ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:16 PM   #414


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c









سورة المسد
التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 5 .
ترتيبها بالمصحف الحادية عشرة بعد المائة .
نزلت بعد سورة الفاتحة .
بدأت بالدعاء على أبي لهب " تبت يدا أبي لهب " . سميت سورة تبت لم يذكر لفظ الجلالة فيها .

سبب التسمية :

تُسَمَّى ‏سُورَةُ تبَّت
.قال ابن عاشور:
سميت هذه السورة في أكثر المصاحف (سورة تبَّت) وكذلك عنونها الترمذي في (جامعه) وفي أكثر كتب التفسير، تسمية لها بأول كلمة فيها.
وسميت في بعض المصاحف وبعض التفاسير (سورة المَسَد). واقتصر في (الإِتقان) على هذين.
وسماها جمع من المفسرين (سورة أبي لهب) على تقدير: سورة ذِكْر أبي لهب.
وعنونها أبو حيان في (تفسيره) (سورة اللهب) ولم أره لغيره.
وعنونها ابن العربي في (أحكام القرآن) (سورة ما كان من أبي لهب) وهو عنوان وليس باسم.
وهي مكية بالاتفاق.
وعدّت السادسة من السور نزولًا، نزلت بعد سورة الفاتحة وقبل سورة التكوير.
وعدد آيها خمس.

سبب نزول السورة :

أخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال : صعد رسول الله ذات يوم على الصفا فنادى : يا صباحاه ، فاجتمعت إليه قريش ، فقال : أرأيتم لو أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم أكنتم تصدقوني ؟ قالوا : بلى ، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تباً لك ألهذا جمعتنا ، فأنزل الله ( تبت يدا أبي لهب وتب ) إلى أخرها .



محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ هَلاَكِ( أَبِي لَهَب) عَدُوِّ الَّلهِ وَرَسُولِهِ ، الَّذِي كَانَ شَدِيدَ العَدَاءِ لِرَسُولِ الَّلهِ ، فَكَانَ يَتْرُكُ شُغْلَهُ وَيَتْبَعُ الرَّسُولَ ؛ لِيُفْسِدَ عَلَيْهِ دَعْوَتـَهُ ، وَيَصُدَّ النَّاسَ عَنِ الإِيمَانِ بـِهِ ، وَقَدْ تَوَعَّدَتـْهُ السُّورَةُ في الآخِرَةِ بِنَارٍ مُوقَدَةٍ يَصْلاَهَا وَيُشْوَى بِهَا ، وَقُرِنَتْ زَوْجَتُهُ بـِهِ في ذَلِكَ ، وَاخْتَصَّتْها بِلَوْنٍ مِنَ العَذَابِ الشَّدِيدِ ، هُوَ مَا يَكُونُ حَوْلَ عُنُقِهَا أَيْ حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ تُجْذَبُ بـِهِ في النَّارِ ؛ زِيَادَةً في التَّنْكِيلِ وَالدَّمَار
قال البقاعي:
سورة المسد مقصودها البت والقطع الحتم بخسران الكافر ولو كان أقرب الخلق إلى أعظم الفائزين، اللازم عنه أن شارع الدين له من العظمة ما يقصر عنه الوصف، فهو يفعل ما يشاء لأنه لا كفو- له أصلا، حثا على التوحيد من سائر العبيد ولذلك بين سورة الإخلاص المقرون بضمان النصر وكثرة الأنصار، واسمها تبت واضح الدلالة على ذلك بتأمل السورة على هذه الصورة.
ومعظم مقصود السّورة تهديد أَبى لَهَب على الجفاءِ والإِعراض، وضياع كَسْبه وأَمره، وبيان ابتلائه يوم القيامة، وذمّ زَوْجه في إِيذاءِ النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان ما هو مدّخَر لها من سوءِ العاقبة.

.قال ابن عاشور:
روي أن نزولها كان في السنة الرابعة من البعثة. وسبب نزولها على ما في (الصحيحين) عن ابن عباس قال: «صعِد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم على الصفا فنادى: يا صَبَاحَاهْ. (كلمة ينادَى بها للإِنذار من عدوّ يصبّح القوم) فاجتمعت إليه قريش فقال: إني نذير لكم بين يديْ عذاب شديد أرأيتم لوْ أني أخبرتكم أن العدوّ مُمسيكم أو مصبّحكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: ما جرَّبنا عليك كذبًا، فقال أبو لهب: تبًّا لك سائرَ اليوم ألهذا جَمعتنا؟ فنزلت: {تبت يدا أبي لهب} (المسد: 1). ووقع في (الصحيحين) من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين} خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا...» إلى آخر الحديث المتقدم.
ومعلوم أن آية: {وأنذر عشيرتك الأقربين} من سورة الشعراء، وهي متأخرة النزول عن سورة تبت، وتأويل ذلك أن آية تشبه آية سورة الشعراء نزلت قبل سورة أبي لهب لما رواه أبو أسامة يبلغ ابن عباس لما نزلت: {وأنذر عشيرتك الأقربين وقومك منهم المخلصين} (ولم يقل من سورة الشعراء) خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا... فتعين أن آية سورة الشعراء تشبه صدر الآية التي نزلت قبل نزول سورة أبي لهب.
أغراضها:
زجر أبي لهب على قوله: تبًا لك ألهذا جمعتنا؟ ووعيده على ذلك، ووعيد امرأته على انتصارها لزوجها، وبغضها النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.
.قال الصابوني:
* سورة المسد مكية، وتسمى سورة اللهب، وسورة تبت، وقد تحدثت عن هلاك (أبي لهب) عدو الله ورسوله، الذي كان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم،، يترك شغله ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، ليفسد عليه دعوته، ويصد الناس عن الأيمان به، وقد توعدته السورة في الآخرة، بنار موقدة يصلاها ويشوى بها، وقرنت زوجته به في ذلك، واختصتها بلون من العذاب شديد، هو حبل من ليف تجذب به في النار، زيادة في التنكيل والدمار.

قال سيد قطب
أبو لهب - (و اسمه عبد العزى بن عبد المطلب) هو عم النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وإنما سمي أبو لهب لإشراق وجهه ، وكان هو وامرأته «أم جميل» من أشد الناس إيذاء لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - وللدعوة التي جاء بها ..
قال ابن إسحاق : «حدثني حسين بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن عباس قال : سمعت ربيعة بن عباد الديلي يقول : «إني لمع أبي رجل شاب أنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتبع القبائل ، ووراءه رجل أحول ، وضيء الوجه ذو جمة ، يقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على القبيلة فيقول « : يا بني فلان. إني رسول اللّه إليكم آمركم أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا ، وأن تصدقوني وتمنعوني حتى أنفذ عن اللّه ما بعثني به» وإذا فرغ من مقالته قال الآخر من خلفه : يا بني فلان. هذا يريد منكم أن تسلخوا اللات والعزى وحلفاءكم من الجن من بني مالك بن أقمس ، إلى ما جاء به من البدعة والضلالة ، فلا تسمعوا له ، ولا تتبعوه. فقلت لأبي :
من هذا؟ قال عمه أبو لهب. (و رواه الإمام أحمد والطبراني بهذا اللفظ).
فهذا نموذج من نماذج كيد أبي لهب للدعوة وللرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وكانت زوجته أم جميل في عونه في هذه الحملة الدائبة الظالمة. (و هي أروى بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان).

ولقد اتخذ أبو لهب موقفه هذا من رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - منذ اليوم الأول للدعوة. أخرج البخاري - بإسناده - عن ابن عباس ، أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى :
«يا صباحاه» فاجتمعت إليه قريش ، فقال : أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم؟ أكنتم مصدقي؟
قالوا : نعم. قال : «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». فقال أبو لهب. ألهذا جمعتنا؟ تبا لك. فأنزل اللّه «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ...» إلخ. وفي رواية فقام ينفض يديه وهو يقول : تبا لك سائر اليوم! ألهذا جمعتنا؟! فأنزل اللّه السورة.
ولما أجمع بنو هاشم بقيادة أبي طالب على حماية النبي - صلى اللّه عليه وسلم - ولو لم يكونوا على دينه ، تلبية لدافع العصبية القبلية ، خرج أبو لهب على إخوته ، وحالف عليهم قريشا ، وكان معهم في الصحيفة التي كتبوها بمقاطعة بني هاشم وتجويعهم كي يسلموا لهم محمدا صلى اللّه عليه وسلم.
كان أبو لهب خطب بنتي رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - رقية وأم كلثوم لولديه قبل بعثة النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فلما كانت البعثة أمرهما بتطليقهما حتى يثقل كاهل محمد بهما! وهكذا مضى هو وزوجته أم جميل يثيرانها حربا شعواء على النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وعلى الدعوة ، لا هوادة فيها ولا هدنة. وكان بيت أبي لهب قريبا من بيت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فكان الأذى أشد. وقد روي أن أم جميل كانت تحمل الشوك فتضعه في طريق النبي وقيل : إن حمل الحطب كناية عن سعيها بالأذى والفتنة والوقيعة.

نزلت هذه السورة ترد على هذه الحرب المعلنة من أبي لهب وامرأته. وتولى اللّه - سبحانه - عن رسوله - صلى اللّه عليه وسلم - أمر المعركة! «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» .. والتباب الهلاك والبوار والقطع. «وتَبَّتْ» الأولى دعاء. «وَتَبَّ» الثانية تقرير لوقوع هذا الدعاء. ففي آية قصيرة واحدة في مطلع السورة تصدر الدعوة وتتحقق ، وتنتهي المعركة ويسدل الستار! فأما الذي يتلو آية المطلع فهو تقرير ووصف لما كان.
«ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ» .. لقد تبت يداه وهلكتا وتب هو وهلك. فلم يغن عنه ماله وسعيه ولم يدفع عنه الهلاك والدمار.
ذلك - كان - في الدنيا. أما في الآخرة فإنه : «سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ» .. ويذكر اللهب تصويرا وتشخيصا للنار وإيحاء بتوقدها وتلهبها.
«وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ» .. وستصلاها معه امرأته حالة كونها حمالة للحطب .. وحالة كونها : «فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ» .. أي من ليف .. تشد هي به في النار. أو هي الحبل الذي تشد به الحطب. على المعنى الحقيقي إن كان المراد هو الشوك. أو المعنى المجازي إن كان حمل الحطب كناية عن حمل الشر والسعي بالأذى والوقيعة.

وفي الأداء التعبيري للسورة تناسق دقيق ملحوظ مع موضوعها وجوها ، نقتطف في بيانه سطورا من كتاب :
«مشاهد القيامة في القرآن» نمهد بها لوقع هذه السورة في نفس أم جميل التي ذعرت لها وجن جنونها :
«أبو لهب. سيصلى نارا ذات لهب .. وامرأته حمالة الحطب. ستصلاها وفي عنقها حبل من مسد» ..
«تناسق في اللفظ ، وتناسق في الصورة. فجهنم هنا نار ذات لهب. يصلاها أبو لهب! وامرأته تحمل للحطب وتلقيه في طريق محمد لإيذائه (بمعناه الحقيقي أو المجازي) ... والحطب مما يوقد به اللهب. وهي تحزم الحطب بحبل. فعذابها في النار ذات اللهب أن تغل بحبل من مسد. ليتم الجزاء من جنس العمل ، وتتم الصورة بمحتوياتها الساذجة : الحطب والحبل. والنار واللهب. يصلى به أبو لهب وامرأته حمالة الحطب!
«وتناسق من لون آخر. في جرس الكلمات ، مع الصوت الذي يحدثه شد أحمال الحطب وجذب العنق بحبل من مسد. اقرأ : «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ» تجد فيها عنف الحزم والشد! الشبيه بحزم الحطب وشده.
والشبيه كذلك بغل العنق وجذبه. والشبيه بجو الحنق والتهديد الشائع في السورة.

( يتبع )






ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:19 PM   #415


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c










تابع – سورة المسد

محور مواضيع السورة

«وهكذا يلتقي تناسق الجرس الموسيقي ، مع حركة العمل الصوتية ، بتناسق الصور في جزئياتها المتناسقة ، بتناسق الجناس اللفظي ومراعاة النظير في التعبير ، ويتسق مع جو السورة وسبب النزول. ويتم هذا كله في خمس فقرات قصار ، وفي سورة من أقصر سور القرآن».
هذا التناسق القوي في التعبير جعل أم جميل تحسب أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد هجاها بشعر.
وبخاصة حين انتشرت هذه السورة وما تحمله من تهديد ومذمة وتصوير زري لأم جميل خاصة. تصوير يثير السخرية من امرأة معجبة بنفسها ، مدلة بحسبها ونسبها. ثم ترتسم لها هذه الصورة : «حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ»! في هذا الأسلوب القوي الذي يشيع عند العرب! قال ابن إسحاق : فذكر لي أن أم جميل حمالة الحطب حين سمعت ما نزل فيها وفي زوجها من القرآن ، أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو جالس في المسجد عند الكعبة ، ومعه أبوبكر الصديق ، وفي يدها فهر (أي بمقدار ملء الكف) من حجارة. فلما وقفت عليهما أخذ اللّه ببصرها عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلا ترى إلا أبابكر. فقالت : يا أبابكر. أين صاحبك؟ قد بلغني أنه يهجوني. واللّه لو وجدته لضربت بهذا الفهر فاه. أما واللّه وإني لشاعرة! ثم قالت :
مذمما عصينا وأمره أبينا ثم انصرفت. فقال أبوبكر : يا رسول اللّه ، أما تراها رأتك؟ فقال : ما رأتني ، لقد أخذ اللّه ببصرها عني


وروى الحافظ أبوبكر البزار - بإسناده - عن ابن عباس قال : لما نزلت : «تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ» جاءت امرأة أبي لهب ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالس ومعه أبوبكر. فقال له أبوبكر : لو تنحيت لا تؤذيك بشي ء! فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : «إنه سيحال بيني وبينها» .. فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر ، فقالت : يا أبابكر ، هجانا صاحبك. فقال أبوبكر : لا ورب هذه البنية ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به ، فقالت : إنك لمصدق. فلما ولت قال أبوبكر : ما رأتك؟ قال : «لا. ما زال ملك يسترني حتى ولت» ..
فهكذا بلغ منها الغيظ والحنق ، من سيرورة هذا القول الذي حسبته شعرا (و كان الهجاء لا يكون إلا شعرا) مما نفاه لها أبوبكر وهو صادق! ولكن الصورة الزرية المثيرة للسخرية التي شاعت في آياتها ، قد سجلت في الكتاب الخالد ، وسجلتها صفحات الوجود أيضا تنطق بغضب اللّه وحربه لأبي لهب وامرأته جزاء الكيد لدعوة اللّه ورسوله ، والتباب والهلاك والسخرية والزراية جزاء الكائدين لدعوة اللّه في الدنيا ، والنار في الآخرة جزاء وفاقا ، والذل الذي يشير إليه الحبل في الدنيا والآخرة جميعا ...



قال محمد الغزالي:
{تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب} هذا دعاء بالهلاك على أبى لهب، استجابه الله، فلم تغن عنه ثروته الطائلة ولا جاهه الواسع. وأبو لهب عم رسول الله! ولكنه كان أجرأ الناس عليه، وأسرعهم إلى تكذيبه.
قال الرواة: صعد النبي على الصفا، ونادى:«يا بنى فهر، يا بنى عدى»- لبطون قريش كلها- حتى اجتمعوا. ومن عجز عن المجيء بعث مكانه من يأتيه بالخبر! وجاء أبو لهب وقريش، فقال النبى: «أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادى تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقى؟» قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا! قال: «فإنى لكم نذير بين يدى عذاب شديد»- وذكر أن الله أرسله- فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟! فنزلت السورة.. قيل: إنه أخذ يقذفه بالحجارة حتى أدمى عقبيه، وسواء صح ذلك أم لم يصح، فإن أبا لهب دون سائر الأعمام انفرد بالخصومة العنيفة، ولزمها إلى أن مات! وامتدت الخصومة إلى أولاده، فطلقوا زوجاتهم من بنات محمد!! وامتدت إلى زوجته، وكانت امرأة سليطة شريرة لدود العداوة، فبسطت لسانها في محمد، وتنقلت بين البيوت تهجوه. وزوجة أبى لهب أخت أبى سفيان سيد مكة وصاحب لوائها في الحروب.. وقد نزلت {تبت يدا أبي لهب وتب}. في الأيام الأولى للإسلام. وكان الرجل يستطيع تكذيبها بالدخول في الإسلام بعد ذلك، ولكنه بقى إلى أن مات عدوا للدين ومعتنقيه، فصدقت فيه. {سيصلى نارا ذات لهب وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد} والمرأة من بيت سيادة، فيبعد أن تشغل نفسها بحمل الحطب! والمقصود أنها تنقل ما يثير الوقيعة ويحرك الخصومات. وكذلك يفعل النمامون ومثيرو الفتن..
ويظهر أن أبا لهب حتى موته لم يكن يرى في رسول الله إلا أنه اليتيم الضعيف الذي كفله أبو طالب أخوه، فما لمح فيه ميراثا سماويا ولا سيرة ربانية، ولا تدبر ما يقرأ من آيات الله فتستنير بصيرته. لقد عاش أبو لهب أعمى ومات أعمى.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة تبت فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
رُوِيَ أَنه لما نزلت وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين رقى النَّبِي صلى الله عليه وسلم الصَّفَا وَقال: «يَا صَبَاحَاه» فَاسْتَجْمَعَ إِلَيْهِ النَّاس من كل أَوب فَقال: «يَا بني عبد الْمطلب يَا بني فهر أَن أَخْبَرتكُم إِن بسفح هَذَا الْجَبَل خيلا أَكُنْتُم مصدقي» قالوا نعم قال: «فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي السَّاعَة» فَقال أَبُو لَهب تَبًّا لَك أَلِهَذَا دَعوتنَا فَنزلت.
قلت رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه فِي التَّفْسِير وَمُسلم فِي الْإِيمَان من حَدِيث سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس قال لما نزلت {وانذر عشيرتك الْأَقْرَبين} خرج رَسُول الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى صعد الصَّفَا فَهَتَفَ «يَا صَبَاحَاه» فَقالوا من هَذَا الَّذِي يَهْتِف قالوا مُحَمَّد فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقال: «يَا بني فلَان يَا بني فلَان يَا بني عبد منَاف يَا بني عبد الْمطلب» فَاجْتمعُوا إِلَيْهِ فَقال: «أَرَأَيْتكُم لَو أَخْبَرتكُم أَن خيلا تخرج بسفح هَذَا الْجَبَل أَكُنْتُم مصدقي» قالوا مَا جربنَا عَلَيْك كذبا قال: «فَإِنِّي نَذِير لكم بَين يَدي عَذَاب شَدِيد» قال فَقال أَبُو لَهب تَبًّا لَك أما جمعتنَا إِلَّا لهَذَا ثمَّ قال فَنزلت {تبت يدا أبي لَهب...} إِلَى آخرهَا انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّانِي:
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «إِن أطيب مَا يَأْكُل الرجل من كَسبه وَإِن ولده من كَسبه».
قلت رَوَاهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة وَغَيرهم وَقد تقدم فِي آخر سُورَة النُّور.
الحَدِيث الثَّالِث:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ سُورَة تبت رَجَوْت الا يجمع الله بَينه وَبَين أبي لَهب فِي دَار واحدة».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره من حَدِيث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سُورَة تبت...» إِلَى آخِره. وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط. اهـ.


( يتبع – سورة الاخلاص )




ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:26 PM   #416


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c










سورة الإخلاص

التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياته.
ترتيبها بالمصحف الثانية عشرة بعد المائة .
نزلت بعد سورة الناس .
بدأت بفعل أمر ( قل هو الله أحد ) .

سبب التسمية :

سُميت ‏سُورَةُ ‏الإِخْلاَصِ ‏‏؛ ‏لمَا ‏فِيهَا ‏مِنَ ‏التَّوْحِيدِ ‏‏، ‏وَلِذَا ‏سُميت ‏أَيْضَاً ‏‏ ‏سُورَةُ ‏الأَسَاسِ ‏‏، ‏وَقُلْ ‏هُوَ ‏اللهُ ‏أَحَدٌ ‏‏، ‏وَالتَّوْحِيدُ ‏‏، ‏وَالإِيمَانُ ‏‏ ‏وَلهَا ‏غَيْرُ ‏ذَلِكَ ‏أَسْمَاءُ ‏كَثِيرَةٌ

قال ابن عاشور:
المشهور في تسميتها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفيما جرى من لفظه وفي أكثر ما روي عن الصحابة تسميتُها سورة (قل هو الله أحد).
روى الترمذي عن أبي هريرة، وروى أحمد عن أبي مسعود الأنصاري وعن أم كلثوم بنت عقبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قل هو الله تعدِل ثلث القرآن» وهو ظاهر في أنه أراد تسميتها بتلك الجملة لأجل تأنيث الضمير من قوله: «تَعدل» فإنه على تأويلها بمعنى السورة.
وقد روي عن جمع من الصحابة ما فيه تسميتها بذلك، فذلك هو الاسم الوارد في السنة.
ويؤخذ من حديث البخاري عن إبراهيم عن أبي سعيد الخدري ما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللَّهُ الواحد الصمد ثُلُثُ القرآن» فذكر ألفاظًا تخالف ما تقرأ به، ومحمله على إرادة التسمية. وذكر القرطبي أن رجلًا لم يسمه قرأ كذلك والناس يستمعون وادعى أن ما قرأ به هو الصواب وقد ذمه القرطبي وسبّه.
وسميت في أكثر المصاحف وفي معظم التفاسير وفي (جامع الترمذي): (سورة الإخلاص) واشتهر هذا الاسم لاختصاره وجمعه معاني هذه السورة لأن فيها تعليم الناس إخلاص العبادة لله تعالى، أي سلامة الإعتقاد من الإِشراك بالله غَيره في الإِلاهية.
التعريف بالسورة
سميت في بعض المصاحف التونسية (سورة التوحيد) لأنها تشتمل على إثبات أنه تعالى وأحد.
وفي (الإِتقان) أنها تسمى (سورة الأساس) لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الإِسلام. وفي (الكشاف): روى أبي وأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أُسَّتْ السماوات السبع والأرضون السبع على{قل هو الله أحد}». يعني ما خلقت إلا لتكون دلائل على توحيد الله ومعرفة صفاته.
وذكر في الكشاف: أنها وسورة الكافرون تسميانِ المقشقشتين، أي المبرئتين من الشرك ومن النفاق.
وسماها البقاعي في (نظم الدرر) (سورة الصمد)، وهو من الأسماء التي جمعها الفخر. وقد عقد الفخر في (التفسير الكبير) فصلًا لأسماء هذه السورة فذكر لها عشرين اسمًا بإضافة عنوان سورة إلى كل اسم منها ولم يذكر أسانيدها فعليك بتتبعها على تفاوت فيها وهي: التفريد، والتجريد لأنه لم يذكر فيها سوى صفاته السلبية التي هي صفات الجلال، والتوحيد كذلك، والإخلاص لما ذكرناه آنفًا، والنجاة لأنها تنجي من الكفر في الدنيا ومن النار في الآخرة، والولاية لأن من عرف الله بوحدانيته فهو من أوليائه المؤمنين الذين لا يتولون غير الله والنِّسبة لما روي أنها نزلت لما قال المشركون: أنسُب لنا ربك، كما سيأتي، والمعرفة لأنها أحاطت بالصفات التي لا تتم معرفة الله إلا بمعرفتها والجَمال لأنها جمعت أصول صفات الله وهي أجمل الصفات وأكمَلها، ولما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله جميل يحب الجمال» فسألوه عن ذلك فقال: «أحد صمد لم يلد ولم يولد»، والمُقَشْقِشَة يقال: قشقش الدواءُ الجرب إذا أبرأه لأنها تقشقش من الشرك، وقد تقدم آنفًا أنه اسم لسورة الكافرون أيضًا، والمعوِّذة لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون وهو مريض فعوّذه بها وبالسورتين اللتين بعدها وقال له: «تعوّذ بها». والصمد لأن هذا اللفظ خص بها، والأساس لأنها أساس العقيدة الإسلامية والمانعة لما روي: أنها تمنع عذابَ القبر ولفحات النار والمَحْضَرْ لأن الملائكة تحضر لاستماعها إذا قرئت. والمنفِّرة لأن الشيطان ينفر عند قراءتها والبرّاءة لأنها تبرِّئُ من الشرك، والمُذَكِّرة لأنها تذكر خالص التوحيد الذي هو مودَع في الفطرة، والنور لما روي: أن نور القرآن قل هو الله أحد، والأمان لأن من اعتقد ما فيها أمن من العذاب.
وبضميمة اسمها المشهور: {قل هو الله أحد} تبلغ أسماؤها اثنين وعشرين.
وقال الفيروز آبادي في (بصائر التمييز): إنها تسمى الشافية فتبلغ واحدًا وعشرين اسمًا.

سبب نزول السورة :
قال الإمام أحمد : إن المشركين قالوا للنبي : انسب لنا ربك ، فأنزل الله تعالى قُلْ هُوِاللّهُ أَحَدُ ) وعن ابن عباس (: قالت قريش : يا محمد صف لنا ربك الذي توعدنا إليه ، فنزلت ، وعنه أيضا أن السائل اليهود

محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ صِفَاتِ الَّلهِ جَلَّ وَعَلاَ الوَاحِدِ الأَحَدِ ، الجَامِعِ لِصِفَاتِ الكَمَالِ ، المَقْصُودِ عَلَى الدَّوَامِ ، الغَنِيِّ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ ، المُتَنَزِّهِ عَنْ صِفَاتِ النَّقْصِ ، وَعَنِ المُجَانَسَةِ وَالمُمَاثَلَةِ وَرَدَّتْ عَلَى النَّصَارَى القَائِلِينَ بالتَّثْلِيثِ ، وَعَلَى المُشْرِكِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا لِلَّهِ الذُّرِّيـَّةَ وَالبَنِينَ

قال البقاعي:
سورة الإخلاص وتسمى الأساس والمقشقشة وقل هو الله أحد، مقصودها بيان الحقيقة الذات الأقدس ببيان اختصاصه بالاتصاف بأقصى الكمال للدلالة على صحيح الإعتقاد للإخلاص في التوحيد بإثبات الكمال، ونفي الشوائب النقص والاختلال، المثمر لحسن الأقوال والأفعال، وثبات اللجاء والاعتماد في جميع الأحوال، وعلى ذلك دل اسمها الإخلاص الموجب للخلاص، وكذا الأساس والمقشقشة، قال في القاموس: المقشقشتان الكافرون والإخلاص أي المبرئتان من النفاق والشرك كما يقشقش الهناء الجرب، الهناء: القطران، وقال الإمام عبد الحق في كتابه الواعي: كما يبرئ المريض من علته إذا برئ منها- انتهى. وهو مأخوذ من القش بمعنى الجمع، فسميتا بذلك لأنها تتبعنا النفاق بجميع أنواعه، وكذا الشرك والكفر فجمعتاله ونفتاه بذلك لأنها تتبعنا النفاق بجميع أنواعه، وكذا الشرك والكفر فجمعناه ونفتاه عن قارئهما حق القراءة، وقد تقدم الكلام على هذا الاسم مبسوطا في براءة وكذا اسمها {قل هو الله أحد} دال على مقصوزدها بتأمل جميع السورة وما دعت إليه من معاني التبرئة اليسيرة الكثيرة، وهذه السورة أعظم مفيد للتوحيد في القرآن، قال الرازي: والتوحيد مقام يضيق عنه نطاق النطق لأنك إذا أخبرت عن الحق فهنالك مخبر عنه ومخبر به مجموعهما، وذلك ثلاث، فالعقل يعرفه ولكن النطق لا يصل إليه سئل الجنيد عن التوحيد فقال: معنى تضمحل فيه الرسوم وتتشوش فيه العلوم ويكون الله كما لم يزل وقال الجنيد أيضا: أشرف كلمة في التوحيد ما قاله الصديق رضي الله عنه: سبحانه من لم يجعل لخلقه سبيلا إلى معرفته إلا بالعجز عن معرفته.
و معظم مقصود السّورة بيان الوحدانيّة، وذكر الصّمد، وتنزيه الحقّ من الولد والوالد والولادة، والبراءَة من الشركة والشريك في المملكة.


قال ابن عاشور:
السورة مكية في قول الجمهور، وقال قتادة والضحاك والسدي وأبو العالية والقرظي: هي مدنية ونسب كلا القولين إلى ابن عباس.
ومنشأ هذا الخلاف الاختلاف في سبب نزولها فروى الترمذي عن أبيّ بن كعب، وروَى عبيد العطار عن ابن مسعود، وأبو يعلى عن جابر بن عبد الله: أن قريشًا قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم انْسُبْ لنا ربك. فنزلت {قل هو الله أحد…} إلى آخرها. فتكون مكية.
وروى أبو صالح عن ابن عباس: أن عامر بن الطفيل وأرْبَد بن ربيعة أخا لبيد أتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقال عامر: إِلاَمَ تدعونا؟ قال: «إلى الله»، قال: صفه لنا أمن ذهب هُو، أم من فضة، أم من حديد، أم من خشب؟ يحسب لجهله أن الإِلاه صنم كأصنامهم من معدن أو خشب أو حجارة فنزلت هذه السورة، فتكون مدنية لأنهما ما أتياه إلا بعد الهجرة.
وقال الواحدي: إن أحبار اليهود (منهم حُيَيْ بن أخطب وكعب بن الأشرف) قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم صِف لنا ربّك لعلنا نؤمن بك، فنزلت.
والصحيح أنها مكية فإنها جمعت أصل التوحيد وهو الأكثر فيما نزل من القرآن بمكة، ولعل تأويل من قال: إنها نزلت حينما سأل عامر بن الطفيل وأربدُ، أو حينما سأل أحبارُ اليهود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ عليهم هذه السورة، فظنها الراوي من الأنصار نزلت ساعتئذ أو لم يضبط الرواة عنهم عبارتهم تمام الضبط.
قال في (الإِتقان): وجمع بعضهم بين الروايتين بتكرر نزولها ثم ظهر لي ترجيح أنها مدنية كما بينته في (أسباب النزول) اهـ.
وعلى الأصح من أنها مكية عُدّت السورة الثانية والعشرين في عداد نزول السور نزلت بعد سورة الناس وقبل سورة النجم.
وآياتها عند أهل العدد بالمدينة والكوفة والبصرة أربع، وعند أهل مكة والشام خمس باعتبار{لم يلد} آية {ولم يولد} آية.


أغراضها:
إثبات وحدانية الله تعالى.
وأنه لا يقصد في الحوائج غيره وتنزيهه عن سمات المحدثات.
وإبطال أن يكون له ابن.
وإبطال أن يكون المولود إلاهًا مثل عيسى عليه السلام.
والأحاديث في فضائلها كثيرة وقد صح أنها تعدل ثلث القرآن. وتأويل هذا الحديث مذكور في شرح (الموطأ) و(الصحيحين). اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة الإخلاص مكية، وقد تحدثت عن صفات الله جل وعلا الواحد الأحد، الجامع لصفات الكمال، المقصود على الدوام، الغني عن كل ما سواه، المتنزه عن صفات النقص، وعن المجانسة والمماثلة، وردت على النصارى القائلين بالتثليث، وعلى المشركين الوثنئين، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، الذين جعلوا لله الذرية والبنين.


قال سيد قطب
هذه السورة الصغيرة تعدل ثلث القرآن كما جاء في الروايات الصحيحة. قال البخاري : حدثنا إسماعيل :
حدثني مالك عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عن أبيه ، عن أبي سعد ، أن رجلا سمع رجلا يقرأ : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» يرددها. فلما أصبح جاء إلى النبي - صلى اللّه عليه وسلم - فذكر ذلك له - وكأن الرجل يتقالها - فقال النبي - صلى اللّه عليه وسلم - : «والذي نفسي بيده ، إنها لتعدل ثلاث القرآن» ..
وليس في هذا من غرابة. فإن الأحدية التي أمر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن يعلنها : «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .. هذه الأحدية عقيدة للضمير ، وتفسير للوجود ، ومنهج للحياة .. وقد تضمنت السورة - من ثم - أعرض الخطوط الرئيسية في حقيقة الإسلام الكبيرة ..
«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .. وهو لفظ أدق من لفظ «واحد» .. لأنه يضيف إلى معنى «واحد» أن لا شيء غيره معه. وأن ليس كمثله شيء.
إنها أحدية الوجود .. فليس هناك حقيقة إلا حقيقته. وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده. وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي ، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية.
وهي - من ثم - أحدية الفاعلية. فليس سواه فاعلا لشي ء ، أو فاعلا في شي ء ، في هذا الوجود أصلا.
وهذه عقيدة في الضمير وتفسير للوجود أيضا ..

إذا استقر هذا التفسير ، ووضح هذا التصور ، خلص القلب من كل غاشية ومن كل شائبة ، ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية.
خلص من التعلق بشيء من أشياء هذا الوجود - إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلا! - فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي. ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية. فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته!
وحين يخلص القلب من الشعور بغير الحقيقة الواحدة ، ومن التعلق بغير هذه الحقيقة .. فعندئذ يتحرر من جميع القيود ، وينطلق من كل الأوهاق. يتحرر من الرغبة وهي أصل قيود كثيرة ، ويتحرر من الرهبة وهي أصل قيود كثيرة. وفيم يرغب وهو لا يفقد شيئا متى وجد اللّه؟ ومن ذا يرهب ولا وجود لفاعلية إلا للّه؟
ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة اللّه ، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها - وهذه درجة يرى فيها القلب يد اللّه في كل شيء يراه. ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئا في الكون إلا اللّه. لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة اللّه.
كذلك سيصحبه نفي فاعلية الأسباب. ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت ، وبه تأثرت .. وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني. ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائما ويصل الأمور مباشرة بمشيئة اللّه : «وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى » ..
«وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ» .. «وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ» .. وغيرها كثير ..


وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها ، ورد الأمر إلى مشيئة اللّه وحدها ، تنسكب في القلب الطمأنينة ، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب ، ويتقي عنده ما يرهب ، ويسكن تجاه الفواعل والمؤثرات والأسباب الظاهرة التي لا حقيقة لها ولا وجود! وهذه هي مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة ، فجذبتهم إلى بعيد! ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها ، ويزاولون الحياة البشرية ، والخلافة الأرضية بكل مقوّماتها ، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا اللّه. وأن لا وجود إلا وجوده. وأن لا فاعلية إلا فاعليته .. ولا يريد طريقا غير هذا الطريق! من هنا ينبثق منهج كامل للحياة ، قائم على ذلك التفسير وما يشيعه في النفس من تصورات ومشاعر واتجاهات :
منهج لعبادة اللّه وحده. الذي لا حقيقة لوجود إلا وجوده ، ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعليته ، ولا أثر لإرادة إلا إرادته.
ومنهج للاتجاه إلى اللّه وحده في الرغبة والرهبة. في السراء والضراء. في النعماء والبأساء. وإلا فما جدوى التوجه إلى غير موجود وجودا حقيقيا ، وإلى غير فاعل في الوجود أصلا؟! ومنهج للتلقي عن اللّه وحده. تلقي العقيدة والتصور والقيم والموازين ، والشرائع والقوانين والأوضاع والنظم ، والآداب والتقاليد. فالتلقي لا يكون إلا عن الوجود الواحد والحقيقة المفردة في الواقع وفي الضمير.
ومنهج للتحرك والعمل للّه وحده .. ابتغاء القرب من الحقيقة ، وتطلعا إلى الخلاص من الحواجز المعوقة والشوائب المضللة. سواء في قرارة النفس أو فيما حولها من الأشياء والنفوس. ومن بينها حاجز الذات ، وقيد الرغبة والرهبة لشيء من أشياء هذا الوجود! ومنهج يربط - مع هذا - بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاوب.

يتبع




ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:31 PM   #417


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c







تابع – سورة الإخلاص

محور مواضيع السورة

ليس معنى الخلاص من قيودها هو كراهيتها والنفور منها والهروب من مزاولتها .. فكلها خارجة من يد اللّه وكلها تستمد وجودها من وجوده ، وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة. فكلها إذن حبيب ، إذ كلها هدية من الحبيب!
وهو منهج رفيع طليق .. الأرض فيه صغيرة ، والحياة الدنيا قصيرة ، ومتاع الحياة الدنيا زهيد ، والانطلاق من هذه الحواجز والشوائب غاية وأمنية .. ولكن الانطلاق عند الإسلام ليس معناه الاعتزال ولا الإهمال ، ولا الكراهية ولا الهروب .. إنما معناه المحاولة المسترة ، والكفاح الدائم لترقية البشرية كلها ، وإطلاق الحياة البشرية جميعها .. ومن ثم فهي الخلافة والقيادة بكل أعبائهما ، مع التحرر والانطلاق بكل مقوماتهما. كما أسلفنا.
إن الخلاص عن طريق الصومعة سهل يسير. ولكن الإسلام لا يريده. لأن الخلافة في الأرض والقيادة للبشر طرف من المنهج الإلهي للخلاص. إنه طريق أشق ، ولكنه هو الذي يحقق إنسانية الإنسان. أي يحقق انتصار النفخة العلوية في كيانه .. وهذا هو الانطلاق. انطلاق الروح إلى مصدرها الإلهي ، وتحقيق حقيقتها العلوية. وهي تعمل في الميدان الذي اختاره لها خالقها الحكيم


من أجل هذا كله كانت الدعوة الأولى قاصرة على تقرير حقيقة التوحيد بصورتها هذه في القلوب. لأن التوحيد في هذه الصورة عقيدة للضمير ، وتفسير للوجود ، ومنهج للحياة. وليس كلمة تقال باللسان أو حتى صورة تستقر في الضمير. إنما هو الأمر كله ، والدين كله وما بعده من تفصيلات وتفريعات لا يعدو أن يكون الثمرة الطبيعية لاستقرار هذه الحقيقة بهذه الصورة في القلوب.
والانحرافات التي أصابت أهل الكتاب من قبل ، والتي أفسدت عقائدهم وتصوراتهم وحياتهم ، نشأت أول ما نشأت عن انطماس صورة التوحيد الخالص. ثم تبع هذا الانطماس ما تبعه من سائر الانحرافات.
على أن الذي تمتاز به صورة التوحيد في العقيدة الإسلامية هو تعمقها للحياة كلها ، وقيام الحياة على أساسها ، واتخاذها قاعدة للمنهج العملي الواقعي في الحياة ، تبدو آثاره في التشريع كما تبدو في الاعتقاد سواء. وأول هذه الآثار أن تكون شريعة اللّه وحدها هي التي تحكم الحياة. فإذا تخلفت هذه الآثار فإن عقيدة التوحيد لا تكون قائمة ، فإنها لا تقوم إلا ومعها آثارها محققة في كل ركن من أركان الحياة ..



ومعنى أن اللّه أحد : أنه الصمد. وأنه لم يلد ولم يولد. ولم يكن له كفوا أحد .. ولكن القرآن يذكر هذه التفريعات لزيادة التقرير والإيضاح :
«اللَّهُ الصَّمَدُ» .. ومعنى الصمد اللغوي : السيد المقصود الذي لا يقضى أمر إلا بإذنه. واللّه - سبحانه - هو السيد الذي لا سيد غيره ، فهو أحد في ألوهيته والكل له عبيد. وهو المقصود وحده بالحاجات ، المجيب وحده لأصحاب الحاجات. وهو الذي يقضي في كل أمر بإذنه ، ولا يقضي أحد معه .. وهذه الصفة متحققة ابتداء من كونه الفرد الأحد.
«لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ» .. فحقيقة اللّه ثابتة أبدية أزلية ، لا تعتورها حال بعد حال. صفتها الكمال المطلق في جميع الأحوال. والولادة انبثاق وامتداد ، ووجود زائد بعد نقص أو عدم ، وهو على اللّه محال. ثم هي تقتضي زوجية. تقوم على التماثل. وهذه كذلك محال. ومن ثم فإن صفة «أَحَدٌ» تتضمن نفي الوالد والولد ..
«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» .. أي لم يوجد له مماثل أو مكافئ. لا في حقيقة الوجود ، ولا في حقيقة الفاعلية ، ولا في أية صفة من الصفات الذاتية. وهذا كذلك يتحقق بأنه «أَحَدٌ» ولكن هذا توكيد وتفصيل .. وهو نفي للعقيدة الثنائية التي تزعم أن اللّه هو إله الخير وأن للشر إلها يعاكس اللّه - بزعمهم - ويعكس عليه أعماله الخيرة وينشر الفساد في الأرض. وأشهر العقائد الثنائية كانت عقيدة الفرس في إله النور وإله الظلام ، وكانت معروفة في جنوبي الجزيرة حيث للفرس دولة وسلطان!! هذه السورة إثبات وتقرير لعقيدة التوحيد الإسلامية ، كما أن سورة «الكافرون» نفي لأي تشابه أو التقاء بين عقيدة التوحيد وعقيدة الشرك .. وكل منهما تعالج حقيقة التوحيد من وجه. وقد كان الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - يستفتح يومه - في صلاة سنة الفجر - بالقراءة بهاتين السورتين .. وكان لهذا الافتتاح معناه ومغزاه ..

قال محمد الغزالي:
رب العالمين وأحد، لا ثانى له ولا ثالث، لا صاحبة له ولا ولد. والصفات التي أسندها لذاته العليا، تجعل ماعداه صفرا، وتجعل القول به عبثا {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله وأحد فإياي فارهبون}، {... ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله وأحد سبحانه أن يكون له ولد}. والتوحيد روح الإسلام ولباب القرآن. وما نسبه الله إلى نفسه من صفات يجعل ماعداه عبدا عاجزا لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا، فأين هو؟ ولماذا لم يقبل التحدى؟ وننبه هنا إلى ما سقناه من قبل من أدلة عقلية على التوحيد {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون}. وفى موضع آخر يقول: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}. والقائلون بالتثليث يرون أن الآلهة ثلاثة، وإن كانوا في الحقيقة إلها واحدًا، فهم أب وابن وروح قدس، ولا يتصور بينهم خلاف! فما يقولون في قضية الصلب؟ إذا كان الثلاثة واحدًا، فإن المصلوب هم الجميع، وفقد العالم ربه حينا من الدهر. وإن كان المصلوب الابن وحده، فليس بإله يقينا! ولمن شاء أن يعتنق ما شاء. ما نحجر على إيمان أحد، ولكننا فقط ننصف كتابنا وعقيدتنا، فنحن نتلقى التهم من كل جهة..!! وسورة الإخلاص سطر وأحد: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}. وهى تعدل ثلث القرآن لأنها لخصت أصل الاعتقاد عندنا.
فالله ليس كمثله شيء. ولم يكن له أحد كفء ويستحيل أن يكون أبا أو ابنا. وهو الصمد أي السيد الذي يقصده كل من في السموات والأرض. ماذا يملك غيره؟ إن النظام العالمى السارى في الملكوت لا يتحمل تعدد الآلهة. ومن السخف أن تحسب للشمس إلها، وللأرض إلها، أو أن للحيوان إلها وللنبات إلها، أو أن لإفريقية إلها ولأوروبا إلها. إن النظام الكونى وأحد تضبطه إرادة واحدة وتصوغه قدرة واحدة. والذى يشرف على إفرازات الهضم في أمعاء الأحياء هو الذي يشرف على مسارات الأفلاك في أقاصى الآفاق. وفالق الحب والنوى في الحقول والحدائق هو فالق الإصباح في عالمنا، وفالق الشروق والغروب في المجرات التي لا نراها! إننا بعد إعمال الفكر وإدمان النظر، لا نملك إلا نقول: {لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير}.


ell="fiالأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الإخلاص فِيهَا حديثان:
الحَدِيث الأول:
رَوَى أنس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم انه قال: «أسست السَّمَوَات السَّبع والأرضون السَّبع عَلَى قل هُوَ الله أحد»
قلت غَرِيب.
وَرَوَى ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي كِتَابه الْمُفْرد فِي فَضَائِل القرآن وَهُوَ مُجَلد لطيف ثَنَا الْحسن بن مُوسَى ثَنَا أَبُو هِلَال عَن قَتَادَة عَن عبد الله بن غيلَان الثَّقَفِيّ انه كَانَ أَمِيرا عَلَى الْبَصْرَة فَقال حَدثنِي هَذَا الرجل الصَّالح كَعْب الْأَحْبَار أَن الله تبَارك وَتعالى أسس الْأَرْضين عَلَى {قل هُوَ الله أحد} انْتَهَى.
الحَدِيث الثَّانِي:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «انه سمع رجلا يقرأ {قل هُوَ الله أحد} فَقال وَجَبت قيل يَا رَسُول الله وَمَا وَجَبت قال وَجَبت لَهُ الْجنَّة»
قلت رُوِيَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمن حَدِيث أبي أمامة.
أما حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فَضَائِل القرآن وَالنَّسَائِيّ فِي الصَّلَاة وَفِي التَّفْسِير وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث عبيد بن حنين عَن أبي هُرَيْرَة قال أَقبلنَا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَسمع رجلا يقرأ {قل هُوَ الله أحد...} إِلَى آخرهَا فَقال: «وَجَبت» فسألنا يَا رَسُول الله ماذا وَجَبت قال: «الْجنَّة» انْتَهَى.
قال التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح غَرِيب لَا نعرفه إِلَّا من حَدِيث مَالك بن انس انْتَهَى.
وَرَوَاهُ مَالك فِي موطئِهِ عَن عبيد الله بن عبد الرَّحْمَن عَن عبيد بن حنين بِهِ وَمن طَرِيق مَالك أَيْضا رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك فِي فَضَائِل القرآن وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَأما حَدِيث أبي أمامة فَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حَدِيث معَاذ بن رِفَاعَة ثَنَا علي بن يزِيد عَن الْقَاسِم عَن أبي أمامة قال: «مر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِرَجُل وَهُوَ يقرأ {قل هُوَ الله أحد} فَقال أوجب هَذَا قيل مَا أوجب قال وَجَبت لَهُ الْجنَّة» انْتَهَى. اهـ.
l
فضل السورة :

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ إِنَّ رَسُولَ الَّلهِ ـ ـ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابـِهِ : " هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا فُلاَن ؟ " قَالَ : لاَ وَالَّلهِ يَا رَسُولَ الَّلهِ ، وَلاَ عِنْدِي مَا أَتـَزَوَّجُ بـِهِ قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ ( قُلْ هُوَ الَّلهُ أَحَدٌ ؟ ) " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " ثُلُثُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا جَاءَ نَصْرُ لَّلهِ وَالفَتْحُ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ ، " أَلَيْسَ مَعَكَ قُلْ يَأَيـُّهَا الكَافِرُونَ ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ " ، قَالَ : " أَلَيْسَ مَعَكَ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ؟ " قَالَ : بَلَى ، قَالَ : " رُبـْعُ القُرآنِ ، تـَزَوَّجْ (أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ) .

وقد صحّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّه قال: «{قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} يعدل ثلث القرآن»، وصحّ أَنَّ بعض الصّحابة كان إِذا صَلَّى أَضاف {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} إِلى السّورة الَّتي يقرؤها بعد الفاتحة، فسأَله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب ذلك فقال: إِنى أُحبّها يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: «حُبّك إِيّاها أَدخلك الجنَّة».
وفيه من الضَّعيف حديث أُبي: «مَنْ قرأ هذه السّورة حين يدخل منزله نُفِى الفقرُ عن منزله».
وقال: «مَنْ قرأها مرَّة بورِك عليه، ومَنْ قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أَهل بيته، ومن قرأها ثلاثا بورك عليه وأَهله وماله، ومَنْ قرأها اثنتى عشرة مرّة بُنى له بكلّ مرّة قصرٌ في الجنَّة، ومَنْ قرأها مائة مرّة كفِّر عنه ذنب خمس وعشرين سنة، ومَنْ قرأها أَربعمائة مَرّة كُفِّر عنه جميع ذنوبه- ما خلا الدّماءَ والأَموال، ومَنْ قرأها أَلف مرّة لم يمت حتى يَرَى مكانه في الجنَّة.
وقال جبريل: ما زلت خائفا على أُمّتك حتى نزلت {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} فَأَمِنْتُ عليهم.
وقال: رأَيتُ ليلة أُسْرِى بى ملائكة يبنون قصرًا في الجَنَّة، فأَمسكوا عن البِناءِ، فقلت لماذا أَمسكتم؟ فقالوا نفِدتِ النفقة. فقلتُ وما النفقةُ؟ قالوا قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أحد} فإِذا أَمسكوا عن القراءة أَمسكنا عن البناءِ».
وفيه حديث على: «يا علي مَنْ قرأها ضحك الله إِليه يوم يلقاه، ويُدخله الجنَّة آمِنًا، وأَعطاه الله بكلّ آية قرأها ثوابَ نبىٍّ».


( يتبع – سورة الفلق )

ter:;"]





.











 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 04:36 PM   #418


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c









سورة الفلق

التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 5 .
ترتيبها بالمصحف الثالثة عشرة بعد المائة .
نزلت بعد سورة الفيل .
بدأت بفعل أمر " قل أعوذ برب الفلق " من المعوذتين لم يذكر فيها لفظ الجلالة .

سبب التسمية :

هَذِهِ ‏السُّورَةُ ‏وَالتي ‏بَعْدَهَا ‏نَزَلَتَا ‏مَعَاً ‏كَمَا ‏في ‏الدَّلائِلِ ‏لِلْبَيْهَقِيِّ ‏‏؛ ‏فَلِذَا ‏قُرِنَتَا ‏وَاشْتَرَكَتَا ‏في ‏التَّسْمِيَةِ ‏بالمَعُوذَتَيْنِ

.قال ابن عاشور:
سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه السورة: {قل أعوذ برب الفلق}. روى النسائي عن عقبة بن عامر قال: اتّبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعتُ يدِي على قدمه فقلت: أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف، فقال: لن تقرأ شيئًا أبلغ عند الله من {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس}.
وهذا ظاهر في أنه أراد سورة: {قل أعوذ برب الفلق}لأنه كان جوابًا عن قول عقبة: أقرئني سورة هود الخ، ولأنه عَطف على قوله: {قل أعوذ برب الفلق}(الفلق: 1) قوله: و{قل أعوذ برب الناس} (الناس: 1) ولم يتم سورة: (قل أعوذ برب الفلق).
عنونها البخاري في (صحيحه): سورة {قل أعوذ برب الفلق} بإضافة سورة إلى أول جملة منها.
وجاء في كلام بعض الصحابة تسميتُها مع سورة الناس (المعوّذتين). روى أبو داود والترمذي وأحمد عن عقبة بن عامر قال: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذات» بكسر الواو المشددة وبصيغة الجمع بتأويل الآيات المعوذات، أي آيات السورتين. وفي رواية: «بالمعوذتين في دبر كل صلاة». ولم يذكر أحد من المفسرين أن الواحدة منهما تسمى المعوذة بالإِفراد، وقد سماها ابن عطية سورة المعوذةِ الأولى، فإضافة (سورة) إلى (المعوذة) من إضافة المسمى إلى الاسم، وَوصف السورة بذلك مجاز يجعلها كالذي يدل الخائف على المكان الذي يعصمه من مخيفه أو كالذي يُدخله المَعَاذ.

التعريف بالسورة
سميت في أكثر المصاحف ومعظم كتب التفسير (سورة الفلق).
وفي (الإتقان): أنها وسورة الناس تسميان (المشَقْشَقَتَيْن) (بتقديم الشينين على القافين) من قولهم خطيب مُشَقشق. اهـ. أي مسترسل القول تشبيهًا له بالفَحل الكريم من الإِبل يَهْدِر بشِقْشَقَةٍ وهي كاللحم يبرز من فيه إذا غضب ولم أحقق وجه وصف المعوذتين بذلك.
وفي (تفسير القرطبي) و(الكشاف) أنها وسورةَ الناس تسميان (المقشقشتين) (بتقديم القافين على الشينين) زاد القرطبي: أي تبرّئان من النفاق، وكذلك قال الطيبي، فيكون اسم المقشقشة مشتركًا بين أربع سور هذه، وسورة الناس، وسورة براءة، وسورة الكافرون.

سبب نزول السورة :

أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : مرض رسول الله مرضاً شديداً فأتاه ملاكان ، فقعد أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما ترى ؟ قال : طُبَ ، قال وما طُبَ ؟ قال : سُحِرَ ، قال ومن سَحَرَهُ ؟ قال : لُبُيد ابن الأعصم اليهودي ، قال : أين هو ؟ قال في بئر آلِ فلان تحت صخرة في كرية ، فأتوا الركية فانزحوا مائها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها ، فلما أصبح رسول الله ، بعث عمار بن ياسر في نفر ، فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء ، فنزحوا الماء ، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ( قل أعوذ برب الفلق ) ( قل أعوذ برب الناس )


محور مواضيع السورة

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ تَعْلِيمِ العِبَادِ أَنْ يلجئوا إلى حِمَى الرَّحْمَنِ ، وَيَسْتَعِيذُوا بجَلاَلـِهِ وَسُلْطَانـِهِ مِنْ شَرِّ مَخْلُوقَاتـِهِ ، وَمِنْ شَرِّ الَّليْلِ إِذَا أَظْلَمَ ؛ لِمَا يُصِيبُ النُّفُوسَ فيه مِنَ الوَحْشَةِ ، وَلانْتِشَارِ الأَشْرَارِ وَالفُجَّارِ فيه ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ حَاسِدٍ وَسَاحِرٍ وَهِيَ إِحْدَى المَعُوذَتـَيـْنِ الَّلتَيـْنِ كَانَ يُعَوِّذُ نَفْسَهُ بِهِمَا
قال البقاعي:
سورة الفلق مقصودها الاعتصام من شر كل ما انفلق عنه الخلق الظاهر والباطن، واسمها ظاهر الدلالة على ذلك.
و معظم مقصود السّورة الاستعاذة من الشرور، ومن مخافة اللَّيل الدّيجور، ومن آفات الماكرين والحاسدين في قوله: {إِذَا حَسَدَ}.
.قال ابن عاشور:
اختلف فيها أمكية هي أم مدنية، فقال جابر بن زيد والحسن وعطاء وعكرمة: مكية، ورواه كريب عن ابن عباس.
وقال قتادة: هي مدنية، ورواه أبو صالح عن ابن عباس.
والأصح أنها مكية لأن رواية كريب عن ابن عباس مقبولة بخلاف رواية أبي صالح عن ابن عباس ففيها متكلّم.
وقال الواحدي: قال المفسرون: إنها نزلت بسبب أن لَبيدَ بن الأعصمَ سَحَر النبي صلى الله عليه وسلم وليس في (الصحاح) أنها نزلت بهذا السبب، وبنى صاحب (الإِتقان) عليه ترجيح أن السورة مدنية وسنتكلم على قصة لبيد بن الأعصم عند قوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} (الفلق: 4).
وقد قيل: إن سبب نزولها والسورة بعدها: أن قريشًا ندبوا، أي ندبوا مَن اشتهر بينهم أنه يصيب النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فأنزل الله المعوذتين ليتعوذ منهم بهما، ذكره الفخر عن سعيد بن المسيب ولم يسنده.
وعدت العشرين في عداد نزول السور، نزلت بعد سورة الفيل وقبل سورة الناس.
وعدد آياتها خمس بالاتفاق.

اشتهر عن عبد الله بن مسعود في (الصحيح) أنه كان ينكر أن تكون (المعوِّذتان) من القرآن ويقول: إنما أُمِر رسول الله أن يتعوذ بهما، أي ولم يؤمر بأنهما من القرآن. وقد جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على القراءة بهما في الصلاة وكُتبتا في مصاحفهم، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في صلاته.
أغراضها:
والغرض منها تعليم النبي صلى الله عليه وسلم كلمات للتعوذ بالله من شر ما يُتَّقَى شره من المخلوقات الشريرة، والأوقاتِ التي يكثر فيها حدوث الشر، والأحوال التي يستر أفعال الشر من ورائها لئلا يُرمى فاعلوها بتبعاتها، فعلَّم الله نبيه هذه المعوذة ليتعوذ بها، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهذه السورة وأختها ويأمر أصحابه بالتعوذ بهما، فكان التعوذ بهما من سنة المسلمين. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة الفلق مكية، وفيها تعليم للعباد أن يلجأوا إلى حمى الرحمن، ويستعيذوا بجلاله وسلطانه، من شر مخلوقاته، ومن شر الليل إذا أظلم، لما يصيب النفوس فيه من الوحشة، ولانتشار الأشرار والفجار فيه، ومن شر كل حاسد وساحر، وهي إحدى المعوذتين اللتين كان صلى الله عليه وسلم يعوذ نفسه بهما.

قال سيد قطب
هذه السورة والتي بعدها توجيه من اللّه - سبحانه وتعالى - لنبيه - صلى اللّه عليه وسلم - ابتداء وللمؤمنين من بعده جميعا ، للعياذ بكنفه ، واللياذ بحماه ، من كل مخوف : خاف وظاهر ، مجهول ومعلوم ، على وجه الإجمال وعلى وجه التفصيل .. وكأنما يفتح اللّه - سبحانه - لهم حماه ، ويبسط لهم كنفه ، ويقول لهم ، في مودة وعطف : تعالوا إلى هنا. تعالوا إلى الحمى. تعالوا إلى مأمنكم الذي تطمئنون فيه. تعالوا فأنا أعلم أنكم ضعاف وأن لكم أعداء وأن حولكم مخاوف وهنا .. هنا الأمن والطمأنينة والسلام ..
ومن ثم تبدأ كل منهما بهذا التوجيه. «قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» .. «قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» ..
وفي قصة نزولها وقصة تداولها وردت عدة آثار ، تتفق كلها مع هذا الظل الذي استروحناه ، والذي يتضح من الآثار المروية أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - استروحه في عمق وفرح وانطلاق :
عن عقبة - ابن عامر - رضي اللّه عنه - أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - قال : ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط؟ قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ..
وعن جابر - رضي اللّه عنه - قال : قال لي رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «اقرأ يا جابر. قلت :
ما ذا بأبي أنت وأمي؟ قال : اقرأ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ» فقرأتهما. فقال : «اقرأ بهما فلن تقرأ بمثلهما


عن ذر بن حبيش قال : سألت أبي بن كعب - رضي اللّه عنه - عن المعوذتين. قلت : يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا وكذا (و كان ابن مسعود لا يثبتهما في مصحفه ثم ثاب إلى رأي الجماعة وقد أثبتهما في المصحف) فقال : سألت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فقال : «قيل لي : قل. فقلت». فنحن نقول كما قال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - «1» وكل هذه الآثار تشي بتلك الظلال الحانية الحبيبة ..
وهنا في هذه السورة يذكر اللّه - سبحانه - نفسه بصفته التي بها يكون العياذ من شر ما ذكر في السورة.
«قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ» .. والفلق من معانيه الصبح ، ومن معانيه الخلق كله. بالإشارة إلى كل ما يفلق عنه الوجود والحياة ، كما قال في الأنعام : «إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ» .. وكما قال : «فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْباناً» ..
وسواء كان هو الصبح فالاستعاذة برب الصبح الذي يؤمّن بالنور من شر كل غامض مستور ، أو كان هو الخلق فالاستعاذة برب الخلق الذي يؤمّن من شر خلقه ، فالمعنى يتناسق مع ما بعده ..
«مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ» .. أي من شر خلقه إطلاقا وإجمالا. وللخلائق شرور في حالات اتصال بعضها ببعض.
كما أن لها خيرا ونفعا في حالات أخرى. والاستعاذة باللّه هنا من شرها ليبقى خيرها. واللّه الذي خلقها قادر على توجيهها وتدبير الحالات التي يتضح فيها خيرها لا شرها!

«وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ» .. والغاسق في اللغة الدافق ، والوقب النقرة في الجبل يسيل منها الماء. والمقصود هنا - غالبا - هو الليل وما فيه. الليل حين يتدفق فيغمر البسيطة. والليل حينئذ مخوف بذاته. فضلا على ما يثيره من توقع للمجهول الخافي من كل شي ء : من وحش مفترس يهجم. ومتلصص فاتك يقتحم. وعدو مخادع يتمكن. وحشرة سامة تزحف. ومن وساوس وهواجس وهموم وأشجان تتسرب في الليل ، وتخنق المشاعر والوجدان ، ومن شيطان تساعده الظلمة على الانطلاق والإيحاء. ومن شهوة تستيقظ في الوحدة والظلام. ومن ظاهر وخاف يدب ويثب ، في الغاسق إذا وقب! «وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ» .. والنفاثات في العقد : السواحر الساعيات بالأذى عن طريق خداع الحواس ، وخداع الأعصاب ، والإيحاء إلى النفوس والتأثير والمشاعر. وهن يعقدن العقد في نحو خيط أو منديل وينفثن فيها كتقليد من تقاليد السحر والإيحاء! والسحر لا يغير من طبيعة الأشياء ولا ينشئ حقيقة جديدة لها. ولكنه يخيل للحواس والمشاعر بما يريده الساحر. وهذا هو السحر كما صوره القرآن الكريم في قصة موسى عليه السلام : سورة طه «قالُوا : يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى . قالَ : بَلْ أَلْقُوا. فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى .
فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى . قُلْنا : لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى . وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى ...».
وهكذا لم تنقلب حبالهم وعصيهم حيات فعلا ، ولكن خيل إلى الناس - وموسى معهم - أنها تسعى إلى حد أن أوجس في نفسه خيفة ، حتى جاءه التثبيت. ثم انكشفت الحقيقة حين انقلبت عصا موسى بالفعل حية فلقفت الحبال والعصي المزورة المسحورة.

هذه هي طبيعة السحر كما ينبغي لنا أن نسلم بها. وهو بهذه الطبيعة يؤثر في الناس ، وينشئ لهم مشاعر وفق إيحائه .. مشاعر تخيفهم وتؤذيهم وتوجههم الوجهة التي يريدها الساحر ، وعند هذا الحد نقف في فهم طبيعة السحر والنفث في العقد .. وهي شر يستعاذ منه باللّه ، ويلجأ منه إلى حماه.
وقد وردت روايات - بعضها صحيح ولكنه غير متواتر - أن لبيد بن الأعصم اليهودي سحر النبي صلى اللّه عليه وسلم - في المدينة .. قيل أياما ، وقيل أشهرا .. حتى كان يخيل إليه أنه يأتي النساء وهو لا يأتيهن في رواية ، وحتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله في رواية ، وأن السورتين نزلتا رقية لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - فلما استحضر السحر المقصود - كما أخبر في رؤياه - وقرأ السورتين انحلت العقد ، وذهب عنه السوء.
ولكن هذه الروايات تخالف أصل العصمة النبوية في الفعل والتبليغ ، ولا تستقيم مع الاعتقاد بأن كل فعل من أفعاله - صلى اللّه عليه وسلم - وكل قول من أقواله سنة وشريعة ، كما أنها تصطدم بنفي القرآن عن الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - أنه مسحور ، وتكذيب المشركين فيما كانوا يدعونه من هذا الإفك. ومن ثم تستبعد هذه الروايات .. وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة. والمرجع هو القرآن. والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد. وهذه الروايات ليست من المتواتر. فضلا على أن نزول هاتين السورتين في مكة هو الراجح.
مما يوهن أساس الروايات الأخرى.

«وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ» ..
والحسد انفعال نفسي إزاء نعمة اللّه على بعض عباده مع تمني زوالها. وسواء أتبع الحاسد هذا الانفعال بسعي منه لإزالة النعمة تحت تأثير الحقد والغيظ ، أو وقف عند حد الانفعال النفسي ، فإن شرا يمكن أن يعقب هذا الانفعال.
ونحن مضطرون أن نطامن من حدة النفي لما لا نعرف من أسرار هذا الوجود ، وأسرار النفس البشرية ، وأسرار هذا الجهاز الإنساني. فهنالك وقائع كثيرة تصدر عن هذه الأسرار ، ولا نملك لها حتى اليوم تعليلا .. هنالك مثلا ذلك التخاطر على البعد. وفيه تتم اتصالات بين أشخاص متباعدين. اتصالات لا سبيل إلى الشك في وقوعها بعد تواتر الأخبار بها وقيامالتجارب الكثيرة المثبتة لها. ولا سبيل كذلك لتعليلها بما بين أيدينا من معلومات.
وكذلك التنويم المغناطيسي. وقد أصبح الآن موضعا للتجربة المتكررة المثبتة. وهو مجهول السر والكيفية .. وغير التخاطر والتنويم كثير من أسرار الوجود وأسرار النفس وأسرار هذا الجهاز الإنساني ...
فإذا حسد الحاسد ، ووجه انفعالا نفسيا معينا إلى المحسود فلا سبيل لنفي أثر هذا التوجيه لمجرد أن ما لدينا من العلم وأدوات الاختبار ، لا تصل إلى سر هذا الأثر وكيفيته. فنحن لا ندري إلا القليل في هذا الميدان. وهذا القليل يكشف لنا عنه مصادفة في الغالب ، ثم يستقر كحقيقة واقعة بعد ذلك! فهنا شر يستعاذ منه باللّه ، ويستجار منه بحماه .
واللّه برحمته وفضله هو الذي يوجه رسوله - صلى اللّه عليه وسلم - وأمته من ورائه إلى الاستعاذة به من هذه الشرور. ومن المقطوع به أنهم متى استعاذوا به - وفق توجيهه - أعاذهم. وحماهم من هذه الشرور إجمالا وتفصيلا.
روى البخاري - بإسناده - عن عائشة - رضي اللّه عنها - أن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - «كان إذا آوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما ، وقرأ فيهما ، «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» .. و«قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ».
و«قُلْ : أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ». ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات» .. وهكذا رواه أصحاب السنن ...

قال محمد الغزالي:
أعوذ بالله أي أحتمى به وأتحصن. والله عز وجل يجيب من سأله ويعيذ من استعاذ به. وقد نزلت السورتان الأخيرتان من المصحف الشريف تعلمنا كيف نتحصن بالله من شرور كثيرة، فإن الحياة حافلة بما يسوء.
قال تعالى: {ونبلوكم بالشر والخير فتنة}، {وبلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}. وسورتا {قل أعوذ برب الفلق}. و{قل أعوذ برب الناس}. حصانات قوية لمن أراد اللياذ بالله والظفر بحمايته.. والفلق الصبح أو الضوء الذي يشق الظلام. ومصادر الشر كثيرة من جراثيم وزواحف وسباع وبشر! (والغاسق إذا وقب) الليل إذا دخل واشتدت ظلمته. ولا يزال الليل مسرحا للصوص والعهار ومغتالى الحقوق والحريات. و{النفاثات في العقد} قيل النساء السواحر! وللسحر حقيقة عند بعض العلماء، ولشياطين الإنس والجن شغل به، والاستعاذة تبطله. ويرى ابن حزم وعلماء الظاهر أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو خداع وتخييل. وللعامة أوهام كثيرة في هذا الميدان ينبغى الحذر منها. ومما يستعاذ بالله منه الحسد، وهو رذيلة تقوم على تمنى زوال النعم، وكره أصحابها والكيد لهم. والحسد من أشيع الجرائم بين الناس. حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالكل أعداء له وخصوم! وقد يطلق الحسد على العين! وهى نظرة مسمومة نحو مايكون من خير، ينسج الناس حولها حقائق وأباطيل. والاستعاذة على كل حال تعصم من الواقع والمتوقع، وتقى المؤمن شرور الآخرين.


( يتبع )


ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 05:28 PM   #419


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي

























[c









تابع – سورة الفلق

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الفلق ذكر فِيهَا أَرْبَعَة أَحَادِيث:
الحَدِيث الأول:
فِي الحَدِيث لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قال هَذَا حِين حلهَا يَعْنِي صَلَاة الْمغرب.
قلت رَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كِتَابه غَرِيب الحَدِيث فَقال ثَنَا مُحَمَّد بن ربيعَة عَن عبد الله بن سعيد عَن أَبِيه عَن أبي هِنْد عَن أَبِيه عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة رَفعه إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنه لما رَأَى الشَّمْس قد وَقَبَتْ قال: {هَذَا حِين حلهَا} انْتَهَى ثمَّ قال قوله «وَقَبَتْ» أَي غَابَتْ وَاصل الوقوب الدُّخُول قال وَمِنْه قوله تعالى: {وَمن شَرّ غَاسِق إِذا وَقب} انْتَهَى.
وَالْمُصَنّف احْتج بِهِ عَلَى أَن وَقب بِمَعْنى غَابَ.
الحَدِيث الثَّانِي:
عَن عَائِشَة قالت أَخذ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بيَدي فَأَشَارَ إِلَى الْقَمَر فَقال: «نَعُوذ بِاللَّه من شَرّ هَذَا إِنَّه الْغَاسِق إِذا وَقب».
قلت رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه فِي التَّفْسِير وَالنَّسَائِيّ فِيهِ وَفِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة من حَدِيث ابْن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بن عبد الرَّحْمَن عَن أبي سَلمَة عَن عَائِشَة أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم نظر إِلَى الْقَمَر فَقال يَا عَائِشَة «اسْتَعِيذِي بِاللَّه من شَرّ هَذَا فَإِنَّهُ الْغَاسِق إِذا وَقب» انْتَهَى قال التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن صَحِيح.
وَرَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقال صَحِيح الْإِسْنَاد وَلم يخرجَاهُ انْتَهَى.
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعْلى الْموصِلِي وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب عَن خَاله الْحَارِث بِهِ.
وَلَفظ النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير أَخذ النَّبِي صلى الله عليه وسلم بيَدي وَقد طلع الْقَمَر فَقال…


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الثَّالِث:
قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ» هَكَذَا فِي الْكتاب.
قلت فِيهِ أَحَادِيث:
رَوَى البُخَارِيّ وَمُسلم فِي فَضَائِل القرآن من حَدِيث سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقول «لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله الْكتاب فَهُوَ يقوم بِهِ آنَاء اللَّيْل وَالنَّهَار» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه وَزَاد فِيهِ «فَهُوَ ينْفق يَعْنِي الصَّدَقَة».
وَرَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُسْنده وَزَاد فِيهِ «فَيَقول الرجل لَو آتَانِي الله مثل مَا أُوتِيَ فلَان لفَعَلت مثل مَا يفعل».
حَدِيث آخر رَوَى البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم وَمُسلم فِي فَضَائِل القرآن من حَدِيث قيس بن أبي حَازِم عَن ابْن مَسْعُود عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا حسد إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ رجل آتَاهُ الله مَالا فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكته فِي الْحق وَرجل آتَاهُ الله الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا» انْتَهَى.
وَرَوَاهُ البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة بِاللَّفْظِ الأول وَزَاد فِيهِ «فَقال رجل لَيْتَني أُوتيت مثل مَا أُوتِيَ فلَان فَعمِلت مثل الَّذِي يعْمل» فَوضع الْحَسَد مَوضِع الْغِبْطَة.
وَلَا يُعَارض هَذَا بقوله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فضل الله بِهِ بَعْضكُم عَلَى بعض} لأن الْآيَة نزلت فِي سَبَب خَاص رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث مُجَاهِد عَن أم سَلمَة قالت يَا رَسُول الله أيغزو الرِّجَال وَلَا نعزو وَلَا نُقَاتِل فَنُسْتَشْهَد وَإِنَّمَا لنا نصف الْمِيرَاث فَأنْزل الله الْآيَة ثمَّ قال صَحِيح إِن كَانَ مُجَاهِد سمع من أم سَلمَة انْتَهَى.
قال الْقُرْطُبِيّ فِي شرح مُسلم المُرَاد بِالْحَسَدِ فِي هَذَا الحَدِيث الْغِبْطَة وَقد نبه عَلَيْهِ البُخَارِيّ فِي التَّبْوِيب فَقال بَاب الِاغْتِبَاط فِي الْعلم وَالْحكمَة وَكَذَلِكَ قال النَّوَوِيّ لَا غِبْطَة أفضل مِنْهَا فِي هَاتين.
قال الْبَغَوِيّ فِي شرح السّنة وَقيل إِن فِيهِ إِبَاحَة لنَوْع من الْحَسَد كَمَا فِيهِ نوع إِبَاحَة من الْكَذِب فِي قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يحل الْكَذِب إِلَّا فِي ثَلَاث الرجل يكذب فِي الْحَرْب وَيصْلح بَين اثْنَيْنِ وَيحدث أَهله» انْتَهَى.
قال الْقُرْطُبِيّ وَمن الْحَسَد مَا يكون مَحْمُودًا مثل أَن يتَمَنَّى زَوَال النِّعْمَة عَن الْكَافِر وَعَمن يَسْتَعِين بهَا عَلَى الْمعاصِي وَكلهمْ اتَّفقُوا عَلَى تَفْسِير الْحَسَد تمني زَوَال النِّعْمَة عَن الْمَحْسُود إِلَى الْحَاسِد وَالْغِبْطَة أَن يتَمَنَّى لنَفسِهِ مثلهَا دون زَوَالهَا من أَخِيه فَقال الْقُرْطُبِيّ وَيُسمى أَيْضا مُنَافَسَة قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِك فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ}.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

الحَدِيث الرَّابِع:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ المعوذتين فَكَأَنَّمَا قرأ الْكتب الَّتِي أنزلهَا الله تعالى كلهَا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حَدِيث أبي عصمَة نوح بن أبي مَرْيَم عَن زيد الْعمي.
عَن أبي نَضرة عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ المعوذتين...» إِلَى آخِره، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان، وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقَدّم فِي يُونُس.

فضل السورة :

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِر ٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ الَّلهِ ـ : أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الَّليْلَةَ لَمْ يـُرَ مِثْلهُنَّ قَطّ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ) وَ ( وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنّسَائـِي ).



( يتبع – سورة الناس )




ell="filter:;"]





.












 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 12-03-2021, 05:35 PM   #420


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي























[c









سورة الناس
التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 6 .
ترتيبها بالمصحف الأخيرة .
بدأت بفعل أمر " قل أعوذ برب الناس " من المعوذتين .

سبب التسمية :

هَذِهِ ‏السُّورَةُ ‏وَالتي ‏قَبْلَهَا ‏نَزَلَتَا ‏مَعَاً ‏كَمَا ‏في ‏الدَّلائِلِ ‏لِلْبَيْهَقِيِّ ‏‏؛ ‏فَلِذَا ‏قُرِنَتَا ‏وَاشْتَرَكَتَا ‏في ‏التَّسْمِيَةِ ‏بالمَعُوذَتَيْنِ

.قال ابن عاشور:
تقدم عند تفسير أول سورة الفلق أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سورة الناس: {قل أعوذ برب الناس}.
وتقدم في سورة الفلق أنها وَسورة الناس تسميان (المعوذتين)، و(المشقشقتين) بتقديم الشينين على القافين، وتقدم أيضًا أن الزمخشري والقرطبي ذكر أنهما تسميان (المقشقشتين) بتقديم القافين على الشينين، وعنونها ابن عطية في (المحرر الوجيز) (سورة المعوذة الثانية) بإضافة (سورة) إلى (المعوذة) من إضافة الموصوف إلى الصفة، وعنونهما الترمذي (المعوذتين)، وعنونها البخاري في (صحيحه) (سورة قل أعوذ برب الناس).
وفي مصاحفنا القديمة والحديثة المغربية والمشرقية تسمية هذه السورة (سورة الناس) وكذلك أكثر كتب التفسير.

سبب نزول السورة :
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ ، قَالَ رَسُولُ الَّلهِ : " أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتْ هَذِهِ الَّليْلَةَ لَمْ يـُرَ مِثْلهُنَّ قَطّ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ ) وَ ( وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ( أَخْرَجَهُ مُسْلِمُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنّسَائـِيُّ)
أخرج البيهقي في دلائل النبوة من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : مرض رسول مرضاً شديداً فأتاه ملاكان ، فقعد أحدهما عند رأسه والأخر عند رجليه ، فقال الذي عند رجليه للذي عند رأسه : ما ترى ؟ قال : طُبَ ، قال وما طُبَ ؟ قال : سُحِرَ ، قال ومن سَحَرَهُ ؟ قال : لُبُيد ابن الأعصم اليهودي ، قال : أين هو ؟ قال في بئر آلِ فلان تحت صخرة في كرية ، فأتوا الركية فانزحوا مائها وارفعوا الصخرة ثم خذوا الكرية واحرقوها ، فلما أصبح رسول الله ، بعث عمار بن ياسر في نفر ، فأتوا الركية فإذا ماؤها مثل ماء الحناء ، فنزحوا الماء ، ثم رفعوا الصخرة ، وأخرجوا الكرية وأحرقوها فإذا فيها وتر فيه إحدى عشرة عقدة ، وأنزلت عليه هاتان السورتان فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ( قل أعوذ برب الفلق ) ( قل أعوذ برب الناس )

محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ الاسْتِجَارَةِ وَالاحْتِمَاءِ بِرَبِّ الأَرْبـَابِ مِنْ شَرِّ أَعْدَى الأَعْدَاءِ ( إِبْلِيسَ وَأَعْوَانـِهِ مِنْ شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ ) ، الَّذِينَ يُغْوُونَ النَّاسَ بأَنْوَاعِ الوَسْوَسَةِ وَالإِغْوَاءِ
قال البقاعي:
سورة الناس مقصودها الاعتصام بالإله الحق من شر الخلق الباطن، واسمها دال على ذلك لأن الإنسان مطبوع على الشر، وأكثر شره بالمكر والخداع، وأحسن من هذا أنها للاستعاذة من الشر الباطن المأنوس به المستروح إليه، فإن الوسسة لا تكون إلا بما يشتهي، والناس مشتق من الأنس، فإن أصله أناس، وهو أيضا اضطراب الباطن المشير إليه الاشتقاق من النوس، فطابق حينئذ الاسم المسمى، ومقصود هذه السورة معلول لمقصود الفقاتحة الذي هو المراقبة، وهي شاملة لجميع علوم القرآن التي هي مصادقة الله ومعاداة الشيطان ببراعة الختام وفذلكة النظام، كما أن الفاتحة شاملة لذلك لأنها براعة الاستهلال، ورعاية الجلال والجمال، فقد اتصل الآخر بالأول اتصال العلة بالمعلول، والدليل بالمدلول، والمثل بالممثول، والله المسئول في تيسير السؤل، وتحقيق المأمول، فإنه الجواد ذو الطول، وبه يستعان وعليه التكلان.
و معظم مقصود السّورة الاعتصام بحفظ الحقِّ- تعالى- وحياطته، والحذر والاحتراز من وَسْواس الشيطان، ومشن تعدّى الجنّ والإِنسان، في قوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.


.قال ابن عاشور:
السورة مكية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مكية، ومدنية في قول الذين قالوا في سورة الفلق إنها مدنية. والصحيح أنهما نزلتا متعاقبتين، فالخلاف في أحداهما كالخلاف في الأخرى.
وقال في (الإِتقان): إن سبب نزولها قصة سِحر لبيد بن الأعصم، وأنها نزلت مع (سورة الفلق) وقد سبقه إلى ذلك القرطبي والواحدي، وقد علمتَ تزييفه في سورة الفلق.
وعلى الصحيح من أنها مكية فقد عُدت الحادية والعشرين من السور، نزلت عقب سورة الفلق وقبل سورة الإِخلاص.
وعدد آيها ست آيات، وذكر في (الإِتقان) قولا: إنها سبع آيات وليس مَعزُوًّا لأهل العدد.
أغراضها:
إرشاد النبي صلى الله عليه وسلم لأن يتعوذ بالله ربه من شر الوسواس الذي يحاول إفساد عمل النبي صلى الله عليه وسلم وإفساد إرشاده الناس ويلقي في نفوس الناس الإِعراض عن دعوته. وفي هذا الأمر إيماء إلى أن الله تعالى معيذه من ذلك فعاصمه في نفسه من تسلط وسوسة الوسواس عليه، ومتمم دعوته حتى تعمّ في الناس. ويتبع ذلك تعليم المسلمين التعوذ بذلك، فيكون لهم من هذا التعوذ ما هو حَظهم من قابلية التعرض إلى الوسواس، ومع السلامة منه بمقدار مراتبهم في الزلفى. اهـ.

.قال الصابوني:
* سورة الناس مكية، وهي ثاني المعوذتين، وفيها الإستجارة والإحتماء برب العالمين، من شر أعدى الأعداء، إبليس وأعوانه من شياطين الإنس والجن، الذين يغوون الناس بأنواع الوسوسة والإغواء.
* وقد ختم الكتاب العزيز بالمعوذتين وبدئ بالفاتحة، ليجمع بين حسن البدء، وحسن الختم، وذلك غاية الحسن والجمال، لأن العبد يستعين بالله ويلتجئ إليه، من بداية الأمر إلى نهايته.

قال سيد قطب
الاستعاذة في هذه السورة برب الناس ، ملك الناس ، إله الناس. والمستعاذ منه هو : شر الوسواس الخناس ، الذي يوسوس في صدور الناس ، من الجنة والناس.
والاستعاذة بالرب ، الملك ، الإله ، تستحضر من صفات اللّه - سبحانه - ما به يدفع الشر عامة ، وشر الوسواس الخناس خاصة.
فالرب هو المربي والموجه والراعي والحامي. والملك هو المالك الحاكم المتصرف. والإله هو المستعلي المستولي المتسلط .. وهذه الصفات فيها حماية من الشر الذي يتدسس إلى الصدور .. وهي لا تعرف كيف تدفعه لأنه مستور.
واللّه رب كل شي ء ، وملك كل شي ء ، وإله كل شيء. ولكن تخصيص ذكر الناس هنا يجعلهم يحسون بالقربى في موقف العياذ والاحتماء.
واللّه - برحمة منه - يوجه رسوله - صلى اللّه عليه وسلم - وأمته إلى العياذ به والالتجاء إليه ، مع استحضار معاني صفاته هذه ، من شر خفي الدبيب ، لا قبل لهم بدفعه إلا بعون من الرب الملك الإله. فهو يأخذهم من حيث لا يشعرون ، ويأتيهم من حيث لا يحتسبون. والوسوسة : الصوت الخفي. والخنوس : الاختباء والرجوع.
والخناس هو الذي من طبعه كثرة الخنوس.


وقد أطلق النص الصفة أولا : «الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ» .. وحدد عمله : «الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ».
ثم حدد ماهيته : «مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» .. وهذا الترتيب يثير في الحس اليقظة والتلفت والانتباه لتبين حقيقة الوسواس الخناس ، بعد إطلاق صفته في أول الكلام ولإدراك طريقة فعله التي يتحقق بها شره ، تأهبا لدفعه أو مراقبته! والنفس حين تعرف - بعد هذا التشويق والإيقاظ - أن الوسواس الخناس يوسوس في صدور الناس خفية وسرا ، وأنه هو الجنة الخافية ، وهو كذلك الناس الذين يتدسسون إلى الصدور تدسس الجنة ، ويوسوسون وسوسة الشياطين .. النفس حين تعرف هذا تتأهب للدفاع ، وقد عرفت المكمن والمدخل والطريق.!
ووسوسة الجنة نحن لا ندري كيف تتم ، ولكنا نجد آثارها في واقع النفوس وواقع الحياة. ونعرف أن المعركة بين آدم وإبليس قديمة قديمة وأن الشيطان قد أعلنها حربا تنبثق من خليقة الشر فيه ، ومن كبريائه وحسده وحقده على الإنسان! وأنه قد استصدر بها من اللّه إذنا ، فأذن فيها - سبحانه - لحكمة يراها! ولم يترك الإنسان فيها مجردا من العدة. فقد جعل له من الإيمان جنة ، وجعل له من الذكر عدة ، وجعل له من الاستعاذة سلاحا .. فإذا أغفل الإنسان جنته وعدته وسلاحه فهو إذن وحده الملوم! عن ابن عباس - رضي اللّه عنهما - قال : قال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : «الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر اللّه تعالى خنس ، وإذا غفل وسوس

وأما الناس فنحن نعرف عن وسوستهم الشيء الكثير. ونعرف منها ما هو أشد من وسوسة الشياطين! رفيق السوء الذي يتدسس بالشر إلى قلب رفيقه وعقله من حيث لا يحتسب ومن حيث لا يحترس ، لأنه الرفيق المأمون! وحاشية الشر التي توسوس لكل ذي سلطان حتى تتركه طاغية جبارا مفسدا في الأرض ، مهلكا للحرث والنسل! والنمام الواشي الذي يزين الكلام ويزحلقه ، حتى يبدو كأنه الحق الصراح الذي لا مرية فيه.
وبائع الشهوات الذي يتدسس من منافذ الغريزة في إغراء لا تدفعه إلا يقظة القلب وعون اللّه.
وعشرات من الموسوسين الخناسين الذين ينصبون الأحابيل ويخفونها ، ويدخلون بها من منافذ القلوب الخفية التي يعرفونها أو يتحسسونها .. وهم شر من الجنة وأخفى منهم دبيبا! والإنسان عاجز عن دفع الوسوسة الخفية. ومن ثم يدله اللّه على عدته وجنته وسلاحه في المعركة الرهيبة! وهناك لفتة ذات مغزى في وصف الوسواس بأنه «الْخَنَّاسِ» .. فهذه الصفة تدل من جهة على تخفيه واختبائه حتى يجد الفرصة سانحة فيدب ويوسوس. ولكنها من جهة أخرى توحي بضعفه أمام من يستيقظ لمكره ، ويحمي مداخل صدره. فهو - سواء كان من الجنة أم كان من الناس - إذا ووجه خنس ، وعاد من حيث أتى ، وقبع واختفى. أو كما قال الرسول الكريم في تمثيله المصور الدقيق : «فإذا ذكر اللّه تعالى خنس ، وإذا غفل وسوس» ..


وهذه اللفتة تقوي القلب على مواجهة الوسواس. فهو خناس. ضعيف أمام عدة المؤمن في المعركة.
ولكنها - من ناحية أخرى - معركة طويلة لا تنتهي أبدا. فهو أبدا قابع خانس ، مترقب للغفلة. واليقظة مرة لا تغني عن اليقظات .. والحرب سجال إلى يوم القيامة كما صورها القرآن الكريم في مواضع شتى ، ومنها هذه الصورة العجيبة في سورة الإسراء :
«وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ ، فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ، قالَ : أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً؟ قالَ : أَرَأَيْتَكَ هذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا. قالَ : اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَ جَهَنَّمَ جَزاؤُكُمْ جَزاءً مَوْفُوراً. وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ ، وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ ، وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ ، وَعِدْهُمْ ، وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً. إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ. وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلًا» ..
وهذا التصوّر لطبيعة المعركة ودوافع الشر فيها - سواء عن طريق الشيطان مباشرة أو عن طريق عملائه من البشر - من شأنه أن يشعر الإنسان أنه ليس مغلوبا على أمره فيها. فإن ربه وملكه وإلهه مسيطر على الخلق كله. وإذا كان قد أذن لإبليس بالحرب ، فهو آخذ بناصيته. وهو لم يسلطه إلا على الذين يغفلون عن ربهم وملكهم وإلههم.
فأما من يذكرونه فهم في نجوة من الشر ودواعيه الخفية. فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها ، وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها. يستند إلى الرب الملك الإله. والشر يستند إلى وسواس خناس ، يضعف عن المواجهة ، ويخنس عند اللقاء ، وينهزم أمام العياذ باللّه ..
وهذا أكمل تصور للحقيقة القائمة عن الخير والشر. كما أنه أفضل تصور يحمي القلب من الهزيمة ، ويفعمه بالقوة والثقة والطمأنينة قال محمد الغزالي:
{قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس}. الاستعاذة في هذه السورة من شياطين الإنس والجن، وما يلقونه في الصدور من وساوس. ونحن لا ندرى كيف يتصرف الجن، ولكننا نشعر بما يطلبون منا وبرغبتنا فيه، ولذلك نلجأ إلى الرب الملك الإله كى يحفظنا. فتكرير صفات الله اعتراف بالفاقة ولجأ إلى القدير! {من شر الوسواس الخناس}. الخناس الذي يختفى ليؤذى وينتهز الفرصة للوثوب. والموسوس خبيث ماكر فينبغى الحذر منه. ويقول الله في موضع آخر: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا..}.
ويبدو أن شهوة الإنسىّ هي لذته في الفعل، وشهوة الجنى هي رغبته في الإغواء كما ورث عن إبليس. وهكذا يستمتع بعضهم ببعض. على أن الشياطين محرومة من كل سلطة تنفيذية. إنها لا تملك إلا الإغواء والمخادعة، فمن استجاب لها لا عذر له لاسيما بعد تحذيره وتنبيهه.. وهذه السورة تتحدث عن خطر الهواجس النفسية، وعن ضرورة النجاة منها. والمؤمن الذاكر لربه المثابر على حقه، يعيش داخل سور يحميه من النفس وهواجسها والشيطان ووساوسه.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة الناس حَدِيث وَاحد:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لقد انْزِلْ على سورتان مَا أنزل على مثلهمَا وَإنَّك لن تقرأ سُورَة أحب وَلَا أَرْضَى عِنْد الله مِنْهُمَا».
قلت غَرِيب بِهَذَا اللَّفْظ.
وَرَوَى مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قال: «الم تَرَ آيَات أنزلت هَذِه اللَّيْلَة لم ير مِثْلهنَّ قطّ {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و{قل أعوذ بِرَبّ النَّاس}»
وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الأول من الْقسم الأول من حَدِيث اسْلَمْ بن عمرَان عَن عقبَة قال سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقول «لن يقرأ سُورَة أحب إِلَى الله وَلَا أبلغ من {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} و{قل أعوذ بِرَبّ النَّاس} فَإِن اسْتَطَعْت أَلا تدعهما فِي صَلَاة فافعل» انْتَهَى.

( الحمد لله تم بعون الله )




ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 06:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010