12-03-2021, 04:10 PM
|
#413 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM) | المشاركات : 873,030 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | | تابع – سورة النصر
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الرَّابِع:
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن» قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من حَدِيث عبد الله بن سَالم الْحِمصِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأَفْطَس ثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي عَن جُبَير بن نفير عَن سَلمَة بن نفَيْل السكونِي قال دَنَوْت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله تركت الْخَيل وَأُلْقِي السِّلَاح وَزعم قوم أَلا قتال فَقال صلى الله عليه وسلم: «كذبُوا الْآن حَان الْقِتَال لَا تزَال من أمتِي أمة قَائِمَة عَلَى الْحق ظَاهِرَة» قال وَهُوَ مول ظَهره إِلَى الْيمن «أَنِّي أجد نَفْس الرَّحْمَن من هَاهُنَا وَالْخَيْل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا» انْتَهَى.
قال الْبَزَّار هَذَا حَدِيث رِجَاله شَامِيُّونَ مَشْهُورُونَ إِلَّا إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان الْأَفْطَس انْتَهَى.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين ثَنَا أَبُو زرْعَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة قالا ثَنَا علي بن عَيَّاش الْحِمصِي ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب أبي روح عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيمن» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ثَنَا أَبُو الْيَمَان ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن» مُخْتَصر.
قال الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا الْخَبَر إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه أَلا إِنِّي أجد الْفرج من قبل الْيمن وَهُوَ كَقوله صلى الله عليه وسلم: «من نَفْس عَن مُؤمن كربَة نَفْس الله عَنهُ كربَة» أَي فرج ثمَّ نقل عَن الْأَزْهَرِي أَنه قال فِيهِ وَفِي حَدِيث أبي بن كَعْب لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن إِن النَّفس فِي هذَيْن الْحَدِيثين اسْم وضع مَوضِع الْمصدر لِأَن مصدر نَفْس تَنْفِيس فَوضع النَّفس مَوضِع التَّنْفِيس كَمَا وضع الْفرج مَوضِع التَّفْرِيج انْتَهَى.
والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَأنس.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الْخَامِس:
رَوَت أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما فتح بَاب الْكَعْبَة صَلَّى صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى قال مَا أخبرنَا أحد أَنه رَأَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى غير أم هَانِئ فَإِنَّهَا ذكرت أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة اغْتسل فِي بَيتهَا وَصَلى ثَمَانِي رَكْعَات فَلم يره أحد صَلَّاهُنَّ بعد. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي سُنَنهمَا وَرَوَاهُ بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه.
وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي من نَحْو ثَلَاثِينَ طَرِيقا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطبري فِي تَفْسِيره وَلَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم أَنه صلاهَا لما فتح بَاب الْكَعْبَة وَإِنَّمَا يَقولونَ يَوْم الْفَتْح أَو يَوْم فتح مَكَّة وَالله أعلم.
وَفِي سنَن أبي دَاوُد انه عَلَيْهِ السلام كَانَ يسلم يَوْم الْفَتْح من كل رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا يَنْفِي انه صلاهَا بِتَسْلِيمَة واحدة رَوَاهُ من حَدِيث كريب عَن أم هَانِئ.
وَبَعض الْعلمَاء أنكر أَن هَذِه الصَّلَاة صَلَاة الضُّحَى قالوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السلام لم يواظب عَلَيْهَا كَيفَ يُصليهَا فِي ذَلِك الْيَوْم مَعَ أَنه لم ينْو الْإِقَامَة بِمَكَّة وَمكث بهَا تِسْعَة عشر يَوْمًا من رَمَضَان يقصر الصَّلَاة وَيفْطر هُوَ وَجَمِيع الْجَيْش وَكَانُوا نَحوا من عشرَة آلَاف قالوا وَإِنَّمَا كَانَت صَلَاة الْفَتْح وَاسْتَحَبُّوا لأمير الْجَيْشاذا فتح بَلَدا أَن يُصَلِّي فِيهَا ثَمَان رَكْعَات وَهَكَذَا فعل سعد بن أبي وَقاص يَوْم فتح الْمَدَائِن لَكِن يرد هَذَا تَسْمِيَتهَا فِي الحَدِيث صَلَاة الضُّحَى كَمَا تقدم فِي لفظ البُخَارِيّ وَمُسلم لكنه من كَلَام الرَّاوِي.
وَقد ورد من كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان الثَّاء الْمُثَلَّثَة بِسَنَدِهِ إِلَى أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى حِين فتح مَكَّة ثَمَان رَكْعَات قالت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الصَّلَاة قال: «هَذِه صَلَاة الضُّحَى».
وَيُؤَيِّدهُ أَيْضا أَنه قد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة أَيْضا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث عشر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عَائِشَة قالت دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَيْتِي فَصَلى الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات انْتَهَى.
فقد اتفقَا فِي التَّسْمِيَة وَالْوَقْت وَالْعد.
قال السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف هَذِه صَلَاة الضُّحَى وَقد صَلَّى سعد بن أبي وَقاص حِين افْتتح الْمَدَائِن وَدخل إيوَان كسْرَى صَلَاة الْفَتْح قال وَهِي ثَمَان رَكْعَات لَا يفصل بَينهَا وَلَا يُصَلِّي بِأمام وَلَا يجْبر فِيهَا بِقراءة قاله الطَّبَرِيّ انْتَهَى.
وَلَفظ أبي دَاوُد أَيْضا يرد هَذَا عَن أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم الْفَتْح صَلَّى سبْحَة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات يسلم من كل رَكْعَتَيْنِ انْتَهَى.
قال النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة سَنَده عَلَى شَرط البُخَارِيّ.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث السَّادِس:
عَن عَائِشَة «كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يكثر قبل مَوته أَن يَقول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك»
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي أَوَائِل الصَّلَاة فِي بَاب مَا يُقال فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَاللَّفْظ لمُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قالت «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أَن يَقول قبل أَن يَمُوت سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك قالت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الْكَلِمَات الَّتِي أَرَاك تَقولها قال قد جعلت لي عَلامَة فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا قلتهَا {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح...} إِلَى آخر السُّورَة» انْتَهَى.
وَلَفظ البُخَارِيّ قالت «مَا صَلَّى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَاة بعد أَن نزلت عَلَيْهِ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح إِلَّا يَقول فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك رَبنَا اللَّهُمَّ اغْفِر لي» انْتَهَى. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث السَّابِع:
وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «إِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة مرّة»,
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث أبي بردة عَن الْأَغَر الْمُزنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّه ليغان عَلَى قلبِي وَإِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة» انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّامِن:
رُوِيَ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هَذِه السُّورَة اسْتَبْشَرُوا وَبكى الْعَبَّاس فَقال عَلَيْهِ السلام مَا يبكيك يَا عَم قال نعيت إِلَيْك نَفسك قال إِنَّهَا لَكمَا تَقول فَعَاشَ بعْدهَا سنتَيْن لم ير فِيهَا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا».
وَقيل إِن ابْن عَبَّاس هُوَ الَّذِي قال ذَلِك فَقال عَلَيْهِ السلام «لقد أُوتِيَ هَذَا الْغُلَام علما كَبِيرا».
قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ من قول مقَاتل قال لما نزلت هَذِه السُّورَة قرأهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابه وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعَمْرو وَسعد بن أبي وَقاص فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى مقَاتل أول كِتَابه. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث التَّاسِع:
رُوِيَ أَن السُّورَة لما نزلت خطب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال: «إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله» فَعلم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقال فَدَيْنَاك بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادنَا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد ابْن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خطب النَّاس يَوْمًا فَقال: «إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَأَن يعِيش فِيهَا مَا شَاءَ وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله» فَبَكَى أَبُو بكر وَبكى وَقال فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا وَكَانَ عَلَيْهِ السلام هُوَ الْمُخَير وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا بِهِ.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ نَحوه وَوَقع لَهُ فِي الصَّلَاة عَن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ قال الْفربرِي الرِّوَايَة هَكَذَا وَصَوَابه عَن عبيد بن حنين وَبسر بن سعيد. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الْعَاشِر:
عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ يُدْنِيه وَيَأْذَن لَهُ مَعَ أهل بدر فَقال عبد الرَّحْمَن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أيأذن لهَذَا الْفَتَى مَعنا وَفِي أَبْنَائِنَا من هُوَ مثله فَقال إِنَّه مِمَّن قد علمْتُم قال ابْن عَبَّاس فَأذن لَهُم ذَات يَوْم وَأذن لي مَعَهم فَسَأَلَهُمْ عَن قوله تعالى: {إِذا جَاءَ نصر...} وَلَا أرَاهُ سَأَلَهُمْ إِلَّا من أَجلي فَقال بَعضهم أَمر الله تعالى نبيه إِذا فتح عَلَيْهِ أَن يَسْتَغْفِرهُ وَيَتُوب إِلَيْهِ فَقلت لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن نعيت إِلَيْهِ نَفسه صلى الله عليه وسلم فَقال عمر مَا أعلم فِيهَا إِلَّا كَمَا تعلم ثمَّ قال كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بتغيير يسير من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال كَانَ عمر يدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدر فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه فَقال لم تدخل هَذَا مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله فَقال عمر إِنَّه من قد علمْتُم قال فدعاني ذَات يَوْم فَأَدْخلنِي مَعَهم فَأريت أَنه إِنَّمَا دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ فَسَأَلَ مَا تَقولونَ فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فَقال بَعضهم أمرنَا بِحَمْد الله وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا نصرنَا وَفتح علينا وَسكت بَعضهم فَلم يقل شَيْئا فَقال لي أَكَذَلِك تَقول يَا ابْن عَبَّاس فَقلت لَا قال فَمَا تَقول قلت هُوَ أجل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أعلمهُ لَهُ قال: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} وَذَلِكَ عَلامَة أَجلك {فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا} فَقال عمر مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تَقول انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفَضَائِل وَقال علي شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ، وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ ثمَّ قال عمر كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الْحَادِي عشر:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه دَعَا فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقال لَهَا «يَا ابنتاه إِنَّه قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَتْ فَقال لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي».
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث هِلَال بن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَقال لَهَا «إِنَّه قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَتْ» فَقال لَهَا «اصْبِرِي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي».
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا احْمَد بن يَحْيَى الْحلْوانِي ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان عَن عباد بن الْعَوام عَن هِلَال بن خباب بِهِ سندا ومتنا زَاد فِيهِ فَقال لَهَا بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُك بَكَيْت ثمَّ ضحِكت قالت إِنَّه قال: «قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَيْت» فَقال لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي فَضَحكت انْتَهَى.
وَبَعضه فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قالت اجْتَمعْنَ نسَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلم يُغَادر مِنْهُنَّ امْرَأَة فَجَاءَت فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها كَأَن مشيتهَا مشْيَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال: «مرْحَبًا بِابْنَتي» ثمَّ أَجْلِسهَا عَن شِمَاله وَأسر إِلَيْهَا حَدِيثا فَبَكَتْ فَاطِمَة ثمَّ سَارهَا فَضَحكت فَقلت لَهَا مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ فَرحا اقْربْ من حزن فَقالت مَا كنت لأفشي سر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأحد حَتَّى إِذا قبض سَأَلتهَا فَقالت إِنَّه قال: «إِن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ بِالقرآن فِي كل عَام مرّة وَإنَّهُ عَارضه بِهِ الْعَام مرَّتَيْنِ وَلَا أَرَانِي إِلَّا قد حضر أَجلي وَإنَّك لأوّل أَهلِي لُحُوقا بِي وَنعم السّلف أَنا لَك» فَبَكَيْت ثمَّ إِنَّه سَارَّنِي فَقال: «أَلا ترْضينَ أَن تَكُونِي سيدة نسَاء الْمُؤمنِينَ أَو نسَاء هَذِه الْأمة» فَضَحكت لذَلِك انْتَهَى.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
وَقد تعَارض هَذَا بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا» قالت فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يدا حَتَّى توفيت زَيْنَب فَعرفنَا أَنه الصَّدَقَة وَكَانَت زَيْنَب امْرَأَة صناعًا تعْمل بِيَدَيْهَا وَتَتَصَدَّق.
وَالْجَوَاب أَن المُرَاد بالأهل فِي الأول الْأَقَارِب وَالْخطاب فِي الثَّانِي لِلزَّوْجَاتِ.
وَوَقع فِي البُخَارِيّ أَن سَوْدَة كَانَت أول أَهله لُحُوقا بِهِ رَوَاهُ فِي الزَّكَاة من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم قُلْنَ لَهُ أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا فَقال: «أَطْوَلكُنَّ يدا» فَأخذُوا قَصَبَة يَذْرَعُونَهَا فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَقُلْنَا بعد إِنَّمَا كَانَ طول يَدهَا الصَّدَقَة وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة. انْتَهَى بِحُرُوفِهِ.
وَإِذا تَأَمَّلت تَجدهُ غير مُنْتَظم فَإِن سَوْدَة كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الْخلقَة وَزَيْنَب كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الصَّدَقَة فَجمع بَينهمَا لسودة فِي متن البُخَارِيّ وَهَذَا وهم ظَاهر وَنسب إِلَى البُخَارِيّ نَفسه وَقد رَوَاهُ مُسلم عَن الصَّوَاب وَالله أعلم.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن فراس عَن عَامر عَن عَائِشَة... فَذكره بِلَفْظ البُخَارِيّ ثمَّ قال قال مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ هَذَا الحَدِيث وَهل فِي سَوْدَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَب بنت جحش فَإِنَّهَا كَانَت أول نِسَائِهِ لُحُوقا بِهِ توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَبقيت سَوْدَة بنت زَمعَة فِيمَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن أَبِيه أَن سَوْدَة توفيت فِي شَوَّال سنة أبع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ الثبت عندنَا انْتَهَى.
قال ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا بِلَا شكّ وهم من بعض الروَاة قال وَالْعجب من البُخَارِيّ كَيفَ لم يُغَيِّرهُ وَلَا نبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ زَيْنَب فَإِنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي الصَّدَقَة وَالعطَاء وَزَيْنَب توفيت سنة عشْرين وَسَوْدَة إِنَّمَا توفيت سنة أَربع وَخمسين انْتَهَى.
وَقال عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لما ذكر حَدِيث البُخَارِيّ فِي الْفَضَائِل وَالْمَعْرُوف أَن زَيْنَب كَانَت أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَاتَت أَيَّام عمر ابْن الْخطاب انْتَهَى.
والْحميدِي عده فِيمَا اتّفق الشَّيْخَانِ عَلَى مَتنه بِسَنَدَيْنِ وَلم يبين وهم البُخَارِيّ فِيهِ. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحَدِيث الثَّانِي عشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح أعطي من الْأجر كمن شهد مَعَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فتح مَكَّة»
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط.
فضل السورة :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ الَّلهِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابـِهِ : " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ " قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتـَزَوَّجُ بـِهِ قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ ( قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " ثُلُثُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ الَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ ، " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَأَيـُّهَا الكَافِرُونَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ ، تـَزَوَّجْ " ( أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ).
( يتبع – سورة المسد )
ell="filter:;"]
|
|
|
| [/cell] |
| |