الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-12-2018, 03:15 PM | #127 |
| معركة مؤتة أعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.. هناك في مؤتة، بدأ القتال المرير، ثلاثة آلاف رجل من المسلمين يواجهون مائتي ألف مقاتل كافر، معركة عجيبة.. أعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.. هناك في مؤتة، بدأ القتال المرير، ثلاثة آلاف رجل من المسلمين يواجهون مائتي ألف مقاتل كافر، معركة عجيبة سجلها التاريخ بالدهشة والحيرة، ولكن إذا هبت رياح الإيمان جاءت بالعجائب .. وقد وقعت في العام الثامن من الهجرة، وكانت مقدمة لفتح بلدان النصارى . وسبب هذه المعركة أن رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى ملك الروم، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني ـ وكان عاملا على البلقاء من أرض الشام ـ من قِبل قيصرـ، فأوثقه رباطا، ثم قدمه فضرب عنقه، وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، وهو بمثابة إعلان حرب، فاشتد ذلك على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلى المسلمين، ومن ثم جهز رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جيشا قوامه ثلاثة آلاف مقاتل، وأمَّر عليهم زيد بن حارثة ، وقال إن قُتل زيد فجعفر ، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة ) ( البخاري )، وأمرهم أن يأتوا مكان مقتل الحارث بن عمير ، وأن يدعوا مَن هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا، وإلا استعانوا بالله عليهم وقاتلوهم. وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أمر رجلا على سرية أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا، ثم قال اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، وقاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا ) ( أبو داود ) . ـ فانطلق الجيش الإسلامي حتى وصل إلى معان من أرض الشام، فعلموا أن أعداءهم حشدوا لهم حشودا ضخمة لقتالهم، إذ جمعوا لهم مائة ألف مقاتل نصراني من الروم ومائة ألف نصراني من العرب، فتشاور المسلمون، فقال بعضهم: نكتب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما يأمرنا بأمره فنمضي.. لكن عبد الله بن رواحة حسم الموقف بقوله: يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون ـ الشهادة ـ ، وما نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين: إما ظهور، وإما شهادة.. فألهبت كلماته مشاعر المجاهدين، واندفع زيد بن حارثة بالمسلمين إلى منطقة مؤتة(جنوب الكرك بالشام)، حيث قاتل الروم هناك، فكانت ملحمة كبيرة، سجل فيها القادة الثلاثة بطولة عظيمة انتهت باستشهادهم .. ثم اتفق المسلمون على إمرة خالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ، فحمل الراية وأخذ يقاتل ويحاول إنقاذ الجيش من هذا المأزق الخطير، بالانسحاب المنظم من أرض المعركة، وقتال الانسحاب شاق ومن أصعب العمليات العسكرية، حتى دخل الليل فكان هدنة مؤقتة، فأعاد خالد فيها تنظيم جيشه، وهجم على الروم بعد الفجر وقتل منهم الكثير، واستشهد من المسلمين اثنا عشر رجلا فقط، ورجع خالد ـ رضي الله عنه ـ بجيشه إلي المدينة .. ويمكن القول إن خالدا بخطته وشجاعته، قد أنقذ المسلمين من هزيمة ماحقة، ولا تعد خسائر المسلمين شيئا يذكر، بجانب خسائر النصارى، ومن ثم كان انسحابه قمة النصر بالنسبة لظروف المعركة .. لقد أظهرت معركة مؤتة معجزة للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فرغم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يشارك فيها، إلا أنه نعى للمسلمين القادة الثلاثة، وأخبر باستشهادهم، وهم ما زالوا في أرض المعركة، وبينهم مسافات شاسعة، فحدث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه بالمدينة عن أحداث المعركة وكأنه يشاهد سير القتال، ولم يخطئ في شيء منها، وهذا يدل على أن الله زوى له الأرض، فأصبح يرى ما يحدث لأصحابه وهم يقاتلون على مشارف الشام، وهذه من جملة معجزاته وآياته الدالة على أنه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ويتلقى الوحي من الله عز وجل . فعن أنس ـ رضي الله عنه ـ، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعى زيدا وجعفر وابن أبي رواحة قبل أن يرجعوا إلى المدينة أو يأتي خبرهم، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ الراية جعفر فأصيب، ثم أخذ الراية ابن أبي رواحة فأصيب، ثم أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم )( البخاري )..وهذا الحديث بجانب إظهاره لمعجزة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فإنه يسجل فضلا خاصا لخالد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ، حيث لقبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسيف الله.. كما أعطتنا معركة مؤتة درسا هاما ـ ما أحوج أمتنا إليه اليوم ـ في أثر الإيمان بالله على سير المعارك ونتائجها، فما يثير الدهشة في هذه المعركة، ذلك الفرق الكبير بين عدد المسلمين وعدد أعدائهم، فقد رأينا أن عدد الروم ومن معهم ما يقرب من مائتي ألف مقاتل، كما روى ذلك ابن إسحاق وابن سعد وعامة كتاب السيرة، على حين أن عدد المسلمين لم يتجاوز ثلاثة آلاف، وهي نسبة تجعل الجيش الإسلامي أشبه بنواة صغيرة في أرض كبيرة سوداء، وما يزيد من الدهشة، أن يصمد المسلمون وهم سرية ليس فيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، أمام هذا اليم المتلاطم، فيقتل أميرهم الأول ثم الثاني ثم الثالث، وهم يقتحمون أبواب الشهادة في نشوة بالغة وإقبال عجيب، وينشد جعفر ـ رضي الله عنه ـ قائلا : يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وباردا شرابها والروم روم قد دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها علي إذ لاقيتها ضرابها فأخذ الراية بيده اليمنى فقطعت، فتناولها بشماله فقطعت، فاحتضنها بعضديه حتى استشهد وهو ابن ثلاث وثلاثين، مثخنا بالجراح . يقول نافع أن ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، قال: ( فعددت به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره(يعني ظهره) ) ( البخاري ) . وبعد استشهاد جعفر تسلم الراية عبد الله بن رواحة ، فامتطى جواده وهو يقول: يا نفس إن لم تقتلي تموتي هذا حمام الموت قد صليت وما تمنيت فقد أعطيت إن تفعلي فعلهما هديت وتقدم يقاتل حتى استشهد رضي الله عنه. والدلالة التي تعلو على الريب في هذه المعركة أن شجاعة المسلمين بلغت حدا عجيبا، لم تعرفه أمة سابقة أو لاحقة، ـ شجاعةـ تحطم أمامها كبرياء أمم، ـ كفارس والروم ـ عاشت مع التاريخ دهرا تصول وتجول لا يوقفها شيء. . لكن العجب يزول، إذا تذكرنا ما يفعله الإيمان بالله، والاستعانة به، واليقين بوعده ونصره. . ثم إن الشجاعة والاستهانة بالموت لم يكن قاصرا على الرجال فحسب، بل تعدى الرجال إلى الأطفال، فقد رأى أولئك الصغار أن انسحاب خالد ومن معه ـ دون نصر حاسم أو شهادة في سبيل الله ـ فرارا يقابل بحثو التراب عليهم، وقالوا لهم: يا فرار، أفررتم في سبيل الله؟، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى ).. لقد كانت معركة مؤتة من أهم المعارك التي وقعت بين المسلمين وبين النصارى من عرب وعجم، لأنها أول صدام مسلح بينهما، وأظهرت الروح المعنوية العالية للمسلمين، وضعف الجندي النصراني.. ومن ثم فإن التأمل بعمق في هذه المعركة يساعدنا في معالجة الهزيمة النفسية التي تمر بها الأمة، وإقامة الحجة على القائلين بأن سبب هزيمتنا التفوق التكنولوجي والعسكري لدى الأعداء، فقد رأينا ما يفعله الإيمان بالله عز وجل بالرجال بل بالأطفال. . |
|
15-01-2019, 02:40 PM | #128 |
| من القصص التي رواها النبي صبى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم ، روى النبي صلى الله عليه وسلم هذه القصة للصحابة ليثبتهم على دينهم وعلى طاعة ربه ويتعلمون منها الفوائد خصوصا هذه القصة التي سنرويها فيها من العبر ومن الفوائد الشئ الكثير ، هذه القصة بعنوان أصحاب الأخدود وهي لها مواعظ وعبر كثيرة سنلخصها لكم في أربعة حلقات إن شاء الله . والأن نبدأ الحلقة الأولى . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في زمن من الأزمان كان هنالك ملك عنده ساحر ، ملك يخدع الناس بهذا الساحر كما كان فرعون يفعل ، كان يقول هذا الملك للناس انا ربكم ويفعل له هذا الساحر بعض الأشياء فيظن الناس انه ربهم والعياذ بالله جهل من الناس والملك وهذا الساحر ، فكبر هذا الساحر وعلم انه سيموت قال للملك أبعث لي قلاما أعلمه فأرسل الملك له غلاما ، اكيد طبعا الملك أختار غلام من بين الغلمان الذين لهم نباه وزكاء وفيه عقل وفطنه ويكون قد سبق أقرانه ولهذا أرسله الملك الى الساحر ليتعلم السحر ، والسحر علم لكن كفر بالله عز وجل لا تتعلمه الا تكفر بالله عز وجل ، لأن الشياطين لا تستجيب للساحر إلا ليتقرب لها . ذهب هذا الغلام الى الساحر ليكون خليفة للساحر وإلا ملك الملك يضيع وكذبه على الناس يذهب ، فبدأ الغلام مع الساحر يتعلم وفي الطرق كان يرى رجلا قريب المنظر قريب الكلام رجلا في صومعته لا يخرج مع الناس ولا يختلط بهم وله كلام وحركات قريبة فدخل الغلان الزكي الفطن وأستأذن من هذا الرجل وجلس ، فقال له من أنت قال أنا راهب فقال الغلام وماذا يعني راهب ؟ فرد عليه أنا راهب أتعبد الله قال يعني تتعبد الملك قال لا أتعبد ربي وربك ورب الملك قال من تقصد ؟ فأخذ هذا الغلام يسمع الى كلام الراهب ويسمعه وتعجب به ولأنه كان زكيت بدأ يرتاح لكلام الراهب ويجلس وقت معه وبعدها يذهب الى الساحر ويبدأ الساحر يسأله لم تأخرت ويضربه قاسي لأنه لا يوجد رحمة ولا يوجد دين رجل خبيث مع الشياطين يضرب الغلام ضربا فيرجع الغلام من الراهب فيهدأ قليلا ويرتاح . أرادوا ان يضلوا هذا الغلام ولكن من يهديه الله فلا مضل له ، فذهب الغلام للراهب وأشتكى له ضربني الساحر ويشتكي أن اهله أيضا في العودة يضربونه إذا تأخرت عندك وكان يجلس في الروحة والرجعة مع الراهب والراهب يعلمه الدين ، فقال له الراهب إذا سألك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا سألك اهلك قل حبسني الساحر تخرج من هذا ومن هذا ، لعله نوع من الكذب لكن الله عز وجل لعله أباح لهم هذا الأمر في شريعتهم حتى ينجو الغلام ، وكان في كل يوم يذهب للراهب يسمع منه ويسمع من الساحر فشتان بين الأثنين . في يوم من الأيام وكان الغلام في طريقه إلى بيته رأى حيوانا عظيما دابة كبيرة جاءت الى القرية فأفزعت الناس وجلست في وسط الطريق وخاف الناس منها وتراجع كل الناس ولا أحد تجرأ ان يقترب منها وقطعت على الناس طريقهم ، فنظر الغلام الصغير الى هذه الدابة وقال اللهم إن كانت أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر ففرج على الناس هذه الدابة ، أبعدها عمهم وأكف الناس شرها ، الأن يتأكد الراهب صح أم الساحر الأن سيظهر الحق فيهم ، هذا الغلام ما قال هذا الكلام ألا وأن الله قذف في قلبه هذا وصل إلى مرتبة من الإيمان والعلم ، فأخذ الصخر وأقترب الغلام منها ولم يخف والناس ينظرون فرمى هذه الدابة فأزاحها هذا الحجر وماتت مباشرة فإذا بالناس يتعجبون ويتساءلون كيف فعل هذا الغلام هذا لكن الغلام لم يهمه أمر الناس وهمه أمر واحد وهو أن امر الراهب أحق من أمر الساحر ، ومن شدة فرحه ذهب الى الراهب دخل اليه وقص اليه القصة وأخبره بالخبر الأن الراهب تعجب وسأله متأكد من الذي حصل ؟ قال الغلام : نعم . فقال الراهب : إنك اليوم خير مني وسوف تبتلى فإذا أبتليت فلا تدل علي . فوافق الغلام على هذا إذا اعانه الله عز وجل أراد أن يكتم أمر الراهب . أجرى الله عز وجل في يد هذا الغلام كرامات قد لا يحصل عليها أحد من البشر في ذلك الزمان ، ما هذه الكرامات ؟ وكيف ابتلي هذا الغلام ؟ وما الذي حصل في إبتلائه ؟ هذا ما سنعرفه ولكن في الحلقة القادمة إن شاء الله ، أستودعكم الله ودمتم في رعاية الله وحفظه . نلقاكم في الحلقة القادمة إن شاء الله ... |
|
15-01-2019, 02:43 PM | #129 |
| تحدثنا في الحلقة الماضية عن الملك الذي له ساحر يخدع الناس به والساحر كبر في السن وارسل للملك ليرسل له غلام يعلمه السحر وهذا الغلام كان زكيا وأعطاه الله الحكمة ، وذكرنا أيضا الراهب الذي يذكر الله وكان يجلس معه الغلام وذكرنا أيضا قصة الغلام مع الدابة وذكرنا أن هذا الغلام أجرى الله في يده كرامات فكان يبره الأعمى والأبرص ، الأعمى المولود أعمى يمسح على وجهه ويدعو الله عز وجل فيشفيه الله عز وجل ويمسح على الأبرص فيشفيه الله عز وجل والمريض يدعو له فيشفيه الله عز وجل ، فسمع بهذا الأمر رجل يجالس الملك صاحب للملك ، سمع أن هناك غلام يرجع البصر لصاحبه فناداه وجاء إليه وكان أعمى قال له يا بني سمعت أنك تشفي وترجع البصر لصاحبه فإن أرجعت إلي بصري فليس هناك أحد سيعطيك من الأموال غيري أعطيك ما تشاء من أموال ومن ذهب ومن فضة وما درى هذا المسكين أن الغلام لا يريد أموالا ولا ذهبا ولا فضة هو كل ما يريد أن يؤمن الناس بالله رب العالمين ، فقال له الغلام أنا لا أشفي ولا أرجع بصرا لأحد من الناس ، قال له الرجل الناس يقولون أنك ترجع البصر ، فقال له الغلام الأمر غير صحيح ، فقال له الرجل ما هو الصحيح ؟ فقال الغلام الصحيح أن الله عز وجل هو الشافي أنا أدعوه فيشفيك فإن شئت آمن به أدعو فيشفيك ، فقال الرجل من هو الله ؟ فعرف الغلام ذلك الرجل من هو الله ، الغلام أصبح أشجع من الراهب ، الراهب متخفي لكن الغلام فيه قوة حماس وإيمان بدأ يبلغ هذا الدين ما همه أن هذا جليس الملك ، فآمن جليس الملك بالله تعالى وكفر بالملك فإذا بالله عز وجل يمسح على وجهه فيبصر مرة أخرى جليس الملك أبصر فزاد إيمانه بالله وأيقن أن الغلام على حق وأن الملك على الباطل وفرح فرحا شديدا على هذه النعمة وكان على عهده ووعده وآمن بالله . مرت الأيام والملك زار هذا الجليس فلما جلس عنده قال يا فلان أتبصر ؟ قال نعم ، ألم تكن أعمى ! من رد عليك بصرك ؟ قال ربي ، قال الملك يعني أنا ؟ قال لا ربي وربك الله رب العالمين ، قال الملك ماذا تقول ؟ فأمر جنوده ومسكوه وأدخلوه القصر وضربوه ، كان هذا الرجل صاحب عمره وجليسه لكن الكافر ليس له صاحب ، فأمر الجنود أن يعذبوه ليرجع عن دينه فما رجع فعذب ليخبر عن من علمه هذا ، فإذا به يبوح بالسر وذكر الغلام وأسمه ، فقال الملك الغلام الذي ذهبنا به ليتعلم السحر ويثبت ديننا هذا الغلام يفعل فينا هكذا فأتوني بهذا الغلام ، فأتوا بالغلام فسأله الملك ألك رب غيري ؟ قال الغلام نعم ربي وربك الله رب العالمين ، فأمر الملك يأمر جنوده أن يضربوه ويجلدوه ويعذبوه نعم لكنه الصبر " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " صبر الغلام على دينه وما تراجع لكنه عندما عذب أخبر عن الراهب ، فأتوا بالراهب هو الأصل الذي علم الغلام ، جليس الملك والغلام والراهب الأن مع الملك ، والراهب يعذب عذابا ولم يتراجع عن دينه أبدا حتى أمر الملك أن يشق الراهب نصفين وفعلا جيئ بالمنشار وشق الراهب نصفين وقتل أمام الجليس الذي للتو أبصر والغلام " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ " كم من إنسان على وجه هذه الأرض قتل في سبيل الله كثيرون أنبياء ذبحوا ، زكريا عليه السلام نشر بالمنشار ويحيى إبنه عليه السلام قطع رأسه وهو يصلي " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " نشر الراهب ومات ، فرجع الملك الأن الى جليسه قال له ترجع عن دينك ؟ لتو أبصر للتو بدأ يرى نعيم الدنيا وملذتها وعنده فلوس وخيرات هل يخسر هذا كله لكي يؤمن بالذي خلقه ؟ نعم لأنه دين يوافق الفطرة لأنه الدين الحق لأنه الله رب العالمين ، ضرب وعذب ولم يتراجع فجئ بالمنشار على رأس جليس الملك فقطع رأسه أمام الغلام ، قتل الملك الراهب والجليس صاحبه وبقي الغلام ويخلص وينتهي كل شئ ، فقال له الملك أترجع ؟ بس هو ما يريد أن يقتله لأنه ليس كمثل أحد هذا خليفة الساحر وإذا قتله ضاع ملكه وكذبه على الناس ، قال أترجع ؟ قال لا قال سأقتلك ، قال أقتلني ، هل صبر هذا الغلام ؟ هل تحمل التعذيب ؟ هل قتله الملك أو لم يقتله ؟ ماذا حصل مع الغلام من أحداث مع هذا الملك؟ ما الذي جعل هذا الغلام يصبر هذا الصبر ؟ ك |
|
15-01-2019, 02:45 PM | #130 |
| رجل في زمن من الازمان الله اعلم بهذا الزمن ولا يهمنا ، رجل اراد ان يستلف من اخيه مبلغ من المال وهذه القصة حصلت في بني اسرائيل كما جاء بالروايات ، فجاء اليه تقرضني الف دينار قال اقرضك لا بأس هذا المبلغ سلف ليست ربا فقال له أتني بشهود وما طلب خطأ من حقه ، قال الله عز وجل شاهد بيني وبينك فرد الرجل وقال الله خير الشاهدين قبل بهذه الشهادة ، فقال طيب أتني بكفيل ، الكفيل هو الذي يسدد الدين اذا ما اعطاه الدين فقال ليس عندي كفيل كفيلي رب العالمين فقال الرجل كفا بالله كفيلا ، فقبل كل منهما وأعطاه المبلغ ، فأتفقا على يوم لتسديد الدين قال له اليوم الفلاني تسدد لي الدين ، وهذا يسكن في الطرق الثاني للبحر بينهما ساحل شاطئ ، فلماء جاء اليوم الموعود يوم ارجاع المال وكان المكان في شاطئ البحر وهو يسكن في الجانب الاخر للبحر ، فلما جاء اليوم الذي يريد ان يرجع المال الى صاحبه عايش في الطرف الأخر من البحر ، جمع الالف دينار يريد ان يرجعها للذي وعده لكن انتظر السفن فلم تأتي سفينة واحدة ولا قارب ولا اي شئ قدر الله ! الان ماذا سيفعل هذا الرجل ؟ وهو رجل يخاف الله وهذا دين لازم يرجعه ، ويغفر للعبد اذا مات شهيدا كل شئ الا الدين والدين امر عظيم عند الله عز وجل ، فأتى هذا الرجل بخشبة هو خائف لكن واثق ان الله لن يخزله اتى بخشبة نقرها وضع الالف دينار في صرة وأدخلها داخل الخشبة وكتب معها رسالة من جلد ان هذه الاموال من فلان الى فلان أرجع فيها الدين وأستعين فيها بالله عز وجل واغلق الخشبة ورماها في البحر ووكل امره لله عز وجل ، اما الرجل الذي ينتظر ماله في الطرف الاخر يقول ما أتى صاحبي وليس لدي دليل ولا شهود ولا كفيل ولكنه كان صالحا اين اموالي لن يأتي بها لم يفعل شيئا وعندما اقتربت الشمس الى الغروب علم ان صاحبه لن يأتي الان عزم ان يرجع الى اهله بغير الألف دينار ، وهو يريد ان يرجع رأى خشبة يحملها البحر حطت على الشاطئ كان يجمع الحطب لكي يشعل بهما النار لأهله لطبخ الطعام ، ومن الخشب الذي جمعه تلك الخشبة حملها البحر من الشاطئ الى الشاطئ بقدر الله عز وجل ذهب الى بيته اخذ يكسر الخشب ليشعل النار فإذا به يكسر خشبة فيها صرة ففتحا فوجد الف دينار ووجد الورقة بداخلها وقرأها فإذا بها من ذلك الرجل يبرئ زمته عند الله عز وجل" وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ " لأنه كان امينا وكان صادقا لأنه التزم بعهده ووعده فما خزله الله جل وعلى وصدقه الله ، وليس هذا فقط الرجل عزم ان يجمع الف دينار اخرى ، وقال يمكن الخشبة ما وصلته الرجل امين فجمعها وبحث عن سفينة ووجدها وركب السفينة وذهب الى الشاطئ الاخر متأخرا على هذا الرجل وجاءه يعتذر على تأخيره واعطاه الالف دينار وقال له الرجل صاحب الالف دينار وهل ارسلت الف قبلها قال نعم ارسلت الفا في خشبة رميتها في البحر توكلت بها على الله وما ادري ماذا حصل ،فقال ابشر قد اوصلها الله الي فخذ الالف فقد وصلت الي . كم من البشر اليوم اذا اخذ مالا من انسان فإنه لا يرجعه اليه ، كم من الناس اليوم ليس امينا على مال غيره ، كم من الناس من يجحد حقوق الناس وأموالهم ، لكن هذا الرجل لأنه كان صادقا صدقه الله عز وجل . |
|
15-01-2019, 07:32 PM | #131 |
| صبر الرسول عليه السلام على أذى أهل الطائف الهجرة إلى الطائف كما نعلم إن أحزان النبي صلى الله عليه وسلم وهمومه زادت وتضاعفت بوفاة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبى طالب في عام واحد، فـخديجة كانت خير ناصر ومعين له -بعد الله تعالى-، وعمه كان يحوطه ويحميه، ويحبه أشد الحب، وضاعف من حزنه صلى الله عليه وسلم أنه مات كافراً. وتستغل قريش غياب أبي طالب فتزيد من إيذائها للنبي صلى الله عليه وسلم وتضيَّق عليه، وكان أبو لهب من أكثر الناس كراهية للدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم، حتى إنه كان يلاحق النبي صلى الله عليه وسلم في موسم الحج، وفى الأسواق يرميه بالحجارة ويقول: إنه صابئ كذاب، ويحذر الناس من إتباعه، فضاقت مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتد به الحال، فخرج إلى الطائف راجياً ومؤملاً أن تكون أحسن حالاً من مكة، وأن يجد من أهلها نصرة، فماذا لقي؟ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم هل أتى عليك يوم أشد من يوم أحد؟ قال: (لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي عن ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم استفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني فقال إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال فسلم عليّ، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا) متفق عليه. والقصة تقول إنه حينما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف بدأ بسادات القوم الذين ينتهي إليهم الأمر، فكلمهم في الإسلام ودعاهم إلى الله، فردوا عليه رداً قاسياً، وقالوا له: اخرج من بلادنا، ولم يكتفوا بهذا الأمر، بل وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم فتبعوه يسبونه ويصيحون به، ويرمونه بالحجارة فأصيب عليه الصلاة السلام فى قدميه حتى سالت منها الدماء، واضطروه إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة من سادات أهل الطائف، فجلس في ظل شجرة يلتمس الراحة والأمن، وصرف أصحاب البستان الأوباش والسفهاء عنه، ثم أمرا غلاماً لهما نصرانياً يدعى عداساً وقالا له: خذ قطفاً من العنب واذهب به إلى هذا الرجل، فلما وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مد يده إليه وقال بسم الله ثم أكل، فقال عداس إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلدة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : من أي البلاد أنت؟ قال أنا نصراني من نينوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمن قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟ قال عداس: وما يدريك ما يونس؟ قال عليه الصلاة والسلام ذلك أخي كان نبياً وأنا نبي، فأكب عداس على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدميه يقبلهما، فقال ابنا ربيعة، أحدهما للآخر: أما غلامك فقد أفسده عليك! فلما جاء عداس قالا له ويحك ما هذا: قال لهما ما فى الأرض خير من هذا الرجل، فحاولا تهوين أمر النبي عليه الصلاة والسلام، كأنما عز عليهما أن يخرج النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف. ورجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى مكة ليستأنف خطته الأولى فى عرض الإسلام وإبلاغ الرسالة للوفود والقبائل والأفراد، وزادت قريش من أذاها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلعت جلباب الحياء والمروءة، فراح بعض رجالاتها يلاحقونه عليه الصلاة والسلام في الأسواق والمواسم يرمونه بالكذب، ويحذرون العرب من إتباعه. وفى الختام فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستسلم لهذا الواقع الأليم، بل صبر وصابر، وواصل جهاده في الدعوة متوكلاً على الله، فكان عاقبة صبره نصر من الله، وفتح عظيم تتفيأ الأمة ظلاله، وتنعم بنور الرسالة الخاتمة، فجزاه الله خير ما جزى به نبياً عن أمته والحمد لله رب العالمين |
|
11-03-2019, 10:40 PM | #132 |
| (جليبيب) أحد المساكين من الصحابة الكرام، ليست له أسرة معروفة ليس عنده مال، ولا منصب، ولا شيء. يذهب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ثيابه الممزقة بطنه جائع، ووجهه شاحب، وأعضاؤه هزيلة فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا جليبيب، ألا تتزوج؟)) قال: يا رسول الله، غفر الله لك، ومن يزوجني؟ ثم يلقاه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثانية، فيقول له: ((يا جليبيب، ألا تتزوج؟)) فيقول: يا رسول الله، ومن يزوجني، لا مال ولا جمال. لأن كثيراً من الناس، لا يزوج إلا على الدراهم والدنانير، لا يزوج الرجل إلا إذا رأى عنده ممتلكات، وشاحنات، وسيارات وقصور، فيبيع ابنته من ذاك الرجل، كما تباع الناقة أو السيارة في سوق المزاودة، لا ينظر إلى دينه، ولا إلى صلاته، ولا إلى صدقه، ولا إلى أمانته، لا ينظر إلا إلى ماله، وداره، وعقاره. وقد يكون هذا الرجل فاجراً سكيراً، قد يكون لعيناً طريداً بعيداً، ولكن أنساه ذلك كله مال هذا الرجل، ومنصب هذا الرجل، وسيارة هذا الرجل، وقصر هذا الرجل، فيبيع ابنته، ويقطع رحمها، فيخسر بذلك الدنيا والآخرة. ويلقى النبي - صلى الله عليه وسلم - جليبيباً مرة ثالثة، فيقول: ((يا جليبيب، ألا تتزوج؟)) فيقول: يا رسول الله ومن يزوجني، لا مال ولا جمال، فيقول - صلى الله عليه وسلم - له: ((اذهب إلى ذلك البيت من الأنصار، وقل لهم: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبلغكم السلام، ويقول: زوجوني ابنتكم)). هذا مرسومٌ من كلام محمد عليه الصلاة والسلام، فذهب جليبيب، فطرق الباب، قال أهل البيت: مَنْ؟ قال: جليبيب، قالوا: ما لنا ولك يا جليبيب، فخرج صاحب البيت قال: ماذا تريد؟ قال: الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبلغكم السلام، فارتج البيت فرحاً، ثم قال: ويأمركم أن تزوجوني ابنتكم. فقال الرجل: أشاور أمها، فشاورها فقالت: لا لعمر الله، لا نزوجه، فسمعت البنت العابدة الناصحة الصالحة، فقالت: أتردَّان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ا دفعوني إليه؛ فإنه لن يضيعني، فانطلق أبوها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: ((شأنك بها))، فزوجها جليبيباً فأنشأ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيتاً، أساسه على الإيمان والتقوى؛ {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 109]. وفي إحدى الغزوات، وقد أفاء الله على نبيه فيها، فقال لأصحابه: ((هل تفقدون من أحد؟)) قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: ((هل تفقدون من أحد؟)). قالوا: نعم؛ فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثم قال: ((هل تفقدون من أحد؟)) قالوا: لا، قالوا: ((لكني أفقد جليبيباً، فاطلبوه))؛ فطُلب في القتلى، فوجوده إلى جنب سبعة قد قتلهم، ثم قتلوه، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوقف عليه، فقال: ((قتل سبعة ثم قتلوه، هذا مني وأنا منه، هذا مني وأنا منه)). فوضعه على ساعديه، ليس له إلا ساعدا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فحُفر له، ووضع في قبره وفي المسند أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لزوجته، فقال: ((اللهم صبَّ عليها الخير صبّاً، ولا تجعل عيشها كدّاً كدّاً)). قال ثابت: فما كان في الأنصار أيم أنفق منها !! هذا هو جليبيب الصحابي الفقير، يقول له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أنت مني وأنا منك!!)). |
|
11-03-2019, 10:41 PM | #133 |
| ابو عبيدة بن الجراح -عامر بن عبد الله بن الجراح - ( لكل امة امين و امين هذه الاملا ابو عبيدة ) محمد رسول الله كان وضئ الوجه بهي الطلعة نحيل الجسم طويل القامة خفيف العارضين ..... ترتاح العين لمراة و تانس النفس للقياه و يطمئن اليه الفؤاد . و كان رقيق الحاشية جم التواضع شديد الحياء لكنه كان اذا حزب الامر وجد الجد يغدو وجهه كانه الليث عاديا . فهو يشبه نصل السيف رونقا و بهاء و يحكيه حدة و مضاء . ذلكم هو امين امة محمد عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري القرشي المكني بابي عبيدة . نعته عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال / ثلاثة من قريش اصبح الناس وجوها و احسنها اخلاقا و اثبتها حياء ان حدثوك لم يكذبوك و ان حدثتهم لم يكذبوك : ابو بكر الصديق ، و عثمان بن عفان ، و ابو عبيدة بن الجراح . * * * كان ابو عبيدة من السابقين الاولين الي الاسلام فقد اسلم في اليوم التالي لاسلام ابو بكر و كان اسلامه علي يد الصديق نفسه فمضي به و بعد الرحمن بن عوف و بعثمان بن مظغون و بالارقم بن ابي الارقم الي النبي صلي الله عليه و سلم فاعلنوا بين يديه كلمة الحق فكانوا القواعد الاولي التي اقيم عليها سرح الاسلام العظيم . * * * عاش ابو عبيدة تجربة المسلمين القاسية في مكة منذ بدايتها الي نهايتها و عاني مع المسلمين السابقين من عنفها و ضراوتها و الامها و احزانها في كل موقف . لكن محنة ابو عبيدة يوم "بدر" فاقت في عنفها حسبان الحاسبين و تجاوزت خيال المتخيلين . * * * انطلق ابو عبيدة يوم " بدر" يصول بين الصفوف صولة من لا يهاب الردي فهابه المشركون و يجول جولة من لا يحذر الموت فحذره فرسان قريش و جعلوا يتنحون عنه كلما واجهوه............. لكن رجلا واحد منهم جعل يبرز لابي عبيدة في كل اتجاه فكان ابو عبيدة بنحرف عن طريقه و يتحاشي لقاءه . و لج الرجل في الهجوم و اكثر ابو عبية من التنحي و سد الرجل علي ابو عبيدة المسالك و وقف حائل بينه و بين قتال اعداء الله . فلما ضاق به ذرعا ضرب راسه بالسيف ضربة فلقت هامته فلقتين فخر الرجل صريعا بين يديه . لا تحاول ايها القارئ ان تتخيل من هو الرجل الصريع اما قلت لك : ان عنف التجربة فاق خيال المتخيلين و حسبان الحاسبين . ان الرجل الصريع هو عبد الله بن الجراح والد ابو عبيدة. * * * لم يقتل ابو عبيدة اباه و انما قتل الشرك في شخص ابيه . فانزل الله في شان ابو عبيدة و شان ابيه قراءنا فقال علت كلمته : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الاخر يوادون من حاد الله و رسوله و لو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان و ايدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم و رضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون ) . * * * لم يكن ذلك عجيبا من ابي عبيدة فقد بلغ من قوة ايمانه بالله و نصحه لدينه و الامانة علي امة محمد مبلغا طمحت اليه نفوس كبيرة عند الله . حدث محمد بن جعفر قال / قدم وفد من النصاري علي الرسول صلي الله عليه و سلم فقال: يا ابا القاسم ابعث معنا رجلا ترضاه لنا ليحكم بيننا في اشياء من اموالنا اختلفنا فيها فانكم عندنا معشر المسلمين مرضيون . فقال النبي صلي الله عليه و سلم : ( ائتوني العشية ابعث معكم القوي الامين ) . قال عمر بن الخطاب : فرحت الي صلاة الظهر مبكرا و اني ما حببت الامارة حبي اياها الا يومئذ رجاء ان اكون صاحب هذا النعت ...... فلما صلي بنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الظهر جعل ينظر عن يمينه و عن يساره فجلعت اتطول اليه ليراني فلم يزل يقلب بصره فينا حتي راي ابا عبيدة بن الجراح فدعاه فقال : ( اخرج معهم فاقض بينهم بالحق فيما اختلفوا فيه )........ فقلت : ذهب بها ابو عبيدة . * * * و لم يكن ابو عبية امينا فحسب انما كان يجمع القوة الي الامانة و قد برزت هذه القوة في اكثر من موقف : برزت يوم بعث الرسول صلي الله عليه و سلم جماعة من اصحابه ليتلقوا قافلة لقريش و امر عليهم ابا عبيدة رضي الله عنهم و عنه و زودهم جرابا من تمر لم يجد لهم غيره فكان ابو عبيدة يعطي الرجل من اصحابه كل يوم تمرة فيمصها الواحد منهم كما يمص الصبي ضرع امه ثم يشرب عليها ماء فكانت تكفيه يومه الي الليل . و في يوم " احد " حين هزم المسلمون و طفق صائح المشركين ينادي : دلوني علي محمد ........دلوني علي محمد .... كان ابو عبيدة احد النفر العشرة الذين حاطوا بالرسول صلي الله عليه و سلم ليدفعوا عنه بصدورهم رماح المشركين . فلما انتهت المعركة كان الرسول صلي الله عليه و سلم قد كسرت رباعيته و شج جبهته و غارت في وجنتيه حلقتان من حلقات درعه فاقبل عليه الصديق يريد انتزاعهما من وجنته فقال له ابو عبيدة / اقسم عليك ان تترك ذلك لي ، فخشي ابو عبيدة ان اقتلعهما بيديه ان يؤذي الرسول صلي الله عليه و سلم فعض علي اولاهما بثنيته – الاسنان الامامية - عضا قويا محكما فاستخرجهما و وقعت ثنيته ..... ثم عض علي الاخري بثنيته الثانية فاقتلعها و سقطت ثنيته الثانية ........ قال ابو بكر / ( فكان ابو عبيدة من احسن الناس هتما ) . * * * لقد شهد ابو عبيدة مع الرسول صلي الله عليه و سلم المشاهد كلها منذ صحبه الي ان وافاه اليقين . فلما كان يوم بيعة ابو بكر قال عمر بن الخطاب لابي عبيدة / ( ان لكل امة امين و انت امين هذه الامة ) . فقال ابو عبيدة ما كنت لتقدم علي رجل امره رسول الله صلي الله عليه و سلم ان يؤمنا في الصلاة فامنا حتي مات . ثم بويع لابي بكر فكان ابو عبيدة خير نصيح له في الحق و اكرم معاون له علي الخير . ثم عهد ابو بكر الخلافة من بعده الي الفاروق فدان له ابو عبيدة بالطاعة و لم يعصه في امر الا مرة واحدة . فهل تدري ماهو الامر الذي عصي فيه ابو عبيدة خليفة المسلمين ؟!.. لقد وقع ذلك عندما كان ابو عبيدة في الشام يقود جيوش المسلمين من نصر الي نصر حتي فتح الله علي يديه البلاد الشامية كلها فبلغ الفرات شرقا و اسيا الصغري شمالا . عند ذلك دهم بلاد الشام طاعون ما عرف الناس مثله قط فجعل يحصد الناس حصدا ..... فما كان من عمر الا ان وجه رسولا الي ابي عبيدة رسولا برسالة يقول فيها / اني بدت لي عندي حاجة لا غني لي عنك فيها فان اتاك كتابي ليلا فاني اعزم عليك الا تصبح حتي تركب الي ، و ان اتاك نهارا فاني اعزم عليك الا تمسي حتي تركب الي . فلما اخذ ابو عبيدة كتاب الفاروق قال / قد علمت حاجة امير المؤمنين الي فهو يريد ان يستبقي من ليس بباق ، ثم كتب اليه / يا امير المؤمنين ان قد عرفت حاجتك الي و اني في جند من المسلمين و لا اجد بنفسي رغبة عن الذي يصيبهم .... و لا اريد فراقهم حتي يقضي الله في وفيهم امره ....... فاذا اتاك كتابي هذا فحللني من عزمك و ائذن لي بالبقاء . فلما قرا عمر الكتاب بكي حتي فاضت عيناه ، فقال له من عنده من شدة ما راؤه من بكاء / امات ابو عبيدة يا امير المؤمنين ؟. فقال / لا ، و لكن الموت منه قريب . و لم يكذب ظن الفاروق اذ ما لبث ابو عبيدة ان اصيب بالطاعون فلما حضرته الوفاة فاوصي جنده فقال / اني موصيكم بوصية ان قبلتموها لن تزالوا بخير : اقيموا الصلاة ، و اتوا الذكاة ،و صوموا شهر رمضان، و تصدقوا، و حجوا ،و اعتمروا ،و تواصوا ،و انصحوا لامرائكم ،و لا تغشوهم ..... و لا تلهكم الدنيا فان المرء لو عمر الف حول ما كان له بد من ان يصير الي مصرعي هذا الذي ترون ........ ان الله كتب الموت علي بني ادم فهم ميتون و اكيسهم اطوعهم لربه و اعملهم ليوم معاده ....... و السلام عليكم و رحمة لله ثم التفت الي معاذ بن جبل و قال يا معاذ صل بالناس – أي صلي بهم اماما – ثم ما لبث ان فاضت روحه الطاهرة فقام معاذ و قال / انكم قد فجعتم برجل و الله ما اعلم اني رايت رجلا ابر صدرا و لا ابعد غائلة –شر او حقد – و لا اشد حبا للعاقبة و لا انصح للعامة منه فترحموا عليه يرحمكم الله . * * * رحم الله ابو عبيدة و انار له قبره و جزاه عنا و عن الاسلام خير الجزاء و اسكنه فسيح جناته انه ولي ذلك و القدر عليه . * * * هذا ما قدرت علي جمعه من جهد قليل اسئل الله به النفع هذا و ان كان من توفيق فمن الله وحد و ان كان من خطا او سهو او نسيان فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء * * * |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أو , الـكريم , القرآن , بقصه , دخولك , سجل , قصص |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
30 وسيلة إبداعية في حفظ القران الكريم. | غلا الكويت | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 29 | 05-06-2021 11:58 PM |
تلاوة قرآن | أمير الصحراء | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 03-05-2015 02:05 AM |
إحصائيات قرآنيه لوحه إلاهيه رائعه | نجوى العراق | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 12 | 28-08-2014 09:56 PM |
إعجاز القرآن الكريم | قطرات احزان | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 25-10-2013 03:01 AM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |