ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-2021, 02:15 PM   #330


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة الطارق
محور مواضيع السورة :
وتعرف هذه الخليقة الساذجة التي لا قوام لها ولا عقل ولا قدرة ولا إرادة .. تعرف ماذا هي فاعلة وماذا هي تريد .. حيث تزودها اليد الحافظة بالهدى والمعرفة والقدرة والإرادة التي تعرف بها الطريق! إنها مكلفة أن تخصص كل مجموعة من هذه الخلايا الجديدة لبناء ركن من أركان هذه العمارة الهائلة .. عمارة الجسم الإنساني ..
فهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الهيكل العظمي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العضلي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز العصبي. وهذه المجموعة تنطلق لتنشئ الجهاز اللمفاوي ... إلى آخر هذه الأركان الأساسية في العمارة الإنسانية! .. ولكن العمل ليس بمثل هذه البساطة .. إن هنالك تخصصا أدق. فكل عظم من العظام. وكل عضلة من العضلات. وكل عصب من الأعصاب .. لا يشبه الآخر. لأن العمارة دقيقة الصنع ، عجيبة التكوين ، متنوعة الوظائف ... ومن ثم تتعلم كل مجموعة من الخلايا المنطلقة لبناء ركن من العمارة ، أن تتفرق طوائف متخصصة ، تقوم كل طائفة منها بنوع معين من العمل في الركن المخصص لها من العمارة الكبيرة! .. إن كل خلية صغيرة تنطلق وهي تعرف طريقها. تعرف إلى أين هي ذاهبة ، وماذا هو مطلوب منها! ولا تخطئ واحدة منها طريقها في هذه المتاهة الهائلة. فالخلايا المكلفة أن تصنع العين تعرف أن العين ينبغي أن تكون في الوجه ، ولا يجوز أبدا أن تكون في البطن أو القدم أو الذراع. مع أن كل موضع من هذه المواضع يمكن أن تنمو فيه عين. ولو أخذت الخلية الأولى المكلفة بصنع العين وزرعت في أي من هذه المواضع لصنعت عينا هنالك! ولكنها هي بذاتها حين تنطلق لا تذهب إلا للمكان المخصص للعين في هذا الجهاز الإنساني المعقد ..


فمن ترى قال لها : إن هذا الجهاز يحتاج إلى عين في هذا المكان دون سواه؟ إنه اللّه. إنه الحافظ الأعلى الذي يرعاها ويوجهها ويهديها إلى طريقها في المتاهة التي لا هادي فيها إلا اللّه! وكل تلك الخلايا فرادى ومجتمعة تعمل في نطاق ترسمه لها مجموعة معينة من الوحدات كامنة فيها. هي وحدات الوراثة ، الحافظة لسجل النوع ولخصائص الأجداد. فخلية العين وهي تنقسم وتتكاثر لكي تكوّن العين ، تحاول أن تحافظ في أثناء العمل على شكل معين للعين وخصائص محددة تجعلها عين إنسان لا عين أي حيوان آخر. وإنسان لأجداده شكل معين للعين وخصائص معينة .. وأقل انحراف في تصميم هذه العين من ناحية الشكل أو ناحية الخصائص يحيد بها عن الخط المرسوم. فمن ذا الذي أودعها هذه القدرة؟ وعلمها ذلك التعليم؟
وهي الخلية الساذجة التي لا عقل لها ولا إدراك ، ولا إرادة لها ولا قوة؟ إنه اللّه. علمها ما يعجز الإنسان كله عن تصميمه لو وكل إليه تصميم عين أو جزء من عين. بينما خلية واحدة منه أو عدة خلايا ساذجة ، تقوم بهذا العمل العظيم! ووراء هذه اللمحة الخاطفة عن صور الرحلة الطويلة العجيبة بين الماء الدافق والإنسان الناطق ، حشود لا تحصى من العجائب والغرائب ، في خصائص الأجهزة والأعضاء ، لا نملك تقصيها في هذه الظلال .. تشهد كلها بالتقدير والتدبير. وتشي باليد الحافظة الهادية المعينة. وتؤكد الحقيقة الأولى التي أقسم عليها بالسماء والطارق. كما تمهد للحقيقة التالية. حقيقة النشأة الآخرة التي لا يصدقها المشركون ، المخاطبون أول مرة بهذه السورة ..


«إِنَّهُ عَلى رَجْعِهِ لَقادِرٌ. يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ. فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ» ..
إنه - اللّه الذي أنشأه ورعاه - إنه لقادر على رجعه إلى الحياة بعد الموت ، وإلى التجدد بعد البلى ، تشهد النشأة الأولى بقدرته ، كما تشهد بتقديره وتدبيره. فهذه النشأة البالغة الدقة والحكمة تذهب كلها عبثا إذا لم تكن هناك رجعة لتختبر السرائر وتجزى جزاءها العادل : «يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ» .. السرائر المكنونة ، المطوية على الأسرار المحجوبة .. يوم تبلى وتختبر ، وتتكشف وتظهر كما ينفذ الطارق من خلال الظلام الساتر وكما ينفذ الحافظ إلى النفس الملفقة بالسواتر! كذلك تبلى السرائر يوم يتجرد الإنسان من كل قوة ومن كل ناصر : «فَما لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلا ناصِرٍ» .. ما له من قوة في ذاته ، وما له من ناصر خارج ذاته .. والتكشف من كل ستر ، مع التجرد من كل قوة ، يضاعف شدة الموقف ويلمس الحس لمسة عميقة التأثير. وهو ينتقل من الكون والنفس ، إلى نشأة الإنسان ورحلته العجيبة ، إلى نهاية المطاف هناك ، حيث يتكشف ستره ويكشف سره ، ويتجرد من القوة والنصير ..
ولعل طائفا من شك ، أو بقية من ريب ، تكون باقية في النفس ، في أن هذا لا بد كائن .. فمن ثم يجزم جزما بأن هذا القول هو القول الفصل ، ويربط بين هذا القول وبين مشاهد الكون ، كما صنع في مطلع السورة :
«وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ ، وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ، وَما هُوَ بِالْهَزْلِ» ..
( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:17 PM   #331


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة الطارق
محور مواضيع السورة :
والرجع المطر ترجع به السماء مرة بعد مرة ، والصدع النبت يشق الأرض وينبثق .. وهما يمثلان مشهدا للحياة في صورة من صورها. حياة النبات ونشأته الأولى : ماء يتدفق من السماء ، ونبت ينبثق من الأرض ..
أشبه شيء بالماء الدافق من الصلب والترائب والجنين المنبثق من ظلمات الرحم. الحياة هي الحياة. والمشهد هو المشهد. والحركة هي الحركة .. نظام ثابت ، وصنعة معلمة ، تدل على الصانع. الذي لا يشبهه أحد لا في حقيقة الصنعة ولا في شكلها الظاهر! وهو مشهد قريب الشبه بالطارق. النجم الثاقب. وهو يشق الحجب والستائر. كما أنه قريب الشبه بابتلاء السرائر وكشف السواتر .. صنعة واحدة تشير إلى الصانع! يقسم اللّه بهذين الكائنين وهذين الحدثين : السماء ذات الرجع. والأرض ذات الصدع .. حيث يوقع مشهدهما وإيحاؤهما ، كما يوحي جرس التعبير ذاته ، بالشدة والنفاذ والجزم .. يقسم بأن هذا القول الذي يقرر الرجعة والابتلاء - أو بأن هذا القرآن عامة - هو القول الفصل الذي لا يتلبس به الهزل. القول الفصل الذي ينهي كل قول وكل جدل وكل شك وكل ريب. القول الذي ليس بعده قول. تشهد بهذا السماء ذات الرجع ، والأرض ذات الصدع! وفي ظل هذا القول الفصل بالرجعة والابتلاء يتجه الخطاب إلى الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وهو ومن معه من القلة المؤمنة في مكة يعانون من كيد المشركين ومؤامراتهم على الدعوة والمؤمنين بها - وقد كانوا في هم مقعد مقيم للكيد لها والتدبير ضدها وأخذ الطرق عليها وابتكار الوسائل في حربها - يتجه الخطاب إلى الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - بالتثبيت والتطمين ، وبالتهوين من أمر الكيد والكائدين. وأنه إلى حين. وأن المعركة بيده هو - سبحانه - وقيادته. فليصبر الرسول وليطمئن هو والمؤمنون :
«إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً ، وَأَكِيدُ كَيْداً ، فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ ، أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً» ..
إنهم - هؤلاء الذين خلقوا من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب - بلا حول ولا قوة ولا قدرة ولا إرادة ، ولا معرفة ولا هداية. والذين تولتهم يد القدرة في رحلتهم الطويلة. والذين هم صائرون إلى رجعة تبلى فيها السرائر ، حيث لا قوة لهم ولا ناصر .. إنهم هؤلاء يكيدون كيدا ..
وأنا - أنا المنشئ .. الهادي. الحافظ. الموجه. المعيد. المبتلي. القادر. القاهر. خالق السماء والطارق.
وخالق الماء الدافق ، والإنسان الناطق ، وخالق السماء ذات الرجع ، والأرض ذات الصدع .. أنا اللّه ..
أكيد كيدا ..


فهذا كيد. وهذا كيد. وهذه هي المعركة .. ذات طرف واحد في الحقيقة .. وإن صورت ذات طرفين لمجرد السخرية والهزء! «فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ» .. «أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً» .. لا تعجل. ولا تستبطئ نهاية المعركة. وقد رأيت طبيعتها وحقيقتها ..
فإنما هي الحكمة وراء الإمهال. الإمهال قليلا .. وهو قليل حتى لو استغرق عمر الحياة الدنيا. فما هو عمر الحياة الدنيا إلى جانب تلك الآباد المجهولة المدى؟
ونلحظ في التعبير الإيناس الإلهي للرسول : «فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً» .. كأنه هو - صلى اللّه عليه وسلم - صاحب الأمر ، وصاحب الإذن ، وكأنه هو الذي يأذن بإمهالهم. أو يوافق على إمهالهم. وليس من هذا كله شيء للرسول - صلى اللّه عليه وسلم - إنما هو الإيناس والود في هذا الموضع الذي تنسم نسائم الرحمة على قلبه - صلى اللّه عليه وسلم - الإيناس الذي يخلط بين رغبة نفسه وإرادة ربه. ويشركه في الأمر كأن له فيه شيئا. ويرفع الفوارق والحواجز بينه وبين الساحة الإلهية التي يقضي فيها الأمر ويبرم .. وكأنما يقول له ربه : إنك مأذون فيهم. ولكن أمهلهم. أمهلهم رويدا .. فهو الود العطوف والإيناس اللطيف. يمسح على الكرب والشدة والعناء والكيد ، فتنمحي كلها وتذوب .. ويبقى العطف الودود ..




قال الصابوني:
* هذه السورة الكريمة من السور المكية، وهي تعالج بعض الأمور المتعلقة بالعقيدة الإسلامية ومحور السورة يدور حول الإيمان بالبعث والنشور، وقد أقامت البرهان الساطع، والدليل القاطع على قدرة الله جل وعلا على إمكان البعث، فإن الذي خلق الإنسان من العدم، قادر على إعادته بعد موته.
* ابتدأت السورة الكريمة بالقسم بالسماء ذات الكواكب الساطعة، التي تطلع ليلا لتضيء للناس سبلهم، ليهتدوا بها في ظلمات البر والبحر، أقسم تعالى على أن كل إنسان، قد وكل به من يحرسه، ويتعهد أمره من الملائكة الأبرار {والسماء والطارق ومما أدراك ما الطارق النجم الثاقب إن كل نفس لما عليها حافظ} الآيات.
* ثم ساقت الأدلة والبراهين، على قدرة رب العالمين، على إعادة الإنسان بعد فنائه {فلينظر الإنسان مما خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب إنه على رجعه لقادر} الآيات.
* ثم أخبرت عن كشف الأسرار، وهتك الأستار في الآخرة عن البشر، حيث لا معين للإنسان ولا نصير {يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر}.
* وختمت السورة الكريمة بالحديث عن القرآن العظيم، معجزة محمد في الخالدة، وحجته البالغة إلى الناس أجمعين، وبينت صدق هذا القرآن، وأوعدت الكفرة المجرمين بالعذاب الأليم لتكذبهم بالقرآن الساطع المنير {والسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع إنه لقول فصل وما هو بالهزل إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}.
( يتبع )















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:19 PM   #332


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة الطارق
محور مواضيع السورة :
قال محمد الغزالي:
سورة الطارق:
{والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب}. في السماء كواكب تشبه أرضنا في أنها معتمة لا وهج لها ولا نور. وفيها نجوم متألقة الكيان كالشمس أو دونها. وقد يكون الطارق أحد هذه النجوم، ويسميه العرب الشاهد وهو يظهر مع الغروب. وربما قصد به جملة النجوم المضيئة الهادية. والمقسم عليه قوله تعالى بعد {إن كل نفس لما عليها حافظ}. إن الخالق الكبير لا يعييه أن يجعل حفظة على كل إنسان تحصى عليه ما يفعل وما يذر!! ومضى السياق في الاستدلال {فلينظر الإنسان مم خلق خلق من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب}. تفاصيل الخلق الإنسانى مشروحة في علم الأحياء، وقد عرفت أن بعض علماء الغرب الخبراء في (علم الأجنة) أعلنوا إسلامهم للدقة التي تحدث بها القرآن عن أطوار الخلق ومراحله، ولا يعرف هذا في كتاب سابق! إن العامة والخاصة يدركون أن بداية الخلق من ماء يمر بمجارى البول تشرف عليه غدد معقدة متصلة بالجهاز العصبى! من هنا البداية! لكن مم يخلق الإنسان بعد ما بدأ وجوده؟ من أطعمة تقدمها له القارات كلها، فما يأكله أو يشربه تشترك في إنباته سحب الشرق والغرب وأتربة الأقطار من شتى البلاد. لو قيل لكل ذرة من لحم الإنسان وعظمه وشعره.. إلخ عودى من حيث جئت لتوزعه سطح الأرض كلها... لكن الإنسان كفور! وأيا ما كان الأمر، فهو عائد لحساب مر {يوم تبلى السرائر فما له من قوة ولا ناصر}. ويمضى السياق في الحديث عن القدرة العليا. إن الأرض تشق، والسماء تمطر، والحبوب والفواكه تجنى وتصدر هنا وهناك.
وابن آدم الذي كان وزنه حين ولد رطلا أو رطلين أصبح قنطارا من العضلات والأعضاء! من حول الفجل والذرة إلى تلافيف مخ يفكر؟! ومن حول النبات والحيوان إلى جسم تتوزع على جلده أعصاب الإحساس والوعى؟ من إلا الله؟ ولكن عيالا تصيح في صحف شتى: أحموا المبدعين من الأزهر! حسنا نحميكم. ماذا تقولون؟ نقول: الصفر مصدر هذا الوجود! أهذا إبداعكم؟ شاهت الوجوه! كيف يتكون الوجود من عدم؟! إنني لا أعرف في الأولين والآخرين أحقر من كفار العرب! {إنه لقول فصل وما هو بالهزل إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا}.





الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
قال الزيلعي:
الحديث الأول:
رُوِيَ «أَن أَبَا طَالب كَانَ عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَانْحَطَّ نجم فَامْتَلَأَ مَاء ثمَّ نورا فَفَزعَ أَبُو طَالب وَقال أَي شَيْء هَذَا فَقال عليه السلام هَذَا نجم رمي بِهِ وَهُوَ آيَة من آيَات الله تعالى فَعجب أَبُو طَالب فَنزلت».
قلت هَكَذَا هُوَ فِي تَفْسِير الثَّعْلَبِيّ وَأَسْبَاب النُّزُول لِلْوَاحديِّ.
الحديث الثَّانِي:
عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ انه قال: «وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب وَلَو وكل العَبْد إِلَى نَفسه طرفَة عين لَاخْتَطَفَتْهُ الشَّيَاطِين».
قلت رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه من حديث عفير بن معدان عَن سليم بن عَامر عَن أبي أمامة قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «وكل بِالْمُؤمنِ مائَة وَسِتُّونَ ملكا يَذبُّونَ عَنهُ مَا لم يقدر عَلَيْهِ من ذَلِك الْبَصَر عَلَيْهِ سَبْعَة أَمْلَاك يَذبُّونَ عَنهُ كَمَا يذب عَن قَصْعَة الْعَسَل الذُّبَاب فِي الْيوم الصَّائِف وَلَو وكل العَبْد..». إِلَى آخِره.
وَبِهَذَا الْإِسْنَاد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره وَهُوَ مَعْلُول بعفير.
الحديث الثَّالِث:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ: «من قرأ سُورَة الطارق أعطَاهُ الله تعالى بِكُل نجم فِي السماء عشر حَسَنَات».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَبِسَنَد الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط.
فضل السّورة:
فيه حديثان ضعيفان: عن أُبي: «مَنْ قرأها أَعطاه الله من الأَجر بعدد كلّ نجم في السماء عشر حسنات».
وقال: «يا علي من قرأها فكأَنَّما قرأ ثلثي القرآن، وله بكلّ آية قرأها ثوابُ مَن يأْمر بالمعروف، وينهى عن المنكر».

( يتبع – سورة الأعلى )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:21 PM   #333


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

























سورة الأعلى

التعريف بالسورة :
سورة مكية .
من المفصل .
آياتها 19 .
ترتيبها بالمصحف السابعة والثمانون .
نزلت بعد سورة التكوير .
بدأت السورة بفعل أمر " سبح " .

سبب التسمية



تُسْمَّى ‏سُورَةُ ‏‏ ‏سَبِّحْ‎ ‎‏.
هذه السورة وردت تسميتها في السنة سورة: (سبح اسم ربك الأعلى) ففي (الصحيحين) عن جابر بن عبد الله قال: قام معاذ فصلى العشاء الآخرة فطوَّل فشكاه بعض من صلّى خلفه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفتَّان أنتَ يا مُعاذ أين كنتَ عن سبح اسم ربك الأعلى والضّحى».
وفي (صحيح البخاري) عن البراء بن عازب قال: «ما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حتى قرأتُ {سبح اسم ربك الأعلى} في سورٍ مثلها».
وروى الترمذي عن النعمان بن بشير: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيد ويوم الجمعة {سبّح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية}».
وسمتها عائشة «سَبِّح». روى أبو داود والترمذي عنها: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر في الركعة الأولى سَبِّح) الحديث. فهذا ظاهر في أنها أرادت التسمية لأنها لم تأتي بالجملة القرآنية كاملة، وكذلك سماها البيضاوي وابن كثير. لأنها اختصت بالافتتاح بكلمة (سبح) بصيغة الأمر.
وسماها أكثر المفسرين وكتاب المصاحف (سورة الأعلى) لوقوع صفة الأعلى فيها دون غيرها.
وهي مكية في قول الجمهور وحديث البراء بن عازب الذي ذكرناه آنفاً يدل عليه، وعن ابن عمر وابن عباس أن قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى} (الأعلى: 14-15) نزل في صلاة العيد وصدقةِ الفطر، أي فهما مَدنيتان فتكون السورة بعضها مكي وبعضها مدني.
وعن الضحاك أن السورة كلها مدنية.
وما اشتملت عليه من المعاني يشهد لكونها مكية وحسبك بقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} (الأعلى: 6).
وهي معدودة ثامنة في ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد نزلت بعد سورة التكوير وقبل سورة الليل. وروي عن ابن عباس وعكرمة والحسن أنها سابعة قالوا: أول ما نزل من القرآن: اقرأ باسم ربك، ثم ن، ثم المزمل، ثم المدثر، ثم تَبَّتْ، ثم إذا الشمس كورت، ثم سبح اسم ربك. وأما جابر بن زيد فعد الفاتحة بعد المدثر ثم عد البقية فهي عنده ثامنة، فهي من أوائل السور وقوله تعالى: {سنقرئك فلا تنسى} ينادي على ذلك.
وعدد آيها تسع عشرة آية باتفاق أهل العدد.
( يتبع )

















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:23 PM   #334


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة الأعلى
محور مواضيع السورة :

يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ المَوَاضِيعِ الآتـِيَةِ :

1- الذَّاتِ العَلِيـَّهِ وَبَعْضِ صِفَاتِ الَّلهِ جَلَّ وَعَلاَ ، وَالدَّلاَئِلِ عَلَى القُدْرَةِ وَالوَحْدَانِيـَّةِ .

2- الوَحْيِّ وَالقُرآنِ المُنَزَّلِ عَلَى خَاتَمِ الرُّسُلِ وَتَيْسِيرِ حِفْظِهِ عَلَيْهِ .

3- المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ الَّتِي يَنْتَفِعُ بـِهَا أَهْلُ القُلُوبِ الحَيَّةِ ، وَيَسْتَفِيدُ مِنْهَا أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالإِيمَانِ.
.قال البقاعي:
سورة الأعلى وتسمى سبح، قال الملوي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة ما اشتملت عليه من العلوم والخيرات- مقصودها- إيجاب التنزيه للأعلى سبحانه وتعالى عن أن يلحق ساحة عظمته شيء من شوائب النقص كاستعجال في أمر من إهلاك اللكافرين أو غيره أو العجز عن البعث أو إهمال الخلق سدى يبغي بعضهم على بعض بغير حساب، أو أن يتكلم بما لا يطابق الواقع أو بما يقدر أحد أن يتكلم بمثله كما أَذِنَتْ بذلك الطارق مجملا وشرحته هذه مفصلا، وعلى ذلك دل كل من اسمها سبح والأعلى.
ومعظم مقصود السّورة:
بيان عُلُوّ الذات، والصّفات، وذكر الخِلْقة، وتربية الحيوانات، والإِشادة بالثمار، والنبات، والأَمنُ مِن نَسْخ الآيات، وبيان سهولة الطاعات، وذل الكفَّار في قَعْر الدّركات، والتحضيض على الصّلاة والزَّكات، وفى الدنيا بقاءُ الخيرات، وفى الآخرة بقاءُ الدّرجات، في قوله: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى}.
اشتملت على تنزيه الله تعالى والإِشارة إلى وحدانيته لأنفراده بخلق الإِنسان وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي وتثبيته على تلقي الوحي.
وأن الله معطيه شريعة سمحة وكتاباً يتذكر به أهل النفوس الزكية الذين يخشون ربهم، ويُعرض عنهم أهل الشقاوة الذين يُؤثرون الحياة الدنيا ولا يعبأون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحي إليه يُصدِّقُه ما في كتب الرسل من قبله وذلك كله تهوين لما يلقاه من إعراض المشركين.



قال سيد قطب
في رواية للإمام أحمد عن الإمام علي - كرم اللّه وجهه - أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - كان يحب هذه السورة : «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. وفي صحيح مسلم أنه كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى ، و«هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ». وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما ..
وحق لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحب هذه السورة وهي تحيل له الكون كله معبدا تتجاوب أرجاؤه بتسبيح ربه الأعلى وتمجيده ، ومعرضا يحفل بموجبات التسبيح والتحميد : «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » .. وإيقاع السورة الرخي المديد يلقي ظلال التسبيح ذي الصدى البعيد ..
وحق له - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحبها ، وهي تحمل له من البشريات أمرا عظيما. وربه يقول له ، وهو يكلفه التبليغ والتذكير : «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى - إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى - وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى . فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى » .. وفيها يتكفل له ربه بحفظ قلبه لهذا القرآن ، ورفع هذه الكلفة عن عاتقه.
ويعده أن ييسره لليسرى في كل أموره وأمور هذه الدعوة. وهو أمر عظيم جدا.
وحق له - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحبها ، وهي تتضمن الثابت من قواعد التصور الإيماني : من توحيد الرب الخالق وإثبات الوحي الإلهي ، وتقرير الجزاء في الآخرة. وهي مقومات العقيدة الأولى. ثم تصل هذه العقيدة بأصولها البعيدة ، وجذورها الضاربة في شعاب الزمان : «إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى . صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى » .. فوق ما تصوره من طبيعة هذه العقيدة ، وطبيعة الرسول الذي يبلغها والأمة التي تحملها .. طبيعة اليسر والسماحة ..
وكل واحدة من هذه تحتها موحيات شتى ووراءها مجالات بعيدة المدى .




«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » ..
إن هذا الافتتاح ، بهذا المطلع الرخي المديد ، ليطلق في الجو ابتداء أصداء التسبيح ، إلى جانب معنى التسبيح.
وإن هذه الصفات التي تلي الأمر بالتسبيح : «الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » .. لتحيل الوجود كله معبدا يتجاوب جنباته بتلك الأصداء ومعرضا تتجلى فيه آثار الصانع المبدع : «الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى » ..
والتسبيح هو التمجيد والتنزيه واستحضار معاني الصفات الحسنى للّه ، والحياة بين إشعاعاتها وفيوضاتها وإشراقاتها ومذاقاتها الوجدانية بالقلب والشعور. وليست هي مجرد ترديد لفظ : سبحان اللّه! .. و«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. تطلق في الوجدان معنى وحالة يصعب تحديدها باللفظ ، ولكنها تتذوق بالوجدان. وتوحي بالحياة مع الإشراقات المنبثقة من استحضار معاني الصفات.
والصفة الأولى القريبة في هذا النص هي صفة الرب. وصفة الأعلى .. والرب : المربي والراعي ، وظلال هذه الصفة الحانية مما يتناسق مع جو السورة وبشرياتها وإيقاعاتها الرخية .. وصفة الأعلى تطلق التطلع إلى الآفاق التي لا تتناهى وتطلق الروح لتسبح وتسبح إلى غير مدى .. وتتناسق مع التمجيد والتنزيه ، وهو في صميمه الشعور بصفة الأعلى ..
( يتبع )
















 

رد مع اقتباس
قديم 27-02-2021, 02:25 PM   #335


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
























تابع – سورة الأعلى
محور مواضيع السورة :
والخطاب هنا لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - ابتداء. وهذا الأمر صادر إليه من ربه. بهذه الصيغة :
«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. وفيه من التلطف والإيناس ما يجل عن التعبير. وقد كان رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يقرأ هذا الأمر ، ثم يعقب عليه بالاستجابة المباشرة ، قبل أن يمضي في آيات السورة ، يقول :
«سبحان ربي الأعلى» .. فهو خطاب ورده. وأمر وطاعته. وإيناس ومجاوبته .. إنه في حضرة ربه ، يتلقى مباشرة ويستجيب. في أنس وفي اتصال قريب .. وحينما نزلت هذه الآية قال : «اجعلوها في سجودكم».
وحينما نزلت قبلا : «فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ» .. قال : «اجعلوها في ركوعكم» .. فهذا التسبيح في الركوع والسجود كلمة حية ألحقت بالصلاة وهي دافئة بالحياة. لتكون استجابة مباشرة لأمر مباشر. أو بتعبير أدق ..
لإذن مباشر .. فإذن اللّه لعباده بأن يحمدوه ويسبحوه إحدى نعمه عليهم وأفضاله. إنه إذن بالاتصال به - سبحانه - في صورة مقربة إلى مدارك البشر المحدودة. صورة تفضل اللّه عليهم بها ليعرفهم ذاته. في صفاته.
في الحدود التي يملكون أن يتطلعوا إليها. وكل إذن للعباد بالاتصال باللّه في أية صورة من صور الاتصال ، هو مكرمة له وفضل على العباد.



«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. «الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى » ..
الذي خلق كل شيء فسواه ، فأكمل صنعته ، وبلغ به غاية الكمال الذي يناسبه .. والذي قدر لكل مخلوق وظيفته وغايته فهداه إلى ما خلقه لأجله ، وألهمه غاية وجوده وقدر له ما يصلحه مدة بقائه ، وهداه إليه أيضا ..
وهذه الحقيقة الكبرى ماثلة في كل شيء في هذا الوجود يشهد بها كل شيء في رحاب الوجود. من الكبير إلى الصغير. ومن الجليل إلى الحقير .. كل شيء مسوى في صنعته ، كامل في خلقته. معد لأداء وظيفته.
مقدر له غاية وجوده ، وهو ميسر لتحقيق هذه الغاية من أيسر طريق .. وجميع الأشياء مجتمعة كاملة التناسق ، ميسرة لكي تؤدي في تجمعها دورها الجماعي مثلما هي ميسرة فرادى لكي تؤدي دورها الفردي.
الذرة بمفردها كاملة التناسق بين كهاربها وبروتوناتها وإلكتروناتها ، شأنها شأن المجموعة الشمسية في تناسق شمسها وكواكبها وتوابعها .. وهي تعرف طريقها وتؤدي مثلها وظيفتها ..
والخلية الحية المفردة كاملة الخلقة والاستعداد لأداء وظائفها كلها ، شأنها شأن أرقى الخلائق الحية المركبة المعقدة.
وبين الذرة المفردة والمجموعة الشمسية كما بين الخلية الواحدة وأرقى الكائنات الحية ، درجات من التنظيمات والتركيبات كلها في مثل هذا الكمال الخلقي ، وفي مثل هذا التناسق الجماعي ، وفي مثل هذا التدبير والتقدير الذي يحكمها ويصرفها .. والكون كله هو الشاهد الحاضر على هذه الحقيقة العميقة ..
هذه الحقيقة يدركها القلب البشري جملة حين يتلقى إيقاعات هذا الوجود وحين يتدبر الأشياء في رحابه بحس مفتوح. وهذا الإدراك الإلهامي لا يستعصي على أي إنسان في أية بيئة ، وعلى أية درجة من درجات العلم الكسبي ، متى تفتحت منافذ القلب ، وتيقظت أوتاره لتلقي إيقاعات الوجود.
والملاحظة بعد ذلك والعلم الكسبي يوصحان بالأمثلة الفردية ما يدركه الإلهام بالنظرة الأولى .. وهناك من رصيد الملاحظة والدراسة ما يشير إلى طرف من تلك الحقيقة الشاملة لكل ما في الوجود.


يقول العالم (ا. كريسي موريسون) رئيس أكاديمية العلوم بنيورك في كتابه : «الإنسان لا يقوم وحده «إن الطيور لها غريزة العودة إلى الموطن. فعصفور الهزاز الذي عشش ببابك يهاجر جنوبا في الخريف.
ولكنه يعود إلى عشه في الربيع التالي. وفي شهر سبتمبر تطير أسراب من معظم طيورنا إلى الجنوب. وقد تقطع في الغالب نحو ألف ميل فوق أرض البحار. ولكنها لا تضل طريقها. وحمام الزاجل إذا تحير من جراء أصوات جديدة عليه في رحلة طويلة داخل قفص ، يحوم برهة ثم يقصد قدما إلى موطنه دون أن يضل .. والنحلة تجد خليتها مهما طمست الريح ، في هبوبها على الأعشاب والأشجار ، كل دليل يرى. وحاسة العودة إلى الوطن هذه هي ضعيفة في الإنسان ، ولكنه يكمل عتاده القليل منها بأدوات الملاحة. ونحن في حاجة إلى هذه الغريزة ، وعقولنا تسد هذه الحاجة. ولا بد أن للحشرات الدقيقة عيونا ميكروسكوبية (مكبرة) لا ندري مبلغها من الإحكام وأن للصقور بصرا تلسكوبيا (مكبرا مقربا». وهنا أيضا يتفوق الإنسان بأدواته الميكانيكية فهو بتلسكوبه يبصر سديما بلغ من الضعف أنه يحتاج إلى مضاعفة قوة إبصاره مليوني مرة ليراه. وهو بمكروسكوبه الكهربائي يستطيع أن يرى بكتريا كانت غير مرئية (بل كذلك الحشرات الصغيرة التي تعضها!).
( يتبع )
















 

رد مع اقتباس



[/cell]
قديم 05-03-2021, 12:56 PM   #336


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

























[c







تابع – سورة الأعلى
محور مواضيع السورة :
«وأنت إذا تركت حصانك العجوز وحده ، فإنه يلزم الطريق مهما اشتدت ظلمة الليل. وهو يقدر أن يرى ولو في غير وضوح. ولكنه يلحظ اختلاف درجة الحرارة في الطريق وجانبيه ، بعينين تأثرتا قليلا بالأشعة تحت الحمراء التي للطريق. والبومة تستطيع أن تبصر الفأر الدافئ اللطيف وهو يجري على العشب البارد مهما تكن ظلمة الليل. ونحن نقلب الليل نهارا بإحداث إشعاع في تلك المجموعة التي نسميها الضوء»


... «إن العاملات من النحل تصنع حجرات مختلفات الأحجام في المشط الذي يستخدم في التربية.
وتعد الحجرات الصغيرات للعمال ، والأكبر منها لليعاسيب (ذكور النحل) وتعد غرفة خاصة للملكات الحوامل. والنحلة الملكية تضع بيضا غير مخصب في الخلايا المخصصة للذكور ، وبيضا مخصبا في الحجرات الصحيحة المعدة للعاملات الإناث والملكات المنتظرات. والعاملات اللائي هن إناث معدلات بعد أن انتظرن طويلا مجيء الجيل الجديد ، تهيأن أيضا لإعداد الغذاء للنحل الصغير بمضغ العسل واللقح ومقدمات هضمه.
ثم ينقطعن عن عملية المضغ ومقدمات الهضم عند مرحلة معينة من تطور الذكور والإناث ، ولا يغذين سوى العسل واللقح. والإناث اللاتي يعالجن على هذا الشكل يصبحن عاملات» ..
«أما الإناث اللاتي في حجرات الملكة ، فإن التغذية بالمضغ ومقدمات الهضم تستمر بالنسبة لهن. وهؤلاء اللاتي يعاملن هذه المعاملة الخاصة يتطورن إلى ملكات نحل ، وهن وحدهن اللائي ينتجن بيضا مخصبا.
وعملية تكرار الإنتاج هذه تتضمن حجرات خاصة ، وبيضا خاصا ، كما تتضمن الأثر العجيب الذي لتغيير الغذاء ، وهذا يتطلب الانتظار والتمييز وتطبيق اكتشاف أثر الغذاء! وهذه التغيرات تنطبق بوجه خاص على حياة الجماعة ، وتبدو ضرورية لوجودها. ولا بد أن المعرفة والمهارة اللازمتين لذلك قد تم اكتسابهما بعد ابتداء هذه الحياة الجماعية ، وليستا بالضرورة ملازمتين لتكوين النحل ولا لبقائه على الحياة. وعلى ذلك فيبدو أن النحل قد فاق الإنسان في معرفة تأثير الغذاء تحت ظروف معينة! «والكلب بما أوتي من أنف فضولي يستطيع أن يحس الحيوان الذي مر. وليس ثمة من أداة من اختراع الإنسان لتقوي حاسة الشم الضعيفة لديه. ومع هذا فإن حاسة الشم الخاصة بنا - على ضعفها - قد بلغت من الدقة أنها يمكنها أن تتبين الذرات المكروسكوبية البالغة الدقة ..
«وكل الحيوانات تسمع الأصوات التي يكون كثير منها خارج دائرة الاهتزازات الخاصة بنا ، وذلك بدقة تفوق كثيرا حاسة السمع المحدودة عندنا. وقد أصبح الإنسان يستطيع بفضل وسائله أن يسمع صوت ذبابة تطير على بعد أميال ، كما لو كانت فوق طبلة أذنه. ويستطيع بمثل تلك الأدوات أن يسجل وقع شعاع شمسي! «إن إحدى العناكب المائية تصنع لنفسها عشا على شكل منطاد (بالون) من خيوط العنكبوت. وتعلقه بشيء ما تحت الماء. ثم تمسك ببراعة فقاعة هواء في شعر جسمها ، وتحملها إلى الماء ، ثم تطلقها تحت العش.


تكرر هذه العملية حتى ينتفخ العش. وعندئذ تلد صغارها وتربيها ، آمنة عليها من هبوب الهواء. فها هنا تجد طريقة النسج ، بما يشمله من هندسة وتركيب وملاحة جوية! وسمك «السلمون» الصغير يمضي سنوات في البحر ، ثم يعود إلى نهره الخاص به. والأكثر من ذلك أنه يصعد إلى جانب النهر الذي يصب عنده النهير الذي ولد فيه .. فما الذي يجعل السمك يرجع إلى مكان مولده بهذا التحديد؟ إن سمكة السلمون التي تصعد في النهر صعدا إذا نقلت إلى نهير آخر أدركت توا أنه ليس جدولها.
فهي لذلك تشق طريقها خلال النهر ، ثم تحيد ضد التيار ، قاصدة إلى مصيرها! «وهناك لغز أصعب من ذلك يتطلب الحل ، وهو الخاص بثعابين الماء التي تسلك عكس هذا المسلك ، فإن تلك المخلوقات العجيبة متى اكتمل نموها ، هاجرت من مختلف البرك والأنهار. وإذا كانت في أوربا قطعت آلاف الأميال في المحيط قاصدة كلها إلى الأعماق السحيقة جنوبي برمودا. وهناك تبيض وتموت. أما صغارها تلك التي لا تملك وسيلة لتعرف بها أي شيء سوى أنها في مياه قفرة - فإنها تعود أدراجها وتجد طريقها إلى الشاطئ الذي جاءت منه أمهاتها. ومن ثم إلى كل نهر أو بحيرة أو بركة صغيرة. ولذا يظل كل جسم من الماء آهلا بثعابين البحار. لقد قاومت التيارات القوية ، وثبتت للأمداد والعواصف ، وغالبت الأمواج المتلاطمة على كل شاطئ. وهي الآن يتاح لها النمو. حتى إذا اكتمل نموها دفعها قانون خفي إلى الرجوع حيث كانت بعد أن تتم الرحلة كلها. فمن أين ينشأ الحافز الذي يوجهها لذلك؟ لم يحدث قط أن صيد ثعبان ماء أمريكي في المياه الأوربية ، أو صيد ثعبان ماء أوربي في المياه الأمريكية. والطبيعة تبطئ في إنما ثعبان الماء الأوربي مدة سنة أو أكثر لتعوض من زيادة مسافة الرحلة التي يقطعها (إذ أن مسافته أطول من مسافة زميله الأمريكي) ترى هل الذرات والهباءات إذا توحدت معا في ثعبان ماء يكون لها حاسة التوجيه وقوة الإرادة اللازمة للتنفيذ؟! ... «وإذا حمل الريح فراشة أنثى من خلال نافذة إلى علية بيتك ، فإنها لا تلبث حتى ترسل إشارة خفية.
( يتبع )


ell="filter:;"]





.











 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010