ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-10-2021, 03:55 PM   #57


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى

{وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}

[سورة هود : 115]

{ وَاصْبِرْ ْ}
أي: احبس نفسك على طاعة الله
وعن معصيته، وإلزامها لذلك، واستمر ولا تضجر.

{ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
بل يتقبل الله عنهم أحسن الذي عملوا
ويجزيهم أجرهم، بأحسن ما كانوا يعملون

وفي هذا ترغيب عظيم، للزوم الصبر
بتشويق النفس الضعيفة إلى ثواب الله
كلما ونت وفترت.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ
يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ
ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ
فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً
كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
[سورة التوبة : 36 ]
يقول تعالى ‏{‏إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ في قضائه وقدره‏.‏
‏{‏اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا‏}‏ وهي هذه الشهور المعروفة ‏
{‏فِي كِتَابِ اللَّهِ‏}‏ أي في حكمه القدري
‏{‏يَوْمَ خَلَقَ السموات وَالْأَرْضَ‏}‏
وأجرى ليلها ونهارها، وقدر أوقاتها فقسمها
على هذه الشهور الاثني عشر ‏[‏شهرًا‏]‏‏.‏
‏{‏مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ‏}‏
وهي‏:‏ رجب الفرد، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم
وسميت حرما لزيادة حرمتها، وتحريم القتال فيها‏.‏
‏{‏فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ‏}‏
يحتمل أن الضمير يعود إلى الاثنى عشر شهرا
وأن اللّه تعالى بين أنه جعلها مقادير للعباد
وأن تعمر بطاعته، ويشكر اللّه تعالى على مِنَّتِهِ بها
وتقييضها لمصالح العباد، فلتحذروا من ظلم أنفسكم فيها‏.‏
ويحتمل أن الضمير يعود إلى الأربعة الحرم
وأن هذا نهي لهم عن الظلم فيها
خصوصا مع النهي عن الظلم كل وقت
لزيادة تحريمها، وكون الظلم فيها أشد منه في غيرها‏.‏
ومن ذلك النهي عن القتال فيها، على قول من قال‏:‏
إن القتال في الأشهر الحرام لم ينسخ تحريمه
عملا بالنصوص العامة في تحريم القتال فيها‏.‏
ومنهم من قال‏:‏
إن تحريم القتال فيها منسوخ، أخذا بعموم نحو قوله تعالى‏:‏
‏{‏وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً‏}‏
أي‏:‏ قاتلوا جميع أنواع المشركين والكافرين برب العالمين‏.‏
ولا تخصوا أحدًا منهم بالقتال دون أحد
بل اجعلوهم كلهم لكم أعداء كما كانوا هم معكم كذلك
قد اتخذوا أهل الإيمان أعداء لهم، لا يألونهم من الشر شيئًا‏.‏
ويحتمل أن ‏{‏كَافَّةً‏}‏ حال من الواو فيكون معنى هذا‏:‏
وقاتلوا جميعكم المشركين، فيكون فيها
وجوب النفير على جميع المؤمنين‏.‏
وقد نسخت على هذا الاحتمال بقوله‏:‏ ‏
{‏وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً‏}‏ الآية‏.‏
‏{‏وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ‏}‏ بعونه ونصره وتأييده
فلتحرصوا على استعمال تقوى اللّه في سركم وعلنكم
والقيام بطاعته، خصوصا عند قتال الكفار
فإنه في هذه الحال، ربما ترك المؤمن العمل
بالتقوى في معاملة الكفار الأعداء المحاربين‏.‏
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]



تفسير

قــال تــعــالــى
{ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ
إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ
إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ
فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا
وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ
وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }
[سورة التوبة : 40 ]
أي‏:‏ إلا تنصروا رسوله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فاللّه غني عنكم، لا تضرونه شيئا
فقد نصره في أقل ما يكون وأذلة ‏
{‏إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا‏}‏ من مكة لما هموا بقتله
وسعوا في ذلك، وحرصوا أشد الحرص
فألجؤوه إلى أن يخرج‏.‏
‏{‏ثَانِيَ اثْنَيْنِ‏}‏ أي‏:‏ هو وأبو بكر الصديق رضي اللّه عنه‏.‏
‏{‏إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ‏}‏ أي‏:‏ لما هربا من مكة
لجآ إلى غار ثور في أسفل مكة، فمكثا فيه
ليبرد عنهما الطلب‏.‏
فهما في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة
حين انتشر الأعداء من كل جانب يطلبونهما ليقتلوهما
فأنزل اللّه عليهما من نصره ما لا يخطر على البال‏.‏
‏{‏إِذْ يَقُولُ‏}‏ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏
{‏لِصَاحِبِهِ‏}‏ أبي بكر لما حزن واشتد قلقه
‏{‏لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا‏}‏ بعونه ونصره وتأييده‏.‏
‏{‏فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ‏}‏
أي‏:‏ الثبات والطمأنينة، والسكون المثبتة للفؤاد
ولهذا لما قلق صاحبه سكنه وقال ‏{‏لا تحزن إن اللّه معنا‏}‏
‏{‏وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا‏}‏
وهي الملائكة الكرام، الذين جعلهم اللّه حرسا له
‏{‏وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى‏}‏
أي‏:‏ الساقطة المخذولة، فإن الذين كفروا
قد كانوا على حرد قادرين، في ظنهم على قتل الرسول
ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، وأخذه، حنقين عليه
فعملوا غاية مجهودهم في ذلك، فخذلهم اللّه
ولم يتم لهم مقصودهم، بل ولا أدركوا شيئا منه‏.‏
ونصر اللّه رسوله بدفعه عنه، وهذا هو النصر المذكور
في هذا الموضع، فإن النصر على قسمين‏:‏
نصر المسلمين إذا طمعوا في عدوهم
بأن يتم اللّه لهم ما طلبوا، وقصدوا
ويستولوا على عدوهم ويظهروا عليهم‏.‏
والثاني نصر المستضعف الذي طمع فيه عدوه القادر
فنصر اللّه إياه، أن يرد عنه عدوه، ويدافع عنه
ولعل هذا النصر أنفع النصرين
ونصر اللّه رسوله إذ أخرجه الذين كفروا
ثاني اثنين من هذا النوع‏.‏
وقوله ‏{‏وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا‏}‏
أي كلماته القدرية وكلماته الدينية
هي العالية على كلمة غيره
التي من جملتها قوله‏:‏
‏{‏وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ‏}‏
‏{‏إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ‏}‏ ‏
{‏وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ‏}‏
فدين اللّه هو الظاهر العالي على سائر الأديان
بالحجج الواضحة، والآيات الباهرة والسلطان الناصر‏.‏
‏{‏وَاللَّهُ عَزِيزٌ‏}‏ لا يغالبه مغالب، ولا يفوته هارب
‏{‏حَكِيمٌ‏}‏ يضع الأشياء مواضعها
وقد يؤخر نصر حزبه إلى وقت آخر
اقتضته الحكمة الإلهية‏.‏
وفي هذه الآية الكريمة
فضيلة أبي بكر الصديق بخصيصة
لم تكن لغيره من هذه الأمة
وهي الفوز بهذه المنقبة الجليلة، والصحبة الجميلة
وقد أجمع المسلمون على أنه هو المراد بهذه الآية الكريمة
ولهذا عدوا من أنكر صحبة أبي بكر للنبي
ـ صلى الله عليه وسلم ـ كافرًا
لأنه منكر للقرآن الذي صرح بها‏.‏
وفيها فضيلة السكينة
وأنها من تمام نعمة اللّه على العبد
في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش بها الأفئدة
وأنها تكون على حسب معرفة العبد بربه
وثقته بوعده الصادق، وبحسب إيمانه وشجاعته‏.‏
وفيها‏:‏
أن الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين
مع أن الأولى ـ إذا نزل بالعبد ـ أن يسعى في ذهابه عنه
فإنه مضعف للقلب، موهن للعزيمة‏.‏
📗 [تفسي
تفسير

قــال تــعــالــى :
۞ {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا
فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا}
[سورة الإسراء : 23]
لما نهى تعالى عن الشرك به أمر بالتوحيد فقال:
{ وَقَضَى رَبُّكَ } قضاء دينيا وأمر أمرا شرعيا
{ أَنْ لَا تَعْبُدُوا } أحدا من أهل الأرض والسماوات
الأحياء والأموات.
{ إِلَّا إِيَّاهُ } لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد
الذي له كل صفة كمال، وله من تلك الصفة أعظمها
على وجه لا يشبهه أحد من خلقه
وهو المنعم بالنعم الظاهرة والباطنة
الدافع لجميع النقم
الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور
فهو المتفرد بذلك كله
وغيره ليس له من ذلك شيء.
ثم ذكر بعد حقه القيام بحق الوالدين فقال:
{ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا }
أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الإحسان
القولي والفعلي لأنهما سبب وجود العبد
ولهما من المحبة للولد والإحسان إليه
والقرب ما يقتضي تأكد الحق ووجوب البر.
{ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا }
أي: إذا وصلا إلى هذا السن الذي تضعف فيه قواهما
ويحتاجان من اللطف والإحسان ما هو معروف.
{ فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ } وهذا أدنى مراتب الأذى
نبه به على ما سواه، والمعنى لا تؤذهما أدنى أذية.
{ وَلَا تَنْهَرْهُمَا } أي: تزجرهما وتتكلم لهما كلاما خشنا
{ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا } بلفظ يحبانه وتأدب
وتلطف بكلام لين حسن يلذ على قلوبهما
وتطمئن به نفوسهما، وذلك يختلف باختلاف
الأحوال والعوائد والأزمان.
{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}
[سورة الإسراء : 24]
{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }
أي: تواضع لهما ذلا لهما ورحمة واحتسابا للأجر
لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لما لهما
ونحو ذلك من المقاصد التي لا يؤجر عليها العبد.
{ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا }
أي: ادع لهما بالرحمة أحياء وأمواتا
جزاء على تربيتهما إياك صغيرا.
وفهم من هذا أنه كلما ازدادت التربية ازداد الحق
وكذلك من تولى تربية الإنسان في دينه ودنياه
تربية صالحة غير الأبوين
فإن له على من رباه حق التربية.
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

ر السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى

{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ

بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}

[سورة غافر 55]

{ فَاصْبِرْ }
يا أيها الرسول كما صبر من قبلك من أولي العزم المرسلين.

{ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ }
أي: ليس مشكوكًا فيه، أو فيه ريب أو كذب
حتى يعسر عليك الصبر

وإنما هو الحق المحض، والهدى الصرف
الذي يصبر عليه الصابرون ويجتهد في التمسك به
أهل البصائر.

فقوله: { إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } من الأسباب
التي تحث على الصبر على طاعة الله وعن ما يكره الله.

{ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }
المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك
فأمره بالصبر الذي فيه يحصل المحبوب
وبالاستغفار الذي فيه دفع المحذور
وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصًا

{ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } اللذين هما أفضل الأوقات
وفيهما من الأوراد والوظائف الواجبة والمستحبة ما فيهما
لأن في ذلك عونًا على جميع الأمور

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{ ۞ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ

وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }

{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا

فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا }

[سورة مريم 59-60]

لما ذكر تعالى هؤلاء الأنبياء المخلصون المتبعون
لمراضي ربهم، المنيبون إليه، ذكر من أتى بعدهم
وبدلوا ما أمروا به، وأنه خلف من بعدهم خلف
رجعوا إلى الخلف والوراء

فأضاعوا الصلاة التي أمروا بالمحافظة عليها وإقامتها
فتهاونوا بها وضيعوها

وإذا ضيعوا الصلاة التي هي عماد الدين، وميزان الإيمان
والإخلاص لرب العالمين، التي هي آكد الأعمال، وأفضل الخصال

كانوا لما سواها من دينهم أضيع، وله أرفض
والسبب الداعي لذلك، أنهم اتبعوا شهوات أنفسهم
وإراداتها فصارت هممهم منصرفة إليها، مقدمة لها
على حقوق الله

فنشأ من ذلك التضييع لحقوقه، والإقبال على شهوات أنفسهم
مهما لاحت لهم، حصلوها، وعلى أي: وجه اتفقت تناولوها.

{ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا }
أي: عذابا مضاعفا شديدا

{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا
فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا }

ثم استثنى تعالى فقال:

{ إِلَّا مَنْ تَابَ } عن الشرك والبدع والمعاصي
فأقلع عنها وندم عليها، وعزم عزما جازما أن لا يعاودها

{ وَآمَنَ } بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر

{ وَعَمِلَ صَالِحًا }
وهو العمل الذي شرعه الله على ألسنة رسله
إذا قصد به وجهه

{ فَأُولَئِكَ } الذي جمعوا بين التوبة
والإيمان، والعمل الصالح

{ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ }
المشتملة على النعيم المقيم، والعيش السليم
وجوار الرب الكريم

{ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا } من أعمالهم، بل يجدونها كاملة
موفرة أجورها، مضاعفا عددها.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:56 PM   #58


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ

لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ

وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ

أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ}

[سورة الزمر : 10]

أي: قل مناديا لأشرف الخلق، وهم المؤمنون
آمرا لهم بأفضل الأوامر، وهي التقوى

ذاكرا لهم السبب الموجب للتقوى
وهو ربوبية اللّه لهم وإنعامه عليهم
المقتضي ذلك منهم أن يتقوه

ومن ذلك ما مَنَّ اللّه عليهم به من الإيمان
فإنه موجب للتقوى، كما تقول:
أيها الكريم تصدق، وأيها الشجاع قاتل.

وذكر لهم الثواب المنشط في الدنيا فقال:

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا }
بعبادة ربهم
{ حَسَنَة } ورزق واسع، ونفس
مطمئنة، وقلب منشرح

كما قال تعالى:
{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }

{ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ }
إذا منعتم من عبادته في أرض، فهاجروا إلى غيرها
تعبدون فيها ربكم، وتتمكنون من إقامة دينكم.

ولما قال: { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ }

كان لبعض النفوس مجال في هذا الموضع
وهو أن النص عام، أنه كل من أحسن فله في الدنيا حسنة
فما بال من آمن في أرض يضطهد فيها ويمتهن
لا يحصل له ذلك دفع هذا الظن بقوله:

{ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ }
وهنا بشارة نص عليها النبي صلى اللّه عليه وسلم، بقوله

( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين
لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم
حتى يأتي أمر اللّه وهم على ذلك )

تشير إليه هذه الآية، وترمي إليه من قريب
وهو أنه تعالى أخبر أن أرضه واسعة
فمهما منعتم من عبادته في موضع فهاجروا إلى غيرها
وهذا عام في كل زمان ومكان، فلا بد أن يكون لكل مهاجر
ملجأ من المسلمين يلجأ إليه، وموضع يتمكن
من إقامة دينه فيه.

{ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }
وهذا عام في جميع أنواع الصبر، الصبر
على أقدار اللّه المؤلمة فلا يتسخطها
والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها
والصبر على طاعته حتى يؤديها

فوعد اللّه الصابرين أجرهم بغير حساب
أي: بغير حد ولا عد ولا مقدار
وما ذاك إلا لفضيلة الصبر ومحله
عند اللّه، وأنه معين على كل الأمور.


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى :

{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ

وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ

وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ

قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ

فَمَالِ هؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا

[سورة النساء : 78]

ثم أخبر أنه لا يغني حذر عن قدر
وأن القاعد لا يدفع عنه قعوده شيئًا، فقال:

{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ }
أي: في أي زمان وأي مكان.

{ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ }
أي: قصور منيعة ومنازل رفيعة
وكل هذا حث على الجهاد في سبيل الله
تارة بالترغيب في فضله وثوابه

وتارة بالترهيب من عقوبة تركه
وتارة بالإخبار أنه لا ينفع القاعدين قعودُهم
وتارة بتسهيل الطريق في ذلك وقصرها.

يخبر تعالى عن الذين لا يعلمون المعرضين
عما جاءت به الرسل، المعارضين لهم
أنهم إذا جاءتهم حسنة
أي: خصب وكثرة أموال، وتوفر أولاد وصحة

قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }

وأنهم إن أصابتهم سيئة
أي: جدب وفقر، ومرض وموت أولاد وأحباب

قالوا: { هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ }

أي: بسبب ما جئتنا به يا محمد
تطيروا برسول الله صلى الله عليه وسلم
كما تطير أمثالهم برسل الله

كما أخبر الله عن قوم فرعون أنهم قالوا لموسى

{ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ }

وقال قوم صالح: { قالوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ }

وقال قوم ياسين لرسلهم:
{ إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ } الآية.

فلما تشابهت قلوبهم بالكفر تشابهت أقوالهم وأعمالهم.
وهكذا كل من نسب حصول الشر أو زوال الخير
لما جاءت به الرسل أو لبعضه
فهو داخل في هذا الذم الوخيم.

قال الله في جوابهم:

{ قُلْ كُلٌّ }
أي: من الحسنة والسيئة والخير والشر.

{ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }
أي: بقضائه وقدره وخلقه.

{ فَمَا لهَؤُلَاءِ الْقَوْم }
أي: الصادر منهم تلك المقالة الباطلة.

{ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا }
أي: لا يفهمون حديثا بالكلية ولا يقربون من فهمه
أو لا يفهمون منه إلا فهمًا ضعيفًا

وعلى كل فهو ذم لهم وتوبيخ على عدم فهمهم
وفقههم عن الله وعن رسوله
وذلك بسبب كفرهم وإعراضهم.

وفي ضمن ذلك مدْح من يفهم عن الله وعن رسوله
والحث على ذلك، وعلى الأسباب المعينة على ذلك
من الإقبال على كلامهما وتدبره
وسلوك الطرق الموصلة إليه.

فلو فقهوا عن الله لعلموا أن الخير
والشر والحسنات والسيئات كلها بقضاء الله وقدره
لا يخرج منها شيء عن ذلك.

وأن الرسل عليهم الصلاة والسلام
لا يكونون سببا لشر يحدث
هم ولا ما جاءوا به لأنهم بعثوا
بصلاح الدنيا والآخرة والدين.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 03:58 PM   #59


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا

أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}

[ سورة الأحزاب 36]

أي: لا ينبغي ولا يليق، ممن اتصف بالإيمان
إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله، والهرب
من سخط اللّه ورسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما
فلا يليق بمؤمن ولا مؤمنة

{ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا}

من الأمور، وحتَّما به وألزما به

{ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ْأي: الخيار،
هل يفعلونه أم لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة
أن الرسول أولى به من نفسه
فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجابًا بينه
وبين أمر اللّه ورسوله.

{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا}
أي: بَيِّنًا، لأنه ترك الصراط المستقيم الموصلة إلى كرامة اللّه
إلى غيرها، من الطرق الموصلة للعذاب الأليم

فذكر أولاً السبب الموجب لعدم معارضته أمر اللّه ورسوله
وهو الإيمان، ثم ذكر المانع من ذلك، وهو التخويف بالضلال
الدال على العقوبة والنكال.


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ ۚ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ۚ

وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

[سورة غافر :9]

{ وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ }
أي: الأعمال السيئة وجزاءها، لأنها تسوء صاحبها.

{ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ }
أي: يوم القيامة

{ فَقَدْ رَحِمْتَهُ } لأن رحمتك لم تزل مستمرة على العباد
لا يمنعها إلا ذنوب العباد وسيئاتهم، فمن وقيته السيئات
وفقته للحسنات وجزائها الحسن.

{ وَذَلِكَ } أي: زوال المحذور بوقاية السيئات
وحصول المحبوب بحصول الرحمة

{ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
الذي لا فوز مثله
ولا يتنافس المتنافسون بأحسن منه.

وقد تضمن هذا الدعاء من الملائكة كمال معرفتهم بربهم
والتوسل إلى الله بأسمائه الحسنى
التي يحب من عباده التوسل بها إليه
والدعاء بما يناسب ما دعوا الله فيه
فلما كان دعاؤهم بحصول الرحمة
وإزالة أثر ما اقتضته النفوس البشرية التي علم الله نقصها
واقتضاءها لما اقتضته من المعاصي
ونحو ذلك من المبادئ والأسباب التي قد أحاط الله بها علمًا
توسلوا بالرحيم العليم.

وتضمن كمال أدبهم مع الله تعالى بإقرارهم بربوبيته لهم
الربوبية العامة والخاصة، وأنه ليس لهم من الأمر شيء
وإنما دعاؤهم لربهم صدر من فقير بالذات من جميع الوجوه
لا يُدْلِي على ربه بحالة من الأحوال
إن هو إلا فضل الله وكرمه وإحسانه.

وتضمن موافقتهم لربهم تمام الموافقة
بمحبة ما يحبه من الأعمال التي هي العبادات التي قاموا بها
واجتهدوا اجتهاد المحبين، ومن العمال الذين هم المؤمنون
الذين يحبهم الله تعالى من بين خلقه
فسائر الخلق المكلفين يبغضهم الله إلا المؤمنين منهم
فمن محبة الملائكة لهم دعوا الله، واجتهدوا في صلاح أحوالهم
لأن الدعاء للشخص من أدل الدلائل على محبته
لأنه لا يدعو إلا لمن يحبه.

وتضمن ما شرحه الله وفصله من دعائهم بعد قوله:

{ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا } التنبيه اللطيف على كيفية تدبر كتابه
وأن لا يكون المتدبر مقتصرًا على مجرد معنى اللفظ بمفرده
بل ينبغي له أن يتدبر معنى اللفظ، فإذا فهمه فهمًا صحيحًا على وجهه
نظر بعقله إلى ذلك الأمر والطرق الموصلة إليه وما لا يتم إلا به
وما يتوقف عليه، وجزم بأن الله أراده، كما يجزم أنه أراد المعنى الخاص
الدال عليه اللفظ.

والذي يوجب له الجزم بأن الله أراده أمران:

أحدهما: معرفته وجزمه بأنه من توابع المعنى والمتوقف عليه.

والثاني: علمه بأن الله بكل شيء عليم
وأن الله أمر عباده بالتدبر والتفكر في كتابه.

وقد علم تعالى ما يلزم من تلك المعاني. وهو المخبر بأن كتابه هدى ونور وتبيان لكل شيء، وأنه أفصح الكلام وأجله إيضاحًا، فبذلك يحصل للعبد من العلم العظيم والخير الكثير، بحسب ما وفقه الله له وقد كان في تفسيرنا هذا، كثير من هذا من به الله علينا.

وقد يخفى في بعض الآيات مأخذه على غير المتأمل صحيح الفكرة، ونسأله تعالى أن يفتح علينا من خزائن رحمته ما يكون سببًا لصلاح أحوالنا وأحوال المسلمين، فليس لنا إلا التعلق بكرمه، والتوسل بإحسانه، الذي لا نزال نتقلب فيه في كل الآنات، وفي جميع اللحظات، ونسأله من فضله، أن يقينا شر أنفسنا المانع والمعوق لوصول رحمته، إنه الكريم الوهاب، الذي تفضل بالأسباب ومسبباتها.

وتضمن ذلك، أن المقارن من زوج وولد وصاحب، يسعد بقرينه، ويكون اتصاله به سببًا لخير يحصل له، خارج عن عمله وسبب عمله كما كانت الملائكة تدعو للمؤمنين ولمن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم، وقد يقال: إنه لا بد من وجود صلاحهم لقوله: { وَمَنْ صَلَحَ } فحينئذ يكون ذلك من نتيجة عملهم والله أعلم.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}

[سورة الأعراف:55 ]

الدعاء يدخل فيه دعاء المسألة، ودعاء العبادة

فأمر بدعائه { تَضَرُّعًا }
أي: إلحاحا في المسألة، ودُءُوبا في العبادة

{ وَخُفْيَةً }
أي: لا جهرا وعلانية، يخاف منه الرياء
بل خفية وإخلاصا للّه تعالى.

{ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ }
أي: المتجاوزين للحد في كل الأمور
ومن الاعتداء كون العبد يسأل اللّه مسائل لا تصلح له
أو يتنطع في السؤال، أو يبالغ في رفع صوته بالدعاء
فكل هذا داخل في الاعتداء المنهي عنه.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ

وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإلهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ}

[سورة النمل 62]

أي: هل يجيب المضطرب الذي أقلقته الكروب
وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص
مما هو فيه إلا الله وحده؟

ومن يكشف السوء
أي: البلاء والشر والنقمة إلا الله وحده؟

ومن يجعلكم خلفاء الأرض يمكنكم منها
ويمد لكم بالرزق ويوصل إليكم نعمه
وتكونون خلفاء من قبلكم
كما أنه سيميتكم ويأتي بقوم بعدكم

أإله مع الله يفعل هذه الأفعال؟

لا أحد يفعل مع الله شيئا من ذلك
حتى بإقراركم أيها المشركون
ولهذا كانوا إذا مسهم الضر دعوا الله
مخلصين له الدين لعلمهم أنه وحده
المقتدر على دفعه وإزالته

{ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}
أي: قليل تذكركم وتدبركم للأمور
التي إذا تذكرتموها ادَّكرتم
ورجعتم إلى الهدى

ولكن الغفلة والإعراض شامل لكم
فلذلك ما أرعويتم ولا اهتديتم

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 04:00 PM   #60


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ۚ
مَا لَكُم مِّن مَّلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ}

[سورة الشورى:47]

يأمر تعالى عباده بالاستجابة له
بامتثال ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه
وبالمبادرة بذلك وعدم التسويف
مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْم القيامة الذي إذا جاء
لا يمكن رده واستدراك الفائت
وليس للعبد في ذلك اليوم ملجأ يلجأ إليه
فيفوت ربه، ويهرب منه.

بل قد أحاطت الملائكة بالخليقة من خلفهم، ونودوا

{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ }

وليس للعبد في ذلك اليوم نكير لما اقترفه وأجرمه
بل لو أنكر لشهدت عليه جوارحه.

وهذه الآية ونحوها، فيها ذم الأمل
والأمر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد
فإن للتأخير آفات.


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]

تفسير

قــال تــعــالــى

{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذلِكَ غَدًا(23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ

وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي

لِأَقْرَبَ مِنْ هذَا رَشَدًا } (24)

[سورة الكهف 23-24]

هذا النهي كغيره، وإن كان لسبب خاص
وموجها للرسول صل الله عليه وسلم

فإن الخطاب عام للمكلفين
فنهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة

{ إني فاعل ذلك }
من دون أن يقرنه بمشيئة الله
وذلك لما فيه من المحذور، وهو:
الكلام على الغيب المستقبل، الذي لا يدري
هل يفعله أم لا؟ وهل تكون أم لا؟

وفيه رد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالا
وذلك محذور محظور

لأن المشيئة كلها لله
{ وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين }
ولما في ذكر مشيئة الله، من تيسير الأمر وتسهيله
وحصول البركة فيه، والاستعانة من العبد لربه
ولما كان العبد بشرا، لا بد أن يسهو فيترك ذكر المشيئة

أمره الله أن يستثني بعد ذلك، إذا ذكر، ليحصل المطلوب
وينفع المحذور، ويؤخذ من عموم قوله:

{ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ }
الأمر بذكر الله عند النسيان، فإنه يزيله
ويذكر العبد ما سها عنه، وكذلك يؤمر الساهي
الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه، ولا يكونن من الغافلين
ولما كان العبد مفتقرا إلى الله في توفيقه للإصابة
وعدم الخطأ في أقواله وأفعاله، أمره الله أن يقول:

{ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا }
فأمره أن يدعو الله ويرجوه، ويثق به أن يهديه لأقرب الطرق الموصلة إلى الرشد.

وحري بعبد، تكون هذه حاله، ثم يبذل جهده
ويستفرغ وسعه في طلب الهدى والرشد، أن يوفق لذلك
وأن تأتيه المعونة من ربه، وأن يسدده في جميع أموره.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى :

{إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ

فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}
[سورة آل عمران :160]

أي: إن يمددكم الله بنصره ومعونته

{ فلا غالب لكم }
فلو اجتمع عليكم من في أقطارها و
ما عندهم من العدد والعُدد، لأن الله لا مغالب له
وقد قهر العباد وأخذ بنواصيهم، فلا تتحرك دابة إلا بإذنه
ولا تسكن إلا بإذنه.

{ وإن يخذلكم }
ويكلكم إلى أنفسكم

{ فمن ذا الذي ينصركم من بعده }
فلا بد أن تنخذلوا ولو أعانكم جميع الخلق.

وفي ضمن ذلك الأمر بالاستنصار بالله والاعتماد عليه
والبراءة من الحول والقوة

ولهذا قال:
{ وعلى الله فليتوكل المؤمنون }
بتقديم المعمول يؤذن بالحصر
أي: على الله توكلوا لا على غيره
لأنه قد علم أنه هو الناصر وحده
فالاعتماد عليه توحيد محصل للمقصود
والاعتماد على غيره شرك غير نافع لصاحبه، بل ضار.

وفي هذه الآية الأمر بالتوكل على الله وحده
وأنه بحسب إيمان العبد يكون توكله.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير


قال تعالى:

﴿يا بَني إِسرائيلَ اذكُروا نِعمَتِيَ الَّتي أَنعَمتُ عَلَيكُم وَأَنّي فَضَّلتُكُم عَلَى العالَمينَ﴾
﴿وَاتَّقوا يَومًا لا تَجزي نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئًا وَلا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَلا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَلا هُم يُنصَرونَ﴾

{ البقرة : ٤٧ ، ٤٨ }


يا أبناء نبي الله يعقوب، اذكروا نعمي الدينية والدنيوية التي أنعمت بها عليكم، واذكروا أني فضَّلتكم على أهل زمانكم المعاصرين لكم بالنبوة والملك.

#المختصر في التفسير



ثم كرر على بني إسرائيل التذكير بنعمته، وعظا لهم، وتحذيرا وحثا. وخوفهم بيوم القيامة الذي {لَا تَجْزِي} فيه، أي: لا تغني {نَفْسٌ} ولو كانت من الأنفس الكريمة كالأنبياء والصالحين {عَنْ نَفْسٍ} ولو كانت من العشيرة الأقربين {شَيْئًا} لا كبيرا ولا صغيرا وإنما ينفع الإنسان عمله الذي قدمه. {وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا} أي: النفس، شفاعة لأحد بدون إذن الله ورضاه عن المشفوع له، ولا يرضى من العمل إلا ما أريد به وجهه، وكان على السبيل والسنة، {وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} أي: فداء {ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب} ولا يقبل منهم ذلك {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} أي: يدفع عنهم المكروه، فنفى الانتفاع من الخلق بوجه من الوجوه، فقوله: {لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا} هذا في تحصيل المنافع، {وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} هذا في دفع المضار، فهذا النفي للأمر المستقل به النافع. {ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل} هذا نفي للنفع الذي يطلب ممن يملكه بعوض، كالعدل، أو بغيره، كالشفاعة، فهذا يوجب للعبد أن ينقطع قلبه من التعلق بالمخلوقين، لعلمه أنهم لا يملكون له مثقال ذرة من النفع، وأن يعلقه بالله الذي يجلب المنافع، ويدفع المضار، فيعبده وحده لا شريك له ويستعينه على عبادته.


تفسير السعدي


تفسير


﴿وَاضرِب لَهُم مَثَلًا رَجُلَينِ جَعَلنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَينِ مِن أَعنابٍ وَحَفَفناهُما بِنَخلٍ وَجَعَلنا بَينَهُما زَرعًا﴾
﴿كِلتَا الجَنَّتَينِ آتَت أُكُلَها وَلَم تَظلِم مِنهُ شَيئًا وَفَجَّرنا خِلالَهُما نَهَرًا﴾ [الكهف : ٣٢ ، ٣٣]


ولما بيَّن سبحانه جزاء الظالمين وجزاء المؤمنين ضرب مثلاً لهما، فقال: واضرب - أيها الرسول - مثلاً لرجلين: كافر ومؤمن، جعلنا للكافر منهما حديقتين، وأحطنا الحديقتين بنخل، وأنبتنا في الفارغ من مساحتهما زروعًا.



يقول تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: اضرب للناس مثل هذين الرجلين، الشاكر لنعمة الله، والكافر لها، وما صدر من كل منهما، من الأقوال والأفعال، وما حصل بسبب ذلك من العقاب العاجل والآجل، والثواب، ليعتبروا بحالهما، ويتعظوا بما حصل عليهما، وليس معرفة أعيان الرجلين، وفي أي: زمان أو مكان هما فيه فائدة أو نتيجة، فالنتيجة تحصل من قصتهما فقط، والتعرض لما سوى ذلك من التكلف. فأحد هذين الرجلين الكافر لنعمة الله الجليلة، جعل الله له جنتين، أي: بستانين حسنين، من أعناب.
{وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ} أي: في هاتين الجنتين من كل الثمرات، وخصوصا أشرف الأشجار، العنب والنخل، فالعنب في وسطها، والنخل قد حف بذلك، ودار به، فحصل فيه من حسن المنظر وبهائه، وبروز الشجر والنخل للشمس والرياح، التي تكمل بها الثمار، وتنضج وتتجوهر، ومع ذلك جعل بين تلك الأشجار زرعا، فلم يبق عليهما إلا أن يقال: كيف ثمار هاتين الجنتين؟ وهل لهما ماء يكفيهما؟ فأخبر تعالى أن كلا من الجنتين آتت أكلها، أي: ثمرها وزرعها ضعفين، أي: متضاعفا {و} أنها {لم تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا} أي: لم تنقص من أكلها أدنى شيء، ومع ذلك، فالأنهار في جوانبهما سارحة، كثيرة غزيرة.
{وَكَانَ لَهُ} أي: لذلك الرجل {ثَمَرٌ} أي: عظيم كما يفيده التنكير، أي: قد استكملت جنتاه ثمارهما، وارجحنت أشجارهما، ولم تعرض لهما آفة أو نقص، فهذا غاية منتهى زينة الدنيا في الحرث، ولهذا اغتر هذا الرجل بهما، وتبجح وافتخر، ونسي آخرته.

تفسير السعدي


تفسير


قال تعالى ؛

﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾
﴿وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ﴾ [البقرة ٤٩ ، ٥٠]



هذا شروع في تعداد نعمه على بني إسرائيل على وجه التفصيل فقال: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ} أي: من فرعون وملئه وجنوده وكانوا قبل ذلك {يَسُومُونَكُمْ} أي: يولونهم ويستعملونهم، {سُوءَ الْعَذَابِ} أي: أشده بأن كانوا {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ} خشية نموكم، {وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} أي: فلا يقتلونهن، فأنتم بين قتيل ومذلل بالأعمال الشاقة، مستحيي على وجه المنة عليه والاستعلاء عليه فهذا غاية الإهانة، فمن الله عليهم بالنجاة التامة وإغراق عدوهم وهم ينظرون لتقر أعينهم. {وَفِي ذَلِكم} أي: الإنجاء {بَلَاءٌ} أي: إحسان {مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} فهذا مما يوجب عليكم الشكر والقيام بأوامره.

تفسير السعدي


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 05:32 PM   #61


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير


قال تعالى:

﴿وَإِذ واعَدنا موسى أَربَعينَ لَيلَةً ثُمَّ اتَّخَذتُمُ العِجلَ مِن بَعدِهِ وَأَنتُم ظالِمونَ﴾
﴿ثُمَّ عَفَونا عَنكُم مِن بَعدِ ذلِكَ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾
﴿وَإِذ آتَينا موسَى الكِتابَ وَالفُرقانَ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ﴾
[البقرة ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣]


واذكروا من هذه النعم مواعدَتَنا موسى أربعين ليلةً لِيَتِمَّ فيها إنزال التوراة نورًا وهدى، ثم ما كان منكم إلا أن عبدتم العجل في تلك المدة، وأنتم ظالمون بفعلكم هذا.


ثم تجاوزنا عنكم بعد توبتكم، فلم نؤاخذكم لعلكم تشكرون الله بحسن عبادته وطاعته.


واذكروا من هذه النعم أن آتينا موسى عليه السلام التوراة فرقانًا بين الحق والباطل وتمييزًا بين الهدى والضلال لعلكم تهتدون بها إلى الحق.


#المختصر في التفسير

تفسير

قــال تــعــالــى :

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ
إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}

[سورة إبراهيم :42]

هذا وعيد شديد للظالمين، وتسلية للمظلومين، يقول تعالى:

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ }
حيث أمهلهم وأدرَّ عليهم الأرزاق
وتركهم يتقلبون في البلاد آمنين مطمئنين
فليس في هذا ما يدل على حسن حالهم
فإن الله يملي للظالم ويمهله ليزداد إثما
حتى إذا أخذه لم يفلته

{ وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }
والظلم -هاهنا- يشمل الظلم فيما بين العبد وربه وظلمه لعباد الله.

{ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }
أي: لا تطرف من شدة ما ترى من الأهوال
وما أزعجها من القلاقل.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير



قال تعالى:

﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾
[البقرة :٥٤]



واذكروا من هذه النعم أن وفقكم الله للتوبة من عبادة العجل، حيث قال موسى عليه السلام لكم: إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل إلهًا تعبدونه، فتوبوا وارجعوا إلى خالقكم ومُوجدكم، وذلك بأن يقتل بعضكم بعضًا؛ والتوبة على هذا النحو خير لكم من التمادي في الكفر المؤدي إلى الخلود في النار، فقمتم بذلك بتوفيق من الله وإعانة، فتاب عليكم؛ لأنه كثير التوبة رحيم بعباده.


المختصر في التفسير


تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ ۖ

وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

وأنه هو الحاكم في الدارين، في الدنيا، بالحكم القدري
الذي أثره جميع ما خلق وذرأ، والحكم الديني
الذي أثره جميع الشرائع، والأوامر والنواهي.

وفي الآخرة يحكم بحكمه القدري والجزائي
ولهذا قال: { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }

فيجازي كلا منكم بعمله، من خير وشر.

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


تفسير

قــال تــعــالــى

{وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا

الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

[العصر:1-3]

{وَالْعَصْر}
أقسم تعالى بالعصر، الذي هو الليل والنهار، محل أفعال العباد وأعمالهم

{إنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ}
أن كل إنسان خاسر، والخاسر ضد الرابح.

والخسار مراتب متعددة متفاوتة:

قد يكون خسارًا مطلقًا، كحال من خسر الدنيا والآخرة، وفاته النعيم، واستحق الجحيم.

{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

وقد يكون خاسرًا من بعض الوجوه دون بعض، ولهذا عمم الله الخسار لكل إنسان، إلا من اتصف بأربع صفات:

الإيمان بما أمر الله بالإيمان به
ولا يكون الإيمان بدون العلم، فهو فرع عنه لا يتم إلا به.

والعمل الصالح، وهذا شامل
لأفعال الخير كلها، الظاهرة والباطنة
المتعلقة بحق الله وحق عباده ، الواجبة والمستحبة.

والتواصي بالحق، الذي هو الإيمان والعمل الصالح
أي: يوصي بعضهم بعضًا بذلك، ويحثه عليه، ويرغبه فيه.

والتواصي بالصبر على طاعة الله
وعن معصية الله، وعلى أقدار الله المؤلمة.

فبالأمرين الأولين، يكمل الإنسان نفسه
وبالأمرين الأخيرين يكمل غيره
وبتكميل الأمور الأربعة
يكون الإنسان قد سلم من الخسار، وفاز بالربح
[العظيم].
📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 05:33 PM   #62


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}

[ سورة الأحزاب 56]

وهذا فيه تنبيه
على كمال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم
ورفعة درجته، وعلو منزلته عند اللّه
وعند خلقه، ورفع ذكره.

و { إِنَّ اللَّهَ } تعالى { وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ } عليه
أي: يثني اللّه عليه بين الملائكة
وفي الملأ الأعلى، لمحبته تعالى له
وتثني عليه الملائكة المقربون
ويدعون له ويتضرعون.

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
اقتداء باللّه وملائكته
وجزاء له على بعض حقوقه عليكم
وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى اللّه عليه وسلم
ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم
وتكفيرًا من سيئاتكم
وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام
ما علم به أصحابه:

"اللّهم صل على محمد وعلى آل محمد
كما صليت على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد"

وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه
مشروع في جميع الأوقات
وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة

📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
قديم 14-10-2021, 05:33 PM   #63


البرنس مديح ال قطب متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 5942
 تاريخ التسجيل :  16 - 3 - 2015
 أخر زيارة : يوم أمس (09:13 PM)
 المشاركات : 877,993 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
 SMS ~


سبحان الله وبحمدة
سبحان الله العظيم
لوني المفضل : Darkorange
افتراضي



تفسير

قــال تــعــالــى :

{وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ

لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ

لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا

وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }

[سورة الزمر :33-34-35]

ولما ذكر الكاذب المكذب وجنايته وعقوبته
ذكر الصادق المصدق وثوابه، فقال: { وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ }
في قوله وعمله، فدخل في ذلك الأنبياء ومن قام مقامهم
ممن صدق فيما قاله عن خبر اللّه وأحكامه
وفيما فعله من خصال الصدق.

{ وَصَدَّقَ بِهِ }
أي: بالصدق لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق
ولكن قد لا يصدق به، بسبب استكباره، أو احتقاره
لمن قاله وأتى به، فلا بد في المدح
من الصدق والتصديق، فصدقه يدل على علمه
وعدله، وتصديقه يدل على تواضعه وعدم استكباره.

{ أُولَئِكَ } أي: الذين وفقوا للجمع بين الأمرين

{ هُمُ الْمُتَّقُونَ } فإن جميع خصال التقوى
ترجع إلى الصدق بالحق والتصديق به.

{ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ } من الثواب
مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر.

فكل ما تعلقت به إرادتهم ومشيئتهم
من أصناف اللذات والمشتهيات
فإنه حاصل لهم، معد مهيأ

{ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ }
الذين يعبدون اللّه كأنهم يرونه
فإن لم يكونوا يرونه فإنه يراهم

{ الْمُحْسِنِينَ } إلى عباد اللّه.

{ لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا
وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }

عمل الإنسان له ثلاث حالات:
إما أسوأ، أو أحسن
أو لا أسوأ، ولا أحسن.

والقسم الأخير قسم المباحات
وما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب، والأسوأ، المعاصي كلها
والأحسن الطاعات كلها، فبهذا التفصيل، يتبين معنى الآية

وأن قوله: { لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا }

أي: ذنوبهم الصغار، بسبب إحسانهم وتقواهم

{ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ }

أي: بحسناتهم كلها

{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا }


📗 [تفسير السعدي رحمه الله]


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المختصر , التفسير , الوجد , في


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نور_الوحي المختصر في التفسير البرنس مديح ال قطب (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 20 24-02-2020 11:08 AM
نزول الوحي البرنس مديح ال قطب (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 23 25-08-2019 01:46 PM
- ثم فتر الوحي سراج منير (سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقصص الانبياء والصحابه ) 9 09-05-2017 08:12 AM
مقدمة في التفسير الموضوعي للقرآن الكريم تناهيد الغرام (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 16 28-06-2016 08:06 AM
مقدمة في علوم القرآن الكريم ( 14 ) علم التفسير мαħα (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) 21 16-02-2015 10:59 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010