الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-03-2018, 03:46 PM | #57 |
| إن القرآن هو الحياة لو عقل الناس.. فالحياة الحقيقية هي التي تسير وفق منهج القرآن، وبغير منهجه فليس ثمة حياة وإن رآها الناس كذلك، قال الله تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} وقد كان السلف يقرؤون القرآن قراءة من وطن نفسه ليحيى به، قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا سمعت قول الله تعالى يا أيها الذين آمنوا فأرعها سمعك، فإنها خير يأمر به، أو شر ينهى عنه" {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين } يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- والقلب فقير بالذات إلى الله من جهتين، من جهة العبادة وهي العلة الغائبة ، ومن جهة الاستعانة والتوكل، وهي العلة الفاعلة. فالقلب لا يصلح ، ولا يفلح ، ولا ينعم ، ولا يسر ، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن ، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحده، وحبه والإنابة إليه وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له، فإنه لايقدر على تحصيل ذلك السرور والسكون إلى الله ، فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة { إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} *وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم د.عبد العزيز الجليل، لزوم (إياك نعبد ) لكل عبد إلى الموت (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) فلا ينفك العبد من العبودية مادام في دار التكليف. بل عليه عبودية أخرى .. * ابن القيم-رحمه الله- { وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ .....وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} البقرة وهم فيها خالدون : هذا هو تمام السعادة ، فإنهم مع هذا النعيم في مقام أمين من الموت والانقطاع فلا آخر له ولا انقضاء، بل في نعيم سرمدي أبدي على الدوام ، والله المسؤول أن يحشرنا في زمرتهم إنه جواد كريم ، بر رحيم.. *عمدة التفسير لابن كثير، {قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما" سبحان الله" قال : تنزيه الله نفسه عن السوء ثم قال عمر لعلي وأصحابه عنده: لا إله إلا الله، قد عرفناه فما سبحان الله؟ فقال له علي: كلمة أحبها الله لنفسه، ورضيها ، وأحب أن تقال.. *عمدة التفسير لابن كثير تدبر قول الله تعالى: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ}، يوم عاشوراء تذكر أن البحر الذي حفظ الله تعالى موسى فيه صبياً هو من جنس البحر الذي أغرق فيه فرعون ، وأن الأنهار التي افتخر فرعون أنها تجري من تحته هي من جنس الأنهار التي أصبحت تجري من فوقه. *من كتاب ليدبروا آياته { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} وهذا عام في الأمور كلها، قد يحب المرء شيئاً وليس له فيه خيرة ولا مصلحة * وتأتي خاتمة الآية كالسكب البارد على قلوبنا (والله يعلم وأنتم لا تعلمون) *عمدة التفسير لابن كثير لما ذكر الله تعالى المنهيات في الصيام والاعتكاف أعقبها بقوله { تِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا} ، ( ولا تقربوها ) أبلغ من : ( لا تفعلوها ) لأن القربان يشمل النهي عن فعل المحرم بنفسه والنهي عن وسائله الموصلة إليه *السعدي-رحمه الله- {يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ } أعظم ما يزكي النفوس تلاوة القرآن وتدبره. {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ } الأكل الحلال سبب لتقبّل الدعاء والعبادة ، والحرام يمنع قبول الدعاء والعبادة* يآرب اطب مطعمنا وأجب دعوتنا *ابن كثير-رحمه الله- { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ } ما أقرب الله! ليس بيننا وبينه أحد ، لا مواعيد تلاحق ، ولا طوابير تنتظر ، ولا سكك تقطع .. قيل للإمام أحمد رحمه الله ، كم بيننا وبين عرش الرحمن ؟ قال : " دعوة صادقة من قلب صادق " |
|
13-03-2018, 03:47 PM | #58 |
| اقرأ آخر آية نزلت، بماذا يوصينا الله ؟ {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}. { أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاء فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} روى الحاكم أن رسول الله كان يقول في دعائه: "اللهم اجعل أوسع رزقك عليّ عند كبر سني وانقضاء عمري" ولهذا قال تعالى {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } { لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التعفف} أي الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم* وما أكثرهم من حولكم ولكن لاتشعرون! تفقدوا جيرانكم وأقاربكم وأحوالهم . { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ ..} اي أنت المعطي، وأنت المانع، وأنت الذي ماشئت كان وما لم تشأ لم يكن وفي هذه الآية تنبيه وإرشاد إلى شكر نعمة الله تعالى على رسوله وهذه الأمة * * عمدة التفسير لابن كثير إن القلب المقفر من الإخلاص لا ينبت قبولاً كالحجر المكسي بالتراب لا يخرج زرعاً {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا } [محمد الغزالي] (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) تحدثت سورة البقرة عن تعنّت بني إسرائيل وعصيانهم لأوامر ربهم التي بلّغهم بها موسى عليه السلام في أكثر من موقف وأكثر من قصة حتى تكون درسًا للمؤمنين فيكون حالهم مع أوامر الله تعالى ورسوله: سمعنا وأطعنا لا سمعنا وعصينا... والمؤمن الفطن هو الذي يتفكر في العبر والدروس من قصص القرآن الكريم وأمثاله.. اللهم اجعلنا من المتدبرين المتفكرين الطائعين المستسلمين لأوامرك يا ذا الجلال والإكرام... (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)) (لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)) (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18))آل عمران عمّق توحيد الله في قلبك بهذه الآيات العظيمة وتأمل صفات الله تعالى التي وردت في سورة آل عمران وحاجج بها من في قلبه شبهة.. (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (7)) (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ) العلم وسيلة من سبل الوصول إلى معرفة الله حق عز وجل حق المعرفة ومن سبل الوصول إلى رحمته سبحانه وتعالى فاسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا به وعلمًا عنه وعلمًا بكتابه (وقل رب زذني علما) (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14)) آل عمران في هذه الحياة الدنيا نوعان من الزينة نوع يتمتع به الإنسان قليلا ثم يزول وينقضي وسماه الله تعالى (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ونوع آخر يبقى وينفع صاحبه في الآخرة وهي الباقيات الصالحات. فلنحرص أن نستخدم متاع الدنيا للدنيا ولنتزود لما ينفعنا في سفرنا للآخرة.. يا رب إن السفر طويل وإن زادنا قليل فوفقنا يا رب للتزود من الخير والطاعات والحسنات واجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا يا ذا الجلال والإكرام. |
|
13-03-2018, 03:47 PM | #59 |
| {إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا.. } فتشْ عن سبب ضعف إيمانك ، وما حل بك فالمصائب ثمرة الذنوب . كيف يتجرأ إنسان على أكل مال يتيم بعد هذا الوعيد العظيم؟ { إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا } د.عمر المقبل { وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } تصغيراً لشأن الدنيا، وتحقيراً لأمرها ، وأنها دنية ، فانية ، قليلة ، زائلة .. وفي الحديث { والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما يغمس أحدكم إصبعه في اليم ، فلينظر بِمَ ترجع إليه ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وصابروا} قال الحسن البصري: أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه الله لهم، وهو الإسلام فلا يدعوه سرّاء ولا لضرّاء ولشدة ولا لرخاء حتى يموتوا مسلمين وأن يصابروا الأعداء وكذا قال غير واحد من علماء السلف* * عمدة التفسير لابن كثير (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) تخيّل قربك من النار واعلم أنه لا ينقذك منها إلا رحمة ربك.. فاحرص على طاعته ورضاه وحسن عبادته وتضرع إليه أن تكون ممن تشملهم رحمته يوم القيامة (ولا تفرَّقوا) التفرق شديد في الأثر وشديد في اللفظ ولهذا جاءت في لفظه الشدة د. عقيل الشمري (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)) الشريعة تجمع ولا تفرّق والتفرّق مذموم في كل حال فكيف إذا كان تفرّقا بعد مجيء البينات ومعرفة الحق؟! اللهم وحّد كلمة المسلمين على دينك وكتابك وسنة نبيّك.. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) إذا كان عرض الجنة السموات والأرض فما طولها؟! الجنة تتسع لك ولجميع المؤمنين العاملين المسارعين إلى مغفرة ربكم فاحذر من أن تثبط غيرك عن عمل الصالحات بل أعنه عليه فتدخل أنت وهو سويًا الجنة برحمة الله. للقائد الناجح خمس صفات وهي: عفوه عن تابعيه، ودعاؤه لهم، ومشورتهم، وعزيمته، وتوكله (فاعف عنهم واستغفرلهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله) سعود الشريم (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)) العقل لا يتبصر ويهتدي ما لم يتنور بنور ذكر الله.. تأمل تقديم الذِكر على التفكر في قوله { الذين يذكرون الله...} ثم قال {ويتفكرون...} د. محمد الربيعة اللهم اجعلنا من الذاكرين الله كثيرا، المتفكرين في خلقه وآياته المقروءة والمبثوثة في الكون وفي أنفسنا حتى لا نكون ممن توعّدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أنزلت الليلة عليّ آيات ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها.... |
|
13-03-2018, 03:48 PM | #60 |
| {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ختمت بـِ (إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) ولذاك فضّل بعض الناس على بعض حسب مراتب استعداداتهم وتفاوت قابلياتهم.* ********** {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا} عن ابن مسعود قال:قال لي رسول الله إقرأ عليّ، قلت: يارسول الله اقرأ عليك وعليك أُنزل؟! قال: نعم إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت سورة النساء حتى إذا أتيت إلى هذه الآية: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيدًا} قال :حسبك فإذا عيناه تذرفان ).. فإذا كان هذا الشاهد تفيض عيناه لهول هذه المقالة وعظم تلك الحالة، فماذا لعمري يصنع المشهود عليه ؟! وكأنه بالقيامة وقد أناخت لديه ..* ******* {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً } إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها ، وقد لا يكون لها صحة . وقد روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي قال: "كفى بالمرء كذباً أن يُحدّث بكل ما سمع" ******* {مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا ..} أي من سعى في أمر ،فترتب عليه خير، كان له نصيب من ذلك.. {وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا} أي يكون عليه وزر من ذلك الأمر الذي ترتب عليه سعيه ونيته كما ثبت في الصحيح عن النبي أنه قال ( اشفعوا تؤجروا )* عمدة التفسير لابن كثير ****** يا لحسرة الغافلين عن أنفسهم وأهليهم ! {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيمًا}. خطط تنفذ ! وجهود تبذل ! لتبدأ مسيرة الميل والانحراف* *الشيخ سلمان السنيدي ******* في ذم المنافقين بقوله تعالى: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّـهَ إِلَّا قَلِيلًا} دليل على وجوب الطمأنينة في الصلاة وتكميل ركوعها وسجودها وقيامها وقعودها, لأن العبد لا يسلم من هذا الذم إلا بهذا التكميل والإخلاص لله تعالى [ السعدي-رحمه الله ] ******** (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) القول البليغ ليس الحجة الدامغة فحسب، بل البالغ إلى أعماق القلب باللغة المؤثرة والعاطفة الحية والدخول إلى بوابات القلوب عبر شيفراتها الخاصة . د. عبد الله بلقاسم ************* (وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنْ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً (70)) من منا لا يرجو هذه الرفقة المباركة؟! وهذا الفضل العظيم من الله؟! الأمر يسير: أطع الله تعالى ورسوله صلّ الله عليه وسلم اللهم اجعلنا منهم يا رب ووفقنا لطاعتك وطاعة رسولك عليه الصلاة والسلام. |
|
13-03-2018, 03:49 PM | #61 |
| {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا } . يبغض الله ذلك ويمقته ويعاقب عليه، ويشمل ذلك جميع الأقوال السيئة التي تسوء وتحزن، كالشتم والقذف والسب ونحو ذلك فإن ذلك كله من المنهي عنه الذي يبغضه الله.* فتنبه للسانك {وَأَنزلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} وهو هذا القرآن العظيم، فالناس في ظلمة إن لم يستضيئوا بأنواره، وفي شقاء عظيم إن لم يقتبسوا من خيره.* { أوَذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } المائدة: دوام النعمه بالشكر لله ومحبته ويكون بالقلب واللسان وذكر ذلك : دليل على امتلاء القلب من إحسانه.* {وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً} وهذا من أعظم العقوبات على العبد، أن يكون قلبه بهذه الصفة التي لا يفيده الهدى، والخير إلا شرا*. { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} انقادت الأشياء طوعا وإذعانا لقدرته، فلا يستعصي عليه شيء منها* لابد تتلاشى المستحيلات عندما تقرأ هذه الآية {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ} بحسب إيمان العبد يكون توكله* {فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} وهكذا عاقبة المعاصي الندامة والخسارة.* {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ} ويستدل بهذه الآية، على المبادرة لأداء الصلاة وغيرها في أول وقتها، وغيرها من العبادات من الأمور الواجبة، بل ينبغي أن يأتي بالمستحبات، التي يقدر عليها لتتم وتكمل، ويحصل بها السبق.* {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} فولاية الله تدرك بالإيمان والتقوى. فكل من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا* {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} لا حجر عليه، ولا مانع يمنعه مما أراد، فإنه تعالى قد بسط فضله وإحسانه الديني والدنيوي، وأمر العباد أن يتعرضوا لنفحات جوده، وأن لا يسدوا على أنفسهم أبواب إحسانه بـ [ معاصيهم ]* |
|
13-03-2018, 03:50 PM | #62 |
| {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} {السَّمِيعُ} لجميع الأصوات، على اختلاف اللغات، بتفنن الحاجات. {الْعَلِيمُ} بما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، المطلع على الظواهر والبواطن؟!.* {وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو ..} هذه حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان.* اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} . هذه الآية العظيمة، من أعظم الآيات تفصيلا لعلمه المحيط، فدل هذا على عظمة الرب العظيم وسعته، في أوصافه كلها. فتبارك الرب العظيم، الواسع العليم، الحميد المجيد، الشهيد، المحيط.* { نَرْفَعُ دَرَجَات مَّن نَّشَآءُ ..} العلم يرفع الله به صاحبه فوق العباد درجات. خصوصا ( العالم ، العامل ، المعلم ) فإنه يجعله الله إماما للناس ..* اللهم إنا نسألك علماً نافعاً.. {وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} ومن لطفه ، أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي، من حيث لا يحتسب، فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين.* * السعدي-رحمه الله ووالدي- { يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ }المائدة ياله من مشهدعظيم ، مهيب ، ربّ سلّم.* {فَمَنْ يُرِدِ اللّه أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ} . من انشرح صدره للإسلام فاستنار بنور الإيمان، فاطمأنت نفسه، وأحب الخير، وطوعت له نفسه فعله، متلذذا به غير مستثقل، فإن هذا علامة على أن الله قد هداه، ومَنَّ عليه بالتوفيق، وسلوك أقوم الطريق. {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ...} . دلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. {وَنزعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} ويخلق الله لهم من الكرامة ما به يحصل لكل واحد منهم الغبطة والسرور، ويرى أنه لا فوق ما هو فيه من النعيم نعيم. فبهذا يأمنون من التحاسد والتباغض، لأنه قد فقدت أسبابه. {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} كلما كان العبد أكثر إحسانا، كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريبا منه برحمته، وفي هذا من الحث على الإحسان ما لا يخفى. {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} من الأقوال الكريمة الحسنة، والأفعال الجميلة المستحسنة، فكل قول وفعل يحصل به منفعة للوالدين ، أو سرور لهما، فإن ذلك من الإحسان، وإذا وجد الإحسان انتفى العقوق. من تفسير السعدي-رحمه الله ووالدي- اللهم اعطنا من البرّ بوالدينا أكمله وأجلّه وأفضله .. |
|
13-03-2018, 03:50 PM | #63 |
| {أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} ينبغي على العبد أن لايكون آمناً على مامعه من الإيمان ، بل لايزال خائفاً أن يبتلى ببليه تسلب مامعه من الإيمان ويكثر من قول:"يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك" {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} على قدر إيمانك يكفيك الله ما أهمك من أمور الدين والدنيا . وهذا وعد من الله لعباده المؤمنين ، وإنما تتخلف الكفاية بتخلف شرطها. { فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ } أفليست الدنيا -من أولها إلى آخرها- لا نسبة لها في الآخرة ! فما مقدار عمر الإنسان القصير جدا من الدنيا حتى يجعله الغاية التي لا غاية وراءها؟! فوالله ما آثر الدنيا على الآخرة من وقر الإيمان في قلبه، ولا من جزل رأيه، ولا من عُدَّ من أولي الألباب. {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ} أيُّ ظلم أعظم من هذا الظلم؟!! يطلب من الله قضاء غرضه، فإذا أناله إياه لم ينظر إلى حق ربه، وكأنه ليس عليه لله حق. { إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} وهذه طبيعة الإنسان من حيث هو، إلا من وفقه الله وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده، وهم : الذين صبروا أنفسهم عند الضراء فلم ييأسوا، وعند السراء فلم يبطروا، وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات. {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} وبهذين الأمرين تستقيم أحوال العبد، وهما الاستعانة بربه، والإنابة إليه. كلما فترت نفسك وضعفت تذكر : { وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} فتشتاق لثواب الله وتلزم الصبر { مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ..} وفي هذا الحث والترغيب على الزهد في الدنيا. فاستعد للقاء الله .. {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} وهذا عام في جميع أنواع الصبر: الصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، والصبر عن معاصيه فلا يرتكبها، والصبر على طاعته حتى يؤديها، { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } من تمام النعيم لأهل الجنة،أن ألحق (بهم)ذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان* يارب ارحم والدينا رحمة الأبرار واجمعنا بهم مع المصطفين الأخيار في أعلى الجنة (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ } التحذير من الذنوب،فإنها ترين على القلب وتغطيه شيئاً فشيئاً ،حتى ينطمس نوره ،وتموت بصيرته فتنقلب عليه الحقائق،فيرى الباطل حقاً ،والحق باطلاً* |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لَمْ , أَفَلَا , أَقْفَالُهَا , الْقُرْآنَ , يَتَدَبَّرُونَ , عَلَىٰ , قُلُوبٍ |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قال تعالى(وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) | تيماء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 49 | 21-02-2018 10:16 AM |
سلسلة ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) 6 | ع ــبدالعــزيز | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 35 | 28-08-2014 09:54 PM |
سلسلة ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) 5 | ع ــبدالعــزيز | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 67 | 28-08-2014 09:53 PM |
سلسلة ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) 4 | ع ــبدالعــزيز | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 19 | 28-08-2014 09:53 PM |
سلسلة ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ) 3 | ع ــبدالعــزيز | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 20 | 20-06-2014 02:15 AM |