07-03-2014, 10:14 PM
|
|
الروتين يصيب الحياة الزوجية بالوهن والفتور
تتعرض الحياة الزوجية لشيء من الفتور عندما يطغى الروتين والضغوطات اليومية عليها، ويواجه الطرفان الملل الذي قد يتحول إلى مصدر قلق يسبب المشاكل التي تزيد وضع العلاقة تعقيدا.
يصيب الضغط اليومي والروتين العلاقة العاطفية بين الزوجين ببعض البرود، فبعد فترة من الزواج والحياة المشتركة، وإنجاب الأطفال تقع العلاقة الزوجية في اجترار اليومي وتطفوا الأحداث والمشاكل اليومية على أحاديث الزوجين ويغرقان في حل الإشكاليات وفي ممارسة نفس العادات اليومية خاصة تلك المتعلقة بشؤون المنزل والاهتمام بالأطفال.
قد يؤدي هذا الفتور والروتين أحيانا إلى وضع نهاية للعلاقة الزوجية تصل إلى حد الطلاق، وفي حين يستطيع بعض الأزواج الحفاظ على تماسك الأسرة إلا أنه في جميع الحالات يقضي هذا الروتين على جانب كبير من السعادة التي يتوجب أن توفرها العلاقة الزوجية على مستوى الأجواء العائلية أو على المستوى العاطفي والحميمي بين الزوجين.
لا يخفى أن بعض الرجال والنساء يلجؤون حتى إلى إرضاء رغباتهم خارج العلاقة الزوجية عندما يصل الروتين إلى حد يفقد معه الطرفان ما كان يجذبهما في أول العلاقة من مشاعر وتفاهم وشغف… هذه الحالة يمكن أن تؤدي إلى طلاق أو إلى مسايرة على مبدأ التجاهل، فكلا الطرفين يعلمان أن هناك مشكلة لكنهما يتجاهلانها لعدم قدرتهما على إيجاد حل.
كما أن الروتين حتى في العلاقة الجنسية يعتبر من أكبر مسببات الفتور والبرود بين الزوجين حيث ينسحب على تصرفاتهما تجاه بعضهما وعلى كل تفاصيل حياتهما، وفي كثير من الحالات يُكتشف أن العلاقة الجنسية هي السبب الرئيس لكل مشاكل الزوجين وهي أيضا الحل الأساسي إذا خرجت من الروتين والفتور ومن ثمة إمكانية معالجتها وإصلاحها بالكامل. والتغلب على الروتين في العلاقة الجنسية يحتاج إلى التحاور باستمرار حول الموضوع لغاية تحسين الثقافة الجنسية حتى بعد عدة سنين من الزواج، كالخروج من الطرق التقليدية لممارسة الجنس.
كما يتطلب من الزوجين الابتعاد ما أمكن عن إهمال مظهرهما الخارجي داخل المنزل وعن التصرف أمام الطرف المقابل كما لو كان شخصاً يمكن أن يقبل منا كل شيء بحكم العشرة والعيش المشترك، أما الـتأخر في معالجة هذا الموضوع فقد يجعل الهوة بين الزوجين صعبة الردم، ويمكن أن يحول العلاقة الزوجية إلى جحيم.
ولهذا يكون من الضروري إيجاد حلول ومنافذ لتجديد روح العلاقة، ومن هنا يستوجب على الشريكين إيجاد طرق ووسائل تكون هي أيضا جديدة لتدخل تغييرا إيجابيا في العلاقة: كالتعبير عن المشاعر، وخلق عنصر المفاجأة من خلال تقديم الهدايا… السبل متنوعة لكن المهم أن يسعد بها الطرف المتقبل وأن يشعر بصدقها كي يفكر هو الآخر في سبل تجديد علاقته بزوجه. معلوم أن العلاقة الزوجية تتعرض شأنها شأن أي علاقة أخرى إلى الاضطراب والفتور وإذا لم يحاول كل طرف إسعاف العلاقة الزوجية فإن التوتر بين الأزواج سيتصاعد، فالأيام الأولى من الزواج يحاول كل واحد التقرب أكثر فأكثر من الثاني لكن المشاكل اليومية في الحياة تجعل الطرفين مضغوطين ويستسلمان للروتين وتصبح أصابع الاتهام موجهة نحو كل طرف.
كما أن المتأمل في أسباب فتور الحياة الزوجية يجد أن تراكم بعض الأمور التافهة والبسيطة يجعل المشاكل العادية تتفاقم، والملل والروتين يولدان عجزا عند الطرفين عن إيجاد الحلول وعن التجاوز، فنجد أغلب الزوجات تشتكي من سلوك الزوج بعضهن ينتقد بروده وصمته الدائم وسلبيته فهو لا يلاحظ ما تقوم به من تغييرات في شكلها مثلا أو غير ذلك، رغم إدراكه أن المرأة بطباعها الأنثوية تحب من يمدحها ويثني عليها ويعبر لها عن عواطفه بصوت عال، والزوج كذلك يحب من يمدحه ويثمن خصاله ورجولته، لكن في المقابل يلتزم الطرفان الصمت ولا يفتحان النقاش حول رغباتهما وانتظارهما من العلاقة وما يفتقده أحدهما من الطرف الآخر وهو ما يدفعهما كل منهما إلى العيش في عالمه الخاص أين يراكم كلاهما اللوم والاعتراض في سرية تامة ضد بعضهما.
وإنجاب الأبناء أيضا قد يكون من بين الأسباب الرئيسية للفتور، فالإفراط في الاهتمام بالأبناء والفرح بشعور الأمومة أو الأبوة قد يجعل أحد الطرفين يهمل الآخر ولا يهتم به كما عوده، ثم عندما يكبر الأبناء وكما يقال تكبر معهم مشاكلهم ومسؤولياتهم ويغرق الأبوان وخاصة الأم في دوامة هذه المشاغل لتنسى زوجها وتفقده اهتمامها واقترابها منه.
ويشكّل الروتين في الحياة الزوجية أحد أكبر المنغصات في حياة الأسر، ومسبباً رئيسياً لكبرى المشكلات في العلاقات الزوجية، الأمر الذي يستدعي التساؤل عن سبل مواجهته والتخفيف من حدته، أو التخلص منه تماماً إن كان ذلك ممكناً
hgv,jdk dwdf hgpdhm hg.,[dm fhg,ik ,hgtj,v hgv,jdk hg.,[dm fhg,ik psdj
|