الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
09-06-2023, 01:40 AM | #43 |
| أقوال السَّلف والعلماء في التَّودُّد - قال الحسن: (التَّقدير نصف الكسب، والتَّودُّد نصف العقل، وحسن طلب الحاجة نصف العلم) . - وسئل الحسن عن حسن الخلق، فقال: (الكرم، والبذلة، والتَّودُّد إلى النَّاس) . - وعن ميمون بن مهران قال: (المروءة: طلاقة الوجه، والتَّودُّد إلى النَّاس، وقضاء الحوائج) . - وقال أبو حاتم: (الواجب على العاقل أنْ يتحبَّب إلى النَّاس بلزوم حسن الخلق، وترك سوء الخلق؛ لأنَّ الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشَّمس الجليد، وإن الخلق السَّيئ ليفسد العمل كما يفسد الخلُّ العسل، وقد تكون في الرَّجل أخلاق كثيرة صالحة كلُّها، وخلق سيئ، فيفسد الخلق السَّيئ الأخلاق الصَّالحة كلَّها) . فوائد التَّودُّد إلى النَّاس: 1- التَّودُّد طريق موصل للحبِّ والألفة، مما يقوي روابط التَّقارب بين الأفراد، ويزيد اللُّحمة بينهم. 2- التَّودُّد وتقوية العلاقات بين النَّاس، أساس لبناء مجتمع قوي مبني على الولاء، والتَّناصر والتَّعاضد والتَّعاون. 3- التَّودُّد يعكس الجمال الرُّوحي، والجانب الأخلاقي الفاضل الذي جاء الإسلام لتكميله وتعزيزه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّما بعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)) . 4- التَّودُّد للنَّاس، وكسب محبتهم وثقتهم مدعاة لتقبل ما يطرح عليهم من أفكار أو ما يُدعون إليه بجهد أقل وبسهولة ويسر، ففرق بين التَّقبل من البشوش اللَّين المحبوب، ومن القاسي العابس الممقوت. 5- التَّودُّد والتَّحبُّب إلى الخلق وسيلة لكسب قلوبهم، وكسب القلوب مدعاة للثَّناء وحسن الذِّكر. 6- من فوائد التَّودُّد التَّراحم بين المسلمين، والتَّراحم موجب لرحمة الله سبحانه وتعالى لمن اتَّصف بهذه الصِّفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرَّاحمون يرحمهم الرَّحمن)) . 7- التَّودُّد سبيل إلى زوال الخصومات والأحقاد، ويؤدِّي إلى تصفية القلوب، ونقائها من هذه الأدران النَّفسية، من الحسد والكره والتَّباغض. أنواع التَّودُّد إلى النَّاس التودد نوعان: 1- تودد محمود: وهو ما كان ناشئًا من محبة معتدلة لأهل الخير والصلاح. 2- تودد مذموم: وهو التودد إلى الكفار والظالمين وفسقة الناس. موانع اكتساب التَّودُّد إلى النَّاس: 1- الكبر والخيلاء فهما من الصِّفات المنافية للتَّودُّد. 2- العبوس في وجوه النَّاس، فهو مانع لكسب وُدِّهم. 3- الغلظة في الكلام، وفظاظة العبارات، وفحش الألفاظ. 4- الشُّحُّ والبخل، مدعاة لمقت صاحبها، وتتنافى مع التَّودُّد للخَلْق. 5- غلظة الطَّبع، والشِّدة في التَّعامل. 6- الجفاء وترك التَّواصل بين النَّاس مع بعضهم، فهو سبب يحول دون استدامة الوُدِّ، وازدياده في القلوب. 7- الخصومات والنزاعات، وكثرة الخلاف. ( يتبع - وسائل معينة على التَّودُّد إلى النَّاس ) |
|
09-06-2023, 01:43 AM | #44 |
| وسائل معينة على التَّودُّد إلى النَّاس وسائل التَّودُّد إلى الخلق كثيرة جدًّا، وتختلف باختلاف الأشخاص والأوقات والأحوال، ولكن نعدد بعضًا من أهم هذه الوسائل، فمنها: 1- حسن الخلق مع البشْر فهو مفتاح قلوبهم، والباعث على مَوَدَّة صاحبه، وممهد له في قلوب النَّاس مكانًا. قال أبو حاتم: (حسن الخلق بَذْر اكتساب المحبَّة، كما أنَّ سوء الخلق بَذْر استجلاب البغْضَة. ومن حَسُن خلقه صان عرضه، ومن ساء خلقه هتك عرضه؛ لأنَّ سوء الخلق يورث الضَّغائن، والضَّغائن إذا تمكَّنت في القلوب أورثت العداوة، والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدِّين، أهوت صاحبها إلى النَّار، إلا أن يتداركه المولى بتفضُّلٍ منه وعفو) . 2- التَّغافل عن الزلَّات، وعدم التَّوقف عند كلِّ خطأ أو كبوة يقع فيها الرَّفيق. قال بعض الحكماء: (وجدت أكثر أمور الدُّنيا لا تجوز إلا بالتَّغافل) . 3- البشَاشَة وطلاقة الوجه، والتَّبسُّم في وجوه النَّاس، مما يقذف الوُدَّ في قلوب البَشَر لصاحبها. 4- الرِّفق ولين الجانب، والأخذ باليُسر والسُّهولة في معاملة النَّاس. 5- التَّواضع، وخفض الجناح، وعدم التَّعالي والتَّكبر عليهم. قال أبو حاتم: (ولكن من أسباب المؤاخاة التي يجب على المرء لزومها: مشي القصد، وخفض الصوت، وقلَّة الإعجاب، ولزوم التَّواضع، وترك الخلاف) . 6- عدم إكثار المؤونات والتَّثقيل عليهم، فالبَشَر مجبولون على كراهية من يكلِّفهم المؤونة، ويشق أو يثقل عليهم. قال أبو حاتم: (ولا يجب للمرء أن يكثر على إخوانه المؤونات، فيبرمهم؛ لأنَّ المرضع إذا كثر مصُّه، ربَّما ضجرت أمه فتلقيه) . وقال أكثم بن صيفي: (تباعدوا في الدِّيار، تقاربوا في الموَدَّة) . 7- تفريج كرب الإخوان، والوقوف إلى جانبهم في الملمَّات والأحزان، ومواساتهم والإحسان لهم. فعن سليمان مولى عبد الصَّمد بن علي: أنَّ المنصور -أمير المؤمنين- قال لابنه المهدي: (اعلم أنَّ رضاء النَّاس غاية لا تُدرك، فتحبَّبْ إليهم بالإحسان جهدك، وتودَّد إليهم بالإفضال، واقصد بإفضالك موضع الحاجة منهم) . 8- الزِّيارة والتَّواصل، والسُّؤال عن الإخوان، وتجنُّب الجفاء بين المتودِّد وبين من يطلب وُدَّه. قال أديب: (الموَدَّة روح، والزِّيارة شخصها) . وقال أبو حاتم: (العاقل يتفقَّد ترك الجفاء مع الإخوان، ويراعي محوها إن بدت منه، ولا يجب أن يستضعف الجفوة اليسيرة؛ لأنَّ من استصغر الصغير يوشك أن يجمع إليه صغيرًا، فإذا الصغير كبير، بل يبلغ مجهوده في محوها؛ لأنه لا خير في الصِّدق إلا مع الوفاء، كما لا خير في الفقه إلا مع الورع، وإنَّ من أخرق الخرق التماس المرء الإخوان بغير وفاء، وطلب الأجر بالرياء، ولا شيء أضيع من مَوَدَّة تُمنح من لا وفاء له) . 9- عدم مقابلة الإساءة منهم بالمثْل، بل من أراد التَّودُّد للبَشَر فليعف وليصفح، وليقابل الإساءة بنقيضها. قال السلمي: (وقابل القطيعة بالصِلَة، والإساءة بالإحسان، والظلم بالصَّبر والغفران) ، فعن عقبة بن عامر قال: ((لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عقبة بن عامر! صِل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك)) . 10- إدخال السُّرور في قلوب النَّاس، والانبساط معهم والمزاح. قال الماوردي: (العاقل يتوخَّى بمزاحه أحد حالين، لا ثالث لهما: أحدهما: إيناس المصاحبين، والتَّودُّد إلى المخالطين، كما قال حكيم لابنه: يا بني اقتصد في مزاحك؛ فإنَّ الإفراط فيه يذهب البهاء، ويجرِّئ السُّفهاء، والتَّقصير فيه نقص بالمؤانسين، وتوحش بالمخاطبين. والثَّاني: أن ينفي من المزاح ما طرأ عليه، وحدث به من هم) . 11- أن يوقر المشايخ ويرحم الصِّبيان، وفي الحديث قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا)) . 12- أن يبدأ من يلقى بالسَّلام قبل الكلام. قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا، أَوَلَا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أفشوا السَّلام بينكم)) . 13- الكلمة الطَّيبة، فهي تقود القلوب إلى محبَّة صاحبها. فقد قال بعضهم ناصحًا: (ولا تمتنع أن تتكلم بما يطيِّب قلوب العامَّة؛ فإنَّ النَّاس ينقادون للكلام أكثر من انقيادهم بالبطش) . 14- الهديَّة، وهي وسيلة ذات أثر كبير على القلوب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تهادوا تحابوا)) ( يتبع – نماذج من التودد ) |
|
09-06-2023, 01:46 AM | #45 |
| نماذج من حياة النَّبي صلى الله عليه وسلم كان هذا الخُلَق واقعًا ملموسًا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتوَدَّد إلى أصحابه، ومن هم حوله، فمن ذلك: - ما روته عائشة رضي الله عنها، من أنَّ رجلًا استأذن على النَّبي صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: ((بئس أخو العشيرة، وبئس ابن العشيرة. فلما جلس تطلَّق النَّبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرَّجل. قالت له عائشة: يا رسول الله! حين رأيت الرَّجل، قلت له كذا وكذا، ثم تطلَّقت في وجهه، وانبسطت إليه. فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة، متى عهدتني فحاشًا؟ إنَّ شر النَّاس عند الله منزلة يوم القيامة، من تركه النَّاس اتقاء شرِّه)) . قال ابن الجوزي: (هذا إنَّما فعله رسول الله على وجه المداراة، فسَنَّ ذلك لأمَّته، فيجوز أن يُستعمل مثل هذا في حق الشِّرِّير والظَّالم) . وقال ابن بطال: (المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للنَّاس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة وسلِّ السَّخيمة) . - ومن ذلك توَدُّده صلى الله عليه وسلم لمن حوله، بتبسُّمه في وجوه أصحابه، ودعائه لهم، فعن جرير رضي الله عنه، قال: ((ما حجبني النَّبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسَّم في وجهي، ولقد شكوت إليه أنِّي لا أثبت على الخيل، فضرب بيده في صدري، وقال: اللهمَّ ثبِّته، واجعله هاديًا مهديًّا)) . - ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم أنَّه ((كان يمرُّ بالصِّبيان فيسلم عليهم)) . - وكان ((إذا لقيه أحد من أصحابه، قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرَّجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده، ناوله إياها فلم ينزع يده منه حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزع يده منه، وإذا لقي أحدًا من أصحابه فتناول أذنه، ناوله إياها ثم لم ينزعها حتى يكون الرَّجل هو الذي ينزعها عنه)) . - ومِنْ توَدُّده صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنَّه: ((كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم)) ( يتبع ) |
|
09-06-2023, 01:48 AM | #46 |
| تابع – نماذج من التودد نماذج من حياة الصَّحابة رضي الله عنهم - عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: ((كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمر، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فاتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو الدَّرداء: ونحن عنده، وفي رواية: أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: أما صاحبكم فقد غامر. فسلَّم وقال: يا رسول الله! إنِّي كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيء، فأسرعت إليه ثمَّ ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: يغفر الله لك يا أبا بكر (ثلاثًا)، ثمَّ إنَّ عمر ندم على ما كان منه، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبا بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجه النَّبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر؛ حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلم (مرتين). فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبت. وقال أبو بكر: صدقت. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ (مرتين)، فما أوذي بعدها)) . ففي الحديث، السعي إلى استجلاب الوُدِّ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وطلبه لإزالة الشَّحناء من قلب عمر تجاهه، رضوان الله عليهم أجمعين. - أيضًا كان الصَّحابة رضي الله عنهم، حريصين على أن يتَّصفوا بهذه الصِّفة، فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يأتي النَّبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له أن يحبِّبَه هو وأمَّه إلى المؤمنين، ويحبِّب المؤمنين إليهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: ((يا رسول الله! ادع الله أن يحبِّبني أنا وأمِّي إلى عباده المؤمنين، ويحبِّبهم إلينا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ حبِّب عُبَيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمَّه إلى عبادك المؤمنين، وحبِّب إليهم المؤمنين. فما خُلِقَ مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبَّني)) ( يتبع ) |
|
09-06-2023, 01:51 AM | #47 |
| تابع – نماذج من التودد نماذج من العلماء والسَّلف - ابن قيِّم الجوزيَّة، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر: قال ابن كثير في ترجمته: (وكان حَسن القراءة والخُلُق، كثير التَّوَدُّد، لا يحسد أحدًا، ولا يؤذيه، ولا يستعيبه، ولا يحقد على أحد) . - ابن مالك، إمام العربية، أبو عبد الله محمَّد بن عبد الله الطَّائي الجياني: قيل في ترجمته: (وتقدَّم وساد في علم النَّحو والقراءات، ورَبَا على كثير ممَّن تقدَّمه في هذا الشَّأن، مع الدِّين والصِّدق، وحسن السَّمت، وكثرة النَّوافل، وكمال العقل والوقار، والـتَّوَدُّد، وانتفع به الطلبة) . - القاضي علاء الدين أبو الحسن علي التَّنوخي الدمشقي الحنبلي: قيل في ترجمته: (كان رجلًا وافر العقل، حَسن الخلق، كثير التَّوَدُّد) . - القاضي محمد بن إبراهيم بن إسحاق السلمي المناوي، ثم القاهري : قيل في ترجمته: (كان كثير التَّودُّد إلى النَّاس، مُعَظَّمًا عند الخاص والعام، ومُحَبَّبًا إليهم). - الفقيه الحنبلي المقرئ المحدِّث، أمين الدِّين أبو عبد الله محمَّد البعلي: قال البرزالي عنه: (كان شيخًا جليلًا، حَسن الوجه، بَهي المنظر، له سمت حسن، وعليه سكينة، ولديه فضل كثير، فصيح العبارة، حَسِن الكلام، له قبول من النَّاس، وهو كثير التَّوَدُّد إليهم، قاض للحقوق) . - شمس الدِّين أبو عبد الله محمَّد بن أبي بكر، المعروف بابن المهيني: جاء في ترجمته: (كان بشوش الوجه، حَسن الشكل، كثير التَّوَدُّد للنَّاس) . - الشيخ الفرضي المحدِّث، عماد الدين أبو عبد الله الدمياطي: جاء في ترجمته: (كان حلو المحادثة، كثير التَّوَدُّد، غزير المحاسن) ( يتبع – أقوال وأمثال في التودد ) |
|
09-06-2023, 01:53 AM | #48 |
| أقوالٌ وأمثالٌ في التَّودُّد: - قيل لعبد الملك بن مروان: (ما أفدت في ملكك هذا؟ قال: مَوَدَّة الرِّجال) . - وقال بعض الحكماء: (من علامة الإقبال اصطناع الرِّجال) . - وقال بعض البلغاء: (من استصلح عدوه، زاد في عدده، ومن استفسد صديقه، نقص من عدده) . - وروي عن لُقْمان أنَّه قال لابنه: (يا بنيَّ تَوَدَّدْ إلى النَّاس، فإنَّ التَّوَدُّد إليهم أمنٌ، ومعاداتهم خوفٌ) . - وقال المنصور: (إذا أحببت المحمدة من النَّاس بلا مؤونة، فالْقَهم ببِشْر حَسَن) . - وقال بعض الظُّرفاء عن الظُّرف: (التَّوَدُّد إلى الإخوان، وكفُّ الأذى عن الجيران) . - وقال أبو شروان لوزيره بزرجمهر: (ما الشيء الذي يعز به السُّلطان؟ قال الطَّاعة، قال: فما سبب الطَّاعة، قال التَّوَدُّد إلى الخاصَّة والعامَّة) . - ويقال: (الأناة حُسْنٌ، والتَّودُّد يُمْنٌ) . - وقيل: (استدم مَوَدَّة أخيك بترك الخلاف عليه، ما لم تكن عليه منقة أو غضاضة) . - وقيل: (بإحياء الملاطفة، تستمال القلوب العارفة) . - وقال الحسن بن وهب: (من حقوق الموَدَّة، أخذ عفو الإخوان، والإغضاء عن تقصيرٍ إن كان) . - وقالت الحكماء: (دواء الموَدَّة كثرة التَّعاهد) . - ولبعض الحكماء من السَّلف: (عاشروا النَّاس، فإن عشتم حنُّوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم) . - وقال بعض الحكماء: (من جاد لك بمودَّته، فقد جعلك عديل نفسه) . - ومن كلام العرب: (خطب وُدَّ فلان)، أي: أرضاه، تودَّد إليه، طلب صداقته . - ومن كلام العرب (تغازل الصَّديقان): أي: تودَّد كلٌّ منهما إلى الآخر في محادثته ( يتبع – التودد في واحة الشعر ) |
|
09-06-2023, 01:58 AM | #49 |
| التَّوَدُّد في واحة الشِّعر أنشد البغدادي: خالقِ النَّاسَ بخلقٍ حسن لا تكنْ كلبًا على النَّاس يَهِر والْقَهُمْ منك ببِشْر ثمَّ صنْ عنهم عرضَك عن كلِّ قَذِر وأنشد محمَّد بن إبراهيم اليعمري: حافظْ على الخلقِ الجميلِ ومزْ به ما بالجميلِ وبالقبيحِ خفاءُ إن ضاق مالُك عن صديقِك فالقَه بالبِشْرِ منك إذا يحين لقاءُ وأنشد علي بن محمَّد البسامي: أعاشرُ معشري في كلِّ أمرٍ بأحسنِ ما أريتُ وما رأيتُ وأجتنبُ المقابحَ حيث كانت وأتركُ ما هويتُ وما فريتُ وقال ابن الرُّومي: فكثِّرْ مِن الإخوانِ ما اسطعتَ إنَّهمُ بطونٌ إذا استنجدتهم وظهورُ وليس كثيرًا ألفُ خلٍّ وصاحبٍ وإنَّ عدوًّا واحدًا لكثيرُ وقال أبو العتاهية: إنَّ في صحةِ الإخاءِ من النَّاسِ وفي خلةِ الوفاءِ لقلَّه فالبس النَّاسَ ما استطعتَ على النَّقصِ وإلَّا لم تستقمْ لك خلَّه عِشْ وحيدًا إن كنتَ لا تقبلُ العذرَ وإن كنتَ لا تجاوزُ زلَّه من أب واحد وأم خلقنا غير أنا في المال أولاد علَّه وأنشد أبو علي العنزي: القَ بالبِشْر من لقيتَ من النَّاس جميعًا، ولاقِهم بالطلاقهْ تجنِ منهم به جنيَ ثمارٍ طيِّب طعمُه، لذيذ المذاقهْ ودعِ التِّيه والعُبُوس عن النَّاس فإنَّ العُبُوس رأسُ الحماقهْ كلَّما شئتَ أن تعادي عاديت صديقًا، وقد تَعِزُّ الصَّداقهْ وقال الشَّاعر: فإذا القرابةُ لا تقرِّب قاطعًا وإذا الموَدَّةُ أقربُ الأنسابِ وقال الخوارزمي في كتابه ((مفيد العلوم)): وإن جفاك إخوانك وكفروا نعمتك، وأنكروا صنعك، ورأيت ممَّن أحسنت له سيِّئة، أو مرضت فلم يعدك، أو قدمت فلم يزرك، أو تشفَّعت فلم يقبلوا، فلا تغتمَّ، وتسَلَّ بهذه الأبيات التي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: تغيَّرتِ الأحبةُ والإخاءُ وقلَّ الصِّدقُ وانقطع الرَّجاءُ وأسلمني الزَّمانُ إلى صديقٍ كثيرِ الغدرِ ليس له وفاءُ يديمون الموَدَّةَ ما رأوني ويبقوا الوُدَّ ما بقي اللِّقاءُ وكلُّ مَوَدَّةٍ للهِ تصفو ولا يصفو على الخلقِ الإخاءُ وكلُّ جراحةٍ فلها دواءٌ وخُلُقُ السُّوءِ ليس له دواءُ ( تم بعون الله ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدعوة الى الاسلام بEnglish | ميارا | (همســـــات English word) | 15 | 30-05-2023 08:13 PM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |