ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2021, 01:56 PM   #323


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























سورة البروج

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 22 .
ترتيبها الخامسة والثمانون .
نزلت بعد سورة الشمس .
بدأت السورة باسلوب قسم " والسماء ذات البروج " و ذكرت قصة أصحاب الأخدود .
روى أحمد عن أبي هريرة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج». وهذا ظاهر في أنها تسمى سورة (السماء ذات البروج) لأنه لم يحك لفظ القرآن، إذ لم يذكر الواو.
وأخرج أحمد أيضًا عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرَ أن يُقرأ في العشاء بالسماوات، أي السماء ذات البروج والسماء والطارق فمجمعها جمع سماء وهذا يدل على أنّ اسم السورتين: سورة السماء ذات البروج، سورة السماء والطارق.
وسميت في المصاحف وكتب السنة وكتب التفسير (سورة البروج).
وهي مكية باتفاق.
ومعدودة السابعة والعشرين في تعداد نزول السور، نزلت بعد سورة (والشمس وضحاها) وقبل سورة (التين).
وآيها اثنتان وعشرون آية.

محور مواضيع السورة :
يَدُور ُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ العقيدة الإسلامية، وَحَادِثَةِ( أَصْحَاب الأُخْدُودِ) وَهِيَ قِصَّةُ التَّضْحِيَةِ بالنَّفْسِ في سَبِيلِ العَقِيدَةِ َالإِيمَانِ.
قال البقاعي:
سورة البروج مقصودها الدلالة على القدرة على مقصود الانشقاق الذي هو صريح آخرها من تنعيم الولي وتعذيب الشقي بمن عذبه في الدنيا ممن لا يمكن في العادة أن يكون عذابه ذلك إلا من الله وحده تسلية لقلوب المؤمنين وتثبيتا لهم على أذى الكافرين.
ومعظم مقصود السّورة القَسَم على أَصحاب الأخدود، وكمال ملكة الملِك المعبود، وثواب المؤمنين في جِوار المقام المحمود، وعذاب الكافرين في الجحيم المورود، وما للمطيع والعاصي من كرم الغفور الودود، والإِشارة إِلى هلاك فرعون وثمود.
ابتدأت أغراض هذه السورة بضرب المثل للذين فتنوا المسلمين بمكة بأنهم مِثلُ قوم فتنوا فريقاً ممن آمن بالله فجعلوا أخدوداً من نار لتعذيبهم ليكون المثَل تثبيتاً للمسلمين وتصبيراً لهم على أذى المشركين وتذكيرهم بما جرى على سلفهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم ينلهم مثله ولم يصدهم ذلك عن دينهم.
وإشعار المسلمين بأن قوة الله عظيمة فسيلقى المشركون جزاء صنيعهم ويلقى المسلمون النعيم الأبدي والنصر.
والتعريض للمسلمين بكرامتهم عند الله تعالى.
وضرب المثل بقوم فرعون وبثمود وكيف كانت عاقبة أمرهم ما كذَّبوا الرسل، فحصلت العبرة للمشركين في فتنهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم والتنويه بشأن القرآن.

قال سيد قطب
هذه السورة القصيرة تعرض ، حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإيماني .. أمورا عظيمة وتشع حولها أضواء قوية بعيدة المدى ، وراء المعاني والحقائق المباشرة التي تعبر عنها نصوصها حتى لتكاد كل آية - وأحيانا كل كلمة في الآية - أن تفتح كوة على عالم مترامي الأطراف من الحقيقة ..
والموضوع المباشر الذي تتحدث عنه السورة هو حادث أصحاب الأخدود .. والموضوع هو أن فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام - قيل إنهم من النصارى الموحدين - ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة شريرين ، أرادوهم على ترك عقيدتهم والارتداد عن دينهم ، فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم. فشق الطغاة لهم شقا في الأرض ، وأوقدوا فيه النار ، وكبوا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقا ، على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة ، ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق. حريق الآدميين المؤمنين : «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ» ..
تبدأ السورة بقسم : «وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ، وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ، قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ ..»
فتربط بين السماء وما فيها من بروج هائلة ، واليوم الموعود وأحداثه الضخام ، والحشود التي تشهده والأحداث المشهودة فيه .. تربط بين هذا كله وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة.
ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة ، تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل .. مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها ، وانتصرت على النار وعلى الحياة ذاتها ، وارتفعت إلى الأوج الذي يشرف الإنسان في أجياله جميعا. والتلميح إلى بشاعة الفعلة ، وما يكمن فيها من بغي وشر وتسفل ، إلى جانب ذلك الارتفاع والبراءة والتطهر من جانب المؤمنين : «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ. وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ» ..


( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 01:58 PM   #324


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة البروج
محور مواضيع السورة :
بعد ذلك تجيء التعقيبات المتوالية القصيرة متضمنة تلك الأمور العظيمة في شأن الدعوة والعقيدة والتصور الإيماني الأصيل :
إشارة إلى ملك اللّه في السماوات والأرض وشهادته وحضوره تعالى لكل ما يقع في السماوات والأرض : اللّه «الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» ..
وإشارة إلى عذاب جهنم وعذاب الحريق الذي ينتظر الطغاة الفجرة السفلة وإلى نعيم الجنة ... ذلك الفوز الكبير .. الذي ينتظر المؤمنين الذين اختاروا عقيدتهم على الحياة ، وارتفعوا على فتنة النار والحريق : «إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ - ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا - فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ. ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ» ..
وتلويح ببطش اللّه الشديد ، الذي يبدئ ويعيد : «إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ. إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ» .. وهي حقيقة تتصل اتصالا مباشرا بالحياة التي أزهقت في الحادث ، وتلقي وراء الحادث إشعاعات بعيدة ..
وبعد ذلك بعض صفات اللّه تعالى. وكل صفة منها تعني أمرا ..
«وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ» الغفور للتائبين من الإثم مهما عظم وبشع. الودود لعباده الذين يختارونه على كل شيء. والود هنا هو البلسم المريح لمثل تلك القروح! «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ. فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» .. وهي صفات تصور الهيمنة المطلقة ، والقدرة المطلقة ، والإرادة المطلقة .. وكلها ذات اتصال بالحادث .. كما أنها تطلق وراءه إشعاعات بعيدة الآماد.

ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخذه للطغاة ، وهم مدججون بالسلاح .. «هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ. فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ؟» وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما. ووراءهما - مع حادث الأخدود - إشعاعات كثيرة.
وفي الختام يقرر شأن الذين كفروا وإحاطة اللّه بهم وهم لا يشعرون : «بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ. وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» ..
ويقرر حقيقة القرآن ، وثبات أصله وحياطته : «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» .. مما يوحي بأن ما يقرره هو القول الفصل والمرجع الأخير ، في كل الأمور.
هذه لمحات مجملة عن إشعاعات السورة ومجالها الواسع البعيد. تمهد لاستعراض هذه الإشعاعات بالتفصيل :
«وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ ، وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ، وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ» ..
تبدأ السورة - قبل الإشارة إلى حادث الأخدود - بهذا القسم : بالسماء ذات البروج ، وهي إما أن تكون أجرام النجوم الهائلة وكأنها بروج السماء الضخمة أي قصورها المبنية ، كما قال : «وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ» .. وكما قال «أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها» .. وإما أن تكون هي المنازل التي تتنقل فيها تلك الأجرام في أثناء دورانها ، وهي مجالاتها التي لا تتعداها في جريانها في السماء. والإشارة إليها يوحي بالضخامة. وهو الظل المراد إلقاؤه في هذا الجو.

«وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ» .. وهو يوم الفصل في أحداث الدنيا ، وتصفية حساب الأرض وما كان فيها. وهو الموعود الذي وعد اللّه بمجيئه ، ووعد بالحساب والجزاء فيه وأمهل المتخاصمين والمتقاضين إليه. وهو اليوم العظيم الذي تتطلع إليه الخلائق ، وتترقبه لترى كيف تصير الأمور.
«وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ» .. في ذلك اليوم الذي تعرض فيه الأعمال ، وتعرض فيه الخلائق ، فتصبح كلها مشهودة ، ويصبح الجميع شاهدين .. ويعلم كل شيء. ويظهر مكشوفا لا يستره ساتر عن القلوب والعيون ..
وتلتقي السماء ذات البروج ، واليوم الموعود ، وشاهد ومشهود .. تلتقي جميعا في إلقاء ظلال الاهتمام والاحتفال والاحتشاد والضخامة على الجو الذي يعرض فيه بعد ذلك حادث الأخدود .. كما توحي بالمجال الواسع الشامل الذي يوضع فيه هذا الحادث. وتوزن فيه حقيقته ويصفى فيه حسابه .. وهو أكبر من مجال الأرض ، وأبعد من مدى الحياة الدنيا وأجلها المحدود ..
وبعد رسم هذا الجو ، وفتح هذا المجال ، تجيء الإشارة إلى الحادث في لمسات قلائل :
«قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ. النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ. إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ. وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ. وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» ..
وتبدأ الإشارة إلى الحادث بإعلان النقمة على أصحاب الأخدود : «قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ» .. وهي كلمة تدل على الغضب. غضب اللّه على الفعلة وفاعليها. كما تدل على شناعة الذنب الذي يثير غضب الحليم ، ونقمته ، ووعيده بالقتل لفاعليه.


( يتبع )

















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:02 PM   #325


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة البروج
محور مواضيع السورة :
ثم يجيء تفسير الأخدود : «النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ» والأخدود : الشق في الأرض. وكان أصحابه قد شقوه وأوقدوا فيه النار حتى ملأوه نارا ، فصارت النار بدلا في التعبير من الأخدود للإيحاء بتلهب النار فيه كله وتوقدها.
قتل أصحاب الأخدود ، واستحقوا هذه النقمة وهذا الغضب ، في الحالة التي كانوا عليها وهم يرتكبون ذلك الإثم ، ويزاولون تلك الجريمة : «إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ. وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ» .. وهو تعبير يصور موقفهم ومشهدهم ، وهم يوقدون النار ، ويلقون بالمؤمنين والمؤمنات فيها وهم قعود على النار ، قريبون من عملية التعذيب البشعة ، يشاهدون أطوار التعذيب ، وفعل النار في الأجسام في لذة وسعار ، كأنما يثبتون في حسهم هذا المشهد البشع الشنيع! وما كان للمؤمنين من ذنب عندهم ولا ثأر : «وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ. الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ. وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» .. فهذه جريمتهم أنهم آمنوا باللّه ، العزيز : القادر على ما يريد ، الحميد : المستحق للحمد في كل حال ، والمحمود بذاته ولو لم يحمده الجهال! وهو الحقيق بالإيمان وبالعبودية له. وهو وحده الذي له ملك السماوات والأرض وهو يشهد كل شيء وتتعلق به إرادته تعلق الحضور.
ثم هو الشهيد على ما كان من أمر المؤمنين وأصحاب الأخدود .. وهذه لمسة تطمئن قلوب المؤمنين ، وتهدد العتاة المتجبرين. فاللّه كان شهيدا. وكفى باللّه شهيدا.
وتنتهي رواية الحادث في هذه الآيات القصار ، التي تملأ القلب بشحنة من الكراهية لبشاعة الفعلة وفاعليها ، كما تستجيش فيه التأمل فيما وراء الحادث ووزنه عند اللّه وما استحقه من نقمته وغضبه. فهو أمر لم ينته بعد عند هذا الحد ، ووراءه في حساب اللّه ما وراءه.


كذلك تنتهي رواية الحادث وقد ملأت القلب بالروعة. روعة الإيمان المستعلي على الفتنة ، والعقيدة المنتصرة على الحياة ، والانطلاق المتجرد من أوهاق الجسم وجاذبية الأرض. فقد كان في مكنة المؤمنين أن ينجوا بحياتهم في مقابل الهزيمة لإيمانهم. ولكن كم كانوا يخسرون هم أنفسهم في الدنيا قبل الآخرة؟ وكم كانت البشرية كلها تخسر؟ كم كانوا يخسرون وهم يقتلون هذا المعنى الكبير : معنى زهادة الحياة بلا عقيدة ، وبشاعتها بلا حرية ، وانحطاطها حين يسيطر الطغاة على الأرواح بعد سيطرتهم على الأجساد! إنه معنى كريم جدا ومعنى كبير جدا هذا الذي ربحوه وهم بعد في الأرض. ربحوه وهم يجدون مس النار فتحترق أجسادهم ، وينتصر هذا المعنى الكريم الذي تزكيه النار؟ وبعد ذلك لهم عند ربهم حساب ، ولأعدائهم الطاغين حساب .. يعقب به السياق ..
«إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ - ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا - فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ. ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ» ..
إن الذي حدث في الأرض وفي الحياة الدنيا ليس خاتمة الحادث وليس نهاية المطاف. فالبقية آتية هناك.
والجزاء الذي يضع الأمر في نصابه ، ويفصل فيما كان بين المؤمنين والطاغين آت. وهو مقرر مؤكد ، وواقع كما يقول عنه اللّه :
«إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ» .. ومضوا في ضلالتهم سادرين ، لم يندموا على ما فعلوا «ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا» ..
«
فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ» .. وينص على «الْحَرِيقِ» .. وهو مفهوم من عذاب جهنم. ولكنه ينطق به وينص عليه ليكون مقابلا للحريق في الأخدود. وبنفس اللفظ الذي يدل على الحدث. ولكن أين حريق من حريق؟ في شدته أو في مدته! وحريق الدنيا بنار يوقدها الخلق. وحريق الآخرة بنار يوقدها الخالق! وحريق الدنيا لحظات وتنتهي ، وحريق الآخرة آباد لا يعلمها إلا اللّه! ومع حريق الدنيا رضى اللّه عن المؤمنين وانتصار لذلك المعنى الإنساني الكريم. ومع حريق الآخرة غضب اللّه ، والارتكاس الهابط الذميم! ويتمثل رضى اللّه وإنعامه على الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة : «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ» .. وهذه هي النجاة الحقيقية : «ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ» .. والفوز : النجاة والنجاح. والنجاة من عذاب الآخرة فوز. فكيف بالجنات تجري من تحتها الأنهار؟

بهذه الخاتمة يستقر الأمر في نصابه. وهي الخاتمة الحقيقية للموقف. فلم يكن ما وقع منه في الأرض إلا طرفا من أطرافه ، لا يتم به تمامه .. وهذه هي الحقيقة التي يهدف إليها هذا التعقيب الأول على الحادث لتستقر في قلوب القلة المؤمنة في مكة ، وفي قلوب كل فئة مؤمنة تتعرض للفتنة على مدار القرون.
ثم تتوالى التعقيبات ..
«إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ» .. وإظهار حقيقة البطش وشدته في هذا الموضع هو الذي يناسب ما مر في الحادث من مظهر البطش الصغير الهزيل الذي يحسبه أصحابه ويحسبه الناس في الأرض كبيرا شديدا. فالبطش الشديد هو بطش الجبار. الذي له ملك السماوات والأرض. لا بطش الضعاف المهازيل الذين يتسلطون على رقعة من الأرض محدودة ، في رقعة من الزمان محدودة ..
ويظهر التعبير العلاقة بين المخاطب - وهو الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - والقائل وهو اللّه عز وجل.
وهو يقول له : «إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ ..» ربك الذي تنتسب إلى ربوبيته ، وسندك الذي تركن إلى معونته .. ولهذه النسبة قيمتها في هذا المجال الذي يبطش فيه الفجار بالمؤمنين! «إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ» .. والبدء والإعادة وإن اتجه معناهما الكلي إلى النشأة الأولى والنشأة الآخرة .. إلا أنهما حدثان دائبان في كل لحظة من ليل أو نهار. ففي كل لحظة بدء وإنشاء ، وفي كل لحظة إعادة لما بلي ومات. والكون كله في تجدد مستمر .. وفي بلى مستمر .. وفي ظل هذه الحركة الدائبة الشاملة من البدء والإعادة يبدو حادث الأخدود ونتائجه الظاهرة مسألة عابرة في واقع الأمر وحقيقة التقدير. فهو بدء لإعادة. أو إعادة لبدء. في هذه الحركة الدائبة الدائرة ..
«وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ» .. والمغفرة تتصل بقوله من قبل : «ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا» .. فهي من الرحمة والفضل الفائض بلا حدود ولا قيود. وهي الباب المفتوح الذي لا يغلق في وجه عائد تائب. ولو عظم الذنب وكبرت المعصية ..
أما الود .. فيتصل بموقف المؤمنين ، الذين اختاروا ربهم على كل شيء. وهو الإيناس اللطيف الحلو الكريم.
حين يرفع اللّه عباده الذين يؤثرونه ويحبونه إلى مرتبة ، يتحرج القلم من وصفها لولا أن فضل اللّه يجود بها ..
مرتبة الصداقة .. الصداقة بين الرب والعبد .. ودرجة الود من اللّه لأودائه وأحبائه المقربين .. فماذا تكون الحياة التي ضحوا بها وهي ذاهبة؟ وماذا يكون العذاب الذي احتملوه وهو موقوت؟ ماذا يكون هذا إلى جانب قطرة من هذا الود الحلو؟ وإلى جانب لمحة من هذا الإيناس الحبيب



( يتبع )














 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:04 PM   #326


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة البروج
محور مواضيع السورة :
إن عبيدا من رقيق هذه الأرض. عبيد الواحد من البشرة ، ليلقون بأنفسهم إلى التهلكة لكلمة تشجيع تصدر من فمه ، أو لمحة رضاء تبدو في وجهه .. وهو عبد وهم عبيد .. فكيف بعباد اللّه. الذين يؤنسهم اللّه بوده الكريم الجليل ، اللّه «ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ» العالي المهيمن الماجد الكريم؟ ألا هانت الحياة. وهان الألم. وهان العذاب. وهان كل غال عزيز ، في سبيل لمحة رضى يجود بها المولى الودود ذو العرش المجيد ..
«فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ» .. هذه صفته الكثيرة التحقق ، الدائبة العمل .. فعال لما يريد .. فهو مطلق الإرادة ، يختار ما يشاء ويفعل ما يريده ويختاره ، دائما أبدا ، فتلك صفته سبحانه.
يريد مرة أن ينتصر المؤمنون به في هذه الأرض لحكمة يريدها. ويريد مرة أن ينتصر الإيمان على الفتنة وتذهب الأجسام الفانية لحكمة يريدها .. يريد مرة أن يأخذ الجبارين في الأرض. ويريد مرة أن يمهلهم لليوم الموعود ..
لحكمة تتحقق هنا وتتحقق هناك ، في قدره المرسوم ..
فهذا طرف من فعله لما يريد. يناسب الحادث ويناسب ما سيأتي من حديث فرعون وثمود. وتبقى حقيقة الإرادة الطليقة والقدرة المطلقة وراء الأحداث ووراء الحياة والكون تفعل فعلها في الوجود.
فعال لما يريد. وهاك نموذجا من فعله لما يريد :
«هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ : فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ؟». وهي إشارة إلى قصتين طويلتين ، ارتكانا إلى المعلوم من أمرهما للمخاطبين ، بعد ما ورد ذكرهما كثيرا في القرآن الكريم. ويسميهم الجنود. إشارة إلى قوتهم واستعدادهم ..
هل أتاك حديثهم؟ وكيف فعل ربك بهم ما يريد؟
وهما حديثان مختلفان في طبيعتهما وفي نتائجهما .. فأما حديث فرعون ، فقد أهلكه اللّه وجنده ونجى بني إسرائيل ، ومكن لهم في الأرض فترة ، ليحقق بهم قدرا من قدره ، وإرادة من إرادته. وأما حديث ثمود فقد أهلكهم اللّه عن بكرة أبيهم وأنجى صالحا والقلة معه حيث لم يكن لهم بعد ذلك ملك ولا تمكين. إنما هي مجرد النجاة من القوم الفاسقين.
وهما نموذجان لفعل الإرادة ، وتوجه المشيئة. وصورتان من صور الدعوة إلى اللّه واحتمالاتها المتوقعة ، إلى جانب الاحتمال الثالث الذي وقع في حادث الأخدود .. وكلها يعرضها القرآن للقلة المؤمنة في مكة ، ولكل جيل من أجيال المؤمنين ..

وفي الختام يجيء إيقاعان قويان جازمان. في كل منهما تقرير ، وكلمة فصل وحكم أخير :
«بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ، وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» ..
فشأن الكفار وحقيقة حالهم أنهم في تكذيب يمسون به ويصبحون. «وَاللَّهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ» .. وهم غافلون عما يحيط بهم من قهر اللّه وعلمه. فهم أضعف من الفيران المحصورة في الطوفان العميم! «بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ» ..
والمجيد الرفيع الكريم العريق .. وهل أمجد وأرفع وأعرق من قول اللّه العظيم؟ وهو في لوح محفوظ.
لا ندرك نحن طبيعته ، لأنه من أمر الغيب الذي تفرد اللّه بعلمه. إنما ننتفع نحن بالظل الذي يلقيه التعبير ، والإيحاء الذي يتركه في القلوب. وهو أن هذا القرآن مصون ثابت ، قوله هو المرجع الأخير ، في كل ما يتناوله من الأمور. يذهب كل قول ، وقوله هو المرعي المحفوظ ..
ولقد قال القرآن قوله في حادث الأخدود ، وفي الحقيقة التي وراءه .. وهو القول الأخير ..

قال الصابوني:
* هذه السورة الكريمة من السور المكية، وهي تعرض لحقائق العقيدة الإسلامية، والمحور الذي تدور عليه السورة الكريمة هي حادثة (أصحاب الأخدود) وهي قصة التضحية بالنفس، في سبيل العقيدة والإيمان.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات النجوم الهائلة، ومداراتها الضخمة، التي تدور فيها تلك الأفلاك، وباليوم العظيم المشهود وهو (يوم القيامة)، وبالرسل والخلائق، على هلاك ودمار المجرمين، الذين طرحوا المؤمنين في النار، ليفتنوهم عن دينهم {والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} الآيات.
* ثم تلاها الوعيد والإنذار، لأولئك الفجار على فعلتهم القبيحة الشنيعة {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}.
* وبعد ذلك تحدثت عن قدرة الله على الانتقام من أعدائه الكفرة، الذين فتنوا عباده وأولياءه {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}
* وختمت السورة الكريمة بقصة الطاغية الجبار (فرعون) وما أصابه وقومه من الهلاك والدمار بسبب البغي والطغيان {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط} إلى نهاية السورة الكريمة.


( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:07 PM   #327


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة البروج
محور مواضيع السورة :
قال محمد الغزالي:
{والسماء ذات البروج} المدارات التي تتنقل فيها الكواكب. {واليوم الموعود}. يوم الحساب. {وشاهد ومشهود} الله وملائكته ورسله شهود على الناس. {قتل أصحاب الأخدود} لعنوا وهلكوا. والأخدود شق في الأرض ملئ بالمواد الملتهبة وألقى المؤمنون به ليحترقوا فيه. وشهداء الحق كثيرون في تاريخ البشر وقساوة الظلمة ليس لها حدود... وقد عرفت بعض الشهداء فرأيت في تكوينهم كأنهم خلقوا لهذا المصير، فهم يحتقرون الباطل وأهله ولا يرون حرجا في افتداء الحق بأرواحهم! سمعت أحدهم يخطب قبل موته يقول: إن فناء في الحق هو عين البقاء! وجاءنى بعض الشباب من نصف قرن يودعوننى ذاهبين إلى الميدان في فلسطين، وقد ذهبوا ولم يعودوا. وكانت شجاعتهم حديث الراحل والمقيم!! وقرأت نبأ المرأة المؤمنة التي قادها الزبانية إلى الأخدود، وكان معها ولدها فتقاعست قليلا- لعله من أجل ولدها- فقال لها ابنها أثبتى فأنت على الحق، فاقتحمت النار!! وقرأت نبأ غلام الراهب الذي أبلى بلاء حسنا في نشر الإيمان، فحكم عليه بالقتل. وأرسله الملك المدعى للألوهية مع نفر من أتباعه لينفذوا الحكم.. فعاد إلى الملك يقول له إن ربى أنقذنى من رجالك. فأرسله مع آخرين، فنجا منهم، وتكررت المحاولات وتكرر الفشل! ثم قال الغلام للملك تريد قتلى؟ قال! نعم! قال اجمع أهل المدينة واصلبنى أمامهم وصوب إلى السهم وأنت تقول باسم الله رب الغلام. ثم أطلق السهم! فقتله!! ولكنه قتل معه خرافة الفرعون المتأله.. وعرف الأحمق أنه هدم ألوهيته بنفسه.
قال المؤرخون فشق الأخدود لحرق المؤمنين! {النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود وما نَقَمُواْ منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد}.
وكم من أفراد وجماعات ماتوا في سبيل الله وكسبوا الدار الآخرة. وقد هدد الله الفتانين من أهل مكة كى يدعوا جرائمهم {إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق}. والجزاء من جنس العمل. ثم ذكرت السورة بعض صفات الجلال والجمال ليخشى من يخشى ويتوب من يتوب. {إن بطش ربك لشديد إنه هو يبدئ ويعيد وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد}. ومع هذا التذكير بصفات الله إشارة موجزة إلى ما فعل بالجبابرة الأقدمين. إنه أملى لهم قليلا ثم أخذهم أخذ عزيز مقتدر. {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين} ويلفت النظر هنا وصف الظلمة بأنهم {جنود} {هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود} إن الحكم العادى بعيد الفتك، ويكثر البلاء مع الانقلابات العسكرية، التي تغتال الإيمان وأهله، وينال الدين منها ضر شديد.



الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
سورة البروج ذكر فِيهَا خَمْسَة أَحَادِيث:
الحديث الأول:
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «أنه كَانَ لبَعض الْمُلُوك سَاحر فَلما كبر ضم إِلَيْهِ خَادِمًا وَكَانَ فِي طَرِيق الْغُلَام رَاهِب فَسمع مِنْهُ فَرَأَى فِي طَريقَة ذَات يوم دَابَّة قد حبست النَّاس فَأخذ حجرا وَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ الراهب أحب إِلَيْك من السَّاحر فَاقتلهَا فَقتلهَا وَكَانَ الْغُلَام بعد ذَلِك يُبرئ الأكمه والأبرص وَيُبرئ من الأدواء إِذْ عمي جليس الْملك فَأَبْرَأهُ فَأَبْصَرَهُ الْملك فَسَأَلَهُ من رد عَلَيْك بَصرك فَقال رَبِّي فَغَضب فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الْغُلَام فَعَذَّبَهُ فَدلَّ على الراهب فَلم يرجع الراهب عَن دينه فقد بِالْمِنْشَارِ وَأَبَى الْغُلَام فَذهب بِهِ إِلَى جبل لِيطْرَح من ذروته فَدَعَا فَرَجَفَ بالقوم وطاحوا وَنَجَا فَذَهَبُوا بِهِ إِلَى قُرْقُور فَلَججُوا بِهِ ليغرقوه فَدَعَا فَانْكَفَأت بهم السَّفِينَة فَغَرقُوا وَنَجَا فَقال للْملك لست بِقَاتِلِي حَتَّى تجمع النَّاس فِي صَعِيد وَأحد وَتَصْلُبنِي على جذع وَتَأْخُذ سَهْما من كِنَانَتِي وَتقول باسم الله رب الْغُلَام ثمَّ ترميني بِهِ فَرَمَاهُ فَوَقع فِي صَدره فَوضع يَده عَلَيْهِ وَمَات فَقال النَّاس آمنا بِرَبّ الْغُلَام فَقيل للْملك نزل بك مَا كنت تحذر فَأمر بِأَخَادِيدَ فِي أَفْوَاه السكَك وَأوقدت فِيهَا النيرَان فَمن لم يرجع طَرحه فِيهَا حَتَّى جَاءَت امْرَأَة مَعهَا صبي فَتَقَاعَسَتْ أَن تقع فِيهَا فَقال الصَّبِي يَا أُمَّاهُ اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق فَاقْتَحَمت وَقيل لَهَا قَعِي وَلَا تُنَافِقِي وَقيل مَا هِيَ إِلَّا غُمَيْضَة فَصَبَرت».
قلت رَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه فِي آخر الْكتاب وَبَوَّبَ عَلَيْهِ بَاب قصَّة الأخدود وَأسْندَ إِلَى عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال: «كَانَ ملك فِيمَن كَانَ قبلكُمْ وَكَانَ لَهُ سَاحر فَلما كبر قال للْملك إِنِّي قد كَبرت فَابْعَثْ لي غُلَاما أعلمهُ السحر فَبعث إِلَيْهِ غُلَاما يُعلمهُ فَكَانَ فِي طَرِيقه إِذا سلك رَاهِب وَسمع كَلَامه وَأَعْجَبهُ فَكَانَ إِذا أَتَى السَّاحر مر بِالرَّاهِبِ وَقعد إِلَيْهِ وَإِذا أَتَى السَّاحر ضربه فَشَكا ذَلِك إِلَى الراهب فَقال إِذا خشيت السَّاحر فَقل حَبَسَنِي أَهلِي وَإِذا خشيت أهلك فَقل حَبَسَنِي السَّاحر فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِك إِذْ أَتَى على دَابَّة عَظِيمَة قد حبست النَّاس فَقال الْيوم أعلم السَّاحر أفضل أم الراهب أفضل فَأخذ حجرا فَقال اللَّهُمَّ إِن كَانَ أَمر الراهب أحب إِلَيْك من أَمر السَّاحر فَاقتل هَذِه الدَّابَّة حَتَّى يمْضِي النَّاس فَرَمَاهَا فَقتلهَا وَمَضَى النَّاس..». إِلَى آخِره الحديث فِيهِ زِيَادَة وَنقص وَيُقَارب فِي الْمَعْنى.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذي وَالنَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير وَرَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع السَّادِس من الْقسم الثَّالِث وَفِي آخِره «فَجَاءَت امْرَأَة بِابْن لَهَا ترْضِعه وَكَأَنَّهَا تَقَاعَسَتْ أَن تقع فِي النَّار فَقال الصَّبِي يَا أمه اصْبِرِي فَإنَّك على الْحق» وَهُوَ لفظ النَّسَائِيّ أيضًا.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقال فِيهِ «فَاقْتَحَمت فَقال لَهَا امْضِي وَلَا تُنَافِقِي» وَرَوَاهُ احْمَد وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو يعلى الْموصِلِي وَالْبَزَّار فِي مسانيدهم وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه فِي كتاب الْمَغَازِي وَقال فِي آخِره «وَأما الْغُلَام فَإِنَّهُ دفن وَذكر انه أخرج فِي زمن عمر بن الْخطاب وَيَده على صُدْغه كَمَا وَضعهَا حِين قتل» قال وَالأخدود بِنَجْرَان انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإيمان.
فِي الْبَاب السَّادِس عشر بِسَنَدِهِ وَمَتنه وَلَيْسَ عِنْدهم قصَّة الْمَرْأَة قال الْبَزَّار لَا نعلم رَوَاهُ عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ إِلَّا صُهَيْب وَلَا نعلم رَوَاهُ إِلَّا ثَابت الْبنانِيّ عَن عبد الرَّحْمَن ابْن أبي لَيْلَى عَن صُهَيْب انتهى.

الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثَّانِي:
عن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَنهم حِين اخْتلفُوا فِي أَحْكَام الْمَجُوس قال هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر قد أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا بعض مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته فَلما صَحا نَدم وَطلب الْمخْرج فَقالت لَهُ الْمخْرج أَن تخْطب النَّاس فَتَقول يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات ثمَّ تخطبهم بعد ذَلِك أَن الله حرمه فَخَطب فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّوْط فَلم يقبلُوا فَقالت لَهُ ابْسُطْ فيهم السَّيْف فَلم يقبلُوا فَأَمَرته بالأخاديد وَإِيقَاد النَّار وَطرح من أبي فِيهَا فهم الَّذين أَرَادَهُم الله تبَارك وَتعالى بقوله: {قتل أَصْحَاب الأخدود...} الْآيَة.
قلت رَوَاهُ عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن بن مُوسَى ثَنَا يَعْقُوب بن عبد الله القمي ثَنَا جَعْفَر بن أبي الْمُغيرَة عَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى قال لما هزم الْمُسلمُونَ أهل الأسفيدهار انصرفوا فَجاءهمْ نعي عمر فَاجْتمعُوا فَقالوا أَي شَيْء يجْرِي على الْمَجُوس من الْأَحْكَام فَإِنَّهُم لَيْسُوا بِأَهْل كتاب وَلَيْسوا من مُشْركي الْعَرَب فَقال علي بن أبي طَالب بل هم أهل كتاب وَكَانُوا مُتَمسكينَ بِكتابهِمْ وَكَانَت الْخمر أحلّت لَهُم فَتَنَاولهَا ملك من مُلُوكهمْ فَسَكِرَ فَوَقع على أُخْته... إِلَى آخِره سَوَاء.
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ وَمَتنه.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أيضًا فِي تَفْسِيره ثَنَا ابْن حميد ثَنَا يَعْقُوب القمي ثَنَا جَعْفَر عَن ابْن أَبْزَى فذكره إِلَى قوله فَوَقع على أُخْته قال فَلما ذهب عَنهُ السكر قال لَهَا وَيحك مَا الْمخْرج مِمَّا ابْتليت بِهِ فَقالت اخْطُبْ النَّاس فَقل يأيها النَّاس إِن الله قد أحل نِكَاح الْأَخَوَات فَقال النَّاس بَرِئْنَا إِلَى الله من هَذَا القول مَا أَتَانَا بِهِ نَبِي وَلَا وَجَدْنَاهُ فِي كتاب فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال لَهَا وَيحك إِن النَّاس قد أَبَوا أَن يقرُّوا بذلك فَقالت ابْسُطْ فيهم السِّيَاط فَفعل فَأَبَوا أيضًا فَرجع إِلَيْهَا نَادِما فَقال إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت اُخْطُبْهُمْ فَإِن أَبَوا فَجرد فيهم السَّيْف فَفعل فَأَبَوا عَلَيْهِ أيضًا فَقال لَهَا إِنَّهُم قد أَبَوا فَقالت خد لَهُم الأخدود ثمَّ اعرضهم عليها فَمن أقر وَإِلَّا فَاقْذِفْهُ فِي النَّار فَأنْزل الله فيهم {قتل أَصْحَاب الأخدود النَّار ذَات الوقود} إِلَى قوله: {وَلَهُم عذاب الحريق} قال فَلم يزَالُوا مُنْذُ ذَلِك يسْتَحلُّونَ نِكَاح الْأُمَّهَات وَالْأَخَوَات وَالْبَنَات انتهى.
وَرَوَاهُ الوأحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط من حديث الْهَيْثَم بن جميل ثَنَا يَعْقُوب القمي عَن جَعْفَر عَن سعيد بن جُبَير قال لما انهزم أهل أسفيدهار قال عمر ابْن الْخطاب مَا هم يهود وَلَا نَصَارَى وَلَيْسَ لَهُم كتاب فَقال علي بن أبي طَالب لَهُم كتاب وَلكنه رفع وَذَلِكَ أَن ملكا لَهُم سكر... إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْمعرفَة فِي أَوَاخِر السّير أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الدَّامغَانِي إجَازَة عَن أبي بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ عَن يُوسُف بن يَعْقُوب عَن أبي الرّبيع عَن يَعْقُوب القمي بِهِ.


( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:09 PM   #328


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

























تابع – سورة البروج
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الثَّالِث:
رُوِيَ أَنه وَقع إِلَى نَجْرَان رجل مِمَّن كَانَ على دين عِيسَى عليه السلام فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوا فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ بجُنُوده من حمير فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا فَأحرق مِنْهُم اثْنَي عشر ألفا فِي الأخاديد وَقتل سبعين ألفا وَذكر أَن طول الأخدود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا.
قلت رَوَاهُ ابْن هِشَام فِي أَوَائِل السِّيرَة حَدثنَا زِيَاد بن عبد الله البكائي عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق حَدثنِي يزِيد بن زِيَاد عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ إِن أهل نَجْرَان كَانُوا أهل شرك يعْبدُونَ الْأَوْثَان... فذكر الْخَبَر بِطُولِهِ إِلَى أَن قال وَاسْتَجْمَعَ أهل نَجْرَان على دين عبد الله بن الثَّامِر وَكَانَ على مَا جَاءَ بِهِ عِيسَى عليه السلام من الْإِنْجِيل وَحكمه وَجعل عبد الله بن الثَّامِر لَا يجد بِنَجْرَان أحدا بِهِ ضرّ إِلَّا أَتَاهُ فَاتبعهُ على أمره ودعا لَهُ فَعُوفِيَ فَمن هُنَالك كَانَ أصل النَّصْرَآنية بِنَجْرَان حَتَّى رفع شَأْنه إِلَى ملك نَجْرَان فَدَعَاهُ ثمَّ أرسل بِهِ إِلَى جبل عَظِيم فَأَلْقَاهُ من أَعْلَاهُ إِلَى الأَرْض فَقَامَ لَيْسَ بِهِ بَأْس ثمَّ بعث بِهِ فَأَلْقَاهُ فِي بَحر بعيد الْغَوْر فَخرج بِهِ لَيْسَ بِهِ بَأْس فَقال لَهُ عبد الله بن الثَّامِر إِنَّك لن تقدر على حَتَّى توَحد الله فَوحد الْملك الله وآمن بِهِ ثمَّ أَخذ الْملك عَصا فَضرب بهَا عبد الله بن الثَّامِر فَشَجَّهُ فَهَلَك وَهلك الْملك وَاجْتمعت أهل نَجْرَان على دين عبد الله بن الثَّامِر فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس بجُنُوده فَدَعَاهُمْ إِلَى الْيَهُودِيَّة وَخَيرهمْ بَين ذَلِك وَالْقتل فَاخْتَارُوا الْقتل فَخدَّ لَهُم الأخدود فَحرق بالنَّار وَقتل بِالسَّيْفِ وَمثل بهم حَتَّى قتل عشرين ألفا فَفِي ذي نواس وَجُنُوده انْزِلْ الله تعالى قتل أَصْحَاب الأخدود النَّار ذَات الوقود الْآيَة انتهى مُلَفقًا من كَلَام طَوِيل. وَنَقله الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق عَن وهب بن مُنَبّه أَن رجلا كَانَ على دين عِيسَى فَوَقع إِلَى نَجْرَان فَدَعَاهُمْ فَأَجَابُوهُ فَسَار إِلَيْهِم ذُو نواس الْيَهُودِيّ فَخَيرهمْ بَين الْيَهُودِيَّة وَالنَّار فَأَبَوا عَلَيْهِ فَخدَّ الأخاديد فَأحرق اثْنَي عشر ألفا.
وَقال الْكَلْبِيّ كَانَ أَصْحَاب الأخدود سبعين ألفا وهم نَصَارَى نَجْرَان وَذَلِكَ أَن ملكا بِنَجْرَان أَخذ بهَا قوما مُؤمنين فَخدَّ لَهُم فِي الأَرْض سَبْعَة أخاديد طول كل أخدُود أَرْبَعُونَ ذِرَاعا وَعرضه اثْنَا عشر ذِرَاعا ثمَّ طرح فِيهَا النفط وَالنَّار ثمَّ عرضهمْ عليها فَمن أَبَى قَذَفُوهُ فِيهَا وَمن رَضِي تَرَكُوهُ إِلَى آخر الْقِصَّة.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الرَّابِع:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ: «انه كَانَ إِذا ذكر أَصْحَاب الأخدود تعوذ من جهد الْبلَاء».
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي أَبْوَاب كَلَام الْأَنْبِيَاء فِي بَاب كَلَام النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ ثَنَا أَبُو أُسَامَة عَن عَوْف عَن الْحسن قال: «كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ إِذا ذكر أَصْحَاب الأخدود تعوذ من جهد الْبلَاء» انتهى.
الحديث الْخَامِس:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «من قرأ سُورَة البروج أعطَاهُ الله بِعَدَد كل يوم جُمُعَة وكل يوم عَرَفَة تكون فِي الدنيا عشر حَسَنَات».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ اخبرني مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد ابْن إبراهيم بن سعد ثَنَا سعيد بن حَفْص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «من قرأ {وَالسماء ذَات البروج...}» إِلَى آخِره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الوأحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.


فضل السّورة:
فيه حديث أُبي: «من قرأها فله بكلّ يوم الجمعة وكل يوم عرفة يكون في دار الدنيا عشر حسنات».، وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها كتب الله له بكلّ نجم في السماء عشر حسنات، ورَفَع له عشر درجات، وكأَنَّما صام بكل آية قرأها عشرة أَيّام»

( يتبع – سورة الطارق )

















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:12 PM   #329


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























سورة الطارق

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 17 .
ترتيبها بالمصحف السادسة والثمانون .
نزلت بعد سورة البلد .
بدأت باسلوب قسم " والسماء والطارق " لم يذكر لفظ الجلالة في السورة .
.قال ابن عاشور:
سورة الطارق:
روى أحمد بن حنبل عن أبي هريرة: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج والسماء والطارق» اهـ. فسماها أبو هريرة: (السماء والطارق) لأن الأظهر أن الواو من قوله: {والسماء والطارق} واو العطف، ولذلك لم يذكر لفظ الآية الأولى منها بل أخذ لها اسماً من لفظ الآية كما قال في {السماء ذات البروج}(البروج: 1).
وسميت في كتب التفسير وكتب السنة وفي المصاحف (سورة الطارق) لوقوع هذا اللفظ في أولها. وفي (تفسير الطبري) (وأحكام ابن العربي) ترجمت (سورة والسماء والطارق).
وهي سبعَ عشرة آية.
وهي مكية بالاتفاق نزلت قبل سنة عشر من البعثة.
أخرج أحمد بن حنبل عن خالد بن أبي جَبَل العَدْواني: «أنه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشرق ثقيف وهو قائم على قوس أو عصاً حين أتاهم يبتغي عندهم النصر فسمعته يقول: {والسماء والطارق}(الطارق: 1) حتى ختمَها قال: فوعيتُها في الجاهلية ثم قرأتُها في الإِسلام» الحديث.
وعددها في ترتيب نزول السور السادسة والثلاثين. نزلت بعد سورة (لا أقسم بهذا البلد) وقبل سورة: (اقتربت الساعة).



محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ الأُمُورِ المُتَعَلِّقَةِ بالعَقِيدَةِ الإِسْلاَمِيـَّةِ ، وَالإِيمَانِ بالبَعْثِ وَالنُّشُورِ ، وَقَدْ أقامت البرهان الساطع والدليل القاطع على قدرة الله جل وعلا على إمكان البعث فإن الذى خلق الإنسان من العدم قادر على إعادته بعد موته.
قال البقاعي:
سورة الطارق مقصودها بيان مجد القرآن في صدقه في الإخبار بتنعيم أهل الإيمان، وتعذيب أهل الكفران، في يوم القيامة حين تبلى السرائر وتكشف المخبات الضمائر عن مثقال الذر وما دون المثقال، مما دونته الحفظة الكرام في صحائف الأعمال، بعد استيفاء الآجال، كما قدر في أزل الآزال، من غير استعجال، ولا تأخير عن الوقت المضروب ولا إهمال، واسمها الطارق أدل ما فيها على هذا الموعود الصادق بتأمل القسم والمقسم عليه حسب ما اتَّسَقَ الكلام إليه.
ومعظم مقصود السّورة:
القسم على حفظ أَحوال الإِنسان، والخبر عن حاله في الابتداءِ والانتهاءِ، وكشف الأَسرار في يوم الجزاءِ، والقَسَم على أَنَّ كلمات القرآن جَزْل، غير هَزْل، من غير امتراءِ، وشفاعة حضرة الكبرياءِ إِلى سيّد الأَنبياءِ بإِمهال الكافرين، في العذاب والبلاءِ، في قوله: {أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً}.
قال ابن عاشور:
أغراض سورة الطارق
إثبات إحصاء الأعمال والجزاءِ على الأعمال.
وإثبات إمكان البعث بنقض ما أحاله المشركون ببيان إمكان إعادة الأجسام.
وأدمج في ذلك التذكير بدقيق صنع الله وحكمته في خلق الإِنسان.
والتنويه بشأن القرآن.
وصدق ما ذكر فيه من البعث لأن إخبار القرآن به لما استبعدوه وموّهوا على الناس بأن ما فيه غير صدق. وتهديدُ المشركين الذين ناوؤا المسلمين.
وتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم ووعده بأن الله منتصر له غير بعيد.


قال سيد قطب
جاء في مقدمة هذا الجزء أن سورة تمثل طرقات متوالية على الحس. طرقات عنيفة قوية عالية ، وصيحات بنوّم غارقين في النوم ... تتوالى على حسهم تلك الطرقات والصيحات بإيقاع واحد ونذير واحد. «اصحوا.
تيقظوا. انظروا. تلفتوا. تفكروا. تدبروا. إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا. وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء. وإن هنالك عذابا شديدا ونعيما كبيرا ..».
وهذه السورة نموذج واضح لهذه الخصائص. ففي إيقاعاتها حدة يشارك فيها نوع المشاهد ، ونوع الإيقاع الموسيقي ، وجرس الألفاظ ، وإيحاء المعاني.
ومن مشاهدها : الطارق. والثاقب. والدافق. والرجع. والصدع.
ومن معانيها : الرقابة على كل نفس : «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» .. ونفي القوة والناصر : «يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ» .. والجد الصارم : «إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَما هُوَ بِالْهَزْلِ» ..
والوعيد فيها يحمل الطابع ذاته : «إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً وَأَكِيدُ كَيْداً. فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً!»! وتكاد تتضمن تلك الموضوعات التي أشير إليها في مقدمة الجزء : «إن هنالك إلها. وإن هنالك تدبيرا.
وإن هنالك تقديرا. وإن هنالك ابتلاء. وإن هنالك تبعة. وإن هنالك حسابا وجزاء ... إلخ».
وبين المشاهد الكونية والحقائق الموضوعية في السورة تناسق مطلق دقيق ملحوظ يتضح من استعراض السورة في سياقها القرآني الجميل ..
«وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ. وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ؟ النَّجْمُ الثَّاقِبُ. إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» ..
هذا القسم يتضمن مشهدا كونيا وحقيقة إيمانية. وهو يبدأ بذكر السماء والطارق ويثني بالاستفهام المعهود في التعبير القرآني : «وَما أَدْراكَ مَا الطَّارِقُ؟» .. وكأنه أمر وراء الإدراك والعلم. ثم يحدده ويبينه بشكله وصورته : «النَّجْمُ الثَّاقِبُ» الذي يثقب الظلام بشعاعه النافذ. وهذا الوصف ينطبق على جنس النجم.
ولا سبيل إلى تحديد نجم بذاته من هذا النص ، ولا ضرورة لهذا التحديد. بل إن الإطلاق أولى. ليكون المعنى :
والسماء ونجومها الثاقبة للظلام ، النافذة من هذا الحجاب الذي يستر الأشياء. ويكون لهذه الإشارة إيحاؤها حول حقائق السورة وحول مشاهدها الأخرى .. كما سيأتي ..




يقسم بالسماء ونجمها الثاقب : أن كل نفس عليها من أمر اللّه رقيب : «إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ» ..
وفي التعبير بصيغته هذه معنى التوكيد الشديد .. ما من نفس إلا عليها حافظ. يراقبها ، ويحصي عليها ، ويحفظ عنها ، وهو موكل بها بأمر اللّه. ويعين النفس لأنها مستودع الأسرار والأفكار. وهي التي يناط بها العمل والجزاء.
ليست هنالك فوضى إذن ولا هيصة! والناس ليسوا مطلقين في الأرض هكذا بلا حارس. ولا مهملين في شعابها بلا حافظ ، ولا متروكين يفعلون كيف شاءوا بلا رقيب. إنما هو الإحصاء الدقيق المباشر ، والحساب المبني على هذا الإحصاء الدقيق المباشر.
ويلقي النص إيحاءه الرهيب حيث تحس النفس أنها ليست أبدا في خلوة - وإن خلت - فهناك الحافظ الرقيب عليها حين تنفرد من كل رقيب ، وتتخفى عن كل عين ، وتأمن من كل طارق. هنالك الحافظ الذي يشق كل غطاء وينفذ إلى كل مستور. كما يطرق النجم الثاقب حجاب الليل الساتر .. وصنعة اللّه واحدة متناسقة في الأنفس وفي الآفاق.
ويخلص من هذه اللمسة التي تصل النفس بالكون ، إلى لمسة أخرى تؤكد حقيقة التقدير والتدبير ، التي أقسم عليها بالسماء والطارق. فهذه نشأة الإنسان الأولى تدل على هذه الحقيقة وتوحي بأن الإنسان ليس متروكا سدى ، ولا مهملا ضياعا :
«فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ مِمَّ خُلِقَ. خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ» ..
فلينظر الإنسان من أي شيء خلق وإلى أي شيء صار .. إنه خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب ، خلق من هذا الماء الذي يجتمع من صلب الرجل وهو عظام ظهره الفقارية ومن ترائب المرأة وهي عظام صدرها العلوية .. ولقد كان هذا سرا مكنونا في علم اللّه لا يعلمه البشر. حتى كان نصف القرن الأخير حيث اطلع العلم الحديث على هذه الحقيقة بطريقته وعرف أنه في عظام الظهر الفقارية يتكون ماء الرجل ، وفي عظام الصدر العلوية يتكون ماء المرأة. حيث يلتقيان في قرار مكين فينشأ منهما الإنسان! والمسافة الهائلة بين المنشأ والمصير .. بين الماء الدافق الذي يخرج من بين الصلب والترائب وبين الإنسان المدرك العاقل المعقد التركيب العضوي والعصبي والعقلي والنفسي .. هذه المسافة الهائلة التي يعبرها الماء الدافق إلى الإنسان الناطق توحي بأن هنالك يدا خارج ذات الإنسان هي التي تدفع بهذا الشيء المائع الذي لا قوام له ولا إرادة ولا قدرة ، في طريق الرحلة الطويلة العجيبة الهائلة ، حتى تنتهي به إلى هذه النهاية الماثلة. وتشي بأن هنالك حافظا من أمر اللّه يرعى هذه النطفة المجردة من الشكل والعقل ، ومن الإرادة والقدرة ، في رحلتها الطويلة العجيبة. وهي تحوي من العجائب أضعاف ما يعرض للإنسان من العجائب من مولده إلى مماته! هذه الخلية الواحدة الملقحة لا تكاد ترى بالمجهر ، إذ أن هنالك ملايين منها في الدفقة الواحدة .. هذه الخليقة التي لا قوام لها ولا عقل ولا قدرة ولا إرادة ، تبدأ في الحال بمجرد استقرارها في الرحم في عملية بحث عن الغذاء. حيث تزودها اليد الحافظة بخاصية أكالة تحوّل بها جدار الرحم حولها إلى بركة من الدم السائل المعد للغذاء الطازج! وبمجرد اطمئنانها على غذائها تبدأ في عملية جديدة. عملية انقسام مستمرة تنشأ عنها خلايا ..
( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 01:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010