الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-04-2019, 10:00 PM | #43 |
| أم رومان اسمها ونسبها رضي الله عنها امرأة من أهل الجنة ، زوجة أفضل الخلق بعد الأنبياء . هي : أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الكنانية المضرية العدنانية رضي الله عنها . وقال ابن إسحاق : أم رومان اسمها زينب بنت عبد بن دهمان ، أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة . هي الزوجة الثانية لأبي بكر الصديق ، صحابية جليلة ، لها مكانة رفيعة ، ومنـزلة كبيرة بين نساء المسلمين ، تزوجها في الجاهلية عبد الله بن الحارث بن سخبرة الزهراني الأزدي فولدت له الطفيل . وكانت قد حضرت إلى مكة مع زوجها عبد الله الحارث بن سخبرة ، الذي حالف أبا بكر ، وذلك قبل الإسلام ، ولما مات الحارث تزوجها أبو بكر الصديق . صهرها رسول الله أفضل خلق الله تعالى ، وزوجها أبو بكر الصديق ، وابنتها أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها ، المبرأة من فوق سبع سماوات . وابنها هو الفارس الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبي بكر . قال ابن حجر: أم رومان بنت عامر بن عويـمر .. امرأة أبي بكر الصديق ووالدة عبد الرحمن وعائشة … واختلف في اسمها فقيل زينب وقيل دعد. إسلامها رضي الله عنها لقد كانت من المبادرين الأوائل للإسلام ، أسلمت مع زوجها أبي بكر الصديق . عن عروة بن الزبير : أن عائشة زوج النبي ، قالت : لم أعقل أبوي إلا وهما يدينان الدين ، ولم يمر عليهما يوم إلا يأتينا فيه رسول الله طرفي النهار بكرة وعشية . فبينما نحن جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة ، قال قائل : هذا رسول الله في ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر : ما جاء به في هذه الساعة إلا . قال : إني قد أذن لي بالخروج . فقول عائشة رضي الله عنها : لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ، يدل على أن أم رومان قد أسلمت بعد أبي بكر الصديق بقليل . قال ابن سعد : أسلمت أم رومان بمكة قديماً وبايعت وهاجرت إلى المدينة مع أهل رسول الله وأهل أبي بكر حين قُدم بهم في الهجرة ، وكانت أم رومان امرأة صالحة . أم رومان وخدمتها في دار الأرقم كانت أم رومان رضي الله عنها تخدم رجال الدعوة الإسلامية في دار الأرقم ابن أبي الأرقم ، وتحمل هم المسلمين مع أبي بكر ، وقد فتحت الصحابية بيتها للصحابة وقبلهم النبي ليزوروا الصديق في بيته ، ويتشاوروا في شئون الدعوة الإسلامية . أم رومان تهيئ عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تزوج النبي عائشة رضي الله عنها قامت أمها أم رومان رضي الله عنها بتهيئتها إلى رسول الله ، ثم سلمتها إليه . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : تزوجني النبي وأنا بنت ست سنين ، فقدمنا المدينة ، فنـزلنا في بني الحارث بن خزرج ، فوعكت ، فتمرق شعري ، فوفى جميمة ، فأتـتـني أمي أم رومان ، وإني لفي أرجوحة ومعي صواحب لي ، فصرخت بي ، فأتيتها لا أدري ما تريد بي ، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار ، وإني لأنهج حتى سكن بعض نفسي ، ثم أخذت شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي ، ثم أدخلتني الدار ، فإذا نسوة من الأنصار في البيت ، فقلن على الخير والبركة وعلى خير طائر ، فأسلمتني إليهن ، فأصلحن من شأني، فلم يرعني إلا رسول الله ضحى ، فأسلمتني إليه ، وأنا يومئذٍ بنت تسع سنين . وفي رواية لأبي داود : فذهبن بي وهيأنني وصنعنني ... فسلمتني إليهن فغسلن رأسي وأصلحنني ، فلم يرعني إلا رسول الله ضحى ، فأسلمنني إليه . تمرق شعري : سقط . فوفى : أي نما وكثر وكمل . جميمة : تصغير الجمة ، وهي الشعر النازل إلى الأذنين . أنهج : أي أتنفس تنفساً سريعاً من شدة الحركة . على خير طائر : أي على خير حظ ونصيب . يرعني : يفز عني ويفاجئني . الوعك : ألم الحمى . وفاتها رضي الله عنها توفيت أم رومان رضي الله عنها في عهد النبي في ذي الحجة سنة ست من الهجرة . قال الذهبي رحمه الله تعالى : وفي ذي الحجة ماتت أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية أم عائشة رضي الله عنهما في السنة السادسة من الهجرة ، وأخرج البخاري من رواية مسروق عنها حديثاً وهو منقطع لأنه لم يدركها ، أو قد أدركها فيكون تاريخ موتها هذا خطأ . والله أعلم . رضي الله عن المرأة الصالحة المجاهدة الصابرة أم رومان بنت عامر ، وأم الصديقة ، وعن زوجها ، رضي الله عنهم جميعاً . |
|
19-04-2019, 06:50 PM | #44 |
| خَديجَة بِنتُ خُوَيلِد رَضِيَ الله عنها نسبها ونشأتها: هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، ولدت سنة 68 قبل الهجرة (556 م). تربت وترعرعت في بيت مجد ورياسة، نشأت على الصفات والأخلاق الحميدة، عرفت بالعفة والعقل والحزم حتى دعاها قومها في الجاهلية بالطاهرة ، وكانت السيدة خديجة تاجرة، ذات مال، تستأجر الرجال وتدفع المال مضاربة، وقد بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان صادق أمين، كريم الأخلاق، فبعثت إليه وطلبت منه أن يخرج في تجارة لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة. وقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربحت تجارتها ضعف ما كانت تربح. أخبر الغلام ميسرة السيدة خديجة عن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدست له من عرض عليه الزواج منها، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فأرسلت السيدة خديجة إلى عمها عمرو بن أسعد بن عبد العزى، فحضر وتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لها من العمر أربعين سنة ولرسول الله صلى الله عليه وسلم خمس وعشرون سنة. السيدة خديجة - رضي الله عنها - كانت أول امرأة تزوجها الرسول ، صلى الله عليه وسلم، وكانت أحب زوجاته إليه، ومن كرامتها أنها لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت [. أنجبت له ولدين وأربع بنات وهم: القاسم (وكان يكنى به)، وعبد الله ، ورقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة . إسلامها: عندما بعث الله – سبحانه وتعالى – النبي صلى الله عليه وسلم كانت السيدة خديجة – رضي الله عنها- هي أول من آمن بالله ورسوله، وأول من أسلم من النساء والرجال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم والسيدة خديجة يصليان سراً إلى أن ظهرت الدعوة. تلقى رسو الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من التعذيب والتكذيب من قومه، فكانت السيدة خديجة t تخفف عنه وتهون عليه ما يلقى من أكاذيب المشركين من قريش. وعندما انزل الله – سبحانه وتعالى – الوحي على الرسول - صلى الله عليه وسلم -قال له ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ( فرجع مسرعاً إلى السيدة خديجة وقد كان ترجف بوادره، فقال : " زملوني " ، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال : " مالي يا خديجة؟ " وأخبرها الخبر وقال: " قد خشيت على نفسي " ، فقالت له : كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق. وانطلقت به إلى ابن خمها ورقة بن نوفل بن أسد، وهو تنصر في الجاهلية، وكان يفك الخط العربي، وكتب بالعربية بالإنجيل ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخا قد عمى، فقالت : امع من ابن أخيك ما يقول، فقال: يا ابن أخي ما ترى؟، فأخبره، فقال: هذا الناموس الذي أنزل على مو! سى . منزلتها عند رسول الله : كانت السيدة خديجة امرأة عاقلة، جليلة، دينة، مصونة، كريمة، من أهل الجنة، فقد أمر الله – تعالى – رسوله أن يبشرها في الجنة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضلها على سائر زوجاته، وكان يكثر من ذكرها بحيث أن عائشة كانت تقول : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا إلا خديجة، فيقول إنها كانت وكان لي منها ولد. وقالت عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها، فذكر خديجة يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت إلا عجوزاً فأبدلك الله خيراً منها، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال: لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمن بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني النساء، قالت عائشة: فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا ً. وفاتها: توفيت السيدة خديجة ساعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيمن في بث دعوة الإسلام قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاثة سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده، وكانت وفاتها مصيبة كبيرة بالنسبة للرسول - صلى الله عليه وسلم- تحملها بصبر وجأش راضياً بحكم الله – سبحانه وتعالى |
|
19-04-2019, 06:51 PM | #45 |
| سيدة نساء العالمين إذا افتخرت بنت بأبيها ، فيكفي سيدة نساء العالمين أنها بنت إمام المتقين صلى الله عليه وسلم . وإذا افتخر مُفتخر بنسبه ، فإن سيدة نساء العالمين تفوق بذلك من افتخر . وإذا تعاظم شخص في نفسه ، فحسب سيدة نساء العالمين هذا اللقب ( سيدة نساء العالمين) هي : فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الإمام الذهبي : سيدة نساء العالمين في زمانها البضعة النبوية والجهة المصطفوية . أم أبيها ، بنت سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية ، وأم الحسنين . كانت فاطمة أصغر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهن إليه . مولدها : قبل المبعث بقليل . من فضائلها : روت عن أبيها . وروى عنها ابنها الحسين وعائشة وأم سلمة وأنس بن مالك وغيرهم ، وروايتها في الكتب الستة. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحبها ويكرمها ويُسرّ إليها . ومناقبها غزيرة ، وكانت صابرة ديّنة خيرة صيّنة قانعة شاكرة لله . وقد غضب لها النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه أن أبا الحسن همّ بما رآه سائغا من خطبة بنت أبي جهل فقال : والله لا تجتمع بنت نبي الله وبنت عدو الله ، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ، ويؤذيني ما آذاها . رواه البخاري ومسلم . فترك عليٌّ الخطبة رعاية لها ، فما تزوّج عليها ولا تسرّى ، فلما توفيت تزوج وتسرّى رضي الله عنهما ، ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم حزنت عليه وبكته وقالت : يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . يا أبتاه أجاب ربا دعاه . يا أبتاه جنة الفردوس مأواه . وقالت بعد دفنه : يا أنس كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وقد قال لها في مرضه : إني مقبوض في مرضي هذا . فبكت وأخبرها أنها أول أهله لحوقاً به ، وأنها سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت ، وكتمت ذلك فلما توفي صلى الله عليه وسلم سألتها عائشة فحدثتها بما أسرّ إليها . وقالت عائشة رضي الله عنها : اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يُغادر منهن امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي كان مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مرحبا بابنتي . فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أنه أسرّ إليها حديثاً ، فبكت فاطمة ، ثم إنه سارّها ، فضحكت أيضا . فقلت لها : ما يبكيك ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن . فقلت لها حين بَكَتْ : أخصّك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين ، وسألتها عما قال ، فقالت : ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قُبض سألتها ، فقالت : إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة ، وأنه عارضه به في العام مرتين ، ولا أراني إلا قد حضر أجلي ، وإنك أول أهلي لحوقاً بي ، ونعم السلف أنا لك ، فبكيت لذلك ، ثم إنه سارّني ، فقال : ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ، أو سيدة نساء هذه الأمة ، فضحكت لذلك . رواه البخاري ومسلم . وكان عليه الصلاة والسلام يقوم لها وتقوم له ، ويُقبّلها وتُقبّله رضي الله عنها . زواجها : تزوجها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في ذي القعدة أو قُبيله من سنة اثنتين بعد وقعة بدر ( قاله الذهبي ) . وقال ابن عبد البر : دخل بها بعد وقعة أُحد ، فولدت له الحسن والحسين ومحسنا وأم كلثوم وزينب . صداقها : أصدق عليّ رضي الله عنه فاطمة درعه الحُطمية . فأي خير بعد ذلك في التفاخر بكثرة الصداق ؟ وأي خير في غلاء المهور ؟ وهل نساء الدنيا أجمع خير أم فاطمة ؟ خدمتها في بيت زوجها : كانت فاطمة رضي الله عنها تعمل في بيت زوجها ، حتى أصابها من ذلك مشقّة . قال عليّ رضي الله عنه : شَكَتْ فاطمة رضي الله عنها ما تلقى من أثر الرّحى ، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم سبي ، فانطلقت فلم تجده ، فوجدت عائشة فأخبرتها ، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجيء فاطمة ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا ، فذهبت لأقوم ، فقال : على مكانكما ، فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ، وقال : ألا أدلكما على خير مما سألتماني ؟ إذا أخذتما مضاجعكما تكبران أربعا وثلاثين ، وتسبحان ثلاثا وثلاثين ، وتحمدان ثلاثا وثلاثين ، فهو خير لكما من خادم . رواه البخاري ومسلم . فإذا كان هذا هو حال سيدة نساء العالمين ، فما في حياة الترف خير . حياؤها رضي الله عنها : قالت فاطمة رضي الله عنها لأسماء بنت عميس رضي الله عنها : إني أستقبح ما يصنع بالنساء ، يُطرح على المرأة الثوب فيصفها. قالت : يا ابنة رسول الله ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فَدَعَتْ بجرائد رطبة ، فَحَنَتْها ، ثم طرحت عليها ثوباً . فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ، إذا متّ فغسليني أنت وعلي ، ولا يدخلن أحد عليّ . قال ابن عبد البر : هي أول من غُطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة . أولادها رضي الله عنها : تقدّم ما لها من أبناء في ترجمة عليّ رضي الله عنه . وكان لها من البنات : أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وزينب زوجة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما . فيكيف يجتمع حب آل البيت وبغض أصهارهم ؟! فعمر رضي الله عنه زوج أم كلثوم بنت عليّ رضي الله عنه وعنها . وإذا ضاقت عليهم المذاهب أنكروا زواج عمر رضي الله عنه من أم كلثوم ! فاطمة رضي الله عنها وميراث أبيها : قال الإمام الذهبي رحمه الله : ولما توفي أبوها تعلقت آمالها بميراثه ، وجاءت تطلب ذلك من أبي بكر الصديق ، فحدّثها أنه سمع من النبي يقول : لا نورث ما تركنا صدقة ، فَوَجَدَتْ عليه ، ثم تعللت . انتهى كلامه رحمه الله . وحدّث الشعبي قال : لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن ، فقال عليٌّ : يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك ، فقالت : أتحبّ أن آذن له ؟ قال : نعم . فأذِنَتْ له ، فدخل عليها يترضّاها ، وقال : والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت . قال : ثم ترضّاها حتى رضيت . رواه البيهقي في الكبرى وفي الاعتقاد . شُبهات وجوابها : صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلل فاطمة وزوجها وابنيهما بكساء وقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . وهذه منقبة لهم ، ولا يُفهم منه انحصار آل البيت في هؤلاء كما تفهمه الرافضة . وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . رواه البخاري . تقول الرافضة : إن أبا بكر أغضب فاطمة رضي الله عنها ، فهو داخل في هذا الحديث . وليس الأمر كما زعموا ، فإن أبا بكر رضي الله عنه عمِل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما سيأتي ، وعمِل بما اتفق عليه الخلفاء من بعده ووافقوه عليه بما في ذلك عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه . فهل يُقال : إن علياً رضي الله عنه أغضب فاطمة بهذا ؟ وتقدّم سبب ورود الحديث في سيرة أبي الحسن رضي الله عنه وأرضاه . روى الإمام البخاري في صحيحه أن فاطمة رضي الله عنها أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من النبي صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم تطلب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث . ما تركنا فهو صدقة . إنما يأكل آل محمد من هذا المال . يعني مال الله . ليس لهم أن يزيدوا على المأكل ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتشهد عليّ رضي الله عنه ، ثم قال : إنا قد عرفنا يا أبا بكر فضيلتك ، وذَكَرَ قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وحقهم ، فتكلم أبو بكر فقال : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . فأين هذا من زعم الظلم لبنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟؟؟ وروى الإمام مسلم في صحيحه أن عمر رضي الله عنه كان في مجلسه فاستأذن عليه عباس وعلي رضي الله عنهما ، فأذن لهما فقال عباس : يا أمير المؤمنين اقض بيني وبين هذا ، فقال القوم : أجل يا أمير المؤمنين ، فاقض بينهم وأرِحهم . فقال عمر : اتئدا . أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ؟ قالوا : نعم . ثم أقبل على العباس وعلي فقال : أنشدكما بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا نورث ما تركناه صدقة ؟ قالا : نعم . فقال عمر : إن الله جل وعز كان خصّ رسوله صلى الله عليه وسلم بخاصة لم يخصص بها أحدا غيره . قال : ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ) ثم إن الرافضة تزعم أن أبا بكر وعمر ظلما فاطمة ميراثها وها هو العباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وها هو علي رضي الله عنه زوج ابنته يُقرّان بقول النبي صلى الله عليه وسلم ويتذكّرانه يوم ذكّرهما به عُمر رضي الله عنه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((( لا نورث ما تركناه صدقة ))) ثم إن كان الظلم وقع كما زعموا لـِـمَ لَـمْ يردّه علي رضي الله عنه يوم تولّى الخلافــة ؟؟؟ لِمَ لَمْ يَردّ الحق إلى ورثة فاطمة من زوج وأولاد ؟؟؟ أم أن علياً رضي الله عنه ظلم فاطمة بعد موتها ولم يفِ لها بحقّها الذي كان يُطالب به ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم . ولكن الرافضة قوم لا يعقلون . ومع أن أبا بكر رضي الله عنه لم يظلم فاطمة رضي الله عنه ، إلا أنه ترضّاها عند موتها رضي الله عنها حتى رضيت ، كما تقدّم . وإنما ذكرت هذا لأن الرافضة يُشنّعون به ، ويُدندنون حوله ، ويهرفون بما لا يعرفون ! وفاتها : توفيت رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر أو نحوها ، وعاشت أربعا أو خمسا وعشرين سنة وأكثر ما قيل إنها عاشت تسعا وعشرين سنة . فرضي الله عن فاطمة البتول وأرضاها . وصلى الله وسلم على من رباها |
|
19-04-2019, 06:52 PM | #46 |
| ام ورقة الشهيدة أم ورقة الأنصارية - من نساء الأنصار ، أسلمت مع السابقات . - بايعت النبي صلى الله عليه وسلم ، وروت عنه . - نشأت على حب كتاب الله تعالى ، حتى جمعت القرآن العظيم في صدرها ، وكانت قارئة مجيدة للقرآن . - اشتهرت بكثرة صلاتها وحسن عبادتها . - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرها بأداء الصلاة في بيتها . - بلغ من حبها للجهاد ما قالته عن نفسها : إن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً قلت له : يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك ، أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة ، قال : ( قرّي في بيتك ؛ فإن الله تعالى يرزقك الشهادة ) . - أصبحت تعرف بالشهيدة ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد زيارتها اصطحب معه ثلة من أصحابه وقال لهم انطلقوا بنا نزور الشهيدة ) . - وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يزورها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم . - وكانت أم ورقة تملك غلاماً وجارية ، وكانت قد وعدتهما بالعتق بعد موتها ، فسولت لهما نفساهما أن يقتلا أم ورقة ، وذات ليلة قاما إليها فغمياها وقتلاها ، وهربا ، فلما أصبح عمر قال : والله ما سمعت قراءة خالتي أم ورقة البارحة ، فدخل الدار فلم ير شيئاً ، فدخل البيت فإذا هي ملفوفة في قطيفة في جانب البيت ، فقال : صدق الله ورسوله ، ثم صعد المنبر فذكر الخبر ، وقال : عليّ بهما ، فأتي بهما ، فصلبهما ، فكانا أول مصلوبين في المدينة . |
|
19-04-2019, 06:53 PM | #47 |
| ليلى الأخـيلية اسمها ونسبها: هي من أهم شاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء. هي ليلى بنت عبدالله بن الرحال وسميت الرحالة، وآخر أجدادها كان يعرف بالأخيل وهم ينتسبون إلى قبيلة بني عامر، وعرفت قبيلتهم بأنهم كانوا من عشاق العرب، ولكن كانوا بالإضافة إلى الشعر من أوائل المسلمين الذين ساهموا في . معارك الإسلام معاصرتها للأحداث السياسية: عاصرت ليلى الأخيلية أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائها لعثمان الذي استشهد سنة 35هـ. وبرزت ليلى بجمالها الذي سلب عقل توبة، وشجاعتها التي مكنتها من التصدي لأكبر الشخصيات ، ومقدرتها على إسكات فحول الشعراء بشاعريتها الواضحة في شعرها، وعفتها التي حافظت عليها مع من تعشقه طوال عمرها ونشأت ليلى منذ صغرها مع ابن عمها توبة بن الحمير والمشهور عنها أنها عشقت توبة وعشقها، وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وكان اللقاء عند الكبر عندما كانت ليلى من النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأى ليلى وافتتن بها، وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والد ليلى كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما، وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك زوجها أبوها من أبي الأذلع. ولكن زواج ليلى لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها، من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارة ليلى،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجت للقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمه عن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقول توبة وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها تزوجت ليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيوراً جداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها. أما عن زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا.وكان سوار شاعراً مخضرماً من الصحابة ويقال أنها أنجبت العديد من الأولاد. وفي ذلك الزمان كانت ليلى مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير، وكانت تُسمِـع الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، فنالت منهم الأعطيات والرغبات، وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها، وكانت .تفاضل بينهم ليلى وكبار الأمراء: أ. ذات يوم وفدت ليلى على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لها وصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسأل معاوية ذات يوم ليلى عن توبة العشيق إذ كان يصفه الناس بالجمال والشجاعة والكرم . فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر، عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلت له ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه .فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمة واستنشدها المزيد. ب. وكانت ليلى على علاقة وثيقة بالحجاج بن يوسف وبالأمويين عامة . ويذكر ذات يوم أنها دخلت على الحجاج، فاستؤذن لليلى فقال الحجاج من ليلى ؟ قيل الأخيلية صاحبة توبة . فقال : ادخلوها ، فدخلت امرأة طويلة دعجاء العينين، حسنة المشية، حسنة الثغر، وعند دخولها سلمت فرد عليها الحجاج ورحب بها . وبعد جلوسها سألها عن سبب مجيئها فقالت السلام على الأمير والقضاء لحقه والتعرض لمعروفه،ثم قال لها وكيف خلفت قومك؟ قالت تركتهم في حال خصب وأمن ودعة، أما الخصب ففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنه الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم من خوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك؟ فقال: إذا شئت ، فقالت : أحــجاج لا يفـلل سلاحك إنما المنـايا بكـف الله حيث تراها إذا هبـط الحجاج أرضاً مريضة تتبـع أقصـى دائـها فشفـاها شفاها من الداء العضال الذي بها غـلام إذا هـز القنـا سقـاها سقاها دمــاء المارقين وعلـهاإذا جمحت يوماً وخفيـف أذاها إذا سمـع الحجـاج صوت كتيبة أعـد لها قبـل النـزول قراها وبعد انتهائها قال الحجاج: لله ما أشعرها. وأمر لها بخمسمائة درهم، وخمسة أثواب وخمسة جِمال.وبعد مسيرها أقبل الحجاج على مجلسه، وقال:أتدرون من هذه؟ قالوا:لا والله ما رأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشاداً .قال: هذه ليلى صاحبة توبة، ولم يكن الحجاج يظهر بشاشته ولا سماحته في الخلق إلا في اليوم الذي دخلت عليه ليلى الأخيلية. خصائص شعرها: إن أغلب القدماء أشادوا بأن ليلى الأخيلية شاعرة فاقت أغلب الفحول من الشعراء، وشهدوا لها بالفصاحة والإبداع. وبعضهم كان يقدمها على الخنساء عندما كان أشراف قريش مجتمعين في مجلس يتذاكرون الخنساء الأخيلية ثم أجمعوا أن الأخيلية أفصحهما، وإن ليلى أكثر تصرفاً وأغزر بحراً وأقوى لفظاً ولكن الخنساء أغلب قصائدها الرثاء. وهناك الكثير الذين أعجبوا بشعرها ومنهم الفرزدق حتى أنه فضل ليلى على نفسه، وأبو نواس الذي حفظ العديد من قصائدها، وأبو تمام الذي ضرب بشعرها المثل، وأبو العلاء المعري الذي وصف شعرها بأنه حسن ظاهره. والناظر في شعرها وشعر الخنساء يرى أن شعر الخنساء من خيال ضعيف وخلو شعرها من الحكمة، واقتصار أشعارها على موضوع واحد بالإضافة إلى تكرار المطالع والألفاظ عدد الأغراض الشعرية من مديح وهجاء وفخر وغزل وكذلك الرثاء ، واحتواء شعرها على العديد من الحكم والأمثال مثل ولا تقولن لشيء سوف أفعله قد قدر الله ما كل امرئ لاق : امتزاج شعرها بفيض العاطفة وخاصة رثائها لتوبة فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت على فنن ورقاء أو طار طائر قتل بني عوف فيا لهفتا لـه وما كنت إياهـم عليه أحـاذر وتتسم العطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف .والتأمل في الوجود من خلال شعرها يتبين تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبيات القبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم كقول الأخيلية وذكر ما فعله قومها :لبني مذحج وهمدان، ومن أشعارها التي كانت تفتخر فيها بقومها: نحن الأخايل لا يزال غلامنا حتى يدب على العصا، مشهوراً تبـكي الرماح إذا فقدن أكفنا جزعاً، وتعرفنا الرفاق بحـوراً ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر الأخيلية وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلف والتعقيد :والذي ساعد في الموسيقى الشعرية وتميز شعرها عن غيرها، كما في قولها فوارس أحلى نشأها عن عقيرة لعاقرها فيها عقيرة عاقر والقصد بعقيرة عاقر إن توبة أعظم الناس جميعاً. ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق ، وهناك غموض خفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ويمكن ملاحظة الطباق من خلال هذا :البيت إن يصدروا الأمر تطلعه موارده أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار ومن سمات شعر الأخيلية التكرار اللفظي، وهذا التكرار مستحسن لدى الأخيلية :وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة ومنه ، أما توبة بن الحمير فشاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة :ومن أشعاره التي كان يتشوق فيها ليلى أرى اليوم يمر دون ليلى كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً حمامـة بطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها وفاتها: أقبلت ليلى من سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنها قالت: "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ما تشاء. ووقفت أمام قبر توبة وقالت:"السلام عليك ياتوبة" ثم قالت لقومها ما عرفت له كذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك :فقالت أليس هو القائل ولو أن ليلى الأخيلية سلمـت علـي، ودوني تربـة وصـفائح لسلمت تسليم البشاشة أوصاح إليها صدى من جانب القبر صائح فما باله لم يسلم علي كما قال ؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجه الجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمى ليلى على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانب قبر توبة. وكانت المنطقة تعرف بالري. وكان ذلك في سنة 85هـ. |
|
19-04-2019, 06:54 PM | #48 |
| الخنسـاء حياتها ونشأتها: هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية. (1) مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة : قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة 612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت . (2) وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : (( يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).(3) فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة…)).(4) ، وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: ((الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)). (5) ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أ\ن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم " ( 6) . شعرهـــا وخصائصه: تعـد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها : يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال.(7) قال نابغة الذبياني: (( الخنساء أشعر الجن والإنس)). ( فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها: قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنك أشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها: (9( إن الزمان ومـا يفنى له عجـب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس إن الجديدين في طول اختلافهما لا يفسدان ولكن يفســد النــاس(10) وكان الرسول r يعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)). (11( أتى عدي عند رسول الله r فقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعـر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبي r : سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب.(12) فقال له الرسول r:- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه r وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه.(13) بعض أشعارها في الرثاء: تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد : ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضـي فيضـة مـن غـير نــــزر ولا تعدي عزاء بعد صخـر فقد غلب العزاء وعيل صبري لمرزئة كأن الجوف منهـا بعيد النـوم يشعــر حـــر جمـــر(14) في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر. من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما أخوين كالصقرين لم ير ناظر شرواهمـا قرميــن لا يتظالمان ولا يرام حماهـا أبكي على أخـوي والقبــر الذي واراهما لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما(15) وهنا يظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما . : ومن شعرها أيضا يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس ولولا كثرة الباكيـن حولي على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون على أخي، ولكن أعـزي النفس عنه بالتأسي فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي (16) وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها : طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم ( فلا والله ) على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد.(17) ثم قالت: أسدان محمرا المخالب نجدة بحران في الزمن الغضوب الأنمر قمران في النادي رفيعا محتد في المجد فرعا سؤدد مخير (18) وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟(19) ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول: أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها (20) فقالت الخنساء: أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها |
|
26-04-2019, 03:38 PM | #49 |
| أم المؤمنين جُويريةُ رضي الله عنها إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده لله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى لله عليه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعــد .. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ رضي الله عنها نسبها أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ جُوَيْرِيَةُ بِنْتُ الحَارِثِ بنِ أَبِي ضِرَارٍ المُصْطَلِقِيَّةُ. قَالَ ابْنُ سَعْدٍ وَغَيْرُهُ: بَنُو المُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَكَانَ زَوْجُهَا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ ابْنُ عَمِّهَا مُسَافِعُ بنُ صَفْوَانَ بنِ أَبِي الشُّفَرِ، فقُتِل يوم المُرَيْسِيْع. وقيلَ كانت تحتَ مالكِ بنِ صَفوان. سُبِيَتْ يَوْمَ غَزْوَةِ المُرَيْسِيْعِ، فِي السَّنَةِ الخَامِسَةِ، وَكَانَ اسْمُهَا: بَرَّةَ، فَغُيِّرَ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ. زواجها من رسول الله تزوّجَها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعدَ أن أعتَقَها، وذلكَ بعدَ غَزوة المُرَيْسِيع. وعَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ: أَعْتَقَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُوَيْرِيَةَ، وَاسْتَنْكَحَهَا، وَجَعَلَ صَدَاقَهَا عِتْقَ كُلِّ مَمْلُوْكٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ.اهـ وَقَدْ قَدِمَ أَبُوْهَا الحَارِثُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَ. قال ابن إسحاق: أقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لنداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها. فغيبهما في شعب من شعاب العقيق. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد أخذتم ابنتي وهذا فداؤها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا " فقال الحارث: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله. وأسلم الحارث وابنان له وناس من قومه. بركة جويرية وخرج الخبر إلى مسامع المسلمين، فأَرْسَلُوا ما في أيْدِيهِمْ مِنَ السّبْيِ فأَعْتَقُوهُمْ، وَقالُوا: أصْهَارُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. فكانت بركة جويرية من أعظم البركات على قومها. قالت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها: فمَا رَأَيْنَا امْرَأَةً كَانَتْ أعْظَمُ بَرَكَةً عَلَى قَوْمِهَا مِنْهَا، أُعْتِقَ في سَبَبها مِائَةُ أهْلِ بَيْتٍ مِنْ بَنِي المُصْطَلِقِ". صفاتها وأهم ملامحها كانت السيدة جويرية من أجمل النساء، كما أنها تتصف بالعقل الحصيف والرأي السديد الموفق الرصين، والخلق الكريم والفصاحة ومواقع الكلام كما كانت تعرف بصفاء قلبها ونقاء سريرتها، وزيادة على ذلك فقد كانت واعية، تقية، نقية، ورعة، فقيهة، مشرقة الروح مضيئة القلب والعقل. عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَتْ جُوَيْرِيَةُ امْرَأَةً حُلْوَةً مُلاَّحَةً، لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ إِلاَّ أَخَذَتْ بِنَفْسِهِ…، الحَدِيْثَ بِطُوْلِهِ. رواياتها للحديث حَدَّثَ عَنْهَا: ابْنُ عَبَّاسٍ، وَمُجَاهِدٌ، وَآخَرُوْنَ. جَاءَ لَهَا سَبْعَةُ أَحَادِيْثَ، مِنْهَا عِنْدَ البُخَارِيِّ حَدِيْثٌ، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ حَدِيْثَانِ. وعَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الحَارِثِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ جُمُعَةٍ وَهِيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ لَهَا: (أَصُمْتِ أَمْسِ؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (أَتُرِيْدِيْنَ أَنْ تَصُوْمِي غَداً؟). قَالَتْ: لاَ. قَالَ: (فَأَفْطِرِي). رَوَاهُ البخاري. واستدل جمهور العلماء بهذا الحديث على كراهة إفراد يوم الجمعة بالصيام، إلا أن يصله بما قبله أو بعده. العابدة الذاكرة راحت السيدة جويرية تحذو حذو أمهات المؤمنين في الصلاة والعبادة وتقتبس من الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن أخلاقه وصفاته الحميدة حتى أصبحت مثلا في الفضل والفضيلة . فكانت أم المؤمنين جويرية من العابدات القانتات الذاكرات الصابرات، وكانت مواظبة على تحميد العلي القدير وتسبيحه وذكره . فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّىَ الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ. فَقَالَ: "مَا زِلْتِ عَلَىَ الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟". قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ". رواه مسلم وغيره. قوله: (وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا)، أي: موضع صلاتها. قوله: (سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ)، هو بكسر الميم. قيل: معناه مثلها في العدد. وقيل مثلها في أنها لا تنفذ. وقيل في الثواب، والمداد هنا مصدر بمعنى المدد وهو ما كثرت به الشيء. قال العلماء: واستعمله هنا مجاز لأن كلمات الله تعالى لا تحصر بعد ولا غيره، والمراد المبالغة به في الكثرة لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق ثم زنة العرش، ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك وعبر عنه بهذا أي: ما لا يحصيه عد كما لا تحصى كلمات الله تعالى. وفاتها تُوُفِّيت وهي ابنةُ خمسٍ وسِتّينَ سنةً، وذلكَ في شَهر رَبيعٍ الأوّل سنةَ سَبعٍ وخمسينَ في خِلافَةِ مُعَاويةَ، وقيلَ سَنةَ سِتّينَ، وصَلّى علَيها مَروانُ بنُ الحكَم وَالي المدِينة. رضي الله عنها وجمعنا معها تحت لواء سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , مهم , الجنة , وسام , نعبر , قبسات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نحن الخيرات الحسان | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 29-06-2017 03:09 AM |
ملخص السلسلة الصحيحة للالبانى فى الجنة 1 | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 29-06-2017 03:03 AM |
هل اهل الجنة ينامون | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 14-05-2017 09:51 AM |
أول الأمم دخولا الجنة آنيتهم وأمشاطهم | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 06-05-2017 09:37 AM |
هذه هي الجنة دار السلام | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 05-05-2017 10:12 AM |