ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2023, 10:49 AM   #372


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

فى قصص القرآن صورة حية التعاون الثمر البناء. من ذلك صورة التعاون بين موسى وأخيه هارون، وقد سأل الله أن يشد به أزره في قيامه برسالة: {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا} (طه:29-35)، وكان الجواب الإلهي: {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا} (القصص:35)؛ وبهذا كان هارون معاون أخاه موسى في حضرته، ويخلفه على قومه في غيبته.

ومن صور التعاون ما قصه علينا القرآن من إقامة سد ذي القرنين العظيم، ليقف حاجزاً ضد هجمات يأجوع ومأجوج المفسدين في الأرض. وكان ثمرة للتعاون بين الحاكم الصالح والشعب الخائف من بغى الأقوياء عليه: {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} (الكهف:94-97).

: التعاون بين المسلمين مطلب رباني ومنهج إيماني أمر الله به في كتابه بقوله: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة:2].
فالتعاون بين المسلمين في قضاء حوائجهم وتعاون ما بينهم فإن كلاًّ لن يستطيع أن يواجه مشاكل ومتاعب الحياة بنفسه بل لابد من إعانة إخوانه وصدق أصدقائه على باب التعاون.
ولهذا التعاون فضائل عظيمة ومنافع عديدة؛ فمن فضائل هذا التعاون:
أنه سبب الاجتماع وتآلف القلوب ونبذ الفرقة قال -جَلّ وَتعَالَى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) [آل عمران: 103] ففي التعاون يحقق المجتمع مصالحه الدينية والدنيوية.
ومن فوائد هذا التعاون: أنه سبيل للحصول إلى المطلوب بلا تعب ولا مشقة ولهذا لما كلّف الله نبيه موسى -عَلَيه السّلام- بإبلاغ رسالته إلى فرعون (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه:25-32].
وإبراهيم -عَلَيه السّلام- قدم مكة فقال لابنه إسماعيل: إن الله أمرني بأمر. قال: يا أبتاه افعل ما أمرك الله به. قال: وهل تُعينني على ذلك؟ قال: نعم أُعينك عليه. قال: إن الله أمرني أن أبني له بيتًا في هذا المكان، وأشار إلى موضع الكعبة المشرفة فكان إسماعيل يحمل الحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا رفع القواعد أُوتي بالحجر الذي يصعد عليه وجعل يبني وإسماعيل يمده حتى استكمل بناء البيت قال الله -تعَالَى-: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وقال: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [البقرة:127].

( يتبع )


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:51 AM   #373


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

أخبرنا الله في كتابه عن ذي القرنين أنه مكنه في الأرض وأتاه من كل شيء سببًا فكان من القوة والنبل، ولما سألهم عن السدين أن يُقيم سدًا بينهم وبين يأجوج ومأجوج (قَالَ مَا مَكَّنَنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [الكهف:95].
ومن فضائل التعاون: أنه سبب في قوة المؤمنين فإن اجتماع كلمتهم وتعاونهم سبب لقوتهم، وخوف الأعداء منهم؛ فمتى وجد الأعداء أن للإسلام قوة واجتماع كلمة وتآلف قلوبهم صارت قوة تُهاب وتُرعب، ويقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "المُؤمِنَ للمُؤْمِنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بَعضُهُ بَعضًا"؛ فكما أن البنيان يحتاج بعضه بعضا ويضطر بعضه لبعض فكذلك الأمة المسلمة مضطرة التعاون لما بينها؛ لكي تقطع الطرق على أعدائها الساعية؛ لتمزيق شملها وإذلالها وإفقارها.
من فضائل التعاون أيضًا: أن الجزاء من جنس العمل؛ فمن أعان أخاه أعانه الله. يقول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ-: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، ويقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "وَإِنَّ اللَّهَ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ".
ومن فضائل التعاون: نصر الظالم والمظلوم فيُنصر الظالم؛ بأن يُبعد عن الظلم، ويُحذر من عواقبه السيئة ونتائجه الخطيرة التي تعود على الظالم بالسوء (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ) [إبراهيم:42].
اتقوا الظلم فإن الظلم ظُلمات يوم القيامة، وتنصر الظالم تحذره من عواقب ظلمه وتأمره بالعدل والاستقامة، وتنصر المظلوم فتعينه على استرجاع حقه ويخدم مظلمته بما ظُلم بها كل هذا من التعاون في الحديث "انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: نَصَرْتُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ أَنْصُرُهُ ظَالِمًا قَالَ: "تَكُفُّهُ عَنْ الظُّلْمِ فَذَاكَ نَصْرُكَ إِيَّاهُ".
ومن فضائل التعاون: الاشتراك في الأجر العظيم يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا".
ومنها أن التعاون: صدقة الإنسان عن نفسه يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى".
ومن التعاون أيضًا: أن من هذه صفاته يُعزه الله ويقويه ويعينه على أموره كلها، لما بُدأ بالوحي بالنبي -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم- أتى لخديجة وأخبرها بما شاهد، فقالت: "كَلَّا أَبْشِرْ فَوَاللَّهِ لَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا وَاللَّهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ"؛ فعلى الفطرة السليمة أن من هذه أخلاقه وصفاته فإن الله لا يُخزيه بل يؤيده وينصره.
والبر والأعمال الصالحة واختلافها والإذن والأسلوب واختلافه فكأن الأمر أمر ونهي؛ أمر بالطاعة ونهي عن المعاصي؛ فالتعاون على البر أمر بالطاعة، والترك عن الإثم والعدوان نهي عن المعاصي وقربانها وامتثال أوامر الله واجتناب نواهيه.

( يتبع )


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:53 AM   #374


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

التعاون له مجالات عظيمة في حياة المسلم:
فأولها: أن الله -جلَّ وَعَلا- أرشدنا إلى أن نعلن هذه الصفات الخمس والشهادة العظيمة والآذان والجماعة؛ فأمرنا أن نؤدي الصلاة في المسجد جماعة في اليوم خمس مرات وأداء الجمعة وصلاة العيدين تقر بها قوة المؤمنين وارتباط كلمتهم واجتماع قلوبهم وهيبتهم وخوف الأعداء من هيبتهم وقوتهم؛ فإن أداء الجماعة في المساجد والعيدين قوة للأمة وعز لها وستائر لقلوبها واجتماع كلمتها.
ومن ذلك أيضًا: التعاون على إظهار شريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر من أخلاق هذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ) [آل عمران:110]وقال: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ) الآية [آل عمران: 104].
فالتعاون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم وردعه عن ظلمه. يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "كَلا وَاللَّهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَيِ الظَّالِمِ وَلِتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا " زَادَ فِي رِوَايَةٍ: "أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ بِقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ" (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ* كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [المائدة:78-79].
إن المجتمع لابد له من الأمر والنهي؛ فإن الأمر بالمعروف سياجٌ منيع يترك إلى الفساد والمهالك، وإذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استشعر الشر بالأمة، وصَعُب تخليصه منها فلابد للأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأن الأمر بالمعروف درجة لكل خير، والنهي عن المنكر تحذير من كل شر فلابد من التعاون في المجتمع -جميعًا-؛ فإن ترك النهي عن المنكرات فإنها تزيد في الناس، فيوشك أن تحل بنا عقوبة الله من حيث لا نشعر قال -جلّ وَعَلا-: (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ* أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ* أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) [الأعراف:96-98].

( يتبع )


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:55 AM   #375


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

ومن التعاون: الدعوة إلى الله، وإرشاد عباد الله وتذكيرهم ونصيحتهم وتحذيرهم من كل سابل سبل الله عليهم؛ فالدعوة إلى الله سبيل، والدعوة إلى الله وتبليغ الجالية إلى الله، والدعوة إلى الله -جلّ وَعَلا- بالحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين.


خير ما عندك ادعهم إلى الله، وحاول أن تدعوهم إلى الإسلام وأن ترغبهم فيه بالقول والفعل والسيرة الحسنة معهم؛ حتى يقبلوا دعوتك، ويستجيبوا لهذا الأمر العظيم.
ومن التعاون أيضًا: التعاون على العلم النافع؛ كتعليم كتاب الله فإن كتاب الله أشهر العلم وأفضلها قال -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ"؛ فالحديث عن القرآن، وإعانة هؤلاء، وإلقائه عليهم وتشجيعهم كلها أعمال صالحة؛ لأن كتاب الله شرف لهذه الأمة قال -جلَّ وًعَلا-: (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ) [الأنبياء:10]، وهذا فيه شرفكم وعزتكم وكرامتكم.
ومن التعاون المطلوب: بين الناس التعاون على قضاء دين المدينين والمعسرين قال -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ" ، قال تعالى: (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:280].
ومن التعاون: الشفاعة الحسنة والتعبير على لسانه يقول -صَلَّى اللَّه عَليه وَسَلَّم-: "اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا شَاءَ".
ومن التعاون: التعاون مع ولاة الأمور في تبليغ رسالتهم، والقيام بواجبهم؛ فإن ولي أمرنا لابد من التعاون معه في القيام بواجب عظيم فإن الرعية إذا تعاونوا مع إمامهم وولاتهم بالعدل والنصيحة وردع الظلم كان خيرًا كثيرًا، والتعاون مع ولاة الأمر بالنصيحة والتوجيه والراعي برعيته كل هذا من التعاون.
ومن التعاون أيضًا: التعاون مع رجال الأمن في كشف خبايا المجرمين والمفسدين، والقضاء عليهم، ومفاجأتهم بأوكارهم الشنيعة؛ فإن المسلم عاون لكل خير فالمجرمون المفسدون إذا تركوا فعلوا ما شاءوا لكن إذا وجدوا من المجتمع المسلم رفض لكل أعمالهم وأخلاقهم السيئة وأن في التعاون معهم في كشف عن خباياهم صار ذلك خير وأعمالهم الفاضلة.
ومن التعاون أيضًا: التعاون على إيقاف الحملات والأباطيل والإشاعات السيئة، التعاون على القضاء عليها وعدم التصديق لها وعدم الإذاعة بها؛ لما فيها من الفساد والشر والبلاء.

( يتبع )


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:57 AM   #376


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

التعاون خُلُقُ المُسلم، فكُن على قَدْرِه؛ العالِمُ بعلمه، الغنيُّ بماله، الأبوانِ بتربية الأجيال وتنشئتهما، والمُعَلِّمون بالدعوة إلى الله وتبصير شبابنا وفتياتنا، وتحذيرهم من أسباب الشرِّ والباطل.
التعاون بأنْ نكون معًا جميعًا في جميع شؤون حياتنا؛ لأننا أُمَّة واحدة، يجب أنْ نتعاون بصدقٍ ووفاء، لعل الله ينفعنا بذلك.

(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ) [المائدة:2].

كما مضى التعاون على البِرِّ والتقوى؛ فهناك النهي عن التعاون على الإثمِ والعُدوانِ: فكيف التعاون على العدوان؟ كيف يكونُ التعاون على العدوان: بالتعاون على سفك الدِّماء المعصومة لقتل المسلمين أو المُعاهَدين بغير حقٍ؛ فإنها جريمة نكرة ومصيبة عُظمى، فإنَّ سَفك الدماء المعصومة مِنَ الأمور المُحَرَّمة: (فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) [النساء:93].
فإيَّاكَ أنْ تُعينَ مُجرِمًا على جُرمِهِ؛ ولو بشَطر كلمة، يقولُ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ وَلَوْ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ".
ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون على حماية المُجرِمين، والتسَّتر عليهم والدفاع عنهم والاعتداد عنهم، وهم مِنْ أهل الفساد والشرِّ والبلاء؛ فإنَّ هذا مِنَ التعاون على والعدوان؛ دعوا الشرع يحكم بهم ليُخلِّصَ الناسَ مِنْ هذه المصائب والبلايا؛ فإنَّ التعاون مع المُفسِدين، والتَسَتُّر عليهم، وإخفاء آحادهم كُلها خيانة للأُمَّةِ في دينها ودُنياها.
ومِنْ أنواع التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون في أكلِ أموال الباطل؛ بأيّ سببٍ كان، بأي سبيلٍ كان وبأي وسيلةٍ كانت، سواء كان بالأسهم والتلاعُب بها، أو سواء كان بالسِّلَعِ التجارية، والاتفاق على رفع أسعار السِّلَعِ بلا سبب شرعي، كُلّ هذا مِنَ التعاون على أكل أموال الناس بالباطل.
ومِنَ التعاون أيضًا على الإثم والعدوان:
التعاون على أكل أموال العامة، واستحلال أموال الدول بغير حق، وإفساد المشاريع العامة وإخلال مواصَلَتها وتنفيذها، وأخذ الرشوة حتى تُخَفَّض المواصلات وغير ذلك مما يضُرُّ الأُمَّة، كل هذا مِنَ التعاون على الإثم والعدوان.

( يتبع )


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:58 AM   #377


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



تابع – التعاون

ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
ترويج المُخَدِّرات والمُسْكِرات؛ باستيرادها وترويجها وبثّها في شبابنا فإنَّ هذا مِنَ التعاون على الإثم والعدوان؛ لأن هذه أموالٌ خبيثةٌ، مكسبها خبيث ونتائجها سيئة؛ فإنها مِنَ الأموال المُحَرَّمة، وإنَّ اللهَ لعنَ الخمر وشارِبها، وعاصِرها وساقيها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها ومُشتريها، كل ذلك ملعونٌ على لسان محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-.
فالمُخدرات: والمُرَوِّجُ لها والمُسَوِّقُ لها والمُنَفِّذُ لها كلهم شركاء في الإثم والعدوان، نسألُ اللهَ السلامة والعافية.
ومِنَ التعاون على الإثم والعدوان:
التعاون على تعطيل شرع الله، والتعاون بوسائل الإعلام السيئة على بثِّ الشُّبَه والأباطيل ضد الإسلام وتعاليمِهِ؛ فكيف ببعض الإعلاميين -هداهم الله- يتعاونون مع أعداء الإسلام؛ بقتل المسلمين وتشويه سُمْعَتهم، وإظهار ضعفهم وعجزهم، والقدحُ في دينهم ومُعتَقَداتهم، كل هذا من التعاون على الإثم والعدوان.

سوف اتناول من خلال هذا الموضوع المحاور التالية إن شاء الله

1- معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا
2- أهمية التَّعاون
3- التَّرغيب في التَّعاون
4- أقوال العلماء في التَّعاون
5- فوائد التَّعاون
6- أقسام التَّعاون
7- آثار التَّعاون على الإثم والعدوان
8- صورٌ مِن التَّعاون
9- موانع اكتساب التَّعاون
10- الأسباب المعينة على اكتساب التَّعاون
11- نماذج للتَّعاون
12- أصناف النَّاس في التَّعاون
13- التَّعاون بين الحاكم والمحكوم
14- وصايا في الحثِّ على التَّعاون
15- حكمٌ وأمثالٌ في التَّعاون
16- مِن أقوال الحكماء
17- التَّعاون في واحة الشِّعر

(( والله الموفق ))


 

رد مع اقتباس
قديم 08-07-2023, 10:59 AM   #378


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
افتراضي



معنى التَّعاون لغةً واصطلاحًا

معنى التَّعاون لغةً:

العون: الظَّهير على الأمر، وأعانه على الشَّيء: ساعده، واستعان فلانٌ فلانًا وبه: طلب منه العون. وتعاون القوم: أعان بعضهم بعضًا والمعْوانُ: الحَسَن المعُونة للنَّاس، أو كثيرها

معنى التَّعاون اصطلاحًا:

التَّعاون هو: (المساعدة على الحقِّ ابتغاء الأجر مِن الله سبحانه)

يتبع - أهمية التَّعاون


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدعوة الى الاسلام بEnglish ميارا (همســـــات English word) 15 30-05-2023 08:13 PM
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 16 16-09-2021 03:35 PM
الأخلاق في الاسلام 2 الورّاق ( همســـــات الإسلامي ) 8 15-09-2015 07:01 AM
الأخلاق في الاسلام 1 الورّاق ( همســـــات الإسلامي ) 11 21-08-2015 04:27 AM
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام شـوش آلشـريف ( همســـــات الإسلامي ) 26 25-07-2015 06:30 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 08:23 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010