ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-2021, 03:44 PM   #50


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

۞{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ

فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ

وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}[سورة البقرة :158]

يخبر تعالى أن الصفا والمروة
وهما معروفان { مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ }
أي أعلام دينه الظاهرة, التي تعبد الله بها عباده

وإذا كانا من شعائر الله, فقد أمر الله بتعظيم شعائره
فقال: { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }

فدل مجموع النصين أنهما من شعائر الله
وأن تعظيم شعائره, من تقوى القلوب.

والتقوى واجبة على كل مكلف
وذلك يدل على أن السعي بهما فرض لازم للحج والعمرة
كما عليه الجمهور, ودلت عليه الأحاديث النبوية
وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وقال:

" خذوا عني مناسككم "

{ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا }

هذا دفع لوهم من توهم وتحرج من المسلمين
عن الطواف بينهما, لكونهما في الجاهلية تعبد عندهما الأصنام

فنفى تعالى الجناح لدفع هذا الوهم, لا لأنه غير لازم.

ودل تقييد نفي الجناح فيمن تطوف بهما في الحج والعمرة, أنه لا يتطوع بالسعي مفردا إلا مع انضمامه لحج أو عمرة، بخلاف الطواف بالبيت, فإنه يشرع مع العمرة والحج, وهو عبادة مفردة.

فأما السعي والوقوف بعرفة ومزدلفة, ورمي الجمار
فإنها تتبع النسك، فلو فعلت غير تابعة للنسك, كانت بدعة

لأن البدعة نوعان:
نوع يتعبد لله بعبادة, لم يشرعها أصلا
ونوع يتعبد له بعبادة قد شرعها على صفة مخصوصة
فتفعل على غير تلك الصفة, وهذا منه.

وقوله: { وَمَنْ تَطَوَّعَ }
أي: فعل طاعة مخلصا بها لله تعالى

{ خَيْرًا } من حج وعمرة, وطواف, وصلاة, وصوم وغير ذلك

{ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ }
فدل هذا, على أنه كلما ازداد العبد من طاعة الله
ازداد خيره وكماله, ودرجته عند الله, لزيادة إيمانه.

ودل تقييد التطوع بالخير, أن من تطوع بالبدع
التي لم يشرعها الله ولا رسوله, أنه لا يحصل له إلا العناء
وليس بخير له, بل قد يكون شرا له إن كان متعمدا عالما بعدم مشروعية العمل.

{ فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } الشاكر والشكور
من أسماء الله تعالى, الذي يقبل من عباده اليسير من العمل ويجازيهم عليه, العظيم من الأجر

الذي إذا قام عبده بأوامره, وامتثل طاعته, أعانه على ذلك
وأثنى عليه ومدحه, وجازاه في قلبه نورا وإيمانا, وسعة
وفي بدنه قوة ونشاطا, وفي جميع أحواله زيادة بركة ونماء
وفي أعماله زيادة توفيق.

ثم بعد ذلك, يقدم على الثواب الآجل عند ربه كاملا موفرا
لم تنقصه هذه الأمور. ومن شكره لعبده, أن من ترك شيئا لله
أعاضه الله خيرا منه، ومن تقرب منه شبرا, تقرب منه ذراعا
ومن تقرب منه ذراعا, تقرب منه باعا, ومن أتاه يمشي
أتاه هرولة, ومن عامله, ربح عليه أضعافا مضاعفة.

ومع أنه شاكر, فهو عليم بمن يستحق الثواب الكامل
بحسب نيته وإيمانه وتقواه, ممن ليس كذلك
عليم بأعمال العباد, فلا يضيعها, بل يجدونها
أوفر ما كانت, على حسب نياتهم
التي اطلع عليها العليم الحكيم.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:45 PM   #51


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}

[سورة الحـج : 37]

وقوله: { لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا }
أي: ليس المقصود منها ذبحها فقط.
ولا ينال الله من لحومها ولا دمائها شيء
لكونه الغني الحميد، وإنما يناله الإخلاص فيها
والاحتساب، والنية الصالحة

ولهذا قال: { وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ }
ففي هذا حث وترغيب على الإخلاص في النحر
وأن يكون القصد وجه الله وحده
لا فخرا ولا رياء، ولا سمعة
ولا مجرد عادة

وهكذا سائر العبادات
إن لم يقترن بها الإخلاص وتقوى الله
كانت كالقشور الذي لا لب فيه
والجسد الذي لا روح فيه.

{ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ }
أي: تعظموه وتجلوه

{ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }
أي: مقابلة لهدايته إياكم
فإنه يستحق أكمل الثناء وأجل الحمد، وأعلى التعظيم

{ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ }
بعبادة الله بأن يعبدوا الله، كأنهم يرونه
فإن لم يصلوا إلى هذه الدرجة فليعبدوه
معتقدين وقت عبادتهم اطلاعه عليهم، ورؤيته إياهم
والمحسنين لعباد الله، بجميع وجوه الإحسان من نفع مال
أو علم، أو جاه، أو نصح، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر
أو كلمة طيبة ونحو ذلك

فالمحسنون لهم البشارة من الله
بسعادة الدنيا والآخرة وسيحسن الله إليهم
كما أحسنوا في عبادته ولعباده
{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ }

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:45 PM   #52


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ
وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}

[سورة الحج 35]

{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ }
أي: خوفا وتعظيما، فتركوا لذلك المحرمات
لخوفهم ووجلهم من الله وحده

{ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ } من البأساء والضراء
وأنواع الأذى فلا يجري منهم التسخط
لشيء من ذلك، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم
محتسبين ثوابه، مرتقبين أجره

{ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ }
أي: الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة
بأن أدوا اللازم فيها والمستحب
وعبوديتها الظاهرة والباطنة

{ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ }
وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة
كالزكاة، والكفارة، والنفقة على الزوجات والمماليك
والأقارب، والنفقات المستحبة، كالصدقات بجميع وجوهها

وأتي بـ { من } المفيدة للتبعيض، ليعلم سهولة
ما أمر الله به ورغب فيه، وأنه جزء يسير مما رزق الله
ليس للعبد في تحصيله قدرة، لولا تيسير الله له ورزقه إياه.

فيا أيها المرزوق من فضل الله
أنفق مما رزقك الله، ينفق الله عليك، ويزدك من فضله.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:47 PM   #53


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قـال تــعــالــى :

{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا
مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}

{ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
ومعلوم أن هذا الوصف لا يصدق على غير المسلمين
الذين آمنوا بجميع الكتب، وجميع الرسل

{ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ }
أي: يسورون في أيديهم
رجالهم ونساؤهم أساور الذهب.

{ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }
فتم نعيمهم بذكر أنواع المأكولات اللذيذات المشتمل عليها
لفظ الجنات، وذكر الأنهار السارحات، أنهار الماء واللبن
والعسل والخمر، وأنواع اللباس، والحلي الفاخر

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى :

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ}
[سورة الحج 49]

يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم
حين طلب منه الكفار وقوع العذاب ، واستعجلوه به :

{قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين}
أي : إنما أرسلني الله إليكم نذيرا لكم
بين يدي عذاب شديد ، وليس إلي من حسابكم من شيء
أمركم إلى الله ، إن شاء عجل لكم العذاب
وإن شاء أخره عنكم ، وإن شاء تاب على من يتوب إليه
وإن شاء أضل من كتب عليه الشقاوة
وهو الفعال لما يشاء ويريد ويختار

[ و ] ( لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب )
[ الرعد : 41 ]
و {إنما أنا لكم نذير مبين}

{فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
[سورة الحج 50]

{فالذين آمنوا وعملوا الصالحات}
أي : آمنت قلوبهم وصدقوا إيمانهم بأعمالهم

{لهم مغفرة ورزق كريم}
أي : مغفرة لما سلف من سيئاتهم
ومجازاة حسنة على القليل من حسناتهم .

[ و ] قال محمد بن كعب القرظي :
إذا سمعت الله تعالى يقول : ( ورزق كريم ) فهو الجنة .

📗 [تفسير ابن كثير رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{قَالَ اللَّهُ هذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ

لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ

رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

[سورة المائدة:119]

{ قَالَ اللَّهُ }
مبينا لحال عباده يوم القيامة
ومَن الفائز منهم ومَن الهالك، ومَن الشقي ومَن السعيد

{ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ }
والصادقون هم الذين استقامت أعمالهم وأقوالهم
ونياتهم على الصراط المستقيم والهدْي القويم
فيوم القيامة يجدون ثمرة ذلك الصدق، إذا أحلهم
الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولهذا قال:

{ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

والكاذبون بضدهم، سيجدون ضرر كذبهم
وافترائهم، وثمرة أعمالهم الفاسدة.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]



تفسير

قــال تــعــالــى :

{....الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي

وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ...} [سورة المائـدة :3]

واليوم المشار إليه يوم عرفة
إذ أتم الله دينه، ونصر عبده ورسوله
وانخذل أهل الشرك انخذالا بليغا
بعد ما كانوا حريصين على رد المؤمنين
عن دينهم طامعين في ذلك.

فلما رأوا عز الإسلام وانتصاره وظهوره
يئسوا كل اليأس من المؤمنين، أن يرجعوا إلى دينهم
وصاروا يخافون منهم ويخشون، ولهذا في هذه السنة
التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم سنة
عشر حجة الوداع - لم يحج فيها مشرك، ولم يطف بالبيت عريان.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير
قــال تــعــالــى :

{ ۞ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ

فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ

وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [سورة البقرة : 203]

ويدخل في ذكر الله فيها
ذكره عند رمي الجمار, وعند الذبح
والذكر المقيد عقب الفرائض

بل قال بعض العلماء:
إنه يستحب فيها
التكبير المطلق, كالعشر, وليس ببعيد.

{ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ }
أي: خرج من " منى " ونفر منها
قبل غروب شمس اليوم الثاني

{ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ }
بأن بات بها ليلة الثالث ورمى من الغد

{ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ }
وهذا تخفيف من الله [تعالى] على عباده
في إباحة كلا الأمرين، ولكن من المعلوم
أنه إذا أبيح كلا الأمرين, فالمتأخر أفضل
لأنه أكثر عبادة.

ولما كان نفي الحرج قد يفهم منه نفي الحرج
في ذلك المذكور وفي غيره, والحاصل أن الحرج
منفي عن المتقدم، والمتأخر فقط قيده بقوله:
{ لِمَنِ اتَّقَى }
أي: اتقى الله في جميع أموره, وأحوال الحج

فمن اتقى الله في كل شيء
حصل له نفي الحرج في كل شيء

ومن اتقاه في شيء دون شيء
كان الجزاء من جنس العمل.

{ وَاتَّقُوا اللَّهَ }
بامتثال أوامره واجتناب معاصيه

{ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }
فمجازيكم بأعمالكم، فمن اتقاه
وجد جزاء التقوى عنده

ومن لم يتقه
عاقبه أشد العقوبة

فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله
فلهذا حث تعالى على العلم بذلك.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ

وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

[سورة المؤمنون :62]

ولما ذكر مسارعتهم إلى الخيرات وسبقهم إليها
ربما وهم واهم أن المطلوب منهم ومن غيرهم
أمر غير مقدور أو متعسر

أخبر تعالى أنه لا يكلف { نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا }
أي: بقدر ما تسعه، ويفضل من قوتها عنه
ليس مما يستوعب قوتها، رحمة منه وحكمة
لتيسير طريق الوصول إليه، ولتعمر جادة
السالكين في كل وقت إليه.

{ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ }
وهو الكتاب الأول، الذي فيه كل شيء
وهو يطابق كل واقع يكون، فلذلك كان حقا

{ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ }
أي لا ينقص من إحسانهم
ولا يزداد في عقوبتهم وعصيانهم.

{بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِّنْ هذَا
وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ}

[سورة المؤمنون :63]

يخبر تعالى أن قلوب المكذبين
في غمرة من هذا
أي: وسط غمرة من الجهل والظلم
والغفلة والإعراض، تمنعهم من الوصول
إلى هذا القرآن

فلا يهتدون به، ولا يصل إلى قلوبهم منه شيء.

{ وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ
وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا*
وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا }

فلما كانت قلوبهم في غمرة منه
عملوا بحسب هذا الحال، من الأعمال الكفرية
والمعاندة للشرع، ما هو موجب لعقابهم

{ و } لكن

{ لَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ } هذه الأعمال

{ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ } أي: فلا يستغربوا
عدم وقوع العذاب فيهم، فإن الله يمهلهم
ليعملوا هذه الأعمال، التي بقيت عليهم
مما كتب عليهم، فإذا عملوها واستوفوها
انتقلوا بشر حالة إلى غضب الله وعقابه.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:49 PM   #54


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ

لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا

وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ

أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}

[سورة الأعراف :179]

يقول تعالى مبينا كثرة الغاوين الضالين
المتبعين إبليس اللعين:

وَلَقَدْ ذَرَأْنَا
أي: أنشأنا وبثثنا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإنْسِ
صارت البهائم أحسن حالة منهم.

لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا
أي: لا يصل إليها فقه ولا علم
إلا مجرد قيام الحجة.

وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا ما ينفعهم
بل فقدوا منفعتها وفائدتها.

وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا سماعا
يصل معناه إلى قلوبهم.

أُولَئِكَ الذين بهذه الأوصاف القبيحة كَالأنْعَامِ
أي: البهائم، التي فقدت العقول، وهؤلاء آثروا
ما يفنى على ما يبقى، فسلبوا خاصية العقل.

بَلْ هُمْ أَضَلُّ من البهائم
فإن الأنعام مستعملة فيما خلقت له
ولها أذهان تدرك بها، مضرتها من منفعتها
فلذلك كانت أحسن حالا منهم.

أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ الذين غفلوا عن أنفع الأشياء
غفلوا عن الإيمان باللّه وطاعته وذكره.

خلقت لهم الأفئدة والأسماع والأبصار
لتكون عونا لهم على القيام بأوامر اللّه وحقوقه
فاستعانوا بها على ضد هذا المقصود.

فهؤلاء حقيقون بأن يكونوا ممن ذرأ اللّه
لجهنم وخلقهم لها، فخلقهم للنار
وبأعمال أهلها يعملون.

وأما من استعمل هذه الجوارح في عبادة اللّه
وانصبغ قلبه بالإيمان باللّه ومحبته، ولم يغفل عن اللّه
فهؤلاء، أهل الجنة، وبأعمال أهل الجنة يعملون.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:51 PM   #55


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{ووَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ

وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}

[الانفال :46]

‏{‏وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ‏}‏
في استعمال ما أمرا به، والمشي خلف ذلك في جميع الأحوال‏.‏ ‏

{‏وَلَا تَنَازَعُوا‏}‏ تنازعا يوجب تشتت القلوب وتفرقها

‏{‏فَتَفْشَلُوا‏}‏ أي‏:‏ تجبنوا

‏{‏وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ تنحل عزائمكم، وتفرق قوتكم
ويرفع ما وعدتم به من النصر على طاعة اللّه ورسوله‏.‏ ‏

{‏وَاصْبِرُوا‏}‏ نفوسكم على طاعة اللّه

‏{‏إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ‏}‏ بالعون والنصر والتأييد
واخشعوا لربكم واخضعوا له‏.‏


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [سورة الزمر:61]

ولما ذكر حالة المتكبرين، ذكر حالة المتقين، فقال:
{ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ }
أي: بنجاتهم، وذلك لأن معهم آلة النجاة
وهي تقوى اللّه تعالى
التي هي العدة عند كل هول وشدة.

{ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ }
أي: العذاب الذي يسوؤهم

{ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
فنفى عنهم مباشرة العذاب وخوفه، وهذا غاية الأمان.

فلهم الأمن التام، يصحبهم
حتى يوصلهم إلى دار السلام، فحينئذ يأمنون
من كل سوء ومكروه، وتجري عليهم نضرة النعيم
ويقولون

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ
وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}
[سورة الكهف : 46]

أن المال والبنين، زينة الحياة الدنيا
أي: ليس وراء ذلك شيء
وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره
الباقيات الصالحات
وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة و
المستحبة من حقوق الله، وحقوق عباده، من صلاة
وزكاة، وصدقة، وحج، وعمرة، وتسبيح، وتحميد، وتهليل
وتكبير، وقراءة، وطلب علم نافع، وأمر بمعروف
ونهي عن منكر وصلة رحم، وبر والدين
وقيام بحق الزوجات، والمماليك، والبهائم
وجميع وجوه الإحسان إلى الخلق

كل هذا من الباقيات الصالحات
فهذه خير عند الله ثوابا وخير أملا

فثوابها يبقى، ويتضاعف على الآباد
ويؤمل أجرها وبرها ونفعها عند الحاجة

فهذه التي ينبغي أن يتنافس بها المتنافسون
ويستبق إليها العاملون، ويجد في تحصيلها المجتهدون

وتأمل كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها
ذكر أن الذي فيها نوعان:
نوع من زينتها، يتمتع به قليلا، ثم يزول بلا فائدة
تعود لصاحبه، بل ربما لحقته مضرته

وهو المال والبنون

ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام
وهي الباقيات الصالحات.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

۞{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ

لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ

إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}

[سورة الزمر :53]

يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه
ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال:

{ قُلْ } يا أيها الرسول ومن قام مقامه
من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم:

{ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ }
باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب
والسعي في مساخط علام الغيوب.

{ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }
أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة
وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا
فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها
فتبقون بسبب ذلك مصرين على العصيان
متزودين ما يغضب عليكم الرحمن
ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده
واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك
والقتل، والزنا، والربا، والظلم
وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار

{ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }
أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان
لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهما
سارية في الوجود مالئة للموجود
تسح يداه من الخيرات آناء الليل والنهار
ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار
والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت الغضب وغلبته

ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد
فقد أغلق على نفسه باب الرحمة والمغفرة، أعظمها وأجلها
بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح
والدعاء والتضرع والتأله والتعبد

فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَعِبَادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا

وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}

[سورة الفرقان :63]

العبودية لله نوعان:
عبودية لربوبيته فهذه يشترك فيها
سائر الخلق مسلمهم وكافرهم، برهم وفاجرهم
فكلهم عبيد لله مربوبون مدبرون

{ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا }

وعبودية لألوهيته وعبادته ورحمته
وهي عبودية أنبيائه وأوليائه وهي المراد هنا

ولهذا أضافها إلى اسمه " الرحمن "
إشارة إلى أنهم إنما وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته
فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل النعوت

فوصفهم بأنهم

{ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا }
أي: ساكنين متواضعين لله والخلق
فهذا وصف لهم بالوقار والسكينة والتواضع لله ولعباده.

{ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ }
أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف

{ قَالُوا سَلَامًا }
أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم
ويسلمون من مقابلة الجاهل بجهله.

وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير
ومقابلة المسيء بالإحسان
والعفو عن الجاهل ورزانة العقل
الذي أوصلهم إلى هذه الحال

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:53 PM   #56


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



قــال تــعــالــى :

{أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا

أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ ۚ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ

فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ}

[سورة الأعراف : 100 ]

يقول تعالى منبها للأمم الغابرين بعد هلاك الأمم الغابرين

{ أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا

أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ }

أي: أو لم يتبين ويتضح للأمم الذين ورثوا الأرض
بعد إهلاك من قبلهم بذنوبهم، ثم عملوا
كأعمال أولئك المهلكين؟

أو لم يهتدوا أن اللّه، لو شاء لأصابهم بذنوبهم
فإن هذه سنته في الأولين والآخرين.

وقوله: { وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ْ}
أي: إذا نبههم اللّه فلم ينتبهوا، وذكرهم فلم يتذكروا
وهداهم بالآيات والعبر فلم يهتدوا، فإن اللّه تعالى
يعاقبهم ويطبع على قلوبهم، فيعلوها الران والدنس
حتى يختم عليها، فلا يدخلها حق، ولا يصل إليها خير
ولا يسمعون ما ينفعهم، وإنما يسمعون ما به
تقوم الحجة عليهم.


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ

خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}

[سورة الأنعام : 32 ]

هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة

أما حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو
لعب في الأبدان ولهو في القلوب
فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة
والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان.

وأما الآخرة
فإنها { خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } في ذاتها وصفاتها
وبقائها ودوامها، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين
من نعيم القلوب والأرواح، وكثرة السرور والأفراح

ولكنها ليست لكل أحد
وإنما هي للمتقين الذين يفعلون
أوامر الله، ويتركون نواهيه وزواجره

{ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }
أي: أفلا يكون لكم عقول، بها تدركون
أيّ الدارين أحق بالإيثار.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُم مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ

ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُم مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ}

[سورة الروم : 33]

{ وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ }
مرض أو خوف من هلاك ونحوه

{ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ }
ونسوا ما كانوا به يشركون في تلك الحال
لعلمهم أنه لا يكشف الضر إلا اللّه

{ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً }
شفاهم من مرضهم وآمنهم من خوفهم

{ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ }
ينقضون تلك الإنابة التي صدرت منهم
ويشركون به من لا دفع عنهم ولا أغنى
ولا أفقر ولا أغنى

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)

نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)

نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} (332)

[سورة فصلت : 30 - 31 - 32]

{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}

يخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك، تنشيطهم
والحث على الاقتداء بهم، فقال:

{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا }
أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى
واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم
علمًا وعملاً، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

{ تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ } الكرام
أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار.

{ أَلَّا تَخَافُوا } على ما يستقبل من أمركم

{ وَلَا تَحْزَنُوا } على ما مضى، فنفوا عنهم
المكروه الماضي والمستقبل

{ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ }
فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولاً.

{نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ}

ويقولون لهم أيضا - مثبتين لهم، ومبشرين:

{ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }
يحثونهم في الدنيا على الخير، ويزينونه لهم
ويرهبونهم عن الشر، ويقبحونه في قلوبهم
ويدعون الله لهم، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف
وخصوصًا عند الموت وشدته، والقبر وظلمته
وفي القيامة وأهوالها، وعلى الصراط، وفي الجنة
يهنئونهم بكرامة ربهم، ويدخلون عليهم من كل باب

{ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }

ويقولون لهم أيضا: { وَلَكُمْ فِيهَا }
أي: في الجنة
{ مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ } قد أعد وهيئ.

{ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ }
أي: تطلبون من كل ما تتعلق به إرادتكم
وتطلبونه من أنواع اللذات والمشتهيات
مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر.

{نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ}

{ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } أي: هذا الثواب الجزيل
والنعيم المقيم، نُزُلٌ وضيافة

{ مِنْ غَفُورٍ } غفر لكم السيئات
{ رَحِيمٌ } حيث وفقكم لفعل الحسنات
ثم قبلها منكم.

فبمغفرته أزال عنكم المحذور
وبرحمته، أنالكم المطلوب.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ

وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}

[سورة التوبة : 32 ]

فلما تبين أنه لا حجة لهم على ما قالوه
ولا برهان لما أصَّلوه، وإنما هو مجرد قول قالوه
وافتراء افتروه أخبر أنهم

‏{‏يُرِيدُونَ‏}‏ بهذا ‏

{‏أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ‏}‏‏.‏

ونور اللّه‏:‏ دينه الذي أرسل به الرسل
وأنزل به الكتب، وسماه اللّه نورا
لأنه يستنار به في ظلمات الجهل
والأديان الباطلة، فإنه علم بالحق، وعمل بالحق
وما عداه فإنه بضده

فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين
يريدون أن يطفئوا نور اللّه بمجرد أقوالهم
التي ليس عليها دليل أصلا‏.‏

‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ‏}
لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق
لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه
والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده
وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء

ولهذا قال‏:‏

‏{‏وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ‏}‏
وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله
فإن سعيهم لا يضر الحق شيئًا‏.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا}

[سورة النساء : 124]

{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ ْ}
دخل في ذلك سائر الأعمال القلبية والبدنية
ودخل أيضا كل عامل من إنس أو جن
صغير أو كبير، ذكر أو أنثى.

ولهذا قال: { مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ْ}
وهذا شرط لجميع الأعمال
لا تكون صالحة ولا تقبل ولا يترتب عليها الثواب
ولا يندفع بها العقاب إلا بالإيمان.

فالأعمال بدون الإيمان كأغصان شجرة
قطع أصلها وكبناء بني على موج الماء

فالإيمان هو الأصل والأساس والقاعدة
التي يبنى عليه كل شيء

وهذا القيد ينبغي التفطن له في كل عمل أطلق
فإنه مقيد به.

{ فَأُولَئِكَ ْ}
أي: الذين جمعوا بين الإيمان والعمل الصالح

{ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ْ}
المشتملة على ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين

{ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ْ}
أي: لا قليلا ولا كثيرا مما عملوه من الخير
بل يجدونه كاملا موفرا، مضاعفا أضعافا كثيرة.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المختصر , التفسير , الوجد , في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نور_الوحي المختصر في التفسير البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 20 24-02-2020 11:08 AM
نزول الوحي البرنس مديح ال قطب (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 23 25-08-2019 01:46 PM
- ثم فتر الوحي سراج منير (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 9 09-05-2017 08:12 AM
مقدمة في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم تناهيد الغرام (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 28-06-2016 08:06 AM
مقدمة في علوم القرآن الكريم ( 14 ) علم التفسير мαħα (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 21 16-02-2015 10:59 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:07 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010