الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-06-2023, 10:46 AM | #309 |
| تابع – التأني التَّأنِّي في انتظار إجابة الدُّعاء عاشراً: عدم استعجال إجابة الدُّعاء وانتظار الفرج والأناة حتى يأتي الفرج كما روى أبو هريرة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي[رواه البخاري5981، ومسلم2735]. بماذا فسَّر الاستعجال؟ بأن يقول الدَّاعي: دعوت فلم يستجب لي، فلا فائدة من الدُّعاء، دعوت كثيراً وكثيراً وانتظرت لسنواتٍ وما استجيب، إذاً لا فائدة، فيستحسَّر بسبب العجلة حيث أنَّه يستعجل الإجابة فبسبب الاستعجال يترك الدُّعاء فبالتي يكون ذلك سبباً في عدم إعطائه ما سأل، إبراهيم صلى الله عليه وسلم دعا الله تعالى أن يبعث في أرض الحجاز نبياً منهم يتلو عليهم آيات الله ويزكِّيهم ويعلِّمهم الكتاب والحكمة، فمتى أُجيبت دعوة إبراهيم ببعثة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ بعد آلاف السِّنين، ولذلك قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلمأنا دعوة أبي إبراهيم[رواه أحمد17190، والحاكم3566، وضعفه الألباني في الجامع الصغير4901]. أنا الدَّعوة التي دعا قبل ما يقارب من خمسة آلاف سنة، فمكثت الدَّعوة آلاف السِّنين إلى أن أُجيبت الدَّعوة فتحقَّقت الواقعة، إذاً الإنسان عليه أن يدعو ويدعو وإذا ما استجيب له في حياته فلم يذهب دعاؤه هباءً منثوراً، إمَّا أن يكون قد أُعطي من الخير مثلما سأل وهو لا يدري، أو صُرف عنه من الشِّرِّ وهو لا يدري، وفي جميع الحالات يؤجر على الدُّعاء يوم القيامة، حتى لرُبَّما أن يتمنى يوم القيامة أن لم تكن قد استجيبت له دعوة في الدُّنيا من أجل الدُّعاء الذي رآه مكتوباً في صحائف أعماله. ويتعلَّق بهذه المسألة أيضاً في قضية عدم الاستعجال في الدُّعاء والطَّلب: المسألة الحادية عشرة: عدم الاستعجال في الطَّلب في الدُّعاء قبل الحمد والثناء فإنَّ بعض النَّاس إذا أخذ يدعو ويقول: يارب أعطني كذا، قبل أن يحمد الله ويثني عليه ويصلِّي على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، ورُبَّما يُحجب دعاؤه بسبب استعجاله، فقد روى فضالة بن عبيد أنَّه سمع النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يدعو في صلاته لم يمجِّد الله ولم يصلِّ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمعجلت أيُّها المصلِّياستعجلت، ثُمَّ علَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يكون الدُّعاء، وسمع رجلاً يصلِّي فمجَّد الله وحمده وصلَّى على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادع تجب وسل تعطه[الترمذي3476، والنسائي1284، وصححه الألباني في الجامع الصغير 7435]. رواه النَّسائي. ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:47 AM | #310 |
| تابع – التأني التَّأني في الطَّهارة لننتقل إلى بعض الأشياء التي يظهر فيها أهمية التَّأنِّي في العبادات: المسألة الثانثة عشرة: التَّأني في الطَّهارة لما تُسبِّبه العجلة من عدم الإتقان المفضي بالصَّلاة إلى البطلان؛ لأنَّ الله لا يقبل صلاةً إلَّا بطهورٍ صحيحٍ، وقد حدثت قصةٌ على عهد النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم تبيِّن أن ناساً قد استعجلوا بالطَّهارة، فأتوا بها على غير وجهها، فروى عبد الله بن عمرو قال: رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، حتى إذا كُنَّا بماء في الطَّريق تعجَّل قومٌ عند العصر فتوضَّؤوا وهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم تلوح، لم يمسها الماء من العجلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمويلٌ للأعقاب من النَّار أسبغوا الوضوء[رواه مسلم 241]. رواه مسلم. فإذاً: فلا بُدَّ أن يتأنَّى الإنسان في الطَّهارة، ويتأنَّى في التَّنفيذ وفي العمل وفي الوضوء، حتى يصيب الماء كُلَّ عضوٍ من أعضاء الوضوء ويعمِّمه بالماء. تأني من وُضع بين يديه العشاء وأُقيمت الصَّلاة الثَّالثة عشرة: أيضاً من الأمور المتعلِّقة بالعبادات في التَّأني: تأني من وُضع بين يديه العشاء وأُقيمت الصَّلاة، فإنَّ بعض النَّاس إذا حضر أكلُه وأُقيمت الصَّلاة رُبَّما يأكل بسرعةٍ ليدرك الصَّلاة، فإذا كان الطَّعام قد وُضع بين يديه ورآه أمامه دون حيلةٍ ولا تخطيطٍ مسبق في التَّحايل للتأخَّر عن صلاة الجماعة، فماذا يفعل؟ عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلمإذا وُضع عشاء أحدكم وأُقيمت الصَّلاة فابدؤوا بالعشاء ولا يعجل حتى يفرغ منه وكان ابن عمر يُوضع له الطَّعام وتُقام الصَّلاة فلا يأتيه حتى يفرغ وإنَّه ليسمع قراءة الإمام[واه البخاري 642]. وعن ابن عمر قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلمإذا كان أحدكم على الطَّعام فلا يعجل حتى يقضي حاجته منه وإن أُقيمت الصَّلاة[رواه البخاري 642]. هذا إذا كان ليس هناك تحايلٌ ووضع العشاء ورآه فإذا ذهب للصَّلاة ونفسه متعلِّقةٌ بالطَّعام الذي تركه ولم يقض حاجته منه، ماذا يحصل بالخشوع؟ يختل، ولذلك أمرنا بأن نتأنِّى ولا نستعجل في الأكل في هذه الحالة. ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:48 AM | #311 |
| تابع – التأني تأنِّي الإمام واستعجاله بحسب حضور المصلِّين الرَّابع عشر: تأنِّي الإمام واستعجاله بحسب حضور المصلِّين، متى الإمام يُقيم الصَّلاة؟ عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلِّي الظَّهر بالهاجرة، والعصر والشَّمس نقية، والمغرب إذا وجبت، والعشاء أحياناً يؤخِّرها وأحياناً يعجِّل، فهذا الحكم لصلاة العشاء كان إذا رآهم قد اجتمعوا عجَّل، وإذا رآهم أبطؤوا أخرها"[رواه البخاري 535]. فهنا التَّأنِّي والتَّعجُّل في صلاة العشاء بحسب حال النَّاس في الاجتماع. الخامس عشر: عدم الاستعجال والتَّأنِّي عند قدوم النَّاس إلى المسجد في الصَّلاة حتى لو أُقيمت أثناء الطَّريق، وهذه مسألةٌ كثيرٌ من النَّاس يخطئون فيها، فإذا أُقيمت وهو يمشي إلى المسجد هرول وتعجَّل، فدخل الصَّف وهو يحفِّز نفسه ويلهث من الجري وفي حال الاضطراب فيدخل دون خشوعٍ، فيأتي بسكينةٍ ووقارٍ وبأناةٍ وتؤدةٍ، ويدرك ما أدرك فيصلِّيه وما فات فيتمَّه، هذه هي السُّنَّة وهذه مسألةٌ متعلِّقة بالتَّأنِّي أيضاً قد أخل بها كثيرون، ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في بعض الحالات مثلاً: إذا خشي أن تفوته صلاة الجمعة يعني الركعة الأخير من صلاة الجمعة أنَّه يجوز له أن يجري؛ لأنَّ المصلحة التي ستفوته أكبر من مسألة التُّؤدة والأناة في هذه الحالة ستضيع عليه الجمعة بأكملها. الصَّبر والأناة لما يصيب المسلم من الجروح والأمراض وعدم استعجال الموت السَّادس عشر: الصَّبر والأناة لما يصيب المسلم من الجروح والأمراض وعدم استعجال الموت الذي يؤدِّي إلى الانتحار، وقد جاء عن سهل بن سعد السَّاعدي ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون وكان مع المسلمين رجلٌ يقاتل أعجبهم إلى الغاية، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلمأما إنَّه من أهل النَّار فذهب رجل وراء هذا الشُّجاع لينظر خبره كيف يكون من أهل النَّار؟ فجُرح الرَّجل جُرحاً شديداً فاستعجل الموت ولم يصبر على الجراح، فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثُمَّ تحامل على سيفه فقتل نفسه، فخرج الرَّجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أشهد أنَّك رسول الله، قال: وما ذاكقال: الرَّجل الذي ذكرت آنفاً إنَّه من أهل النَّار وأخبره بالقصَّة، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلمإنَّ الرَّجل ليعمل بعمل أهل الجنَّة فيما يبدو للناس وهو من من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة [رواه البخاري 2742]. رواه البخاري. وهناك بعض النَّاس في الغرب يسنُّون قوانين تُبيح أخذ إبر الإراحة بزعمهم، يعني: لإراحة من عنده مرضٌ ميؤوسٌ منه ليموت، كالسَّرطان أو أشياء ليس لها علاج؛ فأجازوا في بعض البلدان أخذ إبرة تقتل المريض ويقولون يرتاح، لكن يرتاح من ماذا؟ من ألم المرض فيقع في ألم عذاب جهنَّم، فإذاً لا بُدَّ من الصَّبر وعدم الاستعجال في هذه القضية. ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:50 AM | #312 |
| تابع – التأني التَّأنِّي مع العلماء والشُّيوخ وعدم الاستعجال في سماع الجواب السَّابع عشر: من جوانب التَّأنِّي واستعمال هذا الخلق العظيم: التَّأنِّي مع العلماء والشُّيوخ وعدم الاستعجال في سماع الجواب أو استخراج الحديث، ومن الأمثلة: جاء في حديث موسى والخضر عليهما السَّلام فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قال انتحى عليها قال له موسى عليه السلام: أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا قال حتى إذا لقيا غلماناً يلعبون قال فانطلق إلى أحدهم بادي الرَّأي فقتله فدعر عندها موسى عليه السلام ذعرةً منكرةً قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا المكان يعني بعد تعليق موسى على قضية قتل الغلام قال: رحمةُ الله علينا وعلى موسى لولا أنَّه عجَّل لرأى العجبصلى الله عليه وسلم فإذاً يتأنَّى الإنسان مع العالم ولا يستعجل، فإذا كان العالم يورد الإجابة ويورد الأشياء فلا يستعجل ويداخله بمداخلاتٍ تزعجه، ورُبَّما امتنع عن الكلام بسبب الغضب من تصرفات هذا الطَّالب الذي يستعجل ولا يتأنَّى، فرُبَّما سيأتي الجواب بعد قليل لو تأنَّى الطَّالب ولم يستعجل فسيأتي الجواب بعد قليل، أو يتأنى في الاعتراضات؛ لأنَّه قد يأتي الاعتراض وجوابه من الشَّيخ، أو يسمع بقية الكلام الذي لا يحتاج بعده إلى إيراد الاعتراض، وهذا يتضح أحياناً من أسئلة بعض المحاضرات،قد تجد سؤالاً يأتي مثلاً ثُمَّ في بقية المحاضرة والدَّرس إجابة هذا السُّؤال فالكتابة مسألة هينة ليس هناك اعتراض ولا فيها شيءٌ من الإخلال بالأدب، لكن عندما يحدث مقاطعة في الدَّرس مثلاً أو اعتراض نتيجة عدم التَّأنِّي واستعجال رُبَّما يحرم الطَّالب بسببه من بقية العلم، وقد فات موسى عليه السلام أشياءٌ لو صبر لرأى العجب، كذلك كان طُلَّاب الحديث يتأنَّون غاية الأناة مع المحدِّثين في استخراج الأحاديث، ويصبر على الشَّيخ ويلاطف الشَّيخ حتى يأخذ منه الأحاديث، فلرُبَّما غضب منه فلم يحدثه فيحرم بسبب استعجاله وتركه للأناة يحرم من العلم، وكان الصَّحابة رضوان الله عليهم ضربوا المثل والخلق العالي في هذا علماء متعلمين، عن معبد بن هلال العنزي قال: اجتمعنا ناس من أهل البصرة فذهبنا إلى أنس بن مالك وذهبنا معنا بثابت البناني -كان من أحب النَّاس إلى أنس- يسأله لنا عن حديث الشَّفاعة، فإذا هو في قصره فوافقناه يصلِّي الضُّحى، فاستأذنا فأذن لنا وهو قاعدٌ على فراشه، فقلنا لثابت: لا تسأله عن شيءٍ أول من حديث الشَّفاعة، فقال: يا أبا حمزة -وأبو حمزة كنية أنس ،- هؤلاء إخوانك من أهل البصرة جاؤوك يسألونك عن حديث الشَّفاعة، فقال: حدَّثنا محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان يوم القيامة ماج النَّاس بعضهم في بعض، فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا إلى ربِّك فيقول: لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فإنَّه خليل الرَّحمن، فيأتون إبراهيم فيقول: لست لها ولكن عليكم بموسى فإنَّه كليم الله، فيأتون موسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بعيسى فإنَّه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول: لست لها ولكن عليكم بمحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فيأتوني فأقول: أنا لها، فأستأذن على ربِّي فيؤذن لي، ويُلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن فأحمده بتلك المحامد وأخرُّ له ساجداً، فيقول: يا محمَّد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان، فأنطلق فأفعل ثُمَّ أعود هذه المرَّة الثَّانية فأحمده بتلك المحامد ثُمَّ أخرُّ له ساجداً، فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان فأخرجهم فانطلق فأفعل، ثُمَّ أعود فأحمده بتلك المحامد ثم أخرُّ له ساجداً هذه المرَّة الثَّالثة فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفَّع، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول: انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبَّة خردل من إيمان فأخرجه من النَّار، فأنطلق فأفعل فلمَّا خرجنا من عند أنس قلت لبعض أصحابنا: لو مررنا بالحسن وهو متوار في منزل أبي خليفة فحدثناه بما حدَّثنا به أنس بن مالك، فأتيناه فسلَّمنا عليه فأذن لنا، فقال له: يا أبا سعيد جئناك من عند أخيك أنس بن مالك فلم نر مثل ما حدَّثنا في الشَّفاعة، فقال: هيه، يعني: هاتوا ماذا حدَّثكم، فحدَّثناه بالحديث فانتهى إلى هذا الموضع، فقال: "هيه" يعني: أبو سعيد يقول: هاتوا لنا بقيَّة القصَّة، فقلنا: لم يزد لنا على هذا، فقال: "لقد حدَّثني وهو جميعٌ منذ عشرين سنةً فلا أدري أنسي أم كره أن تتكلوا" يعني: عند أنس تكملة لكن لا أدري لماذا ما قالها لكم أهو نسياناً أو كره أن تتكلوا، قلنا: يا أبا سعيد فحدِّثنا، فضحك وقال: "خُلق الإنسان عجولاً" وهذا موضع الشَّاهد، "ما ذكرته إلَّا وأنا أُريد أن أحدِّثكم، وسألتكم عن الباقي وأريد أن أخبركم: حدثني كما حدَّثكم به قال: ثُمَّ أعود الرَّابعة فأحمده بتلك المحامد ثُمَّ أخرُّ له ساجداً فيُقال: يا محمَّد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول يا ربي ائذن لي فيمن قال لا إله إلا الله فيقول وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا إله إلا الله[رواه البخاري 7072]. رواه البخاري . ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:51 AM | #313 |
| تابع – التأني تأنِّي المتحمِّس بالخير حتى لا يخطئ الثَّامن عشرة: تأنِّي المتحمِّس بالخير حتى لا يخطئ، فإنَّ بعض النَّاس يتحمَّسون لعمل الخير لكن لا يأتي الأمر من وجهه، فقد يخطئ وهو يريد الخير، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم حدث له حادثةٌ مع حسَّان ، تُبيِّن المسألة قبل ما الإنسان يقدم على العمل، فيتأنَّى حتى لو كان الحماس معه حتى لا يُؤذي، فعن عائشة أنَّ رسول اللهصلى الله عليه وسلم قال للصَّحابة عموماً: اهجوا قريشاً فإنَّه أشدُّ عليهم من رشق بالنُّبل فأرسل إلى ابن رواحة فقال: اهجهم فهجاهم فلم يرضه، فأرسل إلى كعب بن مالك ثُمَّ أرسل إلى حسَّان بن ثابت، فلمَّا دخل عليه قال حسان: "قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضَّارب بذنبه" ثُمَّ أدلع لسانه فجعل يحرِّكه يقول: أنا لها أنا أتولَّى الأمر، فقال: "والذي بعثك بالحقِّ لأفرينَّهم بلساني فري الأديم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلملا تعجل فإنَّ أبا بكر أعلم قريش بأنسابها وإنَّ لي فيهم نسباً رُبَّما تهجو قريش وأنا من قريش فالهجاء يعود عليَّ فلا تعجل واسأل أبا بكر وإنَّ لي فيهم نسباً حتى يلخِّص لك نسبي فأتاه حسَّان ورجع فقال يا رسول الله: "قد لخَّص لي نسبك، والذي بعثك بالحقِّ لأسلنك منهم كما تسل الشَّعرة من العجين"[رواه مسلم 2490]. رواه مسلم. فإذاً بعض النَّاس قد يستعجلون في عملٍ خيريٍّ يحتاج إلى شيءٍ من الأناة فيؤذي، فحتى إذا كان متحمِّساً في عملٍ ينظر نظرةً سريعةً شاملةً: هل هذا قد يؤدِّي إلى أشياء عكسية أم لا؟ ثُمَّ يفعل. ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:51 AM | #314 |
| تابع – التأني التَّأني في معاقبة الأهل والأولاد والخدم الثَّامن عشر: التَّأني في معاقبة الخدم والأولاد، فإنَّ بعض النَّاس إذا جاء يُعاقب استعجل وغضب وتعدَّى حدَّ الله وآذى وظلم، وهذا حديث رواه مسلم يبيِّن لنا مثالاً: عن هلال بن يساف قال: عجِل شيخٌ فلطم خادماً له، امرأةٌ تكلَّمت كلمةً عند هذا الرَّجل وهي خادم عنده، فاستعجل فلطمها على وجهها، وكان حاضراً صحابيٌ جليل اسمه السُّويد بن مقرِّن، قال لهذا الشَّيخ: عجز عليك إلَّا حُرُّ وجهها! أي: هل ما وجدت إلَّا وجهها تضربه، وضرب الوجه حرامٌ؛ لأنَّ النَّبيَّ عليه الصَّلاة والسَّلام نهى عن ضرب الوجه، وهذا حواس الإنسان الأساسية فيه "عجز عليك إلَّا حُرُّ وجهها! لقد رأيتني سابع سبعةٍ من بني مقرِّن ما لنا خادم إلَّا واحدةٌ لطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها"[رواه مسلم1658]. رواه مسلم. وتقدَّم معنا حديثٌ في مسألة معاقبة الأهل والأولاد: أنَّ الرَّجل الأنصاري الذي كان حديث عهد بعرس وذهب إلى معركة الخندق وكان يختلف إلى أهله يطمئن فالنَّبيُّ عليه الصَّلاة والسَّلام أمره أن يذهب بسلاحه، فأتى داره فوجد امرأته قائمةً على باب البيت، فأشار إليها بالرُّمح كان في غَيرة شديدة فأشار ليطعنها بالرُّمح فقالت: تأنَّى لا تعجل حتى تنظر ما أخرجني، فدخل البيت فإذا حيَّةٌ منكرةٌ فطعنها بالرُّمح ثُمَّ خرج بها فلدغت الأنصاري ،، قال: فلا أدري أيُّهما كان أسرع موتاً الرَّجل أو الحيَّة[رواه أبو داود5259]. والحديث تقدَّم، وهذا لفظ أبي داود في كتاب الأدب من سننه، لكن عادة النَّاس الاستعجال، فالأستاذ مع الطُّلاب والزَّوج مع الزَّوجة والأب مع الأولاد يستعجلون في العقاب ولا يتأنون، ورُبَّما ضرب واحداً من الأولاد ولم يكن هو المخطئ، ورُبَّما عاقب الزَّوجة قبل أن يفهم الظُّروف والملابسات، فهذه امرأةٌ خرجت إلى الشَّارع بدون غطاء فينظر ماذا أخرجها، قد يكون حريقاً أو لصَّاً أو أفعى، فإذاً يجب على الإنسان أن يتأنَّى في مسألة العقوبة. التَّاسع عشر: التَّأني وعدم إعجال الولد حتى يفرغ من لعبه، كما روى شدَّاد ، قال: خرج علينا رسول اللهصلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حاملٌ حسناً أو حسيناً، فتقدَّم رسول اللهصلى الله عليه وسلم فوضعه ثمن كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصَّبيُّ على ظهر رسول اللهصلى الله عليه وسلموهو ساجدٌ، فرجعت إلى سجودي فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصَّلاة قال النَّاس: يا رسول الله إنَّك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظنَّنا أنَّه قد حدث أمرٌ أو أنَّه يُوحى إليك، قال: كُلُّ ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته[رواه النسائي1141، وصححه الألباني في صحيح وضعيف النسائي1141]. رواه النَّسائي وهو حديثٌ صحيحٌ. حتى يقضي حاجته من الاستمتاع بارتحال النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام وجعله كالرَّاحلة، ويلعب على ظهره حتى يفرغ الولد، وعائشة لما كنت تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون لعبةً حربيةً في المسجد على الحراب، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يسألها هل اكتفت بالنَّظر وهي تقول لا، وانتظر لها وتأنَّى حتى فرغ ما عندها وزادت قالت: "ما بي حبُّ النَّظر لكن أردت أن يعرف نساءه منزلتي عنده" يعني: يرون مقامي عنده وإدلاله لي. ( يتبع ) |
|
25-06-2023, 10:52 AM | #315 |
| تابع – التأني متى يكون التَّعجُّل مطلوباً وبالمناسبة: نحن قلنا إنَّ بعض الأخلاق ترجع إلى خلقٍ واحدٍ، فمنشأها خُلقٌ معيَّنٌ تتفرَّع منه عدَّة أخلاق، وهذا التَّأني: إلى أيِّ خُلقٍ يرجع؟ التَّأنِّي يرجع إلى الصَّبر، ولو تأمَّلنا الحلم فإنَّه يرجع إلى الصَّبر، وأشياءٌ كثيرةٌ ترجع إلى الصَّبر، ولذلك كان الصَّبر نصف الدِّين، لو قال قائلٌ: هل العجلة دائماً تكون سلبيةً؟ وهل الانتظار دائماً مطلوبٌ؟ وما معنى: خيرُ البرِّ عاجله؟ وهل من حالات العجلة فيها مطلوبة؟ فنقول: نعم، فتتمَّة للموضوع قال الله تعالى: وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى لماذا أتيت قبلهم إلى الطُّور وتركتهم؟ قال: قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى[طه:83-84]. يعني: استعجلت في طلب الخير وجئت مبادراً كي أستمع الوحي، وجئت إلى الموعد أرجو الخير، فالذي عجَّلني طلبُ الخير، فما الذي يضبط لنا الآن قضية العجلة المحمودة من العجلة المذمومة؟ والعجلة التي لا تتعارض مع التَّأنِّي الذي نتحدَّث عنه؟ يضبط لنا المسألة المهمة ضوابط: حديثٌ صحيحٌ رواه أبو داود عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: التُّؤدة وهي التَّأنِّي في كُلِّ شيءٍ خيرٌ إلَّا في عمل الآخرة[رواه أبو داود4812]. قال الطيبي رحمه الله -من شُرَّاح الحديث-: الأمور الدنيوية يعني لماذا نتأنى في الأمور الدنيوية وفي الأمور الأخروية نمضي ونعجل إليها ولا نتروى ونفكر أنت تتروى وتفكر في صلاة الظهر تصلي أو لا تحج أو لا ما تتروى لكن تبني أو لا تتزوج أم لا تبيع أو لا تبيع تتروث تتأنى لماذا ما هو الفرق قال الطيبي رحمه الله: "الأمور الدَّنيوية لا يعلم أنَّها محمودة العواقب حتى يتعجَّل فيها، أو مذمومة حتى يتأخَّر عنها" فأنت لا تدري إذا تزوَّجت هذه المرأة هل هو خيرٌ؟ فلو أنَّك تعلم أنَّها خيرٌ لأسرعت، ولا تدري هل هي شرٌّ أم لا؟ لأنَّك لو تعلم أنَّها شرٌّ أبطأت، ولم تفعل، ولذلك فما هو الحلُّ أمام الشَّيء الذي لا يدرى عاقبته؟ الانتظار والتَّريث والتَّأنِّي "بخلاف الأمور الأخروية لقوله سبحانه: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ[البقرة:148]. وقوله سبحانه: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ[الحديد:21]."[فيض القدير3/ 365]. فلنأخذ مثلاً أموراً لا يصلح فيها التَّأني بل التَّعجُّل هو المطلوب، مثل: التَّعجُّل إلى الصَّلاة إذا سمع النِّداء، يعني: كأن إذا سمع النِّداء ويقول سأتَّأنَّى وأجلس في البيت! لا، فالآن تُبادر إلى الصَّلاة، وليست جرياً إلى المسجد؛ لأنَّ الجري منهيٌّ عنه، فالبخاري رحمه الله قال: باب قوله ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة الآية، الخصاصة: الفاقة، المفلحون: الفائزون بالخلود، والفلاح: البقاء حيَّ على الفلاح: عجَّل إلى المسجد إذا سمعت النَّداء ولا تتوانى وتعمل وتنشغل بأشياء جانبية، وكذلك لو شخصٌ جاءته بادرةُ صدقة فيتعجَّل ويخرج مباشرةً ولا يتوانى، فرُبَّما يبخل ويرجع عن رأيه، وكذلك من الأمثلة: إذا كسفت الشَّمس تكون المبادرة الشَّديدة إلى صلاة الخسوف، عن أبي بكرة ، قال: "خسفت الشَّمس ونحن عند النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فقام يجرُّ ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد"يعني: من العجلة ارتخى ثوبه عليه الصَّلاة والسَّلام دون قصدٍ فأخذ يسحب إزاره، مع أنَّ العادة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم إزاره فوق الكعبين، معروفٌ هذا لكن من استعجاله وخشيةً لله وخوفاً لما خوَّف الله عباده بالكسوف والخسوف؛ لأنَّ الكسوف آيةٌ من آيات يوم القيامة فيخشى أن تقوم السَّاعة "فقام يجرُّ ثوبه مستعجلاً حتى أتى المسجد وثاب النَّاس فصلَّى ركعتين فجلى عنها"[رواه البخاري5448]. إلى آخر الحديث رواه البخاري. ( يتبع ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدعوة الى الاسلام بEnglish | ميارا | (همســـــات English word) | 15 | 30-05-2023 08:13 PM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |