14-04-2017, 02:42 PM | #15 |
| عبد الرزاق بن محمد حسن بن رشيد بن حسن الحلبي (سوريا) العلاَّمة المربِّي الكبير الفقيه المُقرئ الشيخ عبد الرزاق بن محمد حسن بن رشيد بن حَسَن بن أحمد الحَلَبي أصلاً وشُهرةً، الدِّمشقي الحَنَفي. وِلادتُه ونشأتُه: وُلِد بدمشق في شعبان سنة 1343ه - 1925م، ونشأ بين أَبَوَين صالحين، فوالده طالبُ علمٍ جَمَعَ بين التِّجارة وحُضور مجالس العلماء، ووالدته هي السيدة وسيلة ابنة مفتي الشام العلامة الشيخ محمد عطاء الله الكسم رحمه الله. تُوفي والده سنة 1352ه فَنَشَأَ يتيماً في تربيةِ وتوجيهِ عمِّه الشيخ محمد عيد الحلبي، فَدَخَلَ الابتدائية في مدرسة الرَّشيد بدمشق سنة 1352ه - 1933م، وتَخَرَّج منها سنة 1357ه - 1938م. دَخَل بعدَها التجهيزَ فمَكَث فيها نحو سنتين، ثم ترك الدراسة والتحق بالعَمَل في صنعة النسيج. شيوخه في تحصيل العلوم: ثم تَعَرَّف على العلاَّمة الشيخ محمد صالح الفرفور، فبدأ بِملازمة حَلَقاتِه منذ ناهز البلوغ سنة 1358ه - 1939م، وبقي مُلازماً له إلى وفاته سنة 1407ه - 1986م. لازَمَه في حَلَقَاته في المسجد الأموي، وفي المدرسة الفتحية، وفي منزله، وفي سائر نشاطاته التدريسية، وهو شيخ تحصيله وتخريجه، قرأ عليه جُلَّ العُلُوم الشرعية والعربية قراءةَ بحثٍ وتحقيق ومُدارسةٍ وإتقان، وأسَّس معه ومع نُخبةٍ من تلاميذ الشيخ وتُجَّار دمشق الأبرار جمعيةَ الفتح الإسلامي، ثم معهد الفتح الإسلامي، وَرَافقه طَوال مسيرته العلمية والتربوية، وكان -مع زُملائه في الطَّلب- ساعِدَه الأيمنَ في إدارة معهده وجمعيته ونهضته، وأجازه إجازةً عامةً بالمعقول والمنقول. أما القرآن الكريم وعُلُوم القراءات، فأخذها عن الشيخ محمود فايز الديرعطاني، والشيخ الدكتور محمد سعيد الحلواني والشيخ حسين خطَّاب. وذلك أنه بدأ بحفظ الشاطبية على الشيخ محمود فايز الديرعطاني، ثم تُوفي فأتمها على الدكتور سعيد الحلواني، وحفظ عليه الدرة أيضاً، وقرأ عليه عدة ختمات بالروايات المتنوعة إفراداً، ثم بدأ عليه بالجمع الكبير، فتُوفي إلى رحمة الله، فتحوَّل بعده إلى الشيخ حسين خطاب، فقرأ عليه خَتماً كاملاً بالقراءات العَشر، وأتمَّ عليه في شهر ربيع الثاني سنة 1391ه، وأجازه أن يَقرأ ويُقرِئ بشرطِه المعتَبر عند أهل العلم. شيوخه في الإجازة: حصل الشيخ –حفظه الله- على عددٍ من الإجازات سوى ما ذُكر. فأجازه العلامة الشيخ محمد أبو اليسر عابدين مفتي الشام، والعلامة الشيخ محمد العربي العزوزي أمين الفتوى ببيروت، كَتَب له الإجازة بخطِّه على غلاف ثبته المطبوع (إتحاف ذوي العناية) وذلك في أواخر رمضان سنة 1374ه. وأجازه العالم المُعمَّر الشيخ أحمد بن محمد القاسمي بإجازته من الشيخ محمد عطاء الله الكسم، كما أجازه الشيخ مُلا رمضان البوطي. وتبادل الإجازة مع الشيخ محمد ديب الكلاس والشيخ محمد بن عَلَوي المالكي. والتقى في الحجاز بعددٍ من مشاهير عُلمائه، منهم: الشيخ محمد إبراهيم الفضلي الختني، وأهداه عدداً من الكُتُب والرسائل بطريق المناولة الحديثية، منها رسالة (نشر الغوالي من الأسانيد العَوَالي) ورسالة (الإسعاد بالإسناد)، كلاهما للشيخ محمد عبد الباقي الأنصاري اللكنوي ثم المدني. عنايته بالتعليم والإرشاد: قضى الشيخ -حفظه الله- جميع عُمُره في التدريس وإقراء الكُتُب ليلاً ونهاراً، لا يَكلُّ ولا يَمَلُّ، فأقرأ العَشَرات من الكُتُب الأمهات في مُختلف العُلوم. بدأ الدرس الأول سنة 1368ه-1949م تحت قُبَّة النَّسر في الجامع الأُموي، حيث ألقَى دَرسَاً عاماً حَضَره تشجيعاً العلامةُ الشيخ محمد هاشم الخطيب. صورة للشيخ في شبابه وكان أكثر تدريسه في المسجد الأموي، أقرأ فيه بعد الفجر، وبين المغرب والعِشاء، في كل يومٍ أكثر من ستين سنة، كما درَّس في مساجد أُخرى كالباذرائية، ومسجد القطاط، ومسجد فتحي القلانِسي في القيمرية، ومسجد الياغوشية في الشاغور، وغيرها من المساجد، بالإضافة إلى تدريسه في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه حتى الآن. أما الكُتُب التي أقرأها خلال مسيرته العِلمية فلا تكادُ تُحصى، وكان يهتم في إقرائه للكُتُب بأمورٍ هامة: أولها: يختار الكُتُبَ الأمهات، ولا سيما المطوَّلات منها في مختلف العُلُوم. ثانيها: يقرأ هذه الكُتُب بطريقة السَّرد بحيث يقف عند المُشكِلات، ولا يُسهِبُ في شرحِ ما سِواها. ثالثها: يحرِصُ على المواظبة وإتمام الكتاب إلى آخره ضمن برنامجه المُحدَّد له. رابعها: يُعيدُ قراءة الكُتُب الهامة مرَّتين أو ثلاثاً أو أكثر. فمن الكُتُب التي أقرأها (لا على سبيل الحَصر): تفسير النسفي، والخازن، والقُرطبي، والإتقان في عُلوم القرآن. الكُتُب الستة في الحديث، وموطَّأ مالك، وشرح النووي على مُسلم، وبذل المجهود شرح سنن أبي داود، وجامع الأصول. مراقي الفلاح، وحاشية الطحطاوي، والاختيار، وحاشية ابن عابدين، والهدية العلائية، وكشف الحقائق شرح كنز الدقائق، والأشباه والنظائر لابن نُجيم، والهداية للمرغيناني. شرح قَطرِ الندى، وشرح شُذُور الذهب، ومغني اللبيب، وشرح ابن عقيل في النحو. الشفا للقاضي عِياض، وإحياء عُلُوم الدين، والرِّسالة القُشيرية، وصفة الصفوة، ونوادر الأصول، وشرح عين العِلم وزينِ الحِلم. وغيرها من الكُتُب في مختلف العُلُوم. إقراؤه للقرآن الكريم: تصدَّر الشيخ للإقراء، فَحَفِظَ القرآنَ عليه مئاتٌ من طلبة العلم، ونالوا منه الإجازة برواية حفص عن عاصم، ولا يُمكن إحصاؤهم لكثرتهم. أما الذين جَمَعوا عليه القراءات العَشر وأتمُّوها فهم: إحسان السيد حسن، محمد بدر الدين الأغواني، غسان الهبا، أحمد الخُجا، زياد الحوراني، رِفعت علي أديب، محمد صادقة، ماهر الهندي. وبدأ غيرُهم بالجَمع ولم يُتمِّوا. أما الوقت الذي يُقرئ فيه الشيخ فغالب يومه، بعد صلاة الفجر، ومن فترة الضُّحى إلى ما بعد العِشاء، لا يردُّ قارئاً، ولا يكلُّ ولا يَمَلّ. وفي سنة 1427ه اختير الشيخ –حفظه الله- مع مجموعةٍ من كِبَار المُقرِئين في دمشق للتكريم من قِبَل وزارة الأوقاف ومركز زيد بن ثابت لخدمة الأنشطة القرآنية. وكان تكريمُه في حَفلٍ رسميٍّ في مُدرَّج جامعة دمشق، وحفلٍ آخرَ شعبيٍ في جامع الشيخ عبد الكريم الرِّفاعي بدمشق يومي 13/14/آذار/2006م. مع رفيق الدرب الشيخ الجامع المجاهد محمد كريّم راجح جهوده في رعاية جمعية الفتح الإسلامي ومعهدها الشرعي: الشيخ حفظه الله هو اليد اليمنى للشيخ محمد صالح الفرفور رحمه الله في تأسيس الجمعيَّة ونشاطاتها مع زميلة الشيخ رمزي البزم رحمه الله، فكان لهما مع الشيخ نشاطات واسعة في جباية أموالها في الداخل والخارج، وفي رعايتها ومتابعة مسؤولياتها والإشراف عليها. وكذلك كان له اليد الطولى في تأسيس المعهد وفي إدارته، والتدريس فيه منذ تأسيسه، بل قبل ذلك حينما كانت النهضة عبارة عن حلقات في المساجد. ولمَّا توفي الشيخ محمد صالح فرفور رحمه الله تولى بعده رئاسة الجمعية، واتفقت كلمة تلاميذ الشيخ وأبنائه على أنه خليفة الشيخ وأمينه على نهضته والمرجع الأول في الشؤون الإدارية الهامة، وفي الشؤون العلمية، ولازال حفظه الله حتى الآن يرعى هذا المعهد بعطفه وغيرته وتوجيهاته. تَضلُّعُهُ بالعُلُوم: الشيخ -حفظه الله- عالمٌ مُتمكِّنٌ في جميع العلوم الشرعية والعربية، واسع الاطِّلاع، قوي الحافظة، حادُّ الذاكرة، يستحضر الكثير من المتون وعبارات العلماء، ويستشهد بها عند الحاجة إليها وكأنَّه يقرؤها من الكتاب. يُحبُّ الاطِّلاع على معارف عصره، فقد تعلَّم اللغتين الفرنسية والتركية، وكان يتحدث بهما مع الطلاب أحياناً. وهو إلى ذلك مُولَعٌ بالقراءة والمطالعة كُلَّما سَنَحَت له الفرصة، ولمَّا تقدَّمت به السِّنُّ صار يُكلِّف مَن حولَه بأن يَقرأ له. تلاميذه: تلاميذه الذين تخرجوا عليه، أو حضروا دروسه لا يُحصَوْن كثرةً، فكل من تخرَّج في معهد الفتح الإسلامي منذ تأسيسه حتى الآن هم من تلاميذه، والكثيرون من طُلاب الحلقات قبل تأسيس المعهد وبعده، في مختلف المساجد التي درَّس فيها ولاسيما في المسجد الأموي. وأما الذي حَصَلوا منه على الإجازة العلمية العامة فهم أيضاً كثيرون، منهم المدرّسون للعلوم الشرعية والعربية في معهد الفتح الإسلامي وأجازهم جميعاً بإجازته المطبوعة سنة 1423ه. وظائفه التي تقلَّدها: أولاً: وظيفة الإمامة والخَطابة في عددٍ من مساجد دمشق، ففي سنة 1364ه-1945م وُجِّهت إليه وظيفة الخطابة في المدرسة الفتحية (جامع فتحي) وكالةً ثم أصالةً سنة 1367ه-1947م. وفي عام 1376ه-1956م كُلِّف بوظيفة الخطابة في جامع الجوزة وَكَالةً. وفي سنة 1390ه-1970م نُقِل من وظيفة إمامة جامع القطاط الموكلة إليه سابقاً، إلى إمامة المِحراب الحنفي في المسجد الأموي. وأخيراً تولَّى الخطابة في جامع بلال الحبشي. ثانياً: وظيفة التدريس الديني في دار الفتوى. ثالثاً: وظيفة إدارة المسجد الأموي منذ 1400ه-1980م. رابعاً: سُمِّيَ شيخَ الجامع الأموي بقرارٍ من وزير الأوقاف عام 2005م. خامساً: عضوية جمعية الفتح الإسلامي منذ تأسيسها سنة 1375ه-1956م. ثم نائباً للرئيس ثم رئيساً لها سنة 1986م، بالإضافة إلى إدارة معهدها منذ تأسيسه إلى سنة 1984. سادساً: رئاسة جمعية النداء الخيري في القيمرية. سابعاً: كما حضر الكثير من المؤتمرات في العديد من البلدان الإسلامية وغيرها. صِفاتُه الخُلُقية وهمَّتُه في العِبادة: الشيخ – حفظه الله- من العُلماء الكُمَّل المخلِصين (ولا نُزكِّي على الله أحداً) جمع صفات الرِّجال الكِبار من الهمة العالية في الطاعة والعبادة والعِلم والتعليم، مع حُسن الأخلاق وطيب العِشرة، والتواضع والزهد في الدنيا، والكَرَم والجود، يبذل الصدقات ويقضي حوائج الناس، ملتزمٌ بالسنة المطهَّرة، يُحبُّه كلُّ من حوله، ويهابه كلُّ من يراه، يحفظ وقته كلَّه بين الطاعة والعبادة والعلم والتعليم والإقراء، مواظبٌ على برنامجه اليومي منذ نشأته، لا يخرمُه لا يبدِّله، يُحافظ على صلاة الجماعة في المسجد الأموي بلا انقطاعٍ إلا في مَرَضٍ أو سَفر، مواظبٌ على الحجِّ في كلِّ عام منذ سنة 1370ه تقريباً، فزادت حِجاته على خمسين حجةً، كان في الكثير منها مُشرفاً على البِعثة السُّورية. بارَكَ اللهُ في عُمُر شيخنا، وأمدَّه الله بالصحة والعافية، ونَفَعَ الأمة بِعلمِه. |
|
14-04-2017, 02:44 PM | #16 |
| محمد بن طه سكر (سوريا) هو محمد بن طه سكر الصيّاديّ الرفاعي الحسيني، أبو هشام. مقرئ، فقيه، جامع. ولد في دمشق في حي العفيف، بمنطقة الصالحية سنة « 1335هـ ــ 1922م » نشأ يتيماً في حضن والدته الكريمة التي وهبته أحسن ما عندها، وهو كتاب الله تعالى، الذي حفَّظته إياه منذ نعومة أظفاره، وهو في السن العاشرة من العمر، وختمه في الخامسة عشرة . عكف الشيخ حفظه الله منذ صغره على حلقات العلم، فقرأ على الشيخ محمود فايز الدير عطاني ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم، وكان خلال هذه الختمة يحفظ متون القراءات، فما إن ختم تلك الرواية حتى أسمعه الشاطبية والدرة كاملتين، وشرع في الإفراد لكل راوٍ ختمة كاملة، فقرأ نحو عشرين ختمة متنوعة الروايات، ثم شرع بالجمع الكبير، الذي انتهى منه في سنّ الخامسة عشرة . وكان خلال ذلك يقوم الشيخ الدير عطاني بالاستبيان منه ( مواطن الشاهد) تلك القراءة من الشاطبية أو الدرة، أو إثارة مسألة نحوية وغيرها من مسائل ذات أهمية في هذا المجال، وانضم مع قرينه الشيخ أبي الحسن الكردي إلى مجموعة القرّاء الذين كانوا تحت إشراف الدكتور سعيد الحلواني، فأقاموا جلسة للإقراء يحصل بها مدارسة القرآن الكريم ووجوهه ورواياته، وما زالت قائمة حتى الآن بما يُعرف بمجلس القرّاء. حضر دروس العلامة الشيخ علي التكريتي، وقرأ عليه بعض العلوم، ومنها كتاب ( مشكاة المصابيح) للتبريزي في الحديث. مع فضيلة الشيخ المربي الفقيه أسعد صاغرجي الحنفي (الى اليمين) والشيخ العلامة المربي محمد هشام البرهاني الحنفي وأمّا منهجه في التعليم، فهو على طريقة وسنن شيخه في القراءة والإقراء، فهو محرّر مدقّق لا يرضى من القراءة إلا ما يَصحّ ويُقبل، لذا فإنّه يتشدّد في ضبط القراءة لتلامذته، فمنهم من يبقى ويعبر حتى يختم، ومنهم من تقصر همته عن ذلك. وطريقته مع المبتدئ بإقرائه جزء «عمّ» يتمرّن الطالب على القراءة المجوّدة، ثم يبدأ من الأول، ويلقي أحكام التجويد ويصحّحها على الطالب دون تجزئة لها بل جملة واحدة، لا يترك له شيئاً، وإن استدعى الأمر إعادة شيء من ذلك أعاده، حتى يتقن القراءة . وعندما يدخل عليه الطالب للمرّة الأولى ميلي عليه الشيخ جميع ما تتطلبه منه القراءة من شروط كالالتزام بالأوقات والآداب والمحافظة على أحكام التجويد وغير ذلك. من اليمين: الشيخ الحافظ الدكتور عمر حوري -خطيب جامع سيدنا مصعب بن عمير- فالسيد المسند محمد الفاتح بن محمد مكي الكتاني المالكي حفظهما الله ونفع بهما فشيخ قراء دمشق الفقيه الجامع الورع الشيخ محمد طه سكر الرفاعي الحسيني الشافعي فشيخ مجالس الصلاة على النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم سيدي الشيخ أحمد صالح الحبال. وقد قرأ حفظه الله في أماكن متعددة، منها منزله المبارك في حي العفيف، ومسجد الشيخ محي الدين بن عربي، ومسجد الخياطين، ومسجد نور الدين الشهيد، زجامع التوبة. وتخرّج به عدد كبير من حفظة كتاب الله تعالى وكثير منهم ممن جمع القراءات على يديه. تزكية الشيخ رحمه الله لدار القرآن الكريم للحفظ والتلاوة في بيروت توفي رحمه الله فجر يوم الأربعاء 12 شعبان 1429 هـ الموافق له 13/8/2008م |
|
14-04-2017, 02:45 PM | #17 |
| محمد كريِّم بن سعيد راجح (سوريا) شيخ قراء دمشق أبو سعيد الدمشقي عالم، فقيه، جامع، أديب، شيخ قرّاء الديار الشاميّة . ولد بدمشق في محلّة تعلّم القرآن الكريم لأطفال الحيّ، وخاصّة الفتيات، فكانت قراءتها لكتاب الله تعالى أوَّل طيف نبوغ هيمن على ذاكرة طفولته، وأخذ منها حيزاً هامّاً، جعله بعد ذلك مكبّاً على حفظ القرآن وجمعه والاهتمام به . وفي العاشرة من عمره عمل في أعمال متعدّدة كي يعين أسرته الفقيرة، كان آخرها في المطبعة الهاشمية، إذ لفت انتباهه طباعة ( تفسير الجلالين) الذي أثّر به كثيراً، فعكف على قراءته، وكان قد تعلّم القراءة والكتابة عند شيخ الكتّاب. وفي سن الثالثة عشرة، جّهته والدته بالذهاب إلى الشيخ حسين خطاب في جامع القاعة، ليتحمّل عنه العلم، الذي أخذ بيده إلى العلامة المجاهد الشيخ حسن حبنّكة الميداني، حيث أظلّه بكنفه، وشمله برعايته حتى وفاته رحمه الله تعالى. حفظ القرآن الكريم، غاية التدريب في نظم حتى الغاية والتقريب ( في الفقه الشافعي، وألفية ابن مالك، وهو عند الشيخ حسين خطاب). وكانت أوقات الحفظ المحببة إليه من بعد صلاة الفجر، وما بين المغرب والعشاء. الشيخ العلامة المجاهد محمد حسن حَبَنَّكة الميداني الشافعي شيخ الشام وعن شماله تلميذه الشيخ العلامة حسين رضا خطاب الميداني الشافعي شيخ قراء الديار الشامية الأسبق، وعن يمينه تلميذه العلامة المجاهد الشيخ الأديب محمد كريِّم راجح شيخ قراء الديار الشامية ثمَّ أرسله الشيخ حسن حبنّكة برفقة أستاذه الشيخ حسين خطاب ليجمعا معاً القراءات العشر . فحفظا الشاطبية على محمد سليم الحلواني، ثم بعد وفاته جمعا على ابنه الشيخ أحمد الحلواني الحفيد الشاطبية والدرّة ثم جمعاهما أيضاً على الشيخ عبد القادر أحمد قويدر العربيني. وقرأ ختممة بالقراءات العشر الصغرى على الشيخ محمود فائز الديرعطاني. كما تلقّى العلم عن شيوخ آخرين منهم، الشيخ خير وياسين، والشيخ عبد القادر بركة، والشيخ صادق حبنّكة، والدكتور مصطفى سعيد الخنّ . خطب وكيلاً في عدد من مساجد الميدان، ثم أرسله الشيخ حسن حبنكة ليخطب في جامع الجسر الأبيض في حيّ المهاجرين بدمشق، وفيه نبغت خطابته، ونضجت فصاحته، فكان يخطب ساعة من الوقت أو أكثر، فلا يملّه المصلّون ولا يضجر منه المقتدون . ثم استقرّت به الخطابة في جامع المنصور في حي الميدان، فبقي يخطب فيه زُهاء عشرين عاماً. عُيّن بعد وفاة شيخه الشيخ حسن حبنكة خطيباً في جامع العثمان في حي الميسات، وبعد بضع سنين عُيّن خطيباً في جامع زين العابدين التونسي في الميدان. حصل على شهادة الإجازة في الشريعة، فدرّس في مدارس دمشق وثانوياتها الشرعية، وهو أستاذ القراءات وعلوم القرآن في قسم التخصص والدراسات التخصصية في معهد جمعية الفتح الإسلامي . بويع شيخاً للقراء بعد وفاة شيخه الشيخ حسين خطاب، وذلك حين تأبينه في الجامع الأموي، حيث قام العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي، بمبايعته خلفاً صالحاً لشيخه رحمه الله. نال شرف الحفظ والجمع على يديْه عدد كبير من طلبة العلم في بلاد الشام وبعض البلدان العربية والإسلامية. قرأ عليه كثيرون حفظه الله. له عدة مؤلفات منها "البيان في تفسير القرآن" وتعليقات على الطب النبوي لابن القيم وأدب الدنيا والدين للماوردي ومختصرات لجامع الأحكام وتفسير ابن كثير وشرح النووي على صحيح مسلم. أكرمه الله بتسجيل القراءات العشر بكلّ وجوهها من طريق الشاطبية والدرة. يتردد على لسانه قوله:« الحمد لله فالفضلُ والخيرُ في هؤلاء الشباب، المقبلين على الله والمعتزين بإسلامهم فهم الذين ينهضون من حالنا، ويُقوّون عزيمتنا». |
|
14-04-2017, 02:47 PM | #18 |
| خليل بن أحمد هبــا (سوريا) مقرئ، متقن، جامع من طريقيّ الشاطبية والدرة. وُلد بدمشق في حي الحيواطية ( قبر عاتكة) سنة « 1342هـ ــ 1942م »، ونشأ في دار جده على الديانة والاستقامة، ثم التحق بالمدرسة التجارية التي كانت يُشرف على توجيهها محدّث الديار الشامية الشيخ بدر الحسني والشيخ علي الدقر، والشيخ هاشم الخطيب، وقد تأثّر الشيخ يهؤلاء العلماء على صغر سنِّه آنذاك أثناء حضوره دروسهم ومجالسهم في الجامع الأموي بفضل والده . تلقّن القرىن الكريم عن الشيخ محمود الحبّال حفظاً وتجويداً، وعن الشيخ عبد الوهاب دبس وزيت، بقراءة حفص. وجمع القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة على يد الشيخ محمد كريم راجح. اشترك في حلقات العلم بجامع العدّاس في منطقة الشابكلية بعد توسّعها سنة 1950م وانتقلت الحلقات إلى جامع السباهية بعد هدم جامع العدّاس، وكان من زملائه في تلك الحلقات الشيخ عبد الرحمن الدقر، والشيخ بهاء الطباع، والشيخ جميل الزيناتي. أقرأ القرآن وأجازه لكثير من طلاب العلم، وتدارسه مع أهله، وبعد وفاة الدكتور الحلواني شيخ القراء بالشام دعا الشيخ حسن حبنكة الميداني سبعة من القراء الأفاضل،وهم الشيخ حسين خطاب، والشيخ محمد كريم راجح، والشيخ أبو الحسن محي الدين الكردي، والشيخ عبد الرزاق الحلبين والشيخ محمد سكر، والأخوان الشيخ قاسم هبا، والشيخ خليل هبا، وأسسوا مجلس القرّاء بالشام. توفي فضيلةالشيخ خليل هبا الدمشقي يوم الخميس 12/11/1428الموافق 22/11/2007 في دمشق عن عمر يناهز 83 عاماً. قال الأستاذ عبد العزيز بن علال الحسني الدمشقي الجزائري في رثائه: قال رسول الله :«خيركم من تعلم القران وعلمه» وقال: إنّ لله أهلين من الناس ..قيل يا رسول الله من هم ؟قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصَّته» هذه دمشق الشام اليوم تودع علماً من علمائها القراء الكبار العظام الذين كرَّمتهم في العام الماضي واليوم يرحل عنها هذا الشيخ المقرئ العظيم ولا تعرف دمشق جنازة لأيِّ إنسان كان كالجنازات التي تكون للعلماء وبيننا وبينهم الجنائز كما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله. هذه دمشق في محبتها لعلمائها القراء الأجلاء تودع واحدا من القراء السبعة المعمرين الذين تجاوزوا الثمانين عاما لأن حياة العالم يقظة لأهل دمشق وللعالم وموت العالم يقظة لأهل دمشق بل العالَم كله، فإذا رأيت العالم يموت فموته موقظة لأهل دمشق قلوبنا تشعر بأنها متعلقة بالله. فعن سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله قال..«من قرأ القران وعمل بما فيه ألبس والديه يوم القيامة تاجاً ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم فما ظنك بالذي عمل بهذا»؟! رواه أبوداود . لقد كرس شيخنا الراحل حياته من أجل القرآن وأهله بعد عمر طويل تجاوز التمانين عاما رحمه الله تعالى يدرس القران والقراءات لطلاب العلم من جميع أنحاء العالم الذين هاجروا إلى الشام من أجل العلم وجمع القراءات إذ النكبة التي نكبت بها شامنا هذه تتمثل في فقدنا لعالم مقرئ جليل سخر حياته فيما نعلم في نشر القران وتعليمه للطلاب أقول: لا يعزى أهل الشيخ فقط بل يعزى أهل القرآن وأحباب الشيخ وتلامذته أولا ويعزى العلم الإسلامي كله بل سورية كلها بوفاة الشيخ خليل هبة فالعالم لا يمثل بلده فحسب ولا أهله فقط، ولكن يمثل الإسلام والإسلام للعلم الإسلامي كله بل الإسلام للدنيا كلها لأن الله تعالى بعت سيدنا محمد للعالم كله أيها الشيخ الجليل بالأمس فقط ودَّعنا أيضا شيخنا العلامة الجليل سيدي صادق حبنكة الميداني رحمه الله الفقيه الشافعي، واليوم نودع واحداً من أهل القراءات وكل يوم نفقد علماً من علماء الإسلام، وحسبنا الله ونعم الوكيل. أسأل الله تعالى أن يتقبل الشيخ في رحمته ورضوانه مع إخوانه العلماء السابقين، وأن يعوضنا عن مصابنا خيراً بوفاة الشيخ خليل هبة. وشامنا هذه كانت ولا تزال مكلوءة بعناية الله مكلوءة برعاية الله عزوجل ياشام كوني مثلما قالوا شذى...ورداً ودالية ورف حمام شام الهوى أنت الحبيبة دائما...كوني الطبيب وعالجي آلامي هذه الشام التي كرَّمت شيوخ القراء السبعة العام الماضي في جامع سيدنا الشيخ عبد الكريم الرفاعي الذي أشرف عليه مركز زيد بن ثابت وقد حضرت ولله الحمد هذا الحفل التكريمي الأول لشيوخنا الكرام، وكان حفلا رائعا هؤلاء القراء السبعة الذي شرفت الشام بهم فيما أخبر النبي^ حين قال:...«استلّ عمود الكتاب من تحت رأسي فأتبعته بصري فإذا هو بالشام» هؤلاء القراء العظام الذين عظم فضلهم بما وعته صدرهم من قراءات للقرآن الكريم تلقَّوها كابراً عن كابر بالسند والتواتر عن أشياخهم إلى زيد بن ثابت وابن مسعود وأبي بن كعب عن رسول الله عن جبريل عن رب العزة جل جلاله فخر يتيه وسؤدد وعلاء...تلك الشام ومجدها القراء فوَّاحة بالذكر رتَّله على...سمع الزمان أئمة شرفاء وَرِثوا القراءة كابراً عن كابر...شهدت أسانيدٌ لها عصماء سند إلى سند إلى أن أدركوا...سند النبي وتلكم النعماء قال شيخنا العالم الجليل الخطيب المفوه نذير مكتبي خطيب مسجد الحمزة والعباس بدمشق في قصيدة طويلة يمدح القراء السبعة: وسابع السبعة الأبرار سيدنا...خليل القارئ المعجون إيمانا أكرم بهم سادة في الكون قد ملؤوا....صحائف المجد إخلاصا وقرآنا وانظم قصيدة مديح في فضائلهم...تفخر به شاعر الإسلام حسانا وقال نجل شيخنا جمال كريم راجح ابن شيخنا كريم راجح شيخ القراء بالشام في قصيدة طويلة أيضا: وخليل يا هبة من الوهاب مو...هوبـ القراءة نعمة وعطاء نبغت به بعد الشباب وأسعفت...ه من الإله نباهة وذكاء والمقرؤون الجامعون جميعهم.....في الفضل مشهود لهم عدلاء خدموا كتاب الله في تقريئه...تلك العُلا والعزَّة القعساء وأخيرا أقول: إن لله ما أخد وله ما أعطى وكل شيء عنده بمقدار إنا لله وإنا إليه راجعون، ورحم الله شيخنا خليل هبة، وأسكنه فسيح جنانه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء والصالحين. آمين يا رب العالمين كتبه حامدا الله عزّ وجل مصليّا على نبيه خادم العلم والعلماء |
|
14-04-2017, 02:48 PM | #19 |
| محمود بن عبد القادر بن إدريس بن ناصر عكاشة (فلسطين) الشيخ محمود إدريس من مجلة الفرقان حرصاً من مجلة الفرقان على تسليط الضوء على أهل القرآن، أهل الله وخاصته، كان لها هذا اللقاء مع علم من أعلام القرآن، وفارس من فرسان القراءة والإتقان، على يديه تخرج المئات من الحفظة المتقنين لكتاب الله تعالى. ذلكم هو فضيلة الشيخ المقرئ المجوّد المتقن محمود إدريس حفظه الله تعالى ونفع به. الفرقان: بداية - فضيلة الشيخ - نحب أن تقدموا أنفسكم لقراء مجلة الفرقان. الشيخ محمود: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين. أنا أخوكم في الله محمود بن عبدالقادر بن إدريس بن ناصر عكاشة، وعرفت باسم " محمود إدريس "، من مواليد مدينة اللد بفلسطين - فكّ الله أسرها - في عام 1938م تقريباً. متزوج منذ سنة 1954م ورزقت باثني عشر مولوداً والحمد لله. الفرقان : هلاّ حدثتنا عن بداية رحلتك مع القرآن الكريم ؟ بدأت رحلتي مع القرآن الكريم في سنة 1959م وكنت حينها متزوجاً وعندي أولاد، حيث بدأت بالحفظ وكنت أتوق لفهم معاني الآيات القرآنية، فسألت بعضاً من المشايخ عن الكتب التي تعين على ذلك فأرشدوني إلى كتاب تفسير القرآن العظيم لابن كثير، فذهبت إلى السوق في مدينة الزرقاء وبحثت عنه فلم أجده، فذهبت بعد ذلك إلى إحدى المكتبات في عمان ووجدته وكانت المكتبات وقت ذاك قليلة شحيحة. الفرقان: ذكرت - شيخنا الفاضل - أنك بدأت بحفظ القرآن الكريم، فما هي الطريقة التي اتبعتها في الحفظ؟ بعد أن اقتنيت تفسير ابن كثير بدأت أقرأ فيه، وكان نهجي في الحفظ أن أحفظ عشر آيات، فأقرأ تفسيرها وأفهمها ثم أنتقل إلى غيرها وهكذا. وبدأت أستمتع بالحفظ – وكان هذا بدافع مني وبهدى من الله تعالى لي، وكنت في هذه الطريقة أحاول أن أنتهج منهج الصحابة رضوان الله عليهم حيث كانوا يقرؤون عشر آيات فيعلمونها ويحفظونها ويعلمون بها. ووجدت نفسي مستمتعاً بالحفظ فتركت قراءة التفسير وركزت على الحفظ، فلما منّ الله علي بحفظ سورة البقرة، صرت في جدّ في عين نفسي ولسان حالي قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " كان أحدنا إذا حفظ سورة البقرة جدّ في أعيننا " أي كبر في أعيننا. ثم بدأت بعدها في حفظ سورة آل عمران، والقرآن ميسر كما تعلمون " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ". فهو ميسر حكماً وتعليماً وحفظاً وهكذا حتى أتممت الحفظ كاملاً في عام 1961م. الفرقان : ما هي المرحلة التي تبعت حفظك للقرآن الكريم ؟ والأعمال التي قمت بها ؟ في أيام حفظي للقرآن الكريم كنت أتردد على مسجد عمر بن الخطاب في الزرقاء، وفي تلك الأيام حضر للمسجد شيخ مصري اسمه محمد الأمجد – رحمه الله تعالى - وكنت أحضر عليه دروس التفسير والوعظ والخطابة، وكان الشيخ محمد الأمجد - رحمه الله-داعية ملهماً يذكر القصة في درسه لو أعادها مراراً لا تملّ سماعها لجمال أسلوبه وقوة بيانه. ومن تعلقي وحبي للمسجد كنت أقوم مع بعض الإخوة بخدمة المسجد وتنظيفه ، وكنت في حينها أملك محمصاً، وآثرت أن أعمل خادماً في المسجد، فأخذني الشيخ محمد الأمجد وسجلني خادماً في المسجد وكان عملي في مسجد عمر في سنة 1961م. ثم عملت مؤذناً ثم مدرساً للقرآن في دار القرآن الكريم في نفس المسجد، ثم قيّماً للمكتبة الإسلامية في المسجد، ثم إماماً وخطيباً فيه خلفاً لشيخي سعيد سمّور – رحمه الله – وذلك من عام 1972م حتى عام 1994. وقد عملت أيضاً في كلية الشريعة مدرساً لمادة التلاوة ودرّست أيضاً في جامعة آل البيت سنتين برفقة الدكتور محمد خالد منصور حفظه الله. وتنقلت بين عدة مساجد، حيث عملت إماماً في مسجد قرطبة ثم مسجد أبي حويلة، وأخيراً استقر بي المقام إماماً متطوعاً في مسجد ابن ماجة، ومدرساً للقرآن الكريم في دار قرآنه لوجه الله تعالى. وفي هذا العام أكرمني الله تعالى بأمور كثيرة أهمها: أنني أتممت حفظ القرآن الكريم، ووفقني الله لأداء فريضة الحج. الفرقان : شيخنا الكريم حبذا لو أخبرتنا عن مشايخك الكرام. في عام 1961م حضر إلى مسجد عمر بن الخطاب شيخي وأستاذي المقرئ عبدالودود الزراري وكان رحمه الله وعاءً من العلم في اللغة العربية والقراءات والعلوم الشرعية حافظاً لمتونها عارفاً لفنونها ... فبدأت بالقراءة عليه في عام 1962م رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأتممت الختمة في يوم السبت 27 رجب 1385هـ الموافق 20 تشرين الثاني 1965م و أجازني رحمه الله بسنده المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيخه العلامة المقرئ عامر بن السيد عثمان رحمه الله تعالى. ولازمت الشيخ عبدالودود أكثر من ربع قرن حتى وفاته رحمه الله وأفدت منه كثيراً. وأكرمني الله تعالى أيضاً بالقراءة على شيخي وأستاذي الشيخ سعيد بن حسن سمور رحمه الله رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية وأجازني بها بسنده من شيخه المقرئ عثمان سليمان مراد صاحب السلسبيل الشافي كما قد تلقيت عن الشيخ سعيد متن السلسبيل الشافي وشرحه وكانت الإجازة في يوم الأربعاء 1 محرم 1389هـ الموافق 19 آذار 1969م. فالشيخ عبدالودود والشيخ سعيد سمور شيخيّ في القراءة النحوية. أما عن مشايخي في غير هذه العلوم، فلقد درست الفقه على الشيخ الفاضل نوح القضاة والفرائض على الشيخ هود القضاة والتوحيد والحديث الشريف على الشيخ عبدالودود الزراري واللغة العربية من نحو وصرف على الأستاذ رجب القدسي والتفسير على الشيخ أكرم النواس ... وانتفعت بهؤلاء الأعلام وغيرهم. الفرقان : متى بدأت تدرس وتقرئ القرآن وتعلم التجويد ؟ بعدما أجازني شيخي عبدالودود جلست للإقراء والتدريس في جامع عمر بن الخطاب حيث أنشأت فيه داراً للقرآن الكريم ومكتبة إسلامية يعود فضل تأسيسهما لشيخي الكريم عبدالودود الزراري رحمه الله. الفرقان : ذكرت أن الشيخ عبدالودود قد جمع القراءات العشر فهل أخذت عنه شيئاً منها؟ بعدأن أتممت حفصاً عن عاصم من طريق الشاطبية شرعت بحفظ متن الشاطبية على الشيخ عبدالودود وحفظت الأصول وبعضاً من الفرش للحروف، وعندما أردت أن أجمع القراءات على الشيخ لم يتيسر لي لشدة انشغال الشيخ وسفره خارج البلاد. الفرقان : ماذا عن منهجية الشيخ عبدالودود والشيخ سعيد سمور في التدريس ؟ بالنسبة للشيخ عبدالودود عندما قرأت عليه كان يقرئني في الحصة ربعاً واحداً حتى ختمت وكان يشترط الحفظ، وتلقيت عليه علم التجويد بدراسة نظم تحفة الأطفال والجزرية، أما عن الشيخ سعيد سمور قتلقيت عنه نظم السلسبيل الشافي وشرحه ونسخته عنه في 1968م وكتاب السلسبيل الشافي لمن فهمه، يغنيه عن كثير من الكتب والمتون فهو اسم على مسمى، فهو عبارة عن متن فيه متونة وشرح فيه ليونة. بعد ذلك قرأت عليه القرآن الكريم غيباً برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية . الفرقان: كما نعلم شيخنا الكريم أن لكل شيخ تلاميذ، فماذا عن تلاميذكم ؟ أما عن التلاميذ فلقد أكرمني الله تعالى أن يسر لي إقراء الكثير الكثير من خلقة حتى أنني لا أستطيع أن أحصيهم، وقد فاق عددهم المئتين، حيث كما ذكرت أنني بدأت بالتدريس والإقراء في دار القرآن الكريم منذ سنة 1965 إلى حد الآن والحمد لله، وقرأ عندي من الأردن وخارجها. ومن أشهرهم: "الشيخ ضيف الله أبوصعيليك، والشيخ أحمد رائق، والشيخ الدكتور إبراهيم الجرمي، والشيخ زياد إدريس الذي جمع القراءات فيما بعد عند الشيخ سعيد العنبتاوي رحمه الله، والشيخ مشهور العودات أيضاً من الذين جمعوا القراءات عند الشيخ سعيد العنبتاوي، والشيخ أنور الشلتوني، والشيخ طارق عصفور .. وغيرهم كثير .." الفرقان: شيخنا الكريم، هل هناك من تلاميذك من النساء ؟ نعم، لقد أقرأت مجموعة من النساء وأذكر منهن: كوثر بنت عاطف، وطالبة أيضاً ختمت عندي اسمها (زاهدة) لم أسمع بمثل إتقانها ودقة تجويدها - سبحان من علمها - وهي تدرس بالسعودية. الفرقان: ما هي منهجيتكم في التدريس والإقراء والإجازة ؟ أقوم بالتدريس يوميّاً في المسجد بين المغرب والعشاء، وقد يكون هناك مواعيد مختلفة لطلاب متقدمين أو غير ذلك، أقرأ لكل طالب ربعاً من القرآن، والحافظ من حفظه يقرأ، وغير الحافظ يقرأ من المصحف الشريف، فإذا ما ختم أعطي الحافظ لكتاب الله إجازة وسنداً أما غير الحافظ فأعطيه إجازة فقط (شهادة) وإذا رأيت أن الطالب أصبح يتقن ويتميز فإنني أزيد من حصته في القراءة . الفرقان : ما هي أهم أعمال الشيخ وإنجازاته من تآليف ومصنفات ؟ لا يوجد عندي مؤلف مكتوب أو كتاب منشور. وكنت قد سجلت برنامجاً من ثلاثين حلقة يعلّم أحكام التلاوة والتجويد كان يذاع بالإذاعة الأردنية، وأنوي بعون الله وتوفيقه أن أعيد تسجيل هذه الأحكام من جديد بصورة أفضل، وهناك مشروع أيضاً هو تسجيل مصحف صوتي برواية حفص بصوتي إن شاء الله. نسأل الله أن يعيننا عليه. الفرقان : كما تعلم شيخنا الكريم أنه في الزرقاء كان هناك الشيخ سعيد العنبتاوي رحمه الله، فهل كان لك علاقة أو اتصال معه ؟ الشيخ سعيد العنبتاوي - رحمه الله - كنت أتمنى أن آخذ عنه القراءات لكنه لم يتيسر لي ذلك لشدة انشغالي، وكان اجتماعي فيه بمديرية الأوقاف. والحمد لله فإن لي تلاميذ قد أخذوا القراءات عنه حيث كان الشيخ إذا سمع طلابي يعرف أنه من تلاميذ الشيخ محمود لإتقانهم وحسن أدائهم. الفرقان : نحب أن نسأل عن قضية تجويدية وهي الإخفاء الشفوي والقلب، كيف تلقيتموه؟ بالنسبة لهذه المسألة فقد تلقيت عن شيخيّ عبدالودود الزراري وسعيد سمور - رحمهما الله - الإخفاء الشفوي والقلب بإطباق الشفتين، وأذكر أنني اجتمعت معهما في هذه المسألة وذكروا لي أن المتقنين من القراء يقرؤون بالإطباق ، وإذا تتبعت تلاوة الشيخ الحصري تجد الأمر واضحاً في تلاوته، والله أعلم. الفرقان: ما رأي الشيخ محمود في المصاحف الصوتية المسجلة ؟ إن المآخذ على أكثر من سجلوا المصاحف بأصواتهم عدم مراعاة الوقف والابتداء في تلاوتهم، وكما نعلم أن هذا العلم مهم جداً لطالب علم التجويد والقراءة، وكنت قد قرأت أنه لا يجاز القارئ بالقراءة والإقراء حتى يكون عنده علم في الوقف والابتداء. والحقيقة أن المصحف المسجل بصوت الشيخ الحصري - رحمه الله - برواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية فيه مراعاة ودقة في الوقف والابتداء. الفرقان: شيخنا الكريم هل من كلمة أو نصيحة توجهها لقراء مجلة الفرقان ولأهل القرآن عامة ؟ أوصيهم وأذكرهم بقوله تعالى : " ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله " وبقوله تعالى : " واتقوا الله ويعلمكم الله " ، وكما نعلم أن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه، فيجب على قارئ القرآن أن يتدبر ويتفكر ويفهم القرآن، وأن يراعي الوقف والابتداء، فإن ذلك مفتاح لفهم الآيات. الفرقان : نشكر الشيخ محمود إدريس على هذه المقابلة الطيبة وعلى الفوائد التي أتحفنا بها، سائلين المولى عزوجل أن ينفع بكم ويجزيكم خير الجزاء. |
|
14-04-2017, 02:49 PM | #20 |
| محمود بن عبدو نصره (سوريا) ولد سنة 1355هـ 1936م في كفر تخاريم بمحافظة ادلب ثم انتقل بعدها إلى مدينة حلب الشهباء ليكون من طلاب المدرسة الخسروية (الثانوية الشرعية) في حدود سنة 1950م وقد كان مديرا لها مؤرخ حلب الشهباء العلامة الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي رحمه الله حيث كانت المدرسة موئلا لكبار العلماء في شتى العلوم ومن الذين تتلمذ عليهم الشيخ رحمه الله تعالى الفقيه الشيخ محمد الغشيم الحلبي الشافعي رحمه الله، والشيخ أحمد القلاش حفظه الله، والشيخ حسن بن خير الله مكتبي رحمه الله، والشيخ عبد الله حماد،والشيح أبو الخير زين العابدين، والشيخ النحوي ناجي أبو صالح، والشيخ احمد بن محمود المصري الحلبي الشافعي رحمه الله تعالى، والشيخ المربي عبدالله سراج الدين الحلبي الحنفي.وغيرهم وقد تخرج في علم القراءات بأعلام أجلاء كبارمنهم علامة حلب وفرضيها ومقرؤها الأجل الشيخ محمد نجيب خياطة رحمه الله تعالى، والشيخ المقرئ عبد الوهاب بن محمد المصري ، والمعمر المقرئ ديب شهيد، والمقرئ الشيخ عادل عبد السلام الحمصي، والمقرئ الشيخ محمد مراد حليلاني وغيرهم. وكان سهلاً سمحاً متواضعاً من غير تكلف لينا لطيفاً متحرياً صبوراً سخياًجلداً على السماع حسن الاستحضار لفوائد شيوخه محافظا على الأوقات ما تراه إلا في قراءة أو درس. وقد جعل بيته دارا للقرآن الكريم لا يمل من كثرة الواردين ، يأتي بالفائدة في موضعها ، وينسبها إلى قائلها ، لا يسأم من كثرة الإقراء والدروس، ولا يعرف الملل إليه طريقا ، واستمر يستزيد من العلم وهو فوق السبعين من العمر حيث كان يسبق اخوانه إلى مجلس صحيح البخاري الذي كان يعقده الشيخ الدكتور زهير ناصر الناصر الحلبي . وكان يقول لتلاميذه وأصحابه من أهل العلم : أنتم - أي طلبة العلم - أرجى عندي من أولادي ، يعني أنت وريث العلم سبب لاجتلاب الحسنات وتكثيرها بخلاف وراثة المال . وكان يقول : كيف يخشى الفقر من في قلبه القرآن . وبالجملة ففوائده كثيرة ومحاسنه وفيره.إلا أنه كان متساهلاً في منح إجازات القرآن الكريم لمن عرف فيه الأهلية بسماعه بعض الآيات أو السور. صلي عليه في مسجد الصبحان في حي الكلاسة في مدينة حلب .بعد صلاة الجمعة ووري الثرى في مقبرة القطانة . رحم الله الشيخ وغفر له وتقبل منه وتجاوز عنه ورفعه في عليين والحمدلله رب العالمين. المصدر: موقع الإسلام في سوريا ـ صوت رابطة علماء سوريا توفي يوم الخميس 29/5/2008م رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ونسأل الله أن يحشرنا وإياه تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في جنة الفردوس الأعلى مع الشهداء والصديقين والصالحين إنه سميع مجيب آمين |
|
14-04-2017, 02:51 PM | #21 |
| منور بن أحمد ادعيس الحسيني (فلسطين) الشيخ دعيس رحمه الله مجسدا أخلاق أهل القرآن مقرىء الحرم الإبراهيمي توفي صباح 21/3/2008 عن 85 عاما كتب محمد رشاد الشريف بصحيفة الدستور الأردنية: اتصل بي أحد تلاميذنا من عائلة «ابو اسنينة» واعلمني ان الشيخ منور دعيس مقرىء الحرم الابراهيمي الشريف نقل الى المستشفى بعد اصابته بما يسمى بالجلطة فكان خبراً مفاجئاً هز كياني وأظهر عجزي عن القيام بنجدة هذا الحبيب فدعوت الله ان يشفيه ويعافيه ولكن قضاء الله وحكمته وعلمه كل اولئك اخذ مجراه ورجعت النفس المطمئنة الى ربها راضية مرضية لتدخل بمشيئته في عبادته وجنته فهو سبحانه الذي يقول {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظه حتى اذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون . ثم ردوا الى الله مولاهم الحق الا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}. في هذه الظروف التي تخلفت فيها الامة العربية والاسلامية اسما وأدارت ظهرها لدينها وقرآنها ونبيها بل الى ربها في هذه الظروف تتوالى عليها المصاعب والمحن فانها في هذا العصر لم تقرأ القرآن بوعي كما قرأه من قبلها بوعي وإدراك وعمل بما فيه فتنبؤوا مكانهم القيادي بين الامم وجاءتهم الوفود والبعثات من الامم الاخرى تتعلم منهم ويدخل معظمها في الاسلام فانتشر الاسلام وعم الخير والامن والسعادة والرفاه سائر الامم حتى من بقوا على دينهم ولم يتشرفوا بالاسلام وأما الآن وبعد ان تنكب العرب والمنتسبون للاسلام طريق الهدى والرشاد تخلفوا وأمسوا في مؤخرة الامم علما وقوة وصناعة وفنا الآن بحاجة الى من يمسك بأيديهم لينهضوا من كبوتهم ويصيح في أسماعهم ليفيقوا من غفوتهم وكل مصيبة تصيبهم في نفس او مال او جاه تهوي بهم في مكان سحيق فهم الآن بحاجة الى من يردهم الى الله والى كتابه والى سيرة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته وتابعيه. فالعالم بالقرآن يدلهم على مقاصد القرآن والعالم بالسيرة النبوية والسنة الشريفة يبصرهم وينير لهم دروبهم وسبلهم والعالم بالتاريخ الاسلامي يضع تحت أيديهم العبر والمواعظ من خلال الحوادث والقصص التي يزخر بها تاريخهم المجيد فعندما حملت الامة لواء التوحيد ولواء القرآن والاسلام انقادت لها الامم وانقادت لها صناعاتهم وإمكاناتهم فأسلمت هي الاخرى معهم فرأس الامر هو العودة الى الله والله كفيل بان يعيد لهم ذلك المجد وذلك التفوق وتلك آثارهم تدل عليهم فانما بقي منها موجودا يثير دهشة علماء اليوم الذين بلغوا شأواً كبيرا في كل الميادين ويجعلهم يقفون مذهولين مكتوفي الايدي امام معجزات التقدم من عمران وفن وغيره كما وقفوا مذهولين امام عظمة القرآن وعظمة الاسلام وعدل الاسلام ورحمة الاسلام. فوفاة عالم من علماء هذه الامة هو بمثابة صدع في هذا البنيان الكبير الذي تصدع وتناثرت أعمدته وفي القرن العشرين ومن بعده فقدنا كثيرا من مصابيح الهدى التي كانت تعمل على محو هذا الظلام الدامس وبعث النور في ارجائه ، فقد فقدنا عددا كبيرا من رجالات هذه الامة وأعمدتها ويمكننا بكل قوة ان نضيف الى علمائها الذين مضوا ان تضيف اليهم أهل القرآن واهل وعي القرآن فالخليل مثلا فقدت علماء كثيرين امثال الشيخ عارف الشريف والشيخ محمد عادل الشريف والشيخ صبري عابدين والشيخ شكري ابو رجب والشيخ رشاد الحلواني والشيخ داري البكري والشيخ عبدالحي عرفه والشيخ ادريس الخطيب وأحد أئمة القرآن في العالم الاسلامي الشيخ حسين ابو اسنينة والشيخ شفيق غيث وها هو الموت يطوي الشيخ منور دعيس الذي زاملنا في الاخذ عن الامام الشيخ حسين ابو اسنينة وترتيل القرآن في الحرم الابراهيمي. الظروف التي عاشها هؤلاء الثلاثة ظروف لا تساعد على بلورة المواهب وظهورها ، ان هؤلاء كانوا علماء كبارا أفذاذا. مدينة الخليل قبل ثلاث سنوات من ولادة المترجم (1920) كان الشيخ حسين ابو اسنينة يحفظ القرآن حفظا جيدا ويحفظ متون القراءات جميعها ويحفظ كتابا اسمه التيسير في علوم التفسير منظومة شعرية من ستة الاف بيت في التفسير ، وحفظ الشيخ شفيق القرآن كذلك ومتون القراءات اما الشيخ منور فقد حفظ القرآن حفظا جيدا جدا ومتون القراءات كذلك وكان واعيا للغة العربية وعيا جيدا وهذا الذي ذكرت ليس أمرا هينا وسهلا فان كثيرا من المنتسبين للعلم لا يحفظون جزءا واحدا من القرآن الكريم ويقتصرون في صلواتهم وأحاديثهم على بعض السور القصيرة التي يحفظها الاطفال الصغار ، رحم الله الشيخ منور الذي كان عالما وكان مميزا في خُلقه وحديثه ووفائه لأحبائه واصدقائه واخوانه ، ولم يكن احد يملك اذا حدث الشيخ منور او ماشاه او عامله الا ان يحبه لصفائه وسلامة عبارته وسلامة طويته رحمه الله رحمة واسعة ، وجميعنا واياه وسائر المحبين في جنات الخلد مقبولين مرضيا عنهم. وعندما كلفني مدير اوقاف الخليل الاسبق السيد مدحت طهبوب بالعمل على انشاء دار للقرآن في اوائل السبعينات بادرت بالاتصال بكل من الاخوين الشيخ منور دعيس والشيخ شفيق غيث ثم اتصلت بغيرهم من القراء الشيخ عصام طهبوب والشيخ رحاب طهبوب والشيخ فخري الشريف والشيخ خضر سدر وبقيت دار القرآن في نشاطها وخرجت كثيرا من حفظة كتاب الله والمتقنين لقراءته امثال الاخ الحبيب موسى النتشة والاخ الحبيب الاستاذ حامد المرواني الذين اصبحوا الى جانب من ذكرت مدرسين ناجحين في هذه الدار وكنت اشرح للطلاب الدرس النظري في الاحكام ليطبق في الحلقات ولم يستمر الشيخ منور طويلا في هذه الدار وحرمت من جهوده وعلمه بسبب ان احد العاملين في دائرة الاوقاف استدعاه وبلغه قطع العشرة دنانير التي كان يتقاضاها كل شهر وقال له انت موظف فما كان من الشيخ منور الا ان اعتذر عن التدريس تأثرا من هذا التصرف السلبي تجاه عالم جليل وهذا ما اشرنا اليه آنفا في عدم تقدير اهل هذا الزمان لأهل العلم وينحصر تقديرهم لأهل الجاه والمال. انني ابشر القارئين والسامعين والمسلمين بان جهد من ذكرت من العلماء في الخليل وفي سائر البلاد الاسلامية لن يضيع سدى ونرى الان بوادر عودة الناس الى ربهم والى دينهم والى حب رسولهم واتباعه مما يبشر بخير فان الآيات الكريمة والاحاديث الصحيحة وتاريخ هذه الامة كل ذلك يبشر بفرج قريب ونصر عزيز وها هي دور القرآن تنتشر وها هو العلم ينتشر ويسعى نوره في كل بيت رغم محاربة الحق واهله. وان الكبوتين اللتين كبتهما هذه الامة في تاريخها ايام الصليبيين والتتار نهضت بعدهما وحملت ألوية الخير والصلاح والسلام الى العالم مرة ثانية وثالثة والفرج باذن الله قريب والنصر عزيز فالقرآن زاخر بهذه المعاني واقرأ قوله تبارك وتعالى {يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا ان يتمّ نوره ولو كره الكافرونہ هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}. {انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون}. «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم انه الحق او لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد». والاحاديث في ذلك كثيرة. رحمك الله يا شيخ منور يا أبا احمد وعوض الأمة خيرا. وإنا لله وإنا اليه راجعون. |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للقرآن , الكريم , صفراء |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الاعجاز العلمي في تفسير القرآن الكريم { فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ... | النـور | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 17 | 05-06-2021 11:56 PM |
أرقام قرآنية | نسمة هدوء | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 16 | 09-03-2015 10:41 AM |
مقدمة في علوم القرآن الكريم - القرآن الكريم (13) | محمدعبدالحميد | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 21 | 16-02-2015 12:59 PM |
إعجاز القرآن الكريم | قطرات احزان | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 14 | 25-10-2013 03:01 AM |
أسرار التكرار في القرآن الكريم | ميارا | (همسات القرآن الكريم وتفسيره ) | 11 | 13-02-2013 11:33 PM |