22-02-2018, 01:13 PM | #141 | |||||||||
| اقتباس:
كان الصحابة الكرام يبيعون الدنيا بالآخرة، ويقدمون ولائهم لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم على أي شئ أخر، بل كان ولائهم الأول والأخير لله ولرسوله وللؤمنين. ومن هؤلاء الصحابة العظام صحابي جليل من أوائل من أسلم من الأنصار، وكانت عشيرته في المدينة مرتبطة بحلف مع يهود بني قيقاع، وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، بدأ اليهود يكيدون له ويناصبونه العداء ويؤذون المسلمين، فما كان من هذا الصحابي إلا أن أنهى وأبطل حلفه مع اليهود والوقوف إلى جانب النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله. إنه الصحابي عبادة بن الصامت .. الذي أنزل الله سبحانه وتعالى آيات تتلى تمتدح موقفه وتحييه عليه، فقال تعالى: {ومن يَتَولّ اللّهَ ورَسُوله والذين آمنوا فإنّ حِزْبَ اللهِ هُمْ الغَالِبُون}. كان عبادة بن الصامت واحدًا من اثني عشر نقيبًا من أوائل من أسلموا من الأنصار، وقد بايع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيعتي العقبة الأولى والثانية، وأخلص لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ممن جمع القرآن في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان يُعلّم أهل الصّفّة القرآن الكريم، وفي عهد سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه كان أحد الذين شاركوا في جمع القرآن الكريم في المصحف الشريف، ولمّا فتح المسلمون الشام أرسله عمر بن الخطاب وأرسل معه معاذ بن جبل وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفقهوهم بالدين، وأقام عبادة بن الصامت بحمص وأبو الدرداء بدمشق ومعاذ بفلسطين، ولما مات معاذ عام طاعون عمواس صار عبادة إلى فلسطين، وكان عبادة أول من ولي قضاء فلسطين. وكان الصحابي عبادة بن الصامت مجاهدًا له بطولات عديدة حيث شهد المغازي مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر وما تلاها، وكذلك بعد انتقال النبي مه الخلفاء الراشدين فشارك في فتح مصر وقبرص. ولمّا حضرت عبادة بن الصامت رضي الله عنه-الوفاة قال لأهله: أخرجوا فراشي إلى صحن الدار، ثم قال: اجمعوا لي مَوَاليَّ وخدمي وجيراني، ومن كان يدخل عليّ فجُمِعوا له، فقال: إنّ يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي عليّ من الدنيا، وأول ليلة من الآخرة، وإني لا أدري لعلّه قد فرط منّي إليكم بيدي أو بلساني شيء ، وهو -والذي نفس عبادة بيده- القِصاص يوم القيامة، وإحرِّج على أحد منكم في نفسه شيء من ذلك إلا اقتصّ مني قبل أن تخرج نفسي فقالوا سيرة الصحابي عبادة الصامت الله بل كنت مؤدباً. قال: "اللهم فاشهد". ثم قال: "أمّا لا، فاحفظوا وصيّتي: أُحَرِّج على إنسانٍ منكم يبكي عليَّ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا وأحسنوا الوضوء، ثم ليدخل كلّ إنسان منكم المسجد فيصلي ثم يستغفر (لعُبَادة) ولنفسه؛ فإن الله تبارك وتعالى قال: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ}.. [البقرة: 45]. ثم أسرعوا بي إلى حفرتي، ولا تُتبِعُني نار، ولا تضعوا تحتي أرجوانًا". وفاضت روح الصحابي الجليل عبادة بن الصامت إلى بارئها في عام 34 هجريا في بيت المقدس في خلافة سيجنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، ودفن في مقبرة الرحمة بجوار سور الحرم الشرقي بمدينة الرملة بفلسطين. | |||||||||
|
25-02-2018, 01:41 PM | #143 |
| ثلاثة من الصحابة الكرام كان صدقهم وتوبتهم منجاة لهم من غضب الله ورسوله، بعد أن تخلفوا عن الجهاد بغير عذر إلا الكسل، ولم يتحججوا أو يكذبوا ليتخلصوا من اللوم والعتاب، بل كانوا صادقين في قولهم وفي توبتهم حتى بعد أن اعتزلهم الناس بسبب تخلفهم عن الجهاد. كان ذلك في غزوة "تبوك" .. ويحكي الصحابي كعب بن مالكٍ أحد الثلاثة الذين خلفوا مع مرارة بن الربيع وهلالٌ بن أبي أمية، عن تلك المحنة التي نجاهم صدقهم منها، فيقول: "غزا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك، حين طابت الثمار، فتجهز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتجهز المسلمون معه، ولم أتجهز، وقلت في نفسي سألحق بهم، وعندما خرجوا للجهاد ظننت أنني سأدركهم، ولم يسعفني الوقت، وحينها وجدت نفسي وحدي في المدينة وليس معي إلا أصحاب الأعذار ورجلًا مغموصاً عليه في النفاق - أي مشهوراً به -. ولما علمت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عاد للمدينة أصبت بالفزع من سوء العاقبة ومن مواجهة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذت أسأل أهلي وكل صاحب رأي حكيم كيف أخرج من هذا الأمر؟، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى مشارف المدينة المنور علمت في باطني أنه لا ينجيني من هذا إلا الصدق، فعزمت أن أكون صادقًا معه. وعندما وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمدينة جلس في المسجد، وجاء المخلفون وجعلوا يعتذرون له ويحلفون، فيقبل منهم ظواهرهم ويستغفر لهم، وكانوا بضعاً وثمانين رجلاً، فجئت فسلمت عليه، فتبسم تبسم المغضب، فقال لي: ما خلفك؟، قلت: يا رسول الله، والله لو جلست إلى غيرك من أهل الدنيا، لخرجت من سخطه بعذرٍ ولقد أعطيت جدلاً، والله ما كان لي عذرٌ حين تخلفت عنك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك. وخرج كعب بن مالك من المسجد، والبعض يلومونه لأنه لم يتحجج ويعتذر فيستغفر له النبي صلى الله عليه وآله، فسأل هل قال أحدٌ بمثل ما قلت؟ فذكروا لي رجلين هما: مرارة بن الربيع وهلالٌ بن أبي أمية وكان فيهما لي أسوةً. وفوق كل هذا نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس عن محادثة الثلاثة فقعد مرارة بن الربيع وهلالٌ بن أبي أمية في بيتهما، وظل كعب بن مالك يصلي في المسجد وسط الناس ويمشي في الطرقات فلا يحادثة أحد حتى أقاربه، وحاول بعض أعداء الإسلام استغلال الموقف لصالحه فأرسل ملك غسان رساله لكعب يقول له فيها: "إلحق بنا نواسيك بعد أن هجرك صاحبك"، ولكن كعب فطن للأمر وحرق الرسالة. وبعد أن مر خمسون ليلة جاء الفرج من عند الله عز وجل وتقبل توبتهم بعد أن صدقوا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونزل قوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}. حينها قال كعب بن مالك: "فما أنعم الله عليَّ بنعمة بعد الإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ، والله ما أعلم أحداً ابتلاه الله بصدق الحديث بمثل ما ابتلان". |
|
25-02-2018, 02:43 PM | #145 | |||||||||
| اقتباس:
وصاحبهما في الدين معروفا .. نزلت هذه الآية في الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص شن كفار قريش حربا نفسية رهيبة على المسلمين قبل الهجرة إلى المدينة المنورة حتى لايشعروهم براحة؛ وقد تمثلت هذه الحرب في شكل ضغوط نفسية من قبل الأهل والأقارب على أبنائهم حتى يتركوا الإسلام، فاجتمع أهل الكفر وأعلنوا في مكة أنه على كل أب وعلى كل أم، وعلى كل شيخ قبيلة، أن يتصدَّى لأبنائه وذويه ممن دخلوا الإسلام وآمنوا به.. وكان ممن حورب بذلك السلاح النفسي الصحابي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ فقد حاولت أُمُّه أن تُصرفه وترده عن الإيمان والإسلام بشتى الطرق؛ ولكن محاولاتها باءت بالفشل. ولكنها لم تيأس فلجأت إلى وسيلة جديدة معتقدةً أنه لن يُجدي مع ذاك الابن الذي فارق دين الآباء غيرها، فأعلنت الإضراب عن الطعام والشراب حتى يرجع سعد رضي الله عنه عن دينه! لقد مارست حربًا وضغطًا نفسيًّا كبيرًا على ذلك الشاب الذي لم يتعدَّ العشرين من عمره، وعلى الرغم من ذلك، فقد ثبت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، ورفض أن يترك الإسلام. ومع أن الله عز وجل أمر سعدًا -ومَنْ كان في موقفه- بعدم الطاعة للوالدين إذا أمرا بالشرك؛ فإنه سبحانه أراد من المسلمين أن يضربوا مثالاً أخلاقيًّا فريدًا في معاملة الآباء والأمهات، فأمرهم بحُسن الصحبة، وقول المعروف للوالدين، حتى في مثل هذه الظروف. وأَنْزَلَ اللهُ عز وجل لذلك فِي الْقُرْآنِ هذه الآية: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) (15:لقمان) وأمام هذا الإصرار النابع من إرادة داخلية جادَّة لدى سعد بن أبي وقاص، وليس فقط مجرَّد إعلان التحدي مع أمه، لم تجد أمه أمامها إلا التراجع والاستسلام أمام صمود ابنها فأكلت الأم وشربت، وبقي سعدٌ مسلمًا وفي نفس الوقت لم يقع في جريمه العقوق بأمه رضي الله عنه وعن صحابة النبي الكريم أجمعين. | |||||||||
|
27-02-2018, 08:29 AM | #147 |
| ن المعروف أن الصحابي هو الذي رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لو لساعة، وأن التابعي هو الذي رأى الصحابة الكرام ولم يرى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واليوم . نتحدث عن صحابي جليل ولكن العجيب أن إسلامه كان على يد أحد التابعين الذين لم يروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حين رآه هذا الصحابي وتنعم بصحبته. هذا الصحابي الكريم الذي أسلم على يد تابعي كان له الكثير من المناقب والجهود الكبيرة في إعلاء راية الإسلام، بل كان له فضل عظيم في فتح مصر وإدخال الإسلام إليها مع غيره من الصحابة، وقصة إسلامه كانت عجيبة. إنه الصحابي الجليل عمرو ابن العاص فاتح مصر الذي أسلم على يد النجاشي ملك الحبشة الذي أسلم ولم يلتق النبي صلى الله عليه وآله وسلم فصار تابعيًا في حين أصبح عمرو ابن العاص صحابيًا. ويحكي لنا عمر بن العاص قصة إسلامه على يد النجاشي فقال: "لما انصرفنا مع الأحزاب عن الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأيي، ويسمعون مني، فقلت لهم: تعلمون والله أني أرى أمر محمد يعلو الأمور علوًا منكرًا، وإني قد رأيت أمرًا فما ترون فيه؟ قالوا: وماذا رأيت؟ قال: رأيت أن تلحقوا بالنجاشي فتكونوا عنده، فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فإنا أن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدى محمد، وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا، فلن يأتينا منهم إلا خير، قالوا: إن هذا لرأي، قلت: فاجمعوا لنا ما نهديه له، وكان أحب ما يُهدى إليه من أرضنا الأُدم - الجلود المدبوغة -، فجمعنا له أدمًا كثيرًا، ثم خرجنا حتى قدمنا عليه، فوالله إنا لعنده إذا جاءه، عمرو بن أمية الضمري، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه، ثم خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية الضمري، لو قد دخلت على النجاشي وسألته إياه فأعطانيه، فضربت عنقه. فإذا فعلت ذلك رأت قريش أني قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله. قال: فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع، فقال: مرحبًا بصديقي، أهديت إليَّ من بلادك شيئًا؟ قال: قلت: نعم أيها الملك، قد أهديت إليك أدمًا كثيرًا، قال: ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت له: أيها الملك إني قد رأيت رجلاً خرج من عندك، وهو رسول رجل عدو لنا، فأعطينه لأقتله، فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا، قال: فغضب، ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره، فلو انشقت لي الأرض لدخلت فيها فرقًا منه، ثم قلت له: أيها الملك، والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه، قال: أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى لتقتله؟! قال: قلت: أيها الملك، أكذلك؟ قال: ويحك يا عمرو: أطعني واتبعه، فإنه والله لعلى الحق، وليظهرن على من خلفه كما ظهر موسى على من على فرعون وجنوده. قال: قلت: أفتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده فبايعته على الإسلام، ثم خرجت إلى أصحابي، وقد حال رأيي عما كان عليه، وكتمت أصحابي إسلامي". |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الصحابي , إن |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة المعطف عن الرسول صل الله عليه وسلم مع الصحابي | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 18 | 27-11-2020 12:15 AM |
سيرة الصحابي الجليل - عبد الله بن مسعود … رضي الله عنه | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 12 | 27-04-2017 10:56 AM |
سيرة الصحابي الجليل - حجر بن عدي رضي الله عنه - حجر الخير | مبارك آل ضرمان | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 10 | 05-03-2017 07:23 AM |
الصحابي الذي دفنته الملائكة | قلائد ..~ | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 15 | 10-10-2016 04:21 PM |
الصحابي الذي كانت تسلم عليه الملائكة | محمدعبدالحميد | (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) | 20 | 15-05-2014 07:10 PM |