15-11-2016, 12:00 AM | #15 |
| حكمتان إذا هممت بخيرٍ فبادر هواكَ، لا يغلبك، وإذا هممتَ بشرٍ فسوف هواك لعلك تظفرُ. فإن ما مضى من الأيامِ والساعاتِ على ذلك هو الغنمُ. لا يمنعنك صغرُ شأن امرئ من اجتناء ما رأيتَ من رأيه صواباً والاصطفاء لما رأيتَ من أخلاقه كريماً، فإنّ اللؤلؤة الفائقة لا تهانُ لهوانِ غائصها الذي استخرجها. |
|
15-11-2016, 12:01 AM | #16 |
| العلم زين لصاحبه من أبوابِ التوفقِ والتوفيقِ في التعلمِ أن يكون وجه الرجلِ الذي يتوجهُ فيه من العلمِ والأدب فيما يوافقُ طاعةً ويكونَ له عندهُ محملٌ وقبولٌ. فلا يذهبُ عناؤهُ في غير غناءٍ، ولا تفنى أيامهُ في غير دركٍ، ولا يستفرغُ نصيبهُ فيما لا يسنجعُ فيه، ولا يكون كرجلٍ أرادَ أن يعمر أرضاً تهمةً فغرسها جوزاً ولوزاً، وأرضاً جلساً فغرسها نخلاً وموزاً. العلم زينٌ لصاحبهِ في الرخاء، ومنجاةٌ لهُ في الشدة. بالأدب تعمرُ القلوبُ، وبالعلمِ تستحكمُ الأحلامُ. |
|
15-11-2016, 12:02 AM | #17 |
| الدليل على علم العالم مما يدلُ على علمِ العالمِ معرفتهُ ما يدركُ من الأمورِ وإمساكه عما لا يدركُ وتزيينهُ نفسهُ بالمكارم، وظهورُ علمهِ للناسِ من غير أن يظهر منهُ فخرٌ ولا عجبٌ، ومعرفتهُ زمانهُ الذي هو فيه، وبصرهُ بالناسِ، وأخذُهُ بالقسطِ، وإرشادهُ المسترشد،وحسن مخالقتهِ خُلطاءهُ، وتسويتهُ بين قلبهِ ولسانهِ، وتحريه العدل في كل أمرٍ،ورحب ذرعه فيما نابهُ، واحتجاجهُ بالحججِ فيما عمل، وحسنُ تبصيرهِ. |
|
15-11-2016, 12:02 AM | #18 |
| ماذا يجب على المرء ليكنِ المرء سؤولاً، وليكن فصولاً بين الحق والباطل، وليكن صدوقاً ليؤمن على ما قال، وليكن ذا عهد ليوفى لهُ بعهده، وليكن شكوراً ليستوجب الزيادة، وليكن جواداً ليكون للخير أهلاً، وليكن رحيماً بالمضرورين لئلا يبتلى بالضر، وليكن ودوداً لئلا يكون معدناً لأخلاق الشيطان، وليكن متواضعاً ليفرح لهُ بالخير ولا يُحسد عليه، وليكن قنعاً لتقر عينه بما أوتي، وليسر للناسِ بالخيرِ لئلا يؤذيه الحسدُ، وليكن حذراً لئلا تطول مخافتهُ، ولا يكونن حقوداً لئلا يضرّ بنفسهِ إضراراً باقياً، وليكن ذا حياء لئلا يستذم إلى العُلماء. فإن مخافة العالمِ مذمة العُلماء أشد من مخافته عُقوبة السلطان. |
|
15-11-2016, 12:02 AM | #19 |
| رأس الذنوب رأسُ الذنوبِ الكذبُ: هو يؤسسُها وهو يتفقدها ويثبتها. ويتلونُ ثلاثة ألوانٍ: بالأمنيةِ، والجحودِ، والجدلِ، يبدو لصاحبهِ بالأمنية الكاذبة فيما يزينُ لهُ من الشهواتِ فيشجعهُ عليها بأن ذلك سيخفى. فإذا ظهر عليه قابلهُ بالجحودِ والمكابرةِ، فإن أعياهُ ذلك ختم بالجدلِ، فخاصم عن الباطل ووضع لهُ الحجج، والتمس به التثبت وكابر بهِ الحق حتى يكون مسارعاً للضلالةِ ومكابراً بالفواحشِ. |
|
15-11-2016, 12:03 AM | #20 |
| دين المرء لا يثبتُ دين المرء على حالةٍ واحدةٍ أبداً، ولكنهُ لا يزالُ إما زائداً وإما ناقصاً. علامات اللئيم من علاماتِ اللئيم المخادعِ أن يكون حسن القولِ، سيء الفعلِ، بعيد الغضب، قريب الحسد، حمولاً للفحشِ، محازياً بالحقد، متكلفاً للجود، صغير الخطر، متوسعاً فيما ليس لهُ، ضيقاً فيما يملكُ. اشتغل بالأعظم وكان يقالُ: إذا تخالجتك الأمور فاشتغل بأعظمها خطراً، فإن لم تستبن ذلك فأرجاها دركاً، فإن اشتبه ذلك فأجدرها أن لا يكون له مرجوعٌ حتى تولي فرصته. . |
|
15-11-2016, 12:03 AM | #21 |
| الرجالُ أربعةٌ وكان يقالُ: الرجالُ أربعةٌ: اثنان تختبرُ ما عندهما بالتجربةِ، واثنان قد كفيت تجربتهما. فأما اللذانِ تحتاجُ إلى تجربتهما، فإن أحدهما برٌّ كان مع أبرارٍ، والآخر فاجرٌ كان مع فُجّارٍ، فإنك لا تدري لعل البر منهما إذا خالط الفُجّارَ أن يتبدل فيصير فاجراً، ولعل الفاجر منهما إذا خالط الأبرار أن يتبدل براً، فيتبدلُ البر فاجراً، والفاجر براً. وأما اللذان قد كفيتَ تجربتهما وتبين لك ضوءُ أمرهما، فإن أحدهما فاجرٌ كان في أبرارٍ، والآخر بر كان في فُجّارٍ. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مع , المقفع , ترفع , إبن , إرقى |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ابن المقفع | سماء | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 18 | 14-08-2016 12:12 PM |