الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
06-03-2019, 11:37 PM | #344 |
| حكم الركوع و السجود لغير الله تعالى الســــؤال : من المدينة النبوية أ. ش. يقول في سؤال طويل: نعلم أن الركوع والسجود لغير الله شرك أكبر، مخرج من الملة عياذا بالله، لكونهما عبادة تعبدنا الله بها، فمن صرفها لغير الله فقد أشرك به سبحانه، وهناك من قاس القيام لغير الله على الركوع والسجود، من حيث كونه شركا أكبر، واستدل على ذلك بأن القيام عبادة لله، والدليل قوله تعالى: { وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } وقوله سبحانه: { يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } لكن ما نعلم من كلام أهل العلم أنهم يقولون: إن القيام لغير الله محرم فقط، فنود من سماحتكم التوضيح . الإجــابــة ج : القيام لغير الله فيه تفصيل، إذا قام الإنسان للصنم أو لميت يتعبد بذلك هذا شرك بالله عز وجل، أما إذا قام لأخيه يسلم عليه ويصافحه إذا أقبل عليه، أو قام عند دخول من جرت العادة بالقيام له فليس بشرك، لكن يكره القيام للناس إذا دخلوا، كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقوم له الصحابة إذا دخل، لما يعلمون من كراهته لذلك، لكن إذا قام لمقابلة أخيه الوافد الذي زاره، فقابله وصافحه فلا بأس بذلك، وليس من العبادة في هذا، إنما قام للتحية والإكرام، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يقوم لابنته فاطمة، إذا دخلت عليه قام لها، وأخذ بيدها وقبلها وأقعدها في مكانه، وكانت رضي الله عنها إذا دخل عليها أبوها قامت إليه، وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مكانها، ولما تاب الله على كعب بن مالك وصاحبيه، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، ورآه طلحة بن عبيد الله قام إليه يهرول، حتى صافحه وهنأه بالتوبة، ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام، ولما جاء سعد بن معاذ للحكم في بني قريظة قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة : ( قوموا إلى سيدكم ) ، يعني إلى سعد لمقابلته وإكرامه، وإنزاله من على الحمار، فبهذا يعلم أن القيام لغير الله أقسام، منها: قيام للتعظيم على رأسه، وهو جالس تعظيما هذا لا يجوز، وليس بكفر لكنه لا يجوز. ومنها قيام للصنم أو الميت أو الشجر أو الحجر على سبيل العبادة، كالركوع والسجود هذا عبادة لا يجوز وهو من الشرك الأكبر، النوع الثالث: قيام للإكرام، إذا دخل وهم في أمكنتهم هذا مكروه كبعض الطلبة إذا دخل المدرس، أو دخل بعض الأمراء هذا مكروه، القيام الرابع: إذا قام إلى أخيه الوافد عليه كالزائر ليصافحه ويأخذ بيده، هذا لا بأس به بل هو مشروع كما سبق، أما كونه يقف فقط هذا مكروه، أما إذا قام إليه وقابله، وأخذ بيده هذا مستحب، والكراهة محتملة، لكن الأقرب فيها المنع، يقول أنس رضي الله عنه: لم يكن أحد أحب إلينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا لا يقومون إذا دخل عليهم لما يعلمون من كراهته لذلك، فهي محتملة تطلق على التحريم، وتطلق على التنزيه، والغالب عليها عند السلف التحريم، فالمقصود أن الواجب ترك ذلك، وهو أن يقف فقط للمدرس، أو للأمير تركه أولى وأقل أحواله الكراهة الشديدة غير التحريم. و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . |
|
07-03-2019, 12:13 AM | #345 |
| حكم الحلف بغير الله تعالى الســــؤال : لقد قرأت في كتاب جليل للعلامة الفاضل الشيخ عبد العزيز المحمد السلمان أن الحلف بغير الله شرك أصغر ، ولكن بعض الأئمة قالوا : إنه شرك أكبر ، ومن فعل ذلك فقد خرج عن الملة . أفيدونا بارك الله فيكم ! الإجــابــة إن الشرك نوعان : أكبر وأصغر بإجماع المسلمين ، قال الله عز وجل في الشرك الأكبر : } وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { . وقال سبحانه : } وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ { . وقال سبحانه : } إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ { . فهذه الآيات وأشباهها في الشرك الأكبر . ومنه دعاء الأموات والأصنام والأشجار ، والأحجار ، والنجوم ، والجن ، والملائكة ، ونحوهم . والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، والذبح لهم ونحو ذلك . هذا من الشرك الأكبر ، وهكذا اعتقاد أن هؤلاء يصلحون للعبادة ، وإن لم يدعهم . إذا اعتقد أن هؤلاء يدعون من دون الله ، ويستغاث بهم ، وأنه لا بأس بذلك - فإن هذا شرك أكبر وإن لم يفعل . وهكذا اعتقاد السر في حي من الأحياء أنه ينفع ويضر دون الله ، وأنه يصلح لأن يعبد من دون الله ، ولو كان حيا ، كما يفعله بعض ضلال الصوفية لمشايخهم . هذه وأشباهها من الشرك الأكبر ، وهكذا ما يفعله بعض الناس مع الجن ، يدعوهم أو ينذر لهم ، ويذبح لهم خوفا من شرهم ، هذا أيضا من الشرك الأكبر . وهكذا ما يفعله بعض الناس مع الرسل والأنبياء والملائكة ، يدعونهم ويستغيثون بهم وينذرون لهم - هو من الشرك الأكبر ، قال الله عز وجل : } وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ{ ، يعني المشركين . وقال سبحانه وتعالى : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ، وقال عز وجل : } ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ(13) إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ { فسماه شركا ، دعوة غير الله سماها شركا . وقال سبحانه : } وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ { ، فسمى دعاة غير الله كفارا . أما الشرك الأصغر فقد بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - في عدة أحاديث ، منها حديث محمود بن لبيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ! فسئل عنه ، فقال : الرياء ، يقول الله يوم القيامة للمرائين : اذهبوا إلى ما كنتم تراءون في الدنيا ، فانظروا هل تجدون عندهم من جزاء ) وهذا حديث صحيح ، رواه جماعة من أهل العلم بأسانيد صحيحة ، فهو يدل على أن الشرك فيه أصغر وأكبر . فالرياء من جنس الشرك الأصغر ، هو الذي يقرأ يرائي ، أو يصلي بعض الصلوات يرائي الناس ، أو يسبح ويهلل يرائي ، أو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يرائي . يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من سمع سمع الله به ، ومن راءى راءى الله به ) وقال جماعة من علماء التفسير : إن قوله تعالى : } فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا { - نزلت في المرائين . فهذا الرياء إذا وقع من المسلم في بعض الأعمال - فهو شرك أصغر ، وهكذا إذا عاد المريض ، أو فعل أي عبادة من العبادات التي يتقرب بها إلى الله ، فعلها من أجل الرياء ، أو من أجل السمعة - كان شركا أصغر . أما إذا كان فاسد العقيدة كالمنافقين الذين يعتقدون تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم - وإنكار ما جاء به من الهدى ، أو الشك في ذلك ، ثم يصلون مع الناس ، ويصومون ، ويراءونهم بهذا - فهذا شرك أكبر ، وهذا رياء أكبر ؛ لأنهم فاسدو العقيدة ، وإنما أظهروا ما أظهروا تقية ورياء ، فهو كفار كفرا أكبر لفساد العقيدة ، كما قال عز وجل : } إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا(142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ { . عندهم شك وريب وتردد ، فصاروا كفارا كفرا أكبر . وقال في حقهم في الآخرة : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ . بسبب كفرهم الأكبر واعتقادهم الفاسد . ومن الشرك الأصغر الحلف بغير الله ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من حلف بشيء دون الله فقد أشرك ) رواه الإمام أحمد من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - بإسناد صحيح . وأخرجه أبو داود والترمذيمن حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( من حلف بغير الله فقد أشرك أو كفر ) هكذا شك الراوي ، أو المعنى : وكفر ، بأن تكون أو بمعنى الواو ، يعني وقع في الشرك والكفر جميعا . هذا عند أهل العلم شرك أصغر ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم – أقرهم على الحلف بغير الله في أول الإسلام ، ولم ينههم عن ذلك ، ثم نهاهم بعد ذلك . فلو كان شركا أكبر لم يقرهم عليه ؛ لأن الله بعثه بإنكاره من حين بعث في مكة . فعندما أقرهم عليه دهرا من الزمان ، ثم نهاهم في المدينة بعد ذلك دل على أنه شرك أصغر . لو كان أكفر لما أذن فيه أبدا ، بل نهى عنه من أول وهلة . وهكذا قول : ما شاء الله وشاء فلان ، وهو من الله وفلان . هذا أيضا من الشرك الأصغر ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تقولوا : ما شاء الله و شاء فلان ، و لكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان ) ولما جاء في حديث قتيلة عند النسائي : أن اليهود كانوا يقولون للمسلمين : إنكم تشركون ( وفي لفظ : إنكم تنددون ) ، تقولون : ما شاء الله وشاء محمد ، وتقولون : والكعبة . فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شاء محمد ، وفي لفظ : أن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت ، وفي لفظ : قال لهم : قولوا : ما شاء الله وحده . هذا كله يدل أن هذه الأمور من الشرك الأصغر ، وأن الكمال أن يقول : ما شاء الله وحده ، فإن قال : ما شاء الله ثم شاء فلان ، لولا الله ثم فلان – فلا بأس بذلك . وفي حديث الأبرص والأقرع والأعمى في الصحيحين ، أن الملك الذي جاءهم بعدما عافاهم الله من البرص والقرع والعمى ، جاءهم يسألهم يقول : لا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك فدل على جواز مثل هذه العبارة . لكن لو اعتقد من حلف بغير الله أن هذا المحلوف به تصرف في الكون ، أو ينفع ويضر دون الله ، أو أن له مثل عظمة الله - صار شركا أكبر . ومن قال من العلماء : إنه شرك أكبر - فمرادهم إذا عظمه كتعظيم الله ، أو اعتقد فيه أنه يصلح لما يعبد الله به ، أو أنه ينفع ويضر دون الله ، أو ما أشبهه من العقائد الباطلة . فمن حلف به على هذا الاعتقاد صار شركا أكبر ، أما إذا جرى على لسانه الحلف بغير الله كعادة جرت عليها جماعته وأهله وبلاده ، أو جرى عليها سابقا هو واعتادها سابقا ، ولم يقصد أنه معظم كعظمة الله ، أو أنه يتصرف في الكون ، أو أنه يصلح أن يعبد من دون الله . لم يعتقد هذا الاعتقاد ، ولكن جرى على لسانه الحلف بغير الله كعادة كثير من الناس – فهذا من الشرك الأصغر . ويوجد كثير من الناس اعتادوا هذا البلاء ، وقد نسبوا إلى أهل العلم ، لكن لأن العادة غلبت عليهم يتكلمون بهذا ، فتجدهم يقولون : والنبي والأمانة ، مع أنهم من طلبة العلم ومن أهل العلم ، لكن غلبت على لسانه ، واعتادها ، فينسى عند الكلام ، فيتكلم بها . فهذا كله من المنكر ، وكله غلط ، وكله من الشرك الأصغر . والواجب التنبيه على ذلك والتحذير منه ، وألا يتساهل في ذلك . فمن قال : إنه شرك أكبر - فله وجه كما تقدم ، ومن قال : إنه شرك أصغر - فهذا هو الأصل ، أنه شرك أصغر ، كما قال الشيخ عبد العزيز السلمان . ومن قال : إنه شرك أكبر ، كما حكاه السائل عن بعض العلماء – فمراده ، والله أعلم ، ما ذكرنا ، يعني أنه حلف بغير الله معظما له كتعظيم الله ، أو معتقدا فيه أنه يصلح للعبادة ، أو ينفع ويضر ، أو ما أشبه ذلك من العقائد الباطلة ، والله أعلم . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . |
|
07-03-2019, 02:18 AM | #346 |
| حكم تكفير تارك الصلاة و المستهزئ بالقرآن الســــؤال : يقول السائل : هل يجوز للمسلم أن يكفر رجلا مسلما لا يصلي الصلوات المكتوبة ، أو يستهزأ بالقرآن ؟ فهل يجوز أن نقول لمثل هؤلاء : كفار ، و هم يشهدون أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ؟ الإجــابــة : نعم أيها السائل ، إذا وجدت من يشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، يعمل عملا يقتضي كفره وجب أن يكفر، لأن المسلم يكفر بشيء من نواقض الإسلام ، فليس من قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله . معصوما من أن يقع منه مكفر ، لا بل متى وجد المكفر كفر به ، فالذي يستهزئ بالقرآن أو يستهزئ بالرسول صلى الله عليه و سلم أو يستهزئ بالصلاة ، أو بالصيام أو بشيء مما شرعه الله يكون كافرا عند جميع العلماء ، و قد ذكر العلماء ذلك في باب حكم المرتد . فينبغي لك إذا كنت طالب علم أن تراجع كلام أهل العلم ، و إلا فلتعلم أن هذا كفر و ضلال ، و ردة عن الإسلام ، كما قال الله جل و علا : { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } و هكذا الذي يترك الصلاة عمدا و لا يصلي ، هذا كافر أيضا في أصح قولي العلماء ، و إن لم يجحد وجوبها ، متى تركها تهاونا و تكاسلا فإنه يكفر بذلك في أصح قولي العلماء ، لقول النبي عليه الصلاة و السلام : ( رأس الأمر الإسلام ، و عموده الصلاة ) فمن ترك عمود الإسلام فقد كفر ، و لقوله عليه الصلاة و السلام فيما رواه مسلم في الصحيح : ( بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة ) ، و لقوله عليه الصلاة و السلام : ( العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر ) ، هذا هو الصواب من أقوال أهل العلم ، و قال بعض أهل العلم : إنه لا يكفر كفرا أكبر ، بل كفره كفر أصغر ما لم يجحد وجوبها ، فإن جحد وجوبها كفر بالإجماع . أما ما دام يعلم أنها فريضة و لكن يغلب عليه الكسل و التساهل ، و لا يصلي فلا يكفر بذلك عند جمع من أهل العلم ، و لكن يكون عاصيا معصية عظيمة أعظم من معصية الزنا ، و شرب الخمر و نحو ذلك ، و يكون كافرا كفرا دون كفر ، هذا قول جمع من أهل العلم ، و الصواب القول الأول أنه كافر كفرا أكبر ، للأحاديث السابقة و لأدلة أخرى دلت على ذلك فالواجب على أهل الإسلام الحذر من ذلك ، و المحافظة على الصلوات و العناية بها و العناية بأدائها بالجماعة ، هذا هو الواجب على كل مسلم ، و ليس قوله : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله . عاصما من تكفيره إذا وجد منه ناقض من نواقض الإسلام ، كما هو معروف - أيها السائل - فإن الاستهزاء بالدين كفر بالإجماع ، و لو قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أن محمدا رسول الله ، و هكذا لو أنكر البعث بعد الموت ، أو أنكر الجنة أو أنكر النار ، كفر بإجماع المسلمين ، و لو قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا رسول الله ، لأن إنكاره لهذه الأمور تكذيب للرسول صلى الله عليه و سلم ، و تكذيب لله فيما أخبر به في كتابه ، و هكذا لو سب الدين ، أو سب الله سبحانه ، أو سب الرسول ، كفر بالإجماع، و لو أقر بالشهادتين ، و هكذا لو قال : إن صوم رمضان غير واجب ، أو الزكاة مع توافر شروطها غير واجبة ، أو الحج مع الاستطاعة غير واجب ، كفر بالإجماع . فينبغي لك - أيها السائل – و ينبغي لكل مسلم التنبه لهذه الأمور، والحذر من كل ما يسبب الكفر و الخروج عن دائرة الإسلام ، و ينبغي للمؤمن أيضا أن يتفقه في دينه و يتبصر، و أن يحذر من الوقوع فيما حرم الله عليه و هو لا يشعر ، و لا حول و لا قوة إلا بالله . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . |
|
07-03-2019, 02:20 AM | #347 |
| وجوب الإيمان بالقضاء و القدر الســــؤال : يا شيخ عبد العزيز ، الناس يخوضون في موضوع القضاء و القدر ، لعل لكم توجيها في ذلك ؟؟ . الإجــابــة : هذا باب خاضه الأولون أيضا و غلط فيه الغالط ، و الواجب على كل مؤمن و على كل مؤمنة التسليم لله و الإيمان بقدره سبحانه و الحرص على الأخذ بالأسباب النافعة الطيبة و البعد عن الأسباب الضارة ، كما علم الله عباده و كما جعل لهم هدى على ذلك بما أعطاهم من العقول و الأدوات التي يستعينون بها على طاعته ، و ترك معصيته سبحانه و تعالى ، و لا ننصح بالخوض في القضاء و القدر ، بل ينبغي عدم الخوض في هذا الباب ، و الإيمان بأن الله قدر الأشياء ، و علمها و أحصاها و أن ما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن ، و أنه الخلاق العظيم القادر على كل شيء ، و أن جميع الموجودات كلها بخلقه و تكوينه سبحانه و تعالى ، و أن الله سبحانه أعطى العبد عقلا و تصرفا و أسباباً و قدرة على الخير و الشر ، كما يأكل و يشرب ، و يلبس و ينكح ، و يسافر و يقيم وينام و يقوم ، إلي غير ذلك . كذلك يطيع و يعصي ، و الذي نخشى على الخائضين في القضاء و القدر أن ينكروه ؛ لأن قوما خاضوا فيه فأنكروه كالقدرية النفاة ، و قالوا : لا قدر ، زعموا أنهم يخلقون أفعالهم ، و أن الله ما تفضل عليهم بالطاعة و لا قدر عليهم المعصية ، و قوم قالوا : بل تفضل الله بالطاعة ، و لكن ما قدر المعصية فوقعوا في الباطل أيضا ، و قوم خاضوا في القدر فقالوا : إنا مجبورون ، و قالوا : إنهم ليس عليهم شيء ، عصوا أو أطاعوا لا شيء عليهم ؛ لأنهم مجبورون و لا قدرة لهم ، فضلوا و أضلوا ، نسأل الله العافية . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء |
|
07-03-2019, 02:25 AM | #348 |
| [ حكم إدعاء علم الغيب ] الســــؤال : أختنا تسأل و تقول : إن في قريتنا رجلا يدعي علم الغيب ، و أنه يضر و ينفع و يشفي المريض ، و الناس يذهبون إليه و يسألونه حوائجهم ، و هو يقول لهم : إنكم إذا نذرتم للصالحين ، مثلا للحسين أو علي أو العباس ، فيجب عليكم الوفاء بهذا النذر ، فإن لم تفعلوا سينزل بكم عقاب شديد ، و هم يفعلون ما يقول ، بدون تردد و يخشونه كثيرا ، و يدعي النذر لغير وجه الله ، و يقول : أنا متكئ على العباس ، و هو الذي يصيح في رأسي ، و يخبرني بالحقيقة ، لأني رجل صالح . و هم عندما يسمعون هذا الكلام يرتعدون ، خوفا منه ويتضرعون منه خوفا من أن يصيبهم غضبه ، أفتونا و وجهونا جزاكم الله خيرا الإجــابــة : هذا الذي يدعي علم الغيب ، و يزعم أن العباس يصيح في رأسه ، و يعلمه بكل شيء ، و يرى النذر للحسين أو لعلي أو لغيرهم من الموتى ، يتقرب إليهم ، هذا ضال مضل و كافر ، و لا ينبغي الإلتفات إليه و لا التعلق به و لا الخوف منه ، بل هو مدجل مشوش مشعوذ لا خير فيه ، يأتي بهذه الألفاظ للترويج و تخويف العامة ، و ليأكل من أموالهم و يلعب عليهم في هذه الأشياء ، فهذا الرجل يجب أن يرفع أمره إلى الجهة المسئولة إذا كان في البلد جهة مسئولة عن مثل هذا ، حتى يردع عن عمله السيئ ، و حتى يحاسب على عمله القبيح ، و حتى يستتاب فإن تاب و إلا قتل كافرا . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء برنامج سؤال و جواب . |
|
07-03-2019, 02:28 AM | #349 |
| التدريس من قِبَل من تعلم على الكتب لفضيلة الشيخ / صالح بن فوزان الفوزان الســـــؤال : رجل يدرس الناس العلوم الشرعية و عقيدة السلف مع انه لم يتلقى العلم عن المشائخ و العلماء هل يؤخذ عنه العلم ؟ الإجـــابة : ما دام انه ليس عنده تأصيل عن العلماء انما هو متتلمذ على الاوراق و على الكتب فلا ما يؤخذ عنه العلم لانه ما يفهم مذهب السلف و لا يفهم الا عن دراسة على العلماء تلقي على العلماء هذا العلم بالتلقي ليس بالقراءة فقط بالتلقي لكن القراءة مساعدة فقط فلا يعتمد عليها فمثل هذا يقال له متعالم و لا يؤخذ عنه العلم . نعم عنوان الدرس كتاب صفة الصلاة : للعلامة صالح بن فوزان الفوزان 5 محرم 1434 |
|
07-03-2019, 02:31 AM | #350 |
| معرفة علم الغيب من خصائص الله عز وجل الســــؤال : سأل يقول : أتقدم إليكم بالسؤال التالي و الذي يقول : علم الغيب يقتصر على المولى عز و جل دون سواه ، و هناك آيات قرآنية تؤكد انفراد المولى عز و جل دون غيره بذلك ، و لكن نجد في الكثير من الكتب عند اطلاعنا عليها ، أنه يكتب في نهاية الحديث أو العبارة أو الصفحة " الله و رسوله أعلم " فما معنى ذلك ؟ هل إن الرسول صلى الله عليه و سلم يعلم الغيب في حياته و مماته ، أيضا ؟ نرجو من سماحتكم إجابتنا و إفادتنا ، و الإستدلال إذا أمكن بالقرآن الكريم ، جزاكم الله خيرا . الإجــابــة : نعم مثل ما ذكر السائل ، علم الغيب إلى الله عز وجل ، و ليس عند الرسول صلى الله عليه وسلم و لا غيره علم الغيب ، بل هو مختص بالله عز و جل ، كما قال الله سبحانه : { قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ } الآية من سورة النمل . و قال سبحانه و تعالى : { قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } هكذا في سورة الأعراف . و يقول سبحانه : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ } فالغيب إلى الله عز و جل ، مختص به سبحانه و تعالى ، يعلم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف يكون ، و يعلم ما يكون في الآخرة ، و ما في الجنة و النار ، و يعلم الناجين من الهالكين ، و يعلم أهل الجنة و يعلم أهل النار ، و يعلم كل شيء سبحانه و تعالى ، و الرسل إنما يعلمون ما جاءهم به الوحي ، ما أوحى الله به إليهم ، يعلمونه كما قال سبحانه و تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا } فالله يوحي إلى الرسل ما شاء ، كما أوحى إلى نبينا صلى الله عليه و سلم أشياء كثيرة ، من أمر الآخرة و أمر القيامة و أمر الجنة و النار ، و ما يكون في آخر الزمان ، من الدجال و نزول المسيح و هدم الكعبة ، و يأجوج و مأجوج و غير ذلك مما يكون في آخر الزمان ، كل هذا من علم الغيب ، أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه و سلم فعلمنا إياه ، و صار معلوما للناس ، و هكذا ما يعلمه الناس من أمور الغيب ، عند وقوعه ، بلادهم ، أو في غير بلادهم فيكون معلوما لهم بعد وقوعه ، و كانوا لا يعلمونه قبل ذلك ، أما ما يقع في كتب أهل العلم : الله و رسوله أعلم ، فهذا فيما يتعلق بأمور الشرع ، و أحكام الشرع ، و مرادهم يعني في حياته ، يعلم هذه الأشياء عليه الصلاة و السلام ، أما بعد وفاته فلا يعلم ما يكون في العالم ، و لا يدري عما يحدث في العالم ، لأنه بالموت انقطع علمه بأحوال الناس ، عليه الصلاة و السلام ، إلا ما يعرض عليه من الصلاة و السلام عليه ، حيث قال صلى الله عليه و سلم : ( صلوا علي فإن الصلاة تبلغني حيث كنتم ) و في الحديث الصحيح : ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ) . عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ، أما أمور الناس و حوادث الناس و ما يقع منهم من أغلاط و ظلم أو حسنات ، كل هذا لا يعلمه الرسول و لا غيره ، ممن مضى ، ممن مات ، و لا يعلمه من يأتي ، و قد يعلمه من حولهم من الناس ، بمطالعتهم إياه و مشاهدتهم أعمالهم ، من جلسائهم و أهل بلادهم . المقصود أن علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى ، و ما أوحاه الله إلى الرسل فهو من علم الغيب ، الذي أطلعهم عليه سبحانه و تعالى ، و هم أطلعوا الناس عليه و علموه الناس . و قد صح عن رسول الله عليه الصلاة و السلام ، أنه قال : ( يُذاد أناس عن حوضي يوم القيامة ، فأقول : يا ربي ، أمتي أمتي ، و في لفظ فأقول : أصحابي أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) . فبين صلى الله عليه و سلم أنه لا يعلم ، يقال له : ( لا تدري ما أحدثوا بعدك ) و في اللفظ الآخر : ( يذاد أناس عن حوضي ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا من بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : { وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ) فهو صلى الله عليه و سلم إنما يعلم ما أوحاه الله إليه ، و ما كان عند الله من الغيب لا يعلمه سواه سبحانه و تعالى ، و بعد موته لا يعلم حوادث الناس . و بالله التوفيق ، و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , متنوع , الله , الفتاوي , بإذن , ركن |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سجل حضورك بشيء للعروس / متجدد | البرنسيسه فاتنة | (همسات العروس و الازياء والموضة ) | 3089 | 10-03-2022 07:43 PM |
ربِّ زدني علمًا وفقهني في الدين { متجدد إن شاء الله } | قطرات احزان | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 31 | 14-01-2019 10:30 PM |
أحـكـام مخـتـصـرة في مفـطـرات الـصـيام 71 مسألة مختصرة في المفطرات | مرهفة الاحساس | ( قسم الفتاوي الاسلامية ) | 13 | 10-12-2015 03:21 AM |
رمزيات من لستتي متجدد | Мерилин | همسات الأيفون و الأندرويد وسوشيال ميديا | 32 | 19-04-2014 04:25 PM |
قال وقالت .. غرام متجدد ... | RANEEM | (همســــات المقال و الخواطر والنثر ) منقول | 10 | 23-03-2014 06:20 PM |