ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات



إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-2023, 05:52 AM   #22


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




الأُلْفَة في واحة الشِّعر ..

قال عليٌّ رضي الله عنه:
عليك بإخوان الصفاء فإنَّهم
عماد إذا استنجدتهم وظهور

وإنَّ قليلًا ألف خلٍّ وصاحب
وإنَّ عدوًا واحدًا لكثير

قال أحمد بن محمَّد بن بكر الأبناوي:
إنَّ القلوب لأجنادٌ مجنَّدة
لله في الأرض بالأهواء تعترف

فما تعارف منها فهو مؤتلف
وما تناكر منها فهو مختلف

وقال منصور بن محمَّد الكريزي:
فما تبصر العينان والقلب آلف
ولا القلب والعينان منطبقان

ولكن هما روحان تعرض ذي لذى
فيعرف هذا ذي فيلتقيان

وقال: محمَّد بن إسحاق بن حبيب الواسطي:
تعارف أرواح الرِّجال إذا التقوا
فمنهم عدو يُتَّقى وخليل

كذاك أمور النَّاس والنَّاس منهم
خفيف إذا صاحبته وثقيل

وقال المنتصر بن بلال الأنصاري:
يزين الفتى في قومه ويشينه
وفي غيرهم أخدانه ومداخله

لكلِّ امرئ شكل مِن النَّاس مثله
وكلُّ امرئ يهوى إلى مَن يشاكله

وقال محمَّد بن عبد الله بن زنجي البغدادي:
إن كنت حُلْتَ، وبي استبدلت مُطَّرحا
وُدًّا فلم تأت مكروهًا ولا بدعا

فكلُّ طير إلى الأشكال موقعها
والفرع يجري إلى الأعراق منتزعا


( تم بعون الله )


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2023, 05:58 AM   #23


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي



موضوعنا القادم سيكون ( البشاشة )
وسنتناول من خلاله المحاور التالية
1- معنى البَشَاشَة لغةً واصطلاحًا
2- الفرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة
3- مدح البَشَاشَة وطلاقة الوجه في السنة النبوية
4- أقوال السَّلف والعلماء في البَشَاشَة وطلاقة الوجه
5- فوائد البَشَاشَة وطلاقة الوجه
6- موانع اكتساب البَشَاشَة
7- الوسائل المعينة على اكتساب البَشَاشَة:
8- نماذج من البشاشة في حياة الرَّسول صلى الله عليه وسلم
9- نماذج من حياة السَّلف والعلماء
10- أقوال وأمثال عن البَشَاشَة وطلاقة الوجه
11- البَشَاشَة وطلاقة الوجه في واحة الشِّعر


 

رد مع اقتباس
قديم 07-06-2023, 10:34 AM   #24


مبارك آل ضرمان غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6704
 تاريخ التسجيل :  22 - 12 - 2015
 العمر : 34
 أخر زيارة : 29-10-2024 (09:03 PM)
 المشاركات : 288,679 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



بورك الطرح الرائع والسلسلة المميزة
للهدى النبوي لنبينا محمد صل الله عليه وسلم
والشكر لكم البراء على التميز والابداع
واصل التميز


 

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2023, 12:15 AM   #25


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي



[COLOR="Blue"]البشاشة

قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} الإسراء، 70.

لقد كرم الله بني آدم وفضله على كثير من خلقه، فاختصه بمميزات وخصائص انفرد بها من دون الكائنات، وهي تشكل عنصراً هاماً في حياته وتعاملاته مع الآخرين، وزوده بقدرات تساعده على التفاهم معهم حتى يستطيع بناء مجتمع إنساني إيجابي يعيش بأمن واستقرار، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} الحجرات، 13, وحتى يحدث التعارف بين الناس فلابد من الاستعداد له، وقسمات الوجه تعبر عن استعداد الإنسان لتقبل الآخر أو رفضه له.
والابتسامة أو البشاشة التي ترتسم على الوجه هي الطريق إلى هذا التعارف والتعامل والتجاوب الأمثل بين الناس، وأما التجهم والعبوس فإنه يغلق أبواب التعارف، الذي من شأنه أن يؤدي إلى التفاهم، فالأرواح جنود مجندة، كما قال المصطفى –صلى الله عليه وسلم-: "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف".
رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يحثنا على البشاشة والابتسام في وجوه الآخرين، لما له من أثر في النفوس وألفة بين القلوب، فكان يعتبر ذلك نوع من أنواع المعروف، لذلك قال: "ولا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق"، أي بوجه باسم وبشوش، كما قال في حديث آخر: "تبسمك في وجه أخيك صدقة".

إن الانفتاح على الآخرين والتعامل معهم يتطلب منا البشاشة والابتسام في وجوههم واحترام آدميتهم، وهي لها وزن كبير وأهمية بالغة عن الله –سبحانه وتعالى- لما لها من آثار حسنة ومردود إيجابي علينا، فيجعلنا نقبل على اداء أعمالنا بهمة ونشاط، وتنجز مصالح العباد بيسر وسهولة.
وأما التجهم والعبوس فليس من الدين في شيء، ولا يعني أن صاحبها صاحب تقوى ووقار، إنما هو إساءة له، ويسبب نفور الآخرين منه، وبهذا التجهم والعبوس تنقطع أواصر العلاقات بين الناس، مما يؤثر سلباً على المجتمع الإسلامي.
إن قدوتنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان دائم البشاشة والابتسام في وجه صحابته، وقد روي عنه انه كان كثيراً ما يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم بالبشاشة والابتسام، ولم يكن عبوساً ولا متجهماً، وروى أنس بن مالك –رضي الله عنه- أنه خدم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما عبس صلى الله عليه وسلم في وجهه أبداً، وروت أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أنه صلى الله عليه وسلم كان في بيته ألين الناس، باسماً ضاحكاً، وكان يحنو على الصغير والكبير، ويقول أبو أمامة –رضي الله عنه- كان صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفساً.
فإسلامنا يحث على البشاشة في وجه الناس، وملاطفتهم ومعاملتهم بالحسنة، ويقول الله تعالى في ذلك: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ......} آل عمران، 159، إنها الرحمة والرأفة واللين واللطف والبشاشة، فلو كان الإسلام عنيفاً متجهماً لما رأيت الناس يدخلون فيه أفواجاً، فهو لا يحث على العبوس...
والبشاشة هي طلاقة الوجه عند اللقاء، تبدو في ملامح الوجه وبسمات الشفاه، كما تبدو في التبسط والتحبب، ومحاولة التقارب وروعة الاستهلال.ومن فقد البشاشة فقد افتقد كسبًا مهمًّا في أول لقاء، والعكس صحيح، فعبوس الوجه يسبِّب الضيق، ويُشعِر الآخر بعدم الرغبة في اللقاء، والابتسامة وحدها عطاءٌ، وتدل على نفس قادرة على البذل للآخرين والاهتمام بالناس والفرح لفرحهم ومشاركتهم في كل أحوالهم، وهي أول العطاء وهي المحددة لما بعدها.وقد بيَّن محمد (صلى الله عليه وسلم) ذلك المعنى، فقال موضِّحًا العلاقة بين العطاء والابتسامة، فقال: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة». فالابتسامة صدقة، والابتسامة رسالة حب وصدق وإخلاص، تعطيها بلا مقابل، فتجني من ورائها الكثير من الخير، والابتسامة تقطع المشكلات وتحلها من بدايتها،أو تسهم في حلها إذا بدأت، والابتسامة تحوِّل العدو إلى صديق، والابتسامة تزيدك قربًا ممن تحب، ويأنس الناس إليك.والابتسامة تقضي على الحزن والكرب، والابتسامة تؤلف القلوب وتيسر المهمات، فإذا قابلت المشكلات بابتسامة، فقد قمت بجزء كبير من حلها؛ لأنك تعد نفسك داخليًّا لمواجهتها، والابتسامة عند النعمة شكر، وعند البلاء رضيً بالقضاء.ولم يكن محمد (صلى الله عليه وسلم) مكتفيًا بأمر أصحابه بالابتسامة، وحثهم عليها فحسب، بل كانت سمة بارزة له.

يقول جرير بن عبد الله البجلي أحد صحابته (رضي الله عنه): «ما رآني رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا ابتسم في وجهي. ويصفه أحد أصحابه بأنه أكثر الناس تبسمًا؛ يقول عبد الله بن الحارث الزبيري (رضي الله عنه): «ما رأيت أحدًا أكثر تبسّمًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)».إن هؤلاء ليسوا من الصحابة المشاهير الذين صحبوه فترة طويلة، ولم تكن لهم أعمال كبيرة منوطة بهم في عهد النبوة، ولم يكونوا من السابقين الأوائل حتى نقول: إنه يرحب بهم، ويكافئهم على أعمالهم، فكيف بمن ضحى وقاتل وجُرح وعُذِّب وتحمل؟لقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يبتسم للجميع دون استثناء، ويفهم منه أنه كان دائمًا مع الناس مبتسمًا، حتى إن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) كان يظن أنه أحب الناس إليه لما يرى من حفاوته، ولهذا سأله عن أحب الناس إليه وهو يرجو أن يكون هو.فعن عمرو بن العاص (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) بعثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك ؟ قال: «عائشة». فقلت مِن الرجال؟ فقال: «أبوها». قلت: ثم من؟ قال: «عمر بن الخطاب. لقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم) ينفذ تعاليم ربه الذي أمره بالرقة والذوق وحسن التعامل مع الناس أجمعين، وها هي آيات القرآن تصفه بذلك: (آل عمران: ١٥٩)،أي: أنك يا محمد! سهل وبشوش، هيّن وليّن، ولو كنت عكس ذلك ما استطعت جمع كل هذه القلوب حولك.
وهكذا كان محمد (صلى الله عليه وسلم) يدعو أصحابه إلى الطلاقة والبشاشة، وحسن اللقاء فكان يقول: «لا تحقرن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» ..ووصفه أحد أصحابه المقربين منه، وهو عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بقوله عن ضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «وكان من أحسن الناس ثغرًا». ويقول سمُرة بن جندب يصف صاحبه محمدًا (صلى الله عليه وسلم): «كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم (صلى الله عليه وسلم)».إنه إذًا لم يكن بالمتجهّم العبوس إظهارًا لجديته ولنبوته، إنما كان هاشًّا باشًّا لغيره.ونحن نرى رجالاً لا تفارق البسمة وجوههم إذا كانوا في مصلحة ذاتية أو تعامل يجلب لهم نفعًا، ولكنهم إذا عادوا إلى بيوتهم وأهليهم يبدلون أوضاعهم ويكسو العبوس وجوههم، ولكن محمدًا (صلى الله عليه وسلم) لم يكن كذلك، تقول زوجته عائشة - رضي الله عنها-: «كان ألين الناس، وأكرم الناس، وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكًا بسّامًا».
ولم يكن تبسُّمه عند الفرح وعند الرضا فحسب، بل كان ربما استعمل بسمته في تخفيف حدة غضبه، وينجح في ذلك، فقد تخلف كعب بن مالك (رضي الله عنه) عن غزوة تبوك ولم يحضر معهم، وبعد أن عاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وذهب كعب يعتذر إليه (والقصة طويلة) قال كعب في سرده لحكايته: «فجئت فسلمت عليه فتبسم تبسُّم المغضب، فقال: ما خلَّفك؟،أي: أنه تبسم وهو غاضب، ولم يبد من غضبه سوى أنه تبسم، كما يقول كعب في نهاية حكايته، وبعد أن أبلغوه قبول الله العفو عنه، يقول: «فلما سلمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو يبرق وجهه من السرور، وكان إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه».ولم يكن محمد (صلى الله عليه وسلم) بسَّامًا مع أصحابه المؤمنين فقط، بل كان بسامًا مع الجميع، حتى مع من يكره، فقد دخل عليه رجل سيئ الخلق فاحش القول، فاستأذن عليه في بيته، فقال: «ائذنوا له»؛ فلما دخل عليه تطلق في وجهه، وألان له الكلام، وانبسط له في الحديث، فسألته زوجه عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقال: «أي عائشة! إن شر الناس من تركه الناس أو وَدَعه الناس اتقاء فحشه». وقال: «إن الله لا يحب الفاحش المتفحش» ، حتى الرجل الفاحش السيئ الخلق تبسَّم النبي في وجهه، وهشَّ له، وعامله معاملة حسنة وهو في بيته.
( يتبع )



 
التعديل الأخير تم بواسطة البراء الحريري ; 08-06-2023 الساعة 12:17 AM

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2023, 12:22 AM   #26


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي




تابع - البشاشة

إن حب الدنيا وحب المال أمر فطري، قد ارتكز في نفوس البشر، ولعلم محمد (صلى الله عليه وسلم) بطبيعة النفوس البشرية وميولها لم يتعجب من صنيعها، بل تبسم إذا رآها في لحظة تفرح بخير الدنيا إذا أقبل، فقد جاء أبو عبيدة بن الجراح (رضي الله عنه) بمال من البحرين، فوافق صلاة الفجر، فلما انصرف من الصلاة تعرضوا له، ولم يتفرقوا، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إليهم حين رآهم، وقال: «أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء؟» قالوا: أجل يا رسول الله!. قال: «فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم».عن أنس (رضي الله عنه) أن رجلاً جاء إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) يوم الجمعة وهو يخطب بالمدينة، فقال: قحط المطر فاستسق ربك، فنظر إلى السماء وما نرى من سحاب، فاستسقى فنشأ السحاب بعضه إلى بعض، ثم مُطِرُوا حتى سالت مثاعب المدينة، فما زالت إلى الجمعة المقبلة ما تقلع، ثم قام ذلك الرجل أو غيره والنبي (صلى الله عليه وسلم) يخطب، فقال: غرقنا فادع ربك يحبسها عنا فضحك، ثم قال: «اللهم حوالينا ولا علينا» مرتين أو ثلاثًا، فجعل السحاب يتصدع عن المدينة يمينًا وشمالاً، يمطر ما حوالينا ولا يمطر منها شيء؛ يريهم الله كرامة نبيه (صلى الله عليه وسلم) وإجابة دعوته .
وفي مواقف الحياة المتكررة من سفر وإقامة، لا تفارق الابتسامة محمدًا (صلى الله عليه وسلم) فعن علي بن ربيعة قال شهدت عليًّا أُتِيّ بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: بسم الله ثلاثًا.فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال : (الزخرف: ١٣ – ١٤) . ثم قال: الحمد لله ثلاثًا، والله أكبر ثلاثًا، سبحانك إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. ثم ضحك. قلت: من أي شيء ضحكتَ يا أمير المؤمنين؟! قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صنع كما صنعتُ ثم ضحك، فقلت: من أي شيء ضحكت يا رسول الله؟!قال: «إن ربك ليعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك».إنها ابتسامة رقيقة شفافة، تخرج على ملامح وجهه، تعبر عن علمه وإدراكه لطبائع النفس البشرية إذا تغيرت بها الأحوال.
إن ابتسامة الرضا كثيرًا ما كانت تبدو على وجه محمد (صلى الله عليه وسلم) مع كل سلوك يراه فيرضى به، أو يعجبه من أصحابه أو أحد ممن معه، فحينما يرى فقهًا من أصحابه في دين الله أو يراهم قد اهتدوا إلى أمر شرعي بفطرتهم كان يسعد ويُسَرّ ويفرح ويبتسم.فقد ذهب جماعة من أصحابه في سفر ومروا على قبيلة عربية ولم يكن معهم طعام، ورفضت القبيلة إطعامهم على الرغم من أن عادة العرب غير ذلك، ولدغت عقرب قَدَم كبيرهم، فسألوهم: هل منكم أحد يرقي من لدغ العقرب؟ فقال واحد منهم: نعم، فقرأ عليه فاتحة القرآن، فشُفي الرجل، وأعطوهم أغنامًا، فرفضوا قبولها، حتى يعودوا إلى رسول الله فذكروا الحادثة له، فابتسم ثم قال: قد أصبتم اقسموا واضربوا لي معكم سهمًا فضحك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) . لقد ظلت ابتسامته تضيء المواطن والقلوب، ولم تنطفئ يومًا، بل إنها لم تنطفئ عن وجهه الكريم حتى في آخر لحظات حياته، فبينما المسلمون في صلاة الفجر لم يفجأهم إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كشف سِتْر حجرة عائشة - رضي الله عنها - فنظر إليهم وهم صفوف فتبسم يضحك .

من خلال هذا الموضوع عن البشاشة سأتناول المحاور التالية
1- معنى البَشَاشَة لغةً واصطلاحًا
2- الفرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة
3- مدح البَشَاشَة وطلاقة الوجه في السنة النبوية
4- أقوال السَّلف والعلماء في البَشَاشَة وطلاقة الوجه
5- فوائد البَشَاشَة وطلاقة الوجه
6- موانع اكتساب البَشَاشَة
7- الوسائل المعينة على اكتساب البَشَاشَة:
8- نماذج من البشاشة في حياة الرَّسول صلى الله عليه وسلم
9- نماذج من حياة السَّلف والعلماء
10- أقوال وأمثال عن البَشَاشَة وطلاقة الوجه
11- البَشَاشَة وطلاقة الوجه في واحة الشِّعر
والله ولي التوفيق


 
التعديل الأخير تم بواسطة البراء الحريري ; 08-06-2023 الساعة 12:25 AM

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2023, 05:48 AM   #27
عازف القيثاره


ملك الأحساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9962
 تاريخ التسجيل :  3 - 4 - 2023
 أخر زيارة : 26-02-2024 (11:46 PM)
 المشاركات : 11,834 [ + ]
 التقييم :  42950700
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بارك الله بك
وبجمال ماطرح هنا
وجزاك خيرآ


 

رد مع اقتباس
قديم 08-06-2023, 03:42 PM   #28


البراء الحريري غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 9970
 تاريخ التسجيل :  4 - 6 - 2023
 أخر زيارة : 04-12-2024 (09:22 PM)
 المشاركات : 18,999 [ + ]
 التقييم :  1141996468
 الدولهـ
Syria
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Darkmagenta
افتراضي



معنى البَشَاشَة لغةً:
البَشَاشَة: هي طلاقة الوجه، وقد بَشِشْت به، أَبَشُّ بَشَاشَةً، ورجل هَشٌّ بَشٌّ، أي طَلْق الوجه طيب .. .
ومن معاني البَشِّ: اللُّطف في المسألة، والإقبال على الرجل، وقيل: هو أن يضحك له، ويلقاه لقاء جميلًا. تقول: بَشِشْت به بَشًّا وبَشَاشَةً. والبَشِيش: الوجه. يقال: رجل مضيء البَشِيش، أي: مضيء الوجه.
والبَشُّ أيضا: فرح الصَّديق بالصَّديق، والتَّبَشْبُش في الأصل التَّبَشُّش، فاستثقل الجمع بين ثلاث شينات، فقلبت إحداهن باءً . .
وقولهم: قد رحب فلان بفلان وبَشَّ به، معنى بَشَّ به: سُّرَّ به، وفرح، وانبسط إليه . .

معنى البَشَاشَة اصطلاحًا:
البَشَاشَة هي: طلاقة الوجه، مع الفرح، والتَّبسُّم، وحسن الإقبال، واللُّطف في المسألة . .
أما طلاقة الوجه: وهو إشراقه حين مقابلة الخلق، وهو ضدُّ العبوس.
وهي أيضًا: السُّرور بمن تلقاه

الفرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة
هناك فرق بين البِشْر والهشاشة والبَشَاشَة، فالبِشْر أول ما يظهر من السُّرور بلُقي من يلقاك، ومنه البِشَارة، وهي أول ما يصل إليك من الخبر السَّار، فإذا وصل إليك ثانيًا،لم يُسَمَّ بشارة، ولهذا قالت الفقهاء: إنَّ من قال: من بشَّرني بمولود من عبيدي فهو حرٌّ. أنه يُعتق أول من يخبره بذلك. وفي المثل: البِشْر علم من أعلام النَّجح.
والهَشَاشَة هي الخفَّة للمعروف، وقد هَشِشْت يا هذا، بكسر الشين، وهو من قولك: شيء هَشٌّ، إذا كان سهل التَّناول، فإذا كان الرَّجل سهل العطاء، قيل: هو هَشٌّ بَيِّنُ الهَشَاشَة.
والبَشَاشَة: إظهار السُّرور بمن تلقاه، وسواء كان أولًا أو أخيرًا

مدح البَشَاشَة وطلاقة الوجه في السنة النبوية
وردت أحاديث من السُّنَّة النَّبويَّة، تحثُّ على البَشَاشَة وطلاقة الوجه، ومن هذه الأحاديث:
- عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه، قال: قال لي النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرنَّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق)) .. .
(قوله صلى الله عليه وسلم: ((ولو أن تلقى أخاك بوجه طَلْق))، روي (طَلْق) على ثلاثة أوجه: إسكان اللام وكسرها، وطليق، بزيادة ياء، ومعناه: سهل منبسط. فيه الحثُّ على فضل المعروف، وما تيسَّر منه وإن قلَّ، حتى طلاقة الوجه عند اللِّقاء) . .
- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق)) . .
قال المباركفوري: (...((وإنَّ من المعروف)) أي: من جملة أفراده، ((أن تلقى أخاك)) أي: المسلم. ((بوجهٍ)) بالتنوين، ((طَلْق)) معناه: يعني تلقاه منبسط الوجه متهلِّله) . .
وقال في ((دليل الفالحين)): (أي بوجه ضاحك مستبشر، وذلك لما فيه من إيناس الأخ المؤمن، ودفع الإيحاش عنه، وجبر خاطره، وبذلك يحصل التَّأليف المطلوب بين المؤمنين) . .
وقال أيضًا: (أي: متهلِّلٌ بالبِشْر والابتسام؛ لأنَّ الظَّاهر عنوان الباطن، فلُقْيَاه بذلك يشعر لمحبَّتك له، وفرحك بلُقْيَاه، والمطلوب من المؤمنين التوادُّ والتحابُّ) . .
- عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرَّجل في أرض الضَّلال لك صدقة، وبصرك للرَّجل الرَّديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشَّوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة)) . .
((تبسُّمك في وجه أخيك)) أي: على وجه الانبساط. صدقة. أي: إحسان إليه، أو لك، فيه ثواب صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، والصَّدقات مختلفة المراتب . .
قال المناوي: (...((تبسُّمك في وجه أخيك)) أي في الإسلام، ((لك صدقة)) يعني: إظهارك له البَشَاشَة، والبِشْر إذا لقيته، تؤجر عليه كما تؤجر على الصَّدقة. قال بعض العارفين: التبسُّم والبِشْر من آثار أنوار القلب، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ [عبس: 38-39] قال ابن عيينة: والبَشَاشَة مصيدة المودَّة، و البِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن. وفيه رَدٌّ على العالم الذي يصَعِّر خدَّه للناس، كأنَّه معرض عنهم، وعلى العابد الذي يعبِّس وجهه ويقطِّب جبينه، كأنَّه منزَّهٌ عن النَّاس، مستقذر لهم، أو غضبان عليهم. قال الغزالي: ولا يعلم المسكين أنَّ الورع ليس في الجبهة حتى يُقَطَّب، ولا في الوجه حتى يُعَفَّر، ولا في الخدِّ حتى يُصَعَّر، ولا في الظَّهر حتى ينحني، ولا في الذَّيل حتى يُضَمَّ، إنَّما الورع في القلب) . .
قال ابن بطَّال: (فيه أنَّ لقاء النَّاس بالتَّبسُّم، وطلاقة الوجه، من أخلاق النُّبوة، وهو مناف للتكبُّر، وجالب للمودَّة)

( يتبع - أقوال السَّلف والعلماء في البَشَاشَة وطلاقة الوجه )


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الدعوة الى الاسلام بEnglish ميارا (همســـــات English word) 15 30-05-2023 08:13 PM
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 16 16-09-2021 03:35 PM
الأخلاق في الاسلام 2 الورّاق ( همســـــات الإسلامي ) 8 15-09-2015 07:01 AM
الأخلاق في الاسلام 1 الورّاق ( همســـــات الإسلامي ) 11 21-08-2015 04:27 AM
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام شـوش آلشـريف ( همســـــات الإسلامي ) 26 25-07-2015 06:30 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 05:00 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010