ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع



[/cell]
قديم 12-03-2021, 03:45 PM   #407


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







سورة الكوثر
‎‎ التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 3 .
ترتيبها بالمصحف الثامنة بعد المائة .
نزلت بعد سورة العاديات .
بدأت باسلوب توكيد . وهي أصغر سورة في القرآن . لم يذكر لفظ الجلالة فيها ، الكوثر هو أحد أنهار الجنة .

قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في جميع المصاحف التي رأيناها وفي جميع التفاسير أيضًا سورة الكوثر وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه.
وعنونها البخاري في (صحيحه) سورة: {إنا أعطيناك الكوثر} ولم يعدَّها في (الإِتقان) مع السور التي لها أكثر من اسم. ونقل سعد الله الشهير بسعْدِي في (حاشيته على تفسير البيضاوي) عن البِقاعي أنها تسمى (سورة النحر).

سبب نزول السورة :

1) قال ابن عباس نزلت في العاص وذلك أنه رأى رسول الله يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثا وأناس من صناديد قريش في المسجد جلوس فلما دخل العاص قالوا له من الذي كنت تحدث قال ذاك الأبتر يعني النبي" صلوات الله وسلامه عليه" وكان قد توفي قبل ذلك عبد الله ابن رسول الله وكان من خديجة وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر فانزل الله تعالى هذه السورة .

2) حدثني يزيد بن رومانقال كان العاص بن وائل السهمي اذا ذكر رسول الله قال دعوه فإنما هو رجل أبتر لا عقب له لو هلك انقطع ذكره واسترحتم منه فأنزل الله تعالى في ذلك ( إنا أعطيناك الكوثر) إلى آخر السورة وقال عطاء عن ابن عباس كان العاص بن وائل يمر بمحمد ويقول إني لأشنأك وإنك لأبتر من الرجال فأنزل الله تعالى( إن شانئك هو الأبتر ) من خير الدنيا والآخرة .

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ فَضْلِ الَّلهِ العَظِيمِ عَلَى نَبِيـِّهِ الكَرِيمِ ، بإِعْطَائـِهِ الخَيْرَ الكَثِيرَ وَالنِّعَمَ العَظِيمَةَ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمِنْهَا ( نَهْرُ الكَوْثَرُ ) وَغَيْرُ ذَلِكَ مِن الخَيْرِ العَظِيمِ العَمِيمِ ، وَقَدْ دَعَت الرَّسُولَ إلى إِدَامَةِ الصَّلاَةِ ، وَنَحْرِ الهَدْيِ شُكْرَاً لِلَّهِ

.قال البقاعي:
سورة الكوثر وتسمى النحر:
مقصودها المنحة بكل خير يمكن أن يكون، واسمها الكوثر واضح في ذلك وكذا النحر لأنه معروف في نحر الإبل، وذلك غاية الكرم عند العرب.
و معظم مقصود السّورة بيان المِنَّة على سيّد المرسلين، وأمره بالصّلاة والقُرْبان، وإِخباره بإِهلاك أَعدائه أَهل الخيبة والخذلان.

قال ابن عاشور:
تعارضت الأقوال والآثار في أنها مكية أو مدنية تعارضًا شديدًا، فهي مكية عند الجمهور واقتصر عليه أكثر المفسرين، ونقل الخفاجي عن كتاب (النشر) قال: أجمَعَ من نعرفه على أنها مكية.
قال الخفاجي: وفيه نظر مع وجود الاختلاف فيها.
وعن الحسن وقتادة ومجاهد وعكرمة: هي مدنية ويشهد لهم ما في (صحيح مسلم) عن أنس بن مالك: «بينا رسول الله ذات يوم بين أظهرنا إذْ أغفَى إغْفاءة ثم رفع رأسه وقال: أُنزلت على آنفًا سورةُ فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم: {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر: 1-3) ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟. قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعَدَنِيه رَبِّيَ عز وجل، عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة» الحديث. وأنسٌ أسْلم في صدر الهجرة فإذا كان لفظ (آنفًا) في كلام النبي صلى الله عليه وسلم مستعملًا في ظاهر معناه وهو الزمن القريب، فالسورة نزلت منذ وقت قريب من حصول تلك الرؤيا.
ومقتضى ما يروى في تفسير قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} أن تكون السورة مكية، ومقتضى ظاهر تفسير قوله تعالى: وانحر من أن النحر في الحج أو يومَ الأضحى تكون السورة مدنية ويبعث على أن قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} ليس ردًّا على كلام العاصي بن وائل كما سنبين ذلك.

الأظهر أن هذه السورة مدنية، وعلى هذا سنعتمد في تفسير آياتها.
وعلى القول بأنها مكية عدُّوها الخامسة عشرة في عداد نزول السور.
نزلت بعد سورة العاديات وقبل سورة التكاثر.
وعلى القول بأنها مدنية فقد قيل: إنها نزلت في الحديبية.
وعدد آيها ثلاث بالاتفاق.
وهي أقصر سُور القرآن عدَد كلمات وعدَد حروف.
وأما في عدد الآيات فسورة العصر وسورة النصر مثلها ولكن كلماتُهما أكثر.
أغراضها:
اشتملت على بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أُعطي الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
وأمره بأن يشكر الله على ذلك بالإِقبال على العبادة.
وأن ذلك هو الكمال الحق لا ما يتطاول به المشركون على المسلمين بالثروة والنعمة وهم مغضوب عليهم من الله تعالى لأنهم أبغضوا رسوله، وغضب الله بتَرٌ لهم اذا كانوا بمحل السخط من الله.
وأن انقطاع الولد الذكر ليس بترًا لأن ذلك لا أثر له في كمال الإنسان. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة الكوثر مكية، وقد تحدثت عن فضل الله العظيم على نبيه الكريم، بإعطائه الخير الكثير، والنعم العظيمة في الدنيا والآخرة، ومنها نهر الكوثر وغير ذلك من الخير العظيم العميم، وقد دعت الرسول إلى إدامة الصلاة، ونحر الهدي شكرا لله {إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وإنحر}.
* وختمت السورة ببشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بخزي أعدائه، ووصفت مبغضيه بالذلة والحقارة، والإنقطاع من كل خير في الدنيا والآخرة، بينما ذكر الرسول مرفوع على المنائر والمنابر، واسمه الشريف على كل لسان، خالد إلى آخر الدهر والزمان {إن شانئك هو الأبتر}.


قال سيد قطب
هذه السورة خالصة لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - كسورة الضحى ، وسورة الشرح. يسري عنه ربه فيها ، ويعده بالخير ، ويوعد أعداءه بالبتر ، ويوجهه إلى طريق الشكر.
ومن ثم فهي تمثل صورة من حياة الدعوة ، وحياة الداعية في أول العهد بمكة. صورة من الكيد والأذى للنبي - صلى اللّه عليه وسلم - ودعوة اللّه التي يبشر بها وصورة من رعاية اللّه المباشرة لعبده وللقلة المؤمنة معه ومن تثبيت اللّه وتطمينه وجميل وعده لنبيه ومرهوب وعيده لشانئه.
كذلك تمثل حقيقة الهدى والخير والإيمان. وحقيقة الضلال والشر والكفران .. الأولى كثرة وفيض وامتداد.
والثانية قلة وانحسار وانبتار. وإن ظن الغافلون غير هذا وذاك ..
ورد أن سفهاء قريش ممن كانوا يتابعون الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ودعوته بالكيد والمكر وإظهار السخرية والاستهزاء. ليصرفوا جمهرة الناس عن الاستماع للحق الذي جاءهم به من عند اللّه ، من أمثال العاص ابن وائل ، وعقبة بن أبي معيط ، وأبي لهب ، وأبي جهل ، وغيرهم ، كانوا يقولون عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - إنه أبتر. يشيرون بهذا إلى موت الذكور من أولاده. وقال أحدهم : دعوه فإنه سيموت بلا عقب وينتهي أمره! وكان هذا اللون من الكيد اللئيم الصغير يجد له في البيئة العربية التي تتكاثر بالأبناء صدى ووقعا. وتجد هذه الوخزة الهابطة من يهش لها من أعداء رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وشانئيه ، ولعلها أو جعت قلبه الشريف ومسته بالغم أيضا.




ومن ثم نزلت هذه السورة تمسح على قلبه - صلى اللّه عليه وسلم - بالرّوح والندى ، وتقرر حقيقة الخير الباقي الممتد الذي اختاره له ربه وحقيقة الانقطاع والبتر المقدر لأعدائه.
«إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ» .. والكوثر صيغة من الكثرة .. وهو مطلق غير محدود. يشير إلى عكس المعنى الذي أطلقه هؤلاء السفهاء .. إنا أعطيناك ما هو كثير فائض غزير. غير ممنوع ولا مبتور .. فإذا أراد أحد أن يتتبع هذا الكوثر الذي أعطاه اللّه لنبيه فهو واجده حيثما نظر أو تصور.
هو واجده في النبوة. في هذا الاتصال بالحق الكبير ، والوجود الكبير. الوجود الذي لا وجود غيره ولا شيء في الحقيقة سواه. وماذا فقد من وجد اللّه؟
وهو واجده في هذا القرآن الذي نزل عليه. وسورة واحدة منه كوثر لا نهاية لكثرته ، وينبوع ثر لا نهاية لفيضه وغزارته! وهو واجده في الملأ الأعلى الذي يصلي عليه ، ويصلي على من يصلي عليه في الأرض ، حيث يقترن اسمه باسم اللّه في الأرض والسماء.
وهو واجده في سنته الممتدة على مدار القرون ، في أرجاء الأرض. وفي الملايين بعد الملايين السائرة على أثره ، وملايين الملايين من الألسنة والشفاه الهاتفة باسمه ، وملايين الملايين من القلوب المحبة لسيرته وذكراه إلى يوم القيامة.
وهو واجده في الخير الكثير الذي فاض على البشرية في جميع أجيالها بسببه وعن طريقه. سواء من عرفوا هذا الخير فآمنوا به ، ومن لم يعرفوه ولكنه فاض عليهم فيما فاض! وهو واجده في مظاهر شتى ، محاولة إحصائها ضرب من تقليلها وتصغيرها! إنه الكوثر ، الذي لا نهاية لفيضه ، ولا إحصاء لعوارفه ، ولا حد لمدلوله. ومن ثم تركه النص بلا تحديد ، يشمل كل ما يكثر من الخير ويزيد ..

وقد وردت روايات من طرق كثيرة أن الكوثر نهر في الجنة أوتيه رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - ولكن ابن عباس أجاب بأن هذا النهر هو من بين الخير الكثير الذي أوتيه الرسول. فهو كوثر من الكوثر! وهذا هو الأنسب في هذا السياق وفي هذه الملابسات.
«فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ».
بعد توكيد هذا العطاء الكثير الفائض الكثرة ، على غير ما أرجف المرجفون وقال الكائدون ، وجه الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - إلى شكر النعمة بحقها الأول. حق الإخلاص والتجرد للّه في العبادة وفي الاتجاه ..
في الصلاة وفي ذبح النسك خالصا للّه : «فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ» .. غير ملق بالا إلى شرك المشركين ، وغير مشارك لهم في عبادتهم أو في ذكر غير اسم اللّه على ذبائحهم.
وفي تكرار الإشارة إلى ذكر اسم اللّه وحده على الذبائح ، وتحريم ما أهل به لغير اللّه ، وما لم يذكر اسم اللّه عليه .. ما يشي بعناية هذا الدين بتخليص الحياة كلها من عقابيل الشرك وآثاره. لا تخليص التصور والضمير وحدهما. فهو دين الوحدة بكل معنى من معانيها ، وكل ظل من ظلالها كما أنه دين التوحيد الخالص المجرد الواضح. ومن ثم فهو يتتبع الشرك في كل مظاهره ، وفي كل مكامنه ويطارده مطاردة عنيفة دقيقة سواء استكن في الضمير ، أم ظهر في العبادة ، أم تسرب إلى تقاليد الحياة فالحياة وحدة ما ظهر منها وما بطن ، والإسلام يأخذها كلا لا يتجزأ ، ويخلصها من شوائب الشرك جميعا ، ويتجه بها إلى اللّه خالصة واضحة ناصعة ، كما نرى في مسألة الذبائح وفي غيرها من شعائر العبادة أو تقاليد الحياة ..


«إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ» ..
في الآية الأولى قرر أنه ليس أبتر بل هو صاحب الكوثر. وفي هذه الآية يرد الكيد على كائديه ، ويؤكد - سبحانه - أن الأبتر ليس هو محمد ، إنما هم شانئوه وكارهوه.
ولقد صدق فيهم وعيد اللّه. فقد انقطع ذكرهم وانطوى. بينما امتد ذكر محمد وعلا. ونحن نشهد اليوم مصداق هذا القول الكريم ، في صورة باهرة واسعة المدى كما لم يشهده سامعوه الأولون! إن الإيمان والحق والخير لا يمكن أن يكون أبتر. فهو ممتد الفروع عميق الجذور. وإنما الكفر والباطل والشر هو الأبتر مهما ترعرع وزها وتجبر ..
إن مقاييس اللّه غير مقاييس البشر. ولكن البشر ينخدعون ويغترون فيحسبون مقاييسهم هي التي تقرر حقائق الأمور! وأمامنا هذا المثل الناطق الخالد .. فأين الذين كانوا يقولون عن محمد - صلى اللّه عليه وسلم - قولتهم اللئيمة ، وينالون بها من قلوب الجماهير ، ويحسبون حينئذ أنهم قد قضوا على محمد وقطعوا عليه الطريق؟ أين هم؟ وأين ذكراهم ، وأين آثارهم؟ إلى جوار الكوثر من كل شي ء ، ذلك الذي أوتيه من كانوا يقولون عنه : الأبتر؟! إن الدعوة إلى اللّه والحق والخير لا يمكن أن تكون بتراء ولا أن يكون صاحبها أبتر ، وكيف وهي موصولة باللّه الحي الباقي الأزلي الخالد؟ إنما يبتر الكفر والباطل والشر ويبتر أهله ، مهما بدا في لحظة من اللحظات أنه طويل الأجل ممتد الجذور ..
وصدق اللّه العظيم. وكذب الكائدون الماكرون ..
قال محمد الغزالي:
عندما أتلو سورة الكوثر التي لا تزيد عن سطر واحد أشعر كأنها تهنئة سريعة ببشرى حسنة. المعروف أن أبناء النبي صلى الله عليه وسلم ماتوا، ولم يبق له إلا الإناث. وفى الجاهلية تعد هذه الحال نكبة، لأن الرجل فقد من ينتسب إليه ويطيل ذكره، وقد يسميه السفهاء الأبتر! وقد نزلت هذه السورة تؤكد أن الله أوسع العطاء لنبيه. فمن مثله في الناس؟ أنزل على قلبه القرآن، واصطفاه رسولا للعالمين، وألهج أهل الأرض والسماء بذكره والثناء عليه. وما أحسب ساعة تمر من الزمان إلا وصلاة تنبعث من ملك أو بشر تضاعف أجره وترفع ذكره. إن محمدا أسعد مخلوقات الله بفضل الله وإكرامه. إنه سيد ولد آدم، وأمام الأولين والآخرين.
{إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر}. التحقيق أن المقصود صلاة العيد. تذبح الأضاحى بعد الصلاة، وتقسم على الفُقراء. والتضحية كما تكون بالغنم تكون بالبدن. ثم يقول الله لنبيه: {إن شانئك هو الأبتر}. إن كارهك هو المقطوع الذكر الممحو الأثر. أما أنت، فإن الملائكة الحافين بالعرش يسبحون بحمد ربهم، يشاركونك وأنت تهتف بأمجاد الله وتثنى على آلائه. إن الله يلهمك محامد ما ينطق بها غيرك، لفرط حفاوته بعبوديتك له وجهادك في سبيله.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الكوثر ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
«قرأ النَّبِي صلى الله عليه وسلم {إِنَّا أعطيناك الْكَوْثَر}».
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب القراءات: من حَدِيث عَمْرو بن عبيد عَن الْحسن عَن أمه عَن أم سَلمَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قرأ إِنَّا أعطيناك انتهى وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي مُخْتَصره وَقال عَمْرو بن عبيد واه.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف والثعلبي فِي تَفْسِيره وَكَذَلِكَ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره.
الحَدِيث الثاني:
قال عَلَيْهِ السلام «وأنطوا الثبجة».
قلت ذكره القَاضِي عِيَاض فِي الشِّفَاء فِي كتاب النَّبِي صلى الله عليه وسلم لِوَائِل بن حجر وَقد تقدم.
الحَدِيث الثَّالِث:
رُوِيَ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قرأهَا حِين أنزلت فَقال أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر إِنَّه نهر فِي الْجنَّة وعدنيه رَبِّي فِيهِ خير كثير».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي أَوَائِل الصَّلَاة من حَدِيث الْمُخْتَار بن فلفل عَن أنس قال: «بَيْنَمَا نَحن ذَات يَوْم وَرَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَين أظهرنَا إِذْ أَغْفَى إغْفَاءَة ثمَّ رفع رَأسه مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا لَهُ مَا أضْحكك يَا رَسُول الله قال أنزلت على آنِفا سُورَة فقرأها حَتَّى خَتمهَا ثمَّ قال هَل تَدْرُونَ مَا الْكَوْثَر قالوا الله وَرَسُوله أعلم قال فَإِنَّهُ نهر وعدنيه رَبِّي فِي الْجنَّة».
يتبع







ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 03:47 PM   #408


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c









تابع – سورة الكوثر

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الرَّابِع:
وَرُوِيَ فِي صفته يَعْنِي الْكَوْثَر «أَحْلَى من الْعَسَل وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن وأبرد من الثَّلج وألين من الزّبد حافتاه الزبرجد وَأَوَانيهِ من فضَّة عدد نُجُوم السَّمَاء».
وَرُوِيَ «لَا يظمأ من شرب مِنْهُ أبدا أول وَارِد بِهِ فُقراء الْمُهَاجِرين الدنس الثِّيَاب الشعث الرُّءُوس الَّذين لَا يَتَزَوَّجُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا يفتح لَهُم أَبْوَاب السدد يَمُوت أحدهم وَحَاجته تتلجلج فِي صَدره لَو أقسم عَلَى الله لَأَبَره».
قلت الأول رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي كتاب الْإِيمَان بِنَقص يسير من حَدِيث أبي بَرزَة قال سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقول «حَوْضِي مَا بَين أَيْلَة إِلَى صنعاء عرضه كَطُولِهِ فِيهِ مِيزَابَانِ يصبَّانِ من الْجنَّة أَحْلَى من الْعَسَل وأبرد من الثَّلج وَأَشد بَيَاضًا من اللَّبن والين من الزّبد فِيهِ أَبَارِيق عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ لم يظمأ حَتَّى يدْخل الْجنَّة» انتهى وَقال حَدِيث صَحِيح عَلَى شَرط مُسلم.
وَرَوَى ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدِيث الْإِسْرَاء حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد وَهُوَ الطَّبَرَانِيّ ثَنَا عبد الله بن احْمَد بن أسيد الْأَصْبَهَانِيّ ثَنَا مُحَمَّد بن عِيسَى بن يزِيد السَّعْدِيّ ثَنَا سُلَيْمَان بن عمر بن سيار التَّيْمِيّ ثني أبي ثَنَا شُعَيْب بن رزين ثَنَا عمر بن سُلَيْمَان عَن الضَّحَّاك بن مُزَاحم عَن ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لما أسرِي بِي إِلَى السَّمَوَات رَأَيْت فِيهَا أَعَاجِيب...» فَذكره طَويلا نَحْو عشر وَرَقَات وَفِيه «ثمَّ نظرت فَإِذا نهر يجْرِي من أصل شَجَرَة مَاؤُهَا أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل وَمَجْرَاهُ عَلَى رَضْرَاض در وَيَاقُوت وحافتها زبرجد» وَذكر فِيهِ أَشْيَاء اثر الْوَضع عَلَيْهَا.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحديث َالثَّانِي رَوَاهُ ابْن ماجة فِي سنَنه فِي كتاب الزّهْد بِنَقص يسير أَيْضا من حَدِيث ثَوْبَان مولَى رَسُول الله أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِن حَوْضِي مَا بَين عدن إِلَى أَيْلَة أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأَحْلَى من الْعَسَل أَكَاوِيبه عدد نُجُوم السَّمَاء من شرب مِنْهُ شربة لم يظمأ بعْدهَا أبدا وَأول من يردهُ على من الْمُهَاجِرين الدنس ثيابًا الشعث رُءُوسًا الَّذين لَا ينْكحُونَ الْمُنَعَّمَاتِ وَلَا تفتح لَهُم السدد» مُخْتَصر.
وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَقالا فِيهِ «أول من يردهُ فُقراء الْمُهَاجِرين».
الحَدِيث الْخَامِس:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة الْكَوْثَر سقَاهُ الله من كل بِئْر فِي الْجنَّة وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات بِعَدَد كل قرْبَان قربه الْعباد يَوْم النَّحْر أَو يقربونه».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن اسْلَمْ عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان إِلَّا أَنه قال أَو يقربونه من أهل الْكتاب وَالْمُشْرِكين وَرَوَى الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم صَدره لم يقل فِيهِ «وَيكْتب لَهُ عشر حَسَنَات» إِلَى آخِره.

( يتبع – سورة الكافرون )



ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 03:53 PM   #409


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c









سورة الكافرون
التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 6 .
ترتيبها بالمصحف التاسعة بعد المائة .
نزلت بعد سورة الماعون .
بدأت بفعل أمر " قل يا أيها الكافرون " لم يذكر فيها لفظ الجلالة .

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏‏ ‏المُقَشْقِشَةُ ‏‏ ‏‏، ‏أَيْ ‏‏: ‏المُبَرِّئـَةُ ‏مِنَ ‏الشِّرْكِ ‏وَالنِّفَاقِ ‏وتُسَمَّى ‏‏: ‏‏ ‏العِبَادَةُ ‏‏، ‏وَالإِخْلاَصُ‎ ‎‏

سبب نزول السورة :

أخرج الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس أن قريش دعت رسول الله إلى ان يعطوه مالاً فيكون أغنى رجل بمكة ، ويزوجوه ما أراد من النساء ، فقالوا : هذا لك يا محمد وتكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء ، فإن لم تفعل فاعبد آلهتنا سنة ، قال : حتى أنظر ما يأتيني من ربي ، فأنزل الله ( قل يأيها الكافرون ) إلى أخر السورة


محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ التَّوْحِيدِ وَالبَرَاءةِ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلاَلِ ، فَقَدْ دَعَا المُشْرِكُونَ رَسُولَ الَّلهِ ـ ـ إلى المُهَادَنـَةِ ، وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَعْبُدَ آلِهَتَهُمْ سَنَةً ، وَيَعْبُدُوا إِلَهَهُ سَنَةً ، فَنَزَلَتِ السُّورَةُ تَقْطَعُ أَطْمَاعَ الكَافِرِينَ ، وَتَفْصِلُ النِّزَاعَ َينَ الفَرِيقَيـْنِ : ( أَهْلِ الإِيمَانِ ـ وَعَبَدَةِ الأَوْثَانِ ) ، وَتَرُدُّ عَلَى الكَافِرِينَ تِلْكَ الفِكْرَةَ السَّخِيفَةَ في الحَالِ وَالاسْتِقْبَالِ

.قال البقاعي:
سورة الكافرون وتسمى الإخلاص والمقشقشة، مقصودها إثبات مقصود الكوثر بالدليل الشهودي على منزلها كامل العلم شامل القدرة لأنه المنفرد بالوحدانية، فلذلك لا يقاوي من كان معه، ولذلك لما نزلت قرأها صلى الله عليه وسلم عليهم في المسجد أجمع ما كانوا، وهذا المراد بكل من أسمائها. أما الكافرون فمن وجهين، ناظر إلى إثبات، وناظر إلى نفي، أما المثبت فمن حيث أنه إشارة إلى تأمل جميع السورة من إطلاق البعض على الكل، وأما النافي فمن جهة أنهم إنما كفروا بإنكار ما هو مقصودها إما صريحا كالوحدانية وتمام القدرة، وإما لزوما وهو العم فإنه يلزم من نقص القدرة نقصه، وأما الإخلاص فلأن من اعتقد ذلك كان مؤمنا مخلصا برئيا من كل شرك وكل كفر، وأما القشقشة فلأنها أبرأت من كل نفاق وكفر، من قولهم: تقشقشت قروحه- إذا تقشرت للبرء، وعندي أنه من الجمع أخذا من القش الذي هو تطلب المأكول من هاهنا وههنا فإنها جمعت جميع أصول الدين، فأثبتتهعا على أتم وجه، فلزم من ذلك أنها جمعت جميع أنواع الكفر فحذفتها ونفتها، وقد تقدم تمام توجيه ذلك في براءة فأمرهما دائر على الإخلاص، ومن المعلوم أن من أخلص لله كان من أهل ولايته حقا، فحق له ما يفعل الولي مع وليه، ولذلك- والله أعلم- سمت قراءتها مع {قل هو الله أحد} في ركعتي الفجر ليجوز فاعل ذلك بالبراءة من الشرك والاتصاف بالتوحيد أول النهار ثمرة ما ورد أن من صلى الصبح كان في ذمة الله، ومن كان كذلك كان جديرا بأن ينال ما أشارت إليه السورتان اللتان بين سورتي الإخلاص من الفتح له والنصر والخيبة لعدوه والخسر والحسرة.
و .معظم مقصود السّورة يأْس الكافرين من موافقة النبىّ- صلى الله عليه وسلم بالإِسلام والأَعمال، في الماضى، والمستقبل، والحال، وبيان أَن كلّ أحد مأْخوذ بمالَه عليه إِقبال، وعليه اشتغال.

قال ابن عاشور:
عنونت هذه السورة في المصاحف التي بأيدينا قديمها وحديثها وفي معظم التفاسير (سورة الكافرون) بإضافة (سورة) إلى {الكافرون} وبثبوت واو الرفع في{الكافرون} على حكاية لفظ القرآن الواقع في أولها.
ووقع في (الكشاف) و(تفسير ابن عطية) و(حِرز الأماني) (سورة الكافرين) بياء الخفض في لفظ (الكافرين) بإضافة (سورة) إليه أن المراد سورة ذكر الكافرين، أو نداء الكافرين.
وعنونها البخاري في كتاب التفسير من (صحيحه) سورة: {قل يأيها الكافرون} (الكافرون: 1).
قال في (الكشاف) و(الإِتقان): وتسمى هي وسورة {قل هو الله أحد} المقشقشتين لأنهما تقشقشان من الشرك أي تُبرئان منه يقال: قشقش: إذا أزال المرض.
وتسمى أيضًا سورةَ الإِخلاص فيكون هذان الاسمان مشتركين بينها وبين سورة قل هو الله أحد.
وقد ذُكر في سورة براءة أن سورة براءة تسمى المقشقشة لأنها تقشقش، أي تبرئ من النفاق فيكون هذا مشتركًا بين السور الثلاث فيُحتاج إلى التمييز.
وقال سعد الله المعروفُ بسعدي عن جمال القراء أنها تسمى (سورة العبادة) وفي (بصائر ذوي التمييز) للفيروزابادي تسمى (سورة الدين).
وهي مكية بالاتفاق في حكاية ابن عطية وابن كثير، وروي عن ابن الزبير أنها مدنية.
وقد عدت الثامنة عشرة في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الماعون وقبل سورة الفيل.
وعدد آياتها ست.


سبب نزولها فيما حكاه الواحدي في (أسباب النزول) وابن إسحاق في (السيرة) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف بالكعبة فاعترضه الأسود بن المطلب بن أسد، والوليد بن المغيرة وأميةُ بن خلف، والعاص بنُ وائل. وكانوا ذوي أسنان في قومهم فقالوا: يا محمد هلمّ فلنعبد ما تعبدُ سنةً وتعبدُ ما نعبد سنة فنشترك نحن وأنت في الأمر، فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه فقال: «معاذ الله أن أشرك به غيره»، فأنزل الله فيهم: {قل يأيها الكافرون...} السورة كلها، فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه الملأ من قريش فقرأها عليهم فيئسوا منه عند ذلك وإنما عرضوا عليه ذلك لأنهم رأوا حرصه على أن يؤمنوا فطمعوا أن يستنزلوه إلى الاعتراف بإلاهية أصنامهم.
وعن ابن عباس: فيئسوا منه وآذوه وآذوا أصحابه.
وبهذا يعلم الغرض الذي اشتملت عليه وأنه تأييسهم من أن يوافقهم في شيء مما هم عليه من الكفر بالقول الفصل المؤكد في الحال والاستقبال وأن دين الإِسلام لا يخالط شيئًا من دين الشرك. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة الكافرون مكية، وهي سورة (التوحيد) و(البراءة من الشرك) والضلال، فقد دعا المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المهادنة، وطلبوا منه أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إلهه سنة، فنزلت السورة تقطع أطماع الكافرين، وتفصل النزاع بين الفريقين: أهل الإيمان، وعبدة الأوثان، وترد على الكافرين تلك الفكرة السخيفة في الحال والاستقبال.

قال سيد قطب
لم يكن العرب يجحدون اللّه ولكن كانوا لا يعرفونه بحقيقته التي وصف بها نفسه. أحد. صمد. فكانوا يشركون به ولا يقدرونه حق قدره ، ولا يعبدونه حق عبادته. كانوا يشركون به هذه الأصنام التي يرمزون بها إلى أسلافهم من الصالحين أو العظماء. أو يرمزون بها إلى الملائكة .. وكانوا يزعمون أن الملائكة بنات اللّه ، وأن بينه - سبحانه - وبين الجنة نسبا ، أو ينسون هذا الرمز ويعبدون هذه الآلهة ، وفي هذه الحالة أو تلك كانوا يتخذونها لتقربهم من اللّه كما حكى عنهم القرآن الكريم في سورة الزمر قولهم : «ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى » ..
ولقد حكى القرآن عنهم أنهم كانوا يعترفون بخلق اللّه للسماوات والأرض ، وتسخيره للشمس والقمر ، وإنزاله الماء من السماء كالذي جاء في سورة العنكبوت : «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» .. «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» ..
وفي أيمانهم كانوا يقولون : واللّه. وتاللّه. وفي دعائهم كانوا يقولون : اللهم .. إلخ.

ولكن العرب مع إيمانهم باللّه كان هذا الشرك يفسد عليهم تصورهم كما كان يفسد عليهم تقاليدهم وشعائرهم ، فيجعلون للآلهة المدعاة نصيبا في زرعهم وأنعامهم ونصيبا في أولادهم. حتى ليقتضي هذا النصيب أحيانا التضحية بأبنائهم. وفي هذا يقول القرآن الكريم عنهم في سورة الأنعام : «وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعامِ نَصِيباً. فَقالُوا هذا لِلَّهِ - بِزَعْمِهِمْ - وَهذا لِشُرَكائِنا. فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ. وَما كانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ. ساءَ ما يَحْكُمُونَ! وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ ، وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ ، وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما فَعَلُوهُ ، فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ. وَقالُوا : هذِهِ أَنْعامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لا يَطْعَمُها إِلَّا مَنْ نَشاءُ - بِزَعْمِهِمْ - وَأَنْعامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُها ، وَأَنْعامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِراءً عَلَيْهِ. سَيَجْزِيهِمْ بِما كانُوا يَفْتَرُونَ ، وَقالُوا : ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا ، وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا ، وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكاءُ. سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ. وَحَرَّمُوا ما رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِراءً عَلَى اللَّهِ. قَدْ ضَلُّوا وَما كانُوا مُهْتَدِينَ وكانوا يعتقدون أنهم على دين إبراهيم ، وأنهم أهدى من أهل الكتاب ، الذين كانوا يعيشون معهم في الجزيرة العربية ، لأن اليهود كانوا يقولون : عزير ابن اللّه. والنصارى كانوا يقولون : عيسى ابن اللّه. بينما هم كانوا يعبدون الملائكة والجن على اعتبار قرابتهم من اللّه - بزعمهم - فكانوا يعدون أنفسهم أهدى. لأن نسبة الملائكة إلى اللّه ونسبة الجن كذلك أقرب من نسبة عزير وعيسى .. وكله شرك.


وليس في الشرك خيار. ولكنهم هم كانوا يحسبون أنفسهم أهدى وأقوم طريقا! فلما جاءهم محمد - صلى اللّه عليه وسلم - يقول : إن دينه هو دين إبراهيم - عليه السلام - قالوا : نحن على دين إبراهيم فما حاجتنا إذن إلى ترك ما نحن عليه واتباع محمد؟! وفي الوقت ذاته راحوا يحاولون مع الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - خطة وسطا بينهم وبينه وعرضوا عليه أن يسجد لآلهتهم مقابل أن يسجدوا هم لإلهه! وأن يسكت عن عيب آلهتهم وعبادتهم ، وله فيهم وعليهم ما يشترط! ولعل اختلاط تصوراتهم ، واعترافهم باللّه مع عبادة آلهة أخرى معه .. لعل هذا كان يشعرهم أن المسافة بينهم وبين محمد قريبة ، يمكن التفاهم عليها ، بقسمة البلد بلدين ، والالتقاء في منتصف الطريق ، مع بعض الترضيات الشخصية! ولحسم هذه الشبهة ، وقطع الطريق على المحاولة ، والمفاصلة الحاسمة بين عبادة وعبادة ، ومنهج ومنهج ، وتصور وتصور ، وطريق وطريق .. نزلت هذه السورة. بهذا الجزم. وبهذا التوكيد. وبهذا التكرار. لتنهي كل قول ، وتقطع كل مساومة وتفرق نهائيا بين التوحيد والشرك ، وتقيم المعالم واضحة ، لا تقبل المساومة والجدل في قليل ولا كثير :
«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ. لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ، وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ، وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ. لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ».
نفي بعد نفي. وجزم بعد جزم. وتوكيد بعد توكيد. بكل أساليب النفي والجزم والتوكيد ..

«قُلْ» .. فهو الأمر الإلهي الحاسم الموحي بأن أمر هذه العقيدة أمر اللّه وحده. ليس لمحمد فيه شيء. إنما هو اللّه الآمر الذي لا مرد لأمره ، الحاكم الذي لا راد لحكمه.
«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» .. ناداهم بحقيقتهم ، ووصفهم بصفتهم .. إنهم ليسوا على دين ، وليسوا بمؤمنين وإنما هم كافرون. فلا التقاء إذن بينك وبينهم في طريق ..
وهكذا يوحي مطلع السورة وافتتاح الخطاب ، بحقيقة الانفصال الذي لا يرجى معه اتصال! «لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ» .. فعبادتي غير عبادتكم ، ومعبودي غير معبودكم ..
«وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» فعبادتكم غير عبادتي ، ومعبودكم غير معبودي.
«وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ» .. توكيد للفقرة الأولى في صيغة الجملة الاسمية وهي أدل على ثبات الصفة واستمرارها.
«وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ» .. تكرار لتوكيد الفقرة الثانية. كي لا تبقي مظنة ولا شبهة ، ولا مجال لمظنة أو شبهة بعد هذا التوكيد المكرر بكل وسائل التكرار والتوكيد!
ثم إجمال لحقيقة الافتراق الذي لا التقاء فيه ، والاختلاف الذي لا تشابه فيه ، والانفصال الذي لا اتصال فيه ، والتمييز الذي لا اختلاط فيه :
«لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» .. أنا هنا وأنتم هناك ، ولا معبر ولا جسر ولا طريق!!! مفاصلة كاملة شاملة ، وتميز واضح دقيق


لقد كانت هذه المفاصلة ضرورية لإيضاح معالم الاختلاف الجوهري الكامل ، الذي يستحيل معه اللقاء على شيء في منتصف الطريق. الاختلاف في جوهر الاعتقاد ، وأصل التصور ، وحقيقة المنهج ، وطبيعة الطريق.
إن التوحيد منهج ، والشرك منهج آخر .. ولا يلتقيان .. التوحيد منهج يتجه بالإنسان - مع الوجود كله - إلى اللّه وحده لا شريك له. ويحدد الجهة التي يتلقى منها الإنسان ، عقيدته وشريعته ، وقيمه وموازينه ، وآدابه وأخلاقه ، وتصوراته كلها عن الحياة وعن الوجود. هذه الجهة التي يتلقى المؤمن عنها هي اللّه ، اللّه وحده بلا شريك. ومن ثم تقوم الحياة كلها على هذا الأساس. غير متلبسة بالشرك في أية صورة من صوره الظاهرة والخفية .. وهي تسير ..
وهذه المفاصلة بهذا الوضوح ضرورية للداعية. وضرورية للمدعوين ..
إن تصورات الجاهلية تتلبس بتصورات الإيمان ، وبخاصة في الجماعات التي عرفت العقيدة من قبل ثم انحرفت عنها. وهذه الجماعات هي أعصى الجماعات على الإيمان في صورته المجردة من الغبش والالتواء والانحراف. أعصى من الجماعات التي لا تعرف العقيدة أصلا. ذلك أنها تظن بنفسها الهدى في الوقت الذي تتعقد انحرافاتها وتتلوى! واختلاط عقائدها وأعمالها وخلط الصالح بالفاسد فيها ، قد يغري الداعية نفسه بالأمل في اجتذابها إذا أقر الجانب الصالح وحاول تعديل الجانب الفاسد .. وهذا الإغراء في منتهى الخطورة! إن الجاهلية جاهلية ، والإسلام إسلام. والفارق بينهما بعيد. والسبيل هو الخروج عن الجاهلية بجملتها إلى الإسلام بجملته. هو الانسلاخ من الجاهلية بكل ما فيها والهجرة إلى الإسلام بكل ما فيه.


وأول خطوة في الطريق هي تميز الداعية وشعوره بالانعزال التام عن الجاهلية : تصورا ومنهجا وعملا. الانعزال الذي لا يسمح بالالتقاء في منتصف الطريق. والانفصال الذي يستحيل معه التعاون إلا إذا انتقل أهل الجاهلية من جاهليتهم بكليتهم إلى الإسلام.
لا ترقيع. ولا أنصاف حلول. ولا التقاء في منتصف الطريق .. مهما تزيت الجاهلية بزي الإسلام ، أو ادعت هذا العنوان! وتميز هذه الصورة في شعور الداعية هو حجر الأساس. شعوره بأنه شيء آخر غير هؤلاء. لهم دينهم وله دينه ، لهم طريقهم وله طريقه. لا يملك أن يسايرهم خطوة واحدة في طريقهم. ووظيفته أن يسيرهم في طريقه هو ، بلا مداهنة ولا نزول عن قليل من دينه أو كثير! وإلا فهي البراءة الكاملة ، والمفاصلة التامة ، والحسم الصريح .. «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» ..
وما أحوج الداعين إلى الإسلام اليوم إلى هذه البراءة وهذه المفاصلة وهذا الحسم .. ما أحوجهم إلى الشعور بأنهم ينشئون الإسلام من جديد في بيئة جاهلية منحرفة ، وفي أناس سبق لهم أن عرفوا العقيدة ، ثم طال عليهم الأمد «فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ» .. وأنه ليس هناك أنصاف حلول ، ولا التقاء في منتصف الطريق ،
ولا إصلاح عيوب ، ولا ترقيع مناهج .. إنما هي الدعوة إلى الإسلام كالدعوة إليه أول ما كان ، الدعوة بين الجاهلية. والتميز الكامل عن الجاهلية .. «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» .. وهذا هو ديني : التوحيد الخالص الذي يتلقى تصوراته وقيمه ، وعقيدته وشريعته .. كلها من اللّه .. دون شريك .. كلها .. في كل نواحي الحياة والسلوك.
وبغير هذه المفاصلة. سيبقى الغبش وتبقى المداهنة ويبقى اللبس ويبقى الترقيع .. والدعوة إلى الإسلام لا تقوم على هذه الأسس المدخولة الواهنة الضعيفة. إنها لا تقوم إلا على الحسم والصراحة والشجاعة والوضوح ..
وهذا هو طريق الدعوة الأول : «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ» ..

( يتبع )




ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 03:54 PM   #410


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c










تابع – سورة الكافرون

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الكافرون حَدِيث واحد:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة الْكَافِرُونَ فَكَأَنَّمَا قرأ ربع القرآنوَتَبَاعَدَتْ مِنْهُ مَرَدَة الشَّيَاطِين وَبرئ من الشّرك وتعافى من الْفَزع الْأَكْبَر».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث مُحَمَّد بن عمرَان بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد عَن الْحجَّاج بن عبد الله عَن أبي الْجَلِيل عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي ابْن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سُورَة الْكَافِرُونَ...».
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي إِلَّا أَنه قال: «وَيُعَافَى من فزع الْيَوْم فَمروا صِبْيَانكُمْ أَن يَقْرَءُوهَا عِنْد الْمَنَام فَلَا يعرض لَهُم شَيْء» انتهى.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس بِلَفْظ المُصَنّف.

فضل السورة :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ لَّلهِ قَالَ لِرَجُل مِنْ أَصْحَابـِهِ : " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ " قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتـَزَوَّجُ بـِهِ قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ ( قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) " قَالَ : بَلَى ، قَالَ :

. " ثُلُثُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْس َ مَعَكَ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ الَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ ) قَالَ :

بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ ، " أَلَيْس َ مَعَك َ( قُلْ يَأَيـُّهَا الكَافِرُونَ ؟ )" قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ(إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ ) قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ ، تـَزَوَّجْ " ( أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ)

( يتبع – سورة النصر )



ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:00 PM   #411


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c









سورة النصر

التعريف بالسورة :
سورة مدنية .
من المفصل .
آياتها 3 .
ترتيبها بالمصحف العاشرة بعد المائة .
نزلت بعد سورة التوبة .
بدأت باسلوب شرط " إذا جاء نصر الله والفتح .

.قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في كلام السلف (سورةَ إذا جاء نصر الله والفتحُ). روى البخاري: «أن عائشة قالت: لما نزلت سورة إذا جاء نصر الله والفتح...» الحديثَ.
وسميت في المصاحف وفي معظم التفاسير (سورة النصر) لذكر نصر الله فيها، فسميت بالنصر المعهود عهدًا ذكريًا.
وهي معنونة في (جامع الترمذي) (سورة الفتح) لوقوع هذا اللفظ فيها فيكون هذا الاسم مشتركًا بينها وبين سورة: {إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا}.
وعن ابن مسعود أنها تسمى سورة التوديع في الإِتقان لما فيها من الإِيماء إلى وَداعه صلى الله عليه وسلم. اهـ. يعني من الإِشارة إلى اقتراب لحاقه بالرفيق الأعلى كما سيأتي عن عائشة.

سبب نزول السورة :

أخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن الزهري قال : لما دخل رسول الله مكة عام الفتح بعث خالد بن الوليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة ، حتى هزمهم الله ، ثم أمر بالسلاح فرفع عنهم ، ودخلوا في الدين فأنزل الله ( إذا جاء نصر الله والفتح ) حتى ختمها

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ فَتْحِ مَكَّةَ الَّذِي عَزَّ بـِهِ المُسْلِمُونَ ، وَانْتَشَرَ الإِسْلاَمُ في الجَزِيرَةِ العَرَبِيـَّةِ ، وَتَقَلَّمَتْ أَظَافِرُ الشِّرْكِ وَالضَّلاَلِ وَبِهَذَا الفَتْحِ المُبِينِ دَخَلَ النَّاسُ في دِينِ الَّلهِ ، وَارْتـَفَعَتْ رَايَةُ الإِسْلاَمِ ، وَاضْمَحَلَّتْ مِلَّةُ الأَصْنَامِ ، وَكَانَ الإِخْبَارُ بِفَتْحِ مَكَّةَ قَبْلَ وُقُوعِهِ ، مِنْ أَظْهَرِ الدَّلاَئِلِ عَلَى صِدْقِ نُبُوَّتـِهِ ـ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ

.قال البقاعي:
سورة النصر وتسمى التوديع، مقصودها الإعلام بتمام الدين اللازم عن مدلول اسمها النصر، اللازم عنه موت النبي صلى الله عليه وسلم، اللازم عنه العلم بأنه ما برز إلى عالم الكون والفساد إلا لإعلاء كلمة الله تعالى وإدحاض كلمة الشيطان- لعنة الله تعالى عليه- اللازم عنه أنه صلى الله عليه وسلم خلاصة الوجود، وأعظم عبد للولي الودود، وعلى ذلك أيضا دل اسمها التوديع وحال نزولها وهو أيام التشريق من سنة حجة الوداع.
و معظم مقصود السّورة بيان نعيه، وذكر تمام نُصرة أَهل الإِسلام، ورغبة الخلق في الإِقوال على دِين الهدى، وبيان وظيفة التسبيح والاستغفار، والأَمر بالتّوبة في آخر الحال بقوله: {وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.

.قال ابن عاشور:
سورة النصر مدنية بالاتفاق.
واختلف في وقت نزولها فقيل: نزلت منصرَف النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر (أي في سنة سبع)، ويؤيده ما رواه الطبري والطبراني عن ابن عباس: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة نزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} قال رسول الله: «الله أكبر جَاء نصر الله والفتحُ وجاء نصرُ أهل اليمن» فقال رجل: يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال: «قوم رقيقة قلوبهم، لينة طباعهم، الإِيمانُ يمانٍ والفقهُ يَمانٍ والحكمةُ يمانية» اهـ.
ومجيء أهل اليمن أول مرة هو مجيء وفد الأشعريين عام غزوة خيبر.


لم يختلف أهل التأويل أن المراد بالفتح في الآية هو فتح مكة، وعليه فالفتح مستقبل ودخول الناس في الدين أفواجًا مستقبل أيضًا وهو الأليق باستعمال (إذا) ويحمل قول النبي: جاء نصر الله والفتح على أنه استعمال الماضي في معنى المضارع لتحقق وقوعه أو لأن النصر في خيبر كان بادرةً لفتح مكة.
وعن قتادة: نزلت قبل وفاة رسول الله بسنتين.
وقال الواحدي عن ابن عباس: نزلت مُنصرفَه من حُنين، فيكون الفتح قد مضى ودخول الناس في الدين أفواجًا مستقبلًا، وهو في سنة الوفود سنة تسع، وعليه تكون (إذا) مستعملة في مجرد التوقيت دون تعيين.
وروى البزار والبيهقي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن عمر أنها نزلت أواسط أيام التشريق (أي عامَ حجة الوداع). وضعفه ابن رجب بأن فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وقال أحمد بن حنبل: لا تحل الرواية عنه وإن صحت هذه الرواية كان الفتح ودخول الناس في الدين أفواجًا قد مَضيا.
وعن ابن عمر أن رسول الله عاش بعد نزولها نحوًا من ثلاثة أشهر وعليه تكون (إذا) مستعملة للزمن الماضي لأن الفتح ودخول الناس في الدين قد وقَعا.
وقد تظافرت الأخبار رواية وتأويلًا أن هذه السورة تشتمل على إيماء إلى اقتراب أجل رسول الله وليس في ذلك ما يرجح أحد الأقوال في وقت نزولها إذ لا خلاف في أن هذا الإِيماء يشير إلى توقيت بمجيء النصر والفتح ودخول الناس في الدين أفواجًا فإذا حصل ذلك حان الأجل الشريف.

في حديث ابن عباس في صحيح البخاري: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر: 1) وذلك علامة أجَلِك: {فسبح بحمد ربك واستغفره} (النصر: 3).
وفي هذا ما يُؤَوِّل ما في بعض الأخبار من إشارة إلى اقتراب ذلك الأجل مثل ما في حديث ابن عباس عند البيهقي في (دلائل النبوة) والدّارمي وابن مردويه: لما نزلت: {إذا جاء نصر الله والفتح} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة وقال: «إنه قد نُعيَتْ إلى نفْسي فبكتْ...» الخ، فإن قوله: (لَما نزلت) مُدرج من الراوي، وإنما هو إعلام لها في مرضه كما جاء في حديث الوفاة في (الصحيحين) فهذا جمع بين ما يَلُوح منه تعارض في هذا الشأن.
وعدها جابر بن زيد السورة المائة والثلاث في ترتيب نزول السور، وقال: نزلت بعد سورة الحشر وقبل سورة النور. وهذا جار على رواية أنها نزلت عقب غزوة خيبر.
وعن ابن عباس أنها آخر سورة نزلت من القرآن فتكون على قوله السورة المائة وأربع عشرة نزلت بعد سورة براءة ولم تنزل بعدها سورة أخرى.
وعدد آياتها ثلاث وهي مساوية لسورة الكوثر في عدد الآيات إلا أنها أطول من سورة الكوثر عدَّةَ كلمات، وأقصرُ من سورة العصر. وهاته الثلاث متساوية في عدد الآيات. وفي حديث ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق السبعي في حديث: طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصلى عبد الرحمن بن عوف صلاة خفيفة بأقصر سورتين في القرآن: {إنا أعطيناك الكوثر} (الكوثر: 1) و{إذا جاء نصر الله والفتح} (النصر: 1).

والغَرض منها الوعد بنصر كامل من عند الله أو بفتح مكة، والبشارة بدخول خلائق كثيرة في الإسلام بفتح وبدونه إن كان نزولها عند منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر كما قال ابن عباس في أحد قوليه.
والإِيماءُ إلى أنه حين يقع ذلك فقد اقترب انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآخرة.
ووعدُه بأن الله غفر له مغفرة تامة لا مؤاخذة عليه بعدها في شيء مما يختلج في نفسه الخوف أن يكون منه تقصير يقتضيه تحديد القوة الإنسانية الحدَّ الذي لا يفي بما تطلبه همَّتُه المَلَكية بحيث يكون قد ساوَى الحد الملَكي الذي وصفه الله تعالى في الملائكة بقوله: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} (الأنبياء: 20). اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة النصر مدنية، هي تتحدث عن (فتح مكة) الذي عز به المسلمون، وإنتشر الإسلام في الجزيرة العربية، وتقلمت أظافر الشرك والضلال، وبهذا الفتح المبين، دخل الناس في دين الله، وإرتفعت راية الإسلام، وإضمحلت ملة الأصنام، وكان الإخبار بفتح مكة قبل وقوعه، من أظهر الدلائل على صدق نبوته، عليه أفضل الصلاة والسلام.

قال سيد قطب
هذه السورة الصغيرة .. كما تحمل البشرى لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بنصر اللّه والفتح ودخول الناس في دين اللّه أفواجا وكما توجهه - صلى اللّه عليه وسلم - حين يتحقق نصر اللّه وفتحه واجتماع الناس على دينه إلى التوجه إلى ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار ..
كما تحمل إلى الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - البشرى والتوجيه .. تكشف في الوقت ذاته عن طبيعة هذه العقيدة وحقيقة هذا المنهج ، ومدى ما يريد أن يبلغ بالبشرية من الرفعة والكرامة والتجرد والخلوص ، والانطلاق والتحرر .. هذه القمة السامقة الوضيئة ، التي لم تبلغها البشرية قط إلا في ظل الإسلام. ولا يمكن أن تبلغها إلا وهي تلبي هذا الهدف العلوي الكريم.
وقد وردت روايات عدة عن نزول هذه السورة نختار منها رواية الإمام أحمد : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : قالت عائشة : كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يكثر في آخر أمره من قوله : «سبحان اللّه وبحمده ، أستغفر اللّه وأتوب إليه» وقال : «إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره إنه كان توابا» فقد رأيتها .. «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً» ..
(و رواه مسلم من طريق داود بن أبي هند بهذا النص) ..

قال ابن كثير في التفسير : والمراد بالفتح هاهنا فتح مكة. قولا واحدا. فإن أحياء العرب كانت تتلوم (أي تنتظر) بإسلامها فتح مكة يقولون : إن ظهر على قومه فهو نبي ، فلما فتح اللّه عليه مكة دخلوا في دين اللّه أفواجا ، فلم تمض سنتان حتى استوسقت جزيرة العرب إيمانا ، ولم يبق في سائر قبائل العرب إلا مظهر للإسلام وللّه الحمد والمنة ، وقد روى البخاري في صحيحه عن عمرو بن سلمة قال : لما كان الفتح بادر كل قوم بإسلامهم إلى رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وكانت الأحياء تتلوم بإسلامها فتح مكة يقولون : دعوه وقومه فإن ظهر عليهم فهو نبي ... «الحديث» ..
فهذه الرواية هي التي تنفق مع ظاهر النص في السورة : «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ...» إلخ فهي إشارة عند نزول السورة إلى أمر سيجيء بعد ذلك ، مع توجيه النبي - صلى اللّه عليه وسلم - إلى ما يعمله عند تحقق هذه البشارة وظهور هذه العلامة.
وهناك رواية أخرى عن ابن عباس لا يصعب التوفيق بينها وبين هذه الرواية التي اخترناها ..
قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا أبو عوانة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر ، فكأن بعضهم وجد في نفسه ، فقال : لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر : إنه ممن قد علمتم. فدعاهم ذات يوم فأدخلني معهم. فما رأيت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم فقال : ما تقولون في قول اللّه عز وجل : «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ»؟ فقال بعضهم : أمرنا أن نحمد اللّه ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا. وسكت بعضهم فلم يقل شيئا. فقال لي : أكذلك تقول يا بن عباس؟ «فقلت لا. فقال : ما تقول؟ فقلت : هو أجل رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أعلمه له. قال :
«إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» فذلك علامة أجلك «فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً». فقال عمر ابن الخطاب : لا أعلم منها إلا ما تقول (تفرد به البخاري).
فلا يمتنع أن يكون الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - حين رأى علامة ربه أدرك أن واجبه في الأرض قد كمل ، وأنه سيلقى ربه قريبا. فكان هذا معنى قول ابن عباس : هو أجل رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أعلمه له .. إلخ ..

ولكن هناك حديث رواه الحافظ البيهقي - بإسناده - عن ابن عباس كذلك : قال : لما نزلت : «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» .. دعا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فاطمة وقال : «إنه قد نعيت إليّ نفسي» فبكت.
ثم ضحكت. وقالت أخبرني : أنه نعيت إليه نفسه فبكيت ، ثم قال : «اصبري فإنك أول أهلي لحوقا بي» فضحكت.
ففي هذا الحديث تحديد لنزول السورة. فكأنها نزلت والعلامة حاضرة. أي أنه كان الفتح قد تم ودخول الناس أفواجا قد تحقق. فلما نزلت السورة مطابقة للعلامة علم رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أنه أجله ..
إلا أن السياق الأول أوثق وأكثر اتساقا مع ظاهر النص القرآني. وبخاصة أن حديث بكاء فاطمة وضحكها قد روي بصورة أخرى تتفق مع هذا الذي نرجحه .. عن أم سلمة - رضي اللّه عنها - قالت : «دعا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فاطمة عام الفتح فناجاها ، فبكت ، ثم ناجاها فضحكت. قالت : فلما توفي رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - سألتها عن بكائها وضحكها. قالت : أخبرني رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أنه يموت ، فبكيت ، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران. فضحكت ..
(أخرجه الترمذي).


فهذه الرواية تتفق مع ظاهر النص القرآني ، ومع الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأخرجه مسلم في صحيحه.
من أنه كانت هناك علامة بين الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وربه هي : «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ..»
فلما كان الفتح عرف أن قد قرب لقاؤه لربه فناجى فاطمة رضي اللّه عنها بما روته عنها أم سلمة رضي اللّه عنها.
ونخلص من هذا كله إلى المدلول الثابت والتوجيه الدائم الذي جاءت به هذه السورة الصغيرة .. فإلى أي مرتقى يشير هذا النص القصير :
«إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ، إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً» ...
في مطلع الآية الأولى من السورة إيحاء معين لإنشاء تصور خاص ، عن حقيقة ما يجري في هذا الكون من أحداث ، وما يقع في هذه الحياة من حوادث. وعن دور الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ودور المؤمنين في هذه الدعوة ، وحدّهم الذي ينتهون إليه في هذا الأمر .. هذا الإيحاء يتمثل في قوله تعالى : «إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ ...» .. فهو نصر اللّه يجيء به اللّه : في الوقت الذي يقدره. في الصورة التي يريدها. للغاية التي يرسمها.
وليس للنبي ولا لأصحابه من أمره شي ء ، وليس لهم في هذا النصر يد. وليس لأشخاصهم فيه كسب. وليس لذواتهم منه نصيب. وليس لنفوسهم منه حظ! إنما هو أمر اللّه يحققه بهم أو بدونهم. وحسبهم منه أن يجريه اللّه على أيديهم ، وأن يقيمهم عليه حراسا ، ويجعلهم عليه أمناء .. هذا هو كل حظهم من النصر ومن الفتح ومن دخول الناس في دين اللّه أفواجا ..

وبناء على هذا الإيحاء وما ينشئه من تصور خاص لحقيقة الأمر يتحدد شأن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - ومن معه بإزاء تكريم اللّه لهم ، وإكرامهم بتحقيق نصره على أيديهم. إن شأنه - ومن معه - هو الاتجاه إلى اللّه بالتسبيح وبالحمد والاستغفار في لحظة الانتصار.
التسبيح والحمد على ما أولاهم من منة بأن جعلهم أمناء على دعوته حراسا لدينه. وعلى ما أولى البشرية كلها من رحمة بنصره لدينه ، وفتحه على رسوله ودخول الناس أفواجا في هذا الخير الفائض العميم ، بعد العمى والضلال والخسران.
والاستغفار لملابسات نفسية كثيرة دقيقة لطيفة المدخل : الاستغفار من الزهو الذي قد يساور القلب أو يتدسس إليه من سكرة النصر بعد طول الكفاح ، وفرحة الظفر بعد طول العناء. وهو مدخل يصعب توقيه في القلب البشري. فمن هذا يكون الاستغفار.
والاستغفار مما قد يكون ساور القلب أو تدسس إليه في فترة الكفاح الطويل والعناء القاسي ، والشدة الطاغية والكرب الغامر .. من ضيق بالشدة ، واستبطاء لوعد اللّه بالنصر ، وزلزلة كالتي قال عنها في موضع آخر :
«أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ؟ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ» «1» فمن هذا يكون الاستغفار.
والاستغفار من التقصير في حمد اللّه وشكره. فجهد الإنسان ، مهما كان ، ضعيف محدود ، وآلاء اللّه دائمة الفيض والهملان .. «وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» .. فمن هذا التقصير يكون الاستغفار ..

وهناك لطيفة أخرى للاستغفار لحظة الانتصار .. ففيه إيحاء للنفس وإشعار في لحظة الزهو والفخر بأنها في موقف التقصير والعجز. فأولى أن تطامن من كبريائها ، وتطلب العفو من ربها. وهذا يصد قوى الشعور بالزهو والغرور ..
ثم إن ذلك الشعور بالنقص والعجز والتقصير والاتجاه إلى اللّه طلبا للعفو والسماحة والمغفرة يضمن كذلك عدم الطغيان على المقهورين المغلوبين. ليرقب المنتصر اللّه فيهم ، فهو الذي سلطه عليهم ، وهو العاجز القاصر المقصر. وإنها سلطة اللّه عليهم تحقيقا لأمر يريده هو. والنصر نصره ، والفتح فتحه ، والدين دينه ، وإلى اللّه تصير الأمور.
إنه الأفق الوضيء الكريم ، الذي يهتف القرآن الكريم بالنفس البشرية لتتطلع إليه ، وترقى في مدارجه ، على حدائه النبيل البار. الأفق الذي يكبر فيه الإنسان لأنه يطامن من كبريائه ، وترف فيه روحه طليقة لأنها تعنو للّه! إنه الانطلاق من قيود الذات ليصبح البشر أرواحا من روح اللّه. ليس لها حظ في شيء إلا رضاه. ومع هذا الانطلاق جهاد لنصرة الخير وتحقيق الحق وعمل لعمارة الأرض وترقية الحياة وقيادة للبشرية قيادة رشيدة نظيفة معمرة ، بانية عادلة خيرة ، .. الاتجاه فيها إلى اللّه.
وعبثا يحاول الإنسان الانطلاق والتحرر وهو مشدود إلى ذاته ، مقيد برغباته ، مثقل بشهواته. عبثا يحاول ما لم يتحرر من نفسه ، ويتجرد في لحظة النصر والغنم من حظ نفسه ليذكر اللّه وحده.

هذا هو الأدب الذي اتسمت به النبوة دائما ، يريد اللّه أن ترتفع البشرية إلى آفاقه ، أو تتطلع إلى هذه الآفاق دائما ..
كان هذا هو أدب يوسف - عليه السلام - في اللحظة التي تم له فيها كل شي ء ، وتحققت رؤياه : «وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً ، وَقالَ : يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا. وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي. إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ ، إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ» ..
وفي هذه اللحظة نزع يوسف - عليه السلام - . نفسه من الصفاء والعناق والفرحة والابتهاج ليتجه إلى ربه في تسبيح الشاكر الذاكر. كل دعوته وهو في أبهة السلطان وفي فرحة تحقيق الأحلام :
«رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ ، فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ، تَوَفَّنِي مُسْلِماً ، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ» .. وهنا يتوارى الجاه والسلطان ، وتتوارى فرحة اللقاء وتجمع الأهل ولمة الإخوان ، ويبدو المشهد الأخير مشهد إنسان فرد يبتهل إلى ربه أن يحفظ له إسلامه حتى يتوفاه إليه ، وأن يلحقه بالصالحين عنده. من فضله ومنه وكرمه ..

( يتبع )



ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:05 PM   #412


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c









تابع – سورة النصر

محور مواضيع السورة

وكان هذا هو أدب سليمان عليه السلام وقد رأى عرش ملكة سبأ حاضرا بين يديه قبل أن يرتد إليه طرفه :
«فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ : هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ، وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ، وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ» ..
وهذا كان أدب محمد - صلى اللّه عليه وسلم - في حياته كلها ، وفي موقف النصر والفتح الذي جعله ربه علامة له .. انحنى للّه شاكرا على ظهر دابته ودخل مكة في هذه الصورة. مكة التي آذته وأخرجته وحاربته ووقفت في طريق الدعوة تلك الوقفة العنيدة .. فلما أن جاءه نصر اللّه والفتح ، نسي فرحة النصر وانحنى انحناءة الشكر ، وسبح وحمد واستغفر كما لقنه ربه ، وجعل يكثر من التسبيح والحمد والاستغفار كما وردت بذلك الآثار. وكانت هذه سنته في أصحابه من بعده ، رضي اللّه عنهم أجمعين.
وهكذا ارتفعت البشرية بالإيمان باللّه ، وهكذا أشرقت وشفت ورفرفت ، وهكذا بلغت من العظمة والقوة والانطلاق ..


قال محمد الغزالي:
{إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا}. هذه السورة نزلت في أواخر عمر النبي عليه الصلاة والسلام. وقد فهم منها- كما فهم حذاق الصحابة منها- أنها تنعى إليه نفسه، وتشعره بقرب الرحيل عن هذه الدنيا، فليستعد لذلك بطول التسبيح والاستغفار.. والنصر الذي جاء وقع بعد تساقط الأصنام وذهاب دولتها، وامتلاء الآفاق بالمؤذنين يعلنون ليلا ونهارا، أن الله وأحد، وأن الحجارة المعبودة قد تصلح لرصف الطرق أو بناء الدور.. لقد أدى محمد رسالته في إعلاء كلمة الله ومحو الخرافات السائدة، وبقى أن يعود إلى ربه ليجزيه خيرا عن جهاده الطويل. إنه تعب كما لم يتعب أحد. انتصب تهجدا حتى تورمت قدماه وهو من استغراقه في المناجاة لا يدرى! ولبس لامة الحرب حتى أجهدته الجراحات. وأحرجه هوانه على الناس، ثم صاح: إن لم يك بك على غضب فلا أبالى!! قد تقول: وماذا لو طال عمره حتى يستمتع بالنصر الذي أحرز؟ أقول: إنما يتمتع بالنصر طالب علو في الدنيا. إنه في أواخر عمره طلب طعاما لبيته من تاجر يهودى، فأبى اليهودى إلا أن يعطيه برهن. وكان النبي يومئذ في قمة السلطة؟ انكسرت جميع القوى أمام جيشه، وانحسر المد الرومانى وراء حدود الجزيرة، واستسلمت كل المستوطنات اليهودية. ولو أن الرسول كلف أحد الأغنياء من أتباعه أن يدفع ثمن القوت المطلوب، لعد ذلك شرف الدنيا والآخرة. لكن الرسول لم يفعل، وقال لليهودى: أنا أمين في الأرض والسماء، وخذ الرهن الذي تطلب. وأعطاه درعه! ومات النبي والدرع مرهونة عند اليهودى في قوت بيته. ماذا نال محمد من دنيا الناس؟ ثم يجيء الوحى يعرض عليه البقاء هنا أو لقاء الله! فيقول: بل الرفيق الأعلى! إن محمدا لقى ربه ونعم بجواره، وهو الآن مع المرسلين الأولين والملائكة المقربين {في مقعد صدق عند مليك مقتدر}.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة النصر ذكر فِيهَا اثْنَي عشر حَدِيثا:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَن فتح مَكَّة كَانَ لعشر مضين من رَمَضَان سنة ثَمَان وَكَانَ مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عشرَة آلَاف من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَطَوَائِف الْعَرَب وَأقَام بهَا خمس عشرَة لَيْلَة ثمَّ خرج إِلَى هوَازن وَحين دَخلهَا وقف عَلَى بَاب الْكَعْبَة ثمَّ قال: «لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ صدق وعده وَنصر عَبده وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده» ثمَّ قال: «يأهل مَكَّة مَا ترَوْنَ أَنِّي فَاعل بكم» قالوا خيرا أَخ كريم وَابْن أَخ كريم ثمَّ قال: «اذْهَبُوا فَأنْتم الطُّلَقَاء» فَأعْتقهُمْ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت أخرجه ابْن هِشَام فِي السِّيرَة فِي فتح مَكَّة من قول ابْن إِسْحَاق إِلَّا أَنه قال فِيهِ إِن فتح مَكَّة كَانَ لعشر لَيَال بَقينَ من رَمَضَان.
وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي فتح مَكَّة عَن الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله ابْن عتبَة عَن ابْن عَبَّاس أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خرج فِي رَمَضَان من الْمَدِينَة وَمَعَهُ عشرَة آلَاف من الْمُسلمين... إِلَى أَن قال قال الزُّهْرِيّ فَصبح رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَكَّة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من رَمَضَان.
وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق ابْن إِسْحَاق عَن الزُّهْرِيّ وَمُحَمّد ابن علي بن الْحُسَيْن وَعَاصِم بن عمر بن قَتَادَة وَعَمْرو بن شُعَيْب وَعبد الله بن أبي بكر وَغَيرهم قالوا كَانَ فتح مَكَّة سنة ثَمَان لعشر بقيت من شهر رَمَضَان انْتَهَى.
وَهَذَا اخْتِلَاف رِوَايَة وَأخرج الْوَاقِدِيّ فِي كتاب الْمَغَازِي الرِّوَايَتَيْنِ ذكرهمَا فِي غَزْوَة حنين.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثَّانِي:
عَن جَابر بن عبد الله أَنه بَكَى ذَات يَوْم فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقال سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقول «دخل النَّاس فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا»
قلت رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده حَدثنَا مُعَاوِيَة بن عَمْرو ثَنَا أَبُو إِسْحَاق عَن الْأَوْزَاعِيّ ثني أَبُو عمار ثني جَار لجَابِر بن عبد الله قال قدمت من سفر فَجَاءَنِي جَابر بن عبد الله يسلم على فَجعلت أحدثه عَن افْتِرَاق النَّاس وَمَا أحدثُوا فَجعل جَابر يبكي ثمَّ قال سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقول «إِن النَّاس دخلُوا فِي دين الله أَفْوَاجًا وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا» انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده ثَنَا أَبُو أُسَامَة حَدثنِي الْمفضل ابْن يُونُس عَن الْأَوْزَاعِيّ بِهِ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من طَرِيق بَقِيَّة بن الْوَلِيد ثَنَا الْأَوْزَاعِيّ ثَنَا شَدَّاد بن عمار حَدثنِي جَار لجَابِر بن عبد الله... فَذكره.
وَاخْتَصَرَهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفِتَن من طَرِيق ابْن وهب ثني عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح عَن أبي الْأسود الْقرشِي عَن أبي قُرَّة مولَى أبي جهل عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه لما أنزلت عَلَيْهِ هَذِه السُّورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح... إِلَى آخرهَا قال عَلَيْهِ السلام «ليخرجن مِنْهُ أَفْوَاجًا كَمَا دَخَلُوهُ أَفْوَاجًا» انْتَهَى وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من حَدِيث مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن الْأَوْزَاعِيّ بِسَنَد أَحْمد وَمَتنه.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثَّالِث:
قال أَبُو هُرَيْرَة لما نزلت قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح وَجَاء أهل الْيمن رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية».
قلت غَرِيب من حَدِيث أبي هُرَيْرَة.
وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ من حَدِيث ابْن عَبَّاس أخرجه من طَرِيق أبي عوَانَة عَن هِلَال ابْن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت {إِذا جَاءَ نصر الله...} إِلَى آخرهَا قال نعيت لرَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَفسه حِين أنزلت فَأخذ فِي أَشد مَا كَانَ اجْتِهَادًا فِي أَمر الآخر وَقال بعد ذَلِك جَاءَ الْفَتْح وَجَاء نصر الله وَجَاء أهل الْيمن فَقال رجل يَا رَسُول الله وَمَا أهل الْيمن قال: «رقيقَة قُلُوبهم الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَالْفِقْه يمَان» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْحَادِي عشر من الْقسم الثَّالِث، وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم مُخْتَصرا رَوَاهُ فِي كتاب الْإِيمَان من حَدِيث مُحَمَّد بن سِرين عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «جَاءَ أهل الْيمن لَهُم أرق أَفْئِدَة الْإِيمَان يمَان وَالْفِقْه يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية»انْتَهَى.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أخرجه من طَرِيق عبد الرَّزَّاق ثَنَا هِشَام بن حسان عَن أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة قال لما نزلت {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح...} إِلَى آخر لفظ المُصَنّف.

( يتبع )



ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:10 PM   #413


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c









تابع – سورة النصر

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الرَّابِع:
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي أجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن» قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْأَسْمَاء وَالصِّفَات من حَدِيث عبد الله بن سَالم الْحِمصِي ثَنَا إِبْرَاهِيم بن سُلَيْمَان الْأَفْطَس ثَنَا الْوَلِيد بن عبد الرَّحْمَن الجرشِي عَن جُبَير بن نفير عَن سَلمَة بن نفَيْل السكونِي قال دَنَوْت من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقلت يَا رَسُول الله تركت الْخَيل وَأُلْقِي السِّلَاح وَزعم قوم أَلا قتال فَقال صلى الله عليه وسلم: «كذبُوا الْآن حَان الْقِتَال لَا تزَال من أمتِي أمة قَائِمَة عَلَى الْحق ظَاهِرَة» قال وَهُوَ مول ظَهره إِلَى الْيمن «أَنِّي أجد نَفْس الرَّحْمَن من هَاهُنَا وَالْخَيْل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا» انْتَهَى.
قال الْبَزَّار هَذَا حَدِيث رِجَاله شَامِيُّونَ مَشْهُورُونَ إِلَّا إِبْرَاهِيم ابْن سُلَيْمَان الْأَفْطَس انْتَهَى.
وَرَوَى الطَّبَرَانِيّ فِي كِتَابه مُسْند الشاميين ثَنَا أَبُو زرْعَة أَحْمد بن مُحَمَّد بن يَحْيَى بن حَمْزَة قالا ثَنَا علي بن عَيَّاش الْحِمصِي ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب أبي روح عَن أبي هُرَيْرَة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس الرَّحْمَن من قبل الْيمن» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ فِي المعجم الْوسط ثَنَا أَبُو زرْعَة عبد الرَّحْمَن بن عَمْرو ثَنَا أَبُو الْيَمَان ثَنَا حريز بن عُثْمَان عَن شبيب عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «الْإِيمَان يمَان وَالْحكمَة يَمَانِية وَأَجد نَفْس ربكُم من قبل الْيمن» مُخْتَصر.
قال الْبَيْهَقِيّ وَهَذَا الْخَبَر إِن كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه أَلا إِنِّي أجد الْفرج من قبل الْيمن وَهُوَ كَقوله صلى الله عليه وسلم: «من نَفْس عَن مُؤمن كربَة نَفْس الله عَنهُ كربَة» أَي فرج ثمَّ نقل عَن الْأَزْهَرِي أَنه قال فِيهِ وَفِي حَدِيث أبي بن كَعْب لَا تسبوا الرّيح فَإِنَّهَا من نَفْس الرَّحْمَن إِن النَّفس فِي هذَيْن الْحَدِيثين اسْم وضع مَوضِع الْمصدر لِأَن مصدر نَفْس تَنْفِيس فَوضع النَّفس مَوضِع التَّنْفِيس كَمَا وضع الْفرج مَوضِع التَّفْرِيج انْتَهَى.
والْحَدِيث بِلَفْظ الْكتاب فِي الفردوس من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة وَأنس.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الْخَامِس:
رَوَت أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما فتح بَاب الْكَعْبَة صَلَّى صَلَاة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيث ابْن أبي لَيْلَى قال مَا أخبرنَا أحد أَنه رَأَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى الضُّحَى غير أم هَانِئ فَإِنَّهَا ذكرت أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم فتح مَكَّة اغْتسل فِي بَيتهَا وَصَلى ثَمَانِي رَكْعَات فَلم يره أحد صَلَّاهُنَّ بعد. انْتَهَى.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ فِي سُنَنهمَا وَرَوَاهُ بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه.
وَرَوَاهُ احْمَد فِي مُسْنده وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي من نَحْو ثَلَاثِينَ طَرِيقا وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه والطبري فِي تَفْسِيره وَلَيْسَ عِنْد أحد مِنْهُم أَنه صلاهَا لما فتح بَاب الْكَعْبَة وَإِنَّمَا يَقولونَ يَوْم الْفَتْح أَو يَوْم فتح مَكَّة وَالله أعلم.
وَفِي سنَن أبي دَاوُد انه عَلَيْهِ السلام كَانَ يسلم يَوْم الْفَتْح من كل رَكْعَتَيْنِ وَهَذَا يَنْفِي انه صلاهَا بِتَسْلِيمَة واحدة رَوَاهُ من حَدِيث كريب عَن أم هَانِئ.
وَبَعض الْعلمَاء أنكر أَن هَذِه الصَّلَاة صَلَاة الضُّحَى قالوا لِأَنَّهُ عَلَيْهِ السلام لم يواظب عَلَيْهَا كَيفَ يُصليهَا فِي ذَلِك الْيَوْم مَعَ أَنه لم ينْو الْإِقَامَة بِمَكَّة وَمكث بهَا تِسْعَة عشر يَوْمًا من رَمَضَان يقصر الصَّلَاة وَيفْطر هُوَ وَجَمِيع الْجَيْش وَكَانُوا نَحوا من عشرَة آلَاف قالوا وَإِنَّمَا كَانَت صَلَاة الْفَتْح وَاسْتَحَبُّوا لأمير الْجَيْشاذا فتح بَلَدا أَن يُصَلِّي فِيهَا ثَمَان رَكْعَات وَهَكَذَا فعل سعد بن أبي وَقاص يَوْم فتح الْمَدَائِن لَكِن يرد هَذَا تَسْمِيَتهَا فِي الحَدِيث صَلَاة الضُّحَى كَمَا تقدم فِي لفظ البُخَارِيّ وَمُسلم لكنه من كَلَام الرَّاوِي.
وَقد ورد من كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَرَوَاهُ أَبُو نعيم فِي تَارِيخ أَصْبَهَان الثَّاء الْمُثَلَّثَة بِسَنَدِهِ إِلَى أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَّى حِين فتح مَكَّة ثَمَان رَكْعَات قالت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الصَّلَاة قال: «هَذِه صَلَاة الضُّحَى».
وَيُؤَيِّدهُ أَيْضا أَنه قد رُوِيَ من حَدِيث عَائِشَة أَيْضا رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الثَّالِث عشر من الْقسم الْخَامِس من حَدِيث عَائِشَة قالت دخل النَّبِي صلى الله عليه وسلم بَيْتِي فَصَلى الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات انْتَهَى.
فقد اتفقَا فِي التَّسْمِيَة وَالْوَقْت وَالْعد.
قال السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف هَذِه صَلَاة الضُّحَى وَقد صَلَّى سعد بن أبي وَقاص حِين افْتتح الْمَدَائِن وَدخل إيوَان كسْرَى صَلَاة الْفَتْح قال وَهِي ثَمَان رَكْعَات لَا يفصل بَينهَا وَلَا يُصَلِّي بِأمام وَلَا يجْبر فِيهَا بِقراءة قاله الطَّبَرِيّ انْتَهَى.
وَلَفظ أبي دَاوُد أَيْضا يرد هَذَا عَن أم هَانِئ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم يَوْم الْفَتْح صَلَّى سبْحَة الضُّحَى ثَمَان رَكْعَات يسلم من كل رَكْعَتَيْنِ انْتَهَى.
قال النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة سَنَده عَلَى شَرط البُخَارِيّ.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث السَّادِس:
عَن عَائِشَة «كَانَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم يكثر قبل مَوته أَن يَقول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك»
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي أَوَائِل الصَّلَاة فِي بَاب مَا يُقال فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَاللَّفْظ لمُسلم عَن مَسْرُوق عَن عَائِشَة قالت «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أَن يَقول قبل أَن يَمُوت سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك قالت فَقلت يَا رَسُول الله مَا هَذِه الْكَلِمَات الَّتِي أَرَاك تَقولها قال قد جعلت لي عَلامَة فِي أمتِي إِذا رَأَيْتهَا قلتهَا {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح...} إِلَى آخر السُّورَة» انْتَهَى.
وَلَفظ البُخَارِيّ قالت «مَا صَلَّى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صَلَاة بعد أَن نزلت عَلَيْهِ إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح إِلَّا يَقول فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك رَبنَا اللَّهُمَّ اغْفِر لي» انْتَهَى.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث السَّابِع:
وَعَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: «إِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مائَة مرّة»,
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي كتاب الذّكر وَالدُّعَاء من حَدِيث أبي بردة عَن الْأَغَر الْمُزنِيّ وَكَانَت لَهُ صُحْبَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّه ليغان عَلَى قلبِي وَإِنِّي لاستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة» انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّامِن:
رُوِيَ «أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما قرأ هَذِه السُّورَة اسْتَبْشَرُوا وَبكى الْعَبَّاس فَقال عَلَيْهِ السلام مَا يبكيك يَا عَم قال نعيت إِلَيْك نَفسك قال إِنَّهَا لَكمَا تَقول فَعَاشَ بعْدهَا سنتَيْن لم ير فِيهَا ضَاحِكا مُسْتَبْشِرًا».
وَقيل إِن ابْن عَبَّاس هُوَ الَّذِي قال ذَلِك فَقال عَلَيْهِ السلام «لقد أُوتِيَ هَذَا الْغُلَام علما كَبِيرا».
قلت الأول ذكره الثَّعْلَبِيّ من قول مقَاتل قال لما نزلت هَذِه السُّورَة قرأهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَلَى أَصْحَابه وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَعَمْرو وَسعد بن أبي وَقاص فَفَرِحُوا وَاسْتَبْشَرُوا... إِلَى آخِره وَسَنَده إِلَى مقَاتل أول كِتَابه.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث التَّاسِع:
رُوِيَ أَن السُّورَة لما نزلت خطب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقال: «إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله» فَعلم أَبُو بكر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقال فَدَيْنَاك بِأَنْفُسِنَا وَأَمْوَالنَا وَآبَائِنَا وَأَوْلَادنَا قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم فِي صَحِيحَيْهِمَا فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عبيد ابْن حنين عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم خطب النَّاس يَوْمًا فَقال: «إِن عبدا خَيره الله بَين الدُّنْيَا وَأَن يعِيش فِيهَا مَا شَاءَ وَبَين لِقَائِه فَاخْتَارَ لِقَاء الله» فَبَكَى أَبُو بكر وَبكى وَقال فَدَيْنَاك بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتنَا وَكَانَ عَلَيْهِ السلام هُوَ الْمُخَير وَكَانَ أَبُو بكر أعلمنَا بِهِ.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ نَحوه وَوَقع لَهُ فِي الصَّلَاة عَن عبيد بن حنين عَن بسر بن سعيد عَن الْخُدْرِيّ قال الْفربرِي الرِّوَايَة هَكَذَا وَصَوَابه عَن عبيد بن حنين وَبسر بن سعيد.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الْعَاشِر:
عَن ابْن عَبَّاس أَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما كَانَ يُدْنِيه وَيَأْذَن لَهُ مَعَ أهل بدر فَقال عبد الرَّحْمَن رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أيأذن لهَذَا الْفَتَى مَعنا وَفِي أَبْنَائِنَا من هُوَ مثله فَقال إِنَّه مِمَّن قد علمْتُم قال ابْن عَبَّاس فَأذن لَهُم ذَات يَوْم وَأذن لي مَعَهم فَسَأَلَهُمْ عَن قوله تعالى: {إِذا جَاءَ نصر...} وَلَا أرَاهُ سَأَلَهُمْ إِلَّا من أَجلي فَقال بَعضهم أَمر الله تعالى نبيه إِذا فتح عَلَيْهِ أَن يَسْتَغْفِرهُ وَيَتُوب إِلَيْهِ فَقلت لَيْسَ كَذَلِك وَلَكِن نعيت إِلَيْهِ نَفسه صلى الله عليه وسلم فَقال عمر مَا أعلم فِيهَا إِلَّا كَمَا تعلم ثمَّ قال كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه بتغيير يسير من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال كَانَ عمر يدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدر فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه فَقال لم تدخل هَذَا مَعنا وَلنَا أَبنَاء مثله فَقال عمر إِنَّه من قد علمْتُم قال فدعاني ذَات يَوْم فَأَدْخلنِي مَعَهم فَأريت أَنه إِنَّمَا دَعَاني يَوْمئِذٍ إِلَّا لِيُرِيَهُمْ فَسَأَلَ مَا تَقولونَ فِي قول الله عَزَّ وَجَلَّ: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} فَقال بَعضهم أمرنَا بِحَمْد الله وَنَسْتَغْفِرهُ إِذا نصرنَا وَفتح علينا وَسكت بَعضهم فَلم يقل شَيْئا فَقال لي أَكَذَلِك تَقول يَا ابْن عَبَّاس فَقلت لَا قال فَمَا تَقول قلت هُوَ أجل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أعلمهُ لَهُ قال: {إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح} وَذَلِكَ عَلامَة أَجلك {فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ إِنَّه كَانَ تَوَّابًا} فَقال عمر مَا أعلم مِنْهَا إِلَّا مَا تَقول انْتَهَى.
وَوهم الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فَرَوَاهُ فِي الْفَضَائِل وَقال علي شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ، وَرَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ ثمَّ قال عمر كَيفَ تَلُومُونَنِي عَلَيْهِ بعد مَا ترَوْنَ انْتَهَى.
وَكَذَلِكَ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الْحَادِي عشر:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه دَعَا فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها فَقال لَهَا «يَا ابنتاه إِنَّه قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَتْ فَقال لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي».
قلت رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي أَوَاخِر كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة من حَدِيث هِلَال بن خباب عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح دَعَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها وَقال لَهَا «إِنَّه قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَتْ» فَقال لَهَا «اصْبِرِي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي».
وَكَذَلِكَ رَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره حَدثنَا سُلَيْمَان بن احْمَد ثَنَا احْمَد بن يَحْيَى الْحلْوانِي ثَنَا سعيد بن سُلَيْمَان عَن عباد بن الْعَوام عَن هِلَال بن خباب بِهِ سندا ومتنا زَاد فِيهِ فَقال لَهَا بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُك بَكَيْت ثمَّ ضحِكت قالت إِنَّه قال: «قد نعيت إلى نَفسِي فَبَكَيْت» فَقال لَا تبْكي فَإنَّك أول أَهلِي لُحُوقا بِي فَضَحكت انْتَهَى.
وَبَعضه فِي الصَّحِيحَيْنِ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي عَلَامَات النُّبُوَّة وَمُسلم فِي الْفَضَائِل من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة قالت اجْتَمعْنَ نسَاء النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَلم يُغَادر مِنْهُنَّ امْرَأَة فَجَاءَت فَاطِمَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها كَأَن مشيتهَا مشْيَة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقال: «مرْحَبًا بِابْنَتي» ثمَّ أَجْلِسهَا عَن شِمَاله وَأسر إِلَيْهَا حَدِيثا فَبَكَتْ فَاطِمَة ثمَّ سَارهَا فَضَحكت فَقلت لَهَا مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ فَرحا اقْربْ من حزن فَقالت مَا كنت لأفشي سر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لأحد حَتَّى إِذا قبض سَأَلتهَا فَقالت إِنَّه قال: «إِن جِبْرِيل كَانَ يُعَارضهُ بِالقرآن فِي كل عَام مرّة وَإنَّهُ عَارضه بِهِ الْعَام مرَّتَيْنِ وَلَا أَرَانِي إِلَّا قد حضر أَجلي وَإنَّك لأوّل أَهلِي لُحُوقا بِي وَنعم السّلف أَنا لَك» فَبَكَيْت ثمَّ إِنَّه سَارَّنِي فَقال: «أَلا ترْضينَ أَن تَكُونِي سيدة نسَاء الْمُؤمنِينَ أَو نسَاء هَذِه الْأمة» فَضَحكت لذَلِك انْتَهَى.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

وَقد تعَارض هَذَا بِمَا رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي الْفَضَائِل من حَدِيث عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «أَسْرَعكُنَّ لحَاقًا بِي أَطْوَلكُنَّ يدا» قالت فَكُن يَتَطَاوَلْنَ أيتهن أطول يدا حَتَّى توفيت زَيْنَب فَعرفنَا أَنه الصَّدَقَة وَكَانَت زَيْنَب امْرَأَة صناعًا تعْمل بِيَدَيْهَا وَتَتَصَدَّق.
وَالْجَوَاب أَن المُرَاد بالأهل فِي الأول الْأَقَارِب وَالْخطاب فِي الثَّانِي لِلزَّوْجَاتِ.
وَوَقع فِي البُخَارِيّ أَن سَوْدَة كَانَت أول أَهله لُحُوقا بِهِ رَوَاهُ فِي الزَّكَاة من حَدِيث مَسْرُوق عَن عَائِشَة أَن بعض أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم قُلْنَ لَهُ أَيّنَا أسْرع بك لُحُوقا فَقال: «أَطْوَلكُنَّ يدا» فَأخذُوا قَصَبَة يَذْرَعُونَهَا فَكَانَت سَوْدَة أَطْوَلهنَّ يدا فَقُلْنَا بعد إِنَّمَا كَانَ طول يَدهَا الصَّدَقَة وَكَانَت أَسْرَعنَا لُحُوقا بِهِ وَكَانَت تحب الصَّدَقَة. انْتَهَى بِحُرُوفِهِ.
وَإِذا تَأَمَّلت تَجدهُ غير مُنْتَظم فَإِن سَوْدَة كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الْخلقَة وَزَيْنَب كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا من حَيْثُ الصَّدَقَة فَجمع بَينهمَا لسودة فِي متن البُخَارِيّ وَهَذَا وهم ظَاهر وَنسب إِلَى البُخَارِيّ نَفسه وَقد رَوَاهُ مُسلم عَن الصَّوَاب وَالله أعلم.
وَرَوَاهُ ابْن سعد فِي الطَّبَقَات أخبرنَا عَفَّان بن مُسلم ثَنَا أَبُو عوَانَة عَن فراس عَن عَامر عَن عَائِشَة... فَذكره بِلَفْظ البُخَارِيّ ثمَّ قال قال مُحَمَّد بن عمر يَعْنِي الْوَاقِدِيّ هَذَا الحَدِيث وَهل فِي سَوْدَة وَإِنَّمَا هُوَ فِي زَيْنَب بنت جحش فَإِنَّهَا كَانَت أول نِسَائِهِ لُحُوقا بِهِ توفيت فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَبقيت سَوْدَة بنت زَمعَة فِيمَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن عبد الله بن مُسلم عَن أَبِيه أَن سَوْدَة توفيت فِي شَوَّال سنة أبع وَخمسين بِالْمَدِينَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان وَهُوَ الثبت عندنَا انْتَهَى.
قال ابْن الْجَوْزِيّ وَهَذَا بِلَا شكّ وهم من بعض الروَاة قال وَالْعجب من البُخَارِيّ كَيفَ لم يُغَيِّرهُ وَلَا نبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ زَيْنَب فَإِنَّهَا كَانَت أَطْوَلهنَّ يدا فِي الصَّدَقَة وَالعطَاء وَزَيْنَب توفيت سنة عشْرين وَسَوْدَة إِنَّمَا توفيت سنة أَربع وَخمسين انْتَهَى.
وَقال عبد الْحق فِي الْجمع بَين الصَّحِيحَيْنِ لما ذكر حَدِيث البُخَارِيّ فِي الْفَضَائِل وَالْمَعْرُوف أَن زَيْنَب كَانَت أول من مَاتَ من أَزوَاج النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَاتَت أَيَّام عمر ابْن الْخطاب انْتَهَى.
والْحميدِي عده فِيمَا اتّفق الشَّيْخَانِ عَلَى مَتنه بِسَنَدَيْنِ وَلم يبين وهم البُخَارِيّ فِيهِ.



الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثَّانِي عشر:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة إِذا جَاءَ نصر الله وَالْفَتْح أعطي من الْأجر كمن شهد مَعَ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم فتح مَكَّة»
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط.


فضل السورة :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ الَّلهِ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابـِهِ : " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ " قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتـَزَوَّجُ بـِهِ قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ ( قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " ثُلُثُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ الَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ ، " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَأَيـُّهَا الكَافِرُونَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ ، تـَزَوَّجْ " ( أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ ).



( يتبع – سورة المسد )



ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010