الإهداءات | |
( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) خاص بسيرة ومواقف حكام العرب والتراث وأنساب العرب |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||||
| ||||||||||||
ديانات لم تنزل من السماء
المصدر: منتدى همسات الغلا ]dhkhj gl jk.g lk hgslhx lN H, hgsghl jk.g ]dhkhj آخر تعديل تيماء يوم
10-07-2018 في 11:02 AM. |
10-07-2018, 11:06 AM | #2 |
| البوذية ظهرت البوذية في القرن السادس قبل الميلاد، في موطنها الأول الهند متأثرة بالجو العام الذي صبغت به الهندوسية الحياة هناك . فتبنت نفس مخاوف الهندوسية من أن الحياة مصدر الآلام ، وأن الهروب من تكرار المولد غاية يجب أن نسعى لها، ورغم هذا التقارب بين الديانتين إلا أن البوذية قد اتخذت مسارا مختلفا بعض الشيء عن مسار الهندوسية، وبدت أشد تعقيدا في فهمها، وأشد بعدا عن الفطرة في فكرها، وإن كانت أقل كلفة ومشقة في سلوك سبيلها، وسوف نعرض من خلال هذا البحث الموجز لمحات عن هذه الديانة أو الفلسفة الجديدة. مؤسس البوذية : ويدعى "سذهاتا" وأطلق عليه أتباعه "بوذا" أي العارف المستنير ، ولد سنة 563 ق. م. ونشأ - كما يذكر المؤرخون - حياة مترفة فهو ابن أحد أمراء بلدته من ذوي الجاه والمنزلة، والأموال الكثيرة، والزروع النضرة، والقصور الشاهقة . حيث مكث " بوذا " في هذا النعيم ثلاثة عقود من عمره يبهج بمباهج الحياة، ويرفل في أثوابها، إلى أن طرأ عليه ما غير حياته، وهو ما رآه في الحياة من صور البؤس والشقاء كالمرض والفقر والحرمان، فحاول أن يجد تفسيرا مقبولا لتلك الآلام !!، عن مصدرها ! عن سببها ! عن كيفية التخلص منها ! فلم يجد إجابة تشفيه، فظن أن ما فيه من النعيم هو الحجاب الذي يغطي عقله عن رؤية الحقيقة واكتشافها. وفي إحدى الليالي، خرج بوذا متسللا من بيته، بعد أن ألقى النظرة الأخيرة على زوجته وولده، وركب حصانه ليخرج من نعيم ظنه حجابا كثيفا يغشى بصيرته. عاش بوذا بعد ذلك حياة قاسية، فقد لبس ثياباً من الوبر، وانتزع شعر رأسه ولحيته، لينزل بنفسه العذاب لذات العذاب، وكان ينفق الساعات الطوال واقفاً أو راقداً على الشوك، وكان يترك التراب والقذر يتجمع على جسده، حتى يشبه في منظره شجرة عجوزاً، وكثيراً ما كان يرتاد مكاناً تلقى فيه جثث الموتى مكشوفة ليأكلها الطير والوحش، فينام بين تلك الجثث العفنة، وقلّل من طعامه حتى ربما اكتفى بأرزة في يومه وليلته، ومارس التأمل وغاص في الأفكار عما يؤرقه في سر الحياة وفي سر هذا الكون . ومكث على هذه الحال سبع سنين، فلم يفده تأمله شيئا، ولم تسفعه أفكاره، وإنما أورث جسده ضعفا واضمحلالا ، فعاود تفكيره في هذا المسلك وصلاحيته لإيصاله إلى ما يبتغي من نور المعرفة، فعلم أن الجسد الضعيف لا يغذي عقله إلا بالأوهام والخيالات الفاسدة، بل إنه يَكلُّ عن التفكير، ويضعف عن التأمل، فعاد إلى عيشة الاعتدال مرة أخرى، ولكنه لم يترك السير في سبيل هدفه في تحصيل المعرفة ، بل ظل يعمل تفكيره عله يصل إلى فك لغز الحياة !! يذكر الباحثون أن بوذا بينما كان يمشي وحيدا مال إلى شجرة في غابة " أورويلا ( Uruyala )،ليتفيأ ظلالها ريثما يتناول طعامه ، لكن المقام طاب له في ظل تلك الشجرة، ويقال : إنه أحس برغبة في البقاء تحتها، فاستجاب لهذه الرغبة وبقى تحتها، وهنا حدث أن سمع من يناديه بداخله - كما حدّث عن نفسه - فقال : " سمعت صوتا من داخلي يقول بكل جلاء وقوة، نعم في الكون حق، أيها الناسك هناك حق لا ريب فيه، جاهد نفسك اليوم حتى تناله " وبعد هذه الحادثة بدأ بوذا مرحلة جديدة من الدعوة إلى ما توصل إليه، لينال الناس السعادة التي نالها، والمعرفة التي توصل إليها، وابتدأ دعوته برهبان خمسة زاملوه في ترهبه الأول، فلم يبدو أي اعتراض على دعوته، بل وافقوه وآمنوا بما قال، ثم خطا بوذا خطوة أخرى، فجمع حوله مجموعة من الشبان بلغ عددهم مائتين، وعلمهم مبادئ دعوته وجعلهم نواة لها. ولم تقتصر دعوة بوذا على أهل بلده، وإنما كان يبعث التلاميذ إلى الآفاق، لتعليم الناس ودعوتهم إلى دخول النظام أو عجلة الشريعة - اسم الحركة التي يقودها أو الدين الذي يدعوا إليه - ويجري لهم الاختبارات للتأكد من تأهلهم، ويودعهم قائلا : " اذهبوا وانشروا النظام في البلاد رحمة بسائر الخلق ، وإيثارا لمصلحة الكثيرين على راحتكم، ولا يذهبن اثنان منكم في طريق واحد ، بل يسلك كل واحد سبيلا غير سبيل أخيه . بنى الهنود بحسهم الأسطوري هالة من العظمة على مؤسس الفكر البوذي، فبالغوا في وصفه، وغلوا في تعظيمه، حتى اتخذوه إلها يعبد من دون الله، ومن جملة ما ادعوا، ما جاء في انجيل بوذا من أوصافه أنه " انتشر نوره، وملأ العالـم، ففتحت عيون المكفوفين، وشاهدوا المجد الآتي من العلاء، وحلّت عقدة ألسنة الخرس، وسمعت آذان الصم ". ووصفوه بأنه كان " شديد الضبط ، قوي الروح ، ماضي العزيمة ، واسع الصدر ، بالغ التأثير ، جامدا لا ينبعث فيه حب ولا كراهية ، لا تحركه العواطف ولا تهيجه النوازل، مؤثرا بالعاطفة والمنطق " "إن كل مركب مصيره إلى الفساد " كذا قال بوذا وهكذا كان مصيره، مات بوذا بعد أن عاش ثمانين عاما، فقام تلامذته وأتباعه بعد موته بحرقه - كالهندوس - وأخذوا يطوفون حوله، كل واحد ثلاث مرات، ثم جمُع رماد جثته وقسموه ثمانية أجزاء وأرسلوا كل جزء إلى جهة رأوها لائقة به، فبنيت فوق الرماد بنايات في الجهات الثمانية. معتقدات لم يدّع بوذا يوما أنه نبي يوحى إليه، فضلا عن أن يدعي أنه إله يعبد ويتقرب إليه، كما ظنه بعض أتباعه، فغاية ما فعله بوذا أنه رسم طريق النجاة - حسب ظنه -، مما يعده سبب الشقاء في هذه الحياة، فدعا إلى بعض الأفكار والمعتقدات التي رآها جديرة بتخليص الإنسان من آلامه، فمن تلك الأفكار: أولا : إنكار الإله : حيث شكل الإنسان محور دعوة بوذا، فهو لم يكن نبيا يوحى إليه بالمغيبات، أو فيلسوفا يفكر فيما وراء الطبيعة وفي قدم العالم أو حدوثه، بل كانت دعوته منصبة على ما يراه سبيل الخلاص للبشر، ومن هنا كان ينهى تلامذته عن الكلام في الغيبيات، والحرص على سلوك سبيل النجاة الذي رسمه، ولكنه وقع في زلة ما كان لعاقل أن يقع فيها، وهي إنكار الإله الخالق الذي اتفقت العقول السليمة والفطر المستقيمة على الإقرار بوجوده . ثانيا : إنكار الروح والعقل : وهو بذلك يقع في تناقض واضح، إذ كيف يؤمن بوذا بالتناسخ وتعاقب الولادات عن طريق تنقل الروح من جسد إلى جسد وهو في ذات الوقت يجحد وجودها !! ثالثا : اعتقاده بمذهب التقمص أو تناسخ الأرواح : وهو مما ورثه من اعتقادات الهندوس، وهو مذهب قائم على تكرار المولد في ولادات متعاقبة، فلا ينتهي عمر الإنسان في مرحلة ما بالموت حتى يبدأ حياة أخرى، يتحدد فيها قدره سعادة وشقاوة حسبما تهيأ له من السلوك السابق . واعتقاد بوذا لهذا التعاقب السخيف هو الذي جعله يزدري الحياة البشرية ازدارء مقيتا، فالولادة - في نظره - هي أم الشرور جميعا، لذا لا بد من تجفيف معينها، فدعا إلى الرهبنة وترك ملاذ الحياة ، وفي مقدمتها النكاح ، ولو سمعت البشرية مواعظه في هذا الشأن لما بقي على وجه الأرض من يمشي على ظهرها !! رابعا: النجاة عند بوذا: أو ما يسمى ب"النيرفانا" وهذه تحصل لمن استطاع أن يعيش حياة يسودها عدل كامل، حياة يسودها صبر وشفقة على الكائنات جميعا، وأن يخمد شهوات نفسه ساعياً وراء فعل الخير دون سواه، عندئذ يجوز أن يجنب نفسه العودة إلى الحياة، وعندها سينجو وسينطلق إلى عالم آخر عالم لا يمت إلى الواقع بصلة . عالم يصفه بوذا بقوله : " أيها المريدون هي طور لا أرض فيه ولا ماء ، ولا نور ولا هواء ، لا فيه مكان غير متناه ، ولا عقل غير متناه ، ليس فيه خلاء مطلق ، ولا ارتفاع الإدراك واللا إدراك معا ، ليس هو هذا العالم ، وذاك العالم ، لا فيه شمس ولا قمر " وهذا الطور أو هذه الحياة التي يصفها بوذا بهذا التعثر والاضطراب هو ما يدعونه النيرفانا والمقصود بها النجاة، وهي خيالات وأوهام فاسدة . خامسا : إنكار طبقات الهندوس : فقد أنكر بوذا الطبقية من جملة ما أنكر - من عقائد الهندوس - فهي التي ولدت الأحقاد والضغائن بين فئات المجتمع ، وهو ما أعطى لدعوته زخما لدى الطبقات المنبوذة من المجتمع الهندوسي حيث وجدت فيها ملجأ من ظلم البراهمة وتجبرهم . ويلحظ أن هذه الاعتقادات لم تكن سوى موروثات ثقافية، سبقت بوذا أو عاشت معه، فإنكار الإله والطبقات هو مذهب الجينية، وكذلك فكرة النجاة عند بوذا هي فكرة معدلة عن فكرة النجاة عند الجينيين، فلا حقيقة لما تقوله البوذية حول إشراقة بوذا، فاعتقاداته في مجملها مستمدة ممن قبله أو عاصره، فأين تلك الإشراقات الجديدة التي جاء بها بوذا !! وصايا البوذية : وهي وصايا عشر جوهرية، وهي ـ كما جاءت في دائرة معارف البستاني ـ : لا تقتل، لا تسرق، كن عفيفاً، لا تكذب، لا تسكر، لا تأكل بعد الظهر، لا تغنِ ولا ترقص، وتجنّب ملابس الزينة، لا تستعمل فراشاً كبيراً، لا تقبل معادن كريمة، وهناك وصايا تتعلّق بما يجب أن يقدّم من الاحترام لبوذا والشريعة وهي السيرة الجيّدة، والصحة الجيّدة، والعلم القليل. كانت فكرة بوذا عن الدين سلوكية خالصة، فكان كل ما يعنى به بوذا هو سلوك الناس، وأما الطقوس وشعائر العبادة وما وراء الطبيعة واللاهوت فكلها أمور لاتستحق عنده النظر، وحدث ذات يوم أن برهمياً همّ بتطهير نفسه من خطاياها باستحمامه في " جايا " فقال له بوذا: " استحم هنا، نعم ها هنا، ولا حاجة بك إلى السفر إلى " جايا" أيها البرهمي كن رحيماً بالكائنات جميعاً، فإذا أنت لم تنطق كذباً، وإذا أنت لم تقتل روحاً، وإذا أنت لم تأخذ ما لم يعط لك، ولبثت آمناً في حدود إنكارك لذاتك - فماذا تجني من الذهاب إلى " جايا " إن كل ماء يكون لك عندئذ كأنه جايا " وعليه فليس للبوذية عبادات يفعلونها سوى تقديس بوذا وحمده والثناء عليه، وقد ذكر صاحب كتاب ( دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند ) بعض ترانيم البوذية في الثناء على بوذا من ذلك قولهم : " أسجد للبوذا الإله الكامل ، الذي انكشف له العالم ( ثلاثا ) أعوذ بالبوذا الإله . أعوذ بالدين . أعوذ بجماعة البهشكو ( الفقراء والرهبان البوذيون ) أعوذا بالبوذا الإله مرة أخرى . أعوذ بالدين مرة أخرى . أعوذ بجماعة البهشكو مرة أخرى . أعوذا بالبوذا الإله مرة ثالثة . أعوذ بالدين مرة ثالثة . أعوذ بجماعة البهشكو مرة ثالثة . أتقبل حكما لا إيذاء فيه . أتقبل حكما لا سرقة فيه . أتقبل حكما لا شهوة فيه . أتقبل حكما لا كذب فيه . أتقبل حكما لا سكر فيه " فرق البوذية الفرقة الأولى: "هنايان" وتعني العربة الصغيرة وهذه الفرقة تنكر وجود الله ، ولا تؤمن بإلوهية بوذا بل تعتقد أنه إنسان عاش كغيره من الناس ومات، إلا أنه بلغ درجات عالية من الصفات الحسنة والأخلاق الكريمة، حتى وصل إلى مرتبة قديس، واستحق أن يلقب ب "آجايا منش " واتخذت من قول بوذا : " لا تطلب من غير نفسك ملاذا " قاعدة أساسية في نيل النرفانا " النجاة "، وانتشرت هذه الفرقة في جنوب الهند وسيلان، وكتب هذه الفرقة كتبت باللغة البالية. الفرقة الثانية: "ماهايان" وتعني العربة الكبيرة، وهذه تؤله بوذا، وتدعي أنه ليس له جسم، بل إنه نور مجسم، وظلٌّ ظهر في الدنيا، وهو الإله الأكبر الأزلي ، وموضع انتشار هذه الفرقة في الأرجاء الشمالية من الهند والتبت ومنغوليا والصين واليابان |
|
10-07-2018, 11:08 AM | #3 |
| السيخية السيخ: جماعة دينية من الهنود الذين ظهروا في نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر الميلاديين داعين إلى دين جديد زعموا أن فيه شيئاً من الديانتين الإسلامية والهندوسية تحت شعار"لا هندوس ولا مسلمون". وقد عاد المسلمين خلال تاريخهم، وبشكل عنيف، كما عاد الهندوس بهدف الحصول على وطن خاص بهم، وذلك مع الاحتفاظ بالولاء الشديد للبريطانيين خلال فترة استعمار الهند. وكلمة سيخ كلمة سنسكريتية تعني المريد أو التابع. التأسيس وأبرز الشخصيات: كابر، ولد من أبوين هندوسيين في بنارس، وعرف عنه نقده لديانة آبائه الهندوسية. المؤسس تاناك ويدعى غورو أي المعلم، ولد سنة 1469م في قرية ري بوي دي تلفندي التي تبعد 40 ميلاً عن لاهور، كانت نشأته هندوسية تقليدية. لما شب عمل محاسباً لزعيم أفغاني في سلطانبور، وهناك تعرف على عائلة مسلمة ماردانا كانت تخدم هذا الزعيم. وقد أخذ ينظم الأناشيد الدينية، كما نظّم مقصفاً ليتناول المسلمون والهندوس الطعام فيه. درس علوم الدين، وتنقل في البلاد، كما قام بزيارة مكة والمدينة، وزار أنحاء العالم المعروفة لديه وتعلم الهندية والسنسكريتية والفارسية. ادعى أنه رأى الرب حيث أمره بدعوة البشر، ثم اختفى أثناء استحمامه في أحد الجداول، وغاب لمدة ثلاثة أيام ظهر بعدها معلناً "لا هندوس ولا مسلمون". كان يدّعي حب الإسلام، مشدوداً إلى تربيته وجذوره الهندوسية من ناحية أخرى، مما دفعه لأن يعمل على التقريب بين الديانتين فأنشأ ديناً جديداً في القارة الهندية، وبعض الدارسين ينظرون إليه على أنه كان مسلماً في الأصل ثم ابتدع مذهبه هذا. أنشأ المعبد الأول للسيخ في كارتاربور بالباكستان حاليًّا وقبل وفاته عام 1539م عيّن أحد أتباعه خليفة له، وقد دفن في بلدة ديرة باباناناك من أعمال البنجاب الهندية الآن، ولا يزال له ثوب محفوظ فيه مكتوب عليه سورة الفاتحة وبعض السور القصيرة من القرآن. خلفه من بعده عشرة خلفاء معلمون أخرهم غوبند سنغ 1675 – 1708م الذي أعلن انتهاء سلسلة المعلمين. صار زعماؤهم بعد ذلك يعرفون باسم المهراجا ومنهم المهراجا رانجيت سنغ المتوفى سنة 1839م. الأفكار والمعتقدات: يدعون إلى الاعتقاد بخالق واحد، ويقولون بتحريم عبادة الأصنام، وينادون بالمساواة بين الناس. يؤكدون على وحدانية الخالق الحي الذي لا يموت، والذي ليس له شكل، ويتعدى أفهام البشر، كما يستعملون عدة أسماء للإله منها واه غورو والجاب، وأفضلها عند ناناك "الخالق الحق" وكل ما عداه وَهْمٌ (مايا). يمنعون تمثيل الإله في صور، ولا يقرون بعبادة الشمس والأنهار والأشجار التي يعبدها الهندوس، كما لا يهتمون بالتطهر والحج إلى نهر الغانج، وقد انفصلوا تدريجيَّا عن المجتمع الهندوسي حتى صارت لهم شخصية دينية متميزة. أباح ناناك الخمر، وأكل لحم الخنزير، وقد حرم لحم البقر مجاراة للهنادكة. أصول الدين لديهم خمسة بانج كهكها أي الكافات الخمس ذلك أنها تبدأ بحرف الكاف باللغة الكورمكية، وهي: 1- ترك الشعر مرسلاً بدون قص من المهد إلى اللحد، وذلك لمنع دخول الغرباء بينهم بقصد التجسس. 2- أن يلبس الرجل سواراً حديداً في معصميه بقصد التذلل والإقتداء بالدراويش. 3- أن يلبس الرجل تباناً وهو أشبه بلباس السباحة تحت السراويل رمزاً للعفة. 4- أن يضع الرجل مشطاً صغيراً في شعر رأسه، وذلك لتمشيط الشعر وترجيله وتهذيبه. 5- أن يتمنطق السيخي بحربة صغيرة أو خنجر على الدوام، وذلك لإعطائه قوة واعتداداً، وليدافع به عن نفسه إذا لزم الأمر. يُعتقد بأن هذه الأمور ليست من وضع ناناك بل هي من وضع الخليفة العاشر غوبند سنغ الذي حرّم أيضاً التدخين على أتباعه، ويقصد بهذه الأمور التميز عن جميع الناس. معلمو السيخ ينكرون المعجزات والقصص والخرافات ذات الأساطير، إلا أنه على الرغم من ذلك فقد خلَّد السيخ معابد لهم غور دوارا مبنية على قصص تتحدث عن معجزات وقعت. للمعلم ويسمي عندهم غورو درجة دينية تأتي بعد مرحلة الرب، فهو الذي يدل – في نظرهم – على الحق والصدق، كما أنهم يتعبدون الإله بإنشاد الأناشيد الدينية التي نظمها المعلمون. يعتقدون بأن ترديد أسماء الإله الناما يطهر المرء من الذنوب ويقضي على مصادر الشر في النفوس، وإنشاد الأناشيد كيرتا والتأمل بتوجيه من معلم غورو كل هذا يؤدي إلى الاتصال بالإله. يعتقدون بأن روح كل واحد من المعلمين تنتقل منه إلى المعلم التالي له. هناك بعض التنبؤات وأسمها ساوساكي المائة قصة والمنسوبة إلى المعلم غوبند سنغ والتي تدور حول الانقلابات في الحكم القائم ومجيء مخلص ينشر السيخية في جميع أنحاء العالم. يؤمنون بولادة الإنسان وموته ثم إعادة ولادته كارما بحيث تتقرر حياة الإنسان المستقبلية على ضوء حياته السابقة، ويتوقف خلاصه على هذه المرحلة. إن توجيه المعلم غورو أساسي للوصول إلى مرحلة الانعتاق موكا. يقدسون العدد خمسة الذي له معنى صوفي في أرض البنجاب أي الأنهار الخمسة. الخلافات الدينية يحلها مجلس ديني يعقد في أمر تيسار وقرارات هذا المجلس لها قوة روحية. ليس لديهم طبقة دينية مشابهة للبراهمة الهندوس، إذ إنهم – عموماً – يرفضون مبدأ الطبقات الهندوسي كما يعارضون احتكار طبقة البراهمة للتعاليم الدينية. يقسمون أنفسهم على أساس عرقي.. منهم الجات (قبائل زراعية) وغير الجات، والمذاهبي، وهم المنبوذون، لكن وضعهم أفضل بكثير من وضع المنبوذين لدى الهندوس. يتزوجون من زوجة واحدة فقط. اعياد السيخ هي نفس أعياد هندوس الشمال في الهند بالإضافة إلى عيد مولد أول وأخر غورو وعيد ذكرى استشهاد الغورو الخامس والتاسع. خالصادال (الباختا) عرض السيخ لاضطهاد المغول الذين أعدموا اثنين من معلميهم، وقد كان أشد المغول عليهم نادر شاه 1738 – 1839م الذي هاجمهم مما اضطرهم إلى اللجوء إلى الجبال والشعاب. قام غوبند سنغ وهو المعلم العاشر بإنشاء منظمة الباختا أي خالصادال التي سمى رجالها "أسوداً" ونساءها "لبؤات". هدف شباب السيخ أن يصبحوا مؤهلين لأن يكونوا من رجال الخالصادال ويطلعوا على تعاليمها. إن الخالصادال مجموعة من الشباب الذين يرتبطون بنظام سلوكي ديني قاس، حيث ينصرفون إلى الصلاة والقتال من أجل الحق والعدل الذي يعتقدون به ممتنعين عن المخدرات والمسكرات والتبغ. صاروا بعد عام 1761م حكاماً للبنجاب وذلك بعد ضعف المغول، حيث احتلوا لاهور عام 1799م. وفي عام 1819م امتدت دولتهم إلى بلاد الباتان، وقد وصلت إلى ممر خيبر في عهد المهراجا رانجيت سنغ ت1839م متغلبين على الأفغان. عندما وصل الإنجليز حصلت مصادمات بينهم وبين السيخ واضطروهم لأن يتراجعوا ويتوقفوا عند نهر سوتلج واعتبار ذلك حدوداً لدولة السيخ من الناحية الجنوبية الشرقية. انكسروا بعد ذلك وتراجعوا أكثر، وأجبرهم البريطانيون على دفع غرامة كبيرة وتسليم جامو وكشمير، كما عينوا في لاهور مقيماً بريطانياً يدير بقية مملكة السيخ. صاروا بعد ذلك شديدي الولاء للإنجليز، بل ساعدوهم على احتلال البنجاب. تحول السيخ إلى أداة في أيدي الإنجليز يضطهدون بهم حركات التمرد 1857م. حصلوا من الإنجليز على امتيازات كثيرة، منها منحهم أراض زراعية وإيصال الماء إليها عبر قنوات مما جعلهم في رخاء مادي يمتازون به عن جميع المقيمين في المنطقة. في الحرب العالمية الأولى كانوا يشكلون أكثر من 20% من الجيش الهندي البريطاني. انضموا إلى حركة غاندي في طلب الحرية وذلك إثر قيام مشكلات بينهم وبين الإنجليز. بعد عام 1947م صاروا مقسمين بين دولتين: الهند والباكستان، ثم اضطر مليونان ونصف المليون منهم أن يغادروا باكستان إلى الهند إثر صدامات بينهم وبين المسلمين. ألغت الحكومة الهندية الامتيازات التي حصل عليها السيخ من الإنجليز مما دفعهم إلى المطالبة بولاية البنجاب وطناً لهم. على إثر المصادمات المستمرة بين الهندوس والسيخ أمرت أنديرا غاندي رئيسة وزراء الهند في شهر يونيو 1984م باقتحام المعبد الذهبي في أمرتيسار حيث اشتبك الطرفان وقتل فيه حوالي 1500 شخص من السيخ و500 شخص من الجيش الهندي. وفي يوم 31 أكتوبر 1984م أقدم السيخ على قتل رئيسة الوزراء هذه انتقاماً لاقتحام المعبد، وقد حصلت مصادمات بين الطرفين عقب الاغتيال قتل بسببها عدة آلاف من السيخ يقدرها بعضهم بحوالي خمسة آلاف شخص. اشتهر السيخ خلال حكمهم بالعسف والظلم والجور والغلظة على المسلمين من مثل منعهم من أداء الفرائض الدينية والأذان وبناء المساجد في القرى التي يكونون فيها أكثرية وذلك فضلاً عن المصادمات المسلحة بينهما والتي يقتل فيها كثير من المسلمين الأبرياء. لهم كتاب مقدس مكتوب باللغة الكورمكية يسمونه كرانته صاحب. الجذور الفكرية والعقائدية: ترجع حركتهم في الأصل إلى ظهور حركة فيسنافا باختي التي بدأت بالظهور بين الهندوس في منطقة التأمل، ووصلت إلى الشمال على يد رامانوجا 1050 – 1137م. وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وبعد الاحتكاك بالمسلمين ، انتشرت هذه الحركة في سهل الغانج. لذا يقال بأن ناناك 1469 – 1538م لم يكن الأول في مذهبه السيخي هذا، وإنما سبقه إليه شخص آخر صوفي اسمه كابير 1440 – 1518م درس الدين الإسلامي والهندوكي وكان حركة اتصال بين الدينين إذ أراد أن يؤلف بينهما عن طريق التوجيه والتأمل الصوفي. كان كابير هذا يتساهل في قبول كثير من العقائد الهندوكية ويضمها إلى الإسلام شريطة بقاء التوحيد أساساً، لكنه لم يفلح إذ انقرض مذهبه بموته مخلفاً مجموعة أشعار باللغة البنجابية تُظهر تمازج العقيدتين المختلفتين الهندوسية والإسلامية مرتبطتين برباط صوفي يجمع بينهما. أصل نظريتهم عن الكون مستمدة من النصوص الهندوسية. إنهم يحرقون موتاهم كالهندوس. الانتشار ومواقع النفوذ: لهم بلد مقدس يعقدون فيه اجتماعاتهم المهمة، وهي مدينة أمرتيسار من أعمال البنجاب وقد دخلت عند التقسيم في أرض الهند. هناك أربعة عروش تتمتع بالقداسة عقل تخت وهي في أمرتيسار، وأناندبور، وباتنا، وباندد. لهم في مدينة أمرتيسار أكبر معبد يحجون إليه ويسمى دربار صاحب أي مركز ديوان السيد الملك، وأما سائر المعابد فتسمى كرو داوره أي مركز الأستاذ. أكثرية السيخ وهم الأقلية الثالثة بعد الإسلام والمسيحية تقطن البنجاب إذ يعيش فيها 85% منهم، فيما تجد الباقي في ولاية هاريانا، وفي دلهي، وفي أنحاء متفرقة من الهند، وقد أستقر بعضهم في ماليزيا وسنغافورة وشرق إفريقيا وإنجلترا والولايات المتحدة وكندا، ورحل بعضهم إلى دول الخليج العربي بقصد العمل. لهم لجنة تجتمع كل عام منذ سنة 1908م، تنشئ المدارس وتعمل على إنشاء كراسي في الجامعات لتدريس ديانة السيخ ونشر تاريخها. انشق قسم من السيخ عن الاتجاه العام متبعين ابن ناناك الأكبر وسموا أدواسي إذ يتجه هؤلاء نحو التصوف، أما الخالصادال فلا يؤمنون بانتهاء سلالة الغورو غوبند سنغ العاشر ، بل يعتقدون بأن هنالك معلماً حياً بين الناس ما يزال موجوداً. لديهم اعتقاد راسخ بضرورة إيجاد دولة لهم وأن ذلك أحد أركان الإيمان لديهم إذ ينشدون في نهاية كل عبادة نشيداً يقولون فيه: "سيحكم رجال الخالصادال" كما يحلمون بأن تكون عاصمتهم في شانديغار. يقدر عدد السيخ حاليًّا بحوالي 15 مليون نسمة داخل الهند وخارجها. |
|
10-07-2018, 11:10 AM | #4 |
| الهندوسية دين وثني يعتنقه غالب الشعب الهندي، وهو عبارة عن معتقدات وعادات وأخلاق وسلوكيات يلتزم بها الهندوس في حياتهم . ليس هناك من مصدر معتمد يمكن من خلاله تحديد الزمن الفعلي لنشأة الهندوسية كونها لم تنشأ من خلال دعوة شخص أو أشخاص وإنما هي عبارة عن معتقدات وعادات قوم تراكمت ودونت وحفظت فاتخذها من من بعدهم من أجيالهم دينا يتبعونه، ويُرجع الباحثون نشوء الهندوسية للاحتكاك الثقافي بين الأعراق المختلفة التي وفدت إلى الهند واستقرت فيها . الإلهة عند الهندوس يعجب المرء أشد العجب من كثرة الآلهة التي يدين لها الهندوس ويؤلهونها ، وقد وصف ول ديورانت، في قصة الحضارة آلهة الهندوس فقال : "تزدحم بها - أي الآلهة - مقبرة العظماء في الهند، ولو أحصينا أسماء هاتيك الآلهة لاقتضى ذلك مائة مجلد، وبعضها أقرب في طبيعته إلى الملائكة، وبعضها هو ما قد نسميه نحن بالشياطين، وطائفة منهم أجرام سماوية مثل الشمس، وطائفة منهم تمائم ... وكثير منها هي حيوانات الحقل أو طيور السَّماء، .. فالفيل مثلاً قد أصبح الإله جانيشا واعتبروه ابن شيفا، وفيه تتجسّد طبيعة الإنسان الحيوانية... كذلك كانت القردة والأفاعي مصدر رعب، فكانت لذلك من طبيعة الآلهة؛ فالأفعى التي تؤدي عضة واحدة منها إلى موت سريع، واسمها ناجا، كان لها عندهم قدسية خاصة؛ وترى النّاس في كثير من أجزاء الهند يقيمون كلّ عام حفلاً دينياً تكريماً للأفاعي، ويقدّمون العطايا من اللبن والموز لأفاعي الناجا عند مداخل جحورها؛ كذلك أقيمت المعابد تمجيداً للأفاعي كما هي الحال في شرق ميسور ". وهذه الوفرة والكثرة في الآلهة يختزلها الهندوس في آلهة مذكرة ومؤنثة ونبدأ بالالهة المذكرة * براهما: يطلق عليه اسم "سانجهيانج"، واسمه بالسنسكريتية: (UTPETI) وهو الخالق، حسب معتقدهم، لذلك نسجوا حوله أسطورة تدور حول عملية الخلق. أنه " الخالق مانح الحياة، سيد الآلهة، خلقته السماء ويحارب الأعداء، وكان له من الشهامة ما أبعده عن الميل مع الهوى، وهو القوي القادر الذي تصدر عنه جميع الأفعال وهو يمثل إله الخير، وهو الذي يرجو رحمته وكرمه وعطفه جميع الأحياء وينسبون إليه الشمس التي يكون بها الدفء وانتعاش الأجسام، وتجري بسببها الحياة في النباتوالحيوان، ويعتقد أنه خالق الكون على طريقته. فقد أخذ براهما يتأمل ويفكر طويلا فنشأ عن تفكيره هذا فكرة مخصبة، تطورت إلى بيضة ذهبية، ومن تلك البيضة ولد براهما، خالق كل شيئ، فهو الخالق والمخلوق. وتقول أسطورة أخرى أن براهما خرج من زهرة لوتس من سرة فشنو ". ورغم هذا الموقع الذي يحتله براهما في عقيدة الهندوس إلا أنه مهمل في شعائرهم طقوسهم رغم اعتباره من ثُلاثي الآلهة العِظام وهم "فيشنو" و"شيفا"، وقد خسر براهما قوته لكونه خالق هاذين الإلهين الذين أصبح أحدهما للبناء والآخر للتدمير والتهديم. ولبراهما اربع اوجه وكانوا سابقاً خمسة رؤوس، لكن الإله شيفا أحرق إحدى الرؤوس بعينه الثالثة.. لأنه تكلم معه باحتقار، وله أربع أيدي يحمل بالأولى الكتاب المقدس "الفيدا" وبالثانيه ملعقه وبالثالثه سبحه وبالرابعه إناء فيه ماء. كريشنا كريشنا कृष्ण أحد آلهة الحضارة الهندية الكبار ، تعبده طائفة من الهندوسية ، يرسم عادة على شكل ولد راعي بقر يعزف الناي أو كأمير يقدم توجيهات فلسفية. كريشنا يعبد في الهندوسية على أنه أفاتار أي تجسد فيشنو الذي يعتبر الإله الأعلى في الفيشنوية، وفي طوائف أخرى هو مصدر كل الأفاتارت بما فيها فيشنو. هناك قصص كثيرة مختلفة حول كريشنا في الهندوسية لكنها تتفق على التجسد الإلهي وطفولة إرشادية وحياة كمعلم وبطل محارب. غانيشا غانيش اسمه بالسنسكريتي (गणेश )هو إلههندوسي في شكل فيل. يعرف أيضًا بأسماء أخرى مثل غاناباتي وفغنيشا. وهو ابن شيفا . الهندوس يقدسون الفيلة ويشكلون أحد أهم الآلهة الهندوسية على شكل مخلوق له رأس فيل وجسم إنسان ويسمى جانيش والأسطورة باختصار هي عندما كان يقاتل جانيش اله الشر قطعت رأسه فقطع والده رأس فيل ووضعها مكانها فعاش على ذلك النحو ويجرى تصويره على ذلك الشكل * شيو هو أحد أهم الآلهة في الهندوسية. وغالبا ما يسمى "المدمر"، وهو أحد الآلهة في التريمورتي إلى جانب براهما الخالق وفيشنو الحافظ. وفي الشيفية هو الإله الأعلى، أما في فروع الهندوسية الأخرى مثل سمارتا فهو يعبد كواحد من خمسة مظاهر إلهية. وينعكس كونه الإله الرئيسي في الشيفية في كلمات تصفه مثل مهاديفا ("الإله العظيم"؛ مها = العظيم + ديفا = إله)، ماهشفارا ("الرب العظيم"؛ مها = العظيم + إيشفارا = رب)، وبارامشفارا ("الرب الأعلى"). والشيفية جنبا إلى جنب مع التقاليد الفيشنوية التي تركز على فيشنو وتقاليد شاكتا التي تركز على الإلهات المؤنثة (ديفي) هي من أكثر الطوائف الهندوسية نفوذا. شِوَ هو واحد من الأشكال الإلهية الخمسة في السمارتية وهي طائفة هندوسية تركز على خمسة آلهة، أي شِوَ مع فيشنو وديفي وغانيشاوسوريا. وهناك طريقة أخرى للنظر للإلهيات الهندوسية تحدد أن براهما وفيشنو وشِوَ كالآلهة الرئيسية وأن كل منها يمثل واحدا من الجوانب الأساسية الثلاثة في الهندوسية، وتسمى كلها بالتريمورتي. في التريمورتي براهما هو الخالق وفيشنو الحافظ وشِوَ المدمر أو المحول . يمثل شِوَ عادة في علامات وتماثيل شيفا لينجا وفي حالة من التأمل العميق ] * سوريا سوريا أي النور الأعلى وذلك بحسب المعتقد الهندوسي وهو إله شمسي رئيسي وابن كاسيابا وزوج أديتي * ناندي ناندي (بالسنسكريتية नंदी) ثور يركبه شيفا وحارس بوابته في الأساطير الهندوسية. يوجد تمثال لناندي يواجه المزار الرئيسي في معظم معابد شيفا. وهناك أيضا عدد من المعابد مكرسة حصرا لناندي.
حسب بعض الأساطير ولد ناندي من الجانب الأيمن لفيشنو وقدم كابن للحكيم سالانكايانا. لعن ناندي رافانا (شيطان) بأن مملكته سيحرقها قانارا (قرد). وحرق هانومان لاحقا لانكا عندما ذهب ليبحث عن سيتا التي سجنها رافانا. * فيشنو وِشْنُ (ديفانكارية:विष्णु) هو الإله الأعلى أو الحقيقة العليا في الهندوسيةالفيشنوية وهو تجسد براهمان في فرع سمارتا أو أدفايتا من الهندوسية. يوصف وِشْنُ في فيشنو سهاسراناما بأنه الجوهر الحال في كل الكائنات ورب الماضي والحاضر والمستقبل وخالق ومدمر كل الموجودات والإله الذي يدعم ويحفظ ويحكم الكون ويخلق ويطور كل ما فيه. ويوصف في البورانا بأن له لون السحاب الأزرق الغامق وأربعة أذرع يمسك بها زهرة اللوتس ومشكاة وقوقعة وحلقة. وفي البورانا وصف لأفاتارات وِشْنُ، حيث حدثت تسعة من هذه الأفتارات أو التجسدات في الماضي وبقي تجسد واحد ليحصل هو تجسد كالكي. وهدف التجسدات تجديد الدارما والقضاء على القوى الشريرة. ووِشْنُ يعبد في كل تقاليد ساناتانا دارما بشكل مباشر أو عبر الأفتارات مثل راماوكريشناوناراشيما. وِشْنُ في التريمورتي مسؤول عن حفظ العالم بينما الخلق وظيفة براهما والتدمير وظيفة شيفا الآلهه المؤنثة داكشايني سَتِيِ (بالديفنغارية: सती، مؤنث سات "حقيقي") أو داكشايَني هي إلهة السعادة الزوجية وطول العمر في الهندوسية. تعبد لا سيما من النساء من أجل طول عمر أزواجهن. وهي جانب من جوانب ديفي، وأول قرينة لشيفا، والثانية بارفاتي وهي تناسخ عن ساتي. تلعب ساتي في الأساطير الهندوسية دور المغرية لشيفا من العزلة والتقشف إلى المشاركة الخلاقة في العالم. أما فعل الساتي / ممارسة ساتي الذي تضحي فيه الأرملة الهندوسية نفسها في نار محرقة نعش زوجها تعبيرا عن الإخلاص والولاء فهو تقليد على غرار ما فعلته الإلهة ساتي والتي استمد اسم الفعل منها. شيفا يحمل جثة ساتي على رمحه دورجا دُرْغا (تعني بالسنسكريتية "التي لا تقهر أو لا يمكن الوصول إليها) وتسمى أيضا ما دورگا أي الأم دُرْغا هي الإلهة العليا في الهندوسية. وتعبر أم غانيشوساراسواتيولاكشمي، وهي أيضا الوجه القوي المحارب للشياطين لبارافاتي زوجة شيفا. لذلك ترسم بعشرة أذرع وتركب الأسد أو النمر وتحمل أسلحة، وتعتبر تجسد الطاقة الأنثوية الخلاقة شاكتي. * ديفي دَيْوِيِ देवी تعني بالسنسكريتية الإلهة نفس معنى شاكتي الجانب الأنثوي للألوهية في الهندوسية التي تؤمن أنه بدون الجانب الأنثوي تبقى الآلهة المذكرة عاجزة. عبادة الإلهات المؤنثة تدخل في صميم الهندوسية. دَيْوِيِ هي كل إلهة هندوسية. وهي التجسد الأنثوي للرب الأعلى. صور أشهر ثلاث تجسدات للإلهة الأم الهندوسية لاكشمي إلهة الغنى والمطالب المادية وبارفاتي إلهة الحب والمطالب الروحية وساراسواتي إلهة التعلم والثقافة * سارسواتي سَرَسْوَتِيِ (सरस्वती) هي إحدى الإلهات الهندوسية. وهي إلهة الكلام والعلم والتعليم. تذكر الأسطورة أنها خلقت اللغة السنسكريتية وآلة موسيقية تشبه العود وأنها زوجة براهما إله الخلق في الهندوسية. سَرَسْوَتِيِ أو بالسنسكريتية ساراسفاتي هي إحدى ثلاث إلهات في الهندوسية مع لاكشميودورغا اللاتي يشكلن المقابل الأنثوي للتريمورتي. وتعتبر ساراسواتي إلهة الأنهار ومؤخرا اعتبرت إلهة العلم والموسيقى والفنون. تظهر صورتها عادة بأربعة أذرع تمسك الآلة الموسيقية بذراعين وتمسك أيضا زهرة لوتس وفي اليد الرابعة كتاب. البقرة عند الهندوس ديفانكارية:विष्णु) هو الإله الأعلى أو الحقيقة العليا في الهندوسيةالفيشنوية وهو تجسد براهمان في فرع سمارتا أو أدفايتا من الهندوسية. يوصف وِشْنُ في فيشنو سهاسراناما[1] بأنه الجوهر الحال في كل الكائنات ورب الماضي والحاضر والمستقبل وخالق ومدمر كل الموجودات والإله الذي يدعم ويحفظ ويحكم الكون ويخلق ويطور كل ما فيه. * شاكتي شَكْتِ تعني القوة أو الطاقة وهي في الهندوسية فكرة أو تجسد الجانب الأنثوي للآلهة ويشار إليها أحيانا بالأم الإلهية وتمثل القوة الإلهية المؤنثة الفعالة. تعبد شاكتي في طائفة الشاكتية على أنها الكائن الأعلى لكن في فرق أخرى من الهندوسية تجسد شَكْتِ قوة وطاقة الآلهة المذكرة مثل فيشنو في الفيشنويةوشيفا في الشيفية. شَكْتِ فيشنو تسمى لاكشمي وشاكتي فيشنو هي بارفاتي. * بارفاتي بارْوَتِيِ (पार्वती) في الهندوسية هي إلهة وزوجة شيڤا أحد أهم الآلهة في الهندوسية، وأم غانيشوسكاندا. معنى بارڤاتي في السنسكريتية بنت الجبل وتدعى في التعاليم الهندوسية بنت جبال هيمالايا حيث يعتقد أنها تعيش فيها. عند تصويرها لوحدها تظهر مع أربعة أذرع تحمل مسبحة ومرآة وجرسا وليمونة، أما عندما تصور مع زوجها شيفا فلها ذراعان فقط. تستخدم بارْوَتِيِ للتنقل حيوانان أما الأسد أو النمر * لاكشمي لَكْشْمِيِ هي إلهة المال والحظ في الهندوسية وهي زوجة الإله فيشنو. يصلي معظم الهندوسيين لها في عيد الديوالي. لاكشمي لها أربعة أذرع وهي بيضاء اللون وتقف على زهرة لوتس ومغطاة بالجواهر. لها أيضا عدة أفاتارات (أي آلهة تأتي للأرض بشكل إنسان) يتزوجون عادة من أفاتارات فيشنو، منهم:
ويوصف في البورانا بأن له لون السحاب الأزرق الغامق وأربعة أذرع يمسك بها زهرة اللوتس ومشكاة وقوقعة وحلقة. وفي البورانا وصف لأفاتارات وِشْنُ، حيث حدثت تسعة من هذه الأفتارات أو التجسدات في الماضي وبقي تجسد واحد ليحصل هو تجسد كالكي. وهدف التجسدات تجديد الدارما والقضاء على القوى الشريرة. ووِشْنُ يعبد في كل تقاليد ساناتانا دارما بشكل مباشر أو عبر الأفتارات مثل راماوكريشناوناراشيما. وِشْنُ في التريمورتي مسؤول عن حفظ العالم بينما الخلق وظيفة براهما والتدمير وظيفة شيفا ( : تحتل البقرة عند الهندوس مكانة هامة تصل إلى حد التأليه والتقديس ، يقول مهاتما غاندي : " عندما أرى بقرة لا أعدني أرى حيونا لأني أعبد البقرة، وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع .... "، ويقول " وأمي البقرة تفضل أمي الحقيقية من عدة وجوه، فالأم الحقيقة ترضعنا مدة عام أو عامين وتتطلب منا خدمات طول العمر نظير هذا ، ولكن أمنا البقرة تمنحنا اللبن دائما ، ولا تتطلب منا شيئا مقابل ذلك سوى الطعام العادي . وعندما تمرض الأم الحقيقية تكلفنا نفقات باهظة ، ولكن أمنا البقرة لا نخسر لها شيئا ذا بال ، وعندما تموت الأم الحقيقية تتكلف جنازتها مبالغ طائلة ، وعندما تموت أمنا البقرة تعود علينا بالنفع كما كانت تفعل وهي حية لأننا ننتفع بكل جزء من جسمها حتى العظم والجلد والقرون ". ولو وافقنا غاندي على صحة هذه المقارنة، فهل يصح أن نخرج بنتيجة مفادها صحة عبادة البقرة !! إن هذا لمن أعجب العجب وهو منطق الوثنيين منذ أقدم العصور، فالذين عبدوا الشمس نظروا إلى منافعها عليهم، والذين عبدو الشجر كذلك.. فهلا عبدوا مسبب الأسباب ومسخر الخلائق بمنافعها سبحانه وتعالى . من عقائد الهندوس ما يمكن تسميته دورة الحياة عندهم : للهندوس عقائد تصور دورة حياة الإنسان، حيث يرون أن روح الإنسان خلقت من الإله ثم ركبت في هذا الجسد الفاني . والهندوس لا يؤمنون بجنة ولا بنار كما يعتقد المسلمون مثلا ولكنهم يؤمنون بجزاء آخر للمحسن والمسيء فيقولون : " إن المحسن عندما يموت، يموت جسده وتبقى روحه باقية لا تموت، لأنها جزء من الإله فتجازى بأن توضع في جسد صالح وهو ما يعرف بتناسخ الأرواح أو انتقالها " فجزاء المحسن أن توضع روحه في جسد صالح تتنعم فيه وجزاء المسيء أن توضع روحه في جسد شقي تشقى به . وليس هذا نهاية المطاف عندهم فالغاية التي يتمناها الهندوس لأرواحهم أن تتحد بالإله براهما ولكن هذا لن يحصل وفقا لمعتقداتهم إلا إذا تخلصت النفس من شرورها ونزعاتها وشهواتها ورغباتها وهو ما يسمونه مرحلة الانطلاق كما ورد في "أرنيك " - أحد كتبهم - : " من لم يرغب في شيء ولن يرغب ، وتحرر من رق الأهواء ، واطمأنت نفسه ، فإنه لا يعاد إلى حواسه ، فيتحد بالبرهما ويصير هو ، ويصبح الفاني باقيا " وهي المرحلة النهائية في دورة الثواب عند الهندوس حيث تعود الروح من حيث صدرت، فكما هي جزء من الإله تعود إليه وتتحد به . ولك أن تسأل أي هندوسي أو غيره ممن يعتقد بتناسخ الأرواح هل يشعر بأي شيء عن حياة روحه السابقة ؟ هل يتذكر شيئا عن تلك الحياة التي عاشها من قبل في جسد آخر ؟ قد يقال ليس بالضرورة أن كل هندوسي انتقل من جسد إلى جسد فثمة ولادات جديدة، والجواب : نعم، ولكن هذا الأمر لا يشعر به كل الهندوس بما يعني ضرورة بطلان دعوى التناسخ فضلا عن دعوى الاتحاد بالإله . الطبقات عند الهندوس : يعتبر الهندوس مجتمعا شديد الطبقية، بالغ التعصب، فبينا يتمتع أناس فيه بمقام الآلهة، يخوض آخرون أوحال الذل والمهانة، وهذا التقسيم ليس نتيجة سلطة ظالمة توشك أن تزول، بل هو بمقتضى دينهم قدرا إلهيا وأمرا ربانيا، فالإله عندهم قد خلق الخلق على هذا النحو الذي هم فيه، فجاء في كتابهم "منُّوسَمَرتي" وهو سفر من أسفارهم المقدسة حيث جاء فيه :" لسعادة العالـم خلق برهما - إله الخلق - البراهمة من وجهه، والكشتريين من ذراعيه، والويش من فخذيه، والشودر من قدميه " ووفقا لهذا الخلق يجب أن تكون وظائفهم في الحياة وفق دلالة موضع خلقهم، فرأس الإله مركز الفكر والحكم، خلق منه البراهمة فهم العلماء والحكماء ويتمتعون بمزايا عظيمة، والذراعان هما مصدر القوة والبطش ومنهما خُلِقَ الكشتريون فوظيفتهم حماية البلاد ونظامها من الأعداء والمتربصين وهؤلاء هم الجند ، والفخذان اللذان عليهما اعتماد البدن خلق منهما الويشا فوظيفتهم حمل المجتمع ماديا فيقومون بالتجارة والصناعة وعليهم يقع توفير الأمن الغذائي وتأمين الرخاء والاستقرار المعيشي، وتأتي الطبقة الدنيا - الطبقة المسحوقة باسم الدين - وهي الطبقة التي خلقت من قدمي الإله لتكون أسفل طبقة في سلم المجتمع الهندوسي وهي طبقة الخدم والعبيد ( الشودرا ). فواجبهم الخدمة والعمل وإنجاز كلّ ما يوكل لهم من الطبقات الأعلى. يقول البيروني: "ويكون شُودر مجتهداً في الخدمة والتملُّق، متحبباً إلى كلّ أحدٍ بها، وكلّ من هؤلاء إذا ثبت على رسمه وعادته نال الخير". أمّا إذا لـم يقم بواجبه ناله العقاب، وقد نص شرع الهندوس (منُّوسَمَرتي) بشأن وظيفة هذه الطبقة بما يلي: "وفرض الإله الأعظم على الشودار أمراً واحداً وهو أن يقوم بإخلاص تام بخدمة هذه الفرق الثلاث"، ويقصد بها الطبقات السابقة الذكر وهم: البراهمة، الكشاتريا، والويشا. ولا يدخل المنبوذون في هذا التقسيم فهم درجة دنيا مدنسة لا تدخل أساسا في التركيبة الهندوسية . شعائر وعبادات الهندوس : 1- الطهارة عند الهندوس نوعان : طهارة حسية بالماء، فيوجبون الغسل على من مس حائضا أو منبوذا أو أنزل منيا وطهارة معنوية، وهي طهارة القلب والروح بالعلوم والمعارف والتأمل. 2- الصلاة : وهي من أهم الشعائر عندهم وتؤدى في وقتين في اليوم في الصباح عند طلوع الفجر إلى الإشراق وفي المساء إلى ظهور النجوم، وتصلى فرادى وتختلف صلاة المرأة عن صلاة الرجل ، وتؤدّى في المعابد وفي البيوت والغابات وعلى ضفاف الأنهار. 3- اليوجا : وهي من الشعائر التعبدية المهمة لدى الهندوس وهي طريقة رياضية روحية وجسدية يتبعونها لتسهيل اتحادهم بالإله وفق زعمهم، وللأسف الشديد فقد انتشرت هذه العبادة الهندوسية - اليوجا - بين شباب المسلمين تحت غطاء الرياضة جهلا بجذورها الفلسفية الكفرية والله المستعان . 4- الحج عند الهندوس : بالذهاب إلى نهر الغانج سنويا والاغتسال فيه للتطهر من آثامهم وكذلك يلقون فيها رماد موتاهم . 5- إحراق الموتى : فالأجساد لا قيمة لها وفق معتقداتهم، فهي مركب الروح فإذا فارقتها الأرواح كانت أولى بالإحراق، وبعد حرقها تتلى عليها التعاويذ الهندوسية ثم توضع في أنبوب لترمى بعد ذلك في نهر الغانج . 6- سرادة : ومعناها الوضيمة وتطلق - كما يذكر البستاني في معارفه - على احتفال يجريه الهندوس لموتاهم لإيصال أرواحهم إلى السماء وتسهيل قبولها بين الأرواح الخالصة ، وعندهم أنَّ عدم إجراء هذا الاحتفال يُبقي الروح تائهة على وجه الأرض مع الأرواح النجسة، وأنَّ الذي يتأخر في أداء هذه الفروض نحو أقربائه تلعنه الآلهة والبشر وتبقى أرواح أقربائه محرومة مدّة سنوات معلومة من وليمة الأرواح الخالصة، والذي يموت بدون أن يترك ابناً ليتمّم بعده الفروض المأتمية يكون سبباً لطرد أرواح سلفائه من الجنَّة إلى الجحيم. |
التعديل الأخير تم بواسطة تيماء ; 10-07-2018 الساعة 11:18 AM |
10-07-2018, 11:19 AM | #5 |
| القاديانية المؤسس القاديانية دين مُخْتَرَعٌ جديد، ظهر أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بقاديان، إحدى قرى البنجاب الهندية، وحظي بمباركة ورعاية الاحتلال الإنجليزي. ميرزا غلام أحمد القادياني المولود سنة 1265هـ بقاديان. نماذج من تخاريفة :وقد بدأ ميرزا نشاطه كداعية إسلامي، ثم ادعى أنه مجدد ومُلْهَم من الله، ثم تدرج درجة أخرى فادعى أنه المهدي المنتظر والمسيح الموعود، يقول في ذلك: " إن المسلمين والنصارى يعتقدون باختلاف يسير أن المسيح ابن مريم قد رفع إلى السماء بجسده العنصري، وأنه سينزل من السماء في عصر من العصور، وقد أثبتُّ في كتابي أنها عقيدة خاطئة، وقد شرحت أنه ليس المراد من النزول هو نزول المسيح بل هو إعلام عن طريق الاستعارة بقدوم مثيل المسيح، وأن هذا العاجز - يعني نفسه - هو مصداق هذا الخبر حسب الإعلام والإلهام"!!. ثم انتقل من دعوى المثيل والشبيه بالمسيح عليه السلام إلى دعوى أنه المسيح نفسه، فقال :" وهذا هو عيسى المرتقب ،وليس المراد بمريم وعيسى في العبارات الإلهامية إلا أنا " ، ولما كان المسيح نبيا يوحى إليه، فقد ادعى ميرزا أنه يوحى إليه، وكتب قرآنا لنفسه سماه " الكتاب المبين " يقول : " أنا على بصيرة من رب وهّاب، بعثني الله على رأس المائة، لأجدد الدين وأنور وجه الملة وأكسر الصليب وأطفيء نار النصرانية، وأقيم سنة خير البرية، وأصلح ما فسد، وأروج ما كسد، وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، منَّ الله علي بالوحي والإلهام، وكلمني كما كلم الرسل الكرام". ويبدو أن دعوى أنه المسيح لم تلق القبول المرجو، ولم تحقق الغرض المؤمل منها، فانتقل من دعوى أنه المسيح النبي إلى دعوى أنه محمد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الحقيقة المحمدية قد تجسدت فيه، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث مرة أخرى في شخص ميرزا غلام، يقول ميرزا : " إن الله أنزل محمدا صلى الله عليه وسلم مرة أخرى في قاديان لينجز وعده "، وقال :" المسيح الموعود هو محمد رسول الله وقد جاء إلى الدنيا مرة أخرى لنشر الإسلام " ثم ادعى أن نبوته أعلى وأرقى من نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فاتبعه من اتبعه من الدهماء والغوغاء وأهل الجهل والمصالح الدنيوية. رغم تلك الدعاوى العريضة التي ادعاءها ميرزا لنفسه إلا أنه كان ساذجا فاحشا بذي اللسان، يكيل لخصومه أقذع الشتم والسب !! أما وحيه الذي ادعاه لنفسه فقد كان خليطا من الآيات المتناثرة التي جمعها في مقاطع غير متجانسة تدل على قلة فقهه وفهمه للقرآن، وإليك نماذج من وحيه المزعوم، قال:" لقد ألهمت آنفا وأنا أعلق على هذه الحاشية، وذلك في شهر مارس 1882م ما نصه حرفيا : " يا أحمد بارك الله فيك، وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى . الرحمن علم القرآن، لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم، ولتستبين سبيل المجرمين، قل إني أمرت وأنا أول المؤمنين ، قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا .. إلخ " ويقول أيضا :" ووالله إنه ظل فصاحة القرآن ليكون آية لقوم يتدبرون . أتقولون سارق فأتوا بصفحات مسروقة كمثلها في التزام الحق والحكمة إن كنتم تصدقون " !! وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!! ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ". عقائد القاديانية : 1. يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه. 2. يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ". 3. يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن . 4. يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !! 5. يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ". 6. يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " . 7. يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !! 8. كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!. 9. ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!! 10 يعتقد القادياني بأن إلهه إنجليزي لأنه يخاطبه بالإنجليزية !! بعض زعماء القاديانية : • الحكيم نور الدين البهريري : وهو أبرز شخصية بعد (الغلام) والخليفة من بعده ، ولد سنة 1258هـ تعلم الفارسية ومباديء العربية . • محمود أحمد بن غلام أحمد: الخليفة الثاني للقاديانيين، تولى الزعامة بعد وفاة الحكيم نور الدين، وأعلن أنه خليفة لجميع أهل الأرض، حيث قال: " أنا لست فقط خليفة القاديانية، ولا خليفة الهند، بل أنا خليفة المسيح الموعود، فإذا أنا خليفة لأفغانستان والعالم العربي وإيران والصين واليابان وأوربا وأمريكا وأفريقيا وسماترا وجاوا، وحتى أنا خليفة لبريطانيا أيضا وسلطاني محيط جميع قارات العالم ". • الخواجة كمال الدين: كان يدّعي أنه مثل غلام أحمد في التجديد والإصلاح، وقد جمع كثيرا من الأموال، وذهب إلى إنجلترا للدعوة إلى القاديانية، ولكنه مال للَّذات والشهوات وبناء البيوت الفاخرة. موقف علماء الإسلام من القاديانية : لقد تصدى علماء الإسلام لهذه الحركة، وممن تصدى لهم الشيخ أبو الوفاء ثناء الله أمير جمعية أهل الحديث في عموم الهند، حيث ناظر "ميرزا غلام" وأفحمه بالحجة، وكشف خبث طويته، وكُفْر وانحراف نحلته. ولما لم يرجع غلام أحمد إلى رشده باهله الشيخ أبو الوفا على أن يموت الكاذب منهما في حياة الصادق، ولم تمر سوى أيام قلائل حتى هلك "الميرزا غلام أحمد القادياني" في عام 1908م، مخلفاً أكثر من خمسين كتاباً ونشرة ومقالاً كلها تدعوا إلى ضلالاته وانحرافاته. وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة أحد زعماء هذه الطائفة "ميرزا ناصر أحمد" والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود رحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها "ناصر أحمد" عن الجواب وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة، فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة. وفي شهر ربيع الأول عام 1394هـ الموافق إبريل 1974م انعقد مؤتمر برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم، وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل معها، وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين . وقد صدرت فتاوى متعددة من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، تقضي بكفر القاديانية، منها المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها . |
|
10-07-2018, 11:23 AM | #6 |
| الله يوفقك على روعتكم الرائعة طرح في غاية الابداع والجمال فوجب شكركم وسلمت الايادي على روعة ماباح به قلمكم الراقي سلمت الانامل ويعطيك العافيه على المجهود المبذول ماننحرم من فيض عطائك وإبداعك لك تحياتي وفائق شكري ننتظر القادم بشووق دمتم سعداء |
. |
10-07-2018, 11:25 AM | #7 |
| الكونفوشيوسية ارتبطت الكونفوشيوسية بمجموعة معتقدات أساسية وأخرى فرعية؛ إذ تمثلت المعتقدات الأساسية في تقديس إله السماء والملائكة وأرواح أجدادهم القدماء. ويعتقد أتباع هذا المذهب كغيرهم من أتباع العديد من الديانات الوثنية الأخرى ببقاء الأرواح؛ حيث يقدمون لها القرابين، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل! الكونفوشيوسية Confucianism هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية ومنهج في الحياة طوره الفيلسوف كونفوشيوس في القرن السادس والخامس قبل الميلاد؛ حيث نجح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية القديمة عن السلوكيات الاجتماعية والأخلاقية تقوم على عبادة إله السماء وتقديس الملائكة، وعبادة أرواح الآباء والأجداد. ودعا الفيلسوف الصيني الشهير إلى إحياء الطقوس والتقاليد الدينية التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مضيفاً إليها جانباً من فلسفته وآرائه في الأخلاق والمعاملات والسلوك. تأسيس الكونفوشيوسية وأبرز اتجاهاتهاينظر البعض إلى الكونفوشيوسية على أنها ديانة أهل الصين بينما ينظر إليها آخرون باعتبارها فلسفة قديمة؛ إلا أنها في واقعها يمكن أن تفهم على أنها نوع من الفلسفة الإصلاحية الأخلاقية التي لا تنفي وجود إله خالق للكون. يعتبر كونفوشيوس هو المؤسس الحقيقي للعقيدة الكونفوشيوسية. ولد كونفوشيوس سنة (551) ق. م في مدينة تشيوفو وهي إحدى مدن مقاطعة لو الصينية. ينتسب إلى أسرة عريقة، فجدُّه كان والياً على تلك الولاية، ووالده كان ضابطاً حربيًّا، توفِّي والده بينما كان كونفوشيوس في الثالثة من عمره، فعمل في الرعي، وتزوَّج في مقتبل عمره قبل العشرين وأنجب من زوجته لكنه هجر بيته بعد سنتين. تلقَّى علومه الفلسفية على يدي أستاذه الفيلسوف لوتس صاحب الديانة "الطاوية"، وأنشأ مدرسة لدراسة أصول الفلسفة وهو في سن الثانية والعشرين ما أدى لاتساع دائرة تلاميذه وأتباعه. وشغل كونفوشيوس على مدار حياته الكثير من الوظائف فقد عمل مستشاراً للأمراء والولاة، وعيِّن قاضياً وحاكماً، ووزيراً للعمل، ووزيراً للعدل، كما تولى منصب رئيس الوزراء عام (496) ق. م, وقام آنذاك بإعدام بعض الوزراء السابقين وعدد من رجال السياسة والمشاغبين حتى صارت مقاطعة لو نموذجية في تطبيق الآراء والمبادئ الفلسفية المثالية التي ينادي بها . قضى كونفوشيوس فترة غير قصيرة من حياته متنقلاً من بلد إلى آخر ينصح الحكام بضرورة أن يكونوا قدوة لشعوبهم، ويتصل بالناس يبثُّ بينهم تعاليمه. وكان يرى أن حسن قوامة الحاكم على الناس يتبعه صلاحهم ولقد كان يقول إن "السياسة هي الإصلاح فإن جعلت صلاح نفسك أسوة حسنة لرعيتك فمن الذي يجترئ على الفساد"- (محمد أبو زهرة، مقارنات بين الأديان "الديانات القديمة"). وقد عاد كونفوشيوس بعد ذلك إلى مقاطعة لو فتفرَّغ لتدريس منهجه لأصدقائه وأتباعه. وعمل على بعض كتب الأقدمين يلخِّصها، ويرتِّبها، ويضمِّنها بعض أفكاره. وبحسب ما ورد في كتاب "حكمة الصين: دراسة تحليلية لمعالم الفكر الصيني منذ أقدم العصور" للدكتور "فؤاد محمد شبل" كان الفيلسوف الصيني يحس بأن السماء قد استودعته رسالة إبراء العالم الصيني من أوجاعه, وآمن بأن السماء لن تخذله؛ وفي ذات مرة أظهر استهجانه لعدم ثقة أحد به لكنه أضاف بأن السماء تفهمه. وقد وافته المنية عام (479) ق. م تاركًا ورائه مذهبًا شعبيًا موروثًا في ذاكرة الشعب الصيني. وانقسمت الكونفوشيوسية إلى اتجاهين: 1- مذهب متشدد حرفي، ويمثله منسيوس- التلميذ الروحي لكونفوشيوس والذي لم يتلق علومه مباشرة عنه بل أخذها عن حفيده - ويدعو إلى الاحتفاظ بحرفية آراء كونفوشيوس وتطبيقها بكل دقة. 2- مذهب تحليلي ويمثله هزنتسي ويانجتسي؛ حيث يقوم مذهبهما على أساس تحليل وتفسير آراء كونفوشيوس، واستنباط الأفكار باستلهام روح النص الكونفوشيوسي. الأفكار والمعتقدات ارتبطت الكونفوشيوسية بمجموعة معتقدات أساسية وأخرى فرعية؛ إذ تمثلت المعتقدات الأساسية في تقديس إله السماء والملائكة وأرواح أجدادهم القدماء. ويعتقد أتباع هذا المذهب كغيرهم من أتباع العديد من الديانات الوثنية الأخرى ببقاء الأرواح؛ حيث يقدمون لها القرابين، ويوجد في كل بيت معبد لأرواح الأموات ولآلهة المنزل! ولم يحدث أن ادعى كونفوشيوس النبوة إنما كان مغرماً بالسعي لتحقيق المدينة الفاضلة التي يدعو إليها، في حدود واقع ممكن التطبيق. واعتبر كونفوشيوس الفضيلتين الهامتين للإنسان في حياته هما (رن) و(لي). وقد ترجمت (رن) بـ "الإنسانية أو طيبة القلب"، أما (لي) فترجمت على أنها مجموعة من الأخلاق والطقوس والتقاليد واللباقة والحشمة. وعن رؤية الكونفوشيوسية للبعث والثواب والعقاب والقضاء والقدر والجنة والنار؛ فإن أتباعها لا يعتقدون في البعث بعد الموت إذ إن كل ما يهم – من منظورهم- هو إصلاح الحياة الدنيا ولا وجود لفكرة الجنة والنار في معتقدهم. ومن ثم فإن لديهم اعتقادًا في أن جزاء العمل يكون في الدنيا فقط إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر. ولكنهم يعتقدون في القضاء والقدر وأن الحاكم هو "ابن السماء" فإذا ما ظلم وجانب العدل فإن السماء تسلِّط عليه من رعيته من يخلعه ليحلَّ محلَّه شخص آخر عادل. ويبني أتباع الكونفوشيوسية معتقدهم على فكرة ما يسمى بـ (العناصر الخمسة)؛ وبحسب ما ورد في الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة فإنه وفقًا لمنهجهم فإن: 1-تركيب الأشياء خمسة هي: معدن - خشب - ماء - نار - تراب 2- الأضاحي والقرابين خمسة. 3-الموسيقى لها خمسة مفاتيح، والألوان الأساسية خمسة. 4-الجهات خمس: شرق وغرب وشمال وجنوب ووسط. 5- درجات القرابة خمس: أبوَّة - أمومة - زوجية - بنوَّة - أخوَّة. ولعل أبرز ما يميز الكونفوشيوسية هو اهتمامها بالجانب الأخلاقي؛ فمن الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول : " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك ". وتظهر الأخلاق كذلك في هذه الفلسفة من خلال صور متعددة منها ضرورة طاعة الوالد وطاعة الحاكم وإخلاص الصديق لأصدقائه والبعد عن المحاباة وكذلك ضرورة احترام الحاكم للأفراد الجديرين بالاحترام وحسن معاملة موظفيه والاهتمام بالصالح العام وما إلى ذلك من المهام. سمات كونفوشيوسية يعترف المجتمع الكونفوشيوسي بالفوارق بين الطبقات، ويظهر هذا بوضوح أثناء تأدية الطقوس الدينية، وفي الأعياد الرسمية، وعند تقديم القرابين؛ إلا أن النظام الطبقي لديهم نظامًا مفتوحًا ويمكن لأي فرد أن ينتقل من طبقته الاجتماعية إلى طبقة أخرى إذا كانت تتوافر لديه إمكانات تؤهله لذلك. تلعب الموسيقى عند الكونفوشيوسية دوراً هامًّا في حياة الناس الاجتماعية، إذ يعتقدون أنها تنظم سلوك الأفراد وتؤدِّي إلى الانسجام والألفة. مراحل تطورالكونفوشيوسية حتى القرن العشرين مرت الكونفوشيوسية بمراحل عدة تراوحت فيها ما بين قمة المجد والصعود وقمة السقوط والأفول. وبحسب الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة فقد أقيم في سنة (422) م معبد لكونفوشيوس في منطقة تشوفو التي يوجد بها قبره، وفي سنة (505) م, أقيم معبد آخر في العاصمة وأصبحت كتبه تدرَّس في المدارس على أنها كتب مقدسة. بل إن أحد أباطرة الصين أمر في سنة (630) م ببناء معابد مزوَّدة بتماثيل لكونفوشيوس في جميع أنحاء الإمبراطورية، كما أمر بإنشاء كليات لتعليم آراء كونفوشيوس، الذي أصبح رمزاً للوحدتين السياسية والدينية. وفي سنة (735) م, تم منح كونفوشيوس لقب ملك ثم أعقب ذلك منحه لقب القديس الأعظم سنة (1013) م. وفي سنة (1330) م, منح الأفراد المنحدرون من سلالته رتبة الشرف وصاروا يُعدُّون من طبقة النبلاء.في سنة (1530) م، بُدِّلت التماثيل الموجودة في المعابد بصور ولوحات حتى لا تختلط الكونفوشيوسية بالوثنية. ثم بدأ نجم الكونفوشيوسية بالأفول حيث أُلغي الامتحان الديني الذي كان يعتبر ضروريًّا للتعيين في الوظائف في سنة (1905) م. وفي سنة (1910) م, ظهر مذنب هالي في الأجواء الصينية فاعتبر ذلك استياء من الآلهة على أسرة مانتشو التي بلغ الفساد في عهدها قمته، مما أدى إلى ثورة شعبية انتهت بتنازل الإمبراطور عن العرش سنة (1912) م، وتحولت الصين إلى النظام الجمهوري مما أدى إلى اختفاء الكونفوشيوسية من الحياة الدينية والسياسية، لكنها بقيت ماثلة في الأخلاق والتقاليد الصينية. إلا أن تلك الأحداث لم تضع النهاية للكونفوشيوسية، فقد قويت الهمم بالعودة إلى تعاليم الكونفوشيوسية عندما استولَّى اليابانيون على إقليم منشوريا؛ وعاد الناس في عام ( 1930- 1934) م, إلى تقديم القرابين مرة ثانية، كما أعيد تدريس الكونفوشيوسية في كل مكان؛ لاعتقادهم بأن نكبتهم ترجع إلى إهمالهم تعاليم المعلم الأكبر كونفوشيوس، وسادت حركة إحياء جديدة بزعامة "تشانج كاي شيك" وقد استمرت هذه الحركة إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية. وفي عام (1949) م, سيطرت الشيوعية على الصين، ولكن شيئاً فشيئاً بدأت الخلافات بين الصين والاتحاد السوفييتي بالظهور، وبعد موت الزعيم الصيني الشيوعي "ماو تسي تونج" بدأ التراجع عن الشيوعية في الصين. تجدر الإشارة إلى أنه نظراً للمكانة التي مثلها كونفوشيوس في المجتمع الصيني تم إدراج معبده وغابته وقصره في قائمة التراث العالمي التي حددتها منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة. طقوس وشعائر في الكونفوشيوسية بالرغم من مجموعة العقائد والمباديء التي قامت عليها الكونفوشيوسية، فإنها لم تحدد أية شعائر أو طقوس أو ممارسات خاصة بأتباع المذهب الكونفوشيوسي. إلا أنها تكتظ بممارسات أديان صينية أخرى كالطاوية أو البوذية. (الموقع الالكتروني ReligionFacts) أهم كتب الكونفوشيوسية هناك مجموعتين من الكتب الهامة تمثلان معًا المذهب الكونفوشيوسي وهما: مجموعة الكتب الخمسة ومجموعة الكتب الأربعة؛ إلا أن أهم تلك الكتب وأكثر نصوصها قداسة في التقاليد الكونفوشيوسية هو كتاب المنتجات أو Analects. والكتب الخمسة هي تلك التي قام كونفوشيوس بنفسه بنقلها عن كتب الأجيال التي سبقته وهي: 1- كتاب الأغاني أو الشعر 2- كتاب التاريخ 3-كتاب التغييرات 4- كتاب الربيع والخريف 5- كتاب الطقوس: وبه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة تشو تلك الأسرة التي لعبت دوراً هامًّا في التاريخ الصيني البعيد. أما الكتب الأربعة هي تلك التي ألَّفها كونفوشيوس وأتباعه مدوِّنين فيها أقوال أستاذهم مع بعض التفسير أو الشرح أو التعليق، أي أنها تمثل فلسفة كونفوشيوس في ذاتها وهي: 1- كتاب الأخلاق والسياسة 2- كتاب الانسجام المركزيCentral Harmony 3- كتاب المنتجات Analects ويطلق عليه اسم إنجيل كونفوشيوس. 4- كتاب منسيوس أماكن انتشار الكونفوشيوسية استمرت فلسفة كونفوشيوس تتحكم في الحياة الصينية قرابة عشرين قرناً - أي من القرن الأول قبل الميلاد حتى نهاية القرن التاسع عشر بعد الميلاد- وانتشرت هذه المدرسة من الصين إلى كوريا، ثم إلى اليابان وفيتنام، وأصبحت ركيزة راسخة في ثقافة الصين وشعوب شرق وجنوب شرق آسيا حتى اليوم. ولا تزال الكونفوشيوسية ماثلة في النظم الاجتماعية في (الصين الوطنية) حتى وقتنا الحاضر. الكونفوشيوسية في الميزان بالرغم من التقدير الذي حظيت به الكونفوشيوسية في مناطق متفرقة من العالم الشرقي والغربي وترجمة كتبها إلى معظم اللغات الأوروبية، فإنها ليست إلا نوع من الفلسفة الأخلاقية الإصلاحية التي تدعو إلى الخلق الحميد والسلوك القويم ولكنها لا يمكن بحال اعتبارها دينًا سماويًا. كما يشوب الكونفوشيوسية العديد من النواقص والمآخذ كما سبق وأوضحنا؛ ومن ثم فهي ليست عقيدة قويمة أو مذهب قوي بل فلسفة أخلاقية فحسب لا يمكن مقارنتها بالأديان السماوية. وقد قال سبحانه وتعالى في سورة (آل عمران- 85) : " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ". |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مآ , أو , السلام , تنزل , ديانات |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل صحيح ان موسى علية السلام لطم عين ملك الموت فاعورة | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 18-05-2018 08:39 PM |
فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه | سراج منير | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 26-05-2017 03:24 PM |
صور اثار وقبور الانبياء والصالحين وغيرهم | مبارك آل ضرمان | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 10 | 12-05-2017 11:48 PM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |