19-11-2014, 11:39 PM | #17 |
| نقرأ القرآن فنجد الصلاة ومعها الزكاة أو الصدقات ، أولا ؛ عليك أن تعلم أن ما عندك من مال أو علم أو ثقافة أو فكر أو قوة بدن ، كله رزق من الله تعالى ، [ومما رزقناهم] وهو سبحانه يقول : الآن بعد أن أعطيتك ، أقرضني قرضا حسنا ، ليضاعفه لك ، فهو الذي أعطاك وأمدك ويسر لك السبل ومكنك من أسباب الرزق ، حتى الفهم والذكاء ، وهو الذي أصبح تجارة الآن ، كتنمية مهارات ومشاعر الأبناء ، وأصبح كل شيء بضاعة تعرض وتباع ، والدورات كثيرة لتطوير الذات . فالله أعطاك ثم منحك شعورا لطيفا أن تعطي وتشارك الآخر ، فكأنه يقول : يا عبدي أنا أرحمك وأنت عليك أن ترحم الآخرين ، وأنا أعطيك وعليك أن تعطي الآخرين ، وأنا علمتك وأنت تعلم الآخرين ، وأنا أزيدك وأنت تزيد الآخرين ، فكأن الله يريدك أن تتصف بصفاته عزوجل ؛ لا أن تصبح خالقا ، إنما من حيث الاسم ، فالله رحيم وأنت رحيم ، لكن فرق بين الصفتين ، وكذلك العليم والحكيم والقادر ، ولا مقارنة وشتان بين صفة الخالق وصفة المخلوق ، إنما هو اسم الصفة فقط . والله ذكر الصلاة والإنفاق ، وأراد من الإنسان أن يقتطع مما رزقه ويعطيه للفقراء والمساكين مع التحري طبعا ، كما اقتطع من أوقاتك الثمينة من عمرك لتضعها في الصلاة ، في حين كان يمكنك فيه اكتساب المال . اللهم اجعلنا منهم |
|
19-11-2014, 11:39 PM | #18 |
| يتذكر الإنسان ربه أو يُذكَر عنده ، أو يقرأ أو يسمع القرآن ، أو يرى آية ويستحضر عظمة الله ، فماذا يحدث ؟ خفق القلب وارتجف خوفا ، لأنه يعلم أنه سيقف بين يدي ربه الذي يعلم السر وأخفى وسيحاسب على ما قدم وأخر ، إذن عليه إذا ذكر الله ساعة الغضب أن يخضع وينكسر قلبه أمام الله سبحانه ، عندما يذكر الله أمام طغيان المال والسلطة والنفوذ ، أن يذكر وقفته بين يدي الديان ، وعندما يغتر بقوة جسمه أو عقله ، عليه أن ينكسر أمام الجبار المنتقم القهار سبحانه وتعالى ، أنت مخلوق مقهور بالمرض والنوم والجوع والموت والنشور ، وينشره الله يوم القيامة ويعيده للحياة ويخرجه من قبره ثم يوقفه للحساب ، ثم يدينه ، وينظر للصحف وتوزن أعماله ثم الصراط ثم الجنة او النار لذا يشعر بالخوف والفزع . #وقفات |
|
19-11-2014, 11:40 PM | #19 |
| نتحدث باستمرار عن الإيمان ، وغاية الإنسان أن يلقى ربه وهو مؤمن حقا ، والله تعالى يقول : [إن كنتم مؤمنين] ، لذا لا بد من وقفة ، بمثابة صيانة دورية ، حتى يبحث الإنسان عن مواطن الخلل أو الضعف ، ويشخص إيمانه حتى يكون حقا ، المولى عزوجل يحدثنا في سورة الأنفال : [إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿ 2 ﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿ 3 ﴾ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿ 4 ﴾] [إنما] أداة حصر كما يقال علماء اللغة ، فعلى الإنسان أن يعرض نفسه على هذه الصفات الخمس ، لتزداد همته ويستكمل فضائله وأخلاقه ، حتى يلاقي بها ربه يوم القيامة . #وقفات |
|
19-11-2014, 11:41 PM | #20 |
| كلا الفريقين مؤمن ، لكن من ذكر الله تعالى ، وهو قائم على المعصية والغفلة عن الله ، يزداد خوفا وفرَقا من العذاب ، وأما القائم على حدود الله تعالى وعلى الطاعة والعبادة وذكر الله ، عندما يذكر ربه يزداد له وللقائه شوقا ، فيطمئن قلبه . #وقفات |
|
19-11-2014, 11:41 PM | #21 |
| القرآن نزل منجما على قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم مدة 23 سنة قمرية ، سواء لحدث أو لا ، وكلما نزلت آية آمن بها الصحابة رضي الله عنهم ، فإذا نزلت أخرى ازدادوا إيمانا وهكذا .. فالله أمرهم بالصلاة فآمنوا بها ، وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ، ثم أمروا بالصيام ثم بإخراج نصيب من أموالهم للفقراء ، أي الزكاة ، فيؤمنوا ويزدادوا إيمانا ويطبقوا وهكذا .. أما نحن فعند قراءة آية ونكررها ؛ أفلا ينبغي أن يكون فهمنا للآية عند قراءتها للمرة المئة مثلا غير المرة الأولى ؟؟ مثلا أقرأ "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا" ، وأكررها ، ألا يعني أني سأحسن قراءتها ، وأتقن فهمها ، وأزداد عمقا في فهمها ، وأزداد بها إيمانا وشوقا وفرحا بهذا الفهم المتجدد ، وهو حسب الأدوات التي يستعملها الإنسان للفهم وإدراكه .. ويزداد الإيمان بالتطبيق ، فهو تعبير وعلامة عن الزيادة ، فعلى قدر الإيمان بالجنة يكون العطاء ، وعلى قدر الشوق للآخرة يكون متشبثا بتفاصيل هذه الحياة أو زاهدا ، ولا يعني هذا إهمال الدنيا ، فالله استعمرنا فيها وأمرنا أن نكون بنائين وفاعلين فيها . فهل إذا تليت عليك آية اليوم ، تزداد إيمانا وفهما وعمقا ؟ فالقرآن يعطي عطاءه لكل جيل حسب عقله ، ونحسب أن الأجيال القادمة أوسع عقولا ، لأن العلوم تتطور والإمكانيات توفر ما يفتق الإدراك ، وهكذا يختلف كل جيل عما قبله ، فينبغي علينا في عصرنا أن نزداد إيمانا كما قال ربنا في صفات المؤمنين . #وقفات |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
ايه , استوقفتي |
| |