الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-03-2019, 04:17 PM | #9 |
| لما أراد الله خلق ادم ليكون في الأرض وذريته من بعده ، وصور جثته ،جعل إبليس وهو رئيس الجان وأكثرهم عبادة إذ ذاك وكان اسمه عزازيل يطيف به ، فلما راه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك . وقال أما لئن سلطت عليه لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك فلما أن نفخ الله في ادم من روحه وأمر الملائكة بالسجود له دخل إبليس منه حسد عظيم وامتنع عن السجود له . وقال أنا خير منه ، خلقتني من نار وخلقته من طين ، فخالف الأمر واعترض على الرب جل وعلا وأخطأ في قوله وابتعد من رحمه ربه وأنزل من مرتبته التي كان قد نالها بعبادته ، وكان قد تشبه بالملائكة ، ولم يكن من جنسهم لأنه مخلوق من نار وهم من نور ، فخانه طبعه في أحوج ما كان إليه ورجع إلى أصله الناري { فسجد الملائكة كلهم أجمعون } { إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين } . فأهبط إبليس من الملأ الأعلى ، وحرم عليه قدرا أن يسكنه فنزل إلى الأرض حقيرا ذليلا مذموما مدحورا متوعدا بالنار هو ومن اتبعه من الجن والإنس ، إلا أنه مع ذلك جاهد كل الجهد على إضلال بني ادم بكل طريق وبكل مرصد كما قال : { قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا (62) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا (63) واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا (64) إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا } الإسراء 62 :65 . |
|
01-03-2019, 04:23 PM | #10 |
| لما تقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل لما يعلم الله من سوء نيته ، دفعه الحقد إلى قتل أخيه فقتله فلم يدر كيف يفعل في جثة أخيه . فقد كانت هذه أول جريمة من نوعها تقع على الأرض ، فلما بعث الله الغراب ، تعلم منه وفعل كفعله ثم ندم على ما كان منه حيث لا ينفع الندم ، فخاب وخسر كما قال الله تعالى : { فأصبح من الخاسرين } . بل إنه يشارك كل قاتل في وزره إلى يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن ادم الأول كفل من دمها ؛ لأنه أول من سن القتل " البخاري (6867) ، مسلم (1677) |
|
01-03-2019, 04:31 PM | #11 |
| قال الله تعالى : { ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن اتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين } يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد الذي ادعى لنفسه الربوبية فأبطل الخليل عليه السلام دليله وبين كثرة جهله وقلة عقله وألجمه الحجة وأوضح له طريق المحجة. ولما دعاه إبراهيم الخليل إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، حمله الجهل والضلال وطول الامال على إنكار الصانع فحاج إبراهيم الخليل في ذلك وادعى لنفسه الربوبية . فلما قال الخليل : { ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت } . يعني أنه إذا أتى بالرجلين قد تحتم قتلهما فإذا أمر بقتل أحدهما وعفا عن الاخر فكأنه قد أحيا هذا وأمات الأخر ،وهذا ليس بشيء. ولما كان انقطاع مناظرة هذا الملك قد تخفى على كثير من الناس ممن حضره وغسرهم ، ذكر دليلا أخر بين وجود الصانع وبطلان ما ادعاه النمرود وانقطاعه جهرة فقال : { فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب } فبين ضلاله وجهله وكذبه فيما ادعاه وبطلان ما سلكه وتبجح به عند جهلة قومه ، ولم يبق له كلام يجيب الخليل به بل انقطع وسكت ولهذا قال : { فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين }. وأرسل الله عليه وعلى جنوده ذبابا من البعوض بحيث لم يروا عين الشمس وسلطها الله عليهم فأكلت لحومهم ودماءهم وتركتهم عظاما بالية ، ودخلت واحدة منها في منخر الملك فمكثت في منخره أربعمائة سنة عذبه الله بها ، فكان يضرب رأسه بالمزارب في هذه المدة كلها حتى أهلكه الله عز وجل بها . |
|
01-03-2019, 04:42 PM | #12 |
| قارون كان قارون من قوم موسى – عليه السلام – وكان له من الأموال ما لا يحد ولا يوصف ، ولكنه لم يقابل تلك النعمة بالشكر لمنعمها بل بغى وتكبر وسعى في الأرض فسادا ، ولما نصحه العقلاء من قومه ووعظوه بألا يفخر على غيره ، وليكن همه الأخرة ، مع ما أحله الله له في الدنيا من الحلال الطيب ، ما كان جوابه إلا أن قال : { إنما أوتيته على علم عندي } أي : أن الله اتني هذا النعيم لأنني استحقه ، فلما خرج على قومه في زينته تمنى ضعاف الإيمان لو أن لهم مثل ما له ، أما المؤمنون فبينوا لهم أن الخير في ثواب الله في الأخرة ، فخسف الله به وبداره الأرض وهو قول الله تعالى : { فخسفنا به وبداره الأرض } فلما رأى الذين تمنوا مكانه ما حل بقارون ندموا وقالوا : { لولا أن من الله علينا لخسف بنا ويكأنه لا يفلح الكافرون } |
|
01-03-2019, 04:55 PM | #13 |
| السامري قال الله تعالى : { إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين } لما ذهب موسى – عليه السلام – لميقات ربه ، عمد رجل من قومه يقال له :السامري . فجمع ما كان مع قوه من الحلي صنع بها عجلا قال لهم : هذا إلهكم . فعبدوه ، ولما رجع موسى إليهم غضبان ؛ أقبل على السامري يسأله عما كان من أمره فقال له أنه لما صنع العجل ألقى قبضة من التربة كان قد أخذها من أثر جبريل فخار العجل كأنه حي ، فدعا عليه موسى بأن لا يمسه أحد جزاء لسه ما لم يكن له مسه فضلا عما ينتظره في الاخرة . أما الذين اتبعوه في عبادة العجل فأمر الله موسى أن يأمرهم أن يقتلوا أنفسهم . |
|
01-03-2019, 07:08 PM | #14 |
| بو لهب كان أبو لهب وامرأته أم جميل من أشد الناس إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أنزل الله : { وأنذر عشيرتك الأقربين } أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادى : "يا صباحاه " ! فاجتمع الناس إليه بين رجل يجيء إليه وبين رجل يبعث رسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبد المطلب ، يابني فهر ، يا بني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني ؟ قالوا : نعم ! قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب - لعنه الله - تبا لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا ؟ وأنزل الله عز وجل : { تبت يدا أبي لهب وتب } . وقال رجل يقال له : ربيعة بن عباد - وكان جاهليا فأسلم - قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضيء الوجه أحول ذو غديرتين يقول : إنه صابيء كاذب ، يتبعه حيث ذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب . ولما علم بهزيمة المشركين في بدر - وكان قد أرسل رجلا مكانه - أصابه الذل وما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته ، ولقد تركه ابناه بعد موته ثلاثا فما دفناه حتى أنتن ثم حملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى جدار ، ثم رضموا عليه بالأحجار .[/ |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
متجدد , مواعظ , باخرتنا , تبكينا , وتذكرنا |
| |