الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
25-05-2019, 12:14 PM | #204 |
| قصَّة نبي الله إسماعيل عليه السلام: لقد أعطى إسماعيل عليه السلام أنموذجًا رائعًا في طاعة الله، والبرِّ بالوالدين؛ حيث استسلَم لله طوعًا ومحبَّة، ممتثلًا لأبيه إبراهيم الخليل، قال تعالى على لسان إسماعيل عليه السلام: ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]. عندما هَمَّ إبراهيم بامتثال أمر الله، وأراد أن يَذبح ابنَه، قام بوضع ابنِه على الأرض حتى التصَق جبينُ إسماعيل بها، وهَمَّ بذَبْحه، ولكنَّ السكِّين لم تقطَعْ وتنحر سيدنا إسماعيل، وحينها جاء الفرَجُ من الله، بنزول الملَك جبريل بكَبْش فداء لإسماعيل، قال تعالى: ﴿ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴾ [الصافات: 107]، فجاءت سنَّةُ الذَّبح والنَّحر التي أصبحت سنَّةً للمسلمين كافَّة، يؤدُّونها في الحجِّ عند البيت الحرام، وكذلك بقيَّة المسلمين في أيام عيد الأضحى. |
|
25-05-2019, 12:14 PM | #205 |
| قصَّة مريم عليها السلام: نَقتبس مِن قصَّة مريم عليها السلام النموذجَ الحسَن للمرأة الطَّاهرة العفيفة، التي رضيَتْ بقضاء الله، واستسلمَتْ لقدَرِه، لقد عانت السيدة مريم مِن آلام الحمل كسائر النِّساء، وأثقَلتْها الهمومُ والأحزان؛ لِما سيتحدَّث عنها الناس من سوء، أحسَّت مريم بآلام المَخاض فلجأت إلى جِذْع نخلة، وآلَمتها وحدتها، قال تعالى: ﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ﴾ [مريم: 23]، سمعَتْ مريم أثناء تألُّمها صوتًا يناديها مِن تحتها أنْ لا تخافي ولا تَحزني كما في الآيات التالية: ﴿ فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [مريم: 24]. |
|
25-05-2019, 12:15 PM | #206 |
| قصَّة نوح عليه السلام: لقد خرَج نوح عليه السلام إلى قومه داعيًا إيَّاهم إلى عِبادة الله سبحانه وتعالى، مبيِّنًا لهم هدفَه ومقصوده مِن الدعوة، قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الشعراء: 109]؛ أي: لا أطلب منكم على تَبليغ الدَّعوة شيئًا من المال؛ إنَّما أطلب أجري مِن الله، فما هو إلا عامِل لله، ومبلِّغ لرسالة ربِّه، غير أنَّ قومه لم يَستجيبوا له، وقد وصفوا ما دَعاهم إليه بالضَّلال، وليس ذلك فحسب؛ بل إنَّهم قد أصرُّوا على عِنادهم، وكفرِهم، وشِركِهم بالله وحده، ونَقتبس من هذه القصَّة العظيمة ما ينبغي أن يكون عليه الدَّاعيةُ المسلِم؛ من سموٍّ في المقصد، والصَّبر الجميل، والتحلِّي بالحكمة والموعظة الحسنة. المصادر والمراجع المعتمدة: • القرآن الكريم. • "في ظلال القرآن"؛ لسيد قطب، الجزء 5، ص (419). • "صفوة التفاسير"؛ للصابوني، الجزء 2، ص (288). |
|
28-05-2019, 10:43 PM | #207 |
| قال خالد بن الوليد: لما أراد الله بي ما أراد من الخير، قذف في قلبي الإسلام، وحضرني رشدي، فقلت: قد شهدت هذه المواطن كلها على محمّد صلى الله عليه وسلم، فليس في موطن أشهده إلا أنصرف وأنا أرى في نفسي أنّي مُوْضَعٌ في غير شيء، وأن محمّدًا سيظهر، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية خرجت في خيل من المشركين، فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه بعسفان (موضع بين الجحفة ومكة)، فقمت بإزائه وتعرضت له، فاعتزَلَنا وعَدَل عن سَنَنِ خيلنا، وأخذ ذات اليمين، فلما صالح قريشا بالحديبية، ودافعته قريش بالرّاح، قلت في نفسي: أي شيء بقي؟ أين المذهب؟ إلى النّجاشي؟ فقد اتّبع محمّدًا، وأصحابه عنده آمنون. فأخرج إلى هرقل؟ فأخرج من ديني إلى نصرانيّة أو يهوديّة، فأقيم في عجم تابعًا، فأقيم في داري فيمن بقي؟ فأنا في ذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضيّة، فتغيّبت ولم أشهد دخوله، وكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلم في عمرة القضية، فطلبني فلم يجدني، فكتب إلي كتابًا، فإذا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلُكَ عقلُكَ! ومثل الإسلام جهله أحد؟! وقد سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم عنك، وقال:"أين خالد؟" فقلت: يأتي الله به. فقال:" ما مثله جهل الإسلام، ولو كان جعل نكايته وجِدَّهُ مع المسلمين لكان خيرا له، ولقدّمناه على غيره ". فاستدركْ يا أخي ما قد فاتك من مواطن صالحة. قال: فلمّا جاءني كتابه نشطت للخروج، وزادني رغبة في الإسلام، وسرّني سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم عنّي. وأرى في النّوم كأنّي في بلاد ضيقة مجدبة، فخرجت إلى بلاد خضراء واسعة، فقلت: إنّ هذه لرؤيا. فلمّا أن قدمت المدينة قلت: لأذكرنّها لأبي بكر.فقال: مخرجك الذى هداك الله للإسلام، والضيق الذي كنت فيه من الشّرك. قال: فلما أجمعت الخروج إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت: من أصاحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلقيت صفوان بن أميّة، فقلت: يا أبا وهب، أما ترى ما نحن فيه، إنما نحن كأضراس، وقد ظهر محمّد على العرب والعجم، فلو قدمنا على محمّد واتبعناه، فإن شرف محمد لنا شرف. فأبى أشدّ الإباء، فقال: لو لم يبق غيري ما اتبعته أبدا. فافترقنا، وقلت: هذا رجل قتل أخوه وأبوه ببدر. فلقيت عكرمة بن أبي جهل، فقلت له مثل ما قلت لصفوان بن أميّة، فقال لي مثل ما قال صفوان بن أمية، قلت: فاكتم عليّ. قال: لا أذكره. فخرجت إلى منزلي، فأمرت براحلتي، فخرجت بها إلى أن لقيتُ عثمان بن طلحة، فقلت: إنّ هذا لي صديق، فلو ذكرت له ما أرجو. ثمّ ذكرت من قتل من آبائه، فكرهت أن أذكّره، ثمّ قلت: وما عليّ وأنا راحل من ساعتي. فذكرت له ما صار الأمر إليه، فقلت: إنّما نحن بمنزلة ثعلب في جحر، لو صبّ فيه ذنوب من ماء لخرج. وقلت له نحوًا ممّا قلت لصاحبيّ، فأسرع الإجابة، وقلت له: إني غدوت اليوم وأنا أريد أن أغدو، وهذه راحلتي بفجّ مناخة. قال: فاتعدت أنا وهو يأجج (واد قريب من التنعيم يصب في مر الظهران)، إن سبقني أقام، وإن سبقته أقمت عليه. قال: فأدلجنا سحرًا، فلم يطلع الفجر حتى التقينا بيأجج، فغدونا حتّى انتهينا إلى الهدّة، فوجدنا عمرو بن العاص بها فقال: مرحبا بالقوم، فقلنا: وبك. فقال: إلى أين مسيركم؟ فقلنا: وما أخرجك. فقال: وما أخرجكم؟ قلنا: الدخول في الإسلام واتباع محمّد صلّى الله عليه وسلّم. قال: وذاك الذي أقدمني. فاصطحبنا جميعا حتى دخلنا المدينة، فأنخنا بظهر الحرّة ركائِبَنا، فأُخبرَ بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسرَّ بنا، فلبست من صالح ثيابي، ثمّ عمدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيني أخي، فقال: أسرع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر بك، فسر بقدومك، وهو ينتظركم. فأسرعنا المشي، فاطلعت عليه، فما زال يتبسّم إليّ حتّى وقفت عليه، فسلّمت عليه بالنّبوّة، فردّ عليّ السّلام بوجه طلق، فقلت: إنّي أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّك رسول الله. فقال:" تعال". ثمّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحمد لله الذي هداك، قد كنت أرى لك عقلا رجوت أن لا يسلمك إلا إلى خير". قلت: يا رسول الله، إنّي قد رأيت ما كنت أشهد من تلك المواطن عليك معاندا للحق، فادع الله أن يغفرها لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله". قلت: يا رسول الله، على ذلك. قال:" اللهم اغفر لخالد بن الوليد كل ما أوضع فيه من صَدٍّ عن سبيلك ". قال خالد: وتقدم عثمانُ وعمرٌو فبايعا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وكان قدومنا في صفر سنة ثمان. قال: والله ما كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعدل بي أحدًا من أصحابه فيما حَزَبَهُ. (من البداية والنهاية بتصرف يسير). * مقتطعة من مقالة لموسى أبو دويح في موقع رابطة أدباء الشام |
|
28-05-2019, 10:43 PM | #208 |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته * سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه و أرضاه * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل سرية مكونة من عشرة من الصحابة للاستطلاع . فعلم المشركون بأمرهم فأرسلوا بدورهم مائة من الرماة المهرة فبحثوا عنهم حتى وجدوهم وحاصروهم وعرضوا عليهم الاستسلام فتشاور الصحابة هل يستسلموا أم يقاتلوا فقال سيدنا عاصم أما أنا فقد عاهدت ربى بعد إسلامي ألا أمس مشرك ولا يمسني مشرك فسوف أقاتل فاجمع الصحابة على عدم الاستسلام فقاتلوا وقتلوا حتى استشهد سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه و أرضاه . ففرح المشركون بمقتله وقالوا نأخذ جثته . أتدرون لماذا . كان سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه قد قتل في غزوة بدر الكافر عقبة بن أبى معيط وكان عقبة اكثر مشرك قد تجرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أم عدو الله عقبة لان قتل عاصم لآاشربن في رأسه الخمر فقال الكفار نقطع راس عاصم ونبيعها إلى سولافة أم عقبة ولكن هل تدرون بماذا دعا سيدنا عاصم بن ثابت رضى الله عنه قبل استشهاده قال اللهم إني قد قتلت في سبيل أن أحمي دينك فا حمى لي جسدي . فهل يترك الحق سبحانه وتعالى جسده ليمثل به الكفرة لا فلا يعلم جنود ربك إلا هو فأرسل الله جند من جنوده أتدرون ماذا أرسل الله سرب نحل يا سبحانك يا الله النحل الضعيف نعم سرب نحل أحاط بالجسد الطاهر فلم يستطع الكفار أن يقتربوا منه فقالوا ننتظر حتى المساء فا رسل الله جندا آخر من جنده المطر سيول وسيول من المطر فاخذ المطر الجسد الطاهر وجرفه معه فلا يعلم أحد حتى الآن مكان الجسد الطاهر فسبحان الله (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) صدق الله فصدقه الله رضى الله عنه و أرضاه |
|
28-05-2019, 10:44 PM | #209 |
| * سيدنا خبيب بن عدى رضى الله عنه و أرضاه * هو آخر واحد من هؤلاء العشرة والذي أخذه المشركون أسيرا وهو الوحيد الذي بقى على قيد الحياة أخذه المشركون معهم إلى مكة ليقتلوه أمام أهل مكة . وكانت قد دخلت الأشهر الحرم فقالوا ننتظر حتى تنتهي الأشهر الحرم وكبلوه بالحديد وحبسوه في بيت أحد المشركين و أوصوا زوجة هذا الكافر أن تراقبه . تخيلوا كانت تقول كنت أرى في يده عنقود العنب وليس في مكة كلها أي عنب . وهذا من قدرة الله عز وجل المهم أن الأشهر الحرم قد انتهت فاخذ الكفار سيدنا خبيب ليقتلوه فخرجت قريش كلها على بكرة أبيها لترى مقتل خبيب فأخذوه وصلبوه على جزع نخلة و أمر أبو سفيان الرماة أن يضربوه بدون أن يقتلوه فانطلقت السهام من كل صوب تجاه خبيب ثم أوقفهم أبو سفيان وذهب إليه قائلا ياخبيب استحلفك بالله أتحب أن تكون في بيتك آمنا ويكون محمد مكانك فتخيلوا أحبابي ماذا قال خبيب قال رضى الله عنه و أرضاه والله ما احب أن أكون في بيتي آمنا ويشاك رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة في يده افاحب أن يكون مكاني يـــــــــــــــاه كل هذا الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو سفيان ما رأيت أحد يحب أحد كحب أصحاب محمد لمحمد صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال تمن شيئا يا خبيب قال أتمن أن أصلى ركعتين فصلاهم ثم نظر إليهم ودعا الله قائلا . اللهم أحصهم عددا . واقتلهم بددا . ولا تبقى منهم أحدا. فقتلوه رضى الله عنه و أرضاه تخيلوا بعد 20 سنه من وفاته وفى عهد عمر بن الخطاب كان يوحد صحابي اسمه سعيد بن عامر كان والى الكوفة فجاء أهل الكوفة ليشتكوا إلى أمير المؤمنين عمر قائلين إن هذا الوالي به مرض الصرع يكون جالسا فيرتعش ويرتجف ثم يسقط على الأرض فناداه عمر سائلا إياه ماذا يصيبك يا سعيد فقال يا أمير المؤمنين لقد كنت واقفا يوم دعوة خبيب فأصابتني هذه الدعوة فكلما تذكرته حدث لي الذي يحدث ترون ياأخوانى مدى صدق الخبيب رضى الله عنه و أرضاه المهم نعود إلى خبيب قبل مقتله قال ولست أبالي حين اقتل مسلما .............على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وان يشا............يبارك في اوصالى شلو ممزع اللهم إني قد بلغت رسالتك فبلغ رسولك ما أنا فيه ومات الخبيب رضى الله عنه و أرضاه ترون مدى حرص أصحاب رسول الله على هذا الدين كلهم يعلمون انهم أصحاب رسالة حتى في موتهم هم أصحاب رسالة رضى الله عنهم جميعا و أرضاهم نزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغا إياه عن مقتل الخبيب فقال وعليك السلام يا خبيب وقال لا يترك الخبيب مصلوبا و أمر أحد الصحابة أن يذهب إلى مكة ليحضر جثته أو يدفنها فذهب أحد الصحابة وانتظر دخول الليل حتى ينام أهل مكة وعندما قام بفك وثاقه إذ بالجسد الطاهر يسقط على الأرض فخاف الصحابي أن تسمع قريش صوت ارتطام الجسد بالأرض فيقول فأسرعت واختبأت فلم أرى أحد فذهبت كي احمل الجسد فلم أجده فبحثت عنه يمنة ويسرة حتى اصبح الصباح ولم أجد الجسد فرجعت إلى رسول الله فأبلغته بالذي حدث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعليك لاعليك فقد دفنته الملائكة فسمى دفين الملائكة رضى الله عنه و أرضاه فصلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم |
|
28-05-2019, 10:44 PM | #210 |
| قصة آدم عليه السلام ومصدق هذا في قوله تعالى: { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيرا ونساء... } (سورة النساء:1) وفي قوله تعالى: { هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها، فلما تغشاها حملت حملاً خفيفاً فمرت به ... } (سورة الأعراف:189) وفي الصحيحين من حديث زائدة، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيراً" هذا لفظ البخاري. وقد اختلف المفسرون في قوله: { ولا تقربا هذه الشجرة } (سورة البقرة:35) فقيل: هي الكرم، وروي عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، والشعبي، وجعدة بن هبيرة، ومحمد بن قيس، والسدي، ورواه عن ابن مسعود وناس من الصحابة، قال: وتزعم يهود أنها الحنطة، وهذا مروى عن ابن عباس، والحسن البصري، ووهب ابن منبه، وعطية العوفي، وأبى مالك، ومحارب بن دثار، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى. قال وهب: والحبة منه ألين من الزبد وأحلى من العسل. وقال الثوري عن حصين، عن أبي مالك: (ولا تقربا هذه الشجرة) وهي النخلة. وقال ابن جريج عن مجاهد: وهي التينة، وبه قال قتادة وابن جريج. وقال أبو العالية: كانت شجرة من أكل منها أحدث، ولا ينبغي في الجنة حدث. وهذا الخلاف قريب، وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها، ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينها لنا، كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن. وإنما الخلاف الذي ذكروه في أن هذه الجنة التي أدخلها آدم: هل هي في السماء أو في الأرض، هو الخلال الذي ينبغي فصله والخروج منه. والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى؛ لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى: { وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } (سورة البقرة:35) والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي، وإنما تعود على معهود ذهني؛ وهو المستقر شرعاً من جنة المأوى، وكقول موسى عليه السلام: "علام أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ …" الحديث كما سيأتي الكلام عليه. وروي مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشجعي ـ واسمه سعد بن طارق ـ عن أبي حازم سلمة بن دينار، عن أبي هريرة. وأبي مالك عن ربعى، عن حذيفة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة. فيأتون آدم فيقولون: يا آبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟" وذكر الحديث بطوله. وهذا فيه قوة جيدة ظاهرة في الدلالة على أنها جنة المأوى، وليست تخلو عن نظر. وقال آخرون: بل الجنة التي أسكنها آدم لم تكن جنة الخلد، لأنه كلف فيها ألا يأكل من تلك الشجرة، ولأنه نام فيها وأخرج منها، ودخل عليه إبليس فيها، وهذا مما ينافي أن تكون جنة المأوى. وهذا القول محكي عن أبي بن كعب، وعبد الله بن عباس، ووهب بن منبه، وسفيان بن عيينة، واختاره ابن قتيبة في "المعارف"، والقاضي منذر بن سعيد البلوطي في تفسيره وأفراد له مصنفاً على حده. وحكاه عن أبي حنيفة الإمام وأصحابه رحمهم الله. ونقله أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ابن خطيب الري في تفسيره عن أبي القاسم البلخي وأبي مسلم الأصبهاني، ونقله القرطبي في تفسيره عن المعتزلة والقدرية، وهذا القول هو نص التوراة التي بأيدي أهل الكتاب. وممن حكى الخلاف في هذه المسألة أبو محمد بن حزم في "الملل والنحل"، وأبو محمد بن عطية في تفسيره، وأبو عيسى الرماني في تفسيره، وحكى عن الجمهور الأول، وأبو القاسم الراغب، والقاضي الماوردي في تفسيره فقال: واختلف في الجنة التي أسكناها، يعني آدم وحواء؛ على قولين: أحدهما: أنها جنة الخلد. الثاني: أنها جنة أعدها الله لهما وجعلها دار ابتلاء، وليست جنة الخلد التي جعلها دار جزاء. ومن قال بهذا اختلفوا على قولين: أحدهما: أنها في السماء لأنه أهبطهما منها، وهذا قول الحسن. والثاني: أنها في الأرض؛ لأنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيا عنها دون غيرها من الثمار. وهذا قول ابن يحيى. وكان ذلك بعد أن أمر إبليس بالسجود لآدم، والله أعلم بصواب ذلك. هذا كلامه. فقد تضمن كلامه حكاية أقوال الثلاثة، وأشعر كلامه أنه متوقف في المسألة. لهذا حكى أبو عبد الله الرازي في تفسيره في هذه المسألة أربعة أقوال: هذه الثلاثة التي أوردها الماوردي، ورابعها الوقف، وحكى القول بأنها في السماء وليست جنة المأوى، عن أبي علي الجبائي. وقد أورد أصحاب القول الثاني سؤالا يحتاج مثله إلي جواب، فقالوا: لا شك أن الله سبحانه وتعالى طرد إبليس حين امتنع من السجود عن الحضرة الإلهية، وأمره بالخروج عنها والهبوط منها، وهذا الأمر ليس من الأوامر الشرعية بحيث يمكن مخالفته، وإنما هو أمر قدري لا يخالف ولا يمانع، ولهذا قال: { اخرج منها مذءوماً مدحوراً } (سورة الأعراف:18) وقال: { اهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها } (سورة الأعراف:13) وقال: { اخرج منها فإنك رجيم } (سورة ص:77) والضمير عائد إلي الجنة أو السماء أو المنزلة. وأيا ما كان فمعلوم أنه ليس له الكون قدراً في المكان الذي طرد عنه وأبعد منه، لا على سبيل الاستقرار ولا على سبيل المرور والاجتياز. قالوا: ومعلوم من ظاهر سياقات القرآن أنه وسوس لآدم وخاطبه بقوله له: { هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى } (سورة طه:120) وبقوله: { وما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين* وقاسهما إني لكما لمن الناصحين* فدلاهما بغرور } (سورة الأعراف: 20ـ22) وهذا ظاهر في اجتماعه معهما في جنتهما. وقد أجيبوا عن هذا بأنه لا يمتنع أن يجتمع بهما في الجنة على سبيل المرور فيها لا على سبيل الاستقرار بها، أو أنه وسوس لهما وهو على باب الجنة أو من تحت السماء. وفي الثلاثة نظر، والله أعلم. ومما احتج به أصحاب هذه المقالة: ما رواه عبد الله ابن الإمام احمد في الزيادات عن هدبة بن خالد، عن حمادة بن سلمة، عن حميد، عن الحسن البصري، عن يحيى ابن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب، قال: إن آدم لما احتضر اشتهى قطفا من عنب الجنة، فانطلق بنوه ليطلبوه له، فلقيتهم الملائكة فقالوا: أين تريدون يا بني آدم؟ فقالوا: إن آبانا اشتهى قطفاً من عنب الجنة. فقالوا لهم: ارجعوا فقد كفيتموه. فانتهوا إليه فقبضوا روحه وغسلوه وحنطوه وكفنوه وصلى عليه جبريل وبنوه خلف الملائكة ودفنوه، وقالوا: هذه سنتكم في موتاكم. وسيأتي الحديث بسنده، وتمام لفظه عند ذكر وفاة آدم عليه السلام. قالوا: فلولا أنه كان الوصول إلي الجنة التي كان فيها آدم التي اشتهى منها القطف ممكناً؛ لما ذهبوا يطلبون ذلك، فدل على أنها في الأرض لا في السماء، والله أعلم. قالوا: والاحتجاج بأن الألف واللام في قوله: { ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } (سورة الأعراف:19) لم يتقدم عهد يعود عليه فهو المعهود الذهني مسلم، ولكن هو ما دل عليه سياق الكلام، فإن آدم خلق في الأرض ولم ينقل أنه رفع إلي السماء وخلق ليكون في الأرض، وبهذا أعلم الرب الملائكة حيث قال: { إني جاعل في الأرض خليفة } (سورة البقرة:30) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الـكريم , القرآن , بقصه , دخولك , سجل , قصص |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
30 وسيلة إبداعية في حفظ القران الكريم. | غلا الكويت | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 29 | 05-06-2021 11:58 PM |
تلاوة قرآن | أمير الصحراء | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 03-05-2015 02:05 AM |
إحصائيات قرآنيه لوحه إلاهيه رائعه | نجوى العراق | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 12 | 28-08-2014 09:56 PM |
إعجاز القرآن الكريم | قطرات احزان | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 25-10-2013 03:01 AM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |