24-07-2020, 01:20 PM | #71 |
| الفصل الثَّاني: حدُّ المُزدلِفةِ حدُّ المزدلِفَةِ: ما بينَ المَأْزِمَينِ (1) ووادي مُحَسِّر، وليس الحدَّانِ منها (2) ، ويحصُلُ المبيتُ بالمُزدلفةِ بالحضورِ في أيَّةِ بُقعةٍ منها (3) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((نَحَرْتُ ها هنا، ومِنًى كلُّها مَنْحَرٌ، فانْحَروا في رِحالِكم، ووقَفْتُ ها هنا، وعَرَفةُ كُلُّها موقِفٌ، ووقفْتُ ها هنا، وجَمْعٌ كلُّها موقِفٌ)) (4) . ثانيًا: أنَّ كُلَّ ما بين المَأزِمَينِ ووادي مُحَسِّرٍ يَصْدُقُ عليه اسمُ مُزْدَلِفةَ (5) . |
|
24-07-2020, 01:21 PM | #72 |
| الفصل الثَّالث: حُكْمُ المَبيتِ بالمُزْدَلفةِ المبيتُ بالمُزْدَلِفة (1) واجبٌ مِن واجباتِ الحَجِّ، وهذا مذهب الجمهور (2) ، المالِكيَّة (3) ، والشَّافعيَّة في الأصَحِّ (4) والحَنابِلة (5) . وهو قَوْلُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ (6) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ الكِتاب قَولُه تعالى: فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ [البقرة: 199]. وَجْهُ الدَّلالةِ: الأصلُ في الأَمْرِ الوجوبُ حتَّى يقومَ دليلٌ على صَرْفِه عن الوجوبِ (7) . ثانيًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- عن عُرْوةَ بنِ مُضَرِّسِ بنِ أوسِ بنِ حارثةَ بنِ لامٍ الطَّائيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((أتيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمُزْدَلِفةِ حين خرج إلى الصَّلاةِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي جِئْتُ مِن جَبَلِ طَيِّئٍ، أكْلَلْتُ راحلتي، وأتعبْتُ نفسي، واللهِ، ما تَرَكْتُ مِنْ حَبْلٍ (8) إلَّا وقفْتُ عليه، فهل لي مِن حَجٍّ؟ فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن شَهِدَ صلاتَنا هذه ووقَفَ معنا حتى ندفَعَ، وقد وقَفَ بعَرَفة قبلُ ليلًا أو نهارًا؛ فقد أتمَّ حَجَّه وقضى تَفَثَه)) (9) . 2- حديث جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((حتى أتى المُزْدَلِفة، فصلَّى بها المغرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامَتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتى طَلَعَ الفجرُ، وصلَّى الفجرَ حين تبيَّنَ له الصُّبْحُ بأذانٍ وإقامةٍ، ثم ركِبَ القصواءَ حتى أتى المشعَرَ الحرامَ...)) (10) . |
|
24-07-2020, 01:22 PM | #73 |
| الفصل الرابع: حُكْمُ مَن فاتَه المبيتُ الواجِبُ في مُزْدَلِفةَ مَن فاتَه المبيتُ الواجِبُ بالمُزْدَلِفةِ صَحَّ حَجُّه، وعليه دمٌ إلَّا إن ترَكَه لعُذْرٍ (1) فلا شيءَ عليه، باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة (2) ، والمالِكيَّة (3) ، والشَّافعيَّة (4) ، والحَنابِلة (5) . الدَّليلُ على وجوبِ الدَّمِ: عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال: ((مَن نَسِيَ مِن نُسُكِه شيئًا، أو تَرَكَه؛ فلْيُهْرِقْ دمًا)) (6) . وَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّ مِثْلَه لا يُقالُ بالرأيِ؛ فله حُكْمُ الرَّفعِ، ولا مُخالِفَ له مِنَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم، وعليه انعَقَدَتْ فتاوى التَّابعينَ، وعامَّةِ الأُمَّة (7) . الأدِلَّةُ على سُقُوطِ الدَّمِ عَمَّن تَرَكَ المبيتَ بالمُزْدَلِفةِ لعُذْرٍ: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رخَّصَ للرُّعاةِ في تَرْكِ المبيتِ؛ لحديثِ عاصم بن عَدِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرْخَصَ لِرِعاءِ الإبِلِ في البَيْتوتَةِ خارجينَ عَن مِنًى)) (8) . 2- أنَّ العبَّاسَ بنَ عبدِ المطَّلِبِ استأذَنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يبيتَ بمكَّةَ لياليَ مِنًى؛ مِن أجْلِ سِقايَتِه، فأذِنَ له (9) . وَجْهُ الدَّلالةِ: أنَّه يُقاسُ مُزْدَلِفةُ على مِنًى (10) . ثانيًا: أنَّها ليلةٌ يُرمَى في غَدِها، فكان لهم تَرْكُ المبيتِ فيها، كليالي مِنًى (11) . |
|
24-07-2020, 01:23 PM | #74 |
| الفصل الخامس: صلاتا المَغْرِبِ والعشاءِ في المُزْدَلِفةِ محتويات الصفحة: - المبحث الأوَّل: الجمْعُ بين صلاتَيِ المغْرِبِ والعشاءِ في المُزْدَلِفةِ.- المبحث الثَّاني: الجمعُ بين المغرِبِ والعشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامَتينِ.- المبحث الثَّالث: صلاةُ الفَجْرِ في مُزْدَلِفةَ تُصَلَّى في أوَّلِ وَقْتِها. المبحث الأوَّل: الجمْعُ بين صلاتَيِ المغْرِبِ والعشاءِ في المُزْدَلِفةِ يُسَنُّ للحاجِّ أن يجمَعَ في مُزْدَلِفةَ بين صلاتَيِ المغرِبِ والعشاءِ جَمْعَ تأخيرٍ (1) ، وهذا مَذهَبُ الجُمْهورِ: المالِكيَّة في المشهورِ (2) ، والشَّافعيَّة (3) ، والحَنابِلة (4) ، وبه قال أبو يوسفَ مِنَ الحَنَفيَّة (5) ، وهو قَوْلُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ (6) ، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك (7) . الأدِلَّة مِنَ السُّنَّةِ: 1- عن ابنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((جمَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين المغرِبِ والعِشاءِ بجَمْعٍ كلَّ واحدةٍ منهما بإقامةٍ، ولم يُسَبِّحْ بينهما، ولا على إِثْرِ كلِّ واحدةٍ منهما)) (8) . 2- عن أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمَعَ في حجَّةِ الوداعِ المغربَ والعِشاءَ بالمُزْدَلِفة)) (9) . 3- عن كُرَيبٍ عن أسامةَ بنِ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه سَمِعَه يقول: ((دفَعَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من عَرَفة، فنزل الشِّعْبَ، فبال ثمَّ توضَّأَ ولم يُسْبِغِ الوضوءَ، فقلتُ له: الصَّلاةَ؟ فقال (الصَّلاةُ أمامَك). فجاء المُزْدَلِفةَ فتوضَّأَ فأسبَغَ، ثم أُقِيمَتِ الصَّلاةُ فصَلَّى المغرِبَ، ثمَّ أناخ كلُّ إنسانٍ بَعيرَه في منزِلِه، ثم أقيمَتِ الصَّلاةُ فصَلَّى، ولم يُصَلِّ بينهما)) (10) . المبحث الثَّاني: الجمعُ بين المغرِبِ والعشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامَتينِ يُجمَعُ بين المغرِبِ والعِشاءِ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، وهذا مذهَبُ الشَّافعيَّة (11) ، والحَنابِلة (12) ، وبه قال زُفَرُ (13) والطحاويُّ (14) مِنَ الحَنَفيَّة، وعبدُ الملِك ابنُ الماجِشون مِنَ المالِكيَّة (15) ، واختاره ابنُ المُنْذِر (16) ، وابْنُ حَزْمٍ (17) ، وابنُ القَيِّم (18) ، والشوكانيُّ (19) ، والشنقيطيُّ (20) ، وابنُ باز (21) ، وابنُ عُثيمين (22) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أتى المُزْدَلِفةَ، فصلَّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ حتى طلَعَ الفجرُ، وصلَّى الفجْرَ)) (23) . 2- عن أسامَةَ بنِ زيدٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((دفَعَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنْ عَرَفةَ حتى إذا كان بالشِّعْبِ نزل فبال، ثم توضَّأَ ولم يسبغ الوضوء، فقلت له: الصَّلاةَ يا رسولَ اللهِ، فقال: الصَّلاةُ أمامك. فرَكِبَ، فلما جاء المُزْدَلِفةَ نزل، فتوضَّأَ فأسبَغَ الوضوءَ، ثم أقيمَتِ العشاء فصلَّى المغرِبَ، ثم أناخ كلُّ إنسانٍ بعيرَه في مَنْزِلِه، ثم أقيمَتِ الصَّلاةُ فصَلَّى، ولم يُصَلِّ بينهما)) (24) . ثانيًا: الاعتبارُ بالجمعِ بعَرَفة (25) . المبحث الثَّالث: صلاةُ الفَجْرِ في مُزْدَلِفةَ تُصَلَّى في أوَّلِ وَقْتِها يُشْرَعُ للحاجِّ بعد بياتِه بمُزْدَلِفةَ أن يُصَلِّيَ صلاةَ الفَجْرِ في أوَّلِ وَقتِها، ويأتي المشعَرَ الحرامَ (جَبَلَ قُزَحَ) ويقف عنده فيدعو اللهَ سبحانه وتعالى (26) ، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة (27) ، والمالِكيَّة (28) ، والشَّافعيَّة (29) ، والحَنابِلة (30) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- فِعْلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما في حديث جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه: ((حتَّى أتى المُزْدَلِفةَ فصَلَّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ حتى طلَعَ الفَجْرُ، وصلَّى الفَجْرَ حين تَبَيَّنَ له الصبحُ، بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ حتى أتى المشعَرَ الحرامَ، فاستقبَلَ القبلةَ، فدعا اللهَ تعالى وكبَّرَه وهلَّلَه، فلم يَزَلْ واقفًا حتى أسفَرَ جِدًّا، فدفع قبل أن تطلُعَ الشَّمْسُ)) (31) . 2- عن ابنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال ((ما رأيتُ رسولَ الله صلي الله عليه وسلم صلَّى صلاةً إلَّا لميقاتِها إلَّا صلاتين: صلاة المَغْرِبَ والعِشاءَ بجَمْعٍ، وصلى الفجرِ يومئذٍ قبلَ ميقاتِها)) (32) . ثانيًا: أنَّه يُستَحَبُّ الدُّعاءُ بعدها، فاستُحِبَّ تقديمُها؛ ليَكْثُرَ الدُّعاءُ (33) . ثالثًا: ليتَّسِعَ الوقتُ لوظائِفِ هذا اليومِ مِنَ المناسِكِ؛ فإنَّها كثيرةٌ في هذا اليومِ، فليس في أيَّامِ الحجِّ أكثَرُ عملًا منه (34) . |
|
24-07-2020, 01:23 PM | #75 |
| الفصل السادس: الدَّفْعُ من مُزْدَلِفةَ محتويات الصفحة: - المبحث الأوَّل: الدَّفْعُ من مُزْدَلِفةَ قبلَ طُلوعِ الشَّمْسِ.- المبحث الثَّاني: تقديمُ النِّساءِ والضَّعَفةِ مِن مُزْدَلِفةَ إلى مِنًى.- المبحث الرابع: الإسراعُ في وادي مُحَسِّر . المبحث الأوَّل: الدَّفْعُ من مُزْدَلِفةَ قبلَ طُلوعِ الشَّمْسِ يُستحَبُّ أن يدفَعَ الحاجُّ من مُزْدَلِفةَ قبلَ طُلوعِ الشَّمسِ. الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- فِعْلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كما في حديث جابِرٍ رَضِيَ اللهُ عنه، وفيه: ((حتَّى أتى المُزْدَلِفةَ فصَلَّى بها المَغْرِبَ والعِشاءَ بأذانٍ واحدٍ وإقامتينِ، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئًا، ثم اضطجَعَ حتى طلَعَ الفَجْرُ، وصلَّى الفَجْرَ حين تَبَيَّنَ له الصبحُ، بأذانٍ وإقامةٍ، ثم رَكِبَ حتى أتى المشعَرَ الحرامَ، فاستقبَلَ القبلةَ، فدعا اللهَ تعالى وكبَّرَه وهلَّلَه، فلم يَزَلْ واقفًا حتى أسفَرَ جِدًّا، فدفع قبل أن تطلُعَ الشَّمْسُ)) (1) . 2- عن أبي إسحاقَ قال: سَمِعْتُ عمرَو بنَ ميمونَ يقول: شهِدْتُ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عنه، صلَّى بجَمْعٍ الصُّبحَ، ثم وقَفَ فقال: إنَّ المشركينَ كانوا لا يُفيضونَ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمسُ، ويقولون: أشْرِقْ ثَبِيرُ، وأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خالَفَهم، ثم أفاضَ قبل أن تطلُعَ الشَّمسُ (2) . ثانيًا: مِنَ الإجماعِ نقلَ الإجماعَ على ذلك ابْنُ عَبْدِ البَرِّ (3) ، وابنُ قُدامة (4) . المبحث الثَّاني: تقديمُ النِّساءِ والضَّعَفةِ مِن مُزْدَلِفةَ إلى مِنًى لا بأسَ بتقديمِ الضَّعَفةِ والنِّساءِ (5) قبل طُلُوعِ الفَجْرِ وبعد نِصْفِ اللَّيلِ، وهو مذهَبُ الشَّافعيَّة (6) ، والحَنابِلة (7) ، وهو قَوْلُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ (8) ، واختاره ابنُ عُثيمين (9) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ 1- حديثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: ((استأذَنَتْ سَودةُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ المُزْدَلِفة تدفَعُ قبله وقَبْلَ حَطْمَةِ النَّاسِ (10) ، وكانت امرأةً ثَبِطةً (11) فأذِنَ لها)) (12) . 2- عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((أنا ممَّنْ قَدَّمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ المُزْدَلِفةِ في ضَعَفةِ أهلِه)) (13) 3- عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه كان يُقَدِّمُ ضَعَفةَ أهْلِه، فيقفونَ عند المشعَرِ الحرامِ بالمُزْدَلِفة بليلٍ، فيذكرونَ اللهَ ما بدا لهم، ثم يرجِعونَ قبل أن يقِفَ الإمامُ وقبل أن يدفَعَ، فمِنهم مَن يَقْدَمُ مِنًى لصلاةِ الفَجرِ، ومنهم من يَقْدَمُ بعد ذلك، فإذا قَدِموا رموا الجَمْرةَ، وكان ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما يقول: ((أرْخَصَ في أولئك رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) (14) . 4- عن عبدِ الله مولى أسماءَ رَضِيَ اللهُ عنها ((أنَّها نزلَتْ ليلةَ جمعٍ عند المُزْدَلِفةِ، فقامت تصَلِّي، فصَلَّتْ ساعةً، ثم قالت: يا بُنَيَّ، هل غاب القمَرُ؟ قلتُ: لا. فصَلَّتْ ساعةً، ثم قالت: يا بُنَيَّ، هل غاب القمَرُ؟ قلتُ: نعم. قالتْ: فارتَحِلوا. فارتَحَلْنا فمَضَيْنا حتى رَمَتِ الجَمْرةَ، ثم رجعَتْ فصَلَّتِ الصُّبحَ في مَنْزِلها، فقُلْتُ لها: ما أُرانا إلَّا قد غَلَّسْنَا. قالت: يا بُنيَّ، إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أذِنَ لِلظُّعُنِ (15) )) (16) 5- عن أمِّ حبيبةَ رَضِيَ اللهُ عنها ((أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعثَ بها مِن جَمْعٍ بليلٍ)) (17) ثانيًا: أنَّ فيه رِفقًا بهم، ودفعًا لمشقَّةِ الزِّحامِ عنهم، واقتداءً بفِعْلِ نَبِيِّهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم (18) . المبحث الرابع: الإسراعُ في وادي مُحَسِّر يُشرَعُ الإسراعُ في وادي مُحَسِّر، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقْهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنَفيَّة (19) ، والمالِكيَّة (20) ، والشَّافعيَّة (21) ، والحَنابِلة (22) ، وبه عَمِلَ طائفةٌ مِنَ السَّلَفِ (23) . الأدِلَّة: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أفاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعليه السَّكينةُ، وأمَرَهم بالسَّكينةِ، وأَوْضَعَ (24) في وادي مُحَسِّرٍ...)) (25) . ثانيًا: مِنَ الآثارِ 1- عنِ الْمِسْوَرِ بنِ مَخْرَمةَ: (أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه كَانَ يُوضِعُ وَيَقُولُ: إلَيْك تَعْدُو قَلِقًا (26) وَضِينُهَا (27) مُخَالِفًا دِينَ النَّصَارَى دِينُهَا) (28) . 2- عن نافعٍ: (أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما كان يُحَرِّكُ راحِلَتَه في بطنِ مُحَسِّرٍ قَدْرَ رَميةٍ بحَجَرٍ) (29) . |
|
24-07-2020, 01:24 PM | #76 |
| المبحث الأوَّل: تعريفُ رَميِ الجِمارِ الجِمارُ لغةً: جَمعُ جَمْرةٍ، وهي الأحجارُ الصِّغارُ، وتُطلَقُ على المواضِعِ التي يُرمى فيها حَصَياتُ الجِمارِ في مِنًى، إمَّا لأنَّها تُرمَى بالجِمارِ، وإمَّا لأنَّها مَجْمَعُ الحصى التي يُرمَى بها، وإمَّا لاجتماعِ الحَجيجِ عِندَها (1) . رميُ الجِمارِ شرعًا: القَذْفُ بالحصى في زمانٍ مخصوصٍ، ومكانٍ مخصوصٍ، وعددٍ مخصوصٍ (2) . |
|
24-07-2020, 01:24 PM | #77 |
| المبحث الثَّاني: أنواعُ الجَمَراتِ الجَمَراتُ التي تُرمَى ثلاثةٌ، وهي: الجَمْرةُ الأُولى: وتُسمَّى الصُّغرى، أو الدُّنيا، وهي أوَّلُ جَمْرةٍ بعد مسجدِ الخِيفِ بمِنًى، سُمِّيَتْ "دنيا" مِنَ الدُّنُوِّ؛ لأنَّها أقرَبُ الجَمَراتِ إلى مسجِدِ الخِيفِ. الجَمْرة الثَّانيَة: وتُسَمَّى الوُسطى، بعد الجَمْرةِ الأُولى، وقبلَ جَمْرةِ العَقَبةِ. جَمْرة العَقَبةِ: وتُسمَّى أيضًا (الجَمْرةَ الكُبرى) وتقع في آخِرِ مِنًى تجاهَ مكَّةَ، وليست من مِنًى (1) . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أبيك , اللهم |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
مائة دعاء لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم | ذابت نجوم الليل | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 23 | 19-11-2022 09:21 PM |
أَصْـبَحْنا وَأَصْـبَحَ المُـلْكُ لله وَالحَمدُ لله، لا إلهَ إلاّ اللّهُ { متجدد } | تيماء | ( همســـــات الإسلامي ) | 50 | 31-01-2021 12:04 PM |
الدعاء لأم الإدارية الجوري .. | نوآف | ( قناة وحصريات الجوري ) | 17 | 14-05-2016 11:06 PM |
أدعيه لآم اختنا الجوري وجميع موتى المسلمين | هدهد الشرق | ( قناة وحصريات الجوري ) | 23 | 08-05-2016 11:53 PM |