15-11-2016, 12:06 AM | #22 |
| أغنى الناس وخير ما يؤتى المرء أغنى الناس أكثرهم إحساناً. قال رجلٌ لحكيمٍ: ما خيرُ ما يؤتى المرء؟ قال: غريزةُ عقلٍ. قال: فإن لم يكن؟ قال: فتعلمُ علمٍ. قال: فإن حرمهُ؟ قال: صدقُ اللسانِ قال: فإن حرمهُ؟ قال: سكوتٌ طويلٌ. قال: فإن حرمه؟ قال: ميتةٌ عاجلةٌ. |
|
15-11-2016, 12:06 AM | #23 |
| أشدّ العيوب من أشد عيوبِ الإنسانِ خفاءً عيوبهُ عليه. فإن من خفي عليه عيبه خفيت عليه محاسنُ غيره، ومن خفي عليه عيبُ نفسه ومحاسنُ غيرهِ فلن يقلعَ عن عيبهِ الذي لا يعرفُ ولن ينال محاسنَ غيرهِ التي لا يبصرُ أبداً. |
|
15-11-2016, 12:07 AM | #24 |
| الخصال المذمومة خمولُ الذكر أجملُ من الذكرِ الذميم. لا يوجد الفخورُ محموداً، ولا الغضوبُ مسروراً، ولا الحر حريصاً، ولا الكريمُ حسوداً، ولا الشرهُ غنياً، ولا الملولُ ذا إخوانٍ. خصالٌ يسرُ بها الجاهلُ، كلها كائنٌ عليهِ وبالاً: منها، أن يفخر من العلمِ والمروءةِ بما ليس عندهُ ومنها، أني أرى بالأخيار من الاستهانة والجفوةِ ما يشمتهُ بهم. ومنها، أن يناقل عالماً وديعاً منصفاً لهُ في القولِ فيشتد صوتُ ذلكَ الجاهلِ عليه ثم يفلجهُ نظراؤهُ من الجهالِ حولهُ بشدةٍ الصوت. ومنها، أن تفرطَ منهُ الكلمةُ أو الفعلةُ المعجبةُ للقومِ فيذكر بها. ومنها، أن يكون مجلسهُ في المحفلِ وعند السلطانِ فوق مجالسِ أهل الفضلِ عليهِ. |
|
15-11-2016, 12:07 AM | #25 |
| سخافة المتكلم من الدليلِ على سخافةِ المتكلمِ أن يكون ما يُرى من ضحكه ليس على حسبِ ما عندهُ من القولِ، أو الرجلُ يكلّمُ صاحبهُ فيُجاذبهُ الكلام ليكونَ هو المتكلم، أو يتمنى أن يكون صاحبهُ قد فرغَ وأنصت لهُ فإذا نصتَ لهُ لم يحسنِ الكلامَ. القائد إلى النار وخازن الشيطان فضلُ العلمِ في غير الدينِ مهلكةٌ، وكثرةُ الأدبِ في غيرِ رضوانِ الله ومنفعةِ الأخبارِ قائدٌ إلى النارِ. والحفظُ الذاكي الواعي لغيرِ العلمِ النافعِ مضرٌ بالعملِ الصالحِ، والعقلُ غيرُ الوازع عن الذنوبِ خازنُ الشيطانِ. |
|
15-11-2016, 12:08 AM | #26 |
| أخوف ما يكون لا يؤمننك شر الجاهلِ قرابةٌ ولا جوارٌ ولا إلفٌ. فإن أخوف ما يكونُ الإنسانُ لحريقِ النارِ أقربُ ما يكونُ منها، وكذلك الجاهلُ إن جاورك أنصبكَ، وإن ناسبكَ جنى عليك، وإن ألفك حمل عليك ما لا تطيقُ، وإن عاشرك آذاك وأخافك، مع أنهُ عند الجوعِ سبعٌ ضارٍ، وعند الشبعِ ملكٌ فظٌ، وعند الموافقةِ في الدين قائدٌ إلى جهنم. فأنت بالهربِ منه أحق منكَ بالهربِ من سم الأساودِ والحريقِ المخوفِ والدينِ الفادحِ والداء العياء. |
|
15-11-2016, 12:08 AM | #27 |
| ماذا يعمل الحازم وكان يقالُ: قارب عدوكَ بعض المقاربة، تنل حاجتك، ولا تقاربهُ كل المقاربةِ، فيجترئ عليك عدوك وتذل نفسك ويرغب عنك ناصركَ. ومثل ذلك مثل العود المنصوبِ في الشمسِ، إن أملتهُ قليلاً زاد ظلهُ، وإن جاوزتهُ الحد في إمالتهِ، نقص الظل. الحازمُ لا يأمنُ عدوهُ على حالٍ: إن كان بعيداً لم يأمن مراوغته، وإن كان قريباً لم يأمن مواثبتهُ، وإن كان منكشفاً لم يأمن استطرادهُ، وكمينهُ، وإن رآه وحيداً لم يأمن مكرهُ. الملكُ الحازم يزدادُ برأي الوزراء الحزمةِ كما يزدادُ البحرُ بموادهِ من الأنهارِ. |
|
15-11-2016, 12:09 AM | #28 |
| فائدة المشورة إن المستشير وإن كان أفضل من المستشار رأياً، فهو يزدادُ برأيه رأياً، كما تزدادُ النارُ بالودكِ ضوءاً. على المُستشارِ مُوافقةُ المستشير على صوابِ ما يرى، والرفقُ به في تبصير خطأ إن أتى بهِ، وتقليبُ الرأي فيما شكا فيه، حتى تستقيم لهما مشاورتهما. الطمع لا يطمعنَ ذو الكبر في حسن الثناء، ولا الخِبُّ في كثرة الصديق، ولا السيء الأدبِ في الشرفِ، ولا الشحيحُ في المحمدةِ، ولا الحريصُ في الإخوانِ، ولا الملكُ المعُجبُ بثباتِ الملكِ. صرعة اللين صرعةُ اللين أشد استئصالاً من صرعة المكابرة. أربعة أشياء أربعةُ أشياءَ لا يستقل منها قليلٌ: النارُ، والمرضُ، والعدو، والدينُ. أحق الناسِ بالتوفير الملكُ الحليمُ، العالمُ بالأمورِ وفرصِ الأعمالِ ومواضعِ الشدةِ و اللين والغضبِ والرضا والمعالجةِ والأناة، الناظرُ في أمرِ يومه وغدهِ وعواقبِ أعمالهِ. العاجز والحازم السببُ الذي يندركُ به العاجزُ حاجتهُ هو الذي يحولُ بينّ الحازمِ وبين طلبتهِ. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مع , المقفع , ترفع , إبن , إرقى |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ابن المقفع | سماء | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 18 | 14-08-2016 12:12 PM |