14-04-2017, 02:52 PM | #22 |
| حسين بن رضا بن حسين خطاب (سوريا) العلامة حسين خطاب (1337- 1408هـ) هو العلامة حسين خطاب الميداني الدمشقي، ولد بدمشق، وبدأ حياته عاملاً في صنع دلات القهوة، ثم تلقفه الشيخ حسن حبنكة الميداني – رحمه الله – لما لمس فيه من أمارات النجابة، والذكاء فصار من طلاب العلم في جامع "منجك" في حي الميدان، وصار ينهل فيه من شتى فروع العلم والمعرفة. م دمشق ـ حي الميدان عام 1920م ويبدو جامع الصابونية وقد منحه الله فصاحة اللسان وحسن البيان، فكان من الخطباء البارزين منذ نعومة أظفاره، حفظ القرآن الكريم وجوده على الشيخ محمود فائز الدير عطاني (نسبة إلى دير عطية)، واتصل بشيخ القراء – في وقته – الشيخ محمد سليم الحلواني وحفظ الشاطبية تمهيداً لجمع القراءات، إلا أن وفاة الشيخ محمد سليم حالت دون ذلك، فاتصل بولده، الشيخ أحمد الحلواني الحفيد، وجمع عليه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرة، ثم جمع بعد ذلك العشر الصغرى أيضاً على الشيخ محمود فائز الديرعطاني، ثم اتصل بالشيخ عبدالقادر قويدر العربيلي، فجمع عليه العشر الكبرى من طريق طيبة النشر. وكان رحمه الله حسن السمت، لطيف المعشر، على صلة بالمجتمع، يرشد الناس ويعظهم، لم يراء لحاكم ولم يكتم كلمة الحق على اختلاف اتجاه الحكام الذين عاصرهم. قرأ عليه الكثير من أهل الشام، وجمعت عليه القراءات العشر الكبرى قبيل وفاته أختان من بنات دمشق وأخذ عنه الشيخ عبد الرزاق الحلبي الدمشقي القراءات من طريق الشاطبية والدرة، وطريق الشاطبية وحدها كل من الشيخ حسين الحجيري والشيخ محمد الخجا الدمشقي، ولم يقرأ عليه جمعاً بالكبرى أحد من الرجال، أما من تلقى عنه التجويد، وتصحيح التلاوة فيخطئهم العد. لقطة طريفة تجمع الكبيرين الخطاب وراجح وكان له مجالس علمية في بيته وفي مسجد "منجك" في التفسير والتوحيد والتجويد والفقه والحديث والنحو والصرف وعلوم البلاغة وغيرها من العلوم الشرعية، وعينه القراء شيخاً لهم بعد وفاة شيخ القراء الدكتور الطبيب الجراح محمد سعيد الحلواني، وقد ألف العلامة حسين خطاب عدة مصنفات في القراءات*. توفي رحمه الله 12 شوال ثمان وأربعمائة وألف من الهجرة. مسجد منجك من الداخل |
|
14-04-2017, 02:53 PM | #23 |
| ثابت بن نعمان بن جواد القنديلجي (العراق) هو الفاضل الحاج ثابت بن ملا نعمان بن جواد القنديلجي الأعظمي. ولد في محلة النصة بالأعظمية سنة 1886 ونشأ بها وتعلم القرآن الكريم على أبيه وسافر الى البحرين واشتغل هناك بتعليم الأطفال قراءة القرآن، ثم عاد الى العراق حيث عين قارئا في محفل جامع الإمام الأعظم وقائا بالربعة، وعين إماما في جامع النعمانية ببغداد قرب شرطة السراي ثم نقل إماما في مسجد الشيخ جلال في سوق الأعظمية سابقا سنة 1950م وبقي فيه الى سنة 1955م حيث دخل الجامع ضمن الجسر. كان رحمه الله رجلا طيب الأخلاق جميل الوجه حسن الصوت. توفي رحمه الله يوم الأحد عاشوراء 10 محرم سنة 1396هـ الوالفق 11/1/1976م وصلى عليه الحاج حسين مكي الأعظمي ودفن في مقبرة الخيزران قبل صلاة الظهر. (تأريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري ليونس الشيخ ابراهيم السامرائي، ص126) ربعة جميلة كتبت عندما كان الشيخ ثابت في الخامسة من عمره (1308 هـ) |
|
14-04-2017, 02:54 PM | #24 |
| شكري بن أحمد بن علي بن أحمد لحفي (سوريا) التقطت الصورة في 22/07/2005 هو الشيخ المقرئ الفقيه الأديب الخطاط الشاعرالزاهد شكري بن أحمد بن علي بن أحمد لحفي الحنفي-حفظه الله تعالى- ولد في حي القنوات بدمشق سنة 1338هـ الموافق لـ:1920م فنشأ في كنف والديه،وكان والده يعمل حذاء ويتكلم بالحكمة، وكان متسامحا لأبعد حد، وكانت والدته من آل الجزائري من الشام وكانت من الصالحات،وأصل أسرته من كلس- بطرف حلب- نال الابتدائية والإعدادية سنة 1944م حرة وبينهما سنة واحدة،ثم نال الثانوية بعد أربع سنوات. بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة،كما انتسب إلى الكلية الشرعية التي أسسها الشيخ تاج الدين الحسني لمدة ثلاث سنوات. عمل مدرسا في المدارس الابتدائية في حلب ودرعا ودمشق وفي مدارس شتى،ثم أصبح مدير مدرسة في أشرفية الوادي بالجديدة لمدة سنتين ثم انتقل إلى مديرية التربية على عدد من المديريات. والشيخ يتقن الفارسية ويدرسها،ونظم دورات في الحفظ لعدد كبير من المعلمين والمعلمات، واستفادوا من خبرته وإجادته للخط العربي لأنه أتقن ذلك ودرسها على ثلاثة من الخطاطين وهم:الأستاذ ممدوح الشريف،والأستاذ بدوي الديراني،والاستاذ حباب. تزوج من آل الحسني وأعقب أربعة أولاد. وحج مرة واحدة. - شيوخه وأساتذته- 1) الشيخ المقرئ يوسف أبو ديل- رحمه الله-: قرأ عليه القراآت العشر من طريق الشاطبية والدرة وأجازه بذلك وهوعن الشيخ المقرئ أبو الحسن الكردي-حفظه الله-. 2) الشيخ المقرئ كريم ين سعيد راحج- حفظه الله-:أجازه بالقراآت العشر من طريق الشاطبية والدرة. 3) الشيخ عز الين العرقسوسي-رحمه الله- حفظ عليه القرآن الكريم وأجازه برواية حفص عن عاصم. 4) الشيخ أبو الخير الميداني-رحمه الله- قرأ عليه الأربعين النووية وأجازه أجازة عامة. 5) الشيخ لطفي الفيومي -رحمه الله-أجازه إجازة عامة. 6) الشيخ محمود بعيون الرنكوسي-رحمه الله-قرأ عليه الفقه والللغة العربية. 7) الشيخ عبد الرحمن الشاغوري -رحمه الله-قرأ عليه التوحيد. 8) الشيخ عبد الحميد كيوان -رحمه الله- قرأ عليه الفقه الحنفي. وغيرهم. -مؤلفاته- للشيخ -حفظه الله-تأليفين وهما: 1) تحفة العصر في القراآت العشر الصغرى والكبرى والأربع الشواذ 2) المروج الخضر في براعم الشعر(كتاب في شعره) -أهم الأحداث التي مرت بحياته- ولنترك الشيخ المترجم له يحدث عن بعض الأحداث والوقائع التي جرة في حياته فيقول: وكانت عناية الله تتجلى في كل مرحلة ففي عام: 1923م حيث كنت في الثالث من الولادة ظهرت أول تجربة في وقفتي الجريئة أمام خروف هاجمني بعنف وتلته تجربة والدي المرحوم بحية من المطاط لم أعر لها اهتماما. 1925م معاناتي من مظالم شيوخ الكتاتيب والثورة السورية الكبرى وأهوالها وكيف نجوت من طلقات رصاص المستعمرين. 1926م الصف الثانيالابتدائي ومعلوماته الكثيفة بالنسبة لهذا اليوم،أضف إلى هذا اللغة الفرنسية الإلزامية. 1927م سنة يبرود والصف الثالث والجو اللطيف والمدرسة الريفية الممتعة النائية التي منحتني الانطلاق وصقل الذهن بحيث أرسلت رسالة بلسان أبوي إلى أهلي في دمشق،وفوجئت يوما بذئب يداهمني واكتسب شجاعة محمودة،ويوم الثلج وأولوانه العابسة إذ ذاك وقد ألفت قصته الممتعة. 1929م وجد والديّ الاستعداد لحفظ القرآن الكريم فبثا فيّ الميول له وقضيت مع والديّ وأخي المرحومين سنة في حلب الشهباء وكان للصفالثالث والرابع مكثف المعلومات ولم يفتني الاطلاع على آثار حلب كالقلعة التاريخية التي تركت عندي عاطفة حب الآثار ومفاهيمها المؤثرة في مجال التفكير والإبداع... 1930م دمشق والصف الخامس- تجلت فيه هواية الرسم والخط والزخارف بما أبهى أرباب الفنون الجميلة... 1931م احترافي عند أخي المرحوم السيد علي ومخالطة الشعب في البيع والشراء وانسجامي مع الزبائن على مختلف اتجاهاتهم وغرائزهم 1932م بدأ نشاطي بكتابة لوحات المخازن وعناوين الكتب إلى جانب معاملة الناس لي أسوأ معاملة يمل السامع من سردها 1933م _1935م الحركة التحريرية ضد فرنسا ومآسيها وعيش مع أحداثها الرهيبة كمواطن غيور وطموح ووطني... كان الشيخ رحمه الله يلقب بالسقّا 1936م بدأت بإصدار عدد من جريدة النبأ المحلية والعالمية،وبدء الحرب الثانية العالمية وأهوالها،وبدأ التزامي الفعلي لحلقات العلوم الدينية تحت إشراف كبار علماء العصر،وسجلت في الكلية الشرعية قرب جامع السيدة رقية،وكان من نتائجها تحصيل العلوم الدينية والكونية واللغة الأجنبية واكتسابي من عرق جبيني في كثير من الأشغال المرهقة كنجار ودهان وسروجي وخطاط ونساج... 1946م _1950م بدأت كمعلم ابتدائي في حلب ودرعا ودمشق وفي مدارس شتىلوّنت لي نماذج الشعب المهذب والمنحرف معا مع الصبر الجميل... 1951م1955م الزواج وياله من ظاهرة اجتماعية تظهر أشخاصا وتخفي آخرين ترفع أقواما وتضع آخرين وتحيي جيلا وتميت أجيالا. كمدير مدرسة ناجح خدوم نظامي متسامح وممارسة تدريس اللغة العربية لأي أراد ذلك،وتضلعي بالقواعد الإفرنسية وإنشاء مواضيعها.... 1962م انتدابي لمديرية التربية ومن ثم إلى وزارة التربية حيث أصبحت الموظف الفني الذي شهد بذلك جل الموظفين والموظفات بابتكاري أساليب وفرت عليهم الوقت والتعب 1963م_1965م دورات الخط للمعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات... 1966م_1970م بدء جمع القرآن الكريم على أهل الأداء ولمست صعوبة لدى الراغبين في علم القراآت فأعددت العدة لأقوم خدمة لهواة القراآت كان النجاح التام تحت عنوان : تحفة العصر.... بعد تأليف الكتاب ساقته رياح التوفيق إلى مصر حيث قررته دار التنمية الثقافية بمصر الشقيقة فكانت الطبعة الأولى وكانت الطبعة الثانية والثالثة والرابعة وكان كل ذلك بمحض توفيق الله تعالى .....اهـ وبحمد الله قد من الله علي فتشرفت بزيارته عدة مرات فقرأنا عليه الأربعين النووية مرتين بسنده الموجود في الملتقى كما ٌرانا عليه بعضا من أشعره وأجازنا بالباقي وأجازني إجازة عامة، كما قرأت عليه الفاتحة وأوائل البقرة بالقراءات العشر فأجازني بها وبكامل القرآن بالقراآت العشر أطال الله في عمر شيخنا وجزاه عن المسلمين خير الجزاء،والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. بقلم / محمد أحمد ححود التمسماني المصدر: متنوع على الشبكة لقاء الدكتور طارق بن محمد الخويطر مع الشيخ لحفي. مقتصفات من شعره: الحمد لله هادي كل محتسب ** ثم الصلاة على خير الورى النجب هذا الكتاب كلام الله أنزله ** للمتقين هدى ما فيه من ريب تدعو إلى الرشد أيات مبينة ** بالعدل تأمر والإحسان والقرب كفاك معجزة حفظ الإله له ** فليس يأتيه من إفك ولا كذب فيه شفاء لكل المؤمنين به ** وفي تدبره أعلى ذرا الرتب حوى معاني كتب الوحي أجمعها ** ففيه غنيتنا عن سائر الكتب القراء والرواة جاءت قراآته كالسور شامخة ** تذود عن حوضه مستهدف اللعب قراؤها عشرة نالت مراتبهم ** قدرا يفوق كنوز التبر والذهب جزهم الله خيرا مع رواتهم ** من هم بتبيانها للناس كالشهب فنافع عنه قالون روى وكذا ** أبو سعيد وذات ورش أخو الدأب روى عن ابن كثير التابعي لنا البـ ** ـزي قنبل يقفوه على كتب وضابط عن أبي عمرو روايته الد ** دوري حفص كذا السوسي ذوا العجب عن ابن عامر الشامي جاء لنا ** هشامه وابن ذكوان ذوا الرغب عن عاصم شعبة يتلو روايته ** حفص أبو عمرو المصداق في الطلب عن حمزة خلف البزار يتبعه ** خلاد يزهو بأثواب التقى القشب عن الكسائي فالليث بن خالد الد ** وري يكملها الدوري ذو الرجب وعن أبي جعفر يروي قراءته ** عيسى كذاك ابن جماز لمرتغب يعقوب عنه رويس اللؤلؤي كذا ** روح أبو الحسن النحوي ذو الأدب وجاء عن خلف إسحاق يصحبه ** في منهج الصدق إدريس لمرتقب مبادئ علم القراآت علم القراآت له تعريف ** قرره مقامه المنيف فحده علم لبحث أشمل ** عن صور لنظم آي المنزل من حيث أوجه الخلاف فيها ** تواترا لا يقبل التشويها موضوعه القرآن من حيث اختلا ** ف النطق في فرش الحروف المجتلى أول واضع له الدوري ** حفص وابن عمر التقي أول من دون فيه العالم ** أبو عبيد بن سلام القاس وحكمه الوجوب إلأا أنه ** يبدو كفائيا لدى من سنه سماه أهل الجمع باتفاق ** علم القراآت ارتضاه الباقي وفضله من حيث ما تعلقا ** به اعتلى بالقدر أعلى مرتقى ونسبة لطابع تميزت ** به ارتقت أوجا به تفردت مسائل له غدت قواعدا ** كلية ثابتة مع المدى كقولنا ورش له في البدل ** ثلاثة لمدود نحو ما يلي كآدم آزر والايمان ** تخيرا فيهن عن إيقان وجاءنا استمداده منقولا** عن الصحاح مصدرا مقبولا فوائد له بدت دعائما ** للحفظ آي الذكر حفظا دائما من كل تحريف وذا برهان ** أن الكتاب المعجز القرآن وصل يارب على المختار** محمد وآله الأخيار والصحب والأتباع ما بدر بدا ** أو أشرقت شمس بها الكون اهتدى . |
|
14-04-2017, 02:55 PM | #25 |
| عبد الله بن سليم المنجد (سوريا) هو العلامة الشيخ عبد الله بن سليم المنجد أبو الحسن رحمه الله تعالى المتوفى سنة 1359هـ - 1940م * نشأته وطفولته في أواخر عام 1288 هـ - 1869 م ولد الشيخ عبد الله المنجد في دمشق ، في بيت علم وتجارة . وكان أبوه ذا ثروة وغنى ؛ يرسل العروض إلى الحجاز ومدنه ويبقى في دمشق يجالس العلماء ويسامر الولاة ، وكان سخي اليد جواداً ، ينفق ما يجمعه على العلماء والصالحين فكانوا يترددون إليه طمعاً بماله ، ويتقرب منهم طمعاً بعلمهم ، وكانت الولاة ورجالات الشام يقربونه ليستمعوا إلى حديثه ، فقد كان أميراً من أمراء المجالس ، إذا تكلم أنصت القوم . وكانت أم الفقيد تنتسب إلى آل المفتي ، وهؤلاء قوم نزحوا عن دياربكر منذ زمن طويل ، واشتهروا بالعلم والحديث ، وأتوا دمشق فكان لهم في تاريخ الإفتاء اسم وأثر وصيت . . دمشق ـ لقطة جميلة للجامع الأموي في بيئة لا يفارقها العلماء نشأ الفقيد ؛ أبوه يقرّب العلماء وأهل أمه من العلماء ، ويقولون إنه عرف أحد المشايخ الذين هبطوا دمشق ، قبل أن يلد ولده عبد الله ، وكان اسمه أبا القاسم ، وكان صالحاً مباركاً ، فبشره بغلام يكون إذا شب من أهل القرآن ويكون له أثر وصيت . وماتت أمه وهو صغير ، واضطر أبوه إلى السفر إلى الحجاز لتجارة يدير أمرها ، فلم يكن غياب أبيه ، ولا موت أمه سبباً لإهمال الفقيد شأنه من التعلم . فجدّ ورغب وانتهل العلم من أهله ، والمشهورين فيه في زمانه . تعلمه: لازم وهو صغير بيت الشيخ الحلواني الكبير ، شيخ القراء بالشام وقتئذ ، وتلقى على ابنته القراءة والكتابة ، ثم تحول عنها إلى والدها الشيخ الكبير ليحفظ القرآن . فقرأ عليه وحفظ طرفاً من السور . وأتم حفظ القرآن على طريقة حفص على الشيخ الشرقاوي ، نزيل الشام ، ثم برع فيه ، وكان ذا صوت حسن رقيق ، يجتذب النفوس ويلين القلوب ، يقرأ لكل مجلس ما يناسبه ويتلو لكل حادث ما يحسن به ، فذاع صيته واستفاضت شهرته ، ونظروا إليه . وكان الشيخ الحلواني قد جمع القرآن عن طريق الشاطبية فقط ، على الشيخ المرزوقي المغربي في الحجاز ، فلما أتى الشام لم يكن فيها من يقرأ أو يعنى بالقراءة ، فدفع الناس إلى حفظ القرآن وكان له تلاميذ منهم الشيخ أحمد دهمان والشيخ عبد الله الحموي ، والشيخ دبس وزيت والشيخ المالكي وغيرهم ، وكان أبرعهم الشيخ دهمان . وأراد الفقيد أن يجمع القرآن ، وكان الشيخ الحلواني الكبير قد مات ، فقرأ على الشيخ أحمد دهمان شيخ القراء بعد أستاذه ختمة كاملة للقرّاء السبعة من طريقة الشاطبية على طريقة الشيخ سلطان ، وختمة أخرى من طريق الشاطبية والدرّة للعشرة من أولها إلى آخرها، وتحقق ما بشَّر به أبو القاسم ، فنال الفقيد في القرآن والقراءات قسطاً كبيراً ، وكانت تطمح نفسه إلى الإلمام بالزوايات الباقية التي كانت غير معروفة في دمشق ، على كثرة أهل العلم والقراء فيها ، ويريد الله أن يحقق طِلْبَةَ الفقيد المرحوم ، فيهبط دمشق من مصر حسين بن موسى شرف الدين المصري الشافعي الأزهري ، وكان مجيداً للقراءات متقناً مشاركاً في العلوم ، يأخذ بمجامع القلوب إذا قرأ ، وكان مشير الدولة العثمانية في دمشق إذ ذاك القارئ المحقق السيد أحمد خلوصي الشهير بحافظ باشا ، وكان يجيد طريقة الطّيبة وهي طريقة ما كان في الشام أحد يعرفها ، فوجد المرحوم في الشيخ حسين ضالته فلازمة ليأخذ عنه القراءات على طريقة الطّيبة ، ولكن الشيخ حسين كان بخيلاً بعلمه وكان صعباً في طاعته فلاقى المرحوم الأمرّين في قراءته عليه إلى أن وفقه الله لأخذها ، فقد قرأ عليه ختمة العشرة بما تضمنته طّيبة التقريب والنشر الكبير على طريق العراقيين والمغاربة وطريق المناسبة وأجازه بها سنة 1314 (والشيخ حسين أخذ القراءات العشر الصغرى عن الشيخ متولي شيخ قراء مصر الشهير، وأخذ العشر بمضمن الطيبة والنشر على الشيخ أحمد خلوصي باشا ابن السيد علي الإسلامبولي الشهير بحافظ باشا في المعسكر العثماني بدمشق عن طريق إسلامبول، فجمع بذلك بين طريقي مصر واسلامبول.) . دمشق ـ لقطة قديمة رائعة للمنبر بالجامع الأموي ويعلم الكثير من أهل العلم في دمشق ما لقيه المرحوم من صبر وتجلد وجد وكد وتحمل لنفرات أستاذه الشيخ حسين موسى في سبيل إتقان هذه الطريقة ، كان إذا جاءه قبل دقيقة عن الموعد لا يقبله وإذا تأخر دقيقة لم يقبله ، وإذا جاء في الموعد وكانت ساعة الشيخ قد تقدمت أو تأخرت لم يقبله ، وكان جزاء تأخّره أن ينقطع عن تدريسه أسبوعاً أو أسابيع ، فكأنه كان مصاباً بوسواس يدفعه إلى فعل ما فعل ، والمرحوم يتحمل ويتجلد ولا يبالي . حدث المرحوم قال : سافر الشيخ حسين مرة إلى بيروت فلبث فيها مدة طويلة ثم عاد فنزل في دارنا ، فافترشنا له ،وقام الشيخ يصلي ، وأنا واقف أمام الباب الغرفة أنتظر لعله يحتاج شيئاً ، فبقيت طول الليل واقفاً أنتظر ، وبقي الشيخ يصلي حتى كان الفجر ، فناداني ، وصليت وراءه الفجر .... ولما مات الشيخ حسين موسى أضحى الفقيد شيخ القراء بدمشق غير مدافع ، وكان الفقيد قد بلغ الذروة ولم يتخط الثلاثين فلم يقنع بما قرأه وبما اختص به ، بل أراد أن يلم بالعلوم الأخرى ، فلازم شيوخ العلم في عصره ، وكان أكثر ما يكون ملازمة علامة الشام الشيخ بكري العطار ، تفقه عليه وأخذ عنه الشيء الكثير ، وحضر دروس الشيخ محمد القاسمي ، وأخذ عن الشيخ الخاني الشهير ، وعن غيره . الاجتماعات التي كان يقيمها: وفق الفقيد لجمع جماعة من القارئين يتلوون القرآن ويتدارسونه في ليلة من كل جمعة ، وكان على فضله المشهود له به من الجميع يرى نفسه أقلهم وأحقرهم ، ولا تزال هذه الجماعة دارجة على نحو ما سنّه لها الفقيد حتى اليوم . بعض مواقفه: كان ـ رحمه الله ـ ذكياً متوقداً ، وله حوادث كثيرة تدل على إبائه وذكائه وشجاعته حدّث مرة قال : كنت في صباي أطلب العلم وأجمع القرآن ، وكان أهل العلم يستثنون من الخدمة العسكرية زمن الدولة العثمانية ، شرط أن يؤدوا امتحاناً ، فتقدمت للامتحان واتفقت أنا وثلاثة آخرون على أن لا نسلك سبيل الرشوة إلى المستخدمين اعتماداً على أنفسنا ، وكراهة للرشوة ، وفقراً منا ، [ قال ] . فلما كان يوم الامتحان وقفت أمام غرفة المستخدمين أقرأ وأتلو . فرأيت الثلاثة الذين اتفقوا معي من قبل على أن لا يرشواً أحداً ، يضحكون ويمزحون ، فقلت لهم ما بالكم ، قالوا: لقد أرسلنا إلى رئيس المستخدمين ما تيسر ونجونا ، ولن نمكث أمامه إلا قليلاً حتى نُعفى من الجندية ، فتدبر أمرك ، وأرسِلْ إليه شيئاً قبل أن تكون من المجنّدين . قال فاكتأبت ، ولكني لم أخف ، وتوكلت على الله ، وأبيت أن أرسل إلى الرئيس شيئاً ، وعجبت من هذا الناس كيف يخادعون .. [ قال ] ودخل أولهم فلم يمكث إلا سبع دقائق تماماً ، وتبعه آخر فلم يمكث إلا مثله ، قال فتقدمت أنا ودخلت ، وإذا جماعة من كبار العلماء حول نضد كبير ، وقد رأسهم شيخ بوظيفة مفتى آلاي تركي الأصل ، فلما رآني حملق وهمهم ، وقال أحد الحاضرين إن امتحان الشيخ قراءة عشر من القرآن فأبى الرئيس وألح أن يمتحن ويُسأل قال : فسألني أسئلة صعبة عويصة ما كانت لتخطر على بالي ، فأجبت عنها ، فغيظ ، فعاد يسألني ويغلظ لي والشيوخ صامتون خائفون ، وأنا أجيب ولا أتلكأ ، لقد أعانني الله عليه ، وبقيت أمامه أربعين دقيقة يسألني وأجيبه ، والعرق يتصبب مني ، ثم قال إقرأ من القرآن عشراً ، فلم أتفكر ولم أتوقف وقلت : بسم الله الرحمن الرحيم " قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " ثم ختمت . فبهت الحاضرون ، وجُن الرئيس .. وقمت فخرجت ، والشيوخ معجبين ، وكان ذلك المفتي يقول : ما غلبني أحد قط إلا هذا الشيخ ، بآيته . أخلاقه: ما عَرِف الناس رجلاً أشد تواضعاً وأعظم رقة ولطفاً من الشيخ الفقيد مع علم جم وأدب واسع ونبل رفيع ، إذا رآك جعلك سيده ، فكان يرى الفضل لجميع الناس وكان يخدم الجميع ويحترمهم وكان يرى الخير في كل إنسان . كان راضياً عن ربه صابراً صبراً شديداً ، نُكب بماله وأولاده وصحته ، وعاش في برهة من الزمن عيشة كلها ضنك ، فكان لا يشكو ولا يتبرم ويصبر ويقول : لقد أوتيت القرآن ، ومن أوتي القرآن فقد أوتي خيراً كثيراً ، وكنت لا تراه ساخطاً ، وكان يقنع بما يكفي عياله ، ومع ذلك فقد كان كريماً ليس أحب إليه من أن يكرم ضيفه إذا طرق بابه ولو لم يكن في بيته شيء ، وكان لا يسألُه سائل إلا أعطاه ، وكثيراً ما كان يستدين ليعطي المحتاج فلا يرده وكان يقول : أستحي أن يسألني سائل فلا أعطيه ، ولقد اعترض على ذلك بعضُ أبناءه فأنّبه على ذلك . وكان يتقبل الإساءة ولا يذكرها ، ويشيد بذكر المحسن له ، وكان يوصي أبناءه بأن يُصادقوا أبناء من أحسنوا إليه ويوصيهم بهم خيراً ، ويقول : إن لفلان علينا يداً ومعروفاً فبروا أبناءه ما استطعتم . وكان يرحمه الله رقيقاً كريم الأخلاق متواضعاً ، يقطع وقته في قراءة القرآن والصلاة ، وكان يختم كل جمعة ختماً من القرآن منذ حفظه أي منذ ستين سنة ولم ينقطع عن ذلك حتى أنه كان يقرأ في أيام مرضه الشديد ثلاثة أجزاء في اليوم . أواخر أيامه: في عام 1921 دعاه العلامة الأستاذ محمد كرد علي وجعله مدرساً للعلوم الدينية في مدارس دمشق الابتدائية ، فمكث فيها نيفاً وعشر سنين ، وكان يجهد نفسه في إلقاء الدروس وتعليم التلاميذ رغم ما به من مرض ملازم له ، وكان بعض أبنائه يسأله لو يلقي الدرس دون أن يجهد نفسه رحمة بحاله وتخفيفاً لمرضه فكان يقول : إن هذا واجب ديني ينبغي علي أداؤه على أكمل وجه ، لقد ضاع هذا الدين وإن لم نجهد النفس لإحيائه لليوم دثرت معالمه غداً . وفي عام 1936 أخرج من المعارف لتجاوزه الستين فعاش في داره منعزلاً عن الناس ، فقد آذوه كثيراً ، وحسدوه كثيراً حتى أن بعض المشايخ كان ـ حسداً منه ـ يمنعه عن تلقي العلم وهدّده إن قرأ القرآن ليضربنه ، ولكن الله نصره ، ثم أوذي وهو في المعارف ، ولكنه نصر ، لأنه من جنود الله " إن جنودنا لهم الغالبون " . عاش المرحوم أربع سنوات في داره منعزلاً ، قضاها في التلاوة والصلاة ، لا يختلط بالناس فإذا جاؤا إليه رحب بهم واستقبلهم من الباب وودّعهم إلى الباب على الرغم من مرضه وضعفه . وفي ضحى يوم الأربعاء غرة ربيع الأول سنة 1359 انتقل إلى ربه ، وهو هادئ مطمئن بذكر الله . تلاميذه: كان للفقيد تلاميذ كثيرون يربون عن الخمسين ، وأكبر تلاميذه فضلاً خمسة هم شيخ المقرئين في بيروت الشيخ محمد توفيق البابا وشيخ الغوطة ومقرؤها الشيخ عبد القادر صمادية والسادة الشيخ ياسين الجويجاتي وبشير الشلاح وفوزي المنير وقد سمع تلاميذ تلاميذه يقرأون . والذي أخذ عنه العشر الكبرى بمضمن الطيبة والنشر إثنان هما: الشيخ توفيق بن راغب البابا والشيخ عبد القادر قويدر العربيلي. نيف وستين عاماً قضاها الفقيد في تعليم القرآن ونشره تكفيه ذخراً عند ربه ، وحسبه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( خيركم من تعلم القرآن وتعلمه ) . وأنه قال : ( أشراف أمتي حملة القرآن ) . وأن ( آل الله أهل القرآن ) . اللهم ارحمه رحمة واسعة ، أطلق بها لروحه العنان ، واجعل مسكنه في الجنان ، وآنسه بالقرآن ، واجعله في جوار النبيين والصديقين والشهداء وممن أنعمت عليهم ، إنك غفور رحيم. وقد رثاه الأستاذ ممدوح حقي بقصيدة مرتجلة ألقيت في حفل تأبينه ومنها قوله: ألا أيها الراحل المستقر ** تحدّث لنا في مجاري القدر فقد طالما كنت بعد الصلاه ** تحدثنا عن جميل الذكر ألا كم وصفت جنان الخلود ** لكل تقي بها مستقر ومما قال الشيخ أبو السعود يرثيه: مضى شيخ قراء الشام ولك يدع ** لنا غير حزن حل في القلب والصدر فيا لك يوما ناحت الشام كلها ** به بدموع أشبهت صيّب القطر فشيخ له القرآن خلق وحسبه ** قيام الليالي والقراءة في الفجر وما مات من أبقى رجالا أعزة **مناقبهم في الفضل تبدو مع الفخر __ |
|
14-04-2017, 02:56 PM | #26 |
| حسين بن علي بن عبد المحسن أبو اسنينة (فلسطين) شيخ قرّاء الخليل الخليل: المسجد الإبراهيمي ـ سجين الإحتلال والتخاذل اسمه ومولده : هو شيخ الإقراء والقرّاء في الحرم الإبراهيمي المقرئ الشيخ : حسين بن علي بن عبد المحسن أبو اسنينة الخليلي ، ولد في مدينـــة الخليــل بفلسطين سنة ( 1304هـ = 1887م) . نشأته وحياته العلمية : بعد ميلاده بأربعين يوماً رحل به أهله إلى القاهرة بمصر ، وفيها أصيب بمرض أدى إلى فقدانه بصره وهو ابن سنة ونصف ، وكان لوالده بقالة يعمل بها ، ولمّا بلغ الشيخ حسين من عمره ثلاث سنين أخذه والده إلى كتّاب الشيخ إبراهيم المغربي وبدأ بتعليمه وتحفيظه القرآن الكريم ، وتوفي الشيخ إبراهيم بعد ذلك وكان الشيخ حسين قد حفظ الكثير من أجزاء القرآن الكريم عنده ، وأتمّ الشيخ حسين حفظه للقرآن الكريم كاملاً وهو ابن تسع سنين . بعد ذلك ذهب إلى شيخه المقرئ محمد بن حسن الفحام وحفظ عليه الشاطبية والدرّة وقرأ من طريقيهما القراءات العشر الصغرى وأجازه بهما بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طريق شيخه المقرئ إبراهيم بن سعد بن علي ، في يوم الجمعة 16/محرم/1333هـ الموافق 4/12/1914م(1) . وكان الشيخ حسين رحمه الله حافظاً لكثير من المتون العلمية كالشاطبية والدرّة المضية والألفية في النحو ، عارفاً بالعربية وغير ذلك من العلوم . وأقام الشيـخ حسـين رحمه الله في مصر، ثـم رجع عائـداً إلى الخليــل في سنـــة (1342هـ = 1924م) وتزوج فيها مرتين ، ولـه من الذرية ثلاث ذكور وبنتان. وفي الخليل تفرغ لتعليم القرآن الكريم في إحدى مدارسها، ثم ذهب إلى الحرم الإبراهيمي وعيّن فيه عن طريق شيخ الحرم الإبراهيمي الشيخ عبدالحافظ سمور قارئاً للسورة(2)، وجلس الشيخ حسين أبو اسنينة للإقراء والتدريس في الحرم الإبراهيمي إلى أن وافاه الأجل . وقد عمل الشيخ رحمه الله في الأربعينات والخمسينات قارئاً في مصلحة الإذاعة الفلسطينية في القدس ، وفي دار الإذاعة الأردنية الهاشمية في رام الله، وله في الإذاعتين تسجيلات أذيعت في وقتها ولا نعلم عنها شيئاً الآن(3) . تلاميذه : وقد عرفنا من تلاميذه : 1- الشيخ المقرئ شفيق بن عمر بن محمود غيث الخليلي(1341-1400هـ) أخذ عنه القراءات العشر من الشاطبية والدرّة ، ومن أشهر تلاميذ الشيخ شفيق في الخليل: الشيخ عصام طهبوب والشيخ رحاب طهبوب والشيخ خضر سدر وقد أخذوا عنه رواية حفص عن عاصم من الشاطبية . 2- الشيخ المقرئ منور بن أحمد ادعيس الخليلي الملقب بعرنوس وقد جاوز الثمانين من عمره ، وأخذ عنه القراءات العشر من الشاطبية والدرّة، وأجازه بهما في يوم الأربعاء 28شعبان1382هـ الموافق 23كانون الثاني 1963م(4). 3- الشيخ المقرئ إبراهيم بن محمد رمانة (1345-1420هـ) من مدينة اللد، أخذ عنه القراءات السبع من طريق الشاطبية (5) . 4- الشيخ المقرئ محمد رشاد الشريف حفظه الله، أخذ عنه رواية حفص ورواية ورش من طريق الشاطبية(6) . أما بالنسبة لمؤلفاته : فلا توجد له تصانيف أو مؤلفات تذكر . وفاته : توفي رحمه الله تعالى في مدينة الخليل ودفن فيها في يوم الإثنين 5/ربيع الأول/1387 هـ الموافق 12/6/1967م عن عمر يناهز الثمانين عاماً.* أخذت هذه الترجمة من ابن الشيخ حسين ، محمد مراد أبو اسنينة في سنة 1998 م . |
|
14-04-2017, 02:57 PM | #27 |
| عثمان بن عبد الله بن محمد بن جرجيس الموصلي (العراق) هو الملا عثمان الموصلي ابن الحاج عبد الله بن محمد بن جرجيس من عشيرة البوعلوان إحدى فروع قبيلة الديلم. ولد عام 1271هـ ـ 1854م في مدينة الموصل في بابا العراق. توفي والده قبل أن يبلغ السابعة من عمره، ولم يلبث على اثر ذلك أن أصيب بفقد بصره، وشاءت عناية الله أن سخر له جاره الوجيه محمود بن سليمان أفندي العمري فأخذه إلى بيته وضمه إلى أولاده وجعله موضع عنايته وعين له معلما يحفظه القرآن الكريم عن ظهر قلبه. ولما تعلم القرآن ومبادىء العلوم الأولية درس العلوم العربية والدينية على علماء عصره وأفاضل بلده ومنهم الشيخ عمر الأربيلي والشيخ صالح الخطيب والشيخ عبد الله الفيضي الخضري وغيرهم من علماء الموصل وشيوخها. وقد بلغ عثمان أشده وهو ما يزال مقيما في البيت الذي آواه صغيرا، ولكن هذا الرجل لم يلبث أن حضرته المنية عام 1282هـ ـ 1865م فكان لذلك وقع كبير في نفس عثمان وأحس بالفراغ مما دفعه إلى أن يترك مدينته الموصل متوجها إلى بغداد بعد أن اكتملت رجولته وأصبح في العقد الثالث من عمره وكان ذلك أول سفر إليها. وفي بغداد نزل في دار ابن المرحوم محمود العمري الأديب الأستاذ أحمد عزة باشا العمري. وفي مكوثه في بغداد استطاع التعرف على كثير من أدباء العراق. وفي بغداد رأى المجل أمامه للاستزادة من العلم والتحصيل فلم يشأ أن تضيع منه الفرصة فجعل يدرس صحيح الإمام البخاري على المرحوم الشيخ داود أفندي وحفظ نصفه. ثم توفي مدرسه الشيخ المذكور وعندئذ أكمل حفظ النصف الثاني على الشيخ بهاء الحق أفندي الهندي المدرس الثاني في جامع الإمام الأعظم. مصحف بديع كتب في نفس العام الذي ولد فيه الملا عثمان الموصلي من مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة وقد عرف الملا عثمان أثناء إقامته في بغداد بإجادته لقراءة القرآن الكريم والموشحات والموالد التي لم يضارعه فيها أحد ونال بذلك شهرة واسعة جعلت الناس يقبلون عليه من كل مكان لسماع صوته. وبعد أن قضى فترة في بغداد عزم على أداء فريضة الحج وقد حج الحجة الأولى وبعد رجوعه الى الموصل عام 1304هـ ـ 1886 حيث لازم كبار شيوخ بلده منهم الشيخ محمد بن جرجيس الموصلي الشهير بالنوري حيث درس عليه وأخذ عنه الطريقة القادرية وقرأ القراءات السبع من طريق الشاطبية على الشيخ المقرىء المرحوم محمد بن الحاج حسن وأجازه بها. ثم سافر الى استانبول عدة مرات والى مصر وسوريا واليمن والحجاز وسائر الأقطار العربية التي ساح فيها ليلتقي بعلمائها وقرائها، وهو مع هذا أعجوبة في الذكاء والفطنة وله نوادر عديدة منها أنه إذا سمع صوت شخص عرف أوصافه من طول وقصر وبياض وسواد وحسن ودمامة، وإذا لامس يد شخص عرفه ولو لم يتكلم معه ومن تكلم معه لا ينساه أبدا ولو بعد سنين. وله عدة مؤلفات في الشعر والنثر كما كان وحيد عصره في التجويد وله القدح المعلى في الموسيقى ... وله يد في العلوم الفلكية يتفوق بها على علماء عصره. وقد نفاه الوالي تقي الدين شاه سنة 1304هـ ـ 1886م الى سيواس. وبعد منفاه نصب معلما للموسيقى في استنبول وذهب الى مصر وتعلم القراءات العشر وطبع ديوان (الفاروقي) وأحبه المصريون وذاع اسمه وطبع عدة قصائد مخمسة في مدح النبي . ولما عاد الى بغداد عكف على ما كان عليه. وظل الملا عثمان يشنف آذان مستمعيه بتنازله المبدعة ويثلج صدورهم بسيرته وأحاديثه الى عام 1920م وقيام الثورة العراقية حيث قام يخطب في جامع الحيدرخانه ويحثهم على المطالبة بالاستقلال. وفي جمادي الآخرة من عام 1341هـ ـ 30 كانون الثاني عام 1923م وهو يوم الثلاثاء وكان يوما شديد المطر وافاه الأجل وفجعت بغداد بوفاته ودفن في مقبرة الغزالي الواقعة في الجهة الشرقية من بغداد. وقد رثاه الشاعر عبد الرحمن البناء البغدادي بقصيدة عدد فيها مناقبه ومزاياه الحميدة مؤرخا بها عام وفاته: رحلت والصدر بالإيمان ملآن *** في ذمة الله شيخ العلم عثمان قضيت نحبا ولم تبلغ مني أمل *** في النفس قد شفعها وجدوا شجان فغبت عنا وفي الأحشاء منك اسى *** وعن عيون الورى ما غاب إنسان كنت الوحيد بما اوتيت من سدد *** فقصرت عنك في الاداب اقران كأنما القوم قد ماتت عواطفهم *** حيث المنابر بعد القوم عيدان كملت عهد شروط المجد في أدب ** جم فلم يبق في الآداب نقصان وبعدك المولد لختلت قواعده ** وبات طرف هداه وهو وسنان يا من على الدين قد جلت مصيبته ** عليك مولد منشي الدين حزنان بغداد بعدك يا عثمان شاكية ** خسرانها وممات العلم خسران بمثلك الدهر لم يسمح وأين له ** شيخ شمرت به للمجد فتيان كنت المبرز في ميدان صنعته ** وللصناعات والآداب ميدان با المحافل في التجويد حافلة ** تصغي اليك من الأشهاد آذان قد عشت سبعين والأفكار منك لها ** إدراك كهل له دين وإيمان وهبت الله عمرا منك شيعه ** ذكر وصوم وتسبيح وقرآن حزم زعلم وآداب ومعرفة ** ونغمة وأهازيج وألحان أهل العلوم وأرباب الفنون هم ** صحف لتلك الصحف عنوان فقه ونحو وصرف وائتلاف حجا ** ونظ شعر به العلياء تزدان مدحت أحمد طه المصطفى مدحا ** كأنما أنت يا عثمان حسان ورحت في حلل الغفران مندرجا ** فاوى لك الغفور في الجنات رضوان في جنة الفردوس قد أمسى نؤرخه ** مع ابن العثمان وسط الورد عثمان (تأريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري ليونس الشيخ ابراهيم السامرائي، ص325ـ327) صورة نادرة للملا عثمان الموصلي قال عبد الرزاق البيطار في حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر: الحاج عثمان بن الحاج عبد الله بن الحاج فتحي بن عليوي المنسوب إلى بيت الطحان ويشتهر بالحافظ عثمان الموصلي المولوي ترجمه أحمد عزت باشا العمري الموصلي في كتابه العقود الجوهرية في مدائح الحضرة الرفاعية، فقال: ولد في بلدة الموصل الخضراء سنة إحدى وسبعين ومائتين وألف، وقبل أن يبلغ من العمر سبع سنين توفي أبوه وبقي يتيماً وفقد نور بصره على صغره، فرآه والدنا المرحوم محمود أفندي الفاروقي وكان إذ ذاك طفلاً، وتغرس به أن يكون للتربية أهلاً ومحلاً، أخذه إلى بيته العامر، وأعطاه منها إلى أحد الدوائر، وخصص له فيها من يحفظه القرآن، بصورة الإتقان، مع ما ينضم إلى ذلك من طيب الألحان، فأتقنها كلها، وحفظ أيضاً جانباً وافراً من الأحاديث النبوية، والسير المصطفوية، ورتب له من يلقي عليه علم الموسيقى حيث أنه قد رزق الصوت الحسن، وحفظ إذ ذاك من رقائق الأشعار، وغرائب الآثار، ما جمع فأوعى لأنه كان سريع الحفظ، لكيف اللفظ، فنشأ قطعة من أدب، وفرز دقة من لباب العرب، لأنه في الحقيقة ضرير، لكنه بكل شيء بصير، ينظر بعين الخاطر، ما يراه غيره بالناظر، وبقي بخدمة المرحوم الوالد إلى أن توفاه الله، وجعل الجنة مثواه، فتوجه إذ ذاك إلى بغداد، وكنت إذ ذاك فيها فنزل عندي، يعيد ويبدي، وفاء للحقوق التي لا زال يبديها، ولا يخفيها، متردياً بظاهرها وخافيها، فتلقيته ملاقاة الأب والأخ، وقلت له بخ بخ، فتهادته فيها أكف الأكابر وحفت به عيون الأصاغر، فأصبح في بغداد فاكهة الأدباء، ونقل الظرفاء، وشمامة الأوداء، واشتهر بحسن قراءة المولد الكريم، على صاحبه أفضل الصلاة والتسليم، فأومض فيها برق اسمه، وعلا مبارك كعبه ورسمه، فتركته على هذه الصورة في الزوراء، تهب عليه ريح الرخاء، حيث يشاء، وأمسى عند كل ذي عين، جلدة ما بين الأنف والعين، وحفظ فيها نصف صحيح الإمام البخاري على المرحوم الشيخ داود أفندي، وبعد وفاته أكمل حفظ النصف الثاني على بهاء الحق أفندي الهندي مدرس الثاني في الحضرة الأعظمية. ثم أنه بعد ما قضى فريضة الحج، وفاز بالعج والثج، رجع إلى مسقط رأسه الموصل الخضراء وقرأ فيها القراءات السبع على حيدرة الوطن، محمد أفندي الحاجي حسن، وأخذ الطريقة القادرية من حضرة المرشد الكامل العارف الفاضل المرحوم السيد محمد أفندي النوري، وبرخصته بل بعد استشارته واستخارته توجه راحلاً منها إلى مركز الخلافة العظمى وخصص له ببلدته خير معاش، يستوجب الانتعاش، وأخذ فيها الطريقة الرفاعية، من حضرة صاحب السماحة الصارم الهندي، الشيخ أبي الهدى السيد محمد أفندي، وهو لم يزل إلى الآن، على ما عليه كان، من انقياده في زمام الوفا، واستناده لسواري الأنس والصفا، تتجاذبته أيدي الكبراء، وتتهاداه قلوب الأوداء، وتتلاعب به أفكار الشعراء، وترتاح معه أذهان البلغاء، وتصغي إلى نغماته أسماع الخطباء، فهو بالليل أريب، وبالنهار خطيب، يرقى ذروة المنابر، فتهرع إليه الأكابر والأصاغر، فيسيل جامد دموعها، ويهيج كامن ولوعها، ويمنعها لذيذ هجوعها، خوفاً من رجوعها، وأما شعره فمثل شعوره، يتساقط فراش المضامين على مشكاة نوره، يذوب نظمه حلاوة، ويكتسي نشره طلاوة، فليس على عينه غشاوة، وإذا غنى ظننت الموصلي إبراهيم، أو قرأ حزباً من القرآن الكريم، تخيلت أبياً يترنم بصوته الرخيم، وبالجملة فهو نسخة جامعة، وكرة لامعة، مع ما ينضم إلى ذلك من الوفاء، وكرم الطبع والصفاء، ومن نظمه يمدح السيد الرفاعي: بباب الرفاعي بت أستبق الركـبـا ليصبح جفني لاثماً ذلك الـتـربـا إمام له في الخافقـين مـفـاخـر بها امتاز بين الأولـياء ولا ريبـا فمنها إذا نادى محبـوه بـاسـمـه على النار أطفوها ولو أوقدت لهبا ومنها سيوف الهند تنبو لـبـأسـه وأسد الشرى ترتاع من ذكره رعبا وأعظمها تقبيل يمـنـى نـبـينـا بها لم يكن من قومه غيره يحبـى أمدت له في محفل خير محـفـل وقد صيرت كل الكرام له حزبـا تردى بأثواب المحـبة والـحـجـا ومن شرع طه المصطفى أخذ اللبا أرى ذل حالي فيه خير معـزتـي وأبكي وتعذيبي أراه بـه عـذبـا لقد جئته مستبقـياً سـبـب جـوده أناديه يا من قد شغفت بـه حـبـا بجدك ذي الخلق العظيم ومن سمـا على الرسل إذ كل لدعوته لـبـا بوالدك الكرار باب عـلـوم مـن أماط عن التوحيد في بعثه الحجبـا بريحانتي خير الوجـود وفـاطـم وما قد حواه ذلك البيت من قربى أتيتك يا شيخ الـعـواجـز راجـيا منائحك العليا التي تنعش القلـبـا أيدعشنـي يا آل طـه بـحـيكـم خطوب وإني قد عرفت بكم صبـا أحبة قلبي ما لعثـمـان مـلـجـأ سواكم وأنتم ملجأ الكون في العقبى عليكم صلاة الله ما انـهـل وابـل بواسط أو هبت بأرجائها النكـبـا وأبياته كثيرة، وقصائده شهيرة، أطال الله بقاه آمين انتهى. هذا ولما سافرت إلى الآستانة العلية، في أوائل ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وست هجرية، اجتمعت بهذا المترجم ذي الشمائل البهية، فرأيته شاعر الزمان، وناثر الأوان، يصبو القلب إليه ويحن، وينثني له غصن البراعة ويرجحن، ففي أوصافه للروح عبق، ومن ألطافه يروق كأس المصطبح والمغتبق، وله أخلاق أقطعها الروض أنفاسه، وشيم يتنافس بها المتنافسون لطافة ونفاسة، وقد أنشدني أفانين من غزلياته، تعزل برونق الصدغ في لباته، وأطربني في ألحانه، ولا إطراب الخمار بحانه، يتلاعب بصوته تلاعب الأنامل بالأوتار، ويحرك القلوب إلى أن تكشف عن محيا غرامها حجب الأستار، وكانت أريحيات غرامه تستفزه وصبوة مدامه تستهزه، فلا يزال، هائماً بغزال، ولا يريم، عن عشق ريم، وشعره يشعر بأنه حليف الجوى، ويعرب عن حاله إعراب الدمع عن مكتوم سر الهوى، ولطفه أرق من العتاب بين الصحاب، وأوقع من الراح ممزوجاً بماء السحاب، ولله در حينما شكالي العذول والهجر والصدود وشداني على صوت الكمام وصوت العود: لو أن بـــالـــعـــذال مـــا بـــي ما عـنـفـونـي بـالـتــصـــابـــي كلا ولـــو ذاقـــوا الـــهـــــوى مثـلـي لـمـا مـلـكـوا خـطــابـــي ويلاه مـــن بـــعـــد الـــمـــزا ر فـإنــه شـــر الـــعـــقـــاب قسـمـاً بـخـلـوات الـــحـــبـــيب وطـيب وقـفـــات الـــعـــتـــاب وتـــذلـــلـــي يوم الـــنــــوى لمـــنـــيع ذياك الـــجـــنـــاب وبـوقـفـتـــي أشـــكـــو هـــوا ي لـــه بـــألـــفـــاظ عـــذاب أبــكـــي وأســـرق أدمـــعـــي خوف الـعــواذل فـــي تـــبـــاب ما لـلـــمـــحـــب أشـــد مـــن نار الـتـبـــاعـــد مـــن عـــذاب بأبـــي غــــــزال لـــــــين الأ عطـاف مـعـســـول الـــرضـــاب مياس غـــصـــن قـــومــــــه يزري بـبـــانـــات الـــروابـــي ريان مـــن مـــاء الـــصـــبـــا سكـران مـن خـمــر الـــشـــراب جعـل الـــتـــجـــافـــي دأبـــه وجـعـلـــتـــه وهـــواه دابـــي قال الـــعـــواذل عـــنـــدمــــا أبـصـرن بـالأشـــواق مـــا بـــي قد كـنـت مـن أهـل الـــفـــصـــا حة لا تـحـول عـــن الـــصـــواب فأجـبـتـهـم والــقـــلـــب مـــن نار الـصـبـابة فـي الـــتـــهـــاب الحب قد أعيا فصيح القول عن رد الـجـواب وتراه إن حضر الحبيب لديه يأخذ في اضطراب وغير هذا كثير، لا يكاد يحصيه قلم التحبير، وعلى كل حال فهو حلية العصر، ونادرة الدهر، قضي له بالأدب الوافر منذ طلع من مهده طلوع البدر السافر، فظهر رشده قبل أوانه، ولا ريب أن الكتاب يعرف بيانه من عنوانه. وقد أسمعني من نثره خطبته التي ابتدأ بها تخميسه لقصيدة المرحوم عبد الباقي أفندي العمري المسماة بالباقيات الصالحات وهي: أحمد من أسبغ علينا من سوابغ المانحات نشبا، وبلغنا بالباقيات الصالحات أربا، ونظمنا في سلك مدائح أهل العبا، وأصلي وأسلم على حبيبه المجتبى، وآله الذين تمدهت بهداهم فدافد وربا، وصحبه الذين بمجاراتهم جواد الضلال كبا، وبعد فيقول العبد العاجز الفقير، ذو الباع القصير، المتوسل لعلاه بحب آل علي، عثمان بن الحاج عبد الله الرفاعي الموصلي: لما كانت مدائح آل المصطفى هي من أعظم الوسائل، للنجاة يوم العرض والمسائل، وكان ممن أحرز قصب السبق في هذا المضمار، الجدير بأنواع الفضائل والفخار، فاروقي الأرومة والنجار الذي اشتهر بالآفاق، وفاق أدباء عصره على الإطلاق، المرحوم عبد الباقي أفندي الموصلي وذلك في قصيدته البائية الموسومة بالباقيات الصالحات التي تنشر لديها برود القصائد، وتنثر عندها أفئدة الفرائد، وكانت كالعروس العذراء، ما اقتضها شاعر، ولا اقتحمها ناثر، لما تحصنت به من حسن السبك والإنشاء، خصوصاً فيما أثارته من مؤثرات الرثاء، والمعفر بغباره وجه الغبراء، قدمت على تخميسها مقراً بعدم استطاعتي، وقلة بضاعتي، وذلك لكوني محب بيتهم، ومقتبساً من نور زيتهم، فهذا شمرت ساعد الجد لتسميطها طلباً للثواب، ومحبة لآل النبي الأواب، وأسأل المولى جل وعلا، أن يتقبل منا قولاً وعملاً، ويجعلنا مظهر قوله تعالى: "والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً"، ثم قال التخميس العبهري على بائية العمري، وهو: مذ شب زند الفكر بعد أن خـبـا قمت لمدح آل طـه مـعـربـا مسمطاً أوصافهم فيما احـتـبـى هذا الكتاب المنتقى والمجتـبـى في نهت آل البيت أصحاب العبا تجلب للكونين أوفى غيرة بشرح رزء نال خـير عـتـرة من قبل أن تحويه أغلى فـكـرة بالقلم الأعلى بـيمـنـى قـدرة في لوح عزة بنـور كـتـبـا روض معانيه غدا مؤرجاً مذ جدولت أسطره نهر الحـجـا جبينه بالحسـن قـد تـبـلـجـا لاح به فرق العـلا مـتـوجـا مرصعـاً مـكـلـلاً مـذهـبـا وقد غدا حاجبـهـا مـزجـجـا وطرفها أمسى كحـيلاً أدعـجـا وثغرها أضحى بسيما أفـلـجـا وكمهـاً مـطـرزاً مـدبـجـا وعقدها منـقـحـاً مـهـذبـا عذب على التالي يسوغ حفظـه يلتذ مهما جال فيه لحظه صفا وطاب واستلان غـلـظـه فرق معـنـاه وراق لـفـظـه يحكي صفا الودق إذا ما انسكبـا حور معانيه الحسـان لـم تـزل تلبس من مدائحي أبهى الحـلـل إذ صغت من تفصيل هاتيك الجمل ثنا إذا أنشـدتـه لـه ثـنـى ال وجود عطفاً وتـهـادى طـربـا غصن مديحي ماس في رطيبـه كأنما نشر الكـبـا يسـري بـه مذ فاح نفح الطيب من ترتـيبـه ريح الصبا تضمخـت بـطـيبـه بطيبه تضمخت ريح الـصـبـا إجازة الملا عثمان الموصلي من شيخه حافظ مصطفى بن محمد طاهر هذا تلخيص لإجازة الملا عثمان الموصلي كما في المخطوطة الأصلية في مركز المخطوطات في بغداد وهي بمجموع رقمه 9134 وهذا المجموع يحتوي على كتاب التحبير لابن الجزري وتحريرات العلامة المنصوري على الطيبة بالإضافة إلى هذه الإجازة للملا عثمان الموصلي في القراءات العشر. بعدما حمد الله واثنى عليه وصلى على نبيه ، قال المجيز: ذاكرا اسم الطالب المجاز: الموصلي الشيخ عثمان محي الدين ابن الحاج عبد الله. ثم يقول الشيخ المجيز: ثم قرأ علي العشرة من طريق التحبير والدرة من القرآن المصون إلى قوله تعالى : " أفتطمعون..." ، فرأيته اتقن القواعد واستعد لنيل الفوائد فأقرأته من طريقي الطيبة والنشرين ما بلغ به الغاية القصوى فعلمت أنه بالإجازة أحرى وأولى فأجزته طلبا لمرضاة الله وحفظا للسلسلة واتباعا لسنة الرسول ، وأنا الفقير السيد حافظ مصطفى بن محمد طاهر المفتي ورئيس القراء بلواء أزميد. ثم يقول الشيخ المجيز بعد ذلك: حفظت القرآن على العالم الذي تحلت بذكره صدور المنابر الشيخ محمد طاهر ، قرأت عليه السبعة والعشرة من طرق الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير وأضفت عليه قرءة من أول كتاب الله القديم لأهل النشرين إلى سورة النباء العظيم فلم يساعده بأن يجيزني الأجل ، بل صار إلى المقام الأعلى وبالخلد حل. وأتممت البقية بالطرق المذكورة على مجيزي ومجازي شريكي في الدرس الشيخ محمد نيازي الخطيب بدار السعادة. ثم يقول : وهو قرأ على الشيخ الكامل والعالم الحبر المحدث الفاضل رئيس القراء في زمن السلطة العزيزية الحاج فيض الله أفندي رحمه رب البرية ، وهو على إمام جامع أبي أيوب الأنصاري الشيخ عبد الله أفندي . قال قرأت على ابن المرحوم رئيس القراء بدار السلطنة السنية محمد أمين أفندي شارح زبدة العرفان المجاز عن والده المشار إليه عبد الله أفندي . وعبد الله أفندي قرأ على الحاج إبراهيم الشهير بنعلي زاده الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير ختمتين بأتم إتقان ثم بمضمن الطيبة وتقريب النشر من الكبير والصغير إلى أوائل سورة الجاثية , وأتم الختمة على الحاج صالح أفندي بن علي . وهما ( أي الحاج إبراهيم الشهير بنعلي زاده و الحاج صالح أفندي بن علي ) قرءا على وحيد عصره رئيس مشايخ القراء بدار الخلافة العثمانية يوسف أفندي زاده، وهو على والده محمد أفندي ، وهو على والده رئيس مشايخ القراء يوسف أفندي بن عبد الرحمن من الشاطبية والتيسير والدرة والتحبير وبمضمون الطيبة وتقريب النشر وهو على الشيخ محمد أفندي الإمام بجامع نشانجي باشا وشيخ القراء بدار القراء التي بناها الوزير كويريلي محمد باشا وهو أول شيخ بها وقد قرأ هو بذلك كله على الشيخ يوسف أفندي المذكور . وهو قد قرأ بذلك كله على الشيخ المولى محمد بن جعفر الشهير بأوليا أفندي الإمام السلطاني ورئيس مشايخ القراء وهو أول رئيس بدار السلطنة الغراء وهو على شيخه أحمد المسيري المصري إمام جامع أبي أيوب ، وقبره بخارج تربة الوزير محمد باشا الشهيد بجوار سيدنا المشار إليه بيا رشيد وهو على ناصر الدين الطبلاوي وهو على شيخ الاسلام زكريا الانصاري ..... الخ السند المشهور أجيز عثمان بهذي العشرة 1309هـ خاتم المجيز |
|
14-04-2017, 03:02 PM | #28 |
| محمود فائز بن محمد كامل الديرعطاني (سوريا) فقيه ، قارئ بصير، جامع 1312ـ1385هـ=1894ـ1965م. ولادته ونشأته وتلقِّيه القراءات: ولد بدمشق سنة 1312هـ، حفظ القرآن الكريم في شبابه على المقرئ البصير الشيخ محمد بن صالح القطب(ت1346)، فقرأ عليه ختمة كاملة بالتجويد والإتقان برواية حفص لقراءة الإمام عاصم، ثم حفظ عليه نظم الشاطبيَّة في القراءات، وقرأ بمضمنها ختمة كاملة عليه.وتلقَّى عن شيخه هذا أيضاً علم النحو فحفظ ألفية ابن مالك، وقرأ شرحها ، ثم قرأ كتاب "مغني اللبيب" لابن هشام. قرأ كذلك ختمة كاملة بالقراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة على شيخ قراء دمشق الشيخ محمد سليم الحلواني(ت1363)، كما قرأ ختمة كاملة بالقراءات العشر بمضمن "طيبة النشر" على الشيخ محمد ياسين الجويجاتي (ت1384). دمشق عام 1860م تلقيه الفقه الشافعي: أخذ الفقه الشافعي عن الشيخ محمد صالح العقاد(ت1390)، عرض عليه كتباً كثيرة منه، فحفظ ( متن الغاية) للعمريطي، وحفظ غيره، وقرأ كتاب( مغني المحتاج) للخطيب الشربيني ، وكتاب ( البهجة) لزكريا الأنصاري ،وغيرهما من كتب المذهب. إمامة جامع التوبة*: تولَّى إمامة جامع التوبة في صلاة الفجر. تلاميذه : له تلاميذ كثر تخرَّجوا به، وأفادوا منه، واشتهروا من بعده، فأحيوا ذكره، وأبقوا أجره، منهم الدكتور محمد سعيد الحلواني(ت1389)، والشيخ محمد سكر حفظه الله، الذي أسمعه ختماً بقراءة حفص، ثم حفظ عليه الشاطبية، والدرة، والقراءات العشر إفراداً وجمعاً بمضمنهما. ومنهم الشيخ حسين خطاب(ت1408)، والشيخ كريِّم راجح، اللذان حفظا الشاطبيَّة على الشيخ محمد سليم الحلواني(ت1363) ، وأفردا القراءات وجَمَعاها على الشيخ أحمد الحلواني ( الحفيد)(ت1384) ، وقرأ على المترجم القراءات العشر بمضمن الشاطبية والدرة، وقرأا ختماً كاملاً بمضمن الطيبة والنشر على الشيخ ياسين الجويجاتي(ت1384). كان مرجعاً في علم القراءات والنحو يقول عنه شيخه في الفقه الشافعي الشيخ صالح العقاد:" الشيخ محمود فائز حُجَّتنا في العربية". وفاته: توفي بدمشق عام 1385هـ عن ثلاثة وسبعين سنة ، ودفن بمقبرة الباب الصغير قريباً من المحدِّث الشهير الشيخ بدر الدين الحسني رحمهما الله تعالى. المصدر: مقالة للدكتور الشيخ مجد مكي حفظه الله موقع الإسلام في سوريا ـ ركن العلماء والمناشط الإسلامية المرجع: تاريخ علماء دمشق2:789ـ790. مصحف رائع كتب في نفس العام الذي ولد فيه الشيخ الدير عطاني صاحب الترجمة (1312 هـ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للقرآن , الكريم , صفراء |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ... | النـور | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 17 | 05-06-2021 11:56 PM |
أرقام قرآنية | نسمة هدوء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 16 | 09-03-2015 10:41 AM |
مقدمة في علوم القرآن الكريم - القرآن الكريم (13) | محمدعبدالحميد | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 21 | 16-02-2015 12:59 PM |
إعجاز القرآن الكريم | قطرات احزان | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 25-10-2013 03:01 AM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |