتهى وَضَعفه فَقال لَا نَعْرِف لِلْحسنِ سَمَاعا من عتبَة بن غَزوَان وَإِنَّمَا قدم عتبَة فِي زمَان عمر وَولد الْحسن لِسنتَيْنِ بَقِيَتَا من خلَافَة عمر انتهى.
وَرَوَاهُ فِي الشَّمَائِل من حَدِيث خَالِد بن عُمَيْر عَن عتبَة بن غَزوَان.
وَرى التِّرْمِذِيّ أَيْضا من حَدِيث أبي الْهَيْثَم عَن الْخُدْرِيّ مَرْفُوعا «ويل وَاد فِي جَهَنَّم يهوي فِيهِ الْكَافِر أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قبل أَن يبلغ قَعْره» انتهى.
حَدِيث آخر رَوَى الْبَزَّار فِي مُسْنده ثَنَا معَاذ بن سهل ثَنَا عُثْمَان بن عبد الله ثَنَا الْحسن بن أبي جَعْفَر عَن عَاصِم عَن أبي وَائِل عَن عبد الله عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ يهوي بهَا فِي النَّار كَذَا وَكَذَا خَرِيفًا» انتهى وَقال لَا نعلمهُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَاد.
وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مجَالد عَن الشّعبِيّ عَن مَسْرُوق عَن ابْن مَسْعُود يرفعهُ «يُؤْتَى بِالْقَاضِي يَوْم الْقِيَامَة فَيُوقف عَلَى شَفير جَهَنَّم فَإِن أمر بِهِ دفع فَيهْوِي فِيهَا سبعين خَرِيفًا».
الحَدِيث الثاني:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة القارعة ثقل الله مِيزَانه يَوْم الْقِيَامَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره فِي آل عمرَان، وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط. اهـ.

( يتبع – سورة التكاثر )


ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:54 PM   #397


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c






سورة التكاثر
‎‎‏ التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 8 .
ترتيبها بالمصحف الثانية بعد المائة .
نزلت بعد سورة الكوثر .
بدأت السورة بفعل ماضي ( ألهاكم ) لم يُذْكَر لفظ الجلالة في السورة .

.قال ابن عاشور:
قال الألوسي: أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن أبي هلال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمونها (المَقْبُرة) اهـ.
وسميت في معظم المصاحف ومعظم التفاسير (سورة التكاثر) وكذلك عنونها الترمذي في (جامعه) وهي كذلك معنونة في بعض المصاحف العتيقة بالقيروان. وسميت في بعض المصاحف (سورة ألهاكم) وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه).

سبب نزول السورة :

أخرج ابن حاتم عن ابن بريدة قال : نزلت في قبيلتين من الأنصار في بني حارثة ، وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما : فيكم مثل فلان وفلان ، فقال الآخرون مثل ذلك ، تفاخروا بالأحياء ، ثم قالوا : انطلقوا بنا إلى القبور فجعلت أحد الطائفتين تقول : فيكم مثل فلان وفلان ، يشيرون إلى القبر ، وتقول الأخرى مثل ذلك ، فأنزل الله ( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر ) .
محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ انْشِغَالِ النَّاسِ بمُغْرِيَاتِ الحَيَاةِ ، وَتَكَالُبـِهِمْ عَلَى جَمْعِ حُطَامِ الدُّنْيَا ، حَتَّى يَقْطَعَ المَوْتُ عَلَيْهِمْ مُتْعَتَهُمْ وَيَأْتـِيهِمْ فَجْأَةً وَبَغْتَةً ، فَيَنْقِلُهُمْ مِنَ القُصُورِ إلى القُبُورِ ، وَقَدْ تَكَرَّرَ في هَذِهِ السُّورَةِ الزَّجْرُ وَالإِنْذَارُ ؛ تَخْوِيفَاً لِلنَّاسِ ، وَتَنْبِيهَاً لَهُمْ عَلَى خَطَئِهِمْ ، باشْتِغَالِهِمْ بالفَانِيَةِ" الدُّنْيَا" عَنِ البَاقِيَةِ" الآخِرَةِ " ( كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ) وَخُتِمَتِ السُّورَةُ الكَرِيمَةُ بِبَيَانِ المَخَاطِرِ وَالأَهْوَالِ الَّتِي سَيَلْقَوْنَهَا في الآخِرَةِ ، وَالَّتِي لاَ يَجُوزُهَا وَلاَ يَنْجُو مِنْهَا إِلاَّ المُؤْمِنُ الَّذِي قَدَّمَ صَالِحَ الأَعْمَالِ
.قال البقاعي:
سورة التكاثر مقصودها التصريح بما أشارت إليه العاديات من أن سبب الهلاك يوم الجمع. الذي صورته القارعة. الجمع للمال، والإخلاد إلى دار الزوال، واسمها واضح الدلالة على ذلك.
و معظم مقصود السّورة ذمّ المُقْبِلين على الدّنيا، والمفتخرين بالمال، وبيان أَنَّ عاقبة الكلّ الموت والزَّوال، (وأن) نصيب الغافلين العقوبة والنكال، وأَعدّ للمتمولين المذلَّة والسّؤال، والحساب والوبال، في قوله: {لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}.

.قال ابن عاشور:
الذي يظهر من معاني السورة وغلظة وعيدها أنها مكية وأن المخاطب بها فريق من المشركين لأن ما ذكر فيها لا يليق بالمسلمين أيامئذ.
وسبب نزولها فيما قاله الواحدي والبغوي عن مقاتل والكلبي والقرطبيُّ عنهما وعن ابن عباس: أن بني عبد مناف وبني سهم من قريش تفاخروا فتعادُّوا السادة والأشراف من أيّهم أكثر عددًا فكثَر بنُو عبد مناف بني سهم، ثم قالوا نعُدُّ موتانا حتى زاروا القبور فعدوا القبور فكثَرهم بنو سهم بثلاثة أبيات لأنهم كانوا أكثر عددًا في الجاهلية.
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بُرَيْدة الجَرميُّ قال: نزلت في قبيلين من الأنصار بني حارثة وبني الحارث تفاخروا وتكاثروا بالأحياء ثم قالوا: انطلِقوا بنا إلى القبور فجعلت إحدى الطائفتين تقول: فيكم مثل فلان، تشير إلى القبرِ، ومثل فلان، وفعل الآخرون مثل ذلك، فأنزل الله: {ألهاكم التكاثر}.
وقد عدت السادسة عشرة في ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة الكوثر وقبل سورة الماعون بناء على أنها مكية.
وعدد آياتها ثمان.




ومن اغراض السورة
اشتملت على التوبيخ على اللهو عن النظر في دلائل القرآن ودعوة الإِسلام بإيثار المال والتكاثر به والتفاخر بالأسلاف وعدم الإِقلاع عن ذلك إلى أن يصيروا في القبور كما صار من كان قبلهم وعلى الوعيد على ذلك.
وحثهم على التدبر فيما ينجيهم من الجحيم.
وأنهم مبعوثون ومسؤولون عن إهمال شكر المنعم العظيم. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة التكاثر مكية، وهي تتحدث عن انشغال الناس بمغريات الحياة، وتكالبهم على جمع حطام الدنيا، حتى يقطع الموت عليهم متعتهم، ويأتيهم فجأة وبغتة، فينقلهم من القصور إلى القبور. الموت يأتي بغتة والقبرصندوق العمل، وقد تكرر في هذه السورة (الزجر والإنذار) تخويفا للناس، وتنبيها لهم على خطئهم، باشتغالهم بالفانية عن البافية {كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون}.
* وختمت السورة الكريمة ببيان المخاطر والأهوال التي سيلقونها في الآخرة، والتي لا يجوزها ولا ينجو منها إلا المؤمن، الذي قدم صالح الأعمال.


قال سيد قطب
هذه السورة ذات إيقاع جليل رهيب عميق وكأنما هي صوت نذير ، قائم على شرف عال. يمد بصوته ويدوي بنبرته. يصيح بنوّم غافلين مخمورين سادرين ، أشرفوا على الهاوية وعيونهم مغمضة ، وحسهم مسحور.
فهو يمد بصوته إلى أعلى وأبعد ما يبلغ :
«أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ. حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ» ..
أيها السادرون المخمورون. أيها اللاهون المتكاثرون بالأموال والأولاد وأعراض الحياة وأنتم مفارقون. أيها المخدوعون بما أنتم فيه عما يليه. أيها التاركون ما تتكاثرون فيه وتتفاخرون إلى حفرة ضيقة لا تكاثر فيها ولا تفاخر .. استيقظوا وانظروا .. فقد «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ».
ثم يقرع قلوبهم بهول ما ينتظرهم هناك بعد زيارة المقابر في إيقاع عميق رزين :
«كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ».
ويكرر هذا الإيقاع بألفاظه وجرسه الرهيب الرصين :
«ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ».
ثم يزيد التوكيد عمقا ورهبة ، وتلويحا بما وراءه من أمر ثقيل ، لا يتبينون حقيقته الهائلة في غمرة الخمار والاستكثار :
«كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ» ..
ثم يكشف عن هذه الحقيقة المطوية الرهيبة :
«لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ» ..
ثم يؤكد هذه الحقيقة ويعمق وقعها الرهيب في القلوب :
«ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ» ..


ثم يلقي بالإيقاع الأخير ، الذي يدع المخمور يفيق ، والغافل يتنبه ، والسادر يتلفت ، والناعم يرتعش ويرتجف مما في يديه من نعيم :
«ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ»! لتسألن عنه من أين نلتموه؟ وفيم أنفقتموه؟ أمن طاعة وفي طاعة؟ أم من معصية وفي معصية؟ أمن حلال وفي حلال؟ أم من حرام وفي حرام؟ هل شكرتم؟ هل أديتم؟ هل شاركتم؟ هل استأثرتم؟
«لَتُسْئَلُنَّ» عما تتكاثرون به وتتفاخرون .. فهو عبء تستخفونه في غمرتكم ولهوكم ولكن وراءه ما وراءه من هم ثقيل! إنها سورة تعبر بذاتها عن ذاتها. وتلقي في الحس ما تلقي بمعناها وإيقاعها. وتدع القلب مثقلا مشغولا بهم الآخرة عن سفساف الحياة الدنيا وصغائر اهتماماتها التي يهش لها الفارغون! إنها تصور الحياة الدنيا كالومضة الخاطفة في الشريط الطويل .. «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ» ..
وتنتهي ومضة الحياة الدنيا وتنطوي صفحتها الصغيرة .. ثم يمتد الزمن بعد ذلك وتمتد الأثقال ويقوم الأداء التعبيري ذاته بهذا الإيحاء. فتتسق الحقيقة مع النسق التعبيري الفريد ..
وما يقرأ الإنسان هذه السورة الجليلة الرهيبة العميقة ، بإيقاعاتها الصاعدة الذاهبة في الفضاء إلى بعيد في مطلعها ، الرصينة الذاهبة إلى القرار العميق في نهايتها .. حتى يشعر بثقل ما على عاتقه من أعقاب هذه الحياة الوامضة التي يحياها على الأرض ، ثم يحمل ما يحمل منها ويمضي به مثقلا في الطريق! ثم ينشئ يحاسب نفسه على الصغير والزهيد!!!

( يتبع )




ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 02:56 PM   #398


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c









تابع – سورة التكاثر

محور مواضيع السورة


قال محمد الغزالي:
{ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر}. الخطاب للمشركين عبدة الأصنام، ويجوز أن يشمل كل عاكف على مآربه من عبيد الدنيا. ونحن عند التأمل في أحوال الناس، نجد من لا تمر الآخرة بباله. قد يسمع بالآخرة سماعا عابرا لا يحمله على ادخار شيء لها، ولا التعزى عن أحزانه بشيء فيها. وليست القصة الانشغال وراء ضرورات العيش. إنها منافسة مع الآخرين في جمع الحطام والظفر بأكبر حظ منه، ولا تنتهى هذه المنافسة إلا مع خمود الأنفاس ومداهمة الموت! وزيارة المقابر.. الحلول بها، والدفن فيها! وسميت زيارة لأن القبر ليس المثوى الأخير، إنه خارج منه بعد حين لاستكمال حسابه {ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}. فالقبر معبر أو برزخ إلى ما وراءه.
{كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون} المعرفة المفاجئة عند معاينة دار الخلود. ثم قال لعبيد الحياة الدنيا {كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم}. لو أنكم صدقتم الرسل، لكان لكم سلوك آخر يقيكم عذاب الجحيم. إن المرء يستطيع أن يقى وجهه النار بشق تمرة! ولكنكم لم تفعلوا فلتلفحكم النار يوم الجزاء {ثم لترونها عين اليقين ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}. في الآخرة يسأل الإنسان عن كل نعمة لم يشكرها بعدما استمتع بها، ويقال للكافرين {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها}. ما جدوى الاستمتاع والمكاثرة؟ استعدوا لعذاب الهون.
{ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون}.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة التكاثر فِيهَا حديثان:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ «أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أكل هُوَ وَأَصْحَابه تَمرا وَشَرِبُوا عَلَيْهِ مَاء فَقال الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين».
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ وَالَّذِي وجدته مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث عمار سَمِعت جَابر بن عبد الله يَقول أكل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم رطبا وَشَرِبُوا مَاء فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «هَذَا من النَّعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ»انتهى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الرَّابِع.
وَلم يروه الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه فِي تفسيريهما إِلَّا كَذَلِك.
وَرَوَى أَبُو دَاوُد فِي سنَنه فِي الْأَطْعِمَة وَالتِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل وَالنَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَالليلة من حَدِيث رَبَاح بن عُبَيْدَة السّلمِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أكل طَعَاما قال الْحَمد لله الَّذِي أطعمنَا وَسَقَانَا وَجَعَلنَا مُسلمين» انتهى.
الحَدِيث الثاني:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ {أَلْهَاكُم التكاثر...} لم يحاسبه الله بالنعيم الَّذِي أنعم عَلَيْهِ فِي دَار الدُّنْيَا وَأعْطِي من الْأجر كَأَنَّمَا قرأ ألف آيَة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم غير مرّة، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الأول فِي آل عمرَان، وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.

( يتبع – سورة العصر )




ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 03:04 PM   #399


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c





سورة العصر
‎‎‏ التعر
يف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 3 .
ترتيبها بالمصحف الثالثة بعد المائة .
نزلت بعد سورة الشرح .
بدأت السورة بقسم " والعصر " . قال عنها السلف " لو تدبرها المسلمين لكفتهم " .

قال ابن عاشور:
ذكر ابن كثير أن الطبراني روى بسنده عن عبيد الله بن حُصَيْن قال: (كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر) إلخ ما سيأتي.
وكذلك تسميتها في مصاحف كثيرة وفي معظم كتب التفسير وكذلك هي في مصحف عتيق بالخط الكوفي من المصاحف القيروانية في القرن الخامس.
وسميت في بعض كتب التفسير وفي (صحيح البخاري) (سورة والعصر) بإثبات الواو على حكاية أول كلمة فيها، أي سورة هذه الكلمة.
وهي مكية في قول الجمهور وإطلاق جمهور المفسرين.
وعن قتادة ومجاهد ومقاتل أنها مدنية. وروي عن ابن عباس ولم يذكرها صاحب (الإِتقان) في عداد السور المختلف فيها.

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ سَعَادَةِ الإِنْسَانِ أَوْ شَقَائـِهِ ، وَنَجَاحِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ أَوْ خُسْرَانـِهِ وَدَمَارِهِ.

.قال البقاعي:
قال الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه: إنها سورة لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لكفتهم، وهو معنى قول غيره: إنها شملت جميع علوم القرآن، مقصودها تفضيل نوع الإنسان المخلوق من علق، وبيان خلاصته وعصارته وهم الحزب الناجي يوم السؤال عن زكاء الأعمال بعد الإشارة إلى أضدادهم، والإعلام بما ينجي من الأعمال والأحوال بترك الفاني والإقبال على الباقي لأنه خلاصة الكون ولباب الوجود، واسمها العصر واضح في ذلك فإن العصر يخلص روح المعصور ويميز صفاوته، ولذلك كان وقت هذا النبي الخاتم الذي هو خلاصة الخلق وقت العصر، وكانت صلاة العصر أفضل الصلوات، وبيان اشتمالها على علوم القرآن تنزيل جملتها على ما قال الغزالي: إن القرآن كالبحر الذي فيه جزائر بها معادن ستة، منها أربعة مهمة: مهمان منها هما ياقوت أفخر فأحمره للعلم بالله، وأخضره لصفاته، وأزرقه لأفعاله، وزمرد أخضر هو العلم باليوم الآخر وما فيه، ومهمان أولهما در أنضر وهو العلم بالعبادات المقربة إليه سبحانه وتعالى، وثانيهما مسك أذفر، وهو العلم بالعبادات التي بها تهيأ العبادات، ومتمان وهما درياق أكبر وهو العلم بإزاحة الشكوك، والشبه والأوهام لأنها سموم ومهلكة للدين، وعنبر أشهب وهو الاعتبار بمن هلك باجتناب ما كان سبب هلاكه، والاقتفاء بمن نجا باتباع ما كان سبب نجاته، فالجملة الأولى للعنبر لأن فيها شم روائح الهالك وضده الناجي، وبدئ بها لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، والجملة الثانية للياقوت بصفاته الثلاث والزمرد، والثالثة للدر والمسك، وهخما عبادات مقصودة، وعادات وسيلة إليها ممدودة، والرابعة للدرياق لأن الشبه والشكوك إنما هي من أوهام عاطلة وخيالات باطلة، والخامسة وسيلة إليها ومتمة لها لأن معرفة ذلك واجتنابه لا يكون إلا ببذل الجهد في الصبر.
ومعظم .مقصود السّورة بيان خسران الكفَّار والفجّار، وذكر سعادة المؤمنين الأَبرار، وشرح حال المسلم الشكور الصبّار، في قوله: {وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ}.

قال ابن عاشور:
عدت الثالثة عشرة في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الانشراح وقبل سورة العاديات. وآيُهَا ثلاث آيات.
وهي إحدى سور ثلاث هُنَّ أقصر السور عَدد آيات: هي، والكوثر وسورة النصر.
أغراضها:
واشتملت على إثبات الخسران الشديد لأهل الشرك ومن كان مثلهم من أهل الكفر بالإِسلام بعد أن بلغت دعوته، وكذلك من تقلد أعمال الباطل التي حذر الإِسلام المسلمين منها.
وعلى إثبات نجاة وفوز الذين آمنوا وعملوا الصالحات والداعين منهم إلى الحق.
وعلى فضيلة الصبر على تزكية النفس ودعوة الحق.
وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذوها شعارًا لهم في ملتقاهم. روى الطبراني بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله بن الحُصين الأنصاري (من التابعين) أنه قال: كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلاّ على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر (أي سلام التفرق وهو سنة أيضًا مثل سلام القُدوم).
وعن الشافعي: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. وفي رواية عنه: لو لم ينزل إلى الناس إلا هي لكفتهم.
وقال غيره: إنها شملت جميع علوم القرآن. وسيأتي بيانه.


.قال الصابوني:
* سورة العصر مكية، وقد جاءت في غاية الإيجاز والبيان، لتوضيح سبب سعادة الإنسان أو شقاوته، ونجاحه في هذه الحياة أو خسرانه ودماره.
* أقسم تعالى بالعصر وهو الزمان الذي ينتهي فيه عمر الإنسان، وما فيه من أصناف العجائب، والعبر الدالة على قدرة الهت وحكمته، على أن جنس الإنسان في خسارة ونقصان، إلا من اتصف بالأوصاف الأربعة وهى (الإيمان) و(العمل الصالح) و(التواصي بالحق) و(الاعتصام بالصبر) وهي أسس الفضيلة، وأساس الدين، ولهذا قال الإمام الشافعي رحمه الله: لو لم ينزل إلها سوى هذه السورة لكفت الناس.




قال سيد قطب
في هذه السورة الصغيرة ذات الآيات الثلاث يتمثل منهج كامل للحياة البشرية كما يريدها الإسلام. وتبرز معالم التصور الإيماني بحقيقته الكبيرة الشاملة في أوضح وأدق صورة. إنها تضع الدستور الإسلامي كله في كلمات قصار. وتصف الأمة المسلمة : حقيقتها ووظيفتها. في آية واحدة هي الآية الثالثة من السورة .. وهذا هو الإعجاز الذي لا يقدر عليه إلا اللّه ..
والحقيقة الضخمة التي تقررها هذه السورة بمجموعها هي هذه :
إنه على امتداد الزمان في جميع الأعصار ، وامتداد الإنسان في جميع الأدهار ، ليس هنالك إلا منهج واحد رابح ، وطريق واحد ناج. هو ذلك المنهج الذي ترسم السورة حدوده ، وهو هذا الطريق الذي تصف السورة معالمه. وكل ما وراء ذلك ضياع وخسار ..
«وَالْعَصْرِ ، إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا ، وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ، وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ».
إنه الإيمان. والعمل الصالح. والتواصي بالحق. والتواصي بالصبر ..
فما الإيمان؟؟

نحن لا نعرّف الإيمان هنا تعريفه الفقهي ولكننا نتحدث عن طبيعته وقيمته في الحياة.
إنه اتصال هذا الكائن الإنساني الفاني الصغير المحدود بالأصل المطلق الأزلي الباقي الذي صدر عنه الوجود.
ومن ثم اتصاله بالكون الصادر عن ذات المصدر ، وبالنواميس التي تحكم هذا الكون ، وبالقوى والطاقات المذخورة فيه. والانطلاق حينئذ من حدود ذاته الصغيرة إلى رحابة الكون الكبير. ومن حدود قوته الهزيلة إلى عظمة الطاقات الكونية المجهولة. ومن حدود عمره القصير إلى امتداد الآباد التي لا يعلمها إلا اللّه .
وفضلا عما يمنحه هذا الاتصال للكائن الإنساني من قوة وامتداد وانطلاق ، فإنه يمنحه إلى جانب هذا كله متاعا بالوجود وما فيه من جمال ، ومن مخلوقات تتعاطف أرواحها مع روحه. فإذا الحياة رحلة في مهرجان إلهي مقام للبشر في كل مكان وفي كل أوان .. وهي سعادة رفيعة ، وفرح نفيس ، وأنس بالحياة والكون كأنس الحبيب بالحبيب. وهو كسب لا يعدله كسب. وفقدانه خسران لا يعدله خسران ..

إن مقومات الإيمان هي بذاتها مقومات الإنسانية الرفيعة الكريمة ..
التعبد لإله واحد ، يرفع الإنسان عن العبودية لسواه ، ويقيم في نفسه المساواة مع جميع العباد ، فلا يذل لأحد ، ولا يحني رأسه لغير الواحد القهار .. ومن هنا الانطلاق التحرري الحقيقي للإنسان. الانطلاق الذي ينبثق من الضمير ومن تصور الحقيقة الواقعة في الوجود. إنه ليس هناك إلا قوة واحدة وإلا معبود واحد.
فالانطلاق التحرري ينبثق من هذا التصور انبثاقا ذاتيا ، لأنه هو الأمر المنطقي الوحيد.
والربانية التي تحدد الجهة التي يتلقى منها الإنسان تصوراته وقيمه وموازينه واعتباراته وشرائعه وقوانينه ، وكل ما يربطه باللّه ، أو بالوجود ، أو بالناس. فينتفي من الحياة الهوى والمصلحة ، وتحل محلهما الشريعة والعدالة.
وترفع من شعور المؤمن بقيمة منهجه ، وتمده بالاستعلاء على تصورات الجاهلية وقيمها واعتباراتها ، وعلى القيم المستمدة من الارتباطات الأرضية الواقعة .. ولو كان فردا واحدا ، لأنه إنما يواجهها بتصورات وقيم واعتبارات مستمدة من اللّه مباشرة فهي الأعلى والأقوى والأولى بالاتباع والاحترام.
ووضوح الصلة بين الخالق والمخلوق ، وتبين مقام الألوهية ومقام العبودية على حقيقتهما الناصعة ، مما يصل هذه الخليقة الفانية بالحقيقة الباقية في غير تعقيد ، وبلا وساطة في الطريق. ويودع القلب نورا ، والروح طمأنينة ، والنفس أنسا وثقة. وينفي التردد والخوف والقلق والاضطراب كما ينفي الاستكبار في الأرض بغير الحق ، والاستعلاء على العباد بالباطل والافتراء! والاستقامة على المنهج الذي يريده اللّه. فلا يكون الخير فلتة عارضة ، ولا نزوة طارئة ، ولا حادثة منقطعة.

ينبعث الخير عن دوافع ، ويتجه إلى هدف ، ويتعاون عليه الأفراد المرتبطون في اللّه ، فتقوم الجماعة المسلمة ذات الهدف الواحد الواضح ، والراية الواحدة المتميزة. كما تتضامن الأجيال المتعاقبة الموصولة بهذا الحبل المتين.
والاعتقاد بكرامة الإنسان على اللّه ، يرفع من اعتباره في نظر نفسه ، ويثير في ضميره الحياء من التدني عن المرتبة التي رفعه اللّه إليها. وهذا أرفع تصور يتصوره الإنسان لنفسه .. أنه كريم عند اللّه .. وكل مذهب أو تصور يحط من قدر الإنسان في نظر نفسه ، ويرده إلى منبت حقير ، ويفصل بينه وبين الملأ الأعلى .. هو تصور أو مذهب يدعوه إلى التدني والتسفل ولو لم يقل له ذلك صراحة! ومن هنا كانت إيحاءات الدارونية والفرويدية والماركسية هي أبشع ما تبتلى به الفطرة البشرية والتوجيه الإنساني ، فتوحي إلى البشر بأن كل سفالة وكل قذارة وكل حقارة هي أمر طبيعي متوقع ، ليس فيه ما يستغرب ، ومن ثم ليس فيه ما يخجل .. وهي جناية على البشرية تستحق المقت والازدراء.

إن نظافة المشاعر تجيء نتيجة مباشرة للشعور بكرامة الإنسان على اللّه. ثم برقابة اللّه على الضمائر واطلاعه على السرائر. وإن الإنسان السوي الذي لم تمسخه إيحاءات فرويد وكارل ماركس وأمثالهما ، ليستحيي أن يطلع إنسان مثله على شوائب ضميره وخائنة شعوره. والمؤمن يحس وقع نظر اللّه - سبحانه - في أطواء حسه إحساسا يرتعش له ويهتز. فأولى أن يطهر حسه هذا وينظفه! والحاسة الأخلاقية ثمرة طبيعية وحتمية للإيمان بإله عادل رحيم عفو كريم ودود حليم ، يكره الشر ويحب الخير. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وهناك التبعة المترتبة على حرية الإرادة وشمول الرقابة ، وما تثيره في حس المؤمن من يقظة وحساسية ، ومن رزانة وتدبر. وهي ليست تبعة فردية فحسب ، إنما هي كذلك تبعة جماعية ، وتبعة تجاه الخير في ذاته ، وإزاء البشرية جميعا .. أمام اللّه .. وحين يتحرك المؤمن حركة فهو يحس بهذا كله ، فيكبر في عين نفسه ، ويقدر نتيجة خطوه قبل أن يمد رجله .. إنه كائن له قيمة في الوجود ، وعليه تبعة في نظام هذا الوجود ..
والارتفاع عن التكالب على أعراض الحياة الدنيا - وهو بعض إيحاءات الإيمان - واختيار ما عند اللّه ، وهو خير وأبقى. «وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ» .. والتنافس على ما عند اللّه يرفع ويطهر وينظف .. يساعد على هذا سعة المجال الذي يتحرك فيه المؤمن .. بين الدنيا والآخرة ، والأرض والملأ الأعلى. مما يهدئ في نفسه القلق على النتيجة والعجلة على الثمرة. فهو يفعل الخير لأنه الخير ، ولأن اللّه يريده ، ولا عليه ألا يدرّ الخير خيرا على مشهد من عينيه في عمره الفردي المحدود. فاللّه الذي يفعل الخير ابتغاء وجهه لا يموت - سبحانه - ولا ينسى ، ولا يغفل شيئا من عمله. والأرض ليست دار جزاء. والحياة الدنيا ليست نهاية المطاف. ومن ثم يستمد القدرة على مواصلة الخير من هذا الينبوع الذي لا ينضب. وهذا هو الذي يكفل أن يكون الخير منهجا موصولا ، لا دفعة طارئة ، ولا فلتة مقطوعة. وهذا هو الذي يمد المؤمن بهذه القوة الهائلة التي يقف بها في وجه الشر. سواء تمثل في طغيان طاغية ، أو في ضغط الاعتبارات الجاهلية ، أو في اندفاع نزواته هو وضغطها على إرادته. هذا الضغط الذي ينشأ أول ما ينشأ من شعور الفرد بقصر عمره عن استيعاب لذائذه وتحقيق أطماعه ، وقصره كذلك عن رؤية النتائج البعيدة للخير ، وشهود انتصار الحق على الباطل! والإيمان يعالج هذا الشعور علاجا أساسيا كاملا .

إن الإيمان هو أصل الحياة الكبير ، الذي ينبثق منه كل فرع من فروع الخير ، وتتعلق به كل ثمرة من ثماره ، وإلا فهو فرع مقطوع من شجرته ، صائر إلى ذبول وجفاف. وإلا فهي ثمرة شيطانية ، وليس لها امتداد أو دوام! وهو المحور الذي تشد إليه جميع خيوط الحياة الرفيعة. وإلا فهي مفلتة لا تمسك بشي ء ، ذاهبة بددا مع الأهواء والنزوات ..
وهو المنهج الذي يضم شتات الأعمال ، ويردها إلى نظام تتناسق معه وتتعاون ، وتنسلك في طريق واحد ، وفي حركة واحدة ، لها دافع معلوم ، ولها هدف مرسوم ..
ومن ثم يهدر القرآن قيمة كل عمل لا يرجع إلى هذا الأصل ، ولا يشد إلى هذا المحور ، ولا ينبع من هذا المنهج. والنظرية الإسلامية صريحة في هذا كل الصراحة .. جاء في سورة إبراهيم : «مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ. لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ» .. وجاء في سورة النور :
«وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ، حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً» .. وهي نصوص صريحة في إهدار قيمة العمل كله ، ما لم يستند إلى الإيمان ، الذي يجعل له دافعا موصولا بمصدر الوجود ، وهدفا متناسقا مع غاية الوجود. وهذه هي النظرة المنطقية لعقيدة ترد الأمور كلها إلى اللّه. فمن انقطع عنه فقد انقطع وفقد حقيقة معناه .

إن الإيمان دليل على صحة الفطرة وسلامة التكوين الإنساني ، وتناسقه مع فطرة الكون كله ، ودليل التجاوب بين الإنسان والكون من حوله. فهو يعيش في هذا الكون ، وحين يصح كيانه لا بد أن يقع بينه وبين هذا الكون تجاوب. ولا بد أن ينتهي هذا التجاوب إلى الإيمان ، بحكم ما في الكون ذاته من دلائل وإيحاءات عن القدرة المطلقة التي أبدعته على هذا النسق. فإذا فقد هذا التجاوب أو تعطل ، كان هذا بذاته دليلا على خلل ونقص في الجهاز الذي يتلقى ، وهو هذا الكيان الإنساني. وكان هذا دليل فساد لا يكون معه إلا الخسران. ولا يصح معه عمل ولو كان في ظاهره مسحة من الصلاح.
وإن عالم المؤمن من السعة والشمول والامتداد والارتفاع والجمال والسعادة بحيث تبدو إلى جانبه عوالم غير المؤمنين صغيرة ضئيلة هابطة هزيلة شائهة شقية .. خاسرة أي خسران! والعمل الصالح وهو الثمرة الطبيعية للإيمان ، والحركة الذاتية التي تبدأ في ذات اللحظة التي تستقر فيها حقيقة الإيمان في القلب. فالإيمان حقيقة إيجابية متحركة. ما إن تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها إلى تحقيق ذاتها في الخارج في صورة عمل صالح .. هذا هو الإيمان الإسلامي .. لا يمكن أن يظل خامدا لا يتحرك ، كامنا لا يتبدى في صورة حية خارج ذات المؤمن .. فإن لم يتحرك هذه الحركة الطبيعية فهو مزيف أو ميت.
شأنه شأن الزهرة لا تمسك أريجها. فهو ينبعث منها انبعاثا طبيعيا. وإلا فهو غير موجود! ومن هنا قيمة الإيمان .. إنه حركة وعمل وبناء وتعمير .. يتجه إلى اللّه .. إنه ليس انكماشا وسلبية وانزواء في مكنونات الضمير. وليس مجرد النوايا الطيبة التي لا تتمثل في حركة وهذه طبيعة الإسلام البارزة التي تجعل منه قوة بناء كبرى في صميم الحياة.

وهذا مفهوم ما دام الإيمان هو الارتباط بالمنهج الرباني. وهذا المنهج حركة دائمة متصلة في صميم الوجود.
صادرة عن تدبير ، متجهة إلى غاية. وقيادة الإيمان للبشرية هي قيادة لتحقيق منهج الحركة التي هي طبيعة الوجود. الحركة الخيرة النظيفة البانية المعمرة اللائقة بمنهج يصدر عن اللّه.
أما التواصي بالحق والتواصي بالصبر فتبرز من خلالها صورة الأمة المسلمة - أو الجماعة المسلمة - ذات الكيان الخاص ، والرابطة المميزة ، والوجهة الموحدة. الجماعة التي تشعر بكيانها كما تشعر بواجبها. والتي تعرف حقيقة ما هي مقدمة عليه من الإيمان والعمل الصالح ، الذي يشمل فيما يشمل قيادة البشرية في طريق الإيمان والعمل الصالح فتتواصى فيما بينها بما يعينها على النهوض بالأمانة الكبرى.
فمن خلال لفظ التواصي ومعناه وطبيعته وحقيقته تبرز صورة الأمة - أو الجماعة - المتضامة المتضامنة. الأمة الخيرة. الواعية. القيمة في الأرض على الحق والعدل والخير .. وهي أعلى وأنصع صورة للأمة المختارة .. وهكذا يريد الإسلام أمة الإسلام .. هكذا يريدها أمة خيرة قوية واعية قائمة على حراسة الحق والخير ، متواصية بالحق والصبر في مودة وتعاون وتآخ تنضح بها كلمة التواصي في القرآن ..

والتواصي بالحق ضرورة. فالنهوض بالحق عسير. والمعوقات عن الحق كثيرة : هوى النفس ، ومنطق المصلحة ، وتصورات البيئة. وطغيان الطغاة ، وظلم الظلمة ، وجور الجائرين .. والتواصي تذكير وتشجيع وإشعار بالقربى في الهدف والغاية ، والأخوة في العبء والأمانة. فهو مضاعفة لمجموع الاتجاهات الفردية ، إذ تتفاعل معا فتتضاعف. تتضاعف بإحساس كل حارس للحق أن معه غيره يوصيه ويشجعه ويقف معه ويحبه ولا يخذله .. وهذا الدين - وهو الحق - لا يقوم إلا في حراسة جماعة متعاونة متواصية متكافلة متضامنة على هذا المثال.
والتواصي بالصبر كذلك ضرورة. فالقيام على الإيمان والعمل الصالح ، وحراسة الحق والعدل ، من أعسر ما يواجه الفرد والجماعة. ولا بد من الصبر. لا بد من الصبر على جهاد النفس ، وجهاد الغير. والصبر على الأذى والمشقة. والصبر على تبجح الباطل وتنفج الشر. والصبر على طول الطريق وبطء المراحل ، وانطماس المعالم ، وبعد النهاية! والتواصي بالصبر يضاعف المقدرة ، بما يبعثه من إحساس بوحدة الهدف ، ووحدة المتجه ، وتساند الجميع ، وتزودهم بالحب والعزم والإصرار .. إلى آخر ما يثيره من معاني الجماعة التي لا تعيش حقيقة الإسلام إلا في جوها ، ولا تبرز إلا من خلالها .. وإلا فهو الخسران والضياع.

وننظر اليوم من خلال هذا الدستور الذي يرسمه القرآن لحياة الفئة الرابحة الناجية من الخسران ، فيهولنا أن نرى الخسر يحيق بالبشرية في كل مكان على ظهر الأرض بلا استثناء. يهولنا هذا الضياع الذي تعانيه البشرية في الدنيا - قبل الآخرة - يهولنا أن نرى إعراض البشرية ذلك الإعراض البائس عن الخير الذي أفاضه اللّه عليها مع فقدان السلطة الخيرة المؤمنة القائمة على الحق في هذه الأرض .. هذا والمسلمون - أو أصحاب دعوى الإسلام بتعبير أدق - هم أبعد أهل الأرض عن هذا الخير ، وأشدهم إعراضا عن المنهج الإلهي الذي اختاره اللّه لهم ، وعن الدستور الذي شرعه لأمتهم ، وعن الطريق الوحيد الذي رسمه للنجاة من الخسران والضياع. والبقاع التي انبعث منها هذا الخير أول مرة تترك الراية التي رفعها لها اللّه ، راية الإيمان ، لتتعلق برايات عنصرية لم تنل تحتها خيرا قط في تاريخها كله. لم يكن لها تحتها ذكر في الأرض ولا في السماء. حتى جاء الإسلام فرفع لها هذه الراية المنتسبة للّه ، لا شريك له ، المسماة باسم اللّه لا شريك له ، الموسومة بميسم اللّه لا شريك له .. الراية التي انتصر العرب تحتها وسادوا وقادوا البشرية قيادة خيرة قوية واعية ناجية لأول مرة في تاريخهم وفي تاريخ البشرية الطويل ..


يقول الأستاذ أبو الحسن الندوي في كتابه القيم : «ما ذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟» .. عن هذه القيادة الخيرة الفذة في التاريخ كله ، وتحت عنوان «عهد القيادة الإسلامية» : «الأئمة المسلمون وخصائصهم» :
«ظهر المسلمون ، وتزعموا العالم ، وعزلوا الأمم المزيفة من زعامة الإنسانية التي استغلتها وأساءت عملها ، وساروا بالإنسانية سيرا حثيثا متزنا عادلا ، وقد توفرت فيهم الصفات التي تؤهلهم لقيادة الأمم ، وتضمن سعادتها وفلاحها في ظلهم وتحت قيادتهم.
«أولا : أنهم أصحاب كتاب منزل وشريعة إلهية ، فلا يقننون ولا يشترعون من عند أنفسهم. لأن ذلك منبع الجهل والخطأ والظلم ، ولا يخبطون في سلوكهم وسياستهم ومعاملتهم للناس خبط عشواء ، وقد جعل اللّه لهم نورا يمشون به في الناس ، وجعل لهم شريعة يحكمون بها الناس «أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها؟» وقد قال اللّه تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ ، وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ».

( يتبع )


ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 10:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010