17-02-2021, 05:56 PM
|
#266 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 5942 | تاريخ التسجيل : 16 - 3 - 2015 | أخر زيارة : 26-12-2024 (03:48 PM) | المشاركات : 873,030 [
+
] | التقييم : 2147483647 | الدولهـ | الجنس ~ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkorange | شكراً: 0
تم شكره 7 مرة في 7 مشاركة
| تابع – سورة المرسلات
محور مواضيع السورة
قال الصابوني:
* سورة المرسلات مكية، وهي كسائر السور المكية تعالج أمور العقيدة، وتبحث عن شؤون الآخرة، ودلائل القدرة والوحدانية، وسائر الأمور الغيبية.
* ابتدات السورة الكريمة بالقسم بأنواع الملائكة، المكلفين بتدبير شؤون الكون، على أن القيامة حق، وأن العذاب والهلاك واقع على الكافرين {والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا إنما توعدون لواقع} الآيات.
* ثم تحدثت عن وقت ذلك العذاب الذي وعد به المجرمون {فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسف وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل}.
* وتناولت السورة بعد ذلك دلائل قدرة الله الباهرة، على إعادة الإنسان بعد الموت، وإحيائه بعد الفناء {ويل يومئذ للمكذبين ألم نهلك الأولين ثم نتبعهم الأخرين كذلك نفعل بالمجرمين ويل يومئذ للمكذبين ألم نخلقكم من ماء مهين} الآيات.
* ثم تحدثت عن مآل المجرمين في الآخرة، وما يلقون فيه من نكال وعقاب {ويل يومئذ للمكذبين انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب لا ظليل ولا يغني من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالت صفر}. الآيات.
* وبعد الحديث عن المجرمين، تحدثت السورة عن المؤمنين المتقين، وذكرت ما أعده الله تعالى لهم من أنواع النعيم والإكرام {إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون إنا كذلك نجزي المحسنين} الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان سبب امتناع الكفار، عن عبادة الله الواحد القهار، وهو الطغيان والإجرام {ويل يومئذ للمكذبين كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ويل يومئذ للمكذبين وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ويل يومئذ للمكذبين فبأي حديث بعده يؤمنون} وإنه لوعيد وتهديد شديد، ترتجف له القلوب، وتفزع منه الألباب!.
قال محمد الغزالي:
{والمرسلات عرفا فالعاصفات عصفا والناشرات نشرا فالفارقات فرقا فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا}. هذه الجمل كلها في وصف الريح التي تنبئنا النشرات الجوية عن مصادر هبوبها وتحديد وجهاتها، وصدر السورة هنا يشبه صدر سورة الذاريات. والهواء أساس الحياة البشرية سواء وقف ساكنا أو هب عليلا أو اشتد عاصفا.. وقد تساءلت كثيرا عن الهواء الذي يملأ رئتى زفيرا وشهيقا: هل يبقى في القاهرة، أم يتنقل ريحا بين شرق الدنيا وغربها، ويمر في حركته الدائمة بصدور أخرى؟ إننى موقن بأنى أشرب الشاى من شرقى آسيا وأشرب ماء النيل من أعماق المحيط الهندى، وعندما أتأمل في نعماء الله أشعر بأن الكون كله يشترك في خدمتى، ولكن {قتل الإنسان ما أكفره}. عندما يهدأ الجو نشعر بالهواء لطيفا، وعندما يثور في بعض الأقطار نراه يقصف الأشجار ويقذف بالسيارات من مكان لآخر، وهو يبعثر السحب هنا وهناك ويفرقها لتهمى بالغيث حيث شاء الله.. ونتدبر قوله تعالى: {فالملقيات ذكرا عذرا أو نذرا}. الذكر هنا هو القرآن الكريم، والرياح هي الوسط الناقل للأمواج الصوتية، وسامعو الوحى بين منتفع به وصاد عنه، إنه عذر للمهتدين ونذير للضالين. ونشير هنا إلى أن جمهور المفسرين يظن الآيتين الأخيرتين وصفا للملائكة، وقد لجأ إلى تقطيع المعنى على هذا النحو لأنه لم يكن يدرى أن الهواء هو الوسط الناقل للأصوات، مع أن ذلك أصبح من الحقائق المدروسة في علم (الفيزياء) الطبيعة. وقد أقسم الله بالرياح ونعوتها المتعاطفة على أن البعث حق وأن جزاء الكفر والإيمان لاشك فيه، ثم ذكر صفات اليوم الأخير للعالم قائلا: {فإذا النجوم طمست وإذا السماء فرجت وإذا الجبال نسفت وإذا الرسل أقتت لأي يوم أجلت ليوم الفصل وما أدراك ما يوم الفصل}؟
إن هذا الكون المحبوك سيهى نظامه ويتمزق شمله، وتبدأ إعادة تشكيله من جديد على نحو آخر. في أيام الدنيا. كان الأسافل يرتفعون والأنبياء يهانون ويزعجون، أما في الآخرة فلا تكذيب لصادق ولا تكريم لكذوب. ونلحظ في هذه السورة تكرار قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذبين}. لقد تكررت عشر مرات، أحيانا تجيء بعد نذير إلهى، أو بعد آية كونية أو بعد مرحلة تاريخية أو بعد نصيحة إنسانية. وقد بدأ إيراد لآية بعد تهديد للمكذبين وتذكير بما لحقهم في الدنيا من نكال، إن ما أصاب الأولين لن يفوت الآخرين! ثم يجيء هذا الاستفهام التقريرى عن الخالق الكبير. إنه سبحانه الذي أنشأنا من عدم نسبى أو من عدم مطلق! كيف بدأت هذه النشأة؟ إنها لم تبدأ في طريق مفروش بالورد تحفه المعادن النفيسة! إنها بدأت من ماء مهين يمشى مع الفضلات البشرية في مجارى واحدة!! {ألم نخلقكم من ماء مهين فجعلناه في قرار مكين إلى قدر معلوم}. في هذا المستقر يتكون البشر، العبقرى منهم والبليد، ويولد إنسان عجيب المواهب رائع التقويم. من أشرف على إبداعه؟ إن آله الأقربين يرقبون ما يحدث وحسب! ولذلك يقول الله {فقدرنا فنعم القادرون}. أجل نعم المقدر، وفى الصافات يقول المولى عن نفسه {ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون}. أجل نعم المجيب. إن هذا المديح للذات الأقدس بداية إحصاء لأمجاد إلهية لا تنتهى يستحضرها المسلم في الصلوات المكتوبة وهو يصيح بتكبير الله قائما قاعدا راكعا ساجدا.. ثم يقول الله جل شأنه: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا}. الكفت الضم والجمع. والآيات تشير إلى الجاذبية الأرضية التي تربط الأحياء والأموات بالأرض، وتلصق كل شيء بها لا تسمح له بفكاك! إن غزاة الجو- وهم في الطريق إلى القمر- نظروا إلى الأرض وهم على بعد مئات الأميال منها، ثم تساءلوا من يمسكها في مكانها؟ وأتساءل معهم من يمسك الماء على سطحها، وهو أربعة أخماس الكرة؟ لماذا لم ينسكب في الجو؟ لأن الله جعل الأرض كفاتا تجذب كل قطرة إليها! أي لطافة سارية في طباق البر والبحر تقوم بهذا الصنيع الباهر؟ {وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا}. ثم تنتقل السورة إلى مشاهد الجزاء الأخروى، وتصف عقبى المؤمنين والكافرين، وجموع الخلائق الذين سكنوا الأرض خلفا من بعد سلف {هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين فإن كان لكم كيد فكيدون ويل يومئذ للمكذبين}. وأى كيد ينتظر منهم؟ لقد بهتهم الحق وبغتتهم الساعة فلا تسمع إلا همسا. وتختم السورة الكريمة بهذه الآية {فبأي حديث بعده يؤمنون}؟ هل هناك كلام أهدى من هذا الكلام؟ هل هناك تعريف بالله وحقوقه أفضل من هذا التعريف؟ هل سمعنا بشرا نقل عن الله أصدق من هذا البلاغ؟ إن محمدا بهذا الكتاب الذي قرأه علينا أنصف الحقيقة، ودحض الشبهات وزلزل الباطل: {فبأي حديث بعده يؤمنون}.
الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:
سورة المرسلات فِيهَا حديثان:
الحديث الأول:
رُوِيَ فِي قوله تعالى: {وَإِذا قيل لَهُم ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ} أَنَّهَا نزلت فِي ثَقِيف حِين أَمرهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ فَقالوا لَا نجبى فَإِنَّهَا مسَبَّة علينا فَقال عليه السلام: «لَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع وَلَا سُجُود».
قلت رَوَاهُ أَبُو دَاوُد فِي سنَنه بِنَقص أخرجه فِي كتاب الْخراج من حديث الْحسن الْبَصْرِيّ عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ «أَن وَفد ثَقِيف لما قدمُوا عَلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم أنزلهم النَّبِي الْمَسْجِد ليَكُون أرق لقُلُوبهمْ فَاشْتَرَطُوا عَلَيْهِم أَلا يحْشرُوا وَلَا يعشرُوا وَلَا يجبوا فَقال رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لكم أَلا تُحشرُوا وَلَا تعشرُوا وَلَا خير فِي دين لَيْسَ فِيهِ رُكُوع».انتهى.
وَرَوَاهُ احْمَد وَابْن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مسانيدهم وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُعْجَمه.
وَذكره عبد الْحق فِي أَحْكَامه من جِهَة أبي دَاوُد وَقال لَا يعرف لِلْحسنِ سَماع من عُثْمَان وَلَيْسَ طَرِيق الحديث بِقَوي انتهى.
وَذكره الثَّعْلَبِيّ عَن مقَاتل بِلَفْظ المُصَنّف سَوَاء.
الحديث الثَّانِي:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قال «من قرأ والمرسلات كتب لَهُ انه لَيْسَ من الْمُشْركين».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث مُحَمَّد بن عمرَان بن عبد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى ثني أبي عَن مجَالد بن عبد الْوَاحِد عَن عَلّي بن زيد عَن زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب مرفوعا... فَذكره، وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان، وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس.
فضل السّورة:
فيه حديثان ضعيفان: «مَنْ قرأها كُتب له أَنَّه ليس من المشركين».
وحديث علي: «يا علي مَنْ قرأها أَظلَّه الله في ظلّ عرشه مع الصّدّيقين والشُّهداءِ، وكَتَبَ الله له بكلّ آية قرأها أَلفَ حسنة».
( يتبع – سورة النبأ ) |
|
|
|
| |