ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ۞ (المنتديات الاسلاميه) ۞ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-06-2018, 12:42 AM   #22


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



دعـــــــــــــــــــــاء سجــــــــــــــــــــــود التـــــــــــــلاوة ...


{ سَجَدَ وَجْهِيَ للَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ،تعالى ( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْـخَالِقِينَ ) } [ الترميذي ] .


* صحابية الحديث : عائشة رَضِيَ اللهُ عَنهَا.

قوله : " للذي خلقه وشق سمعه وبصره " تخصيص بعد تعميم ؛ أي : فتحهما وأعطاهما الإدراك.

قوله : " بحوله " أي : بتحويله وصرفه الآفات عنهما.

قوله : " وقوته " أي : قدرته بالثبات والإعانة عليهما.






{ اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرَاً، واْجعَلْهَا لِي عِنْدِكَ ذُخْراً، وتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ } [ الترميذي ] .


* صحابي الحديث : عبدالله بن عباس رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.

قوله : " اللهم اكتب لي " أي : أثبت لي بها أي : السجدة - " أجراً " .

قوله : " وضع " أي: حُطَّ.

قوله : " وزراً " أي : ذنباً.

قوله : " ذخراً " أي : كنزاً، وقيل : أجراً ؛ وكرر لأن مقام الدعاء يناسب الإطناب ، وقيل : الأول طلب كتابة الأجر ، وهذا طلب بقائه سالماً من محبط أو مبطل .

قوله : " كما تقبلتها من عبدك داود " حين ( خَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ) سورة ص , الآية : 24. ؛ وهو طلب القبول المطلق.

قال ابن حزم رحمه الله في ( المحلى ) : ( في القرآن أربع عشرة سجدة؛ أولها في آخر ختمة سورة الأعراف، ثم في الرعد، ثم في النحل، ثم في سبحان [أي : الإسراء]، ثم في كهيعص [أي : مَريم]، ثم في الحج في الأولى، وليس قرب آخرها سجدة، ثم في الفرقان، ثم في النمل، ثم في ألم تنزيل [أي : السجدة] ، ثم في ص، ثم في حم فصلت، ثم في والنجم في آخرها، ثم في إذا السماء انشقت عند قوله تعالى ( لا يسجدون ) ، ثم في اقرأ باسم ربك في آخرها ) .


[قال المصحح: والصواب: أن السجدات في القرآن خمس عشرة سجدة؛ لأن سورة الحج فيها سجدتان؛ لحديث عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قلت يا رسول الله، فُضِّلت سورة الحج بسجدتين؟ قال: ( نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما ) [ أبو داود والترميذي وصحح الألباني ].

قال ابن قدامة في ( المغني ) : [ يشترط للسجود ما يشترط لصلاة النافلة ؛ من الطهارتين من الحدث والنجس ، وستر العورة ، واستقبال القبلة، والنية، ولا نعلم فيه خلافاً ، إلا ما رُوي عن عثمان بن عفان رضى الله عنه في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها ، وبه قال سعيد ابن المسيب، قال : ويقول : اللهم لك سَجَدتُ ... ، وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء : يسجد حيث كان وجهه، ولنا قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يقبل الله صلاة بغير طهور ) ؛ فيدخل في عمومه السجود، ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كذات الركوع ] . أ.هـ.

وقال الشوكاني رحمه الله في ( النيل ) : [ ليس في أحاديث سجود التلاوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئاً، وهكذا ليس في الأحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والمكان، وأما ستر العورة، واستقبال القبلة مع الإمكان؛ فقيل: إنه معتبر اتفاقاً، قال ابن حجر في ( الفتح ) : لم يوافق ابن عمر رضى الله عنه أحد على جواز السجود بلا وضوء إلا الشعبي، أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح، وأخرج أيضاً عن أبي عبدالرحمن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ثم يسجد وهو على غير وضوء إلى غير القبلة، وهو يمشي يومئ إيماءً ] انتهى بتصرف.

قلت: والأقرب إلى الصواب فيما يظهر لي؛ الأخذ بما قاله ابن قدامة ، والله أعلم.

وأزيد أيضاً على ما ذكره من الشروط أمراً، وهو عدم فعلها في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.

[ قال المصحح : والصواب: أن سجود التلاوة لا يشترط له ما يشترط لصلاة النفل: من الطهارة عن الحدث والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، ولكن يُستحب ذلك وهو الأفضل، كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، والشيخ ابن باز، وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، أما الجنب فلا يقرأ شيئاً من القرآن حتى يتطهر [ مجموع فتاوى شيخ الإسلام ، وتهذيب السنن لابن القيم ] ؛ ولهذا كان ابن عمر رضى الله عنه ، مع شدة اتباعه للسنة ( ينزل عن راحلته فيهريق الماء ثم يركب فيقرأ السجدة فيسجد ) [ البخاري] .


 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:47 AM   #23


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



التشــــــــــــــــــهد ...

هو قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ ولأن هذا الجزء هو الأشرف من هذا الذكر سمي به.

{ التَّحيَّاتُ لِلَّه، والصَّلواتُ، والطِّيِّباتُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللَّهِ وبَركاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحمداً عَبْدُهُ ورَسُولُه } [ البخاري ومسلم ].

* صحابي الحديث : عبدالله بن مسعود رضى الله عنه.

قوله : " التحيات " جمع تحية ؛ ومعناها السلام ، وقيل : البقاء ، وقيل : العظمة ، وقيل : الملك.

قال المحب الطبري : ( يحتمل أن يكون لفظ التحية مشتركاً بين هذه المعاني ).

وقال الخطابي والبغوي رحمهما الله -: ( المراد بالتحيات لله أنواع التعظيم له ).

قوله : " الصلوات " قيل : المراد الخمس، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل، وقيل : العبادات كلها.

قوله : " الطيبات " أي : ما طاب من الكلام، وحسن أن يثنى به على الله تعالى دون ما لا يليق بصفاته ، وقيل : الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل : الأعمال الصالحة، وهو أعم.

قوله : " السلام عليك أيها النبي " السلام بمعنى السلامة، والسلام من أسماء الله تعالى؛ والمعنى أنه سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد؛

ومعنى قولنا : السلام عليك... الدعاء ؛ أي : سلمت من المكاره، وقيل: معناه اسم الله عليك.

وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمان حياته رضى الله عنه ، وزمان وفاته رضى الله عنه.

وهو قوله رضى الله عنه: ( وهو بين ظهرانينا، فلما قُبض قلنا: السلام على النبي ).

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: ( هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: ((السلام عليك أيها النبي)) بكاف الخطاب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم تركوا الخطاب ، وذكروه بلفظ الغيبة؛ فصاروا يقولون: ( السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ).

وقال العلامة الألباني رحمه الله في ( الصفة ): [ وقول ابن مسعود: ( قلنا: السلام على النبي ) ؛ يعني : أن الصحابة رضى الله عنهم كانوا يقولون ( السلام عليك أيها النبي ) في التشهد والنبي صلى الله عليه وسلم حي، فلما مات عدلوا عن ذلك، وقالوا : ( السلام على النبي ) ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه صلى الله عليه وسلم ، ويؤيده أن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنهَا كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة: ( السلام على النبي ).

قلت : في ظاهر ما نقلته عن العالمين الفاضلين ما يدل على اتفاق الصحابة على ما ذكروه... ولكن فيما يظهر لي في هذه المسألة: أن أقل ما يقال فيها: أنها مسألة مختلف فيها، وأما الراجح:

فالراجح الأخذ بصفة التشهد الذي كان ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته صلى الله عليه وسلم وفعله كثير من الصحابة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ؛ كمثل ما ورد عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه [ انظر الموطأ / هذا من علو شأنه، ومن رفع ذكره واسمه ] أنه كان يخطب على المنبر يعلم الناس التشهد، يقول: قولوا: السلام عليك أيها النبي، وكلهم يسمع الخطبة ويتعلم من عمر رضى الله عنه صفة التشهد ولا ينكر عليه أحد، والصحابة متوافرون في زمنه رضى الله عنه رضى الله عنه وأيضاً ما جاء عن عائشة ، وعن عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر، وأبي موسى الأشعري رضى الله عنهم أجمعين .

وقال الطيبي : ( نحن نتبع لفظ الرسول الذي كان علَّمه الصحابة )، والله أعلم.

[قال المصحح : وهذا هو الصواب وهو أن المصلي يقول في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ) بلفظ المخاطب الحاضر: ( السلام عليك أيها النبي ) قال العلامة البسام رحمه الله: ( لم يقصد بهذه الكاف ( عليك ) المخاطب الحاضر، وإنما قصد بها مجرد السلام: سواء كان حاضراً أو غائباً، بعيداً أو قريباً، حياً أو ميتاً؛ ولذا فإنها تُقال سراً، وإنما اختص النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب، لقوة استحضار المرء هذا السلام الذي كأن صاحبه حاضراً، واختص صلى الله عليه وسلم بكاف الخطاب بالصلاة.

[قال المصحح: وهذا تأويل فاسد، والصواب أن الرحمة هنا: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده، وينعم عليهم] [ انظر شرح العقيدة الواسطية مع شرحها لابن عثيمين ].

قوله : " وبركاته " أي : زيادته من كل خير.

قوله : " السلام علينا " استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء.

قوله : " وعلى عباد الله الصالحين " الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، وتتفاوت درجاته.

قال الحكيم الترمذي : ( من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم ).




 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:48 AM   #24


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



الصـــــــــــــــلاة علـــــــــــى النبــــــــــــــــــــي " صلى الله عليه وسلم " بعــــــــد التشهــــــــــــــــــد ...

{ اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُـحمَّدٍ وعلَى آلِ مُـحمَّدٍ ، كَمَـا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ }[ البخاري ].



* صحابي الحديث : كعب بن عُجرة رضى الله عنه.





{ اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتـِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ } [ مسلم والبخاري ].



* صحابي الحديث : أبو حميد الساعدي المنذر بن سعد بن المنذر رضى الله عنه.



قوله : " اللهم صلِّ على محمد " قال ابن الأثير في ( النهاية ) : ( معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته ) ، وقيل : المعنى لما أمر الله تعالى بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا : اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.


وقيل: صلاة الله سبحانه على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.



قال الخطابي : ( الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛ ومنه الحديث: ( اللهم صلِّ على آل أبي أوفى ) [ البخاري ومسلم] أي: ترحم وبرك ).



قوله : " على آل محمد " قال ابن الأثير رحمه الله في ( النهاية ) : ( اختلف في آل النبي صلى الله عليه وسلم فالأكثر على أنهم أهل بيته، قال الشافعي: دل هذا الحديث يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد [ أبو داود و الترميذي ] ، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، [ و ] قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع ).



قال المصحح: والصواب : أن ( آله صلى الله عليه وسلم ) إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة، أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: ( آله وأتباعه ) فالآل : هم المؤمنون من آل بيت النبي صلى الله عيله وسلم ) [ شرح العقيدة الواسطة لابن عثيمين ].


قوله : " وعلى أزواجه وذريته " أي : نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة ، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.



قوله : " كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم " اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: ( كما صليت ) ؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به، والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً صلى عليه وسلم أفضل من إبراهيم صلى عليه وسلم ، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.



واستحسن كثير من العلماء قول من قال : (( إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طُلب للنبي صلى الله عليه وسلم ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛ فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء وفيهم إبراهيم لمحمد صلى الله عليه وسلم ، فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره )).



قال العلامة ابن القيم معلقاً على هذا القول : ( وهذا أحسن ما قيل، وأحسن منه أن يقال: محمد صلى الله عليه وسلم هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضى الله عنه في قوله تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَـمِينَ } ( محمد من آل إبراهيم ) ، وهذا نص [فإنه]
سورة آل عمران, الآية: 33 ؛ قال ابن عباس:
إذا دخل [ جلاء الأفهام، لابن القيم ] غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله؛ فدخول رسول الله صلى الله عيه وسلم أولى ؛ فيكون قولنا : ( كما صليت على آل إبراهيم ) متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم ، ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم، ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له صلى الله عليه وسلم .

قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم، فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله، وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره ؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛ صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره، فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله وفيهم النبيون ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له، وهي من موجباته ومقتضياته ).


قوله : " بارك " من البركة ؛ وهي الزيادة والثبوت والدوام ؛ أي : أدم شرفه وكرامته وتعظيمه وزد له في ذلك.



قوله : " إنك حميد " أي : محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد، " مجيد " أي: عظيم كريم.



 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:50 AM   #25


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



الدعـــــــــــــــــــــــــاء بعــــــــــــــــد التشهـــــــــــــــــــــد الأخيــــــــــــــــــر قبـــــــــــــل الســــــــــــــــــــــــــــلام ...


{ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْـمَحيَا والـمَمَـاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ } [ البخاري ].


* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .

قوله : " المحيا " بمعنى الحياة ، و " الممات " بمعنى الموت ، وفتنة الحياة التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا ، والشهوات، والجهالات، وأشدها وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، واختلفوا في فتنة الممات، قيل: فتنة القبر ، وقيل: يحتمل أن يراد به الفتنة عند الاحتضار ؛ أضاف الفتنة إلى الموت لقربها منه.


وإذا كان المراد من قوله : " وفتنة الممات " فتنة القبر فيفهم منه التكرار؛ لأن قوله : من عذاب القبر يدل على هذا.


والظاهر أن ليس فيه تكرار ؛ لأن العذاب يزيد على الفتنة، والفتنة سبب له.


قوله : " المسيح الدجال " أما تسميته بالمسيح ؛ فلأن الخير مُسِحَ منه ، فهو مسيح الضلالة ، وقيل : سمي به ؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة، ويقال : رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شِقَّي وَجْهِهِ عينٌ، ولا حاجب إلا استوى ، وقيل : لأنه يمسح الأرض ؛ أي : يقطعها.


وقيل : إنه الذي مُسح خَلْقهُ؛ أي : شُوهَ، فكأنه هرب من الالتباس بالمسيح ابن مريم عليهما السلام ولا التباس؛ لأن عيسى عليه السلام إنما سمي مسيحاً ؛ لأنه كان لا يمسح بيده المباركة ذا عاهة إلا برأ، وقيل : لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بدهن ، وقيل : المسيح الصديق.


وأما تسميته بالدجال ؛ فلأنه خدَّاع ، ملبِّس.


والدجل : الخلط، ويقال: الطلي والتغطية، ودجلة نهر بغداد، سميت بذلك؛ لأنها تغطي الأرض بمائها، وهذا المعنى أيضاً في الدجال ؛ لأنه يغطي الأرض بكثرة أتباعه، وقيل : لأنه مطموس العين من قولهم : دجل الأثر، إذا عفى ودرس ، وقيل : من دجل ؛ أي : كذب ؛ والدجال : الكذاب.


وفائدة التعوذ من شر الدجال في ذلك الوقت، مع علمه بأن الدجال متأخر عن ذلك الزمان بكثير؛ أن ينتشر الخبر، ويشيع بين الأمة من جيل إلى جيل ، وجماعة إلى جماعة بأنه كذاب، مبطل ، مفتري، ساعٍ على وجه الأرض بالفساد، ومموه ساحر، حتى لا يلتبس على المؤمنين أمره عند خروجه، ويتحقق أمره، ويعرفوا أنه على الباطل، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم .




{ اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَسيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الـمَحْيَا والـمَمَـاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الـمَأثَمِ والـمَغْرَمِ } [ مسلم والبخاري ].


* صحابية الحديث : عائشة رضى الله عنه.

وجاء فيه؛ أنه قال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول
الله ، فقال : ( إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف ) صحيح النسائي.


قوله : " المأثم " معناه : الإثم.


وقوله : " المغرم " هو الغُرم ، وهو الدَّين، وقيل : الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.


قوله : " قال له قائل... " وإنما سأل هذا عن وجه الحكمة في كثرة استعاذته صلى الله عليه وسلم من المغرم ؛ فأجاب رسول الله بأن الرجل إذا غرم ، أي : إذا لحقه دين حدَّث فكذب ، بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى ، وهو كاذب فيها ، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف ، بأن يقول : أوفي حقك اليوم الفلاني ، والساعة الفلانية ، ولم يوفه، فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين نعوذ بالله من ذلك -.


وكلمة " ما " في قوله : " ما أكثر ما تستعيذ " للتعجب ؛ أي : ما أكثر استعاذتك من المغرم.





{ اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثيراً، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ البخاري ومسلم ] .


* صحابي الحديث : عبد الله بن عمرو رضى الله عنه.


قوله : " ظلماً كثيراً " بالثاء المثلثة في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم ( كبيراً ) بالباء الموحدة، وكلاهما حسن، وقال النووي رحمه الله في ( الأذكار ) : ((ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً)).


أو يأتي بهذه أحياناً وبالأخرى أحياناً.


وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال صلى الله عليه وسلم : ( استقيموا ولن تحصوا ) [ رواه أحمد وأبن ماجه ] ، وفي الحديث : ( كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون ) [ رواه أحمد والترميذى ].


قوله : " لا يغفر الذنوب إلا أنت " إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار، كما قال تعالى في الحديث القدسي : ( عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ) [ رواه البخاري ومسلم ] . وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله: { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ }سورة آل عمران, الآية: 135. .


فقوله صلى الله عليه وسلم : " ولا يغفر الذنوب إلا أنت " ؛ كقوله تعالى: { وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ }.


قوله :" فاغفر لي مغفرة " إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه.


قوله : " إنك أنت الغفور الرحيم " من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله : " اغفر لي " ، والرحيم مقابل لقوله : " ارحمني ".





{ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ، ومَا أسْرَفْتُ، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ الـمُقَدِّمُ، وأنْتَ الـمُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ } [ مسلم ].


* صحابي الحديث : علي بن أبي طالب رضى الله عنه.


أقول : هذا أيضاً لتعليم الأمة، ولتعظيم الله سبحانه وتعالى، حيث لم يقطع سؤاله منه.


قوله : " ما قدمت " أي: من الذنوب.


قوله : " وما أخرت " ، أي : من الطاعات ، [ وقيل: إن وقع مني ذنب فاغفره لي ] [ مرقاة الفاتيح ].


قوله : " وما أسرفت " أي : وما أكثرت من الذنوب والخطايا، والأوزار والآثام.


قوله : " أنت المقدِّم وأنت المؤخر " معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزل الأشياء منازلها، وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك على ما تقتضيه الحكمة.





{ اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبَادَتِكَ } [ أبو داود والنسائي ].


* صحابي الحديث : معاذ بن جبل رضى الله عنه.


قوله : " ذكرك " يشتمل جميع أنواع الثناء حتى قراءة القرآن، والاشتغال بالعلم الديني.


وإنما قدم الذكر على الشكر؛ لأن العبد إذا لم يكن ذاكراً لم يكن شاكراً، كما قدم في قوله تعالى:{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي }سورة البقرة, الآية: 152.



قوله :" وحسن عبادتك " قيد بالحسن ؛ لأن العبادة الحسنة هي العبادة الخالصة، فالعبادة إذا لم تكن خالصة [صواباً على السنة] لا تقبل، ولا تنفع صاحبها.



 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:52 AM   #26


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي




{ اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ } [ البخاري ].


* صحابي الحديث : سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه.


قوله : " البخل " أي : منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.


قوله : " الجبن " أي : تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.


قوله: " أن أردَّ إلى أرذلِ العمر " هو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.
والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.


قوله : " فتنة الدنيا " ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله : ( يعني : فتنة الدَّجَّال ) ، وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله صلى الله عليه وسلم : ((إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال))[ ابن ماجه وصححه الألباني].


ومعنى " ذرأ " خلق.


قوله : " عذاب القبر " فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛ فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } سورة إبراهيم، الآية: 27. ؛ فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين الإنس والجن ولو سمعوا لصعقوا[ هذا معنى حديث رواه البخاري ومسلم] ، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!




{ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ } [ أبودواد وأبن ماجه ].


* صحابي الحديث :أبو هريرة رضى الله عنه.


أي: اللهم إني أطلب منك الفوز بالجنة، وأن تجيرني من عذاب النار.
ويتضمن هذا الدعاء طلب التوفيق والهداية إلى الأعمال الصالحة المبتغى بها وجه الله تعالى، التي هي سبب للفوز بالجنة، وطلب البعد عن الأعمال السيئة، التي هي سبب لعذاب النار.




{ اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ؛ أحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لي، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسْألُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا والغَضَبِ، وأسْألُكَ القَصْدَ فِي الغِنَى والفَقْرِ، وأسْألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ، وأسْألُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وأسْألُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ الـمَوْتِ، وأسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإيْمَانِ، واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ } [ صحيح النسائي ].


* صحابي الحديث : عمار بن ياسر رضى لله عنه.


قوله : " ما علمت الحياة خيراً لي " أي : إذا كانت الحياة خيراً لي في علمك للغيب، وكذلك التقدير في قوله : " وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي " أي : إذا كانت الوفاة خيراً لي في علمك.


قوله : " خشيتك في الغيب والشهادة " أي : فيما غاب عني وفيما أشاهده، والمراد منه: الخشية في جميع الأحوال.


قوله : " كلمة الحق "أي : التكلم بالحق؛ والمراد: العون والتوفيق على التكلم بالحق.


قوله: " في الرضا والغضب " أي : في حالة الرضا وحالة الغضب، أو المعنى: عند رضاء الراضي، وعند غضب الغاضب.


قوله : " القصد " القصد من الأمور؛ أي : المعتدل الذي لا يميل على أحد طرفي التفريط والإفراط؛ يعني : أسألك الاعتدال والوسط في الفقر والغنى، لا فقراً بالتفريط، ولا غنىً بالإفراط؛ لأن الفقر جداً يستدعي ترك الصبر، المؤدي إلى ارتكاب الطعن في التقدير، والتكلم بأنواع البشاعة، والغنى جداً يؤدي إلى الطغيان والفساد، وخير الأمور أوسطها.


قوله : " نعيماً لا ينفد " أي : لا يفرغ، وهو نعيم الجنة.


قوله : " قرة عين لا تنقطع " كناية عن السرور والفرح، يقال : قرَّتْ عيناه؛ أي : سر بذلك وفرح، وقيل معناه : بلوغ الأمنية حتى ترضى النفس، وتسكن العين، ولا تستشرف إلى غيره.


قوله : " وأسألك الرضا بعد القضاء " أي : بعد قضائك عليَّ بشيء من

الخير والشر؛ أما في الخير فيرضى به ويقنع به، ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر عليه ولا يكفر.


قوله : " وأسألك برد العيش بعد الموت " كناية عن الراحة بعد الموت.


قوله: " وأسألك لذة النظر إلى وجهك " إنما سأل هنا لذة النظر ولم يكتف بسؤال النظر، مبالغة في الرؤية وكثرتها؛ لأنه فرق بين رؤية ورؤية.


قوله : " والشوق " أي : أسألك لذة الشوق إلى لقائك؛ والشوق هو تعلق النفس بالشيء.


قوله : " في غير ضراء " متعلق بقوله : ( أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي ) أي : أحيني إذا أردت حياتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وتوفني إذا أردت وفاتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة عند الموت.


والضراء: الحالة التي تضر، وهي نقيض السراء.
ووصف الضراء بالمضرة، والفتنة بالمضلة للتأكيد والمبالغة.


قوله: " اللهم زينا بزينة الإيمان " أي : بشرائعه؛ لأن الشرائع زينة الإيمان؛ يعني : وفقنا لأداء طاعتك وإقامة شرائعك، حتى تكون لنا زينة في الدنيا والآخرة.


قوله : " هداة " جمع هادي؛ أي : اجمع لنا فينا بين الهدى والاهتداء.




{ اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ يَا أللهُ بأنَّكَ الوَاحِدُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُولَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، أنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ النسائي ].


* صحابي الحديث : مِحْجَن بن الأرْدَع رضى الله عنه.


قوله : " بأنك " الباء سببية؛ أي : بسبب أنك الواحد.


قوله : " الواحد الأحد " لا فرق بين الواحد والأحد؛ أي : الفرد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله تعالى؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.


قوله : " الصمد " هو الذي يُصمد إليه في الحاجات؛ أي : يقصد لكونه قادراً على قضائها، قال الزجاج رحمه الله : ( الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد، فلا سيد فوقه ) ، وقيل: هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، وقيل: هو الذي لا جوف له؛ قال الشعبي رحمه الله: ( هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب ).


قوله : " الذي لم يلد ولم يولد " أي : ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.


قوله : " كفواً " أي : مثلاً ونداً ونظيراً.




{ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لَكَ الحَـمْدَ، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، الـمَنَّانُ، يَا بَدِيْعَ السَّمَـاواتِ والأرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ } [ رواه أهل السنن الأربعه ].


* صحابي الحديث : أنس بن مالك رضى الله عنه.


قوله : " المنان " أي : كثير العطاء، من المنة بمعنى النعمة، والمنة مذمومة من الخلق؛ لأنهم لا يملكون شيئاً، قال صاحب ( الصحاح ) : ( مَن عليه هنا؛ أي : أنعم، والمنان من أسماء الله تعالى ).


قوله : " يا بديع السموات والأرض " أي : مبدعها ومخترعها لا على مثال سبق.


قوله : " يا ذا الجلال والإكرام " أي: صاحب العظمة والسلطان والإنعام والإحسان.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله صلى الله عليه وسلم : ((لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى)).


قال الطيبي : ((فيه دلالة على أن لله تعالى اسماً أعظم إذا دعي به أجاب)).


قال الشوكاني : ((قد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً)).


قال ابن حجر : ((وأرجحها من حيث السند: الله لا إله إلا هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد)).


وقال الجزري : ((وعندي أن الاسم الأعظم: لا إله إلا هو الحي القيوم)).
ورجح ذلك ابن القيم وغيره، والله أعلم.





{ اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأَنِّي أشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَـمْ يَلِدْ وَلَـمْ يُوْلَدْ، ولَـمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ } [ صحيح الترميذى وأبن ماجه].


* صحابي الحديث : بريدة بن الحُصَيْب الأسلمي رضى الله عنه.
قد تقدم شرحه





 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:53 AM   #27


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي



دُعـــــــــــــــــــاءُ صَــــــــــــــــــــــــلاةِ الاستِخَـــــــــــــــــــــــــــــــارَةِ ....


قالَ جَابِرُ بنُ عبدِ الله رضى الله عنه : كانَ رَسولُ الله يُعَلِّمُنا الاسْتِخَارَةَ في الأمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ:{ إذا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَينِ مِنْ غَيْر الفَريْضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ –ويُسمِّي حَاجَتَه –خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري–أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري –أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ } [ البخاري ].

ومَا نَدِمَ مَنْ اسْتَخَارَ الـخَالِقَ، وَشَاوَرَ الـمَخْلُوْقينَ الـمُؤمِنينَ، وتَثَبَّتَ في أمْرِهِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ:[ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى ].
سورة آل عمران، الآية: 159.


قوله : " في الأمور كلها " أي : أمور الدنيا؛ لأن أمور الآخرة لا يحتاج فيها إلى الاستخارة؛ لأن الرجل إذا أراد أن يصلي، أو يصوم، أو يتصدق، لا حاجة [له] إلى الاستخارة، ولكن يحتاج إلى الاستخارة في أمور الدنيا، مثل: السفر، والنكاح، وشراء المركب، وبيعه، وبناء الدار، والانتقال إلى وطن آخر...، ونحو ذلك.


قوله : " كما يعلمنا السورة من القرآن " يدل على شدة اعتنائه صلى الله عليه وسلم بتعليم الاستخارة.

قوله : " إذا هم بالأمر " أي : إذا عزم على القيام بعمل ولم يفعله.


قوله : " فليركع ركعتين " أي : ليصلي ركعتين، وقد يُذكر الركوع ويُراد به الصلاة، كما يُذكر السجود ويُراد به الصلاة، من قبيل ذكر الجزء وإرادة الكل.

قوله : " من غير الفريضة " أي : الصلوات الخمس المكتوبة؛ والمراد النوافل ؛ بأن تكون تلك الركعتان من النافلة؛ قال النووي ‘: ( الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وتحية المسجد...، وغيرها من النوافل ).


قوله : " أستخيرك " أي : أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين؛ لأنك عالم به وأنا جاهل.


قوله : " وأستقدرك " أي : أطلب أن تُقْدِرَني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدرَ لي الخير بسبب قدرتك عليه.


قوله : " ويسمي حاجته " أي : يسمي أمره الذي قصده؛ مثلاً يقول: ((اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي...، أو هذا النكاح...، أو هذا البيع...، ونحو ذلك )).


قوله : " في ديني... " أي : إن كان فيه خير يرجع لديني، ولمعاشي، وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر؛ لأنه رُبَّ شيء يقصد فعله الإنسان يكون فيه خير في ذلك الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه.


قوله : " معاشي " أي : العيش والحياة.


قوله : " فاقدُرْهُ " أي : اقضِ لي به وهيئه.


قوله : " فاصرفه عني " أي : لا تقضِ لي به، ولا ترزقني إياه.


قوله : " واصرفني عنه " أي : لا تيسر لي أن أفعله، وأقلعه من خاطري.


قوله : " حيث كان " أي : الخير؛ والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.


قوله : " ثم أرضني به " أي : اجعلني راضياً بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.


قوله : " نَدِمَ " أي : فعل الشيء ثم كرهه.


والاستخارة تكون مع الله تعالى بطلب الخير منه، والمشاورة تكون مع أهل الرأي والفطنة والصلاح والأمانة بطلب آرائهم في أمره، وليست مع جميع المخلوقين.
والتثبت في الأمر يكون ببذل الجهد، في تحري الأمر الذي يهم بفعله، من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.
قوله[ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ] الآية؛ أمرٌ من الله تعالى لمحمد رسول الله × أن يستعرض آراء أصحابه؛ فيُشرك الجميع في الأمر الذي يَهِم بفعله، ثم يختار ما أشار إليه أكثرهم وأعقلهم، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية.



 

رد مع اقتباس
قديم 09-06-2018, 12:55 AM   #28


تيماء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 7482
 تاريخ التسجيل :  27 - 10 - 2016
 أخر زيارة : 02-01-2023 (09:51 PM)
 المشاركات : 106,153 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Lebanon
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Floralwhite
افتراضي




أذْكَــــــــــــــــارُ الصَّبَـــــــــــــــــاحِ والمَسَـــــــــــــاءِ ...




{ الحمدُ للهِ وَحْدَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْدهُ }.
أراد المصنف من هذا القول؛ الاشتغال بذكر الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وسلم في تلك الأوقات.



( قال المصحح: أردتُ أن يبدأ المسلم بالحمد لله تعالى والثناء عليه،
والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم يذكر الله تعالى )[المصحح]


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :[ لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة ].صحيح أبي داود ... وحسنه الألباني .


قوله : " من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل " أي : أحررها وأخلصها إذ هي من أنفس وأغلى الأنفس.





أعوذ بالله مِنَ الشَّيْطانِ الَّرجيمِ: بسم الله الرحمن الرحيم { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الـْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }. سورة البقرة, الآية: 255.



* صحابي الحديث : أُبي بن كعب رضى الله عنه.



والحديث بتمامه ؛ هو أن أُبي بن كعب رضى الله عنه كان له جُرْنٌ من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم ، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جنيٌّ أم إنسيٌّ؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يدُه يدُ كلبٍ، وشعرُه شعرُ كلب، قال: هذا خَلْقُ الجِنِّ؟!



قال : قد علمتِ الجنُّ أن ما فيهم رجلاً أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال : بلغنا أنك تحبُّ الصدقة، فجئنا نُصيبُ من طعامك، قال : فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...} من قالها حين يُمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يُصْبِحُ أُجيرَ منا حتى يُمسي.
فلما أصبح أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له؟! فقال صلى الله عليه وسلم : ( صدق الخبيث ).



قوله : " جُرن " الجرن هو موضع تجفيف التمر.



قوله : " بدابة شبه الغلام المحتلم " أي : البالغ؛ والمعنى: أنه رأى مخلوقاً حجمه كحجم الغلام البالغ.



قوله : " أُجير " أي : حُفِظَ ووُقي.





بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } .. { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } .. { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الـْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْـجِنَّةِ وَالنَّاسِ } ثلاث مرات . [ الترميذى وأبو داود ].




* صحابي الحديث : عبدالله بن خُبَيب رضى الله عنه .



وجاء في الحديث : من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي؛ كَفَتْهُ من كل شيء.






{ أصْبَحْنَا وَأصْبَحَ الـمُلْكُ للـهِ، وَالـحَمْدُ لِلَّـهِ ،لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، ولَهُ الـحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا في هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وعَذَابٍ فِي القَبْرِ .. وإذَا أمْسَى قَالَ : أمْسَيْنَا وأمْسَى الـمُلْكُ لِلَّـهِ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وشَرِّ مَا بَعْدَهَا } [ مسلم ]



* صحابي الحديث : عبدالله بن مسعود رضى الله عنه.



قوله : " أصبحنا " أو " أمسينا " أي : دخلنا في الصباح ، أو دخلنا في المساء متلبسين بنعمةٍ وحفظٍ من الله تعالى.



قوله : " إذا أمسى " أي : إذا دخل في [المساء]، وفي لفظ " إذا أصبح " أي : إذا دخل [في الصباح].



قوله : " وأصبح الملك لله" ، وأيضاً قوله : " وأمسى الملك لله " أي : استمر دوام الملك والتصرف لله تعالى.



قوله : " رب " أي : يا رب.



قوله : " خير ما في هذا اليوم– أو هذه الليلة - " أي : الخيرات التي تحصل في هذا اليوم – أو هذه الليلة – من خيرات الدنيا والآخرة؛ أما خيرات الدنيا فهي حصول النعم والأمن والسلامة من طوارق الليل وحوادثه... ونحوها، وأما خيرات الآخرة فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليلة بالصلاة والتسبيح، وقراءة القرآن... ونحو ذلك.



قوله : " وخير ما بعده– أو ما بعدها - " أي : أسألك الخيرات التي تعقب هذا اليوم أو هذه الليلة.



قوله : " من الكسل " وهو عدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذوراً، بخلاف العاجز؛ فإنه معذور لعدم القوة وفقدان الاستطاعة.



قوله : " وسوء الكِبَر " أراد به ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال.



قوله : " رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر " وإنما خصَّ عذابي النار والقبر، من بين سائر أعذبة يوم القيامة؛ لشدتهما، وعظم شأنهما؛ أما القبر: فلأنه أول منزل من منازل الآخرة؛ فإن من سلم فيه سلم في الجميع؛ وأما النار: فإن عذابها شديد، نعوذ بالله من ذلك، يا ربّ سلِّم سلِّم.





{ اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنَا، وبِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وإلَيْكَ النُّشُورُ ..... وإذَا أمْسَى قَالَ : اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ أصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوْتُ، وَإليْكَ الـمَصِيْرُ } [ الترميذي ]



* صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه .



قوله : " بك أصبحنا " متعلق بمحذوف؛ فكأنه يريد: بنعمتك أصبحنا، أو بحفظك... أو بذكرك...، وكذلك التقدير في قوله: " وبك أمسينا ".



قوله : " وبك نحيا " يكون في معنى الحال؛ أي : مستجيرين ومستعيذين بك في جميع الأوقات، وسائر الأحوال، في الإصباح والإمساء، والمحيا والممات.



قوله : " وإليك النشور " أي : الإحياء للبعث يوم القيامة.



قوله : " وإليك المصير " أي : المرجع.
وإنما قال في الإصباح :
( وإليك النشور )، وفي الإمساء : ( وإليك المصير ) ؛ لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت، والإمساء يشبه الموت بعد الحياة؛ فلذلك قال فيما يشبه الحياة وإليك النشور ) ، وفيما يشبه الممات: ( وإليك المصير ) رعاية للتناسب والتشاكل، والله أعلم.








{ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنَا عَبْدُكَ، وأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوْءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوْءُ بِذَنْبِي فَاغْفِر لِي فَإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ } [ أخرجة البخاري ] .



* صحابي الحديث : شدَّاد بن أوس رضى الله عنه.



وجاء في الحديث : أن من قالها موقناً بها حين يمسي، فمات من ليلته دخل الجنة، وكذلك إذا أصبح.



قوله : " لا إله إلا أنت خلقتني " اعتراف بالوحدانية والخالقية.



قوله : " وأنا عبدك " اعتراف بالعبودية.



قوله : " وأنا على عهدك ووعدك " أي : عهدك إليَّ بأن أوحدك، وأعترف بألوهيتك ووحدانيتك، ووعدك الجنة لي على هذا؛ يعني: أنا مقيم على توحيدك، وعلى حقيقة وعدك لي.



قوله : " ما استطعت " أي : قدر استطاعتي؛ لأن العبد لا يقدر على الشيء إلا قدر استطاعته.



قوله: " أبوء لك بنعمتك علي " أي : أعترف وأقر لك بما أنعمت به علي.



قوله: " وأبوء بذنبي " أي : أُقِرُّ وأعترف بما اجترحت من الذنب.



قوله : " فإنه " أي : فإن الشأن أنه ( لا يغفر الذنوب إلا أنت ) ؛ لأن غفران الذنوب مخصوص لله تعالى.






{ اللَّهُمَّ إنِّي أصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، ومَلائِكَتِكَ، وجَميْعَ خَلْقِكَ، أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ } (أرْبَعَ مَرَّاتٍ) [ أخرجة أبو داود والبخاري ] .



* صحابي الحديث : أنس بن مالك رضى الله عنه.



وجاء في الحديث : أن مَن قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات، أعتقه الله من النار.



قوله : " وأُشْهد حملة عرشك " ؛ قال تعالى : [ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ] سورة الحاقة, الآية: 17.


قال ابن عباس رضى الله عنه :[ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ] أي: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدَّتهم إلا الله .
وكذا قال الضحَّاك .


وقال الحسن البصري : ( الله أعلم كم هم؟ أثمانية أم ثمانية آلاف؟ ).



قوله : " وملائكتك " ؛ الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله تعالى من نور؛ فعن عائشة ’ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : ( خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ من مارج من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مِـمَّا وُصِفَ لَكُم ) [ رواه مسلم ] .



وعطفه ( جميع خلقك ) على ( ملائكتك ) ؛ من باب عطف العام على الخاص؛ لأن جميع الخلق تتناول الملائكة وغيرهم.


والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات : هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر، أو أن المقام مقام الإشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم؛ إما لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، قبل سائر المخلوقات، وإما لأن الأصل في الشهود العدالة، وهي أتمّ فيهم.



قوله : " أعتق الله " الإعتاق هنا هو التخلُّص عن ذل النار .






{ اللَّهُمَّ مَا أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، فَلَكَ الـحَمْدُ ولَكَ الشُّكْرُ ..... وإذَا أمْسَى قَالَ : اللَّهُمَّ مَا أمْسَى بِي... } [ أخرجه أبو داود والنسائي ].



* صحابي الحديث : عبدالله بن غنَّام رضى الله عنه .



وجاء في الحديث : أن من قالها: فقد أدَّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي؛ فقد أدى شكر ليلته.



قوله : " ما أصبح بي " أي : ما صار مصاحباً بي من نعمة.



قوله : " فمنك " أي : فمن عندك ومن فضلك.



قوله : " وحدك " توكيد لقوله : ( فمنك ) ؛ وأيضاً : ( لا شريك لك ) توكيد لـ ( وحدك ) ؛ بمعنى كل ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا يشاركك في إعطائها غيرك.



قوله : " لك الحمد ولك الشكر" أي : لك الحمد بلساني على ما أعطيت، ولك الشكر بجوارحي على ما أوليت، وإنما جمع بين الحمد والشكر؛ لأن الحمد رأس للشكر، والشكر سبب للزيادة، قال الله تعالى : [ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ] سورة إبراهيم، الآية: 7. ، وشكر المنعم واجب؛ قال تعالى: [ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ] سورة البقرة, الآية: 152.






{ اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ } (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) [ النسائي وأحمد والبخاري ... وحسنه أبن باز وضعف الألباني ].



* صحابي الحديث : أبو بكرة ، نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة رضى الله عنه .



قوله : " اللهم عافني في بدني " أي : سلِّمْني من الآفاتِ والأمراض في بدني.



قوله : " عافني في سمعي... وفي بصري " خاص بعد عام؛ فقوله بدني شامل لكل الجسم، ولكن خصص هاتين الحاستين؛ لأنهما الطريق إلى القلب؛ الذي بصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله.






{ حَسْبِيَ اللهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ } (سَبْعَ مَرَّاتٍ) [ أخرجة أبن السني وضعف الألباني ] .


* صحابي الحديث : أبو الدرداء رضى الله عنه.



وجاء في الحديث : أن من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.



قوله : " حسبي الله " أي : كفاني الله تعالى في كل شيء.



قوله : " عليه توكلت " أي : اعتمدت.






{ اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في دِيْني ودُنْيَاي، وأهْلِي، ومَالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللهُمَّ احْفَظْني مِنْ بيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَميني، وعَنْ شِمَالي، ومِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتي } [ صحيح أبن ماجه ] .



* صحابي الحديث : عبدالله بن عمر رضى الله عنه .



قوله : " العافية " من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي : دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.



أما سؤال العافية في الدين ؛ فهي : دفاع الله كل ما يشين الدين ويضره ، وأما في الدنيا؛ فهي : دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي : دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام ... وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة ... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية .



قوله : " عوراتي " وهي : كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل : جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.



[قال المصحح : والقول الحق : أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الـْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) سورة الأحزاب, الآية: 59. ، قال ابن عباس رضى الله عنه : [ أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة ] تفسير ابن كثير لآية 59 من سورة الأحزاب. . وقال ( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ) سورة النور, الآية: 31.

وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى: ( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) سورة الأحزاب، الآية: 53 . وقالت عائشة ’ في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: ( ...فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه... ) [ البخاري ] . وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي صل الله عليه وسلم : ( المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) [ الترمذي ] . وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.

وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز يقول ذلك [ المصحح ].
والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة .

قوله : " وآمن " من قولك : أمن يؤمن من الأمن .



قوله : " روعاتي " جمع روعة ؛ وهي : المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف .


قوله : " اللهم احفظني من بين يدي... " إلى آخره ، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله : ( من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي ) ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله :
( ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ ) .
سورة الأعراف , الآية: 71.


وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله : ( وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي ) إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.


وأما قوله : " أغتال " والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.

قال الله تعالى: ( قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) . سورة الأنعام، الآية: 65.


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متجدد , المسلم , الله , تظنن , حزن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه البرنس مديح ال قطب ( همســـــات الإسلامي ) 11 13-08-2018 11:37 AM
الفرق بين المسلم الحق والمسلم المتشدد امجد ( همســـــات العام ) 13 01-03-2018 08:57 PM
ترويع المسلم ..! عَبَقُ الجنّه (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 12 22-07-2017 09:03 AM
الاخوة في الاسلام غلآ ( همســـــات الإسلامي ) 19 12-02-2014 01:05 AM
معاملة المسلم للمسلم تحطيم أحلامي ( همســـــات الإسلامي ) 13 01-04-2013 07:31 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010