الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
22-05-2019, 10:41 PM | #50 |
| سيرة الصحابية الجليلة/ نبعة الحبشية بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين نبعة الحبشية رضي الله عنها نبعة الحبشية جارية أم هانئ ذكرها أبو موسى في الذيل وذكر من طريق الكلبي عن أبي صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب في مسرى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنها كانت تقول ما أسرى به إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا فلما كان الصبح انتبهنا لنصلي الصبح فصلينا معه قال يا أم هانئ لقد صليت العشاء الآخرة كمارأيت ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه ثم صليت صلاة الغداة معكم ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه فتكشفت عن بطنه وكأنه قبطي مطوية فقلت له يا نبي الله لا تحدث الناس بهذا فيكذبوك ويؤذوك قال والله لأحدثنهم قال فقلت لجارية حبشية يقال لها نبعة ويحك اتبعي رسول الله صلى الله عليه و سلم فاسمعي ما يقول للناس وما يقولون له فلما خرج إلى الناس فأخبرهم تعجبوا وقالوا ما آية ذلك يا محمد فذكر الحديث قلت وأخرجه أبو يعلى من طريق يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبي صالح مولى أم هانئ عن أم هانئ قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلس وأنا على فراشي فقال شعرت أني نمت الليلة في المسجد الحرام فأتاني جبريل فذكر حديث الإسراء إلى بيت المقدس قال فقلت لجاريتي نبعة اتبعيه فانظري ماذا يقول وماذا يقال له قالت فلما رجعت نبعة أخبرتني أنه انتهى إلى نفر من قريش الحديث وفيه وصفه لبيت المقدس وقول أبي بكر الصديق صدقت قالت فسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يومئذ يا أبا بكر إن الله قد سماك الصديق قلت وهذا أصح من رواية الكلبي فإن في روايته من المنكر أنه صلى العشاء الآخرة والصبح معهم وإنمافرضت الصلاة ليلة المعراج وكذا نومه الليلة في بيت أم هانئ وإنما نام في المسجد |
|
27-06-2019, 11:43 PM | #51 |
| عائشة بنت أبي بكر 3 - غيرتها من ضرائرها وغيرتهن منها الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين, أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات . إليكم الحديث عن موضوع الغيرة : أيها الأخوة الكرام, مع الدرس الثاني عشر من سير الصحابيِّات الجليلات، ومع أمهات المؤمنين رضوان الله تعالى عليهنَّ أجمعين، ومع الدرس الثالث من دروس السيدة عائشة رضي الله عنها. لقد احتلَّت السيدة عائشة رضي الله عنها مكانةً كبيرةً في بيت النبي، مما جعل أنظـار الصحابة تتجه بإعجابٍ, وإكبارٍ, واحترامٍ, وإجلالٍ, نحو بيت أم المؤمنين السيدة عائشة، لما خصَّها الله تعالى من الفضائل والمُكرُمات, مما أثار غيرة ضرائرها, أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين . عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها ما الغيرة؟ خصيصة في النفس البشريَّة, أودعت فيها, لصالح النفس، الإنسان إذا كانت الغيرة التي في نفسه تدفعه إلى الفضائل، وهي في الأصل حياديَّة، يمكن أن تدفعك إلى أن تنافس أخاك في شأن الآخرة، أو يمكن أن تدفعك الغيرة إلى أن تنافسه في شأن الدنيا، إذا نافسته في شأن الآخرة كانت غيرةً محمودة، وإن نافسته في شأن الدنيا كانت غيرة مذمومة، هي حياديَّة يمكن أن تستخدمها سلماً ترقى به، أو دركاتٍ تهوي بها . فالغيرة أمر فطري في كل إنسان، هي في النساء أوضح، لكن لها حالات طبيعيَّة, ولها حالات مرضيَّة، الحالات الطبيعيَّة لصالح الإنسان، كم من إنسانٍ حفظ كتاب الله, لأنه أصابته الغيرة من حافظٍ آخر، كم من إنسان سلك طريق الإيمان, لأنه أصابته الغيرة من قريبٍ، أو صديقٍ، أو جارٍ, تفوَّق عليه في الإيمان . أنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً: كنت أُدعى كل عام لميتمٍ من أشهر مياتم دمشق، هذا الميتم إدارته تدعو كبار أغنياء الشام، ويقام حفل عشاء في رمضان، وتلقى الكلمات تحث هؤلاء الأغنياء على البذل والتضحية، كنت أكلَّف كل عام بأن ألقي كلمة أحث بها الأخوة المؤمنين، الذين امتنَّ الله عليهم بوفرة المال . طبعاً حينما نفتح باب التبرُّعات يقول فلان: أنا أدفع مئة ألف, يقول زميله: أنا أدفع مئتين في ربع ساعةٍ أو أقل, يجتمع ستة أو سبعة ملايين، وفي العام الماضي ارتأت إدارة الحفل أن توزع على الأخوة المدعوين استمارة ورقية، كل واحد يكتب كم يتبرَّع من دون إعلام, فكان المبلغ ثمانمئة ألف، فالفرق واضح جداً، والإنسان أحياناً يندفع للعمل الصالح بدافع الغيرة، هذه غيرة لصالح الإنسان . أنا أؤكد لكم: أنه ما من واحد من الأخوة الحاضرين، إلا اندفع إلى عملٍ صالح، أو إلى طاعةٍ لله، أو إلى إقبالٍ على الله، أو إلى تفوقٍ في العلم, بدافع غيرةٍ أصابته من أخٍ قريبٍ له، صديقٍ، جار، فالغيرة خصيصة من خصائص النفس البشرية حيادية, إن استخدمتها في أمر الآخرة, كانت سلَّماً ترقى به، وإن استخدمتها في أمر الدنيا, كانت دركاتٍ تهوي بها، فإذا غرت من أخيك في جمع المال، ونافسته في جمع المال، وضيَّعت دينك وآخرتك, كانت هذه الغيرة في غير موضعها, قال تعالى: ﴿يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَد﴾ [سورة البلد الآية: 6-7] ﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [سورة الزخرف الآية: 32] عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها يجمعون المال بدافع الغيرة من بعضهم بعضاً، فكل خاصةٍ في الإنسان، كل خاصةٍ على الإطلاق هي حياديَّة، يمكن أن توظِّفها في الحق, ويمكن أن توظفها في الباطل، يمكن أن توظفها في أمر الآخرة فترقى، ويمكن أن توظِّفها في أمر الدنيا فتهلك . إذاً: الغيرة موجودة بكل إنسان، أما إذا انصبَّت في شأن الدنيا أصبحت حسداً، وإن انصبَّت على أمر الآخرة كانت غبطةً، قد تجد إنساناً تفوَّق عليك, فتغبطه وتسعى سعيه، تغبطه وتقتفي أثره، تغبطه وتنافسه، هذه منافسة محمودة, قال تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [سورة المطففين الآية: 26] ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ﴾ [سورة الصافات الآية: 61] المرأة تغار، ولو أنها كانت لا تغار, لسقطت من عين زوجها، لماذا يحبها زوجها؟ لأنها تغار عليه، لا تحتمل أن يميل إلى امرأةٍ أخرى، هذه خاصَّة، الأزواج أحياناً يتألَّمون من غيرة زوجاتهم، أما لو تصوروا العكس, أنه ذهب، وسهر، وخالط، ولم تتكلَّم ولا كلمة، يشعر أنها لا تحبه، وقد تخرج من قلبه، فالغيرة صفةٌ متمكنة في بني الإنسان, وهي في النساء أوضح، فلها وضعٌ طبيعي, ولها وضعٌ مرضي . الوضع المرضي أن امرأةً تعرف زوجها؛ مؤمناً، مستقيماً، لا يحيد لا يمنةً ولا يسرةً, ومع ذلك إذا اتصلت به امرأةٌ على الهاتف, لا يقر لها قرار، هذه غيرة مرضيَّة ينبغي أن تُعالج لتبرأ منها . المكانة التي احتلتها السيدة عائشة في قلب النبي : أيها الأخوة, حينما جاءت هذه السيدة الفاضلة إلى بيت النبي في المدينـة، الصحابة الكرام عرفوا أنها بنت السيد الصديق رضي الله عنه، وهو من أحب الناس إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت شابةً ذكيةً، على مستوى رفيعٍ جداً من العقل والفهم، اتجهت أنظار الصحابة إلى هذا البيت الثالث, بيت السيدة عائشة . أمهات المؤمنين وقعن في الغيرة، وهذا الشيء من طبيعة المرأة، والنبي عليه الصلاة والسلام عبَّر عن هذه الحقيقة, فقال: ((اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ, فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ)) [أخرجه أبو داود عن السيدة عائشة في سننه] عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها أنت مكلَّف أن تعدل بين الزوجات، هذا العدل التام، أما العدل المُطلق ليس في وسعــك، ولا في طاقتك، ولن تستطيعه . في صحيح البخاري يروي لنا هشامٌ عن أبيه رضي الله عنه, قال: ((كان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة . -فهي زوجة جديدة, أدخلت على قلب النبي السرور، بعد أن ماتت زوجته الوفيَّة السيدة خديجة، وجاءت من مكة إلى المدينة، وسكنت في غرفةٍ من غُرف المسجد، فصارت الأنظار تتجه إلى هذا البيت- فقال: عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها فكان الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة, فقلن: يا أم سلمة, والله إن الناس يتحرَّون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري النبي صلى الله عليه وسلَّم, أن يأمر الناس أن يُهدوا إليه, حيث ما كان، أو حيث ما دار . -أنا أقول لكم هذه الكلمة: الإنسان لأنه بشر، تجري عليه كل خصائص البشر، فإذا انتصر على نفسه يرقى . نساء النبي عليه الصلاة والسلام كل منهن امرأةٌ مستقيمة، لكنها تحكمها خصائص النساء . مرَّة أهدت السيدة صفيَّة, أهدت إلى النبي طبق طعامٍ طيِّب، السيدة عائشة ما تمكَّنت أن تخفي غيرتها، فأمسكت الطبق وكسرته، فالنبي عرف طبيعة المرأة فورد عنه: ((غضبت أمكم, غضبت أمكم)) فأحياناً الإنسان لا ينبغي أن يُطالب زوجته أن تكون مثله, هو رجل، وله إدراكٌ واسع ، وله طبيعةٌ خاصة، وهي لها طبيعة خاصة, هكذا فطرها الله عليها- . فذكرت أم سلمة ذلك للنبي، قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي, ذكرت له ذلك, فأعرض عني، فلما كانت الثالثة ذكرت له, فقال: يا أم سلمة, لا تؤذيني في عائشة . -وهنا في نقطة دقيقة، الله عزَّ وجل قال: ﴿وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [سورة النساء الآية: 32] في الكون عدلٌ مطلق، وربنا حكمته مطلقة، وأفعاله كلها حكيمة، فأنت إذا رأيت أن الله سبحانه وتعالى أعطى إنساناً شيئاً, ينبغي ألّا تحقد وألا تحسد, لكن لك أن تغبط، ولك أن تسير في الطريق الذي سار فيه, صدق القائل: ملك الملوك إذا وهب قم لاتسألَنَّ عن السبب الله يعطي من يشـاء فقف على حـدِّ الأدب يا أم سلمة, لا تؤذيني في عائشة, فإنه والله ما نزل عليَّ الوحي, وأنا في لحاف امرأةٍ منكن غيرها)) فيبدو أن هذه الزوجة الطاهرة, كانت من أقرب الزوجات إلى الله عزَّ وجل، ومن أعلمهن بكتاب الله . فقد تجد شخصاً اجتهد, وبذل وقته, وماله, وجهده في سبيل الله، والله عزَّ وجل رفع ذكره، أعلى شأنه، أنت ينبغي أن تسلك سبيله لا أن تحسده، ينبغي أن تسلك سبيله لا أن تحاول أن تنتقص منه، لا أن تحاول أن تسفِّه آراءه، إن رأيت في إنسان ميزة, فقل: إن الله يعطي من يشاء، فقف على حد الأدب . ثم إن أمهات المؤمنين حاولن محاولةً ثانية مع السيدة فاطمة رضي الله عنها، أن تكلِّم أباها النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخصوص، فلم تُجدِ محاولتها شيئاً . فقد روى مسلمٌ في صحيحه أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم, قالت: ((أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلَّم فاطمة بنت رسول الله إلى رسول الله، فاستأذنت عليه وهو مضطجعٌ، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله, إن أزواجك أرسلنني إليك, يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة, وأنا ساكتة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم: أي بنيَّة! ألستِ تحبين ما أحب؟. -طبعاً، فلا يمكن إلا أن يعدل النبي بين زوجاته، لأن النبي مرةً قال له أعرابي: اعدل يا محمد, فقال له النبي صلى الله عليه وسلَّم: ((ويحك من يعدل إذا لم أعدل؟)) [أخرجه البخاري عن أبي سعيد في الصحيح] لكن الله عزَّ وجل ما كلَّفنا فوق ما نطيق، الإنسان صاحب الفطنة، وصاحب الأدب الجَم، وصاحب الخُلق الرفيع، هذا تميل إليه دون أن تشعر، هذه سنة الله في خلقه, جبلت النفوس على حب من أحسن إليها, وبغض من أساء إليها . مثلاً: شخص دائماً ينتقدك، يحاول أن يعارضك، يحاول أن يطعن في تصرفاتك، فهل ينتظر منك أن توده مودة عالية؟ بينما إنسان آخر أديب جداً، لطيف جداً، في خدمتك دائماً، فشيء من طبيعة البشر أن تميل إلى هذا المحسن الأديب الذي يتحرَّى راحتك، والإنسان الثاني الذي يتهجَّم عليك, فنفسك تنفر منه بشكل طبيعي، لذلك فالنفس لها قوانين، أنت كإنسان مكلَّف أن تعدل العدل التام، أما العدل المطلق, فهذا لا تستطيعه لا أنت ولا غيرك، لأن النفوس جبلت على حب الكمال، على حب الجمال، على حب النوال . عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها الإنسان يحب الجمال, والكمال, والنوال، الذي يعطيك تحبه، والذي تـراه كاملاً تحبه ، والذي منحه الله شكلاً جميلاً تحبه . فأحياناً يكون شخص عنده ابن له تألُّق، تجد الأب يميل إليه أكثر من أخوته، لكنه مكلَّف أن يعطي أولاده بالسواء، مكلَّف أن يمنحهم العطف بالسواء، لأن هذا القلب بيد الله عزَّ وجل، وقد عبَّر عن ذلك النبي عليه الصلاة والسلام: ((اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ, فَلا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلا أَمْلِكُ)) [أخرجه أبو داود عن السيدة عائشة في سننه] أي بنيَّة! ألستِ تحبين ما أحب؟ قالت: بلا, قال: فأحبي هذه, -أي عائشة . فأنا أقف عند هذه النقطة قليلاً؛ مثلاً: شاب له أب، هذا الشاب يتهجّم على أبيه، يبدو سوء أدب من هذا الشاب، ومحاسبة شديدة، وعدم احترام، وابن ثانٍ في غاية الأدب، والإخلاص، والاحترام، والتلبية، أينتظر الأول الأقل أدباً، والأقل خدمةً من الأب, أن يحبه محبة رائعة؟ هذا الشيء مضحك، الأب إنسان ويميل إلى حيث يرى الفضل، والأدب، والعطف، والرحمة، والخدمة، فأنت لا تطالب الناس أن يحبوك محبةً لا تساوي عملك . عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها وهذا إنسان بعقله قصور، الذي ينتظر من الناس أن يمحضوه حبهم، وإخلاصهم، وتفانيهم, وهو يسيء إليهم، هذا شيء مستحيل، هذه طبيعة النفس البشريَّة، إن أردت أن تنعقد حولك القلوب فأحسن إليهم، والإنسان الكامل يملك القلوب، بينما الإنسان القوي يملك الرقاب، وشتَّان بين أن تملك القلوب وبين أن تملك الرقاب، بونٌ شاسع بين الحالتين . فمثلاً: زوج قاسٍ، يحب نفسه، أينتظر من زوجته أن تموت في حبه؟ لا لن تموت في حبك، ولن تهتمَّ بك، إن لم تهتم بها فلن تهتم بك، إن لم ترع حقوقها فلن ترعى حقوقك، فكن واقعياً، كن منطقياً- . فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، فرجعت إلى أزواج النبي, فأخبرتهن بالذي قاله، وبالذي قال لها النبي صلى الله عليه وسلَّم، فقلن لها: ما نراكِ أغنيتِ عنا من شيء، فارجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم, فقولي له: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة, فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها أبداً . -النبي يتصرف بالعدل المطلق، بالعدل التام بين زوجاته, لكن أين قلبه يميل؟ هذه لا يملكها أحد- . ثم أرسلن زينب بنت جحشِ زوج النبي صلى الله عليه وسلَّم، وكانت تضاهي عائشة عند رسول الله في الحظوة والمنزلة، فتكلَّمت في ذلك, فلم تُجْدِ في كلامها شيئاً, ثم قال عليه الصلاة والسلام معلناً مكانة زوجه عائشة: ((إنها ابنة أبي بكر)) أرأيتم إلى هذا الوفاء؟ فالإنسان أحياناً يتألَّم أشد الألم حينما يمحض كل إخلاصه، وكل حبه، وكل خدمته لإنسان, ثم ينسى له هذا الإنسان ذلك كله، أما النبي فهو أوفى الأوفياء ، ما من إنسان أعطى النبي عليه الصلاة والسلام كل اهتمامه كسيدنا الصديق، وهذه ابنته، فلأنها بنت أبي بكر لها عند النبي حظوةٌ خاصَّة . ما هو السبب الذي دفع ضرائر عائشة للغيرة منها, وهل كانت تغار عائشة منهن, وما هي العبرة من وجود مشكلات في بيت النبي ؟ أيها الأخوة, السيدة عائشة أيضاً تغار من أمهات المؤمنين، كانت أمهات المؤمنين يغرن على رسول الله من عائشة، وكانت عائشة بينهن أشدهن غيرةً عليه منهن، وعذرها أنها أول من تفتَّح قلبها لحب النبي صلى الله عليه وسلَّم بعد خديجة، حيث كانت خطبتها بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وأنها أصغرهنَّ سناً، وما تزوَّج عليه الصلاة والسلام بِكراً غيرها, فلديها أسباب لِتزهو على ضرَّاتها؛ أصغرهن سناً، وبنت أحب الخلق إليه، وكانت الوحيدة بينهن بِكراً من بين أزواج النبي عليه الصلاة والسلام. فهذا الدرس له معنى، بكل بيت مشكلة، والنبي بشر, قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ﴾ [سورة الكهف الآية: 110] طرق رجل باب سيدنا عمر, ليشكو له زوجته، فسمع صياحاً، فولَّى هارباً، سيدنا عمر سمع الباب يطرق, ثم توقَّف الطرق, فخرج فرأى أعرابياً، فدعاه, رجع، لمَ طرقت وانصرفت ؟ قال له: جئتك أشكو مما أنت منه تشكو . أخواننا الكرام, إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح, فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء . عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها الدنيا مركَّبة على المشكلات، مركبة على بعض النقص رحمةً بالإنسان، تصور لو أن الدنيا جاءتك كما تريد, لكرهت لقاء الله، لكن ما الذي يدعونا إلى أن نشتاق إلى لقاء الله عزَّ وجل؟ فالدنيا المتعبة التي لا تستقيم لإنسان إطلاقاً، إن جاءت من جهة, تذهب من جهة، إن منحت المال, فليس عندك من الأولاد, ما يستأهلون هذا المال، وإن جاءك الأولاد الأبرار قد لا تجد المال الكافي لهم، وإن حظيت بزوجةٍ صالحةٍ لا تُنجب، وإن أنجبت قد يكون أولادها على غير ما تريد، وإن كان الأولاد على ما تريد, هناك علَّةٌ في الصحة، فما من إنسان اكتملت دنياه، ولو أنها اكتملت, لكره الناس لقاء الله عزَّ وجل، فأحد الأسباب في أن الإنسان يتمنى لقاء الله أن الدنيا متعبة . رأى النبي عليه الصلاة والسلام جنازة فقال: ((مستريح ومستراح منه, فقالوا: ما المستريح وما المستراح منه؟ قال: أما العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها, والعبد الفاجر يستريح منه؛ العباد, والبلاد, والشجر, والدواب)) [أخرجه النسائي عن أبي قتادة في سننه] ليس في الدنيا شيء أثمن على الإطلاق من أن يموت أحدنا على الإيمان، وينجو من فتنة الدنيا, فتنة المال، فتنة النساء، فتنة العلاقات الاجتماعية، فتنٌ لا تعدُّ ولا تحصى ولقد كانت الغيرة تنتاب عائشة إذا علمت أن النبي صلى الله عليه وسلَّم سيتزوج بعدها، ها هي تغار من زواج النبي من حفصة بنت عمر بن الخطاب، وكانت تضيق بيوم سودة التي كانت زوجة النبي الكريم في مكة، فلما علمت بأن النبي عليه الصلاة والسلام قد تزوَّج حفصة, سكتت على مضضٍ وغيرة، واحتارت ماذا تفعل؟ إذ كانت تعلم مكانة أبيها عمر عند النبي، فهو بعد أبي بكر في المنزلة والحظوة عنده صلى الله عليه وسلَّم, فجاءت حفصة لتكون ضرّة أخرى . هناك نقطة دقيقة جداً: لو لم تحدث مشكلات في بيت النبي، كيف يكون قدوةً لنا؟ لو لم يكن أية مشكلة في بيته إطلاقاً, فلأمر يلتبس عندنا؛ الغيرة مشكلة، تنافس زوجاته مشكلة، لو أن النبي عليه الصلاة والسلام سارت حياته في البيت بشكلٍ مثاليٍ مُطلق، كيف يقف الموقف الكامل من مشكلةٍ تنشأ في بيت المسلمين؟ إذاً: النبي مشرِّع . أوضح مثل على ذلك: ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْصَرَفَ من اثْنَتينِ فَقَالَ لَهُ ذُو اليَدَينِ: أَقُصِرَتْ الصَّلاَةُ أَمَّ نَسِيتَ يَا رَسُولَ الله؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَدَقَ ذُو اليَدَينِ؟ فَقَالَ النَّاسُ: نَعَمْ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى اثنَتينِ أُخرَيَينِ, ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّرَ فَسَجَدَ مِثلَ سُجودِهِ أَوْ أَطولَ, ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ, ثُمَّ سَجَدَ مِثلَ سُجودِهِ أَوْ أَطولَ)) [أخرجه الترمذي عن أبي هريرة في سننه] لولا أن الله أنساني كي أصلي الظهر ركعتين، كيف أسن لكم سجود السهو؟ إذاً: ما يحصل في بيت النبي من مشكلات مخرج لنا من مشكلاتنا، فالله عزَّ وجل قال: ﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ﴾ [سورة التحريم الآية: 4] هذا شيء ثابت بالقرآن, قال تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً﴾ [سورة الأحزاب الآية: 32] والنبي خيَّر زوجاته بين أن يخترنه أو يخترن الدنيا, قال تعالى: ﴿إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً﴾ [سورة الأحزاب الآية: 28] معنى ذلك: أن القرآن أثبت أن هناك مشكلات في بيت النبي، وإزاء هذه المشكلات, وقف النبي منها موقفاً كاملاً، قدوةً لنا نحن المؤمنين . لذلك فالنبي عليه الصلاة والسلام بعد محاولاتٍ كثيرة من زوجاته الطاهرات، وما نشب بينهنَّ من غيرة، أخذ موقفاً حازماً فاعتزل نساءه كلَّهن . مضى شهرٌ بأكمله في شغلٍ عنهن، وهن في شغلٍ به، فمنهن من روَّعها الهجر، ومنهنَّ من كانت ترقبه في عُزلته، دون أن تجرؤ واحدةٍ منهنَّ أن تخاطبه في أمرها، حتى إذا استكمل الهجر شهراً بتمامه, عاد عليه الصلاة والسلام إلى نسائه مكتفياً بتأديبهن بذلك الإنذار ، لئلا يعُدن إلى مثل ما فعلت بعض أزواجه . فهذه المنافسة بين زوجاته الطاهرات، وهذه الغيرة الحادة، هذا مما يضعف صفاء النبي عليه الصلاة والسلام، فاتخذ هذا الموقف، وتركهن جميعاً شهراً بأكمله، فلما انتهى الشهر, بدأ ببيت عائشة فدخله، واستقبلته في عتابٍ رقيق، قالت: ((يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, قلت كلمةً لم ألقيِ لها بالاً, فغضبت علي . عائشة غيرتها ضرائرها وغيرتهن منها -هذا يفيدنا لو أنّ إنساناً نشب خلاف بينه وبين زوجته, يعوِّد نفسه أن يكون لطيفاً، وتعوِّد الزوجة نفسها أن تعتذر، والاعتذار أحياناً يذيب المشكلة انظر لهذا الموقف: يا رسول الله, بأبي أنت وأمي, قلت كلمةً لم ألقي لها بالاً فغضبت علي, ثم أقبل على أهله, -وهي مستطردة في قولها- أقسمتَ أن تهجرنا شهراً, ولمَّا يمض منه غير تسعٍ وعشرين, تقول هذا مداعبةً له، فقال عليه الصلاة والسلام: نعم, الشهر يكون تسعةً وعشرين)) [أخرجه البخاري عن أم سلمة في الصحيح] فمن اللطف أن يكون هناك كلام لطيف جداً بين الزوجين، مداعبة بالقول، كان عليه الصلاة والسلام إذا دخل بيته بسَّاماً ضحاكاً، كان إذا دخل البيت واحد من أهل البيت، يقول عن النساء: ((فإنهن المؤنسات الغاليات)) فأنا أرى أن من أعقل الرجال الذي عنده مودة، ولطف، ونفس هنيَّة، وأن تكون كلمات معسولة من الزوج, ومن الزوجة، والعمر لا يحتمل خصومات طويلة . طبعاً: كان الحديث عن المشكلات التي جرت في بيت النبي وهو حديثٌ يطول، لكن النبي بشر، ولولا أنه تجري عليه كل خصائص البشر, لما كان سيد البشر . وأنا أعتقد أن الإنسان المؤمن الموفَّق هو الذي يؤتى الحكمة في معاملة زوجته، يسعد بها وتسعد به، العمر قصير لا يحتمل خصومات مديدة، فالنبي أدَّبهُنَّ شهراً، لكن تجد إنساناً يؤدِّب أهله سنة، سنتين، ثلاثة، لكنّه أدبهُنَّ شهراً, وانتهى الأمر . وأنا أتمنى على كل زوج أن يضع حداً للخصومة، إذا كانت هناك مشكلة, وعلى أثرها خرجت من البيت، فينبغي أن تعود، وكأن شيئاً لم يكن، هذه وصيَّة ثمينة جداً، عوِّد نفسك عليها. أما هذا الامتداد بالخصومة؛ أسبوعاً وأسبوعين، وشهراً وشهرين، وسنة وسنتين، وكل واحد راكب رأسه، وكل واحد متعنِّت، فشقيت وأشقيت، مهما كنت أنت الأقوى, شقيتَ مع زوجتك . فالنبي عليه الصلاة والسلام كان قدوةً لنا في حسن معاشرته زوجاته، وكما قلت لكم من قبل: آياتٌ كريمةٌ وكثيرةٌ تبيِّن أن النبي عليه الصلاة والسلام عانى من الزوجات، والمرأة امرأة, ولها طبيعةٌ خاصة، تغار أشد الغيرة، وتحرص على الدنيا أشد الحرص، وتريد أن يكون زوجها لها، فما من زوج إلّا إذا زار أهله، فإذا قدَّم هديَّة لأهله, تنشأ مشكلة؛ لأن هذا الزوج لها وحدها، أما هو فله أم، وله أخوات، وله أخوة، هذه مشكلات تعالج بالحكمة، تعالج بالعدل، تعالج باللين، بالموعظة الحسنة، أما المواقف العنيفة؛ رأساً طلَّق، رأساً ضرب، والضرب أحياناً يترك ندبة في النفس لا تندمل أبداً . أرجو الله سبحانه وتعالى أن نتابع هذا الموضوع في درسٍ قادم . |
|
27-06-2019, 11:43 PM | #52 |
| قصة أم معبد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في طريق الهجرة مع صاحبيه عن هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة وأبو بكر رضي الله عنه ، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة ، ثم تسقي وتطعم فسألوها لحما وتمرا ليشتروا منها ، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك وكان القوم مرملين مسنتين فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال : " ما هذه الشاة يا أم معبد ؟ " قالت : شاة خلفها الجهد عن الغنم قال : " هل بها من لبن قالت : هي أجهد من ذلك قال : " أتأذنين لي أن أحلبها قالت : بأبي أنت وأمي ، إن رأيت بها حلبا فاحلبها فدعا بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فمسح بيده ضرعها ، وسمى الله تعالى ، ودعا لها في شاتها فتفاجت عليه ودرت ، فاجترت فدعا بإناء يربض الرهط فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء ، ثم سقاها حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا وشرب آخرهم حتى أراضوا ، ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء ، ثم غادره عندها ثم بايعها وارتحلوا عنها ، فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد ليسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا مخهن قليل فلما رأى أبو معبد اللبن أعجبه قال : من أين لك هذا يا أم معبد والشاء عازب [ ص: 544 ] حائل ، ولا حلوب في البيت ؟ قالت : لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا قال : صفيه لي يا أم معبد قالت : رأيت رجلا ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق لم تعبه ثجلة ، ولم تزريه صعلة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج وفي أشفاره وطف ، وفي صوته صهل ، وفي عنقه سطع وفي لحيته كثاثة ، أزج أقرن ، إن صمت فعليه الوقار وإن تكلم سماه وعلاه البهاء ، أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأجمله من قريب ، حلو المنطق فصل لا نزر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم ، يتحدرن ربعة لا تشنأه من طول ولا تقتحمه عين من قصر ، غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا وأحسنهم ، قدرا له رفقاء يحفون به إن قال : سمعوا لقوله ، وإن أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود لا عابس ولا مفند قال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر ولقد هممت أن أصحبه ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا وأصبح صوت بمكة عاليا يسمعون الصوت ، ولا يدرون من صاحب. جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حــلا خيمتي أم معبد همـا نـزلا بـالبر وارتحــلا بــــه فأفلح من أمسى رفيق محمد والكثير عن قصة الهجره الى المدينه وكل الغرايب والعجايب في الرحله الميمونه. |
|
27-06-2019, 11:44 PM | #53 |
| السيدة سودة بنت زمعة بن قيس هي السيدة سودة بنت زمعة بن قيس, تلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في الجد السابع لؤي, وهي مكية قرشية. ولم يكن أبو السيدة سودة على الإسلام وبالمناسبة فقد كان رجلا معمرا عاش طويلا. تعد السيدة سودة من أوائل الذين أسلموا قد كانت السيدة سودة صاحبة بيت من البيوت التي دخلت في الإسلام, فقد كانت متزوجة من الصحابي الجليل السكران بن عمرو وهو أحد الصحابة الذين أسلموا مع الرسول صلى الله عليه وسلم من البداية, وهو أبن عم السيدة سودة, وهكذا فالسيدة سودة وزوجها من أوائل من أسلم وظلوا طائعين لله, وتعرضوا للاضطهاد كما تعرض له المسلمين في صدر الإسلام, ومع بداية الهجرة للحبشة هاجرت السيدة سودة وزوجها إلى هناك. وكانت تتعمد أن تمشي أمامه.... كانت السيدة سودة كبيرة مسنة عند زواجها من النبي صلى الله عليه وسلم حيث وصل عمرها إلى السبعين أو الثمانين, فهي أكبر من السيدة خديجة وبالتالي فهي أكبر بكثير من النبي صلى الله عليه وسلم في السن. وإذا اطلعنا على كتب السيرة و التراجم نجد أنها كانت توصف بأنها امرأة جسيمة, وهو لقب عادة ما يطلق على الرجال أي أن صاحب هذا اللقب هو رجل طويل عريض ضخم, وكانت أمنا تتميز بمشية معينة يبتسم لها الرسول صلى الله عليه وسلم, وكانت تتعمد أن تمشي أمامه هذه المشية حتى تدخل البهجة على قلبه صلى الله عليه وسلم. ----------- وقد حبا الله أمنا سودة بخفة الظل والمرح والكلمات الرقيقة, مع أنها لم تكن ذات جمال, والسيدة سودة تعد من المعمرات, فقد عاشت طويلا بعد النبي صلى الله عليه وسلم, وماتت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب. ----------- الإشاعة: وكما أسلفنا, فقد هاجرت السيدة سودة مع زوجها الصحابي الجليل السكران بن عمرو إلى الحبشة, وأثناء تواجدهم هناك أشيعت إشاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قد انتصر وأن مكة كلها قد أسلمت, وقرر الكثير ممن كانوا في الحبشة العودة إلى مكة, وطبعا لم يكن هذا الخبر أكثر من إشاعة كما قلنا, والأمر في مكة مازال في غاية السوء, وللأسف فالعائدون إلى مكة كان ينتظرهم هناك وضع بالغ الصعوبة. والسيدة سودة وزوجها كانوا ممن عادوا من الحبشة, وأثناء رحلة العودة توفى السكران, وقد كان رجلا كبيرا في السن, وهذا أصبحت مصيبة السيدة سودة مصيبتان, موت زوجها وما ينتظرها في مكة من أهلها الغير مسلمين, وبعد كل هذا هل عرفنا لماذا تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم؟, وهل أحسسنا إلى أي مدى وصلت رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم؟. هم يتعجبون!!!! اما نحن فلا ========= لما عرف خبر زواج السيدة سودة من النبي صلى الله عليه وسلم ذهلت قريش! أيفعل هذا؟! محمد الذي كان متزوجا من السيدة خديجة الجميلة العظيمة يتزوج من سودة بنت زمعة؟!ولماذا يفعل هذا؟ فليتعجب المشركون... أما نحن المسلمون فلا نتعجب, فمن يفهم دينه جيدا ومؤمن ومحب لدينه يستطيع أن يفهم كل ما يقوم به النبي صلى الله عليه وسلم من أفعال. لن نقول أنها كانت تضحية, ولكنها كانت مواساة شفقة ورحمة من النبي صلى الله عليه وسلم, وعزاء منه لها على موت زوجها. ولكن يتساءل البعض يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولا يزوجها أحد من أصحابه, فنرد ونقول أنه إن كان الأمر من قبيل المواساة والتضحية, فمن لها سوى النبي صلى الله عليه وسلم, ويكون هو صلى الله عليه وسلم أول من يقوم بها! ووالله إنه لأكبر رد على أعداء الإسلام ومن يحاول أن يشكك في عظمة نبينا, بل إنه شرف لنا, فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أول من يضحي ويواسي ويقف بجوار هذه المرأة العجوز التي لا تتصف بالجمال. نعود لقصة الزواج, فكما قلنا عندما ذهبت السيدة خولة للرسول صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه الزواج إما البكر وهي السيدة عائشة أو الثيب وهي السيدة سودة, فبدأ صلى الله عليه وسلم بالسيدة سودة التي كان على علم تام بظروفها, قبل السيدة عائشة الصغيرة. وهكذا.. ذهبت السيدة خولة للسيدة سودة وقالت لها:" قالت السيدة سودة: وما ذاك ؟ قالت السيدة خولة: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخطبك قالت السيدة سودة: وأنا يتزوجني رسول الله ؟ قالت السيدة خولة:نعم ذكرك لي وطلب ان اتيك قالت السيدة سودة:فاستأذني من أبي استأذني من أبي !!!! هنا وقفه ومهما طالت فلابد منها هل نعلم إلى أي سن وصلت السيدة سودة عندما ذهبت إليها السيدة خولة, وبالتالي نستطيع أن نتصور ولو تقريبا المرحلة العمرية لأبوها ولا ننسى طبعا أنه كافر, ولكن ماذا كان ردها عندما أتتها السيدة خولة تطلبها للنبي صلى الله عليه وسلم, وقد تزوجت من قبل... ووصلت إلى عمر كبير! وهكذا ذهبت السيدة خولة إلى والد السيدة سودة تقول له:" أرسلني محمد ابن عبد الله لأخطب ابنتك فقال:" كفىء كريم ، ذلك الرجل لا يجزع له انف لا يمكن ان يرفضه احد . فتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتزوج بأخرى لمدة سنتين, أي أنه بقي معها بدون زوجة أخرى لمدة سنتين. بعض المواقف والأفضال لأمنا سودة: ========= حتى خفت أن يسقط الدم من أنفي! -------- كما ذكرنا فقد كنت أمنا سودة ذات طبيعة مرحة ولكنها كانت طيبة جدا وتحب أن ترسم البسمة على وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته أنه إذا صلى بالناس الفروض لم يطل عليهم, أما قيام الليل فنعلم كيف كان قيامه صلى الله عليه وسلم, فهي نافلة فمن شاء أن يصلي قيام الليل مع النبي صلى الله عليه وسلم فعليه أن يتحمل طول قيام الرسول. وفي مرة كانت السيدة سودة تصلي القيام مع النبي صلى الله عليه وسلم, فلما انتهت من الصلاة قالت له: يا رسول الله صليت معك فركعت ركوعا حتى خفت أن يسقط الدم من أنفي ، فكنت أصلي معك ويدي على أنفي ،هل تجوز الصلاة ؟ فضحك الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله أصلي معك بعد ذلك ، ولكن خفف من الركوع والسجود حتى لا امسك أنفي . فضل لها في رقبة الحجاج... -------- ولا بد أن نذكر أن للسيدة سودة فضل كبير علينا خاصة على الحجاج, فالحجاج يدينون بفضل غير عادي لأمنا سودة, فما هو هذا الدين؟ إنها معلومة لا يعلمها الكثير, فكما قلنا فالسيدة سودة امرأة جسيمة ثقيلة في حركتها, ففي حجة الوداع التي حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم, وكما نعلم فالحجاج في اليوم التاسع من ذي الحجة بعد النفرة من عرفات وتوجههم إلى مزدلفة فالسنة أن يبيتوا هناك حتى الفجر, وبالطبع يكون الزحام شديد, فأثناء هذه الحجة وحيث الزحام الشديد و أن أمنا سودة كما قلنا امرأة كبيرة في السن, فقالت: يا رسول الله لا أطيق البقاء الى الفجر ، فرخص لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب قبل الفجر لترجم قبل الزحام ثم تذهب وتطوف طواف الافاضه فكانت هي صاحبة الفضل علينا في هذه الرخصه ، ولكن لمن يستطيع فالأولى أن يبقى في المزدلفه حتى الفجر وهنك قصة أخرى مهمة جدا في حياة السيدة سودة لابد من ذكرها.... وإني أهب يومي لعائشة.... ---------- فقد ذهبت السيدة سودة يوما للنبي صلى الله عليه وسلم, وكان هذا في السنة الخامسة من الهجرة, وقد بلغت من السن ما بلغت وقالت له: يا رسول الله لا تطلقني فاني أرجو أن أكون زوجتك في الجنة وأني أهب يومي لعائشه وقد استغل المستشرقون هذه النقطة وقالوا أنه أراد أن يطلقها لأنها كبرت في السن! فكيف يكون هذا وقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم وهي أصلا كبيرة في السن! ومعاذ الله أن تكون هذه أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم, فكيف يفكر هؤلاء الناس؟!. ولكن لماذا قالت له لا تطلقني؟ فقد نزلت آيات في القرآن الكريم يخير فيها الله سبحانه وتعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم إما أن يبقين معه أو يطلقهن, فما هي مناسبة هذه الآيات؟ المناسبة أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم كن يعشن معه ويتحملن معه ضيق العيش, ولكن بعد غزوة خيبر والفتوحات الإسلامية وكثرة الغنائم, وأصبح للنبي صلى الله عليه وسلم خمس الغنائم, فبدأن يطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيد لهن في نفقات المعيشة, وهو صلى الله عليه وسلم يريد أن يعلم الأمة النظام في الإنفاق, وبالتالي لابد أن يكون صلى الله عليه وسلم خير قدوة فيعطي القليل, فتحدث مشكلة بسبب هذا الموضوع فنزلت الآيات بالتخيير فالسيدة سودة هي الوحيدة التي ذهبت للنبي عليه الصلاة والسلام عندما سمعت هذا الكلام وقالت له ما ذكرناه بخصوص تنازلها عن يومها للسيدة عائشة, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من عدله الشديد يقسم الأيام بين زوجاته, كل زوجة يوم فيذهب للزوجة صاحبة اليوم ويقضي عندها القيلولة ويتغذى ويتعشى ويبيت عندها ويصلي عندها القيام, ثم يذهب ليصلي الفجر ويرجع عندها ثم يذهب للزوجة الأخرى....., وهكذا كان عدل النبي صلى الله عليه وسلم الشديد بين زوجاته, فكل رجل يقول أن التعدد حلال وينسى أنه إن لم يعدل بين في الزيجتين سوف يأثم إثما شديدا فيهما, ويحاسب حسابا شديدا يوم القيامة. لذا عندما سمعت السيدة سودة الآيات يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾ ... (الأحزاب). خافت أن تكون هي المعنية, و فكرت في أن باقي الزوجات أجمل وأكثر شبابا, فقررت أنها لا تريد أي شيء حتى ليلتها تنازلت عنها لأحب زوجة لقلب النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة, وقالت له:"يا رسول الله اني اجعل ليليتي لعائشه فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم:" أتحبين ذلك . فقالت:"نعم يا رسول الله أحب ذلك ، واريد ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"لك ما شئت والحقيقة أننا هنا لابد وأن نتكلم عن العدل, والعدل بين النساء والرحمة, وهناك سورة في القرآن الكريم اسمها سورة النساء, سميت سورة النساء بهذا الاسم لأنها تتكلم عن كل المستضعفين في الحياة, عن اليتامى والضعفاء, وعن الميراث وكيفية توزيع الثروة بعد الوفاة حفاظا على حقوق الأولاد والضعفاء, تتكلم عن المستضعفين في الأرض والأقليات المسلمين في الأماكن التي يكونون مستضعفين فيها, فتسمية السورة بهذا الاسم أنسب رمز للمستضعفين, ووجوب العدل معهم, فمن يستطيع أن يعدل مع زوجته في البيت يستطيع أن يعدل عند توزيع الميراث, ومن يستطيع أن يعدل مع زوجته عند الشجار يستطيع أن يعدل مع الموظف الذي يعمل تحت رئاسته, فيا للحكمة من الله عز وجل, فمن يستطيع أن يعدل مع النساء يستطيع أن يعدل مع كل المستضعفين, وكان النبي صلى الله عليه وسلم رمزا لهذا العدل مع السيدة سودة. وبهذا تبرعت السيدة سودة بليلتها للسيدة عائشة, فأصبحت لسيدة عائشة هي الوحيدة من بين زوجات النبي صلى الله عليه وسلم التي لها ليلتان, وكانت السيدة عائشة تقول: والله ما احب الي من سوده ،وكان هذا لسببين أما الاول فلتبرعها بليلتها والثاني: أن السيدة عائشة عندما تزوجت من النبي صلى الله عليه وسلم كانت صغيرة في السن, فكانت السيدة سودة بمثابة الأم للسيدة عائشة تعلمها وتراعيها وتأخذ بيدها, فكانت السيدة عائشة تحمل للسيدة سودة مشاعر الأم والحب الشديد. ولكن لا يخفى علينا أن السيدة سودة أعطت يومها للسيدة عائشة إكراما وحبا للنبي صلى الله عليه وسلم. وختاما: وفي ختام الحديث عن أمنا سودة نقول أنها عمرت بعد النبي طويلا, ولم ترو عنه سوى خمسة أحاديث فقط, وماتت في زمان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ودفنت في البقيع. وهكذا دفنت أمنا سودة في بقيع الغرقد, وسيدنا أبي هريرة هو من صلى عليها وحمل النعش. وأخيرا... نعود لنقطة البداية, فالسيدة سودة أمنا, هل مازلنا نذكر, ربما تكون مشاعرنا تجاه السيدة خديجةهي أمنا المجاهدة التي جاهدت وصبرت وأنفقت , أما أمن سودة فهي أمنا الطيبة العطوفة التي أحبت النبي صلى الله عليه وسلم و تنازلت عن ليلتها للسيدة عائشة وتتودد إليها أرضاء وإكراما للنبي صلى الله عليه وسلم. |
|
27-06-2019, 11:44 PM | #54 |
| ام كلثوم بنت علي بن ابي طالب( القابله المسلمة) هي ام كلثوم بنت على بن ابي طالب اول من اسلم من الاطفال وصاحب المنزله الرفيعه والماكنه العاليه عند رسول الله. ورابع الخلفاء الراشدين وجدها سيد ولد ادم صلي الله عليه وسلم وامها سيده نساء الجنه فاطمه بنت رسول الله واخواها سيدا شباب اهل الجنه وريحانتا رسول الله. في هذه البيئه الكريمه ولدت ام كلثوم في عهد النبي ونشأت وترعرعت وتربت فكانت مثال الفتاه المسلمه الناشئه على الدين والفضيله والحياء. خطبها الى ابيها الفاروق عمر بن الخطاب امير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين. ولكن الامام على اعتذر بصغر ام كلثوم فقال له عمر : زوجنيها يا ابا الحسن فاني ارصد كرامتها مالايرصده احد فرضي وزوجه اياها فدخل بها في ذي القعده سنكلثوم طالب الله وجهه7 هـ وظلت عنده حتي قتل رضي الله عنه وولدت له زيد بن عمر الاكبر و رقيه بنت عمر. من مآثر ام كلثوم زوج امير المؤمنين انه خرج ليلة كعادته يتفقد الناس وهذه حال كل مسئول عن الرعيه في ظل دوله الاسلام فمر برحبه من رحاب المدينه فاذا به يسمع انين امراه ينبعث من بيت شعر على بابه رجل قاعد فسلم عليه عمر وساله عن نفسه فقال له الرجل : بانه من الباديه جاء يصيب من فضل امير المؤمنين فساله عمر عن المراه التي سمع انينها , فقال الرجل وهو لايدري ان محدثه هو امير المؤمنين : انطلق رحمك الله لحاجتك ولا تسال عما لا يعنيك. فعاد عمر يلح بالسؤال عارضا عليه المساعده ان امكن فاجابه الرجل: انها امراتي قد حضرتها الولاده وليس عندها احد. ترك عمر الرجل وعاد الى منزله مسرعا فدخل على امراته ام كلثوم وقال لها: هل لك في اجر ساقه الله اليك؟ فقالت له وقد غمرتها السعاده بهذه البشرى الساره التي وهبت نفسها من اجلها وماهو ذلك الخير والاجر ياعمر؟ فاخبرها الخبر فقامت مسرعه واخذت معها ما تحتاجه الولاده وما يحتاجه المولود وحمل امير المؤمنين القدر بما فيها من السمن والحبوب وانطلق وامراته حتي انتهيا الى بيت الشعر. ودخلت ام كلثوم الى المراه تساعدها وتقوم بمهمه القابله وجلس امير المؤمنين مع الرجل خارج البيت يطبخ ماجاء به وعندما وضعت المراه مولودها قالت ام كلثوم من داخل بيت الشعر : بشر يا امير المؤمنين صاحبك بان الله رزقه غلاما وذهل الاعرابي ان يكون امير المؤمنين صاحبه الذي يطبخ وينفخ. وذهلت المراه الاعرابيه ان تكون زوجه امير المؤمنين قابلتها في بيت الشعر. ويذهل اتباع كل اصحاب الحضارات المزيفه وهم يطلعون على تلك الحقائق عن حضاره الاسلام التي تجعل من رئيس الدوله وزوجه يخدمان رجلا وامراته من اهل الباديه؟؟. وبعد فتره من الزمن اغتالت اليد الاثمه الحاقده على الاسلام الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتأيمت ام كلثوم . ولما توفيت رضي الله عنها صلي ابن عمر عليها وابنها زيد فجعله مما يليه وكبر اربعا .. فارض اللهم عن ام كلثوم القابله المسلمه. |
|
27-06-2019, 11:44 PM | #55 |
| سيرة أم عطية الأنصارية رضي الله عنها بسم الله الرحمن الرحيم هي نسيبة بنت الحارث الأنصارية والتي تكنى بـ “أم عطية” ، وقد قامت بالكثير من الأعمال العظيمة من أجل خدمة الاسلام والمسلمين والرسول صلى الله عليه وسلم ، واشتهرت بعلمها وحكمتها ورجاحة عقلها ، وكان لها العديد من المواقف المشهودة في تاريخ الاسلام .. وتعد تلك الصحابية من كبريات نساء الصحابة .. ويكاد يذكر التاريخ معلومات بسيطة عنها، غير ان تلك المعلومات تظهر الأثر الكبير لها ، والدور الذي كانت تقوم به سواء في مجال الجهاد والمشاركة في المعارك العسكرية أو في مجال العلم كراوية للحديث أو الفقه في شرح العديد من المسائل المتعلقة بالنساء كما سمعتها من الرسول صلى الله عليه وسلم .. وتروي كتب السيرة أن أم عطية الانصارية او نسيبة بنت الحارث ، أسلمت مع السابقات من نساء الأنصار ، وفي ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف ، كانت - رضي الله عنها - تسير في ركب الجيش الغازي ، تروي ظمأ المجاهدين وتأسو جراحهم، وتعد طعامهم ، واشتهرت بتغسيل الموتى في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم . جهاد مع الرسول : وعن سيرة جهادها مع الرسول صلى الله عليه وسلم تقول الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) : “غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنت أصنع لهم طعاما ، وأخلفهم في رحالهم ، وأداوي الجرحى وأقوم على المرضى” . ونفهم من ذلك أنه كان لهذه الصحابية دور كبير ومؤثر في المعارك العسكرية التي خاضها المسلمون ضد الكفر والمشركين وأهل الضلال ، حيث إن أم عطية كانت تشارك في الجهاد ، وكانت تقوم بأعمال التمريض واعداد الطعام للجنود ، ولم تكتف بذلك بل كانت تقوم بدور الحارس الأمين على امتعة الجيش . ولم يتوقف دور تلك الصحابية الجليلة عند هذا الحد، بل انها كانت تقوم بتطبيب الجرحى وأيضا كانت تسهر على المرضى وتقوم بخدمتهم ، ولا شك أن تلك الخدمات مهمة وجليلة في ميدان المعركة ولا يمكن الاستغناء عنها . وفي غزوة خيبر كانت أم عطية رضي الله عنها ، من بين عشرين امرأة خرجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتغين أجر الجهاد . وكانت أم عطية شجاعة وقوية ومؤمنة ولديها القدرة على الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وعن الاسلام . وكانت مستعدة للتضحية بنفسها من أجل انتشار الدين الاسلامي في انحاء العالم كافة . فهذه المرأة عرفت مبكرا حلاوة الاسلام والايمان ، وقيمة الجهاد والاستشهاد في سبيل الله ورسوله ، وكانت دائما مستعدة لتلبية نداء الحق من أجل الشهادة والفوز بالجنة . ولقد ضربت بكفاحها وجهادها وعملها وعلمها وفقهها وبلاغتها ابرز الامثال على أن الاسلام ارتقى بالمرأة وميزها ووضعها في شتى المجالات جنبا الى جنب مع الرجل . 40 حديثاً : وأم عطية هي التي غسلت زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، فعندما ماتت زينب زوجة أبي العاص بن الربيع قال النبي صلى الله عليه وسلم لأم عطية الانصارية ومن معها : “غسلنها وترا ثلاثا أو خمسا ، أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك واغسلنها بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا - أو شيئا من كافور - وإذا فرغتن فآذنني” . تقول نسيبة بنت الحارث : فآذناه ، فألقى إلينا حقوه “إزاره” ، وقال عليه الصلاة والسلام : “أشعرنها هذا”، وتقول أم عطية الانصارية : فضفرنا شعرها ثلاثة أثلاث ، قرنيها وناصيتها ، وألقينا خلفها مقدمتها . ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على عائشة .. فقال : “هل عندك من شيء ؟” قالت عائشة رضي الله عنها : لا ، الا شيء بعثت به الينا نسيبة “أم عطية الانصارية” من الشاة التي بعثت اليها من الصدقة . قال النبي عليه الصلاة والسلام : “انها قد بلغت محلها” . وكانت أم عطية تغسل من مات من النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، طلبا للمثوبة والاجر من الله عز وجل . وقد كانت الصحابية الجليلة رضي الله عنها فقيهة حافظة ، ولها أربعون حديثا ، منها في الصحيحين ستة ، وانفرد البخاري بحديث ومسلم بحديث . وقد أخرج أحاديثها أصحاب السنن الأربعة وروى عنها أنس بن مالك - رضي الله عنه - من الصحابة وروى عنها من التابعين محمد بن سيرين ، وأخته حفصة بنت سيرين ، وأم شراحبيل وعلي بن الأقمر ، وعبدالملك بن عمير ، وإسماعيل بن عبدالرحمن . ومن الأحاديث التي روتها ام عطية الأنصارية عن الرسول صلى الله عليه وسلم حديثها في غسل آنية النبي صلى الله عليه وسلم ، وحديثها : “أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور” . وحديث “كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الظهر شيئا”. وحديث “نهينا عن اتباع الجنائز”. بعض الاحاديث التي روتها : * عن أم عطية رضى الله عنها قالت : غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم فأصنع لهم الطعام ، وأداوى الجرحى ، وأقوم على المرضى " (رواه مسلم) * عن أم عطية رضى الله عنها قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ، ولم يعزم علينا (رواه البخارى) * عن أم عطية رضى الله عنها قالت : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تخرج فى العيدين العواتق وذوات الخدور (الصحيحين) * وحديث “ كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الظهر شيئا”. وفاتها رضي الله عنها : عاشت الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) الى حدود سنة سبعين من الهجرة . وكما ذكرنا .. عاشت الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية (نسيبة بنت الحارث) الى حدود سنة سبعين من الهجرة ، وقد انتقلت رضي الله عنها في آخر عمرها الى البصرة ، واستفاد الناس من علمها وفقهها، فكان جماعة من الصحابة والتابعين يأخذون عنها غسل الميت . فرضي الله عن الصحابية الجليلة أم عطية الانصارية وعن المسلمين أجمعين . |
|
27-06-2019, 11:45 PM | #56 |
| أم أيمن وشربة الكوثر كان سيدنا رسول الله في شهر شعبان يشرح كل ما يحتاجه المسلم من المسلمين من الرجال وكل ما تحتاجه المرأة المسلمة من نساء المسلمات في صيام شهر رمضان لكي نصوم الشهر صياماً صحيحاً مقبولاً إن شاء الله لأنه لا يجوز للمسلم أو المسلمة أن يصوم أو يصلي وينتظر حتى يخطىء ثم يسأل، لكن يجب أن نتعلم ما يجب علينا في الصيام لكي يكون صياماً مقبولاً فإذا لم نعرف يجب أن نسأل لـماذا نصوم أولاً؟ {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} نريد أن نصوم فلنعرف أولا لماذا نصوم؟ يلزم أن نحدد في ذهننا وفي قلبنا وفي نيتنا الهدف من الصيام لأن الله يعطي الأجر على قدر النية فإذا كان الإنسان يصوم مثل جميع الناس الصائمة فأجره هنا محدود لكن كلما صحح النية يكون الأجر بغير حدود من الله فلكي نصوم رمضان يجب أن ننوي أولاً لكي نعمل بحديث رسول الله الذي يقول فيه {مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ}[1] لغفران الذنوب إذاً نريد أن نصوم لكي يغفر لنا الله الذنوب الماضية كلها وهنا نكون قد صمنا من أجل غفران الذنوب وليس من أجل أن الناس صائمة وفقط وأيضاً لأن ربنا أمرنا بالصيام تنفيذاً لأمر الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} وعندما أمرنا بالصيام حدد لنا الغاية لماذا كتب الصيام علينا؟ قال {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}لتقوى الله وتنفيذ أمره سبحانه لكي تصلوا إلى التقوى التي يحبها الله والتقوى لها معاني كثيرة يكفينا معنى واحد منها يناسب المقام وهي الخوف من الله فالخوف من الله يمنع العبد من الذنوب ويجعله يسارع إلى طاعة الله وتنفيذ أحكام شرع الله فنصوم أولاً لكي يغفر لنا ربنا ذنوبنا بنية والنية الثانية هي أن ننفذ أمر الله ونتقيه سبحانه ومن ينفذ أمر الله ماذا له؟ نسأل كتاب الله فنجده يخبرنا أنه من ينفذ أمر الله يكون قد أطاع الله ومن يطع الله أين يكون؟ قال الله {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً} إذاً المطيع سيكون في الآخرة مع هذه الجماعة وهم الوجهاء والعظماء ويصوم أيضاً لأن شهر رمضان هو شهر القرآن قال الله{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } ونزول القرآن نعمة من نعم الله العظمى علينا يجب شكر الله عليها لأن كل نعمة لها شكراً فنشكر الله على نزول القرآن بصيام الشهر الذى نزل فيه القرآن ؟ وهذه نية ثالثة ولماذا نصوم أيضا؟ لنيل شفاعة النبى والصيام و القرآن لأن سيدنا رسول الله أعلمنا أن كل واحد فينا يوم القيامة يريد من يشفع له ولن يدخل أحد الجنة بعمله {مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الجَنَّةَ بِعَمَلِهِ} قلنا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال {ولا أنا إِلاَّ أَنْ يَتَغَمَّدَنِي الله بِرَحْمَةٍ مِنْهُ}[2] ووضع يده على رأسه إذاً تلزم هنا الشفاعة والشفاعة المضمونة والمقبولة هي شفاعة رسول الله ومن غيره ؟ قال الرسول أن هناك شفاعتين مضمونتين ما هما؟ قال {الصِّيَامُ والقُرآنُ يُشَفَّعَانِ في العَبْدِ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّهْوَةَ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، ويَقُولُ القُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ باللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ» قال: «فَيُشَفَّعَانِ}[3] هل يوجد منا من لا يحتاج إلى هذه الشفاعة المضمونة؟ فبذلك ننوي مع نية الصيام أن ربنا يشفع لنا بالصيام والقرآن أو يشفع فينا الصيام والقرآن لماذا نصوم أيضاً؟نريد منزلة عظيمة لأن كلنا سنخرج من الدنيا من فيكم لن يخرج من الدنيا إلى يوم القيامة؟ من معه هذا الضمان؟ كلنا مسافرون والتفاضل بين الناس هناك سيكون على هذا الأساس {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} على حسب التقوى والعمل الصالح هل سنكون مع بعضنا جميعاً هناك؟ لا هناك أناس ستخرج من القبر إلى الجنة فوراً ليس لهم شأن بالحساب أو الميزان أو الصحف أو الصراط أو أي شيء وربنا يعطيهم من هنا ضمان بأنهم لا يدخلون النار من هم؟ بعتقهم الله من النار .. لنكون من عتقاء الله من النيران وهذه نية رابعة هؤلاء قال فيهم النبي عليه الصلاة والسلام {لله في كل ليلة من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار فإن كانت ليلة الجمعة أعتق في كل ساعة ألف ألف عتيق من النار كلهم استوجبوا النار}[4] كل ليلة كشف بأسماء مائة ألف ومكتوب لهم عتقاء الله من النار فإذا كانت ليلة الجمعة من كل أسبوع يعتق فيها مثلما أعتق في سائر الأسبوع –كشف ليلة الجمعة قدر كشوف أيام الأسبوع كله- فإذا كانت آخر ليلة من شهر رمضان أعتق الله فيها مثلما أعتق في سائر الشهر {فإذا كان آخر ليلة أعتق بعدد من مضى }[5] ونحن جميعاً نريد شهادة بالعتق من النار – كيف نأخذ هذه الشهادة؟ حضرة النبي وضحها لنا قال: {من فطر فيه صائماً –لكن يفطره لله وليس أن أفطر عندك يوم وتفطر عندي يوم فهذا جميل وذلك رد للجميل مثلاً سأفطره لأنه رجل من الأغنياء ولي عنده مصلحة سيقضيها لي إن الله ليس له شأن بذلك ولكنه يريد {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً} والذي يفطر فيه صائماً واحسبوا معي الأجر من فطر فيه صائماً ما أجره يا رسول الله؟ إحسبوا معي قال{مَنْ فَطَّرَ فِيهِ صَائِماً كَانَ لَهِ مَغْفِرَةً لِذُنُوبِهِ وَعِتْقَ رَقَبَتِهِ مِنَ النَّارِ، وَكَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَجْرِهِ شَيْءٌ }[6] فمن يفطر صائماً له ثلاثة أجور أولها: أن يغفر الله له جميع ذنوبه وثانيها: يوضع في كشوف العتق من النار وثالثها: أن يكون له مثل أجر الصائم تماماً بتمام فقال له أصحابه: – وانظروا الفضل العظيم والتيسير الكريم من الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطَّر الصائم عليه قال {يُعْطِي اللَّهُ تَعَالَى هذَا الثَّوَابَ مَنْ فَطَّرَ صَائِماً عَلَى مُذْقَةِ لَبَنٍ أَوْ تَمْرَةٍ أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ} فأصبح الأمر بذلك سهلاً وميسوراً فشربة ماء يأخذ بها الأجر وتمرة واحدة يأخذ بها نفس الأجر – مثلاً لو واحدة أحضرت كيلو تمر وجاءت إلى المسجد قبل المغرب ووزعت على كل واحد تمرة فكم تأخذ من الأجر؟ فإذا كان كيلو التمر فيه ثلاثون تمرة مثلاً فتأخذ أجر ثلاثين صائماً لله فما بالكم بمن يفطر الصائم حتى يشبع؟ قال في ذلك النبى{وَمَنْ أَشْبَعَ صَائِماً سَقَاهُ اللَّهُ مِنْ حَوْضِي شَرْبَةً لاَ يَظْمَا حَتَّى يَدْخُلَ الْجَنَّةَ} لنشرب من حوض الكوثر وهذه نية أخرى ننويها أن يمن الله علينا ويتفضل النبي الحبيب علينا بأن يسقينا من حوضه الريان و نشرب من الكوثر فمن أعطى شربة من حوض الكوثر الخاص بحضرة النبي فلا يظمأ يوم القيامة ولا بعدها أبدا ويالها من نية عظيمة وجزاءٍ أعظم ما مقدار يوم القيامة؟ ربنا قال فيه {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}وتكون الشمس فوق الرؤوس والحرارة شديدة والناس من شدة العطش تتدلى ألسنتهم على الأرض من شدة العطش – ولا يوجد هناك ماء أو حنفية أو كولدير أو أي شيء من هذا من الذي سيشرب؟ لن يشرب أحد إلا من دفع ثمن شربة من حوض الكوثر وقد قال فيه الله {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} ما حجم هذا الحوض؟ قال فيه{حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ ( أي الفضة) وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ وَكِيزَانُهُ ( أكوابه) كَنُجُومِ السَّمَاءِ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلاَ يَظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً}[7] فالذي يشبع صائماً يخرج له كوب ويكتب عليه اسمه وعندما يأتي يوم القيامة ويخرج من القبور في أرض النشور تقدم له الملائكة التحية {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً}وعندما يشرب هذا الكوب لا يصيبه عطش أو جوع طوال الخمسين ألف سنة وهناك من الناس من يشرب منه في الدنيا، كيف؟ أيام حضرة النبي الخادمة التي كانت مع أم حضرة النبي واسمها أم أيمن وذهبت معها إلى المدينة لتزور أباه لأن أباه توفى قبل ميلاده بستة أشهر وعند رجوعهم في الطريق ماتت أمه فحملته السيدة أم أيمن إلى أن وصلت إلى مكة ومكثت في مكة إلى أن هاجر الرسول إلى المدينة وبعدما هاجر إلى المدينة أرادت أن تهاجر فمشت لوحدها فوجدت جماعة مسافرين إلى المدينة فقالت لهم: خذوني معكم واتضح بعد ذلك أن هؤلاء القوم يهود ولما عرفوا أنها مسلمة حاولوا أن يأخذوها في دينهم فرفضت فأصدر كبيرهم أمراً لزوجته وأولاده بأن يمنعوا عنها الطعام والشراب وظلت على هذا الحال كما حكت إلى أن ذهب سمعها وأوشك البصر أيضاً أن يذهب فتضرعت إلى الله فوجدت دلواً نازلاً من السماء مربوطاً بحبل فيه ماء وظل الدلو ينزل إلى أن وقف على ربوة ومال الدلو فشربت منه جرعة وجذب الدلو مرة أخرى لأعلى فحزنت ولكن لو شربت وارتوت لأصيبت بمرض الاستسقاء في الحال فلرفعه حكمة من الله وبعد فترة نزل الدلو مرة أخرى فشربت جرعة أخرى ورفع مرة أخرى وفي المرة الثالثة تدلى الدلو إلى أن شربت وارتوت وغسلت وجهها وسكبت بقية الماء على جسمها من شدة الحرارة فذهب اليهودي لزوجته يعنفها قائلاً ألم أقل لك: امنعى عن المسلمة الماء؟ فقالت: لم تشرب وقرب الماء سليمة لم تمس قال: من أين شربت إذاً؟ قالت: نسألها فقصت لهم حكايتها فأسلم هو وزوجته فقد شربت من حوض الكوثر فكانت عندما تأتى أيام الصيف الشديدة الحرارة وكما قالت: "كنت أصوم اليوم الشديد الحر لعلى أجد الظمأ فلا أجده وكنت أذهب إلى الحرم وأطوف حوله في فترة الظهيرة الشديدة الحرارة لعلي أشعر بالظمأ فلا أجده لماذا؟، لأنها شربت من الحوض الذي يقول فيه حضرة النبي{ من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبداً} من الذي يأخذ هذا الأجر العظيم وهذا الثواب الكريم؟ الذي يفطر الصائم حتى يشبع لأنه هناك فرق بين من يفطر الصائم ومن يشبع الصائم فالذي يفطر الصائم قلنا أن ربنا يغفر له ذنوبه ويأخذ قرار بالعتق من النار ويكون له مثل أجر الصائم ومن يشبع الصائم له هذا الأجر أيضاً ويزيد عليهم بأن يكون له شربة هنيئة مريئه من حوض الكوثر لا يظمأ بعدها أبداً فهل هذا العمل سهل ميسور أم صعب؟ سهل إن شاء الله ولكن الأهم أن تعمله الواحدة منكن محبة لله فأحياناً يقول لها الزوج أنا عازم فلان وفلان اليوم فترد عليه بأنها متعبة وغير قادرة وتظل طول اليوم في نكد وكرب وبذلك تكون حرمت نفسها من الأجر والثواب لأن شرط الأجر أن يكون العمل عن رضا وعن محبة فأنتِ مثلاً ستعملي إن رضيتى أم لم ترضي فلماذا تحرمي نفسك من الأجر والثواب؟ فيلزم أن تعملي عن محبة لكي تأخذي الأجر والثواب من الله [1] صحيح ابن حبان عن أبي هُرَيْرَةَ. [2] (رواه الطبراني) عن أسامة بن شريك وفي مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة. [3] رواه أحمد وإسناده حسن عن عبد الله بن عمرو. [4] [كنز العمال] (الديلمي عن ابن عباس). [5] البيهقى عن الحسن مرسلا [كنز العمال] [6] ابن خزيمة البيهقى والأَصبهاني في التَّرغيب عن سلمان. [7] (صحيح مسلم) عن عَبْدُ اللّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , مهم , الجنة , وسام , نعبر , قبسات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نحن الخيرات الحسان | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 10 | 29-06-2017 03:09 AM |
ملخص السلسلة الصحيحة للالبانى فى الجنة 1 | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 29-06-2017 03:03 AM |
هل اهل الجنة ينامون | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 14-05-2017 09:51 AM |
أول الأمم دخولا الجنة آنيتهم وأمشاطهم | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 06-05-2017 09:37 AM |
هذه هي الجنة دار السلام | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 9 | 05-05-2017 10:12 AM |