الإهداءات | |
( همســـــات العام ) خاص بالمواضيع العامه |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
18-02-2019, 06:01 AM | #204 |
| من الصحابة عبد الله بن سلام بن الحارث رضى الله تعالى عنه نسبه : عبد الله بن سلام هو ابن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري حبر اليهود ، يكنى أبا يوسف وهو من ولد يوسف بن يعقوب عليهما الصلاة والسلام كان حليفًا للأنصار . يقال كان حليفًا للقواقلة من بني عوف بن الخزرج . وكان اسمه في الجاهلية الحصين فلما أسلم سماه رسول الله عبد الله . وهو من ذرية يوسف النبي ، وجزم بذلك الطبري وابن سعد ، وأخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه ، عن أبي اليمان ، عن شعيب ، عن عبد العزيز قال : كان اسم عبد الله بن سلام الحصين ، فسماه النبي عبد الله . أسلم عبد الله بن سلام أول ما قدم النبي المدينة . حال عبد الله بن سلام في الجاهلية : كان عبد الله بن سلام حبرًا من أحبار اليهود الكبار في المدينة المنورة ، وكان أهل المدينة على اختلاف مللهم ونحلهم يُجلُّونه ويعظِّمونه ، وقد اقتنع بالإسلام وأسلم ، ونزل فيه قول الله تعالى : { وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } [ الأحقاف:10] , والآية الكريمة : { قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد:43] . قصة إسلام عبد الله بن سلام : يروي عبد اللـه بن سلام قصة إسلامه فيقول : لمّا سمعت رسـول اللـه عرفت صفتَهُ واسمَهُ وزمانه وهيئته ، والذي كنّا نتوكّف -نتوقع - له ، فكنت مُسِرًّا لذلك صامتًا عليه حتى قدم رسـول اللـهالمدينة، فلمّا قَدِمَ نزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فأقبل رجل حتى أخبر بقدومه ، وأنا في رأس نخلة لي أعمل فيها ، وعمّتي خالدة بنت الحارث تحتي جالسة، فلمّا سمعتُ الخبر بقدوم رسـول اللـه كبّرت ، فقالت لي عمّتي حين سمعت تكبيري : (لو كنتَ سمعت بموسى بن عمران قادمًا ما زدت ! ؟ ) , قُلتُ لها : (أيْ عمّة ، هو واللـه أخـو موسـى بن عمران وعلى دينـه ، بُعِـثَ بما بُعِثَ به ) , فقالت لي : (أيْ ابن أخ، أهو النبي الذي كُنّا نُخبَرُ به أنه بُعث مع نَفَسِ السّاعة) , فقلت : (نعم) , قالت : (فذاك إذًا) . فأتى النبي فقال : (إنّي سائلك عن ثلاثٍ لا يعلمهُنَّ إلا نبي ، فما أول أشراط الساعة ؟ وما أول طعام أهل الجنة ؟ وما يَنْزعُ الولدُ إلى أبيه أو إلى أمه؟) , قال : ( أخبرني بهن جبريل آنفًا ) قال : ( جبريل ؟ ) , قال : " نعم " ، قال : ( وذاك عدو اليهود من الملائكة ) , فقرأ هذه الآية , قوله تعالى : { قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ } [البقرة : 97] . ( أمّا أول أشراط الساعة، فنار تحشُرُ النّاس من المشرق إلى المغرب ، وأمّا أوّل طعام أهل الجنّة فزيادة كَبِد الحوتِ ، وإذا سبقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأةِ نزع الولد ، وإذا سبق ماءُ المرأةِ نزعتْ ) فقال : ( أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أنك رسول الله ) . أثر الرسول في تربية عبد الله بن سلام : كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام ممّن أسلم مبكرًا ، فقد بدأت قصّته مع قدوم النّبي إلى المدينة ، فلما سمِع بقدوم النّبي إلى المدينة ، وعَرَفَ أنّ الناس قد تجمّعوا لاستقباله انطلق معهم ، وهو يحمل الثمر الذي كان يقطفه في أرضه ، فلما نظر إليه عرف أنّ وجهه ليس بوجه كذّاب ، ولنَدَع سيدنا عبد الله بن سلام يروي قصّة لقائه بالنّبي كما في الحديث الذي رواه الترمذي : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ المدينة انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ ، وَقِيلَ : قد قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ، ثَلاثًا ، فجِئْتُ في النَّاسِ لأَنْظرَ ، فلمَّا تَبيَّنْتُ وجْههُ عرَفتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، فكان أوَّلُ شيْءٍ سمعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ عليه الصلاة و السلام : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلامٍ ) ، فدنوت منه وشهدتُ أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمدًا رسول الله ، فالتفتَ النبي عليه الصلاة والسلام وقال : ( ما اسمك ؟ ) فقلتُ : الحصين بن سلام ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( بل عبد الله بن سلام ) قلت : نعم ، عبد الله بن سلام ، و الذي بعثك بالحق ما أُحبُّ أنّ لي اسمًا آخر بعد اليوم .. الحديث . أهم ملامح شخصية عبد الله بن سلام : كان الحصين بن سلام معروفًا بين الناس بالتُّقَى والصلاح ، موصوفًا بالاستقامة والصدق ، وكان يحيا حياةً هادئةً وديعة ، ولكنها كانت في الوقت نفسه جادةً نافعة ، فقد قسم وقته أقسامًا ثلاثة ؛ شطرًا للوعظ والعبادة ، وشطرًا في بستان له يتعهد نخله بالتشذيب و التأبير، وشطرًا مع التوراة للتفقه في الدين ، هكذا وصفوه ، وكان كلما قرأ التوراة وقف طويلاً عند الأخبار التي تبشر بظهور نبي في مكة ، يتمم رسالات الأنبياء السابقين ، ويختمها . مواقف من حياة عبد الله بن سلام مع الرسول : - يروي ابن سيرين ، عن قيس بن عباد ، قال : كنت في مسجد المدينة ، فجاء رجل بوجهه أثر من خشوع ، فقال القوم : هذا من أهل الجنة ، فصلى ركعتين ، فأوجز فيهم . فلما خرج ، اتبعته حتى دخل منزله ، فدخلت معه ، فحدثته ; فلما استأنس ، قلت : إنهم قالوا لما دخلت المسجد : كذا وكذا . قال : سبحان الله ! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم . وسأحدثك : إني رأيت رؤيا ، فقصصتها على النبي : رأيت كأني في روضة خضراء، وسطها عمود حديد ، أسفله في الأرض ، وأعلاه في السماء ، في أعلاه عروة ، فقيل لي : اصعد عليه . فصعدت حتى أخذت بالعروة ، فقيل : استمسك بالعروة . فاستيقظت وإنها لفي يدي، فلما أصبحت، أتيت رسول الله ، فقصصتها عليه ، فقال : " أما الروضة ، فروضة الإسلام ، وأما العمود ، فعمود الإسلام ، وأما العروة ; فهي العروة الوثقى ; أنت على الإسلام حتى تموت " . قال : وهو عبد الله بن سلام . - وعن سعد بن أبي وقّاص : أنّ النّبي أتِيَ بقصعةٍ فأكل منه ، فَفَضَلتْ فضلة ، فقال رسول الله : " يجيء رجل مِنْ هذا الفجِّ من أهل الجنّة يأكل معي هذه الفضلة " ، فجاء عبد الله بن سلام فأكله . مواقف من حياة عبد الله بن سلام مع الصحابة : نهى عبد الله بن سلام عليّ بن أبي طالب t عن خروجه إلى العراق ، و قال : (الْزَمْ مِنْبرَ رسول الله فإن تركته لا تراه أبدًا)، فقال عليّ : (إنّه رجلٌ صالحٌ منّا) . موقفه مع سلمان يقول المغيرة بن عبد الرحمن : لقى سلمان الفارسي عبد الله بن سلام ، قال : إن مت قبلي فأخبرني ما تلقى ، وإن مت قبلك أخبرك ، قال : فمات سلمان الفارسي فرأه عبد الله بن سلام ، فقال : كيف أنت يا أبا عبد الله ؟ قال : بخير، قال : أي الأعمال وجدت أفضل ؟ قال : وجدت التوكل شيئًا عجيبًا . بعض الأحاديث التي نقلها عن المصطفى : روى محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله يقول على المنبر في يوم الجمعة : " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوب مهنته " . وعن محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده عبد الله بن سلام قال جاء رجل إلى النبي فقال : إن بني فلان أسلموا لقوم من اليهود وإنهم قد جاعوا فأخاف أن يرتدوا ، فقال النبي : ( من عنده ) , فقال رجل من اليهود : عندي كذا وكذا لشيء قد سماه أراه قال : ثلاث مائة دينار بسعر كذا وكذا من حائط بني فلان , فقال رسول الله : ( بسعر كذا وكذا إلى أجل كذا وكذا وليس من حائط بني فلان ) من كلمات عبد الله بن سلام : قال عبد الله بن سلام ينهى عن قتل عثمان : يا قوم لا تسلوا سيف الله فيكم ، فو الله إن سللتموه لا تغمدوه ! ويلكم ! إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة ، فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف . ويلكم ! إن مدينتكم محفوفة بالملائكة فإن قتلتموه ليتركنها . من مناقب عبد الله بن سلام : عن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة ) وعن يزيد بن عَميرة السّكسَكي - وكان تلميذًا لمعاذ - أنّ مُعاذًا أمره أن طلب العلم من أربعة : عبد الله بن مسعود ، وعبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي , عويمر أبو الدرداء . - و أنه ممن يؤتون أجورهم مرتين فعبد الله بن سلام من الذين يؤتون أجرهم مرتين . لقوله : أخرجه البخاري ومسلم . وفيه - أي في عبد الله بن سلام - نـزل قوله تعالى : { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد: 43] . فعلى رأي بعض المفسرين أن الذي عنده علم من الكتاب هو عبد الله بن سلام . وفاة عبد الله بن سلام : توفي بالمدينة سنة ثلاث وأربعين . |
|
18-02-2019, 06:04 AM | #205 |
| من الصحابيات خولة بنت ثعلبة - رضى الله تعالى عنها نسبها وقبيلته : خولة بنت ثعلبة ، ويقال خويلة ، و خولة أكثر . وقيل : خولة بنت حكيم ، و قيل خولة بنت مالك بن ثعلبة بن أصرم بن فهر بن ثعلبة . أهم ملامح شخصيتها : 1- التقوى والخوف من الله وتحري الأحكام الشرعية ويظهر ذلك من موقفها مع زوجها عندما أراد أن يجامعها ؛ ففي ذات يوم حدث حادث بين الزوجين السعيدين شجار بينهما ، لم يستطع أي أحد منهما تداركه، فقال لها أوس : أنت عليَّ كظهر أمي . فقالت : والله لقد تكلمت بكلام عظيم ، ما أدري مبلغه . ومظاهرة الزوج لزوجته تعني أن يحرمها على نفسه ، وبذلك القسم يكون قد تهدم البيت الذي جمعهما سنين طويلة ، وتشتت الحب والرضا اللذين كانا ينعمان بهما . وسلم كل منهما للواقع بالقسم الجاهلي الذي تلفظ به الزوج لزوجته ، ولكن بعد التفكير العميق الذي دار في رأس خولة ، قررت أن تذهب إلى رسول الله ، وكيف لا وهي تعيش في مدينته ، وهي قريبة منه وبجواره . وعندما ذهبت إليه وروت المأساة التي حلت بعش الزوجية السعيد، طلبت منه أن يفتيها كي ترجع إلى زوجها ، ويعود البيت الهانئ لما كان عليه دومًا في السابق ، و يلتم شمل الأسرة السعيدة . 2- الجرأة في الحق ونرى ذلك في حوارها مع عمر بن الخطاب ، فقد خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي ، فإذا بامرأة برزت على ظهر الطريق ، فسلم عليها عمر فردت عليه السلام ، وقالت : هيهات يا عمر ، عهدتك وأنت تسمى عميرًا في سوق عكاظ ترعى الضأن بعصاك ، فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين ، فاتق الله في الرعية ، واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ، ومن خاف الموت خشي عليه الفوت . فقال الجارود : قد أكثرت أيتها المرأة على أمير المؤمنين . فقال عمر : دعها ، أما تعرفها ، فهذه خولة بنت حكيم امرأة عبادة بن الصامت ، التي سمع الله قولها من فوق سبع سموات ، فعمر والله أحق أن يسمع لها [1] . 3- بلاغة خولة بنت ثعلبة وفصاحة لسانها تبين ذلك من خلال موقفها مع رسول الله عندما جادلته بعد أن ظنت أنها ستفترق عن زوجها ، وتبيينها سلبيات هذا التفريق على الأولاد والبيت . من مواقفها مع الرسول : لخولة بنت ثعلبة - رضي الله عنها - حوار قد تجلى فيه قمة التأدب مع الرسول والمراقبة والخوف من الله ؛ وهو ما كان يهدف الوصول إليه رسول الله ؛ وهو حوار الظهار . عن خولة بنت ثعلبة قالت : فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة . قالت : كنت عنده وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه . قالت : فدخل عليَّ يومًا ، فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت عليَّ كظهر أمي . قالت : ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ، ثم دخل عليَّ فإذا هو يريدني عن نفسي . قالت : قلت : كلا والذي نفس خولة بيده، لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه . قالت : فواثبني فامتنعت منه ، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف ، فألقيته عني . قالت : ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا ، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله ، فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه ، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه . قالت: فجعل رسول الله يقول : ( يا خويلة ، ابن عمك شيخ كبير ، فاتقي الله فيه ) قالت : فوالله ما برحت حتى نزل فيَّ قرآن ، فتغشى رسول الله ما كان يتغشاه ثم سري عنه، فقال لي : ( يا خويلة ، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا. ثم قرأ عليَّ { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المجادلة: 1-4] . قالت: فقال لي رسول الله : ( مريه فليعتق رقبة ) قالت : فقلت يا رسول الله ، ما عنده ما يعتق . قال : ( فليصم شهرين متتابعين ) قالت : فقلت : والله إنه لشيخ كبير، ما به من صيام. قال: ( فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر ) قالت : فقلت : والله يا رسول الله ، ما ذاك عنده . قالت : فقال رسول الله : ( فإنا سنعينه بعرق من تمر ) قالت: فقلت يا رسول الله ، وأنا سأعينه بعرق آخر . قال : ( قد أصبت وأحسنت ، فاذهبي فتصدقي به عنه ، ثم استوصي بابن عمك خيرًا ) قالت : ففعلت [2] . ونخرج من قصة تلك الصحابية المباركة بعدة فوائد ، منها : أولاً : رأيها السديد في الامتناع عن معاشرة زوجها بعد أن قال : أنتِ عليَّ كظهر أمي ؛ وضرورة معرفة حكم الدين في هذه القضية . ثانيًا: رأيها السديد في الحرص على مستقبل وتماسك أسرتها ، يتجلى ذلك في قولها : " إن أوْسًا ظَاهَرَ مني ، وإنا إن افترقنا هلكنا ، وقد نثرت بطني منه ، وقدمت صحبته " . ثالثًا : رأيها السديد في رفع الأمر إلى النبي والذي بيده الأمر، ولولا رجاحة عقل خولة ، وحكمة تصرفها ، وقوة رأيها لقعدت في بيتها تجتر الهموم حتى تهلك هي وأسرتها ، ولما كانت سببًا في نزول تشريع عظيم يشملها ويشمل المسلمين والمسلمات جميعًا إلى يوم القيامة . وهذا التشريع العظيم هو : حل مشكلة الظهار . من كلماتها يوم اليرموك : استقبل النساء من انهزم من سرعان الناس يضربنهم بالخشب والحجارة ، وجعلت خولة بنت ثعلبة تقول : يا هاربًا عن نسوة تقيات.. فعن قليل ما ترى سبيات .. ولا حصيات ولا رضيات [3] . المصادر : [1] ابن عبد البر : الاستيعاب 4/1831 . [2] ابن كثير : البداية والنهاية 8/36 . [3] المصدر السابق 7/15 . |
|
18-02-2019, 06:12 AM | #206 |
| من الصحابيات صفية بنت عبد المطلب رضى الله تعالى عنها نسبها : هي صفية بنت عبد المطلب ، الهاشمية . رضى الله تعالى عنهه وهي عمة الرسول صلى الله عليه و سلم وشقيقة سيدنا حمزة رضى الله تعالى عنه و أم حواري النبي : الزبير وأمها من بني زهرة . تزوجها الحارث، أخو أبي سفيان بن حرب فتوفي عنها . وتزوجها العوام. أخو سيدة النساء خديجة بنت خويلد فولدت له : الزبير و السائب وعبد الكعبة . قصة إسلام صفية بنت عبد المطلب : هي من المهاجرات الأول ، ولا يُعلم هل أسلمت مع حمزة أخيها، أو مع الزبير ولده ؟ ملامح من شخصية صفية بنت عبد المطلب : شجاعتها : تظهر شجاعة السيدة صفية بنت عبد المطلب لما كانت في حصن فارع ورأت يهودي يطوف حول الحصن فنزلت إليه بعمود خيمتها وقتلته . بعض المواقف من حياتها مع الرسول : لقد بايع الرسول الصحابيات على الإسلام وما مسّت يدُهُ يد امرأة منهنّ ، وكانت عمّته صفية رضي الله عنها معهن ، فكان لبيعتها أثرٌ واضح في حياته ، بإيمانها بالله ورسوله ، ومعروفها لزوجها ، وحفاظها على نفسها ، والأمانة والإخلاص في القول والعمل . قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الممتحنة:12] . - لم تكن صفية رضي الله عنها لتنسى قول رسول الله في أول أيام إسلامها ، لمّا نزل قوله تعالى : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين } [الشعراء: 214] . قام رسول الله وقال : ( يا فاطمة بنت محمد ، يا صفية بنت عبد المطلب ، يا بني عبد المطلب ، لا أملك لكم من الله شيئًا ، سلوني من مالي ما شئْتُم) فخصّها بالذكر كما خصّ ابنته فاطمة أحب الناس إليه . - زعم هشام بن عروة أن الزبير بن العوام خرج إلى ياسر أخو مرحب , فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب : يقتل ابني يا رسول الله , قال : ( بل ابنك يقتله إن شاء الله ) فخرج الزبير فالتقيا ، فقتله الزبير . المواقف من حياتها مع الصحابة : أقبلت صفية بنت عبد المطلب لتنظر إلى أخيها حمزة فلقيها الزبير, فقال: أي أمة, إن رسول الله يأمرك أن ترجعي, قالت: ولِمَ, وقد بلغني أنه مثل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله, فجاء الزبير فأخبره, فقال: "خل سبيلها", فأتت إليه واستغفرت له ثم أمر به ودفن. من كلمات صفية بنت عبد المطلب : - قال ابن إسحاق: وقالت صفية بنت عبد المطلب، تبكي أخاها حمزة بن عبد المطلب : أسائلة أصحاب أحد مخافة *** بنات أبي من أعجـم وخـبير فقال الخبير إن حمزة قد ثوى *** وزير رسول الله خيـر وزير دعاه إله الحق ذو العرش دعوة *** إلى جنة يحيا بهـا وسـرور فذلك ما كنا نرجي ونرتجي *** لحمزة يوم الحشر خيـر مصير فوالله لا أنساك ما هبت الصبا *** بكاء وحزنًا محضري ومسيري على أسد الله الذي كان مدرها *** يذود عن الإسلام كل كفور فيا ليت شلوي عند ذاك وأعظمي *** لدى أضبع تعتادني ونسور أقول وقد أعلى النعي عشيرتي *** جزى الله خيرًا من أخ ونصير - فقالت صفية ابنة عبد المطلب تبكي أباها : أرقت لصوت نائحة بليل *** على رجل بقارعة الصعيد ففاضت عند ذلكم دموعي *** على خدي كمنحدر الفريد على رجل كريم غير وغل *** له الفضل المبين على العبـيد على الفياض شيبة ذي المعالي *** أبيك الخير وارث كل جود صدوق في المواطن غير نكس *** ولا شخت المقام ولا سنيد طويل البـاع أروع شيظمي *** مطاع في عشيرته حمـيد رثائها للرسول : ألا يا رسول الله كنت رجاءنا *** وكنت بنا بَرًّا ولم تك جافيا وكنت رحيمًا هاديًا معلمًا *** ليبك عليك اليوم من كان باكيا لعمرك ما أبكى النبي لفقده *** ولكن لما أخشى من الهرج آتيا كأن على قلبي لذكر محمد *** وما خفت من بعد النبي المكاويا أفاطم صلى الله رب محمد *** على جدث أمسى بيثرب ثاويا فدى لرسول الله أمي وخالتي *** وعمي وآبائي ونفسي وماليا صدقت وبلغت الرسالة صادقا *** ومت صليب العود أبلج صافيا فلو أن رب الناس أبقى نبينا *** سعدنا ولكن أمره كان ماضيا عليك من الله السلام تحية *** وأدخلت جنات من العدن راضيا أرى حسنًا أيتمته وتركته *** يبكي ويدعو جده اليوم نائيا وفاة صفية بنت عبد المطلب : توفيت صفية بنت عبد المطلب رضي الله تعالى عنها في خلافة عمر سنة عشرين , ولها من العمر ثلاث وسبعون سنة , ودفنت في البقيع . المراجع : - سير أعلام النبلاء . - الإصابة في تمييز الصحابة . - سيرة ابن هشام . - سيرة ابن كثير . - الاستيعاب . - الطبقات الكبرى . |
|
18-02-2019, 06:16 AM | #207 |
| من الصحابيات ( فاطمة الزهراء ) رضى الله تعالى عنها و صلى الله و سلم على والدها و على آله و صحبه أجمعين اسمها وعلو مكانتها : فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنها بنت رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم صلى الله عليه و سلم القرشية سيدة نساء الأمة ، وأحب الناس إلى رسول الله . أمها خديجة بنت خويلد بن أسد القرشية رضى الله تعالى عنها سيدة سيدات بيت النبوة . لقِّبت بالزهراء ، وكانت تُكنى أم الحسن وأم الحسين رضى الله تعالى عنهما ، وكان يطلق عليها أم أبيها . زوجها هو علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي رضى الله تعالى عنه ، وابناها هما الحسن و الحسين رضى الله تعالى عنهما سيدا فتيان الجنة . ولدت فاطمة - رضي الله عنها - سنة إحدى وأربعين من مولد النبي ، وأنكح رسول الله عليه الصلاة و السلام فاطمة - رضي الله عنها - لعلي بن أبي طالب بعد وقعة أُحد، وكان سنُّها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصفًا ، وكان سنُّ عليٍّ رضى الله تعالى عنه إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر . وكانت فاطمة - رضي الله عنها - أصغر بنات رسول الله ؛ إذ كانت زينب رضى الله تعالى عنها الأولى ، ثم الثانية رقية رضى الله تعالى عنها ، ثم الثالثة أم كلثوم رضى الله تعالى عنها ، ثم الرابعة فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنها ، وانقطع نسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا منها ؛ فإن الذكور من أولاده رضى الله تعالى عنهم ماتوا صغارًا ، وأما البنات فإن رقية - رضي الله عنها - ولدت عبد الله بن عثمان رضى الله تعالى عنه فتوفي صغيرًا ، وأما أم كلثوم - رضي الله عنها - فلم تلد ، وأما زينب - رضي الله عنها - فولدت عليًّا رضى الله تعالى عنه ومات صبيًّا ، وولدت أمامة بنت أبي العاص رضى الله تعالى عنها فتزوجها عليّ رضى الله تعالى عنه ، ثم بعده المغيرة بن نوفل رضى الله تعالى عنه . قال الزبير رضى الله تعالى عنه : انقرض عقب زينب رضى الله تعالى عنها . زواجها من علي رضى الله تعالى عنه : وفي قصة زواجها يقول علي بن أبي طالب رضى الله تعالى عنه : خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فقالت لي مولاة لي : هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله عليه الصلاة و السلام ؟ قلت : لا . قالت : فقد خطبت ، فما يمنعك أن تأتي رسول الله عليه الصلاة و السلام فيزوِّجك . فقلت : وعندي شيء أتزوج به ؟ ! فقالت : إنك إن جئت رسول الله زوَّجك . فوالله ما زالت ترجِّيني حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وكانت لرسول الله عليه الصلاة و السلام جلالة وهيبة ، فلما قعدت بين يديه أفحمت ، فوالله ما أستطيع أن أتكلم ، فقال عليه الصلاة و السلام : ( ما جاء بك ، ألك حاجة ؟ ) فسكتُ ، فقال : ( لعلك جئت تخطب فاطمة ؟ ) قلت : نعم . قال : ( وهل عندك من شيء تستحلها به ؟ ) فقلت : لا –والله - يا رسول الله . فقال : ( ما فعلت بالدرع التي سلحتكها ) فقلت : عندي والذي نفس عليٍّ بيده ، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم . قال : ( قد زوجتك ، فابعث بها ، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله ) . وقد ولدت - رضي الله عنها - له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب رضى الله تعالى عنهن ، ولم يتزوج عليٌّ رضى الله تعالى عنه عليها رضى الله تعالى عنها غيرها حتى ماتت . مواقف من حياتها مع الرسول : كانت فاطمة - رضي الله عنها - من قلب رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكان ؛ إذ كانت من أحب الناس إليه ، كيف لا وهي بنت مَن رزقه الله حبها ، وهي خديجة رضي الله عنها ، وكانت أشبه الناس بها ، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شئون حياته ومعيشته ، حتى بعد زواجه وزواجها رضي الله عنها . وكانت - رضي الله عنها - تستعين به و تستشيره في قضاء حوائجها ، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير ؛ وفي ذلك يروي زوجها علي فيقول : شكت فاطمة - رضي الله عنها - ما تلقى في يدها من الرَّحَى[1] ، فأتت النبي تسأله خادمًا فلم تجده ، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته . قال علي رضى الله تعالى عنه : فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت أقوم فقال عليه الصلاة و السلام : ( مكانك ) . فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، ثم قال عليه الصلاة و السلام : ( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين ، فهذا خير لكما من خادم ) . وفي مشهده الأخير و هو على فراش الموت ، كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس رضى الله تعالى عنه : لما تغشى رسول الله الكرب ، كان رأسه في حجر فاطمة ، فقالت فاطمة رضي الله عنها : و اكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه و قال عليه الصلاة و السلام : ( لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة ) من مواقفها مع الصحابة : مع أبي بكر رضى الله تعالى عنه : وذلك حين توفي رسول الله و جاءته تطلب إرثها ؛ فعن أبي الطفيل رضى الله تعالى عنه قال : جاءت فاطمة - رضي الله عنها - إلى أبي بكر رضى الله تعالى عنه، فقالت : يا خليفة رسول الله ، أنت ورثت رسول الله أم أهله ؟ ! قال : بل أهله . قالت : فما بال سهم رسول الله ؟ قال : إني سمعت رسول الله يقول : ( إذا أطعم الله نبيًّا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم بعده ) ، فرأيتُ أن أردَّه على المسلمين . فقالت : أنت ورسول الله أعلم . أثر الرسول في تربيتها : لقد كان لرسول الله المعلم والمربي تأثيرٌ كبيرٌ في شخص ابنته فاطمة رضي الله عنها ، فمن يوم أن جاء جبريل بقوله تعالى : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ } [الشعراء: 214] ، قام و قال عليه الصلاة و السلام : ( يا معشر قريش ، اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئًا، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئًا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئًا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئًا ، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئًا ) . يروي ثوبان فيقول : دخل رسول الله على فاطمة - رضي الله تعالى عنها – وأنا معه ، وقد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب ، فقالت : هذه أهداها إليَّ أبو حسن . فقال رسول الله : " يا فاطمة ، أيسرك أن يقول الناس : فاطمة بنت محمد وفي يدك سلسلة من نار؟ " ثم خرج ولم يقعد ، فعمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلامًا فأعتقته . فبلغ ذلك النبي فقال عليه الصلاة و السلام : ( الحمد لله الذي نجَّى فاطمة من النار ) . من ملامح شخصيتها : الأصدق لهجة : يُروى في ذلك عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت إذا ذُكرت فاطمة بنت النبي ، قالت : " ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها " . والأشد حياء : إذا كان مربيها أشد حياءً من العذراء في خدرها ، فكيف نتوقع أن تكون هي رضي الله عنها ؟ ! فلقد بلغ من شدة حيائها - رضي الله عنها - أنها كانت تخشى أن يصفها الثوب بعد وفاتها ، وأنها استقبحت ذلك كثيرًا حتى جعلت لها أسماء بنت عُمَيْس - رضي الله عنها - نعشًا ، وهو أول ما كان النعش آنذاك . ثم الأكثر من ذلك أنها - رضي الله عنها - أمرت أسماء أن تغسّلها هي و زوجها فقط، وأن لا تُدخِل عليها أحدًا، فكانت - رضي الله عنها - أول من غُطِّي نعشها من النساء في الإسلام . وترضى بأقل القليل : فهي رضي الله عنها - وإن كانت تعلم أنها بنت سيد المرسلين وخاتم النبيين وسيد ولد آدم - لم تطمع في الحياة ، ولم تطمح نفسها إلى الخيال بالعيش الراغد و الحياة الهنيئة ، بل إنها قد ضُرب بها المثل في زواجها اليسير المهر، القليل المؤنة ، فقد كان مهرها درعًا ، وأساس متاعها ما هو إلا سرير مشروط ، ووسادة من أَدَمٍ حَشْوُها ليفٌ ، وقِرْبة . وبعد زواجها - رضي الله عنها - عاشت حياة بسيطة متواضعة ، فهي تطحن وتعجن خبزها بيديها مع إدارة كافة شئون بيتها الأخرى ، إضافةً إلى واجبات زوجها عليها كما تعلمتها في بيت أبيها . فضائلها : لا يستغرب إذن على مثل هذه الشخصية العظيمة أن يورد في فضلها الكثير من الأحاديث والروايات التي تبرز مكانتها - رضي الله عنها – في هذه الأمة ، وكان من هذا ما يلي : (1) أحب أهل رسول الله إليه فعن أسامة بن زيد رضى الله عنه قال : [ كنت في المسجد فأتاني العباس وعليّ فقالا لي : يا أسامة ، استأذن لنا على رسول الله . فدخلت على النبي فاستأذنته فقلت له : إن العباس وعليًّا يستأذنان . قال : عليه الصلاة و السلام ( هل تدري ما حاجتهما ؟ ) قلت : لا والله ما أدري . قال عليه الصلاة و السلام ( لكني أدري ، ائذن لهما ) . فدخلا عليه فقالا : يا رسول الله ، جئناك نسألك ، أي أهلك أحب إليك ؟ قال عليه الصلاة و السلام ( أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد ) فقالا : يا رسول الله ، ليس نسألك عن فاطمة ، قال : ( فأسامة بن زيد الذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه ) . (2) شجنة من رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم عن المسور بن مخرمة رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إنما فاطمة شجنة مني ، يبسطني ما يبسطها ، ويقبضني ما يقبضها ) (3) من خير نساء العالمين عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( خير نساء العالمين : مريم بنت عمران ، و خديجة بنت خويلد ، و فاطمة بنت محمد ، و آسية امرأة فرعون ) من الأحاديث التي روتها : وكان مما روته - رضي الله تعالى عنها - عن أبيها صلى الله عليه و سلم أنها قالت : " كان رسول الله إذا دخل المسجد قال : باسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب رحمتك . وإذا خرج قال : باسم الله ، والسلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنوبي ، وافتح لي أبواب فضلك " . وفاتها : ماتت فاطمة - رضي الله عنها - بنت رسول الله لثلاث ليالٍ خلون من شهر رمضان ، وهي ابنة تسع وعشرين سنة أو نحوها ، وكانت أول أهله لحوقًاً به ، وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب بعد أن غسّلها هو وأسماء بنت عميس رضي الله عنها ، وكانت أشارت عليه أن يدفنها ليلاً . [1] الرحى : الأداة التي يطحن بها ، وهي حجران مستديران يوضع أحدهما على الآخر ويدار الأعلى على قطب . |
|
18-02-2019, 06:35 AM | #208 |
| من الصحابيات هند بنت عتبة رضى الله تعالى عنها اسمها : هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية . حالها في الجاهلية : كانت هند بنت عتبة عند الفاكه بن المغيرة المخزومي ، وكان الفاكه من فتيان قريش ، فاتهمها بالفاحشة خطأً فطلقها ، فأخبرت هند أباها أنه كاذب عليها ، فحاكمه أبوها عتبة بن ربيعة إلى بعض كُهّان اليمن ، فبرَّأها مما رماها به زوجها ، وبشَّرها بأنها ستلد ملكًا يقال له معاوية . فوثب إليها الفاكه فأخذ بيدها ، فنترت يدها من يده ، وقالت له : إليك عنِّي ، والله لا يجمع رأسي ورأسك وسادة ، والله لأحرصَنَّ أن يكون هذا الملك من غيرك . فتزوجها أبو سفيان بن حرب ، فجاءت منه بمعاوية موقفها في غزوة أحد : لما التقى الناس في غزوة أُحد ودنا بعضهم من بعض ، قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها ، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال ، ويحرضن على القتال ، فقالت هند فيما تقول : إن تقبلوا نعـانق *** و نفرش النمـارق أو تدبـروا نفارق *** فراق غير وامـق وفي يوم أُحد جعلت هند بنت عتبة النساء معها يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان إلا حنظلة ؛ فإن أباه كان من المشركين ، وبقرت هند عن بطن حمزة فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها ، فلفظتها. ثم علت على صخرة مشرفة فصرخت بأعلى صوتها : نحن جزيناكم بيوم بـدر *** والحرب بعد الحرب ذات سعـر ما كان عن عتبة لي مـن *** صبر ولا أخي وعمـه وبكـري إسلامها : أسلمت هند بنت عتبة - رضي الله عنها - يوم الفتح وحسن إسلامها ، فلما بايع رسول الله النساء وقال في البيعة : ( ولا يسرقن ولا يزنين ) قالت هند رضي الله عنها : وهل تزني الحرة وتسرق؟! فلما قال : ( ولا يقتلن أولادهن ) قالت : ربيناهم صغارًا وقتلتهم كبارًا . وشكت إلى رسول الله زوجها أبا سفيان أنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها ، فقال لها رسول الله : ( خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك ) ولما أسلمت هند - رضي الله عنها - جعلت تضرب صنمًا لها في بيتها بالقَدُوم حتى فلذته فلذة فلذة ، وتقول : كنا معك في غرور . مواقفها مع النبي : يقول عروة بن الزبير أن عائشة -رضي الله عنها- قالت: إن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت: يا رسول الله، ما كان مما على ظهر الأرض أهل أخباء أحب إليَّ أن يذلوا من أهل أخبائك، ثم ما أصبح اليوم أهل أخباء أحب إليَّ من أن يَعِزُّوا من أهل أخبائك. قال رسول الله: ( وأيضًا، والذي نفس محمد بيده ) وكان رسول الله أمر بقتل هند بنت عتبة لما فعلت بحمزة، ولما كانت تؤذي رسول الله بمكة ، فجاءت إليه النساء متخفية فأسلمت وكسرت كل صنم في بيتها ، وقالت: لقد كنا منكم في غرور . و أهدت إلى رسول الله جديين ، واعتذرت من قلة ولادة غنمها ، فدعا لها بالبركة في غنمها فكثرت ، فكانت تهب وتقول : هذا من بركة رسول الله، فالحمد لله الذي هدانا للإسلام . من مواقفها مع الصحابة : موقفها مع زينب بنت رسول الله : تقول السيدة زينب بنت رسول الله : لما قدم أبو العاص مكة ، قال لي : تجهزي فالحقي بأبيك . فخرجت أتجهز ، فلقيتني هند بنت عتبة فقالت : يا بنت محمد ، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟ فقلت لها : ما أردت ذلك . فقالت : أيْ بنت عم ، لا تفعلي ، إني امرأة موسرة وعندي سلع من حاجتك ، فإن أردت سلعة بعتكها ، أو قرضًا من نفقة أقرضتك ؛ فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت : فوالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ، فخفتها فكتمتها ، وقلت : ما أريد ذلك . موقفها مع هند بنت أثاثة في غزوة أحد : قالت هند بنت عتبة تفتخر بقتل حمزة وغيره ممن أصيب من المسلمين ، إذ علت على صخرة مشرفة فنادت بأعلى صوتها : نحن جزيناكـم بيوم بـدر *** والحرب بعد الحرب ذات سعر ما كان عن عتبة لي من صبر *** أبي وعمـي وشقيق بكـري شفيت وحشي غليل صدري *** شفيت نفسي وقضيت نذري وأجابتها هند بنت أثاثة بن المطلب فقالت : خزيت في بدر وغير بدر *** يا بنت وقاع عظيـم الكفر صبحك الله غداة الفجر *** بالهاشميين الطـوال الزهـر بكل قطاع حسام يفري *** حمزة ليثي وعلـي صقـري موقفها مع أبي سفيان يوم فتح مكة : خرج أبو سفيان حتى إذا دخل مكة صرخ بأعلى صوته : يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم بما لا قِبل لكم به ؛ فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشاربه وقالت : اقتلوا الحَمِيت [1] الدَّسِم الأَحْمَس [2] . فقال أبو سفيان : لا يغرَنَّكم هذه من أنفسكم ؛ فإنه قد جاءكم بما لا قِبل لكم به ، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن . قالوا : قبحك الله ! وما تغني دارك ؟ قال : ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ، و من دخل المسجد فهو آمن . فتفرَّق الناس إلى دورهم وإلى المسجد . موقفها مع معاوية : قال معاوية بن أبي سفيان : لما كان عام الحديبية وصدت قريش رسول الله عن البيت ، ودافعوه بالراح ، وكتبوا بينهم القضية ، وقع الإسلام في قلبي فذكرت ذلك لأمِّي هند بنت عتبة ، فقالت : إياك أن تخالف أباك ، وأن تقطع أمرًا دونه فيقطع عنك القوت . وكان أبي يومئذٍ غائبًا في سوق حباشة . موقفها مع عمر : جاء عمر بن الخطاب إلى أبي سفيان ، فإذا هند بنت عتبة - رضي الله عنها امرأته تهيئ أُهُبه لها في المدينة ، فقال : أين أبو سفيان ؟ فقالت هند رضي الله عنها : ها هو ذا . وكان في ناحية من البيت ، فقال : احتسبا واصبرا . فقالا : مَن يا أمير المؤمنين ؟ قال : يزيد بن أبي سفيان . فقالا : من استعملت على عمله ؟ قال : معاوية بن أبي سفيان . قالا : وصلتك رحم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون . وفاتها : شهدت اليرموك مع زوجها ، وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة . [1] الحميت: وعاء السمن . [2] الأحمس: الكثير اللحم . |
|
18-02-2019, 06:40 AM | #209 |
| الصحابي قرضة رضي الله تعالى عنه بفتحتين وظاء مشالة بن كعب بن ثعلبة بن عمرو بن كعب بن الاطنابة الأنصاري الخزرجي ويقال قرظة بن عمرو بن كعب بن عمرو بن عائذ بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج هكذا نسبه بن الكلبي وغيره قال البخاري له صحبة وقال البغوي سكن الكوفة وقال بن سعد أمه خليدة بنت ثابت بن سنان وهو أخو عبد الله بن أنيس لامه وشهد قرظة أحدًا وما بعدها وكان ممن وجهه عمر إلى الكوفة يفقه الناس وقال بن السكن يكنى أبا عمرو وقال بن أبي حاتم يقال له صحبة سكن الكوفة وابتنى بها دارًا وكنيته أبو عمر ومات في خلافة علي فصلى عليه روى عنه عامر بن سعد والشعبي وسعد بن إبراهيم وروايته عنه مرسلة وقال بن حبان له صحبة سكن الكوفة وحديثه عند الشعبي وذكر في وفاته ما تقدم وفيه نظر لما ثبت في صحيح من طريق علي بن ربيعة قال أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب فقال المغيرة بن شعبة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( من نيح عليه فإنه يعذب بما نيح عليه يوم القيامة ) وهذا يقتضى أن يكون قرظة مات في خلافة معاوية حين كان المغيرة على الكوفة لأن المغيرة كان في مدة الاختلاف بين علي ومعاوية مقيما بالطائف فقدم بعد موت علي فولاه معاوية الكوفة بعد أن أسلم له الحسن الخلافة وبذلك جزم بن سعد وقال مات بالكوفة والمغيرة وال عليها وكذا قال بن السكن وزاد وهو الذي قتل بن النواحة صاحب مسيلمة في ولاية بن مسعود بالكوفة وفتح الري سنة ثلاث وعشرين وأسند ما تقدم في خلافة على عن علي بن المديني ووقع التصريح بان المغيرة كان يومئذ أمير الكوفة في رواية لمسلم وفي رواية الترمذي فجاء المغيرة فصعد النبر فحمد الله واثنى عليه وقال ما بال النوح في الإسلام ثم ذكر الحديث وفي كتاب العلم من صحيح البخاري ما يدل على أن المغيرة مات وهو أمير الكوفة في خلافة معاوية. والله جل جلاله اعلم |
|
18-02-2019, 02:32 PM | #210 |
| ( عكرمة بن أبي جهل رضى الله تعالى عنه ) حال عكرمة بن أبي جهل في الجاهلية : هو عكرمة بن أبي جهل بن هشام بن المغيرة ، واسم أبي جهل عمرو ، وكنيته أبو الحكم ، وإنما رسول الله والمسلمون كنَّوْهُ أبا جهل ، فبقي عليه ونُسي اسمه وكنيته . وقد كان عكرمة مثل أبيه شديد العداوة للإسلام ، ومن ثَمَّ نجده مع أبيه يوم بدر، وخرج يوم أُحد ليثأر لقتل أبيه ، وغيرها من المشاهد مع المشركين . موكب النور يقترب من عكرمة بن أبي جهل : في السنة الثامنة من الهجرة اتجه المسلمون إلى مكة فاتحين ، ويُقرِّر الرسول الرحيم العفو عن جميع أهل مكة من المشركين إلا أربعة أنفس منها عكرمة بن أبي جهل ، ويأمر بقتلهم وإنْ وجدوا متعلقين بأستار الكعبة , فهرب عكرمة ولحق باليمن ، فركب البحر فأصابتهم عاصف ، فقال أصحاب السفينة لأهل السفينة : أخلصوا ؛ فإن آلهتكم لا تغني عنكم شيئًا هاهنا. فقال عكرمة : " لئن أنجاني الله من هذا لأرجعَنَّ إلى محمد ولأضعنَّ يدي في يده " . فسكنت الريح ، فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه . وتُسلِم زوجته أم حكيم ، وهي بنت عمِّه الحارث بن هشام ، وتستأمن له من رسول الله فيؤمِّنه ، وتسير إليه الزوجة الحريصة على نجاته من النار وهو باليمن بأمان رسول الله فيقدم معها ، ويُعلِن أمام رسول الله شهادة الإسلام ، فسُرَّ بذلك . ومنذ إسلامه حاول أن يعوض ما فاته من الخير، فقد أتى النبيَّ وقال : " يا رسول الله ، والله لا أترك مقامًا قمتُهُ لأصدَّ به عن سبيل الله إلا قمتُ مثله في سبيله ، ولا أترك نفقةً أنفقتها لأصد بها عن سبيل الله إلا أنفقت مثلها في سبيل الله " من أحاديث عكرمة بن أبي جهل عن النبي : روى الإمام أحمد بسنده قال : حدثنا حجاج ، حدثني شعبة ، عن قتادة، عن عكرمة أنه قال : " لما نزلت هذه الآية الكريمة : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [الفتح: 1، 2] . قال أصحاب رسول الله : هنيئًا مريئًا لك يا رسول الله ، فما لنا ؟ فنزلت هذه الآية : { لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ } [الفتح : 5]". جهاد عكرمة بن أبي جهل في سبيل الله : ظهرت ملامح بطولته وسماته القيادية في حروب الردة ، فقد استعمله أبو بكر على جيش وسيَّره إلى أهل عُمان وكانوا ارتدُّوا فظهر عليهم . ثم وجّهه أبو بكر أيضًا إلى اليمن ، فلما فرغ من قتال أهل الرِّدَّة سار إلى الشام مجاهدًا أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين ، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة ، خرج أبو بكر يطوف في معسكرهم، فبصر بخباء عظيم حوله ثمانية أفراس ورماح وعدة ظاهرة ، فانتهى إليه فإذا بخباء عكرمة ، فسلم عليه أبو بكر وجزاه خيرًا، وعرض عليه المعونة، فقال: "لا حاجة لي فيها ، معي ألفا دينار" . فدعا له بخير ، فسار إلى الشام واستشهد . أهم ملامح شخصية عكرمة بن أبي جهل : الحب العميق للقرآن كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف، فيضعه على وجهه و يقول : " كلام ربي ، كلام ربي " . الإيثار في أشد المواقف : روى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل و عياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه ، فنظر إليه عكرمة ، فقال الحارث : ادفعوه إلى عكرمة . فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش ، فقال عكرمة : ادفعوه إلى عياش . فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعًا وما ذاقوه . الجانب القيادي: لقد كان قائدًا في جاهليته ، وعندما أسلم ظل محتفظًا بهذه السمة . الأثر النبوي في شخصية عكرمة بن أبي جهل : حينما قدم عكرمة ليعلن إسلامه وثب النبي إليه دون رداء مستقبلاً له ؛ فرحًا بقدومه ، وقال له ( مرحبًا بالراكب المهاجر ) ولعل الحبيب عانقه ، فأزال ما على قلبه من ركام الجاهلية . و لا شك أن لهذه المواقف العظيمة وغيرها من رسول الله أعظمَ الأثر في نفس هذا الصحابي العظيم استشهاد عكرمة بن أبي جهل : تُوُفِّي في معركة اليرموك ، فوُجد به بضع وسبعون ما بين طعنة و ضربة ورمية . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , الله , بإذن , شخصيات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وصفات طبعيه لكي نعالج انفسنا بشئ طبيعي ..متجدد بإذن الله..,~ | احمدالعلي | (همســـات الصحه والطب) | 188 | 25-07-2021 12:19 AM |
ربِّ زدني علمًا وفقهني في الدين { متجدد إن شاء الله } | قطرات احزان | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 31 | 14-01-2019 10:30 PM |
شخصيات نوقف لها وقفةة شموخ ., عششقـ ـآلبدووو | عشق البدو | (همســـات جـسـر الـتـواصــل ) | 23 | 04-05-2015 06:41 PM |
خمس شخصيات من تختار ؟؟..... | محمدعبدالحميد | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 9 | 12-04-2014 01:37 AM |