09-06-2018, 12:56 AM | #29 |
| { اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّموَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَلِيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ } [ أبو داود والترميذى ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه . قوله :" عالم الغيب " منصوب على النداء، وحرف النداء محذوف، تقديره: يا عالم الغيب، ويجوز أن يكون مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت عالم الغيب والشهادة. والغيب: المعدوم، والشهادة: الموجود المدرك كأنه يشاهده. وقيل: الغيب ما غاب عن العباد، والشهادة ما شاهدوه، وقيل: الغيب السر، والشهادة العلانية، وقيل: الغيب الآخرة، والشهادة الدنيا، وقيل: عالم الغيب والشهادة؛ أي: عالم ما كان وما يكون. قوله : " فاطر السموات والأرض " أي : خالق السموات والأرض، يقال: فطر الشيء إذا بدأ وخلق. والكلام فيها، وفي قوله : ( رب كل شيء ) مثل الكلام في ( عالم الغيب ) ؛ من حيث التقدير. قوله : " ومليكه " أي : مالكه. قوله : " من شر نفسي " إنما استعاذ بربه من شر النفس؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ميالة إلى الشهوات واللذات الفانية. والنفس لها معانٍ، والمراد هاهنا المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ولهذا قال صى الله عليه وسلم : ( ومن شر نفسي ). وأما نفس النبي صلى الله عليه وسلم فمجبولة على الخير، وهي نفس مطمئنة، فكيف يتصور منها الشر حتى استعاذ من شرها؟ يجوز أن يكون المراد منه الدوام والثبات على ما هي عليه، أو المراد تعليم الأمة وإرشادهم إلى طريق الدعاء، وهو الأظهر. قوله: " وشر الشيطان " الشيطان اسم لإبليس من شطن إذا بعد؛ سمي به؛ لأنه بَعُد من الرحمة. وقيل : من شاط؛ أي : بطل؛ سمي به لأنه مبطل، والألف والنون فيه للمبالغة. قوله : " وشركه " أي : شرك الشيطان، يروى هذا على وجهين؛ أحدهما: شِرْكه بكسر الشين وسكون الراء؛ ومعناه ما يدعو له الشيطان، ويوسوس له من الإشراك بالله سبحانه، والثاني: وشَرَكه بفتح الشين والراء، يريد حبائل الشيطان ومصايده. قوله : "أن أقترف " أي : أكتسب. قوله : " أو أجُرَّه " أي : أو أجر السوء. قوله : " وإذا أخذت مضجعك " أي : عند النوم. { بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيْمُ } (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) [ أبن ماجه والترميذى وأبو داود ]. * صحابي الحديث : عثمان بن عفان رضى الله عنه . وجاء في الحديث : أن من قالها ثلاثاً إذا أصبح، وثلاثاً إذا أمسى؛ لم يضره شيء. قوله : " بسم الله " أي : بسم الله أستعيذ. قوله : " مع اسمه " أي : مع مصاحبة اسمه. قوله : " ولا في السماء " أي : ولا يضر مع اسمه شيء في السماء؛ يعني: كما أن أهل الأرض في الأمن والسلامة ببركة اسم الله تعالى ومصاحبته، كذلك أهل السماء، والذي يصحب اسم الله ويلازمه، لا يضره شيء؛ أو معناه: الذي لا يضر مع اسمه شيء من جهة الأرض ولا من جهة السماء. قوله : " وهو السميع العليم " أي : السميع بكل المسموعات، والعليم بكل شيء. { رَضِيْتُ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِيْناً، وبِمُحَمَّدٍ نَبيًّا } [ أبن ماجه والنسائي] . * صحابي الحديث : ثوبان بن بُجْدُد رضى الله عنه . وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي، كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة. قوله : " رضيت بالله ربًّا " أي : قنعت به، واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره. [قال المصحح: فلا إله غيره ولا رب سواه فهو ربي ومعبودي]. قوله: " وبالإسلام ديناً " أي: رضيت بالإسلام ديناً؛ بمعنى لم أسْعَ في غير طريق الإسلام، ولم أسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه وسلم . قوله : " وبمحمد " أي : رضيت بمحمد نبياً. قوله : " كان حقاً على الله أن يرضيه " أي : كان واجباً أوجب الله على نفسه أن يرضيه. { يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْـمَتِكَ أسْتَغِيثُ، أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ } [ الحاكم ]. * صحابي الحديث : أنس بن مالك رضى الله عنه. قوله :" يا حي " أي : الدائم البقاء. قوله : " يا قيوم " أي : المبالغ في القيام على شؤون خلقه. قوله :" أصلح لي شأني كله " أي : حالي وأمري. قوله :" ولا تكلني " أي : لا تتركني. قوله : " إلى نفسي طرفة عين " أي : لحظة ولمحة. { أصْبَحْنَا وأصْبَحَ الـمُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ: فَتْحَهُ، ونَصْرَهُ، وَنُورَهُ، وبَرَكَتَهُ، وهُدَاهُ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيْهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ } [ أحمد وضعفه الشيخ الألباني ] . { وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى الـمُلْكُ للَّهِ رَبِّ العَالَمينَ. وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَتْحَهَا، ونَصْرَهَا ونُوْرَهَا، وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيْهَا وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا }. * صحابي الحديث : أبو مالك الأشعري رضى الله عنه. قوله :" فتحه " أو" فتحها "أي : الظفر على المقصود. قوله : " نصره " أو " نصرها " أي : النصرة على العدو. قوله : " نوره " أو " نورها " أي : بالتوفيق إلى العلم والعمل. قوله : " بركته "أو" بركتها "أي : بتيسير الرزق الحلال الطيب. قوله :" هداه "أو "هداها " أي : الثبات على متابعة الهدى ومخالفة الهوى. قال الطيبي رحمه الله: ((قوله: فتحه... وما بعده بيان لقوله: خير هذا اليوم)). قوله :" من شر ما فيه – أو ما فيها - " أي : في هذا اليوم أو هذه الليلة. قوله :" شر ما بعده – أو ما بعدها - " واكتفى به عن سؤال خير ما بعده – أو ما بعدها -؛ إشارة بأن درء المفاسد أهم من جلب المنافع . { أصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ، وعَلَى كَلِمَةِ الإخْلاصِ، وعَلَى دِيْنِ نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عيه وسلم، وعَلَى مِلَّةِ أبِينَا إبْرَاهيمَ، حَنيفاً مُسْلِماً ومَا كَانَ مِنَ الـمُشْرِكِينَ } [ أحمد وأبن السني ]. وإذَا أمْسَى قَالَ : أمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ. * صحابي الحديث : عبدالرحمن بن أبي أبزى رضى الله عنه . قوله : " على فطرة الإسلام "أي : دينه الحق، وقد تَرِد الفطرة بمعنى السنة. قوله : " كلمة الإخلاص " وهي كلمة الشهادة : أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله. قوله : " ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " الظاهر أنه قالها تعليماً لغيره، قال النووي رحمه الله في ((الأذكار)) : ((لعله صلى الله عليه وسلم قال ذلك جهراً ليسمعه غيره، ليتعلم غيره)). قوله :" حنيفاً " أي : مائلاً إلى الدين المستقيم. { سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ } (مِئَةَ مَرَّةٍ) [ مسلم ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه. وجاء في الحديث: ((من قالها مئة مرة حين يصبح وحين يمسي، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه)). قوله :" مئة مرة " تعيين المئة لحكمة يعلمها الشارع، وخفي وجهها علينا. قوله : " بأفضل " أي : بشيء أفضل مما جاء به هذا القائل. قوله : " أو زاد عليه " يدل على أن الزيادة لا تضر في تعيين العدد، بخلاف النقصان. { لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الـمُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ }. (عشر مرات) [ النسائي ] أو ( مرة واحدة ) [ أحمد وأبن ماجه والترميذى ]* صحابي الحديث : أبو عيَّاش؛ قيل: اسمه زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان، وقيل: غير ذلك [ المصحح ]. وجاء في الحديث: ((أن مَن قالها حين يصبح وحين يمسي؛ كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي))[ المصحح ]. قوله : " عدل رقبة "أي : ما يساوي إعتاق رقبة. { لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ علَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ } (مئةَ مَرَّةٍ إذَا أصْبَحَ) [ مسلم والبخاري ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه. وجاء في الحديث: أن مَن قالها مئة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب، وكُتِبَ له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك. { سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كَلِمَاتهِ } (ثلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أصْبَحَ) [ مسلم ]. * صحابية الحديث : جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية ، زوج النبي صلى الله عليه - ورضى الله عنها. والحديث بتمامه : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟!)) قالت : نعم، قال النبي صلى الله عيه وسلم : ((لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن...)) قوله : " في مسجدها " أي : موضع صلاتها. قوله : " سبحان الله وبحمده... مداد كلماته " أي : مثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: في الثواب؛ والمداد هنا مصدر بمعنى المدد؛ وهو ما كثرت به الأشياء. والمراد هنا المبالغة به في الكثرة؛ لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق، ثم زنة العرش؛ ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك، وعبر عنه بهذا؛ أي: ما لا يحصيه عدٌّ كما لا تحصى كلمات الله – تعالى -. |
|
09-06-2018, 12:57 AM | #30 |
| { اللهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ عِلْماً نافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَملاً مُتقَبَّلاً } (إذا أصْبَحَ) [ أبن ماجه والسني ]. * صحابية الحديث : أم سلمة رضى الله عنها. قد تقدم شرحه { أستَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إليهِ } (مِئَةَ مَرَّةٍ في اليَوْمِ) [ مسلم والبخاري ]. * صحابي الحديث : الأغر بن يسار المزني رضى الله عنه. قوله :" أستغفر الله وأتوب إليه " ظاهر[هُ] أنه يطلب المغفرة، ويعزم على التوبة. وقد استُشْكِل وقوع الاستغفار من النبي صلى الله عيه وسلم وهو المعصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية؟ وأجيب بعدة أجوبة؛ منها قول ابن بطال رحمه الله: الأنبياء أشد الناس اجتهاداً في العبادة، لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير؛ أي: أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى، ويحتمل أن يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع... وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكره ومنها أن استغفاره تشريع لأمته، والله أعلم. { أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ } (ثَلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أمْسَى) [ أحمد والنسائي ] * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه. وجاء في الحديث : أن من قالها حين يمسي ثلاث مرات لم تضره حُـمَةٌ تلك الليلة. قوله : " بكلمات الله "أي : أسماء الله تعالى وكتبه. قوله : " التامات "أي : الخالية من النقص. قوله : " حُـمَةٌ " أي : سُمٌّ؛ والمعنى : أنه لا يضرك سمٌّ في تلك الليلة التي قلت فيها هذا الدعاء. { اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنَا مُـحَمَّدٍ } (عَشْرَ مَرَّاتٍ) [ أخرجة الطبراني ]. * صحابي الحديث : أبو الدرداء رضى الله عنه. والحديث بتمامه: قوله : ((من صلى علي حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة )). وقد تقدم شرح الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم |
|
09-06-2018, 12:59 AM | #31 |
| أذْكَـــــــــــــــــــــــارُ النَّــــــــــــــــــــــــــوْمِ ... يَجْمَعُ كَفَّيْهِ ثُمَّ يَنْفُثُ فيهمَا فيَقْرأ فِيْهمَا : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ }{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الـْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْـجِنَّةِ وَالنَّاسِ } ثُمَّ يَمْسَحُ بهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ؛ يَبْدأُ بِهِـمَا عَلَى رَأسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَاأقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ(يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) [ البخاري ومسلم ]. * صحابية الحديث :عائشة رضى الله عنها . قوله : " ثم ينفث " النفث بالفم شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، أما النفث قد يكون معه قليل من الريق وقد لا يكون. قوله : " فيهما " أي: في يديه. والحكمة في هذا الدعاء: أنه استعاذة بالله تعالى مما يحدث من المهالك، ولاسيما من الهوام، والحشرات القتالة، وهو نائم في فراشه، غافل عما يجيء إليه، وعما يحدث له، فإذا انشغل العبد بهذه الآيات عند دخوله في الفراش، كان في حفظ الله تعالى ليلته تلك أجمع. { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الـْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } سورة البقرة, الآية: 255. [ مسلم والبخاري ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه. والحديث بتمامه ؛ هو قول أبي هريرة رضى الله عنه : وكلني رسول الله بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، فقال: إني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟! )) قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة فرحمته، فخليت سبيله، فقال: (( أما إنه سيعود )) ، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، قال: دعني فإني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي صلى الله عليه وسلم :(( يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟! )) قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، فقال: (( أما إنه كذبك وسيعود )) ، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الـْحَيُّ الْقَيُّومُ } حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله: (( ما فعل أسيرك؟ ))، قلت: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، قال: (( أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال؟ ذلك شيطان )). قوله : " يحثو " من حثا يحثو، يقال: حثوت له إذا أعطيته شيئاً يسيراً؛ والمراد هنا أنه كان يأخذ من الصدقة. قوله : " فرصدته " أي : ترقبته. قوله :" صدقك وهو كذوب " أي : صدقك في هذا القول، والحال أنه كذوب. وقد تقدم شرح الآية { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالـْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الـْمَصِيرُ * لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } سورة البقرة, الآيتان: - 286 [ البخاري ]. * صحابي الحديث : أبو مسعود الأنصاري؛ عقبة بن عمرو ابن ثعلبة رضى الله عنه. والحديث بتمامه ؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة؛ كفتاه )). قوله : " كفتاه " أي : كفتاه من الآفات في ليلته. { باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أرْفَعُهُ، فَإنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وإنْ أرْسَلْتَهَا فاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحينَ } [ مسلم والبخاري ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه . وجاء في بداية الحديث؛ قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا قام أحدكم عن فراشه، ثم رجع إليه، فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع؛ فليقل:...)). قوله : " بِصَنفَةِ إزَارِهِ " : الصَّنفَةُ: طرف الإزار مما يلي طُرَّته، وقيل: حاشيته؛ أي جانب كان، والمراد هاهنا الطرف مطلقاً، وأما في الرواية التي جاءت فيها : (( بداخلة إزاره ))؛ فقد قيل: لم يأمره بداخلة الإزار دون خارجته؛ لأن ذلك أبلغ وأجدى؛ لأن المؤتزر إذا ائتزر يأخذ أحد طرفي إزاره بيمينه، والآخر بشماله، فيرد ما أمسكه بشماله على جسده، وذلك داخلة إزاره، ويرد ما أمسكه بيمينه على ما يلي جسده من الإزار، فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره، فإنما يحل بيمينه خارجة الإزار، ويبقى الداخلة بعلقه، وبها يقع النفض. قوله : " مما خَلَفَهُ عليه " أي: ما جاءه من بعد؛ يعني: لعل هامة دنت فصارت فيه بعده. قوله : " فإن أمسكت نفسي " أي: روحي؛ والمراد من النفس هاهنا الروح، لقيام القرينة على ذلك؛ أي: إن حبستها عندك بأن أمتها فارحمها، وإن أرسلتها إلى بدني فاحفظها من شر الشيطان، ومهالك الدنيا بما تحفظ به عبادك الصالحين. { اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَـحْيَاهَا، إنْ أحْيَيْتَها فَاحْفَظْها، وَإنْ أمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَافِيةَ } [ مسلم ]. * صحابي الحديث : عبدالله بن عمر رضى الله عنهما . قوله : " نفسي "أي: روحي. قوله : " لك مماتها ومحياها " أي : بيدك قدرة إماتتها وإحيائها، ولا يقدر على ذلك غيرك، أنت المحيي، وأنت المميت، وأنت على كل شيء قدير. قوله :" إن أحييتها " أي : إن أبقيتها على حياتها (( فاحفظها )) من كل ما يضر ويشين. قوله : " وإن أمتها " أي : فارقتها عن بدني؛ لأن إمَاتة الروح عبارة عن مفارقته البدن. قوله : " أسألك العافية " العافية هي دفاعُ الله عن العبد الأسقامَ والبلايا. { اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ، يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ } [ أبو داود والترميذي ]. * صحابية الحديث : أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضى الله عنها . وجاء في بداية الحديث؛ قولها رضى الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول:... قوله : " أن يرقد " أي : ينام. قوله : " قني " أي : احفظني. قوله : " يوم تبعث عبادك " أي : يوم القيامة. { بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ وَأحْيَا } [ البخاري ومسلم ]. * صحابي الحديث : حذيفة بن اليمان رضى الله عنه . قوله : " باسمك اللهم أموت " أي : على ذكر اسمك أموت. قوله :" وأحيا " أي : باسمك اللهم وبذكرك أحيا، وقيل: معناه: أنت تميتني وأنت تحييني. { سُبْحَانَ اللَّهِ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) وَالـحَمْدُ للَّهِ (ثَلاثاً وَثَلاثينَ) وَاللَّهُ أكْبَرُ (أرْبَعاً وَثَلاثينَ) } [ البخاري ومسلم ]. * صحابي الحديث : علي بن أبي طالب رضى الله عنه. والحديث بتمامه؛ هو قول علي رضى الله عنه : أن فاطمة رضى الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها. قال علي: فجاءنا النبي صلى الله عيله وسلم ، وقد أخذنا مضاجعنا، فقال: (( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟! إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين؛ فإنه خير لكما من خادم )). قوله : " تسأله خادماً " من شدة التعب، وكثرة الطحن بالرحى، ونقل الماء بالقربة، والخادم يطلق على الذكر والأنثى. قوله :" وقد أخذنا مضاجعنا " أي : دخلنا في فراشنا للنوم. قوله : " فسبحا ثلاثاً وثلاثين..." أي: قولوا: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، فصارت مئة. قوله : " فإنه " أي : هذا القول : ((خير لكما من خادم)) معناه: أنكما تتقويان بالذكر، وتستغنيان عن الخادم. { اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَـوَاتِ السَّبْعِ، ورَبَّ الأرْضِ، ورَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ والفُرْقَانِ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيتهِ، اللَّهُمَّ أنْتَ الأوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وأنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وأنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وأنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ } [ مسلم ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه . قوله : " فالق الحب " صفة لقوله: ((ربَّ))، وكذلك ((منزل))؛ و((الفالق)) من الفلق، وهو الشق؛ ومعنى قوله: ((فالق الحب والنوى)) الذي يشق حبة الطعام، ونوى التمر للإنبات. قوله : " منزل التوراة والإنجيل " وهما اسمان أعجميان، واشتقاق التوراة من ((ورى الزند))؛ وهو ما يظهر منه من النور والضياء؛ فسمي التوراة بذلك؛ لأنه قد ظهر به النور والضياء لبني إسرائيل ومن تابعهم، والإنجيل من ((النجل))؛ سمي بالإنجيل؛ لأنه أظهر الدين بعدما درس. قوله : " والقرآن " اسم للمنزل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ؛ من ((قرأ)) إذا جمع؛ سمي القرآن بذلك؛ لأنه يجمع الحروف والكلمات. قوله : " أنت آخذ بناصيته "كناية عن تمكنه من المخلوقات، وأنهم تحت قدرته، وقهره، وسلطته. قوله : " أنت الأول فليس قبلك شيء " والأول هو الذي لا شيء قبله ولا معه؛ فكأن قوله صلى الله عليه وسلم : ((فليس قبلك شيء)) تفسيراً للأول. قوله : " أنت الآخر فليس بعدك شيء " الآخر : الباقي بعد فناء الخلق، المتعالي في أوليته عن الابتداء، كما هو المتعالي في آخريته عن الانتهاء. قوله : " وأنت الظاهر فليس فوقك شيء " معنى الظهور : القهر، والغلبة، وكمال القدرة، وكأن قوله صلى الله عليه وسلم : ((فليس فوقك شيء)) تفسيراً لها، وقيل: الظاهر بآياته الباهرة الدالة على وحدانيته وربوبيته. قوله : " وأنت الباطن فليس دونك شيء "أي : المحتجب عن خلقك، الذي ليس ورائك شيء يكون أبطن منك، حتى لا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك، وقيل: العالم بالخفيات. قوله : " اقض عنا الدين " المراد بالدين هاهنا؛ حقوق الله، وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع. قوله : " واغننا من الفقر " أي : من السؤال الذي يؤدي إلى الذل الناشئ عن الفقر والاحتياج. { الحَـمْدُ للَّهِ الَّذِي أطْعَمَنَا وسَقَانَا، وكَفَانَا، وآوَانا؛ فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ } [ مسلم ]. * صحابي الحديث : أنس بن مالك رضى الله عنه . قوله : " كفانا " أي : أغنانا وقَنَّعنا. قوله : " آوانا " أي : ردنا إلى مأوى لنا، ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم؛ والمأوى: المنزل؛ قال النووي رحمه الله: (( آوانا، قيل معناه: رحمنا )). قوله :" فكم ممن لا كافي له " أي : لا كافي له شأنه. قوله :" ولا مؤوي " أي : لا راحم له، ولا عاطف عليه، قيل معناه: لا وطن له، ولا سكن يأوي إليه. { اللَّهُمَّ عَالِـمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَـوَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَلَيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أَجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ } [ أبو داود والترميذى ]. * صحابي الحديث : عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه . قوله : " فاطر " أي : خالق. قوله :" وشركه " أي : ما يدعو إليه من الإشراك بالله، وقيل: إنها بفتحتين – شَرَكه – أي : حبائله ومصائده. قوله :" وأن أقترف " أي : أكتسب وأعمل. قوله : " أو أجره " من الجر؛ أي : الجذب، والضمير عائد إلى السوء. { يَقْرَاُألــــم تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الـمُلْكَ } سورة الملك وسجدة [ الترمبذى والنسائي ]. * صحابي الحديث : جابر بن عبدالله رضى الله عنه . قوله : " يقرأ ألــــم تنزيل السجدة " أي : سورة السجدة. قوله :" وتبارك..." أي : سورة الملك. والمعنى: لم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم النوم قبل القراءة لهاتين السورتين. { اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وألـْجَأتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لاَ مَلْجَأ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ، وَبِنَبيِّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ } [ البخاري ومسلم ]. *صحابي الحديث : البراء بن عازب رضى الله عنه . وجاء في بداية الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : ((إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شِقِّكَ الأيمن، وقل:...)). قوله : " إذا أتيت مضجعك " أي: فراشك للنوم. قوله : " فتوضأ وضوءك للصلاة " أي : الوضوء الكامل بأركانه وشرائطه. وفي هذا الحديث ثلاث سنن مستحبة ليست واجبة؛ إحداها: الوضوء عند إرادة النوم؛ فإن كان متوضئاً كفاه ذلك الوضوء، والحكمة فيه أن يكون على طهارة مخافة أن يموت من ليلته، وأن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه، وترويعه إياه. الثانية : النوم على الشق الأيمن؛ لأنه رضى الله عنه كان يحب التيامن؛ ولأنه أسرع إلى الانتباه. الثالثة : ذِكْرُ الله تعالى ليكون خاتمة عملهِ. قوله : " اللهم أسلمت نفسي إليك " ، أي : استسلمت، وجعلت نفسي منقادة لك، وطائعة بحكمك. قوله : " وألجأت ظهري إليك " يقال : ألجأت إلى الشيء ؛ أي : اضطررت إليه، ويستعمل في مثل هذا الموضع بمعنى الإسناد، يقال: ألجأت أمري إلى الله؛ أي: أسندته، وقال النووي رحمه الله: (( أي: توكلت عليك، واعتمدتك في أمري كله، كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده إليه )). قوله :" رغبة ورهبة إليك " الرغبة : الحرص والطمع مع الحب، والرهبة: المخافة مع تحرز واضطراب، ومعنى (( إليك )) : صرفت رغبتي فيما أريده إليك، وحاصل المعنى : طمعاً في ثوابك، وخوفاً من عذابك. قوله : " لا ملجأ " أي : لا حصن. قوله : " ولا منجا " أي : لا خلاص. قوله : " منك إلا إليك "أي : لا حصن أعتصم به، ولا خلاص من عذابك، وأخذك إلا إليك. قوله : " آمنت بكتابك الذي أنزلت " أي : صدقت بكتابك الذي أنزلته على نبيك. قوله : " ونبيك الذي أرسلت " ، وفي بعض طرق هذا الحديث، عن البراء رضى الله عنه أنه قال : قلت : وبرسولك الذي أرسلت؟ قال : (( ونبيك )). قيل : إنما ردَّ قوله؛ لأن البيان صار مكرراً من غير إفادة زيادة في المعنى، وذلك مما يأباه البليغ؛ لأنه كان نبيًّا قبل أن كان رسولاً. وقيل أيضاً: إن هذا ذكر ودعاء، فينبغي الاقتصار على اللفظ الوارد، ويتعيَّن أداؤها بحروفها من غير تغيير. واحتجَّ بعض العلماء بهذا الحديث لمنع الرواية بالمعنى، والجمهور على الجواز من العارف العالم. وجاء في نهاية الحديث قوله : (( فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول )). قوله : " فإن مُت من ليلتك مُت على الفطرة " أي : على الإسلام؛ فإن قيل : إذا مات الإنسان على إسلامه، ولم يكن ذكر من هذه الكلمات شيئاً فقد مات على الفطرة لا محالة، فما فائدة ذكر هذه الكلمات؟ أُجيبَ بتنويع الفطرة؛ ففطرة القائلين فطرة المقربين والصالحين، وفطرة الآخرين فطرة عامة المؤمنين، والله أعلم. |
|
09-06-2018, 01:00 AM | #32 |
| دُّعَــــــــــاءُ إذَا تَقَلَّـــــــبَ لَيْـــــــــلاً ... أي : إذا تقلَّب وتلوَّى من جنب إلى جنب [على فراشه]. { لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، ربُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيْزُ الغَفَّارُ } [ أخرجه الحاكم والنسائي ] * صحابية الحديث :عائشة رضى الله عنها قوله : " القهار " هو الذي قهر وغلب كل المخلوقات وذلت له كيف شاء. قوله : " العزيز "هو الذي له العزة الكاملة؛ التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء. قوله : " الغفار " هو الذي له المغفرة والتجاوز الكامل، الذي وسع جميع ذنوب عباده التائبين. ويتضمن هذا الذكر؛ سؤال الله تعالى أن يصرف عنه ما يجده من أرق وقلق وانزعاج. |
|
09-06-2018, 01:01 AM | #33 |
| دُعَـــــاءُ الفَـــــزَعِ فِـــــي النَّـــــوْمِ، ومَــــنْ بُلِــــيَ بالــــوَحْشَةِ ... قوله : " بالوَحشة " قيل: الهَمُّ، وقيل: الخَلوة، وقيل : الخوف. { أَعُوذُ بِكَلِمَـاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وأنْ يَحْضُرُونِ } [ رواه أبو داود وصححه الترميذى ] * صحابي الحديث : عبدالله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه. قوله : " أعوذ بكلمات الله " والمراد بكلمات الله أسماؤه الحسنى، وكتبه المنزلة، وإنما وصفها بالتامات لكونها خالية عن النقص والعوارض، أو بمعنى المحكمات؛ لأن أسماء الله محكمة لا يجري فيها النسخ، والتغيير، والتبديل... ونحو ذلك. قوله :" من غضبه " والغضب نفسه؛ شدة غليان الدم عند حصول أمر مكروه، وذلك بحق المخلوق، وهذا المعنى محال على الله – تعالى – ولكن نَصِفه بما وصفَ به نفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل. [ قال المصحح : الصواب الحق : أن غضب الله تعالى من صفاته الفعلية التي يفعلها إذا شاء على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، فهو يغضب إذا شاء على من يشاء، ولا يشبه غضبه غضب أحد من خلقه، ونصفه تعالى بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله × من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف ولا تمثيل] قوله : " ومن همزات الشياطين " والهمزات جمع همزة، والهمزة النخس؛ والمعنى أن الشياطين يحثون الناس على المعاصي، ويغرونهم عليها، فاستعاذ من نخساتهم، ومن أن يحضروه أصلاً، ويحوموا حوله. قوله :" وأن يحضرون " أصله يحضروني، سقطت الياء للتخفيف؛ أي: وأن يحضر الشياطين عندي في جميع الأحوال. |
|
09-06-2018, 01:02 AM | #34 |
| مَـــــا يَفْعَــــلُ مَـــنْ رَأَى الرُّؤْيــــا أوِ الحُلْــــمَ ... { يَنْفُثُ عَن يَسارِهِ }(ثَلاثاً). { يستعيذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ، ومِنْ شَرِّ مَا رَأَى } (ثَلاثَ مَرَّاتٍ). { لَا يُحَدِّثُ بِهَا أحَداً } [ مسلم والبخاري]. * صحابي الحديث : أبو قتادة بن رِبْعي ، قيل : اسمه الحارث ، وقيل :عمرو رضى الله عنهم . والحديث بتمامه ؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره )) . وفي رواية أخرى : (( الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فلا يحدث به، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من شر ما رأى؛ فإنها لن تضره )). { يتحَوَّلُ عَنْ جَنْبِهِ الذي كَانَ عَلَيْهِ ْ} [ مسلم ]. * صحابي الحديث : جابر بن عبدالله رضى الله عنه . والحديث بتمامه؛ هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه )). { يَقومُ يُصَلِّي إنْ أرَادَ ذَلِكَ }[ مسلم ]. * صحابي الحديث : أبو هريرة رضى الله عنه . والحديث بتمامه رضى الله عنه : هو قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث : [فالرؤْيا] الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرء نفسه؛ فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يُحدِّثُ بها الناس )). قوله : " الرؤيا من الله " الرؤيا كالرؤية، جعل ألف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث، للتفريق بين ما يراه في المنام، وبين ما يراه في اليقظة، والحُلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا؛ ولكن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما، فجعل الرؤيا من الله – تعالى – والحُلم من الشيطان، كأنه كره أن يسمي ما كان من الله – تعالى – وما كان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن القسم الصالح، لـِمَا في صيغة لفظها من الدلالة على مشاهدة الشيء بالبصر، أو البصيرة، وجعل الحُلم عبارة عما كان من الشيطان؛ لأن أصل الكلمة لم تستعمل إلا فيما يخيل إلى الحالم في منامه، ولهذا خص الاحتلام بما يخيل إلى المحتلم في منامه من قضاء الشهوة، وذلك بما لا حقيقة له. هذا إن أتت الرؤيا غير مقيدة، أما إذا جاءت مقيدة، كقوله :" الرؤيا يكرهها " أو قوله : " الرؤيا ثلاث... " ، فهذا يرجع إلى استعمال العرب ولا كراهة فيه، والله أعلم. قوله : " فإذا رأى أحدكم الرؤيا... " إلى آخره؛ تفسير للحلم؛ لأن الحلم هو المكروه، والرؤيا هي المحبوبة. قوله : " فلينفث عن يساره " النفث نفخ لطيف قد يصاحبه شيء قليل من الريق. وإنما أمر أن ينفث عن اليسار؛ لأن الشيطان يأتي ابن آدم من قبل اليسار ليوسوس له في قلبه، والقلب قريب من جهة اليسار، فيأتي الشيطان من جهته القريبة. قوله : " من شرها " الضمير راجع إلى الرؤيا المكروهة. وفيها ثلاثة أوامر: الأول : البصق عن اليسار؛ وذلك ترغيماً للشيطان، وزجراً له. والثاني : الاستعاذة بالله ليأمن من شره، ووسواسه. والثالث : التحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى الرؤيا المكروهة، تفاؤلاً بالقلب من جنب إلى جنب للتحول من هذه الحالة المسيئة إلى الحالة المسرة، كتقليب الرداء في صلاة الاستسقاء، والله أعلم. قوله : " لا يحدث بها الناس " قيل : إنه إذا حدث بها رُبَّما تُفسر تفسيراً مكروهاً على ظاهر صورتها، ويكون محتملاً لوقوعها كذلك بتقدير الله تعالى. واستثنى من ذلك الرؤيا المحبوبة؛ فإنه يحدث بها من يحب؛ لعله يجد تفسيراً يزيده اطمئناناً وتفاؤلاً وسعادة. وأما قوله: " إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب " قيل : المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره، وقيل: إذا قارب وقت القيامة. قوله : " وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً " ظاهره على إطلاقه في كل زمان؛ لأن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته إياها، وقيل : إن هذا يكون في آخر الزمان عند انقطاع العلم وموت العلماء والصالحين. والأول أظهر وأقوى. قوله : " ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة " وهذا الجزء من النبوة؛ وهو الإخبار بالغيب إذا وقع لا يكون إلا صدقاً. قال الخطابي : ((هذا الحديث توكيد لأمر الرؤيا وتحقيق منزلتها)). وقال بعض العلماء: (( معنى الحديث أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة؛ لأنها جزء باق من النبوة ))، والله أعلم. |
|
09-06-2018, 01:03 AM | #35 |
| دُعَـــــاءُ قُنُــــوتِ الوِتْـــرِ... أي : دعاء القيام في صلاة الوتر. ومعنى الوتر الفرد. { اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وتَولَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أعْطَيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ]، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ }[ أخرجه أصحاب السنن الأربعة ]. * صحابي الحديث : الحسن بن علي رضى الله عنه. قوله : " اللهم اهدني " أي : ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى المراتب. قوله : " فيمن هديت " أي : في جملة من هديتهم، أو هديته من الأنبياء والأولياء. قوله :" وعافني فيمن عافيت " أي : بَرِّئني وادفع عني أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء. قوله :" وتولني فيمن توليت " أي : تَوَلَّ أمري ولا تكلني إلى نفسي في جملة من تفضلت عليهم. قوله : " وبارك لي " أي : أكثر الخير لمنفعتي. قوله : " فيما أعطيت" أي : فيما أعطيتني من العز والمال والعلوم والأعمال الصالحة. قوله : " وقني " أي : احفظني. قوله : " شر ما قضيت " أي : ما قدَّرت لي. قوله : " فإنك تقضي " أي : تقدر أو تحكم بكل ما أردت. قوله :" ولا يقضى عليك " فإنه لا معقب لحكمك، ولا يجب عليك شيء. قوله : " وإنه لا يذل " أي: لا يصير ذليلاً. قوله : " من واليت " من الموالاة ضد المعاداة ، قال ابن حجر : (( أي : لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقاً؛ وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه مَن أهانه، وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى، وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور)). قوله : " لا يعز من عاديت " أي لا يعز في الآخرة أو مطلقاً، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامر الله تعالى ولم يجتنب نواهيه. قوله :" تباركت " أي : تكاثر خيرك في الدارين. قوله : " ربنا [وَ] تعاليت " أي : يا ربنا ارتفعت عظمتك، وظهر قهرك وقدرتك على من في الكون، وارتفعت عن مشابهة كل شيء. ******************** { اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوْذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ }[ أخرجه أصحاب السنن الأربعة ] . * صحابي الحديث : علي بن أبي طالب رضى الله عنه. لقد تقدم شرحه *********************************** { اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ بالكَافِريْنَ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ، ونَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الـخَيْرَ، وَلا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنخْضَعُ لَكَ، وَنخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ } [ أخرجه البيهقي في السنن الكبرى وصحح إسناده ]. *هذا أثر من قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه. قوله : " نَحْفِد " أي : نسارع . قوله :" ملحق " بكسر الحاء أو فتحها والأول أشهر : أي : واقع لا محالة بهم. قوله :" نخلع " أي : نترك. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , المسلم , الله , تظنن , حزن |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
واقع العالم الديني وواجب المسلم تجاهه | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 13-08-2018 11:37 AM |
الفرق بين المسلم الحق والمسلم المتشدد | امجد | ( همســـــات العام ) | 13 | 01-03-2018 08:57 PM |
ترويع المسلم ..! | عَبَقُ الجنّه | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 12 | 22-07-2017 09:03 AM |
الاخوة في الاسلام | غلآ | ( همســـــات الإسلامي ) | 19 | 12-02-2014 01:05 AM |
معاملة المسلم للمسلم | تحطيم أحلامي | ( همســـــات الإسلامي ) | 13 | 01-04-2013 07:31 PM |