27-02-2021, 02:07 PM
|
#327 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM) | المشاركات : 873,030 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
| تابع – سورة البروج
محور مواضيع السورة :
قال محمد الغزالي:
{والسماء ذات البروج} المدارات التي تتنقل فيها الكواكب. {واليوم الموعود}. يوم الحساب. {وشاهد ومشهود} الله وملائكته ورسله شهود على الناس. {قتل أصحاب الأخدود} لعنوا وهلكوا. والأخدود شق في الأرض ملئ بالمواد الملتهبة وألقى المؤمنون به ليحترقوا فيه. وشهداء الحق كثيرون في تاريخ البشر وقساوة الظلمة ليس لها حدود... وقد عرفت بعض الشهداء فرأيت في تكوينهم كأنهم خلقوا لهذا المصير، فهم يحتقرون الباطل وأهله ولا يرون حرجا في افتداء الحق بأرواحهم! سمعت أحدهم يخطب قبل موته يقول: إن فناء في الحق هو عين البقاء! وجاءنى بعض الشباب من نصف قرن يودعوننى ذاهبين إلى الميدان في فلسطين، وقد ذهبوا ولم يعودوا. وكانت شجاعتهم حديث الراحل والمقيم!! وقرأت نبأ المرأة المؤمنة التي قادها الزبانية إلى الأخدود، وكان معها ولدها فتقاعست قليلا- لعله من أجل ولدها- فقال لها ابنها أثبتى فأنت على الحق، فاقتحمت النار!! وقرأت نبأ غلام الراهب الذي أبلى بلاء حسنا في نشر الإيمان، فحكم عليه بالقتل. وأرسله الملك المدعى للألوهية مع نفر من أتباعه لينفذوا الحكم.. فعاد إلى الملك يقول له إن ربى أنقذنى من رجالك. فأرسله مع آخرين، فنجا منهم، وتكررت المحاولات وتكرر الفشل! ثم قال الغلام للملك تريد قتلى؟ قال! نعم! قال اجمع أهل المدينة واصلبنى أمامهم وصوب إلى السهم وأنت تقول باسم الله رب الغلام. ثم أطلق السهم! فقتله!! ولكنه قتل معه خرافة الفرعون المتأله.. وعرف الأحمق أنه هدم ألوهيته بنفسه.
قال المؤرخون فشق الأخدود لحرق المؤمنين! {النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نَقَمُواْ منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.
وكم من أفراد وجماعات ماتوا في سبيل الله وكسبوا الدار الآخرة. وقد هدد الله الفتانين من أهل مكة كى يدعوا جرائمهم {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}. والجزاء من جنس العمل. ثم ذكرت السورة بعض صفات الجلال والجمال ليخشى من يخشى ويتوب من يتوب. {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}. ومع هذا التذكير بصفات الله إشارة موجزة إلى ما فعل بالجبابرة الأقدمين. إنه أملى لهم قليلا ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر. {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} ويلفت النظر هنا وصف الظلمة بأنهم {جنود} {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود} إن الحكم العادى بعيد الفتك، ويكثر البلاء مع الانقلابات العسكرية، التي تغتال الإيمان وأهله، وينال الدين منها ضر شديد. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة البروج ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث:
الحديث الأول:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «أنه كَانَ لبَعض الْمُلُوك سَاحر فَلما كبر ضم إِلَيْهِ خَادِمًا وَكَانَ فِي طَرِيق الْغُلَام رَاهِب فَسمع مِنْهُ فَرَأَى فِي طَريقَة ذَات يوم دَابَّة قد حبست النَّاس فَأخذ حجرا وَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ الراهب أحب إِلَيْك من السَّاحر فَاقتلهَا فَقتلهَا وَكَانَ الْغُلَام بعد ذَلِك يُبرئ الأكمه والأبرص وَيُبرئ من الأدواء إِذْ عمي جليس الْملك فَأَبْرَأهُ فَأَبْصَرَهُ الْملك فَسَأَلَهُ من رد عَلَيْك بَصرك فَقال رَبِّي فَغَضب فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الْغُلَام فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الراهب فَلم يرجع الراهب عَن دينه فقد بِالْمِنْشَارِ وَأَبَى الْغُلَام فَذهب بِهِ إِلَى جبل لِيطْرَح من ذروته فَدَعَا فَرَجَفَ بالقوم وطاحوا وَنَجَا فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قُرْقُور فَلَججُوا بِهِ ليغرقوه فَدَعَا فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة فَغَرقُوا وَنَجَا فَقال للْملك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تجمع النَّاس فِي صَعِيد وَأحد وَتَصْلُبنِي على جذع وَتَأْخُذ سَهْما من كِنَانَتِي وَتقول باسم الله رب الْغُلَام ثمَّ ترميني بِهِ فَرَمَاهُ فَوَقع فِي صَدره فَوضع يَده عَلَيْهِ وَمَات فَقال النَّاس آمنا بِرَبّ الْغُلَام فَقيل للْملك نزل بك مَا كنت تحذر فَأمر بِأَخَادِيدَ فِي أَفْوَاه السكَك وَأوقدت فِيهَا النيرَان فَمن لم يرجع طَرحه فِيهَا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة مَعهَا صبي فَتَقَاعَسَتْ أَن تقع فِيهَا فَقال الصَّبِي يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق فَاقْتَحَمت وَقيل لَهَا قَعِي وَلَا تُنَافِقِي وَقيل مَا هِيَ إِلَّا غُمَيْضَة فَصَبَرت».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْكتاب وَبَوَّبَ عَلَيْهِ بَاب قصَّة الأخدود وَأسْندَ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال: «كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحر فَلما كبر قال للْملك إِنِّي قد كَبرت فَابْعَثْ لي غُلَاما أعلمهُ السحر فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك رَاهِب وَسمع كَلَامه وَأَعْجَبهُ فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ وَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقال إِذا خشيت السَّاحر فَقل حَبَسَنِي أَهلِي وَإِذا خشيت أهلك فَقل حَبَسَنِي السَّاحر فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أَتَى على دَابَّة عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقال الْيوم أعلم السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل فَأخذ حجرا فَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقتل هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس فَرَمَاهَا فَقتلهَا وَمَضَى النَّاس..». إِلَى آخِره الحديث فِيهِ زِيَادَة وَنقص وَيُقَارب فِي الْمَعْنى.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذي وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَفِي آخِره «فَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا ترْضِعه وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَن تقع فِي النَّار فَقال الصَّبِي يَا أمه اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق» وَهُوَ لفظ النَّسَائِيّ أيضًا.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقال فِيهِ «فَاقْتَحَمت فَقال لَهَا امْضِي وَلَا تُنَافِقِي» وَرَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي وَقال فِي آخِره «وَأما الْغُلَام فَإِنَّهُ دفن وَذكر انه أخرج فِي زمن عمر بن الْخطاب وَيَده على صُدْغه كَمَا وَضعهَا حِين قتل» قال وَالأخدود بِنَجْرَان انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإيمان.
فِي الْبَاب السَّادِس عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَلَيْسَ عِنْدهم قصَّة الْمَرْأَة قال الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ إِلَّا صُهَيْب وَلَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب انتهى. الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثَّانِي:
عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنهم حِين اخْتلفُوا فِي أَحْكَام الْمَجُوس قال هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر قد أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا بعض مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته فَلما صَحا نَدم وَطلب الْمخْرج فَقالت لَهُ الْمخْرج أَن تخْطب النَّاس فَتَقول يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات ثمَّ تخطبهم بعد ذَلِك أَن الله حرمه فَخَطب فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّوْط فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّيْف فَلم يقبلُوا فَأَمَرته بالأخاديد وَإِيقَاد النَّار وَطرح من أبي فِيهَا فهم الَّذين أَرَادَهُم الله تبَارك وَتعالى بقوله: {قتل أَصْحَاب الأخدود...} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن بن مُوسَى ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي ثَنَا جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قال لما هزم الْمُسلمُونَ أهل الأسفيدهار انصرفوا فَجاءهمْ نعي عمر فَاجْتمعُوا فَقالوا أَي شَيْء يجْرِي على الْمَجُوس من الْأَحْكَام فَإِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْل كتاب وَلَيْسوا من مُشْركي الْعَرَب فَقال علي بن أبي طَالب بل هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا ملك من مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته... إِلَى آخِره سَوَاء.
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أيضًا فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى فذكره إِلَى قوله فَوَقع على أُخْته قال فَلما ذهب عَنهُ السكر قال لَهَا وَيحك مَا الْمخْرج مِمَّا ابْتليت بِهِ فَقالت اخْطُبْ النَّاس فَقل يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات فَقال النَّاس بَرِئْنَا إِلَى الله من هَذَا القول مَا أَتَانَا بِهِ نَبِي وَلَا وَجَدْنَاهُ فِي كتاب فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال لَهَا وَيحك إِن النَّاس قد أَبَوا أَن يقرُّوا بذلك فَقالت ابْسُطْ فيهم السِّيَاط فَفعل فَأَبَوا أيضًا فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت اُخْطُبْهُمْ فَإِن أَبَوا فَجرد فيهم السَّيْف فَفعل فَأَبَوا عَلَيْهِ أيضًا فَقال لَهَا إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت خد لَهُم الأخدود ثمَّ اعرضهم عليها فَمن أقر وَإِلَّا فَاقْذِفْهُ فِي النَّار فَأنْزل الله فيهم {قتل أَصْحَاب الأخدود النَّار ذَات الوقود} إِلَى قوله: {وَلَهُم عذاب الحريق} قال فَلم يزَالُوا مُنْذُ ذَلِك يسْتَحلُّونَ نِكَاح الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات انتهى.
وَرَوَاهُ الوأحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حديث الْهَيْثَم بن جميل ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قال لما انهزم أهل أسفيدهار قال عمر ابْن الْخطاب مَا هم يهود وَلَا نَصَارَى وَلَيْسَ لَهُم كتاب فَقال علي بن أبي طَالب لَهُم كتاب وَلكنه رفع وَذَلِكَ أَن ملكا لَهُم سكر... إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة فِي أَوَاخِر السّير أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الدَّامغَانِي إجَازَة عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب عَن أبي الرّبيع عَن يَعْقُوب القمي بِهِ.
( يتبع ) |
|
|
|
|
| |