06-03-2016, 10:24 PM
|
|
ما أحلى أن تكون العلاقة الزوجية علاقة صداقة
ما أحلى أن تكونالعلاقةالزوجيةعلاقة صداقة
مفاهيم زوجية ومواقف أسرية ومعان تربوية يحتاجها الزوجان
لتكون علاقتهما الزوجية عشرة علي عشرة ،
فيزداد الحب بينهما ويكثر التفاهم ويتحقق الانسجام والتناغم .
هل يتصور أن تنتقل العلاقة الزوجية إلي علاقة صداقة ومحبة ؟!
أم أن الزوجين لا يمكنهما أن يكونا صديقين ؟ !
لقد أوقفتني حادثة للحبيب محمد صلي الله عليه وسلم
عندما رأيته يتعامل مع زوجته عائشة رضي الله عنها وكأنها صديقته ،
وذلك فيما يرويه الإمام مسلم عن مالك ( خادم رسول الله )
صلي الله عليه وسلم قال :
دعا رجل فارسي النبي صلي الله عليه وسلم إلي طعام: فقال النبي :
أنا وعائشة فقال : لا . فلا ، ثم أجابه بعد ،
فذهب هو وعائشة يتساوقان ، فقرب إليهما إهالة (اللحم السمين )
إن هذا الموقف بمدي العلاقة الحميمة للزوجين ودرجة الحب بينهما ،
حتي إنهما لا يريدان الاستغناء عن بعضهما البعض ،
وإن كانت الدعوة للزوج إلا أنه اشترط مجيء زوجته معه ..
ولم يهمه رضي الداعي من عدمه ، وإنما يهمه مرافقة زوجته له ،
إن هذا المعني من معاني الصداقة في العلاقة،
وإذا توفرت هذه المعاني في العلاقات الزوجية أصبحت العلاقة راقية ومتميزة ،
و ليس كل زوجين تتوفر فيما بينهما علي اعتبار أنها زوجته وأم أولاده ،
فلها من الحقوق مالها وعليها من الواجبات ما عليها ،
ولكن مفهوم الصداقة هو التفاني في المحبة والرقة في المعاملة ،
فقد كتب صديق إلي صديقه :
( لساني رطب بذكرك ، ومكانك في قلبي معمور بمحبتك )
وكتب آخر لصديقه
( الله يعلم أنني أحبك لنفسك فوق محبتي إياك لنفسي ،
ولو أني خيرت بين أمرين :
أحدهما لي وعليك والآخرلك وعلي لآثرت المروءة وحسن الأحدوثة بإيثار حظك على حظي وإني أحب وأبغض لك وأوالي وأعادي فيك .
فهذه من علامات الصداقة وإشاراتها.
فلو أن العلاقة الزوجية تضمنت علاقة صداقة
لا يستغني كل واحد منهما بالآخر عن الآخرين
فيكون كل طرف هو مركز اهتمامه وصندوق أسراره ،
يعتمد عليه في المهمات الصعبة ، فإن سقط رفعه ،
وإن مرض وقف علي رأسه ، وإن احتاج أعطاه وإن طلب لباه ،
فهذه من علامات الصداقة ، فالصداقة قرب قلبي أكثر من كونها قربا جسديا
قال ابن عينية ابن عباس رضي الله عنه :
القرابة تقطع ، والمعروف يكفر ، ولم ير لرفقته وصداقته ،
ولهذا فإن للصداقة ثلاث علامات :
الأولي : التقبل
أي أن أتقبل الطرف الآخر بما فيه من حسنات وسيئات ،
وأرتاح بالجلوس معه والحديث إليه وأفرح عند اللقاء به ،
ولعل من أكبر المآسي التي نعيشها في حياتنا الزوجية
أن لا يتقبل أحدنا الآخر فهذا توضع الحواجز
ويبحث كل واحد عن البديل لبناء العلاقة معه وهنا تبتعد ( الصداقة )
عند أول خطوة في بناء العلاقة .
الثانية : القبول
وهذه العلاقة الثانية تعد التقبل ،
وهي أنني أبحث عن إيجابيات الطرف الآخر ,
وأركز عليها فيكون مقبولا عندي ويزداد حبي له لأنني أري الإيجابيات والحسنات فيه ،
ولا أحرص منذ البداية علي تغيير السيئات وإبداء الملاحظات التي عليه ،
فقد قال أحد علماء النفس ( ليس بمقدور أحد أن يقوم إنسانا آخر ،
ولكن بحبك لهذا الإنسان الآخر علي ما هو عليه ،
تستطيع أن تمنحه القوة لتغيير نفسه .
الثالثة : التقدير
بعد التقبل والقبول يأتي التقدير لاستمرارية العلاقة بين الطرفين .
وتقدير الذات حاجة أساسية
ولهذا ركزت عليها كبري الشركات
والمؤسسات الربحية وغير الربحية
عندما رفعت شعار :
( تقدير العميل أهم شيء )
أو شعار : ( العملاء دائما علي حق )
وكذلك يركز عليها الطفل الصغير ،
فإنه يفعل الحركات الغريبة من أجل لفت النظر ،
ففي ذلك تقدير له وإعطاؤه الاهتمام بوجوده ،
وهذا ما نريده من الزوجين ،
ولهذا عندما دعا الرجل الفارسي الحبيب محمدا صلي الله عليه وسلم
اشترط عليه الرسول أن ترافقه زوجته ،
فهذا من كمال التقدير للطرف الآخر ،
وهذا من التصرفات التي ترفع العلاقة بين الطرفين
من علاقة زوجية إلي علاقة صداقة ،
فتنشأ بعدها كل الأخلاق التي يتمناها الإنسان من الطرف الآخر
بسبب وجود علاقة صداقة بينهما ، فإذا طلب لا يرد طلبه ،
وإذا سأل أعطي ، وإذا مرض وقف عند رأسه ،
وإذا احتاج لبي حاجته ، وإذا مات كان وفيا له .
ولا يعني ذلك أن الصداقة أعلي مرتبة من المودة والرحمة في العلاقة الزوجية ،
ولكن عندما يرتبط الطرفان بالعلاقة الزوجية ،
ثم تكون العلاقة بينهما علاقة صداقة لأصبحا نور علي نور .
lh Hpgn Hk j;,k hgughrm hg.,[dm ughrm w]hrm gh lpl] H, hg.,[dm hgughrm j;,k w]hrm ughrm
|