ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > (همسات القرآن الكريم وتفسيره )

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-02-2021, 05:38 PM   #260


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي
















تابع – سورة الإنسان
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
الحديث الْخَامِس:
قال عليه السلام «من قرأ سُورَة هَل أَتَى كَانَ جَزَاؤُهُ عَلَى الله جنَّة وَحَرِيرًا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أخبرنَا بَاقِل بن أَرقم ثَنَا مُحَمَّد بن شَادَّة ثَنَا مُحَمَّد بن احْمَد بن الْحسن ثَنَا مُحَمَّد بن يَحْيَى ثَنَا سلم بن قُتَيْبَة عَن شُعْبَة عَن عَاصِم عَن زر عَن أبي قال قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بِسَنَدِهِ الثَّانِي فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ الْمُتَقدّم فِي يُونُس.

فضل السّورة:
فيه من الأَحاديث المنكَرة حديث أُبي: «مَنْ قرأها كان جزاؤه على الله جَنَّة وحريرًا».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأ {هَلْ أَتَى عَلَى الإنسان} أَعطاه الله من الثواب مثلَ ثواب آدم، وكان في الجنَّة رفيق آدم، وله بكلّ آية قرأها مثلُ ثواب سيّدَىْ شباب أَهل الجنَّة الحسن والحسين».


( يتبع - سورة المرسلات )








 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:41 PM   #261


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي











سورة المرسلات


التعريف بالسورة :
مكية .
من المفصل .
آياتها 50 .
ترتيبها السابعة والسبعون .
نزلت بعد الهمزة .
بدأت باسلوب القسم " والمرسلات عرفا " والمرسلات هي رياح العذاب و لم يذكر في السورة لفظ الجلالة .

سبب التسمية :
‏ ‏سُميت ‏بهذا ‏الاسم ‏لورود ‏هذا ‏النوع ‏أو ‏الصنف ‏من ‏الملائكة ‏في ‏هذه ‏السورة ‏‏، ‏أم ‏كان ‏للرياح ‏فالمرسلات ‏كانت بداية ‏السورة ‏واسم ‏السورة ‏‏. ‏وسُميت ‏أيضا ‏‏"والمرسلات ‏عرفا ‏‏" ‏‏، ‏‏" ‏والمرسلات ‏‏" ‏‏، ‏و" ‏العرف‎ " .‎‏

سبب نزول السورة :
عن ابن مسعود قال : كنا مع رسول الله في سفح جبل وهو قائم يصلى وهم قيام قال : إذ مرت به حية فاستيقظنا وهو يقول : منعها منكم الذي منعكم منها وانزلت عليه والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا فأخذتها وهي رطبة بفيه . أو فوه رطب بها .( رواه احمد ).

محور مواضيع السورة :

تُعَالِجُ السًّورةُ أمورَ العقيدةِ وتَبحثُ في شؤونِ الآخرةِ ، ودلائلَ القُدرةِ ، والوحدانيَّةِ ، وسَائرَ الأمورِ الغَيبيةِ .
قال البقاعي:
سورة المرسلات وتسمى العرف، مقصودها الدلالة على آخر الإنسان من إثابة الشاكرين بالنعيم، وإصابة الكافرين بعذاب الجحيم، في يوم الفصل بعد جمع الأجساد وإحياء العباد بعد طي هذا الوجود وتغيير العالم المعهود بما له سبحانه من القدرة على إنبات النبات وإنشاء الأقوات وإنزال العلوم وإيساع الفهوم لأحياء الأرواح وإسعاد الأشباح بأسباب خفية وعلل مرئية وغير مرئية، وتطوير الإنسان في أطوار الأسنان، وإيداع الإيمان فيما يرضى من الأبدان، وإيجاد الكفران في أهل الخيبة والخسران، مع اشتراك الكل في أساليب هذا القرآن، الذي عجز الإنس والجان، عن الإتيان بمثل آية منه على كثرتهم وتطاول الزمان، واسمها المرسلات وكذا العرف واضح الدلالة على ذلك لمن تدبر الأقسام، وتذكر ما دلت عليه من معاني الكلام.
و معظم مقصود السّورة:
القَسَم بوقوع القيامة، والخبرُ عن إِهلاك القرون، الماضية، والمِنَّة على الخلائق بإِيجادهم في الابتداء، وإِدخال الأَجانب في النَار، وصعوبة عقوبة الحقِّ إِيّاهم، وأَنواع كرامة المؤمنين في الجنَّة، والشكاية عن الكفَّار بإِعراضهم عن القرآن في قوله: {فَبِأَيِّ حديث بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.


.قال ابن عاشور:
لم ترد لها تسمية صريحة عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن يُضَافَ لفظ سورة إلى جُمْلتها الأولى.
وسُميت في عهد الصحابة {سورةَ والمُرْسَلات عُرْفاً} ففي حديث عبد الله بن مسعود في الصحيحين قال: «بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غارٍ بمنًى إذ نزلت عليه سورة والمرسلات عُرفاً فإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه وإن فاه لَرَطْبٌ بها إذْ خَرجت علينا حية» الحديث.
وفي الصحيح عن ابن عباس قال: قرأت سورة {والمرسلات عرفاً} فسمعتني أم الفضل (امرأةُ العباس) فبكَت وقالت: بُنَيَّ أذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخرُ ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في صلاة المغرب.
وسميت (سورة المرسلات)، روى أبو داود عن ابن مسعود «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ النظائر السورتين في ركعة الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقةُ في ركعة» ثم قال: «وعَم يتساءلون والمرسلات في ركعة» فجعل هذه الألفاظ بدلاً من قوله السورتين وسماها المرسلات بدون واو القَسَم لأن الواو التي في كلامه واو العطف مثل أخواتها في كلامه.
واشتهرت في المصاحف باسم (المرسلات) وكذلك في التفاسير وفي (صحيح البخاري).
وذكر الخفاجي وسعدُ الله الشهير بسعدي في (حاشيتيهما) على البيضاوي أنها تسمى (سورة العُرْف) ولم يسْنداه، ولم يذكرها صاحب (الإِتقان) في عداد السور ذات أكثرَ من اسم.
وفي (الإِتقان) عن (كتاب ابن الضريس) عن ابن عباس في عدّ السور التي نزلت بمكة فذكرها باسم المرسلات. وفيه عن (دلائل النبوة) للبيهقي عن عكرمة والحسن في عدّ السور التي نزلت بمكة فذكرها باسم المرسلات.
وهي مكية عند جمهور المفسرين من السلف، وذلك ظاهر حديث ابن مسعود المذكور آنفاً، وهو يقتضي أنها من أوائل سور القرآن نزولاً لأنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم مختفٍ في غار بمِنى مع بعض أصحابه.
وعن ابن عباس وقتادة: أن آية {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} (المرسلات: 48) مدنية نزلت في المنافقين، ومحمل ذلك أنه تأويل ممن رواه عنه نظراً إلى أن الكفار الصرحاء لا يؤمرون بالصلاة، وليس في ذلك حجة لكون الآية مدنية فإن الضمير في قوله: {وإذا قيل لهم} (المرسلات: 48) وارد على طريقة الضمائر قبله وكلها عائدة إلى الكفار وهم المشركون. ومعنى {قيل لهم اركعوا}: كناية عن أن يقال لهُم: أسْلِموا. ونظيره قوله تعالى: {وقد كانوا يُدْعَون إلى السجود وهم سالمون} (القلم: 43) فهي في المشركين وقوله: {قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله: {وكنّا نكذب بيوم الدين} (المدثر: 43 46).
وعن مقاتل نزلت {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} في شأن وفْد ثقيفٍ حين أسلموا بعد غزوة هوازن وأتَوا المدينة فأمرهم النبي بالصلاة فقالوا: لا نُجَبِّي فإنها مسبَّة علينا. فقال لهم: لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود.
وهذا أيضاً أضعف، وإذا صحّ ذلك فإنما أراد مقاتل أن النبي قرأ عليهم الآية.
وهي السورة الثالثة والثلاثون في عداد ترتيب نزول السور عند جابر بن زيد.
واتفق العادون على عد آيها خمسين.
( يتبع )














 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:43 PM   #262


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي













تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
اشتملت على الاستدلال على وقوع البعث عقب فناء الدنيا ووصف بعض أشراط ذلك.
والاستدلال على إمكان إعادة الخلق بما سبق من خلق الإنسان وخلق الأرض.
ووعيد منكريه بعذاب الآخرة ووصف أهواله.
والتعريض بعذاب لهم في الدنيا كما استُؤصلت أمم مكذبة من قبل. ومقابلة ذلك بجزاء الكرامة للمؤمنين.
وإعادة الدعوة إلى الإِسلام والتصديق بالقرآن لظهور دلائله

قال سيد قطب
هذه السورة حادة الملامح ، عنيفة المشاهد ، شديدة الإيقاع ، كأنها سياط لاذعة من نار. وهي تقف القلب وقفة المحاكمة الرهيبة ، حيث يواجه بسيل من الاستفهامات والاستنكارات والتهديدات ، تنفذ إليه كالسهام المسنونة! وتعرض السورة من مشاهد الدنيا والآخرة ، وحقائق الكون والنفس ، ومناظر الهول والعذاب ما تعرض.
وعقب كل معرض ومشهد تلفح القلب المذنب لفحة كأنها من نار : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ»! ويتكرر هذا التعقيب عشر مرات في السورة. وهو لازمة الإيقاع فيها. وهو أنسب تعقيب لملامحها الحادة ، ومشاهدها العنيفة ، وإيقاعها الشديد.
وهذه اللازمة تذكرنا باللازمة المكررة في سورة «الرحمن» عقب عرض كل نعمة من نعم اللّه على العباد :
«فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟» .. كما تذكرنا باللازمة المكررة في سورة «القمر» عقب كل حلقة من حلقات العذاب : «فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ؟» .. وتكرارها هنا على هذا النحو يعطي السورة سمة خاصة ، وطعما مميزا .. حادا ..



وتتوالى مقاطع السورة وفواصلها قصيرة سريعة عنيفة ، متعددة القوافي. كل مقطع بقافية. ويعود السياق أحيانا إلى بعض القوافي مرة بعد مرة. ويتلقى الحس هذه المقاطع والفواصل والقوافي بلذعها الخاص ، وعنفها الخاص. واحدة إثر واحدة. وما يكاد يفيق من إيقاع حتى يعاجله إيقاع آخر ، بنفس العنف وبنفس الشدة.
ومنذ بداية السورة والجو عاصف ثائر بمشهد الرياح أو الملائكة : «وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً. فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً. وَالنَّاشِراتِ نَشْراً فَالْفارِقاتِ فَرْقاً. فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ، عُذْراً أَوْ نُذْراً» .. وهو افتتاح يلتئم مع جو السورة وظلها تمام الالتئام.
وللقرآن في هذا الباب طريقة خاصة في اختيار اطار للمشاهد في بعض السور من لون هذه المشاهد وقوتها ..
وهذا نموذج منها ، كما اختار إطارا من الضحى والليل إذا سجى لمشاهد الرعاية والحنان والإيواء في «سورة الضحى» وإطارا من العاديات الضابحة الصاخبة المثيرة للغبار لمشاهد بعثرة القبور وتحصيل ما في الصدور في سورة «وَالْعادِياتِ» .. وغيرها كثير
وكل مقطع من مقاطع السورة العشرة بعد هذا المطلع ، يمثل جولة أو رحلة في عالم ، تتحول السورة معه إلى مساحات عريضة من التأملات والمشاعر والخواطر والتأثرات والاستجابات .. أعرض بكثير جدا من مساحة العبارات والكلمات ، وكأنما هذه سهام تشير إلى عوالم شتى! والجولة الأولى تقع في مشاهد يوم الفصل. وهي تصور الانقلابات الكونية الهائلة في السماء والأرض ، وهي الموعد الذي تنتهي إليه الرسل بحسابها مع البشر : «فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ. وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ. وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ. وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ؟ لِيَوْمِ الْفَصْلِ. وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ؟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».
( يتبع )












 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:46 PM   #263


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي















تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
والجولة الثانية مع مصارع الغابرين ، وما تشير إليه من سنن اللّه في المكذبين : «أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ؟ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ؟ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة الثالثة مع النشأة الأولى وما توحي به من تقدير وتدبير : «أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ؟ فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ؟ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ؟ فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة الرابعة في الأرض التي تضم أبناءها إليها أحياء وأمواتا ، وقد جهزت لهم بالاستقرار والماء المحيي :
«أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً؟ أَحْياءً وَأَمْواتاً ، وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً؟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة الخامسة مع المكذبين وما يلقونه يوم الفصل من عذاب وتأنيب : «انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ! لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ. إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».
والجولة السادسة والسابعة استطراد مع موقف المكذبين ، ومزيد من التأنيب والترذيل : «هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ ، وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ! هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ. فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة الثامنة مع المتقين ، وما أعد لهم من نعيم : «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ، وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة التاسعة خطفة سريعة مع المكذبين في موقف التأنيب : «كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
والجولة العاشرة خطفة سريعة مع المكذبين في موقف التكذيب : «وَإِذا قِيلَ لَهُمُ : ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».
والخاتمة بعد هذه الجولات والاستعراضات والوخزات والإيقاعات : «فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ؟» ..


وهكذا يمضي القلب مع سياق السورة السريع ، وكأنه يلهث مع إيقاعها وصورها ومشاهدها. فأما الحقائق الموضوعية في السورة فقد تكرر ورودها في سور القرآن - والمكية منها بوجه خاص - ولكن الحقائق القرآنية تعرض من جوانب متعددة ، وفي أضواء متعددة ، وبطعوم ومذاقات متعددة ، وفق الحالات النفسية التي تواجهها ، ووفق مداخل القلوب وأحوال النفوس التي يعلمها منزل هذا القرآن على رسوله ، فتبدو في كل حالة جديدة ، لأنها تستجيش في النفس استجابات جديدة.
وفي هذه السورة جدة في مشاهد جهنم. وجدة في مواجهة المكذبين بهذه المشاهد. كما أن هناك جدة في أسلوب العرض والخطاب كله. ومن ثم تبرز شخصية خاصة للسورة. حادة الملامح. لاذعة المذاق. لاهثة الإيقاع! والآن نستعرض السورة في سياقها القرآني بالتفصيل :
«وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً. فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً. وَالنَّاشِراتِ نَشْراً. فَالْفارِقاتِ فَرْقاً. فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً : عُذْراً أَوْ نُذْراً .. إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ» ..
القضية قضية القيامة التي كان يعسر على المشركين تصور وقوعها والتي أكدها لهم القرآن الكريم بشتى المؤكدات في مواضع منه شتى. وكانت عنايته بتقرير هذه القضية في عقولهم ، وإقرار حقيقتها في قلوبهم مسألة ضرورة لا بد منها لبناء العقيدة في نفوسهم على أصولها ، ثم لتصحيح موازين القيم في حياتهم جميعا.
فالاعتقاد باليوم الآخر هو حجر الأساس في العقيدة السماوية ، كما أنه حجر الأساس في تصور الحياة الإنسانية. وإليه مرد كل شيء في هذه الحياة ، وتصحيح الموازين والقيم في كل شأن من شؤونها جميعا ..
ومن ثم اقتضت هذا الجهد الطويل الثابت لتقريرها في القلوب والعقول.


واللّه سبحانه يقسم في مطلع هذه السورة على أن هذا الوعد بالآخرة واقع. وصيغة القسم توحي ابتداء بأن ما يقسم اللّه به هو من مجاهيل الغيب ، وقواه المكنونة ، المؤثرة في هذا الكون وفي حياة البشر. وقد اختلف السلف في حقيقة مدلولها. فقال بعضهم : هي الرياح إطلاقا. وقال بعضهم هي الملائكة إطلاقا. وقال بعضهم :
إن بعضها يعني الرياح وبعضها يعني الملائكة .. مما يدل على غموض هذه الألفاظ ومدلولاتها. وهذا الغموض هو أنسب شيء للقسم بها على الأمر الغيبي المكنون في علم اللّه. وأنه واقع كما أن هذه المدلولات المغيبة واقعة ومؤثرة في حياة البشر.
«وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً» .. عن أبي هريرة أنها الملائكة. وروي مثل هذا عن مسروق وأبي الضحى ومجاهد في إحدى الروايات ، والسدي والربيع بن أنس ، وأبي صالح في رواية (و المعنى حينئذ هو القسم بالملائكة المرسلة أرسالا متوالية ، كأنها عرف الفرس في إرسالها وتتابعها).
وهكذا قال أبو صالح في العاصفات والناشرات والفارقات والملقيات .. إنها الملائكة.
وروي عن ابن مسعود .. المرسلات عرفا. قال : الريح. (و المعنى على هذا أنها المرسلة متوالية كعرف الفرس في امتدادها وتتابعها) وكذا قال في العاصفات عصفا والناشرات نشرا. وكذلك قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو صالح في رواية.
وتوقف ابن جرير في المرسلات عرفا هل هي الملائكة أو الرياح. وقطع بأن العاصفات هي الرياح. وكذلك الناشرات التي تنشر السحاب في آفاق السماء.
( يتبع )










 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:49 PM   #264


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي















تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
وعن ابن مسعود : «فَالْفارِقاتِ فَرْقاً فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً ، عُذْراً أَوْ نُذْراً» يعني الملائكة. وكذا قال : ابن عباس ومسروق ومجاهد وقتادة والربيع بن أنس والسدي والثوري بلا خلاف. فإنها تنزل بأمر اللّه على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل. وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق وإنذار.
ونحن نلمح أن التهويل بالتجهيل ملحوظ في هذه الأمور المقسم بها كالشأن في الذاريات ذروا. وفي النازعات غرقا .. وأن هذا الخلاف في شأنها دليل على إبهامها. وأن هذا الإبهام عنصر أصيل فيها في موضعها هذا.
وأن الإيحاء المجمل في التلويح بها هو أظهر شيء في هذا المقام. وأنها هي بذاتها تحدث هزة شعورية بإيحاء جرسها وتتابع إيقاعها ، والظلال المباشرة التي تلقيها. وهذه الانتفاضة والهزة اللتان تحدثهما في النفس هما أليق شيء بموضوع السورة واتجاهها .. وكل مقطع من مقاطع السورة بعد ذلك هو هزة ، كالذي يمسك بخناق أحد فيهزه هزا ، وهو يستجوبه عن ذنب ، أو عن آية ظاهرة ينكرها ، ثم يطلقه على الوعيد والتهديد : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..


بعد ذلك تجيء الهزة العنيفة بمشاهد الكون المتقلبة في يوم الفصل الذي هو الموعد المضروب للرسل لعرض حصيلة الرسالة في البشرية جميعا :
«فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ ، وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ ، وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ ، وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ؟ لِيَوْمِ الْفَصْلِ. وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ؟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..
يوم تطمس النجوم فيذهب نورها ، وتفرج السماء أي تشق ، وتنسف الجبال فهي هباء .. وقد وردت مشاهد هذا الانقلاب الكوني في سور شتى من القرآن. وكلها توحي بانفراط عقد هذا الكون المنظور ، انفراطا مصحوبا بقرقعة ودوي وانفجارات هائلة ، لا عهد للناس بها فيما يرونه من الأحداث الصغيرة التي يستهولونها ويروعون بها من أمثال الزلازل والبراكين والصواعق .. وما إليها .. فهذه أشبه شي ء - حين تقاس بأهوال يوم الفصل - بلعب الأطفال التي يفرقعونها في الأعياد ، حين تقاس إلى القنابل الذرية والهيدروجينية! وليس هذا سوى مثل للتقريب. وإلا فالهول الذي ينشأ من تفجر هذا الكون وتناثره على هذا النحو أكبر من التصور البشري على الإطلاق! وإلى جانب هذا الهول في مشاهد الكون ، تعرض السورة أمرا عظيما آخر مؤجلا إلى هذا اليوم .. فهو موعد الرسل لغرض حصيلة الدعوة. دعوة اللّه في الأرض طوال الأجيال .. فالرسل قد أقتت لهذا اليوم وضرب لها الموعد هناك ، لتقديم الحساب الختامي عن ذلك الأمر العظيم الذي يرجح السماوات والأرض والجبال.
للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم اللّه فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة التي تنتهي إليها الأجيال والقرون ..
وفي التعبير تهويل لهذا الأمر العظيم ، يوحي بضخامة حقيقته حتى لتتجاوز مدى الإدراك :
«وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ. لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ؟ لِيَوْمِ الْفَصْلِ. وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ؟» ..
وظاهر من أسلوب التعبير أنه يتحدث عن أمر هائل جليل. فإذا وصل هذا الإيقاع إلى الحس بروعته وهوله ، الذي يرجح هول النجوم المطموسة والسماء المشقوقة والجبال المنسوفة. ألقى بالإيقاع الرعيب ، والإنذار المخيف :
«وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
وهذا الإنذار من العزيز الجبار ، في مواجهة الهول السائد في الكون ، والجلال الماثل في مجلس الفصل بمحضر الرسل ، وهم يقدمون الحساب الأخير في الموعد المضروب لهم .. هذا الإنذار في هذا الأوان له طعمه وله وزنه وله وقعه المزلزل الرهيب ..


ويعود بهم من هذه الجولة في أهوال يوم الفصل ، إلى جولة في مصارع الغابرين : الأولين والآخرين ..
«أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ؟ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ؟ كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».
هكذا في ضربة واحدة تتكشف مصارع الأولين وهم حشود. وفي ضربة واحدة تتكشف مصارع الآخرين وهم حشود. وعلى مد البصر تتبدى المصارع والأشلاء. وأمامها ينطلق الوعيد ناطقا بسنة اللّه في الوجود :
«كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ»! فهي السنة الماضية التي لا تحيد .. وبينما المجرمون يتوقعون مصرعا كمصارع الأولين والآخرين ، يجيء الدعاء بالهلاك ، ويجيء الوعيد بالثبور : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..
ومن الجولة في المصارع والأشلاء ، إلى جولة في الإنشاء والإحياء ، مع التقدير والتدبير ، للصغير وللكبير :
«أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ؟ فَجَعَلْناهُ فِي قَرارٍ مَكِينٍ؟ إِلى قَدَرٍ مَعْلُومٍ؟ فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..
وهي رحلة مع النشأة الجنينية طويلة عجيبة ، يجملها هنا في لمسات معدودة. ماء مهين. يودع في قرار الرحم المكين. إلى قدر معلوم وأجل مرسوم. وأمام التقدير الواضح في تلك النشأة ومراحلها الدقيقة يجيء التعقيب الموحي بالحكمة العليا التي تتولى كل شيء بقدره في إحكام مبارك جميل : «فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ» وأمام التقدير الذي لا يفلت منه شيء يجيء الوعيد المعهود : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..
( يتبع )










 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:53 PM   #265


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي

















تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
ثم جولة في هذه الأرض ، وتقدير اللّه فيها لحياة البشر ، وإيداعها الخصائص المسيرة لهذه الحياة :
«أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً؟ أَحْياءً وَأَمْواتاً؟ وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وَأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً؟ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ» ..
ألم نجعل الأرض كفاتا تحتضن بنيها أحياء وأمواتا. «وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ» ثابتات سامقات ، تتجمع على قممها السحب ، وتنحدر عنها مساقط الماء العذب. أفيكون هذا إلا عن قدرة وتقدير ، وحكمة وتدبير؟ أفبعد هذا يكذب المكذبون؟ : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
وعندئذ - بعد عرض تلك المشاهد ، وامتلاء الحس بالتأثرات التي تسكبها في المشاعر - ينتقل السياق فجأة إلى موقف الحساب والجزاء. فنسمع الأمر الرهيب للمجرمين المكذبين ، ليأخذوا طريقهم إلى العذاب الذي كانوا به يكذبون ، في تأنيب مرير وإيلام عسير :
«انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ. انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ. لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ. إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
اذهبوا طلقاء بعد الارتهان والاحتباس في يوم الفصل الطويل. ولكن إلى أين؟ إنه انطلاق خير منه الارتهان ..
«انْطَلِقُوا إِلى ما كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ» .. فها هو ذا أمامكم حاضر مشهود. «انْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ» ..
إنه ظل لدخان جهنم تمتد ألسنته في ثلاث شعب. ولكنه ظل خير منه الوهج : «لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ» ..
إنه ظل خانق حار لافح. وتسميته بالظل ليست إلا امتدادا للتهكم ، وتمنية بالظل تتكشف عن حر جهنم! انطلقوا. وإنكم لتعرفون إلى أين! وتعرفونها هذه التي تنطلقون إليها. فلا حاجة إلى ذكر اسمها ..
« إِنَّها تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ. كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ» .. فالشرر يتتابع في حجم البيت من الحجر. (و قد كان العرب يطلقون كلمة القصر على كل بيت من حجر وليس من الضروري أن يكون في ضخامة ما نعهد الآن من قصور) فإذا تتابع بدا كأنه جمال صفر ترتع هنا وهناك! هذا هو الشرر فكيف بالنار التي ينطلق منها الشرر؟! وفي اللحظة التي يستغرق فيها الحس بهذا الهول ، يجيء التعقيب المعهود : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».
ثم يأخذ في استكمال المشهد بعد عرض الهول المادي في صورة جهنم ، بعرض الهول النفسي الذي يفرض الصمت والكظم ..

«هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ. وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ» ..
فالهول هنا يكمن في الصمت الرهيب ، والكبت الرعيب ، والخشوع المهيب ، الذي لا يتخلله كلام ولا اعتذار. فقد انقضى وقت الجدل ومضى وقت الاعتذار : «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ»! .. وفي مشاهد أخرى يذكر حسرتهم وندامتهم وحلفهم ومعاذيرهم .. واليوم طويل يكون فيه هذا ويكون فيه ذاك - على ما قال ابن عباس رضي اللّه عنهما - ولكنه هنا يثبت هذه اللقطة الصامتة الرهيبة ، لمناسبة في الموقف وظل في السياق.
«هذا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْناكُمْ وَالْأَوَّلِينَ. فَإِنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
هذا يوم الفصل لا يوم الاعتذار. وقد جمعناكم والأولين أجمعين. فإن كان لكم تدبير فدبروه ، وإن كان لكم قدرة على شيء فافعلوه! ولا تدبير ولا قدرة. إنما هو الصمت الكظيم ، على التأنيب الأليم .. «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
فإذا انتهى مشهد التأنيب للمجرمين ، اتجه الخطاب بالتكريم للمتقين :
« إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلالٍ وَعُيُونٍ ، وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ. كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
إن المتقين في ظلال .. ظلال حقيقية في هذه المرة! لا ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب! وفي عيون من ماء لا في دخان خانق يبعث الظمأ الحرور : «وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ» .. وهم يتلقون فوق هذا النعيم الحسي التكريم العلوي على مرأى ومسمع من الجموع : «كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ. إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» ويا لطف هذا التكريم من العلي العظيم «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» .. يقابل هذا النعيم والتكريم! وهنا تعرض في خطفة سريعة رقعة الحياة الدنيا التي طويت في السياق. فإذا نحن في الأرض مرة أخرى.
وإذا التبكيت والترذيل يوجهان للمجرمين! «كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
وهكذا تختلط الدنيا بالآخرة في فقرتين متواليتين ، وفي مشهدين معروضين كأنهما حاضران في أوان ، وإن كانت تفرق بينهما أزمان وأزمان. فبينما كان الخطاب موجها للمتقين في الآخرة ، إذا هو موجه للمجرمين في الدنيا. وكأنما ليقال لهم : اشهدوا الفارق بين الموقفين .. وكلوا وتمتعوا قليلا في هذه الدار ، لتحرموا وتعذبوا طويلا في تلك الدار .. «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!».

ثم يتحدث معجبا من أمر القوم وهم يدعون إلى الهدى فلا يستجيبون :
«وَإِذا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ. وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ!» ..
مع أنهم يبصرون هذا التبصير ، وينذرون هذا النذير ..
«فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ؟» ..
والذي لا يؤمن بهذا الحديث الذي يهز الرواسي ، وبهذه الهزات التي تزلزل الجبال ، لا يؤمن بحديث بعده أبدا. إنما هو الشقاء والتعاسة والمصير البائس ، والويل المدخر لهذا الشقي المتعوس! إن السورة بذاتها ، ببنائها التعبيري ، وإيقاعها الموسيقي ، ومشاهدها العنيفة ، ولذعها الحاد .. إنها بذاتها حملة لا يثبت لها قلب ، ولا يتماسك لها كيان.
فسبحان الذي نزل القرآن ، وأودعه هذا السلطان
( يتبع )









 

رد مع اقتباس
قديم 17-02-2021, 05:56 PM   #266


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM)
 المشاركات : 873,030 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
افتراضي















تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
قال الصابوني:
* سورة المرسلات مكية، وهي كسائر السور المكية تعالج أمور العقيدة، وتبحث عن شؤون الآخرة، ودلائل القدرة والوحدانية، وسائر الأمور الغيبية.
* ابتدات السورة الكريمة بالقسم بأنواع الملائكة، المكلفين بتدبير شؤون الكون، على أن القيامة حق، وأن العذاب والهلاك واقع على الكافرين {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع} الآيات.
* ثم تحدثت عن وقت ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون {فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسف وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل}.
* وتناولت السورة بعد ذلك دلائل قدرة الله الباهرة، على إعادة الإنسان بعد الموت، وإحيائه بعد الفناء {ويل يومئذ للمكذبين ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الأخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين} الآيات.
* ثم تحدثت عن مآل المجرمين في الآخرة، وما يلقون فيه من نكال وعقاب {ويل يومئذ للمكذبين انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر}. الآيات.
* وبعد الحديث عن المجرمين، تحدثت السورة عن المؤمنين المتقين، وذكرت ما أعده الله تعالى لهم من أنواع النعيم والإكرام {إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان سبب امتناع الكفار، عن عبادة الله الواحد القهار، وهو الطغيان والإجرام {ويل يومئذ للمكذبين كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده يؤمنون} وإنه لوعيد وتهديد شديد، ترتجف له القلوب، وتفزع منه الألباب!.


قال محمد الغزالي:
{والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا}. هذه الجمل كلها في وصف الريح التي تنبئنا النشرات الجوية عن مصادر هبوبها وتحديد وجهاتها، وصدر السورة هنا يشبه صدر سورة الذاريات. والهواء أساس الحياة البشرية سواء وقف ساكنا أو هب عليلا أو اشتد عاصفا.. وقد تساءلت كثيرا عن الهواء الذي يملأ رئتى زفيرا وشهيقا: هل يبقى في القاهرة، أم يتنقل ريحا بين شرق الدنيا وغربها، ويمر في حركته الدائمة بصدور أخرى؟ إننى موقن بأنى أشرب الشاى من شرقى آسيا وأشرب ماء النيل من أعماق المحيط الهندى، وعندما أتأمل في نعماء الله أشعر بأن الكون كله يشترك في خدمتى، ولكن {قتل الإنسان ما أكفره}. عندما يهدأ الجو نشعر بالهواء لطيفا، وعندما يثور في بعض الأقطار نراه يقصف الأشجار ويقذف بالسيارات من مكان لآخر، وهو يبعثر السحب هنا وهناك ويفرقها لتهمى بالغيث حيث شاء الله.. ونتدبر قوله تعالى: {فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا}. الذكر هنا هو القرآن الكريم، والرياح هي الوسط الناقل للأمواج الصوتية، وسامعو الوحى بين منتفع به وصاد عنه، إنه عذر للمهتدين ونذير للضالين. ونشير هنا إلى أن جمهور المفسرين يظن الآيتين الأخيرتين وصفا للملائكة، وقد لجأ إلى تقطيع المعنى على هذا النحو لأنه لم يكن يدرى أن الهواء هو الوسط الناقل للأصوات، مع أن ذلك أصبح من الحقائق المدروسة في علم (الفيزياء) الطبيعة. وقد أقسم الله بالرياح ونعوتها المتعاطفة على أن البعث حق وأن جزاء الكفر والإيمان لاشك فيه، ثم ذكر صفات اليوم الأخير للعالم قائلا: {فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل}؟
إن هذا الكون المحبوك سيهى نظامه ويتمزق شمله، وتبدأ إعادة تشكيله من جديد على نحو آخر. في أيام الدنيا. كان الأسافل يرتفعون والأنبياء يهانون ويزعجون، أما في الآخرة فلا تكذيب لصادق ولا تكريم لكذوب. ونلحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذبين}. لقد تكررت عشر مرات، أحيانا تجيء بعد نذير إلهى، أو بعد آية كونية أو بعد مرحلة تاريخية أو بعد نصيحة إنسانية. وقد بدأ إيراد لآية بعد تهديد للمكذبين وتذكير بما لحقهم في الدنيا من نكال، إن ما أصاب الأولين لن يفوت الآخرين! ثم يجيء هذا الاستفهام التقريرى عن الخالق الكبير. إنه سبحانه الذي أنشأنا من عدم نسبى أو من عدم مطلق! كيف بدأت هذه النشأة؟ إنها لم تبدأ في طريق مفروش بالورد تحفه المعادن النفيسة! إنها بدأت من ماء مهين يمشى مع الفضلات البشرية في مجارى واحدة!! {ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم}. في هذا المستقر يتكون البشر، العبقرى منهم والبليد، ويولد إنسان عجيب المواهب رائع التقويم. من أشرف على إبداعه؟ إن آله الأقربين يرقبون ما يحدث وحسب! ولذلك يقول الله {فقدرنا فنعم القادرون}. أجل نعم المقدر، وفى الصافات يقول المولى عن نفسه {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون}. أجل نعم المجيب. إن هذا المديح للذات الأقدس بداية إحصاء لأمجاد إلهية لا تنتهى يستحضرها المسلم في الصلوات المكتوبة وهو يصيح بتكبير الله قائما قاعدا راكعا ساجدا.. ثم يقول الله جل شأنه: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا}. الكفت الضم والجمع. والآيات تشير إلى الجاذبية الأرضية التي تربط الأحياء والأموات بالأرض، وتلصق كل شيء بها لا تسمح له بفكاك! إن غزاة الجو- وهم في الطريق إلى القمر- نظروا إلى الأرض وهم على بعد مئات الأميال منها، ثم تساءلوا من يمسكها في مكانها؟ وأتساءل معهم من يمسك الماء على سطحها، وهو أربعة أخماس الكرة؟ لماذا لم ينسكب في الجو؟ لأن الله جعل الأرض كفاتا تجذب كل قطرة إليها! أي لطافة سارية في طباق البر والبحر تقوم بهذا الصنيع الباهر؟ {وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا}. ثم تنتقل السورة إلى مشاهد الجزاء الأخروى، وتصف عقبى المؤمنين والكافرين، وجموع الخلائق الذين سكنوا الأرض خلفا من بعد سلف {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين}. وأى كيد ينتظر منهم؟ لقد بهتهم الحق وبغتتهم الساعة فلا تسمع إلا همسا. وتختم السورة الكريمة بهذه الآية {فبأي حديث بعده يؤمنون}؟ هل هناك كلام أهدى من هذا الكلام؟ هل هناك تعريف بالله وحقوقه أفضل من هذا التعريف؟ هل سمعنا بشرا نقل عن الله أصدق من هذا البلاغ؟ إن محمدا بهذا الكتاب الذي قرأه علينا أنصف الحقيقة، ودحض الشبهات وزلزل الباطل: {فبأي حديث بعده يؤمنون}.


الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
سورة المرسلات فِيهَا حديثان:
الحديث الأول:
رُوِيَ فِي قوله تعالى: {وَإِذا قيل لَهُم ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} أَنَّهَا نزلت فِي ثَقِيف حِين أَمرهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ فَقالوا لَا نجبى فَإِنَّهَا مسَبَّة علينا فَقال عليه السلام: «لَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع وَلَا سُجُود».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِنَقص أخرجه فِي كتاب الْخراج من حديث الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ «أَن وَفد ثَقِيف لما قدمُوا عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنزلهم النَّبِي الْمَسْجِد ليَكُون أرق لقُلُوبهمْ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِم أَلا يحْشرُوا وَلَا يعشرُوا وَلَا يجبوا فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لكم أَلا تُحشرُوا وَلَا تعشرُوا وَلَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع».انتهى.
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه.
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة أبي دَاوُد وَقال لَا يعرف لِلْحسنِ سَماع من عُثْمَان وَلَيْسَ طَرِيق الحديث بِقَوي انتهى.
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.
الحديث الثَّانِي:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال «من قرأ والمرسلات كتب لَهُ انه لَيْسَ من الْمُشْركين».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مرفوعا... فَذكره، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان، وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.


فضل السّورة:
فيه حديثان ضعيفان: «مَنْ قرأها كُتب له أَنَّه ليس من المشركين».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها أَظلَّه الله في ظلّ عرشه مع الصّدّيقين والشُّهداءِ، وكَتَبَ الله له بكلّ آية قرأها أَلفَ حسنة».


( يتبع – سورة النبأ )










 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
التعريف , الصور , النزول , القرآن , الكريم , بصور , ومحاور , وأسباب , ومقاصد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
معلومات قرآنية البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 29-11-2020 01:14 PM
ختم القرآن من الأعمال الجليلة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 06-07-2020 06:12 PM
معجزة الإسلام الخالدة البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 18 05-03-2020 09:14 PM
تعرف على القرآن الكريم 2 تيماء (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 24 29-12-2018 10:05 PM
أسرار التكرار في القرآن الكريم ميارا (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 11 13-02-2013 11:33 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010