ننتظر تسجيلك هنا


الإهداءات


العودة   منتدى همسات الغلا > ¨°o.O (المنتديات الاسلاميه) O.o°¨ > ( همســـــات الإسلامي )


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-05-2014, 11:30 AM   #400


مرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4450
 تاريخ التسجيل :  7 - 2 - 2014
 العمر : 27
 أخر زيارة : 17-12-2021 (09:38 AM)
 المشاركات : 14,152 [ + ]
 التقييم :  560147
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي



ﺟﻠﺴــﺖ ﺃﻋـﺪُ ﺫﻧﻮﺑــﻲ !
ﻓﻮﺟـﺪﺕ ﺃﻥ ﺫﻧﻮﺑـﻲ ﻻ ﺗﻌـﺪ
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻌـﻠﻲ ﺃﺫﻛـﺮ ﺣﺴﻨـﺎﺗـﻲ
ﻓﻮﺟﺪﺕ .. ﺃﻥ ﺣﺴﻨﺎﺗﻲ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮ
ﻓﻘﻠﺖ ﻓﺒﻤـﺎ ﺍﻟﻨﺠـﺎﺓ ﻳـــﻮﻡ ﺍﻟﺤﺴــﺎﺏ ؟؟
ﻓﺘﺬﻛــﺮﺕ ﺇﻧﻨﺎ ﻧﻨﻌـﻢ ﺑﺮﺣﻤـﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤـﻦ
ف يـــــــﺎﺭﺏ ﺍﻏﻔــﺮ ﻟﻨﺎ ﺍﻟــﺰﻻﺕ
ﻭﻧَﺠﻨــﺎ ﺑﺮﺣﻤﺘﻚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣـﺔ
ﺁﻣﻴﻦ ﻳـــﺎ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴــﻦ
ﻳﺎﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﻟﻨــﺎ ﺳـــﻮﺍﻙ
ﻳـــــــــــﺎﺭﺏ


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2014, 11:30 AM   #401


مرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4450
 تاريخ التسجيل :  7 - 2 - 2014
 العمر : 27
 أخر زيارة : 17-12-2021 (09:38 AM)
 المشاركات : 14,152 [ + ]
 التقييم :  560147
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي




طمح دائما إلى الأفضل، لكن في أي شيئ؟

في كل شيء، هذا هو الانسان،يريد أن يكون محبوبا دائما،

هذا لا يتححق إلا إذا كنت راقيا بفكرك،بكتاباتكـ،بل بأفعالك

وأخلاقك،فالإنسان لا يقاس بالمال أو الجمال أبدا،

هذه الخصال تجعلك مطرا في كلامك في طيبوبتك،

فكيف لا تزدهربقربك قلوب الناس؟

هذا ما تنص عليه الحكمة التي تقول:

من يملك الأخلاق و الأدب، يسكن في القلوب إلى الأبد".


 

رد مع اقتباس
قديم 15-05-2014, 11:31 AM   #402


مرام غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4450
 تاريخ التسجيل :  7 - 2 - 2014
 العمر : 27
 أخر زيارة : 17-12-2021 (09:38 AM)
 المشاركات : 14,152 [ + ]
 التقييم :  560147
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Deeppink
افتراضي




النعمة تحتاج إلى شكر والبلاء يحتاج إلى صبر والذنب يحتاج إلى استغفار فمن شكر وصبر واستغفر نال السعادة ..


 

رد مع اقتباس
قديم 26-05-2014, 05:01 AM   #403


احمدالعلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3665
 تاريخ التسجيل :  9 - 5 - 2013
 أخر زيارة : 27-12-2021 (01:13 AM)
 المشاركات : 2,468 [ + ]
 التقييم :  3026
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



الحروز العشرة للوقاية من السحر والحسد والعين
قال الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله بعد كلامٍ له سبق في الحسد والعين والسحر:

ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب أحدها:


السبب الأول: التعوذ بالله من شره

والتحصن به واللجأ إليه وهو المقصود بهذه السورة [سورة الفلق] والله تعالى سميع لاستعاذته، عليم بما يستعيذ منه. والسمع هنا المراد به: سمع الإجابة لا السمع العام، فهو مثل قوله: ( سمع الله لمن حمده ) وقول الخليل : إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ [إبراهيم:39] ومرة يقرنه بالعلم، ومرة بالبصر لاقتضاء حال المستعيذ ذلك، فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله يراه ويعلم كيده وشره.

فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع لاستعاذته، أي مجيب، عليم بكيد عدوه، يراه ويبصره لينبسط أمل المستعيذ، ويُقبل بقلبه على الدعاء.

وتأمل حكمة القرآن كيف جاء في الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ السَّمِيعُ العلِيم في الأعراف وحم والسجدة، وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذي يؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ السَّمِيعُ البَصِيرُ في سورة حم المؤمن فقال: إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ بِغَيرِ سُلطَانٍ أَتَاهُم إِن فِى صُدُورِهِم إِلا كِبرٌ مَّاهُم بِبَالِغِيهِ فاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الَبصِيرُ [غافر:56] لأن أفعال هؤلاء أفعال معاينة ترى بالبصر، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم. فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها، وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية. والله أعلم.


السبب الثاني: تقوى الله

وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى حفظه ولم يكله إلى غيره، قال تعالى: (وَإنْ تَصبِرُوا وَتَتَّقُواْ لا يَضُرُّكُمْ كَيدُهُم شَيئاً ) [آل عمران:120].

وقال النبي لعبدالله بن عباس: { احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك }.

فمن حفظ الله حفظه الله، ووجده أمامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه فمن يخاف ومن يحذر؟!


السبب الثالث: الصبر على عدوه

وأن لا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً، فما نُصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره وبغيه، فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جنداً وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو لا يشعر، فبغيه سهام يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال تعالى: ( وَمَن عَاقَبَ بِمِثلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ ) [الحج:60]. فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أولاً، فكيف بمن لم يستوفِ شيئاً من حقه بل بغي عليه وهو صاب؟. وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله ( إنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكّا ).


السبب الرابع: التوكل على الله

فمن يتوكل على الله فهو حسبه. والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله حسبه أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش.

وأما ما يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبداً. وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهرإيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يتشفى به منه. قال بعض السلف: جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال: (وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ ) [الطلاق:3]. ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه. فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له ربه مخرجاً من ذلك وكفاه ونصره. وقد ذكرنا حقيقة التوكل وفوائده وعظم منفعته وشدة حاجة العبد إليه في كتاب "الفتح القدسي" وذكرنا هناك فساد من جعله من المقامات المعلولة. وأنه من مقامات العوام، وأبطلنا قوله من وجوه كثيرة وبينا أنه من أجلّ مقامات العارفين، وأنه كلما علا مقام العبد كانت حاجته إلى التوكل أعظم وأشد، وأنه على قدر إيمان العبد يكون توكله، وإنما المقصود هنا ذكر الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر والباغي.


السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه

وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له! فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفِكْر فيه، وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره، فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه، فإذا لم يتعرض له ولا يتماسك هو وإياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه، فإذا تماسكاً وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر. وهكذا الأرواح سواء. فإذا علق روحه وشبثها به، وروح الحاسد الباغي متعلقة به يقظة ومناماً لا يفتر عنه، وهو يتمنى أن يتماسك الروحان، ويتثبتا، فإذا تعلقت كل روح منهما بالأخرى، عدم القرار، ودام الشر حتى يهلك أحدهما. فإذا جبذ روحه منه، وصانها عن الفكر فيه والتعلق به، وأن لا يخطره بباله، فإذا خطر بباله بادر إلى محو ذلك الخاطر والاشتغال بما هو أنفع له وأولى به: بقي الحاسد الباغي يأكل بعضه بعضاً، فإن الحسد كالنار فإذا لم تجد ما تأكله أكل بعضها بعضاً، وهذا باب عظيم النفع لا يلقاه إلا أصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية، [أما الغمر الذي يريد الانتقام والتشفي من عدوه فإنه بمعزل عنه، وشتان] بين الكيس الفطن وبينه، [ولا يمكن أحداً معرفة قدره] حتى يذوق حلاوته وطيبه ونعيمه، كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح اشتغاله بعدوه وتعلق روحه به، ولا يرى شيئاً ألم لروحه من ذلك، ولا يصدق بهذا إلا النفوس المطمئنة الوادعة اللينة التي رضيت بوكالة الله لها، وعلمت أن نصره لها خير من انتصارها هي لنفسها، فوثقت بالله، وسكنت إليه، واطمأنت به، وعلمت أن ضمانه حق، ووعده صدق، وأنه لا أوفى بعهده من الله، ولا أصدق منه قيلاً، فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها أو نصر مخلوق مثلها لها. ولا يقوى على هذا إلا بـ:


السبب السادس: وهو الإقبال على الله والإخلاص له

وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبيب تلك الخواطر شيئاً فشيئاً حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب، والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة محبوبة المحسن إليه الذي قد امتلأت جوانحه من حبه فلا يستطيع قلبه انصرافاً عن ذكره، ولا روحه انصرافاً عن محبته، فإذا صار كذلك فكيف يرضى لنفسه أن يجعل بيت أفكاره وقلبه معموراً بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى الانتقام منه والتدبير عليه؟ هذا ما لا يتسع له إلا قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجلاله، وطلب مرضاته. بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه: " إياك وحمى الملك! اذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيها ونزل بها. ما لك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك، وأدار عليه الحرس، وأحاطه بالسور؟".

قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: ( فَبِعزَّتِكَ لأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ (82) إِلا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ) [ص:83،82].

فقال تعالى: (إِنَّ عِبَادِى لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَان) [الحجر:42].

وقال تعالى: (إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطَان عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ ةَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ) [النحل:99، 100].

وقال في حق الصديق يوسف عليه السلام: (كَذَلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَالفَحشَاءَ إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ) [يوسف:24].

فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن، وصار داخل اليزك! لقد آوى إلى حصن لا خوف على من تحصن به، ولا ضيعة على من آوى إليه، ولا مطمع للعدو في الدنو إليه منه: (ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ) [الجمعة:4].


السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله

من الذنوب التي سَلَّطت عليه أعداءه فإن الله تعالى يقول: (وَمَا أَصَابَتكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم) [الشورى:30]،
وقال لخير الخلق، وهم أصحاب نبيه دونه : ( أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم مُّصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِّثلَيهَا قُلتُم أَنَّى هَذَا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم ) [آل عمران:165].

فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه. وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله أضعاف ما يذكره. وفي الدعاء المشهور: ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ). فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه، فما سُلط عليه مؤذ إلا بذنب.

ولقى بعضَ السلف رجل فأغلظ له، ونال منه، فقال له: قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك، [فدخل]، فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه. فقال له: ما صنعت؟ فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به عليّ.

وسنذكر إن شاء الله تعالى أنه ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها، فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها، فليس للعبد إذا بغي عليه وأذى وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح.

وعلامة سعادته أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فيشتغل بها وبإصلاحها وبالتوبة منها، فلا يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به، بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه، والله يتولى نصرته وحفظه والدفع عنه ولابد، فما أسعده من عبد! وما أبركها من نازلة نزلت به! وما أحسن أثرها عليه! ولكن التوفيق والرشد بيد الله، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فما كل أحد يوفق لهذا، لا معرفة به ولا إرادة له ولا قدرة عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


السبب الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديماً وحديثاً لكفى به، فما تكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة. فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته عليه من الله جنة واقية، وحصن حصين. وبالجملة فالشكر حارس النعمة من كل ما يكون سبباً لزوالها.

ومن أقوى الأسباب حسد الحاسد والعائن، فإنه لا يفتر ولا يني ولا يبرد قلبه حتى تزول النعمة عن المحسود، فحينئذ يبرد أنينه وتنطفىء ناره - لا أطفأها الله - فما حرس العبد نعمة الله عليه بمثل شكرها، ولا عرَّضها للزوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله، وهو كفران النعمة وهو باب إلى كفران المنعم.

فالمحسن المتصدق يستخدم جنداً وعسكراً يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه. فمن لم يكن له جند، ولا عسكر، وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه؛ وإن تأخرت مدة الظفر؛ والله المستعان.


السبب التاسع: إطفاء نار الحسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه

وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشراً وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً، وله نصيحة، وعليه شفقةً، وما أظنك تُصدِّق بأن هذا يكون فضلاً عن أن تتعاطاه فاسمع الآن قوله عز وجل: (وَلا تَستَوِى الحَسَنَةُ وَلا السَّيِئَةُ ادفَع بِالَّتِى هِىَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ) [فصلت:34-36].

وقال تعالى أُولَئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَّرَّتَينِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ ) [القصص:54].

وتأمل حال النبي الذي حكى عنه نبينا أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول: { اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون }.

كيف جمع في هذه الكلمات الأربع مقامات من الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه؟

أحدها: عفوه عنهم.

والثاني: استغفاره لهم.

والثالث: اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون.

والرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه، فقال: { اغفر لقومي } كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به: هذا ولدي، هذا غلامي، هذا صاحبي، فهيه لي.

واسمع الآن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به:

اعلم أن لك ذنوباً بينك وبين الله، تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك. ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك، ويجلب لك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله.

فإذا كنت ترجو هذا من ربك وتجب أن يقابل به إساءتك، فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه، وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله تلك المعاملة، فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك، يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاء وفاقاً، فانتقم بعد ذلك أو اعف، وأحسن أو اترك، فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك.

فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه.

وهذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما قال النبي للذي شكى إليه قرابته، وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: { لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك }.

هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه، ويصيرون كلهم معه على خصمه، فإن كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير، وهو مسيء إليه، وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء، وذلك أمر فطري فطر الله عليه عباده.

فهو بهذا الإحسان قد استخدم عسكراً لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يريدون منه إقطاعاً ولا خبزاً. هذا مع أنه لابد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين:

إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده، وينقاد له، ويذل له ويبقى [من أحب] الناس إليه.

وإما أن يفتت كبده، ويقطع دابره، إن أقام على إساءته إليه، فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه. ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة، والله هو الموفق المعين، بيده الخير كله لا إله غيره، وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه.

وفي الجملة ففي هذا المقام من الفوائد ما يزيد على مائة منفعة للعبد، في عاجله وآجله، سنذكرها في موضع آخر إن شاء الله تعالى.


السبب العاشر: تجريد التوحيد
وهو الجامع لذلك كله، وعليه مدار هذه الأسباب. وهو تجريد التوحيد، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلم بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح، وهي بيد محركها، وفاطرها وبارئها، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه، فهو الذي يحسن عبده بها وهو الذي يصرفها عنه وحده، لا أحد سواه. قال تعالى: (وَإِن يَمسَسكَ اللهُ بِضُرٍ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضلِهِ) [يونس:107].

وقال النبي لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: { واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك }.

فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواء، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله، بل يفرد الله بالمخافة، وقد أمنه منه، وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه، وتجرد لله محبة وخشية وإنابة وتوكلاً واشتغالاً به عن غيره، فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه واشتغاله به من نقص توحيده، وإلا فلو جرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل. والله يتولى حفظه، والدفع عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، فإن كان مؤمناً، فالله يدافع عنه ولابد، وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه، فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم دفع، وإن مزج مزج له، وإن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة، كما قال بعض السلف: ( من أقبل على الله بكليته أقبل الله عليه جملة، ومن أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة، ومن كان مرة ومرة فالله مرة ومرة ).

فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، قال بعض السلف: ( من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء ).

فهذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر، وليس له أنفع من التوجه إلى الله، وإقباله عليه، وتوكله عليه، وثقته به، وأن لا يخاف معه غيره، بل يكون خوفه منه وحده، ولا يرجو سواء بل يرجوه وحده، فلا يعلق قلبه بغيره، ولا يستغيث بسواه، ولا يرجو إلا إياه، ومتى علق قلبه بغيره، ورجاه وخافه وُكِلَ إليه وخُذل من جهته؛ فمن خاف شيئاً غير الله سُلط عليه، ومن رجا شيئاً سوى الله خذل من جهته وحرم خيره. هذه سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.


 

رد مع اقتباس
قديم 26-05-2014, 05:04 AM   #404


احمدالعلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3665
 تاريخ التسجيل :  9 - 5 - 2013
 أخر زيارة : 27-12-2021 (01:13 AM)
 المشاركات : 2,468 [ + ]
 التقييم :  3026
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
هذه المعلومة لايعلمها الكثير بكل أسف فاوردها هنا لعظمها وخفائها على بعض الناس
هل تعلم أن أجر الصيام لايستطيع أحد ان يستوفي منه بعكس باقي الأعمال الأخرى
يوم القيامة يستوفي الشخص ممن ظلمه أو شتمه او أعتدى عليه فتؤخذ من حسناته على قدر مظلمته
الا الصوم
فأجر الصوم لايستطيع أحد ان يستوفي او ياخذ منه شيئا ابدا
بمعنى ان الصوم لا يدخل من ضمن المقاصصة
أي إن الصوم يدخره الله عز وجل لك ولا يأخذه الغرماء
سُئل الشيخ العلامة محمد بن عثيمين – رحمه الله – هذا السؤال :
لماذا خص الله سبحانه وتعالى الصيام بقوله الصوم لي وأنا أجزي به ؟
فأجاب :
هذا الحديث حديث قدسي رواه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه قال الله فيه : (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) وخصه الله تعالى بنفسه لأن الصوم سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله ، فإن العبادات نوعان : نوع : يكون ظاهراً لكونه قولياً أو فعلياً . ونوع : يكون خفياً لكونه تركاً . فإن الترك لا يطلع عليه أحد إلا الله عز وجل فهذا الصائم يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجل الله عز وجل في مكان لا يطلع عليه إلا ربه فاختص الله تعالى الصيام لنفسه لظهور الإخلاص التام فيه بما أشرنا إليه
وقد اختلف العلماء في معنى هذه الإضافة فقال بعضهم : إن معناها تشريف الصوم وبيان فضله وأنه ليس فيه مقاصه أي أن الإنسان إذا كان قد ظلم أحداً فإن هذا المظلوم يأخذ من حسناته يوم القيامة إلا الصوم فإن الله تعالى قد اختص به لنفسه فيتحمل الله عنه أي عن الظالم ما بقي من مظلمته ويبقى ثواب الصوم خالصاً له .
المصدر من موقع الشيخ أبن عثيمين رحمه الله
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2037.shtml
فبعد معرفة هذه المعلومة
لماذا لاتكثر من الصيام وتستغل هذه الفرصة العظيمة وتضمن لك عند الله أجرا ثابتا لايستطيع احد ان يستوفي منه
فالله يحب الصوم ويحب الصائمين وميزهم بهذه الكرامة وهذا الأجر العظيم
فأين من يشمر ويستثمر ويتاجر مع الله تجارة لن تبور


 

رد مع اقتباس
قديم 26-05-2014, 05:06 AM   #405


احمدالعلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3665
 تاريخ التسجيل :  9 - 5 - 2013
 أخر زيارة : 27-12-2021 (01:13 AM)
 المشاركات : 2,468 [ + ]
 التقييم :  3026
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



عظم خطر تكفير المسلم

وسطية منهج أهل السُّنَّة في باب الأسماء والأحكام
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإنَّ اللهَ تعالى شَرَّفَ أُمّةَ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وجعلها أُمَّةً وسطًا بين سائرِ الأُمم، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143]، كما تَجَلَّتْ نعمةُ الله تعالى في أن جعل أهلَ السنّةِ والجماعةِ وَسَطًا في هذه الأُمَّة، عدولاً بين سائر الفِرَق الأخرى، في كلِّ المسائل المتنازَع فيها، فالوسطية من الخصائص التي امتاز بها منهجُ أهلِ السُّنَّة في الاعتقاد، بينما أهلُ الفِرَق الأخرى أَصَّلوا لأنفسهم قواعدَ وحاكموا إليها نصوصَ الشرع، فما وافق منها قواعدَهم عضَّدوا بها مقالتَهم، وما خالف ردُّوه، حتى أصبحت مناهجهم تدور بين الغُلُوِّ والجفاء، وبين الإفراط والتفريط، لذلك كان أهلُ السُّنَّة أسعدَ الناس بموافقتهم الحقَّ والصوابَ بتسليمهم المطلق لنصوص الكتاب والسُّنَّة، فلا يردُّون منها شيئًا، ولا يعارضونها بشيءٍ، وإنما يقفون حيث تقف بهم النصوصُ من غير اعتداءٍ عليها ولا تجاوزٍ عنها بتحكيم قواعدَ عقليةٍ ولا آراءَ وأقسية منطقية، ممتثلين في ذلك لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الحجرات: 1]، فكانوا على هديٍ قاصد وصراط مستقيم، ملتزمين التوسُّط بين الإفراط والتفريط، اللذين هما سِمَتَا مناهج الفِرَقِ الأخرى.
هذا، ومن صُوَرِ وَسَطية أهلِ السُّـنَّة اعتدالُ منهجِهِم في باب الأسماء والأحكام والوعد والوعيد بين الخوارجِ الذين كفَّروا مُرتكبَ الكبيرةِ وحكموا بخلوده في النار، وجرَّدوه من الإيمان بالكلية، وحرموه من الشفاعة، والمعتزلةِ الذين جعلوا مرتكبَ الكبيرة بين مَنْزِلتين، فليس مؤمنًا وليس كافرًا، وأنه مخلَّدٌ في النار غير أنَّ عذابه فيها دون عذاب الكفار، وبين المرجئةِ القائلين بأنه لا تضرُّ مع الإيمان معصيةٌ كما لا تنفع مع الكفر طاعةٌ، ومعنى ذلك أنَّ ارتكابَ الكبائر -عندهم- لا تؤثِّر في إيمان المؤمن، فيبقى كامل الإيمان، فإيمان الفاسق وإيمان الأنبياء والصالحين سواء لا يزيد ولا ينقص.

التكفير حكمٌ شرعيٌّ وحقٌّ لله وحده
أمَّا التكفير -عند أهل السُّنَّة- فحُكْمٌ شرعيٌّ يَستمِدُّ قُوّتَهُ ونفوذَه من مرجعيةِ الشريعةِ الإسلاميةِ، فلا يترتَّب حكمُهُ إلاَّ على أساس ميزان الشرع القائم على الكتاب والسُّـنَّة، وفَهْمِ سلف الأُمَّة.
فالتكفير حقٌّ لله تعالى وحده، وليس للعباد حقٌّ فيه، وتفريعًا على هذا الأصل فإنَّ أهلَ السُّنَّة والجماعةِ لا يحكمون بمَحْضِ الهوى، وإنما يكفِّرون مَن قام الدليلُ الشرعيُّ مِن الكتاب والسُّنـَّة على كُفره، فلا يكفِّرون أهلَ القِبلة بمُطلق المعاصي والذنوبِ كما هو صنيعُ الخوارج، ولا يَسْلُبُونَ الفاسقَ المليَّ الإيمانَ بالكليةِ، ولا يخلِّدونه في النار كما تفعله المعتزلةُ، وإنَّما مُعتقدُ أهلِ السُّـنَّة في صاحب الكبيرة والمعصيةِ أنَّه مؤمنٌ بإيمانه فاسقٌ بكبيرته، أو مؤمنٌ ناقصُ الإيمان، فلا يُعطى الاسمَ المطلق ولا يُسْلَبُ مُطلق الاسم(١- انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/151، 152)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (316، 369).).
قال أبو عثمان الصابوني -رحمه الله-: «ويَعتقدُ أهلُ السنَّة أنَّ المؤمن وإن أذنب ذنوبًا كثيرةً صغائرَ كانت أو كبائرَ فإنه لا يكفر بها، وإن خرج من الدنيا غير تائب منها، ومات على التوحيد والإخلاص فإنَّ أمره إلى الله عزّ وجلَّ، إن شاء عفا عنه وأدخله الجنّة يوم القيامة سالِمًا غانمًا، غير مبتلى بالنار ولا معاقَب على ما ارتكبه من الذنوب واكتسبه واستصحبه إلى يوم القيامة من الآثام والأوزار، وإن شاء عاقبه وعذّبه مدّةً بعذاب النار، وإذا عذَّبه لم يخلّده فيها بل أعتقه وأخرجه منها إلى نعيم دار القرار»(٢- «عقيدة السلف أصحاب الحديث» للصابوني (71-72).).
كما أنّ أهلَ السُّـنَّة والجماعةِ لا يُكفِّرون مخالفيهم لمجرَّد المخالفة، وإنّما يعتقدون في الفِرَق الثِّنتين والسبعين المخالِفة لهم أنّ حُكمهم هو حُكم أهلِ الوعيد من أهلِ الكبائر والمعاصي مِن هذه الأُمّة الذين لهم حُكم الإسلام في الدنيا، وهم في الآخرة داخلون تحت مشيئة الله، فإن شاء غَفَر لهم برحمته سبحانه، وإن شاء عذَّبهم بعدله سبحانه، ثمَّ مآلُهم إلى الجنّة.
قال ابن تيمية -رحمه الله- بعد ذِكْرِ الخوارج: «وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالُهم بالنصِّ والإجماع لم يكفَّروا مع أمرِ اللهِ ورسولِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفة الذين اشتبه عليهم الحقُّ في مسائلَ غلط فيها مَن هو أعلم منهم؟ فلا يحلُّ لأحدٍ من هذه الطوائفِ أن تكفِّر الأخرى، وتستحلَّ دَمَها ومالَها، وإن كانت فيها بدعة محققَّة فكيف إذا كانت المكفِّرة لها مبتدعة أيضًا؟ وقد تكون بدعة أغلظ، والغالب أنهم جميعًا جهّال بحقائقِ ما يختلفون فيه»(٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/282-283). وانظر: تقرير منهج أهل السُّنَّة في هذه المسألة في المصدر السابق (3/348) وما بعدها (7/217، 218).)، وفي معرض ذِكر أهل الأهواء والبدع من الفِرق الثِّنتَين والسبعين فِرقة فقد عدّهم ابنُ تيمية من جُملة المسلمين، والوعيد الوارد فيهم كالوعيد في أهل الكبائر، وهو قولٌ سبقه إليه السلف والأئمّة، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «..إن لم يكونوا في نفس الأمر كفَّارًا لم يكونوا منافقين، فيكونون من المؤمنين، فيُستغفر لهم ويُترحَّم عليهم، وإذا قال المؤمن: ربّنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان يقصد كلَّ مَن سبقه من قرون الأُمّة بالإيمان وإن كان قد أخطأ في تأويلٍ تأوّله فخالف السنّة أو أذنب ذنبًا فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان، فيدخل في العموم وإن كان من الثنتين والسبعين فِرقة، فإنّه ما من فِرقة إلاَّ وفيها خَلْقٌ كثير ليسوا كفّارًا، بل مؤمنون فيهم ضَلاَل وذنب يستحقّون الوعيد كما يستحقُّه عصاة المؤمنين، والنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لم يخرجهم من الإسلام بل جعلهم من أُمَّته، ولم يقل: إنهم يخلَّدون في النار، فهذا أصلٌ عظيمٌ ينبغي مراعاته»(٤- «منهاج السنة» لابن تيمية (5/240-241). قلت: وإنما هذه الفِرَقُ الثنتان والسبعون معدودةٌ من جُملة المسلمين إذَا أخطأت في عقيدتها، ولم يكن باطنُ مذهب الفِرقة معاندةَ الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أو تقوم حقيقة مذهبها على تعطيل الصانع، أو إبطال الاحتجاج بالشريعة، أو إبطال التكاليف الشرعية، فإن عُلِمَ من سبب نشوء الفرقة إبطان الكفر وتعطيل الشريعة ونحوها وتجلّى ذلك من خلال مقالات أئمّتها وما يؤول إليه كلامهم فلا تعدّ هذه الفرقة من جملتهم بل خارجة عنهم، وبهذا ينضبط القول في الحكم على الفرق. ).

التفريق بين الإطلاق والتعيين في الحكم بالتكفير
وأهلُ السُّنَّة يُفرِّقون بين الإطلاق والتعيين في إصدار حُكم التكفير، فقد يكون الفعل أو المقالةُ كُفرًا لكن الشخص المعيّن الذي تلبَّس بذلك الفعلِ أو تلك المقالة لا يُحكم بكفره حتى تقام عليه الحُجَّة الرِّسالية التي يكفر تاركها، وحتى تزال عنه كلّ شبهة يمكن أن يعلق بها؛ لأنَّ كلَّ الفِرَق قد يصدر عنها أقوالٌ كفرية، فلا يشهدون على معيّن من أهل القِبلة أنّه من أهل النار لجواز أن لا يلحقه الوعيد، لفوات شرطٍ أو لثبوت مانع(٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (10/370-372).)، فهم لا يكفِّرون إلاَّ ببَيِّنةٍ شرعيةٍ، بعد تحقّق الشروط، منها: أن يكون قوله الكفر عن اختيار وتسليم، أو يكون لازمُ قوله الكفرَ وعُرِضَ عليه فالتزمه، وأن تقوم الحُجّة عليه ويتبيّنَها، وانتفاء الموانع في حقّه التي تحول دون الحكم بكفره منها: أن يكون مُغيّبَ العقل بجنونٍ ونحوِه، أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو لم يتسنّ له معرفة الدِّين إلاَّ بواسطة علماء الابتداع يستفتيهم ويقتدي بهم، ومن موانع الحكم على معيّن بالكفر -أيضًا- أن لا تبلغه نصوص الكتاب والسُّـنَّة كمن نشأ ببادية بعيدة، أو بلغته أحاديثُ آحاد ولم تثبت عنده، أو لم يتمكَّن من فهمها، أو بلغته وثبتت عنده وفهمها لكن قام عنده معارض أوجب تأويلها ونحو ذلك من الموانع.

التفريـق في الاجتهاد بين المخطئ والمعاند
كما أنّ أهلَ السُّنَّة والجماعة يُفرِّقون بين مَن اجتهد لإصابة الحقِّ فأخطأ فهو معذورٌ وخطؤه مغفور، وبين مَن عاند بعدما تبيَّن له الحقُّ وبقي مُصِرًّا على مخالفة الأدلة والنصوص الشرعية، فشاقّ الرسولَ واتبع غيرَ سبيل المؤمنين فصفة الكفر لاصقةٌ بفاعله، وبين مَن قصَّر في طلب الحقِّ أو اتبع هواه فهو فاسقٌ مذنب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «وأجمع الصحابةُ وسائرُ أئمَّةِ المسلمين على أنّه ليس كلُّ من قال قولاً أخطأ فيه أنَّه يكفر، وإن كان قولُه مخالفًا للسُّنَّة، فتكفيرُ كلِّ مخطِئٍ خلافُ الإجماع»(٦- المصدر السابق (7/685).)، وقال -رحمه الله- في تقرير الأصل السابق: «وأمَّا التكفير: فالصواب أنّه مَن اجتهد مِن أمُّة محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وقَصَدَ الحقَّ، فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه، ومن تبيّن له ما جاء به الرسولُ، فشاقّ الرسولَ من بعد ما تبيّن له الهدى، واتبع غيرَ سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه، وقصّر في طلب الحقّ، وتكلّم بلا علمٍ فهو عاصٍ مُذنبٌ، ثمّ قد يكون فاسقًا، وقد تكون له حسنات ترجّح على سيّئاته»(٧- المصدر السابق (12/180).).
ومن مجمل أصول أهل السُّنَّة والجماعة المتقدّمة يتجلَّى التوسّط والاعتدالُ في هذه المسألة الدقيقةِ وفي سائرِ مسائلِ الاعتقادِ التي ضَلَّتْ فيها كثيرٌ من الأفهام، وزلّت فيها كثيرٌ من الأقدام، ومِن مَمَادِحِ أهلِ السُّنَّة والجماعةِ الذين عصمهم اللهُ تعالى فيها وهداهم إلى التوسّط والاعتدالِ أنّهم يُخَطِّئُون ولا يُكفِّرون أحدًا من أهل القِبلة بكلِّ ذنب، بل الأُخوّة الإيمانيةُ ثابتةٌ مع المعاصي، فامتازوا بالعلم والعدل والرحمة، فيعلمون الحقّ الموافقَ للسنّةِ السالمَ من البدعة، ويعدلون مع من خرج منها ولو ظلمهم، ويرحمون الخلق ويحبون لهم الخيرَ والهدى والصلاحَ، بخلاف أهل الإفراط في التكفير فيتميَّزون بالجهل والظلم، فقد جعلوا من ليس بكافر كافرًا، وبخلاف أهلِ التفريط الآتي تخبّطُهم من جهل معنى الإيمان فقد غَلَوْا في الجهة المقابلة فجعلوا الكفر ليس بكفر، ومن أسباب الإفراط والتفريط عدمُ الاعتماد على الكتاب والسُّنَّة، وخلطُ الحقّ بالباطل، وعدمُ التمييز بين السُّنَّة والبدعة، واتباع الظنّ وما تهوى الأنفسُ، والتأويل المنكر، فهدى اللهُ الذين آمنوا لِما اختلف فيه من الحقّ بإذنه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

التحذير من تكفير أحد المسلمين
هذا، والنصوصُ مِن الآيات والأحاديث جاءت صراحةً تحمي أعراضَ المؤمنين والمسلمين وتحمي دينَهم، وتحذّر التحذير الشديد من تكفير أحدٍ من المسلمين وهو ليس كذلك، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [النساء: 94]، وقال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾ [الأحزاب: 58]، وقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلاً بِالفُسُوقِ وَلاَ يَرْمِيهِ بِالكُفْرِ إِلاَّ ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ»(٨- أخرجه البخاري في «الأدب» (10/464) باب ما ينهى عن السِّباب واللعن، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.)، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسلم -أيضًا-: «لَعْنُ المُؤْمِنِ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ رَمَى مُؤْمِنًا بِالكُفْرِ فَهُوَ كَقَتْلِهِ»(٩- أخرجه البخاري في «الأدب» (10/465) باب ما ينهى عن السباب واللعن من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه.)، فإذا كان تكفير المعيّن على سبيل الشتم كقتله، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد؟ قال ابن تيمية: «فإنَّ ذلك أعظم من قتله بلا شكٍّ، إذ كلُّ كافرٍ يُباحُ قتلُه، وليس كلُّ من أُبيح قتله يكون كافرًا»(١٠- «الاستقامة» لابن تيمية (1/165-166).)؛ ولأنَّ إطلاقَ الكفر بغير حقٍّ على المؤمن لَمْزٌ في الإيمان نفسه، بل إنّ سوءَ الظنِّ بالمسلم والنيلَ منه محرَّمٌ فكيف يُحكَم برِدَّتِهِ وتكفيره؟!

عِظَم خطر تكفير المسلم
فالواجب على المسلم -إذن- عدمُ الخوض في هذا الأمر الجَلَل من غير أن يكون ممكَّنًا شرعيًّا، قال الشوكاني -رحمه الله-:
«اعلم أنَّ الحكمَ على الرجل المسلمِ بخروجه من دين الإسلام ودخولِه في الكفر لا ينبغي لمسلمٍ يؤمن بالله واليومِ الآخر أن يَقْدُمَ عليه إلاَّ ببرهانٍ أوضحَ من شمس النهار، فإنه قد ثبت في الأحاديث الصحيحة المروية عن جماعةٍ من الصحابة أنَّ: مَنْ قَالَ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا(١١- أخرجه مسلم في «الإيمان» (2/49) باب من قال لأخيه المسلم يا كافر، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.)»(١٢- «السيل الجرار» للشوكاني (4/478).). كما لا يجوز تكفيره لمجرَّد الهوى ولا بنظر العقل ولا بطريقة تأصيل أصول عقلية يكفر المسلم من خالفها؛ لأنَّ التكفير حكم شرعي يراعى فيه الدليل الشرعي دائمًا. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «والكفر هو من الأحكام الشرعية، وليس كلّ من خالف شيئًا عُلِمَ بنظر العقل يكون كافرًا، ولو قدر أنه جحد بعضَ صرائحِ العقول لم يُحكَم بكفره حتى يكون قوله كفرًا في الشريعة»(١٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (12/525).)، ولِمَا في التكفير من عظيم أمره، وخطورة نتائجه وما يورثه من البلايا والرزايا، من جملتها استحلال دمه وماله، وفسخ العصمة بينه وبين زوجه، وامتناع التوارث، وعدم الصلاة وراءه والصلاة عليه، ومنع دفنه في مقابر المسلمين قال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً﴾ [الإسراء: 36]، فعلينا أن نجتنِبَ الشرَّ، ونقتربَ من الخير ونعملَ على تحصيله، ونسلكَ سبيلَ الإيمان ونثبُتَ عليه، فإنَّ فيه الفوز بالسعادة الأخروية التي لا تتحقَّق باتباع الأهواء، واختراع الآراء، وادّعاء تحليات، وترجي أمنيات، وإنما يتحقّق بلزوم ما أنزل الله وحيًا مبينًا، وهديًا قويمًا، وصراطًا مستقيمًا، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأمُورُ﴾ [الشورى: 53].
وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

١- انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/151، 152)، و«شرح العقيدة الطحاوية» لابن أبي العز (316، 369).
٢- «عقيدة السلف أصحاب الحديث» للصابوني (71-72).
٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (3/282-283). وانظر: تقرير منهج أهل السُّنَّة في هذه المسألة في المصدر السابق (3/348) وما بعدها (7/217، 218).
٤- «منهاج السنة» لابن تيمية (5/240-241).
قلت: وإنما هذه الفِرَقُ الثنتان والسبعون معدودةٌ من جُملة المسلمين إذَا أخطأت في عقيدتها، ولم يكن باطنُ مذهب الفِرقة معاندةَ الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أو تقوم حقيقة مذهبها على تعطيل الصانع، أو إبطال الاحتجاج بالشريعة، أو إبطال التكاليف الشرعية، فإن عُلِمَ من سبب نشوء الفرقة إبطان الكفر وتعطيل الشريعة ونحوها وتجلّى ذلك من خلال مقالات أئمّتها وما يؤول إليه كلامهم فلا تعدّ هذه الفرقة من جملتهم بل خارجة عنهم، وبهذا ينضبط القول في الحكم على الفرق.
٥- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (10/370-،(35/165-).
٦- المصدر السابق (7/685).
٧- المصدر السابق (12/180).
٨- أخرجه البخاري في «الأدب» (10/464) باب ما ينهى عن السِّباب واللعن، من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
٩- أخرجه البخاري في «الأدب» (10/465) باب ما ينهى عن السباب واللعن من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه.
١٠- «الاستقامة» لابن تيمية (1/165-166).
١١- أخرجه مسلم في «الإيمان» (2/49) باب من قال لأخيه المسلم يا كافر، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
١٢- «السيل الجرار» للشوكاني (4/478).
١٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (12/525)


 

رد مع اقتباس
قديم 26-05-2014, 05:10 AM   #406


احمدالعلي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3665
 تاريخ التسجيل :  9 - 5 - 2013
 أخر زيارة : 27-12-2021 (01:13 AM)
 المشاركات : 2,468 [ + ]
 التقييم :  3026
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blue
افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاااااااته

هل من الممكن أن ترتكب معاصي كبيرة و ذنوب كثيرة وتصبح بعد ذلك من أولياء الله الصالحين ؟


هل من الممكن أن تكون بعيدًا جدًا عن طريق الله ثم تصبح من عباد الله المقربين ؟

سمى نفسه الواسع وسمى نفسه الأعلى، فلا تستطيع بحال أن تُحِدَّ رحمته التي وسعتكل شيء أو أن تجعل مغفرته لأناس معينين دون غيرهم. إن كثيرًا من الناس كانوا أبعد ما يكون عن الله وأرتكبوا الكثير من الموبقات والكبائر ثم حسُنت خاتمتهم


وما يدريك بما سيُختم لنا؟


فمن الممكن أن تتغير حياتك في لحظة يتنزل فيها المولى عز وجل علي قلبك بالرحمة،

بل و من الممكن أن تحسُن خاتمتك وتكون مثل صالحين كُثُر ظهرت عجائب حسن خاتمتهم في الأنفاس الأخيرة لهم.

{..إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ..}[النجم: 32]


عن أبي طويل شطب الممدودأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة"، قال "فهل أسلمت"، قال "أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله"، قال "تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن"، قال "وغدراتي وفجراتي" قال "نعم"، قال "الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى" [رواه البزار والطبراني وصححه الألباني]

و لكن هل من الممكن أن يحدث العكس ؟ أن تكون ملتزمًا ثم تنتكس ويُختم لك بخاتمة السوء .. هل هذا ممكن ؟

"آه ممكن"


قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة" [متفق عليه]


فالحي لا تؤمن على نفسه الفتنة

تقول أم الدرداء رضي الله عنها: كان أبو الدرداء كلما وجد رجلاً مات على حالة صالحة، قال "يا ليتني كنت مكانه"، فسألته أم الدرداء "لماذا تتمنى مكانه أنا أحسبك على خير؟" قال "يا حمقاء هل تعلمين أن الرجل يصبح مؤمنًا ويمسي منافقًا يُسلب الإيمان وهو لا يشعر، فأنا لهذا الميت أغبط مني بالبقاء في الصلاة والصيام"
فيا أيها الشباب الذين إست___كم الشهوات ..

"بـــــادروا قــــبل أن تغـــــــادروا"

عليكم بتقصير الأمل وإصلاح النفس بالتوبة قبل فوات الأوان.


عاهد الله وسر في طريقه عازمًا على عدم العودة منه ما حييت حتى تطأ قدماك الجنة .. وأرفع شعار:

{..وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}[طه: 84]


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
.. , مجلس , مُتَجدِد , موضوع , الله.. , ذِكْر , بإذن


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تكون مميزآ بآي منتدى حلآهآ حربي♪ ( أطروحات إحترافيه وبنود أدبية ) 18 29-05-2014 02:54 PM
موضوع فاضي لاتدخل موناليزا ( همســـات الترفيه والطرائف) 13 17-04-2013 11:41 AM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 07:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Optimization by vBSEO ©2011, Crawlability, Inc. TranZ By Almuhajir
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010