06-01-2019, 01:28 PM | #29 |
| (ابن سعد)، وعن عمرو بن أبي عمرو قال: سألت القاسم بن محمد فقلت: إن ناسا يزعمون أن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الأحمرين: المعصفر والذهب , فقال: كذبوا، والله لقد رأيتُ عائشةَ - رضي الله عنها - تلبس الأحمرين: المذهب (1) والمعصفر (2). (3) _________ (1) أي: المُمَوَّه بالذهب، بمعنى المطلي به، و" المُعصفر ": الثوب المصبوغ بالعُصفر. (2) قال الألباني في آداب الزفاف ص190: قال قائل: لا يتصور أن تلبس عائشة رضي الله عنها الذهب المحلق ورسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم معها وفي بيتها ثم لا ينهاها عنه , قلت: هذه مغالطة ظاهرة - ولعلها غير مقصودة - إذ ليس في الأثر المتقدم أن عائشة لبسته على علم منه صلى الله عليه وسلم , بل فيه أن القاسم بن محمد رآها تلبسه , فمعنى ذلك أن لبسها إياه إنما كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم , لأن القاسم لم يدركه صلى الله عليه وسلم , ثم قال عطفا على ما سبق: (أينهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبلغها؟ , فهذا مستحيل قطعا) , قلت: لا استحالة في ذلك إلا نظرا , وهذا ليس يهمنا , لأن الواقع خلافه , فكم من سنن فعلية وأقوال نبوية خفيت على كبار الصحابة رضي الله عنهم , ولولا صحة السند بذلك عنهم لقلنا كما قال هذا القائل , وعلى كل حال , فقد ظهر لكل من له قلب أنَّ ما كان يظنه مما لا يُتَصَوَّر , أو أنه (مستحيل قطعا) قد أثبتناه بالأسانيد الصحيحة , ولازم ذلك أن لا يتلفت المسلم إلى أي قول يخالف ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم مهما كان شأن قائله فضلا وعلما وصلاحا لانتفاء العصمة , وهذا من الأسباب التي تشجعنا على الاستمرار في خطتنا من التمسك بالكتاب والسنة , وعدم الاعتداد بما سواهما , هذا ولعل فيمن ينصر السنة ويعمل بها ويدعو إليها من يتوقف عن العمل بهذه الأحاديث بعذر أنه لا يعلم أحدا من السلف قال بها , فليعلم هؤلاء الأحبة أن هذا العذر قد يكون مقبولا في بعض المسائل التي يكون طريق تقريرها إنما هو الاستنباط والاجتهاد فحسب , لأن النفس حينئذ لا تطمئن لها خشية أن يكون الاستنباط خطأ , ولا سيما إذا كان المستنبط من هؤلاء المتأخرين الذين يقررون أمورا لم يقل بها أحد من المسلمين , بدعوى أن المصلحة تقتضي تشريعها دون أن ينظروا إلى موافقتها لنصوص الشرع أولا , مثل إباحة بعضهم للربا الذي سماه بـ (الربا الاستهلاكي) واليانصيب الخيري - زعموا - ونحوهما , أما مسألتنا فليست من هذا القبيل , فإن فيها نصوصا صريحة محكمة لم يأت ما ينسخها - كما سبق بيانه - فلا يجوز ترك العمل بها للعذر المذكور , ولا سيما أننا قد ذكرنا من قال بها مثل أبي هريرة رضي الله عنه , وولي الله الدهلوي وغيرهما كما تقدم , ولا بد أن يكون هناك غير هؤلاء ممن عمل بهذه الأحاديث لم نعرفهم , لأن الله تعالى لم يتعهد لنا بحفظ أسماء كل من عمل بنص ما من كتاب أو سنة , وإنما تعهد بحفظهما فقط , كما قال: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون , فوجب العمل بالنص , سواء علمنا من قال به أو لم نعلم , ما دام لم يثبت نسخه , كما هو الشأن في مسألتنا هذه , وأختم هذا البحث بكلمة طيبة للعلامة المحقق ابن القيم رحمه الله تعالى لها مساس كبير بما نحن فيه , قال في (إعلام الموقعين) (3/ 464 - 465): (وقد كان السلف الطيب يشتد نكيرهم وغضبهم على من عارض حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم برأي أو قياس أو استحسان أو قول أحد من الناس كائنا من كان , ويهجرون فاعل ذلك ويُنكرون على من يضرب له الأمثال , ولا يسوغون غير الانقياد له صلى الله عليه وسلم والتسليم والتلقي بالسمع والطاعة , ولا يخطر بقلوبهم التوقف في قبوله , حتى يشهد له عمل أو قياس أو يوافق قول فلان وفلان , بل كانوا عاملين بقوله تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) , وبقوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) , وبقوله تعالى: (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون) , وأمثالها , فدُفعنا إلى زمان إذا قيل لأحدهم: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وكذا , يقول: من قال هذا؟ , دفعا في صدر الحديث , ويجعل جهله بالقائل حجة له في مخالفته وترك العمل به , ولو نَصَحَ نفسه لعلم أن هذا الكلام من أعظم الباطل , وأنه لا يحل له دفع سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الجهل , وأقبح من ذلك عذره في جهله , إذ يعتقد أن الإجماع منعقد على مخالفة تلك السنة , وهذا سوء ظن بجماعة المسلمين , إذ ينسبهم إلى اتفاقهم على مخالفة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأقبح من ذلك عذره في دعوى هذا الإجماع , وهو جهله وعدم علمه بمن قال بالحديث , فعاد الأمر إلى تقديم جهله على السنة , والله المستعان). أ. هـ (3) حسنه الألباني في آداب الزفاف ص188 (3/626) -------------------------------------------------------------------------------- |
|
06-01-2019, 01:28 PM | #30 |
| الْوَشْمُ مِنَ الْكَبَائِر (1) _________ (1) الْوَشْم: أَنْ يُغْرَز الْجِلْد بِإِبْرَةٍ , ثُمَّ يُحْشَى بِكُحْلٍ أَوْ نِيل , فَيَزْرَقُّ أَثَره أَوْ يَخْضَرّ. عون المعبود (ج 9 / ص 72) (3/627) -------------------------------------------------------------------------------- (حم) , وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: " آكِلُ الرِّبَا (1) وَمُؤْكِلَهُ (2) وَكَاتِبُهُ وَشَاهِدَاهُ إِذَا عَلِمُوا ذَلِكَ , وَالْوَاشِمَةُ وَالْمَوْشُومَةُ لِلْحُسْنِ , وَمَانِعُ الصَّدَقَةِ , وَالْمُرْتَدُّ أَعْرَابِيًّا بَعْدَ الْهِجْرَةِ , مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (3) _________ (1) أَيْ: آخُذِهُ وَإِنْ لَمْ يَأْكُل، وَإِنَّمَا خُصَّ بِالْأَكْلِ , لِأَنَّهُ أَعْظَم أَنْوَاع الِانْتِفَاع , كَمَا قَالَ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا}. تحفة الأحوذي - (3/ 298) (2) أَيْ: مُعْطِيه لِمَنْ يَأْخُذهُ. عون المعبود - (7/ 316) (3) (حم) 3881 , (س) 5102 , انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 758 (3/628) -------------------------------------------------------------------------------- |
|
06-01-2019, 01:28 PM | #31 |
| (خ م جة) , وَعَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: " (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ , وَالْمُتَنَمِّصَاتِ (1) وَالْمُتَفَلِّجَاتِ (2) لِلْحُسْنِ , الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ " , فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا: أُمُّ يَعْقُوبَ , فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إِنَّهُ بَلَغَنِي عَنْكَ أَنَّكَ لَعَنْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ , فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَمَنْ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ (3) فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ , قَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ (4) أَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟ , قَالَتْ: بَلَى , قَالَ: " فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ " , قَالَتْ: فَإِنِّي أَرَى أَهْلَكَ يَفْعَلُونَهُ , قَالَ: فَاذْهَبِي فَانْظُرِي , فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئًا) (5) (فَقَالَ: لَوْ كَانَتْ كَمَا تَقُولِينَ مَا جَامَعَتْنَا (6)) (7). (1) _________ (1) المُتَنَمِّصَة: التي تطلب إزالة الشعر من الحاجب , قَالَ النَّوَوِيّ: وَهُوَ حَرَام إِلَّا إِذَا نَبَتَ لِلْمَرْأَةِ لِحْيَة أَوْ شَوَارِب. عون المعبود - (ج 9 / ص 207) (2) المتفلجات: المفرقات بين الأسنان طلبًا للجمال. (3) أَيْ: هُوَ مَلْعُون فِيهِ. عون المعبود - (ج 9 / ص 207) (4) أَيْ: لَوْ قَرَأْتِيهِ بِالتَّدَبُّرِ وَالتَّأَمُّل لَعَرَفْت ذَلِكَ. عون المعبود - (ج 9 / ص 207) (5) (خ) 4604 , (م) 2125 (6) قَالَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ لَمْ نُصَاحِبهَا وَلَمْ نَجْتَمِع نَحْنُ وَهِيَ , بَلْ كُنَّا نُطَلِّقهَا. عون المعبود - (ج 9 / ص 207) (7) (جة) 1989 , (خ) 4604 (3/629) |
|
06-01-2019, 01:29 PM | #33 |
| خ م د) , عَنْ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " (لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ) (1) (وَالنَّامِصَةُ وَالْمُتَنَمِّصَةُ (2)) (3) " _________ (1) (خ) 5593 , (م) 2124 (2) قَالَ أَبُو دَاوُد: الْوَاصِلَةِ: الَّتِي تَصِلُ الشَّعْرَ بِشَعْرِ النِّسَاءِ , وَالْمُسْتَوْصِلَةُ: الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالنَّامِصَةُ: الَّتِي تَنْقُشُ الْحَاجِبَ حَتَّى تُرِقَّهُ , وَالْمُتَنَمِّصَةُ: الْمَعْمُولُ بِهَا , وَالْوَاشِمَةُ: الَّتِي تَجْعَلُ الْخِيلَانَ فِي وَجْهِهَا بِكُحْلٍ أَوْ مِدَادٍ , وَالْمُسْتَوْشِمَةُ: الْمَعْمُولُ بِهَا. (3) (د) 4170 , انظر غاية المرام (95) (3/631) |
|
06-01-2019, 01:30 PM | #35 |
| (م حم) , وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضي الله عنهما - قَالَ: " زَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ تَصِلَ الْمَرْأَةُ بِرَأْسِهَا شَيْئًا " (1) _________ (1) (م) 121 - (2126) , (حم) 14188 (3/633) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
للسنن , الجامع , الصحيح , والمسانيد |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بالصور : شبان غزيون يقهرون الحصار بصناعة قارب من الزجاجات الفارغة | أمير الصحراء | ( همسات الاخبار العاجله ) | 6 | 21-05-2015 01:34 AM |
الحسنات الضائعة | زائر الفجر | ( همســـــات الإسلامي ) | 14 | 11-11-2014 01:08 AM |
الجامع لأحكام الحج والعمرة ( ملف شامل ) | قطرات احزان | (همسات الحج والعمره) | 27 | 18-06-2014 03:45 AM |
الجامع الأموي | غلا الكويت | ( همســـات التاريخ والتراث والأنساب) | 48 | 28-04-2014 11:06 PM |
آلحسنـآت آلضـآئعة | الاداره | ( همســـــات الإسلامي ) | 7 | 20-08-2013 11:28 PM |