27-02-2021, 02:23 PM
|
#334 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM) | المشاركات : 873,030 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
| تابع – سورة الأعلى محور مواضيع السورة : يَدُورُ مِحْوَرُ السُّورَةِ حَوْلَ المَوَاضِيعِ الآتـِيَةِ : 1- الذَّاتِ العَلِيـَّهِ وَبَعْضِ صِفَاتِ الَّلهِ جَلَّ وَعَلاَ ، وَالدَّلاَئِلِ عَلَى القُدْرَةِ وَالوَحْدَانِيـَّةِ . 2- الوَحْيِّ وَالقُرآنِ المُنَزَّلِ عَلَى خَاتَمِ الرُّسُلِ وَتَيْسِيرِ حِفْظِهِ عَلَيْهِ . 3- المَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ الَّتِي يَنْتَفِعُ بـِهَا أَهْلُ القُلُوبِ الحَيَّةِ ، وَيَسْتَفِيدُ مِنْهَا أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالإِيمَانِ. .قال البقاعي: سورة الأعلى وتسمى سبح، قال الملوي: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبها لكثرة ما اشتملت عليه من العلوم والخيرات- مقصودها- إيجاب التنزيه للأعلى سبحانه وتعالى عن أن يلحق ساحة عظمته شيء من شوائب النقص كاستعجال في أمر من إهلاك اللكافرين أو غيره أو العجز عن البعث أو إهمال الخلق سدى يبغي بعضهم على بعض بغير حساب، أو أن يتكلم بما لا يطابق الواقع أو بما يقدر أحد أن يتكلم بمثله كما أَذِنَتْ بذلك الطارق مجملا وشرحته هذه مفصلا، وعلى ذلك دل كل من اسمها سبح والأعلى. ومعظم مقصود السّورة: بيان عُلُوّ الذات، والصّفات، وذكر الخِلْقة، وتربية الحيوانات، والإِشادة بالثمار، والنبات، والأَمنُ مِن نَسْخ الآيات، وبيان سهولة الطاعات، وذل الكفَّار في قَعْر الدّركات، والتحضيض على الصّلاة والزَّكات، وفى الدنيا بقاءُ الخيرات، وفى الآخرة بقاءُ الدّرجات، في قوله: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وأبقى}. اشتملت على تنزيه الله تعالى والإِشارة إلى وحدانيته لأنفراده بخلق الإِنسان وخلق ما في الأرض مما فيه بقاؤه. وعلى تأييد النبي وتثبيته على تلقي الوحي. وأن الله معطيه شريعة سمحة وكتاباً يتذكر به أهل النفوس الزكية الذين يخشون ربهم، ويُعرض عنهم أهل الشقاوة الذين يُؤثرون الحياة الدنيا ولا يعبأون بالحياة الأبدية. وأن ما أوحي إليه يُصدِّقُه ما في كتب الرسل من قبله وذلك كله تهوين لما يلقاه من إعراض المشركين. قال سيد قطب
في رواية للإمام أحمد عن الإمام علي - كرم اللّه وجهه - أن رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - كان يحب هذه السورة : «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. وفي صحيح مسلم أنه كان يقرأ في العيدين ويوم الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى ، و«هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ». وربما اجتمعا في يوم واحد فقرأهما ..
وحق لرسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحب هذه السورة وهي تحيل له الكون كله معبدا تتجاوب أرجاؤه بتسبيح ربه الأعلى وتمجيده ، ومعرضا يحفل بموجبات التسبيح والتحميد : «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » .. وإيقاع السورة الرخي المديد يلقي ظلال التسبيح ذي الصدى البعيد ..
وحق له - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحبها ، وهي تحمل له من البشريات أمرا عظيما. وربه يقول له ، وهو يكلفه التبليغ والتذكير : «سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى - إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى - وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى . فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرى » .. وفيها يتكفل له ربه بحفظ قلبه لهذا القرآن ، ورفع هذه الكلفة عن عاتقه.
ويعده أن ييسره لليسرى في كل أموره وأمور هذه الدعوة. وهو أمر عظيم جدا.
وحق له - صلى اللّه عليه وسلم - أن يحبها ، وهي تتضمن الثابت من قواعد التصور الإيماني : من توحيد الرب الخالق وإثبات الوحي الإلهي ، وتقرير الجزاء في الآخرة. وهي مقومات العقيدة الأولى. ثم تصل هذه العقيدة بأصولها البعيدة ، وجذورها الضاربة في شعاب الزمان : «إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى . صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى » .. فوق ما تصوره من طبيعة هذه العقيدة ، وطبيعة الرسول الذي يبلغها والأمة التي تحملها .. طبيعة اليسر والسماحة ..
وكل واحدة من هذه تحتها موحيات شتى ووراءها مجالات بعيدة المدى . «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » ..
إن هذا الافتتاح ، بهذا المطلع الرخي المديد ، ليطلق في الجو ابتداء أصداء التسبيح ، إلى جانب معنى التسبيح.
وإن هذه الصفات التي تلي الأمر بالتسبيح : «الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى . وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى . فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى » .. لتحيل الوجود كله معبدا يتجاوب جنباته بتلك الأصداء ومعرضا تتجلى فيه آثار الصانع المبدع : «الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى » ..
والتسبيح هو التمجيد والتنزيه واستحضار معاني الصفات الحسنى للّه ، والحياة بين إشعاعاتها وفيوضاتها وإشراقاتها ومذاقاتها الوجدانية بالقلب والشعور. وليست هي مجرد ترديد لفظ : سبحان اللّه! .. و«سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى» .. تطلق في الوجدان معنى وحالة يصعب تحديدها باللفظ ، ولكنها تتذوق بالوجدان. وتوحي بالحياة مع الإشراقات المنبثقة من استحضار معاني الصفات.
والصفة الأولى القريبة في هذا النص هي صفة الرب. وصفة الأعلى .. والرب : المربي والراعي ، وظلال هذه الصفة الحانية مما يتناسق مع جو السورة وبشرياتها وإيقاعاتها الرخية .. وصفة الأعلى تطلق التطلع إلى الآفاق التي لا تتناهى وتطلق الروح لتسبح وتسبح إلى غير مدى .. وتتناسق مع التمجيد والتنزيه ، وهو في صميمه الشعور بصفة الأعلى ..
( يتبع ) |
|
|
|
|
| |