الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
23-06-2023, 04:31 PM | #281 |
| تابع – البر وفك الرقاب من هذا كما قال الله: (وَفِي الرِّقَابِ)، كان في أول الإسلام أبيح الرق لطريقة شرعية واحدة وهي إذا قاتل المسلمون الكفار، فمن قاتل من الكفار وأسر كان رفيقًا، ولكن دين الإسلام شرع إعتاق الأرقاء، فجعل الرق طريقًا واحدًا، وجعل التخلص منه بطرق متعددة لأنه لم يسترق إذلالاً ولكنه عقوبة، فإذا اعتدل واستقام شرع إعتاقه وتخليصه من الرق والهوان. ثم جاءت العبادات الشرعية، فأمر بالصلاة والزكاة؛ قال -جل وعلا-: (وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ)، فإقامة الصلاة من البر، وهي العبادة لله -جل وعلا-، هذه الصلوات الخمس فريضة على المسلم في يومه وليلته خمس مرات، فيها وقوفه بين يدي ربه، وتذللـه لربه وإقباله على ربه، ليس ركوعًا أو سجودًا فقط، ولكنها إقبال على الله بالقلب والروح والجسد، ووقوف بين يدي الله، فهذه القراءة والدعاء والالتجاء كل ذلك مما يقوي الإيمان في القلب: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)، (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ). وكذلك الصبر في البأساء والضراء وحين البأس، المسلم ذو صبر في ضرائه وسرائه وحين البأس، صابر محتسب في البأساء والضراء، لا ينهزم ولا يضعف ولا يسخط؛ بل يبذل السبب ويصبر على القضاء والقدر وينتظر فرج الله: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً). ثم قال: (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا)، في الإسلام حثٌّ على الوفاء بالعهود والتزامها فإن الوفاء بها مصلحة للأفراد والجماعة؛ بل للأمم والشعوب عمومًا، فإن الناس بلا عهد ولا ميثاق لا يؤمنون على حقوقهم ولا يطمئنون عليها، والوفاء بالعهود من أخلاق الإسلام؛ قال -جل وعلا-: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً)، عهد بينك وبين ربك في طاعتك له وإخلاص الدين له وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وعهد بينك وبين الخلق في التعامل العام في البيع والشراء والاستئجار وغير ذلك من التعامل المادي. ثم قال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)، انظر -أخي المسلم- فإن هذا الدين دين كمال وشرف، دين حياة وآخرة، دين إصلاح الفردي والمجتمع، دين صدق ووفاء لم يطلب من الإنسان وحده فقط في عبادته؛ بل طالب المسلم بأن يكون عضوًا صالحًا في مجتمعه يعين على الخير كله فقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) أي: هؤلاء الذين أتوا بأنواع البر هم الصادقون المتقون لله، إذ الإيمان أقوال وأعمال: "ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال"، صدقوا في إسلامهم، صدقوا في إيمانهم، صدقوا في التزامهم، صدقوا فطبقوا شرع الله على واقع حياتهم، فكان الإسلام حقًا منهجهم في حياتهم كلها، دين جاء بما يصلح الدنيا والآخرة، دين جاء بما يقوي روابط المجتمع، دين جاء ليبني المجتمع المسلم بناءً متكاملاً، بناءً متراصًا، بناءً صادقًا، دين يدعو إلى الحقيقة والصدق والإخلاص: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا)، صدقوا حيث كان الإيمان والعمل متطابقين، صدقوا حيث طبقوا منهج الله في حياتهم وقبلوا أوامر الله وطبقوا هذه الشريعة وتعاليمها على أنفسهم وعلى المجتمع المسلم، فنالوا بهذا التطبيق الصدق، فصاروا من أهل التقوى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ). ( يتبع ) |
|
23-06-2023, 04:32 PM | #282 |
| تابع – البر : إن من أنواع البر، البر بالأبوين؛ فإن البر بهما من أعظم أنواع البر؛ قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)، سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: من أبر؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أمك"، قال: ثم من؟! قال: "أباك". فبر الوالدين عمل صالح، ودليل الإيمان والصدق والتقوى، فبرهما دليل على صدق الإيمان وتقوى الله، وعقوقهما يدل على ضعف الإيمان وقلة التقوى. ومن أنواع البر أيضًا -أيها المسلم-: البر بالكلمة الطيبة؛ قال الله -جل وعلا-: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ)، وقال -جل وعلا-: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً). ومن أنواع البر: حسن الأخلاق والتعامل؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ". ومن أنواع البر: برك بالناس ولو كانوا غير مسلمين؛ قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ). والبر من أخلاق الأنبياء -عليهم السلام-؛ أخبر الله عن يحيى أنه قال: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً)، وقال عن عيسى: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً). إن البر سبب لدخول الجنة؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، ولا يزال الرَّجُلَ يَصْدُقُ ويتحرى الصدق حَتَّى يكتب عند الله صِدِّيقًا"، والبر سبب للنجاة من النار؛ يقول الله -جل وعلا-: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً)، وقال: (إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ). وليحذر المسلم من أن يقول قولاً ويخالف فعلاً؛ يقول -صلى الله عليه وسلم- فيما صحّ عنه: "رأيت ليلة أسري بي إلى السماء رجالاً تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء؟! قالوا: خطباء أمتك يدعون إلى البر ولا يعملونه وهم يتلون الكتاب". فالحذر الحذر أن تكون الأعمال تخالف الأقوال، أسأل الله السلامة والعافية. ( يتبع ) |
|
23-06-2023, 04:33 PM | #283 |
| تابع – البر أيها المسلم: دينك دين الإسلام، دين شرف وعز وكرامة، دين جاء بما يسعد البشرية ويقوي روابط أفراد المجتمع، إنما العيب في تقصير الأمة وعدم تطبيقها لهذه الشريعة، وإلا فلو صدقنا الله في إيماننا وفي تعاملنا وطبّقنا منهج كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- لوجد السعادة والهناء والطمأنينة والتحام الصف والقوة واجتماع الكلمة وتآلف القلوب على الخير والتقوى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)، فلنصدق الله في أقوالنا وفي تصرفاتنا، ولتكن أعمالنا موافقة لشرع الله بإخلاص لا بمجاملة ولا بتظاهر فقط؛ لكن بعلم وعمل وتطبيق على الواقع؛ لأن هذا هو المطلوب منا؛ ولذا قال الله: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)، صدقوا لما طبقوا وعملوا، نسأل الله الثبات على دينه، إنه على كل شيء قدير. من خلال هذا الموضوع سوف أتناول المحاور التالية إن شاء الله 1- معنى البِرِّ لغةً واصطلاحًا 2- الفرق بين البِرِّ وبعض الصفات 3- التَّرغيب في البِرِّ 4- أقوال السَّلف والعلماء في البِرِّ 5- فوائد البر 6- أقسام البِرِّ 7- صور البِرِّ 8- موانع فعل البِرِّ 9- الحِكَم والأمثال في البِرِّ 10- البِرُّ في واحة الشِّعر ( والله ولي التوفيق ) |
|
23-06-2023, 04:35 PM | #284 |
| معنى البِرِّ لغةً واصطلاحًا معنى البِرِّ لغةً: البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، وبَرَّ يَبـَــرُّ، إذا صَلَحَ. وبَرَّ في يمينه يَبَرُّ، إذا صدَّقه ولم يحنث. وبَرَّ رحمه يَبَرُّ، إذا وصله. ويقال: فلان يَبَرُّ ربَّه ويتبرَّره، أي: يطيعه. ورجل بَرٌّ بذي قرابته، وبارٌّ: من قوم بررة وأبرار، والمصدر: البِرُّ، والبَـرُّ: الصَّادق أو التقي وهو خلاف الفاجر، والبِرُّ: ضدُّ العقوق. وبَرِرْتُ والدي بالكسر، أَبَـــرُّهُ برًّا، وقد بَرَّ والده يَبَرُّه ويَبِرُّه بِرًّا... وهو بَـرٌّ به وبارٌّ.. وجمع البَرِّ الأبرار، وجمع البَارِّ البَرَرَةُ معنى البِرِّ اصطلاحًا: قال المناوي: (البِرُّ بالكسر أي: التوسُّع في فعل الخير، والفعل المرضِي، الذي هو في تزكية النَّفس... يقال: بَرَّ العبدُ ربَّه. أي: توسَّع في طاعته... وبِرُّ الوالد: التَّوسع في الإحسان إليه، وتحرِّي محابِّه، وتوقِّي مكارهِه، والرِّفقُ به، وضدُّه: العقوق. ويستعمل البِرُّ في الصِّدق؛ لكونه بعض الخير المتوسَّع فيه) قال القاضي المهدي: (والبِرُّ: هو الصِلة، وإسداء المعروف، والمبالغة في الإحسان) يتبع - الفرق بين البِرِّ وبعض الصفات |
|
23-06-2023, 04:36 PM | #285 |
| الفرق بين البِرِّ وبعض الصفات - الفرق بين البِرِّ والخير: (أنَّ البِرَّ مضَمَّن بجعل عاجل قد قُصِد وجه النفع به، فأمَّا الخير فمطلق، حتَّى لو وقع عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصِّفة به. ونقيض الخير: الشَّر، ونقيض البِرِّ: العقوق) - الفرق بين البِرِّ والصلة: (أنَّ البِرَّ سعة الفضل المقصود إليه، والبِرُّ أيضًا يكون بلين الكلام، وبَرَّ والده إذا لقيه بجميل القول والفعل. قال الرَّاجز: بُنَيَّ إنَّ البرَّ شيء هيِّن وجهٌ طليق وكلامٌ ليِّن والصِّلة: البِرُّ المتأصِّل. وأصل الصِّلة: وصلة على فعله، وهي للنَّوع والهيئة، يقال: بارٌّ وصولٌ، أي: يصل برَّه فلا يقطعه. وتواصل القوم: تعاملوا بوصول بِرِّ كل واحد منهم إلى صاحبه. وواصله: عامله بوصول البِرِّ. وفي القرآن: وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ [القصص: 51] ، أي: كثَّــرْنا وصول بعضه ببعض بالحكم الدَّالة على الرَّشد) - الفرق بين الصَّدقة والبِرِّ: (الفرق بين البر وَالصَّدَقَة أنَّك تصَّدَّق على الفقير لسدِّ خلَّته، وتبرُّ ذا الحقِّ لاجتلاب مودَّته، ومن ثمَّ قيل: بِرُّ الوالدين. ويجوز أن يقال: البِرُّ هو: النَّفع الجليل. ومنه قيل: البِرُّ لسعته محلًّا له نفعة. ويجوز أن يقال: البِرُّ سعة النَّفع. وقيل: البِرُّ الشَّفقة) - الفرق بين القُرْبَان والبِرِّ: قال أبو هلال: (إنَّ القُرْبَان: البِرُّ الذي يتقرَّب به إلى الله، وأصله المصدر، مثل الكفران والشُّكران) يتبع - الترغيب في البر |
|
23-06-2023, 04:38 PM | #286 |
| الترغيب في البر أولًا: التَّرغيب في البِرِّ في القرآن الكريم - قال تعالى: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [البقرة: 177] قال الزَّمخشريُّ: (البِرُّ اسم للخير ولكلِّ فعل مُرْضِى، أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ الخطاب لأهل الكتاب؛ لأنَّ اليهود تصلِّى قِبل المغرب إلى بيت المقدس، والنَّصارى قِبل المشرق. وذلك أنَّهم أكثروا الخوض في أمر القبلة حين حوَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة، وزعم كلُّ واحد من الفريقين أنَّ البِرَّ التوجُّه إلى قبلته، فردَّ عليهم. وقيل: ليس البِرَّ فيما أنتم عليه، فإنَّه منسوخ خارج من البِرِّ، ولكنَّ البِرَّ ما نبيِّنه. وقيل: كثر خوض المسلمين وأهل الكتاب في أمر القبلة، فقيل: ليس البِرَّ العظيم الذي يجب أن تذهلوا بشأنه عن سائر صنوف البِرِّ: أمر القبلة، ولكنَّ البِرَّ الذي يجب الاهتمام به وصرف الهمَّة: بِرُّ من آمن، وقام بهذه الأعمال) - قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة: 2] (قوله جلَّ ذكره: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى، البِرُّ: فعل ما أُمِرْت به، والتَّقوى: ترك ما زُجرت عنه. ويقال: البِرُّ: إيثار حقِّه سبحانه، والتَّقوى: ترك حظِّك. ويقال: البِرُّ: موافقة الشَّرع، والتَّقوى: مخالفة النَّفس. ويقال: المعاونة على البِرِّ بحسن النَّصيحة، وجميل الإشارة للمؤمنين. والمعاونة على التَّقوى بالقبض على أيدي الخطَّائين بما يقتضيه الحال من جميل الوعظ، وبليغ الزَّجر، وتمام المنع على ما يقتضيه شرط العلم. والمعاونة على الإثم والعدوان بأن تعمل شيئًا مما يُقتدى بك لا يرضاه الدِّين، فيكون قولك الذي تفعله، ويُقتدى بك (فيه) سنَّة تظهرها، و(عليك) نبُوُّ وِزْرها. وكذلك المعاونة على البِرِّ والتَّقوى، أي الاتصاف بجميل الخصال على الوجه الذي يُقتدى بك فيه) ( يتبع ) |
|
23-06-2023, 04:41 PM | #287 |
| تابع - الترغيب في البر ثانيًا: التَّرغيب في البِرِّ في السُّنَّة النَّبويَّة - عن الـنَّـوَّاسِ بن سمعانَ رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البِرِّ والإثم، فقال: ((البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك، وكرهت أن يطلع عليه النَّاس )) قال ابن دقيق العيد: (أمَّا البِرُّ فهو الَّذي يُبِرُّ فاعلَه، ويلحقه بالأبرار، وهم المطيعون لله عزَّ وجلَّ. والمراد بحسن الخلق: الإنصاف في المعاملة، والرِّفق في المحاولة، والعدل في الأحكام، والبذل في الإحسان، وغير ذلك من صفات المؤمنين) وقال علي القاري: (.. ((فقال: البِرُّ)) أي: أعظم خصاله، أو البِرُّ كلُّه مجملًا ((حسن الخلق)) أي: مع الخلق بأمر الحقِّ أو مداراة الخلق، ومراعاة الحقِّ. قيل: فُسِّر البِرُّ في الحديث بمعان شتى: ففسَّره في موضع بما اطمأنَّت إليه النَّفس، واطمأنَّ إليه القلب. وفسَّره في موضع بالإيمان، وفي موضع بما يقرِّبك إلى الله، وهنا بحسن الخلق، وفسَّر حسن الخلق باحتمال الأذى، وقلَّة الغضب، وبسط الوجه، وطيب الكلام، وكلُّها متقاربة في المعنى... وقال بعض المحققين: تلخيص الكلام في هذا المقام أن يقال: البِرُّ اسمٌ جامعٌ لأنواع الطَّاعات والأعمال المقرِّبات، ومنه بِرُّ الوالدين، وهو استرضاؤهما بكلِّ ما أمكن، وقد قيل: إنَّ البِرَّ من خواصِّ الأنبياء عليهم السلام، أي: كمال البِرِّ. إذ لا يستبعد أن يوجد في الأمَّة من يوصف به، وقد أشار إليهما من أُوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم بقوله: حسن الخلق؛ لأنَّه عبارة عن حسن العشرة، والصُّحبة مع الخلق بأن يعرف أنهم أسراء الأقدار، وإنْ كان ما لهم من الخلق والخلق والرِّزق والأجل بمقدار، فيحسن إليهم حسب الاقتدار، فيأمنون منه، ويحبُّونه بالاختيار. هذا مع الخلق، وأما مع الخالق فبأَنْ يشتغل بجميع الفرائض والنَّوافل، ويأتي لأنواع الفضائل، عالـمًا بأنَّ كلَّ ما أتى منه ناقص يحتاج إلى العذر، وكل ما صدر من الحقِّ كامل يوجب الشُّكر) - وعن ثوبانَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزيد في العمر إلَّا البِرُّ، ولا يردُّ القدر إلَّا الدُّعاء، وإنَّ الرَّجل ليُحْرَم الرِّزق بخطيئة يعملها )) قال السِّندي في حاشيته: (قوله: ((لا يزيد في العمر إلا البِرُّ)) إمَّا لأنَّ البارَّ ينتفع بعمره وإن قلَّ، أكثر ممَّا ينتفع به غيره وإن كثر، وإما لأنَّه يُزاد له في العمر حقيقة، بمعنى أنَّه لو لم يكن بارًّا لقصر عمره عن القدر الذي كان إذا بَرَّ، لا بمعنى أنَّه يكون أطول عمرًا من غير البارِّ، ثمَّ التفاوت إنَّما يظهر في التَّقدير المعلَّق، لا فيما يعلم الله تعالى أنَّ الأمر يصير إليه. فإنَّ ذلك لا يقبل التَّغير. وإليه يشير قوله تعالى: يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39] ) - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليكم بالصِّدق؛ فإنَّ الصِّدق يهدي إلى البِرِّ. وإنَّ البِرَّ يهدي إلى الجنَّة. وما يزال الرجل يصدُق، ويتحرَّى الصِّدق حتى يُكتب عند الله صدِّيقًا. وإيَّاكم والكذب؛ فإنَّ الكذب يهدي إلى الفجور. وإنَّ الفجور يهدي إلى النَّار. وما يزال الرَّجل يكذب، ويتحرَّى الكذب حتَّى يُكتب عند الله كذابًا )) قال القاري: (.. ((عليكم بالصِّدق)) أي: الزموا الصِّدق، وهو الإخبار على وفق ما في الواقع. ((فإنَّ الصِّدق)) أي: على وجه ملازمته ومداومته. ((يهدي)) أي: صاحبه. ((إلى البِرِّ)) وهو جامع الخيرات من اكتساب الحسنات واجتناب السيئات، ويطلق على العمل الخالص الدَّائم المستمر معه إلى الموت. ((وإنَّ البِرَّ يهدي)) أي: يوصل صاحبه. ((إلى الجنَّة)) أي: مراتبها العالية ودرجاتها) يتبع - أقوال السَّلف والعلماء في البِرِّ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاق , المحمودة , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الدعوة الى الاسلام بEnglish | ميارا | (همســـــات English word) | 15 | 30-05-2023 08:13 PM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |