الإهداءات | |
21-04-2017, 10:28 PM | #64 |
| خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوى ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم - حفظه الله خطبتي الجمعة من المسجد النبوى الشريف بالمدينة المنورة بعنوان : احذر .. إضاعة الوقت والتي تحدَّث فيها عن الوقت وأهميته في حياة المسلمين؛ وذلك لاهتمام الشرع الحنيف بالوقت، وذكرَ العديد من الأعمال التي يمكن للمسلم أن يستغلَّ فيها وقتَه مع دخول موسم الصيف والأجازة. إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمابعــــــــــــد ... فاتقوا الله - عباد الله - حقَّ التقوى؛ فتقوى الله طريقُ الهدى، ومُخالفتُها سبيلُ الشقاء. أيها المسلمون: الوقت زمن الإعمار وتحقيق السعادة، أو الهدم والشقاء، ولشرفِه أقسمَ الله بأجزائِه بل أقسمَ بالزمن كلِّه ليله ونهاره، فقال: { وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى } [ الليل: 1، 2 وفي مُضِيِّ الليالي والأيام ذِكرى وعِظةٌ للمتقين، قال - جلَّ شأنُه -: { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا } [ الفرقان: 62 ]. ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - كانت حياتُه كلُّها لله { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الأنعام: 162 ]. واغتنَمَ الصحابةُ زمانَهم، وأخبرَ الله بشيءٍ من أعمالهم، فقال: { تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ } [ الفتح: 29 ]. ومن وصايا أبي بكرٍ لعُمر - رضي الله عنهما -: [ إن لله عملاً بالنهار لا يقبلُه بالليل، وعملاً بالليل لا يقبلُه بالنهار قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: [ ما ندِمتُ على شيءٍ ندَمي على يومٍ غرَبَت شمسُه ونقصَ فيه أجلي ولم يزدَد فيه عملي ] وكان السلفُ - رحمهم الله - يغتنِمُون لحظات أعمارِهم، فعمَروا زمانَهم بما يُرضِي ربَّهم، قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: [ أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منكم حِرصًا على دراهِمِكم ودنانيرِكم ] ( ولا تزولُ قدَمَا عبدٍ يوم القيامة حتى يُسألَ عن عُمره فيمَ أفناه ) رواه الترمذي. وطولُ العُمر مع صلاح العمل من مِنَن الله العِظام، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( خيرُ الناس من طالَ عُمره وحسُن عملُه ) رواه الترمذي. والأيام معدودةٌ إن ذهبَ يومٌ نقصَ عُمرُك، وذهابُ البعض أمارةٌ على ذهاب الكلِّ، والعبدُ من حين استقرَّت قدمُه في هذه الدار فهو مُسافرٌ فيها إلى ربِّه، والرابِحُ من العباد من اغتنَمَ زمانَه بما ينفعُه، والمغبونُ من فرَّط فيه، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( نعمتان مغبونٌ فيهما - أي: يُفرِّطُ فيهما - كثيرٌ من الناس: الصحةُ والفراغ ) رواه البخاري. قال ابن القيم - رحمه الله -: [ إضاعةُ الوقت أشدُّ من الموت؛ لأن إضاعةَ الوقت تقطعُ عن الله والدار الآخرة، والموتُ يقطعُك عن الدنيا وأهلها ] ومن أضاعَ وقتَه تحسَّر على كل لحظةٍ منه، ومن مضَى عليه يومٌ من عُمره من غير حقٍّ أدَّاه، ومن غير فرضٍ قضاه، أو علمٍ علِمَه فقد عقَّ يومَه وضيَّع عُمرَه. والحاذِقُ من يشغلُ وقتَه بما يُرضِي ربَّه، وإذا فرغَ من عملٍ قام بآخر، قال - سبحانه -: { فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ } [ الشرح: 7 ]. قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -: [ أي: إذا فرغتَ من أمور الدنيا وأشغالِها وقطعتَ علائِقَها فانصَب إلى العبادة وقُم إليها نشيطًا فارِغَ البال، وأخلِص لربِّك النيَّةَ والرَّغبةَ ] وأفضلُ عبادةٍ تُقامُ: إفرادُ الله بالتوحيد وأداءُ أركان الإسلام على التمام. ومن خير ما تُعمَرُ به الأوقات وتُرفعُ به الدرجات: حِفظُ كتاب الله العظيم، ومُراجعتُه وتدبُّره؛ فهو كنزٌ ثمينٌ وتجارةٌ رابِحةٌ، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( أفلا يغدُو أحدُكم إلى المسجد فيعلمُ - أو يقرأُ - آيتين من كتاب الله خيرٌ له من ناقتَين، وثلاثٌ خيرٌ له من ثلاث، وأربعٌ خيرٌ له من أربع، ومن أعدادهنَّ من الإبِل ) رواه مسلم. ومن نالَ حِفظَ كتاب الله شرُف، ومن تلاه عزَّ، ومن قرُب منه عظُم، ومنزلةُ العبد في الجنة عند آخر آيةٍ يُرتِّلُها منه، وفي زمن الفتن وانفِتاح أبواب الشُّبُهات والشهوات يكون الاعتِصامُ بكتاب الله ألزَم، والقُرب منه أوجَب. |
|
21-04-2017, 10:29 PM | #65 |
| والتزوُّد من العلم الشرعيِّ بحُضور مجالِسِ العلماء، وحفظِ الأحاديث النبوية ومُختصرَات العلوم الشرعية، رسوخٌ في العلم ورفعةٌ للمسلم، قال - سبحانه -: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [ المجادلة: 11 ]. قال الإمام مالكٌ - رحمه الله -: [ أفضلُ ما تُطوِّع به: العلمُ وتعليمُه ] وبالعلم تُشرِقُ سيرةُ المرء، ويبقَى ذِكرُه وإن فُقِد، والدعوةُ إلى هذا الدين ونشرُه بالحكمة سبيلُ المُرسلين والصالحين، { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } [ يوسف: 108 ]. وهو بابُ الخير والبركات، ( فلئن يهدِي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمر النَّعَم ) متفق عليه. وبرُّ الوالدَين طاعةٌ وسعادةٌ، والقُربُ منهما أُنسٌ وتوفيق، قال - سبحانه - عن عيسى - عليه السلام -: { وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا } [ مريم: 32 ]. قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -: [ من برَّ بوالدَيه كان مُتواضِعًا سعيدًا ] والابنُ الفطِنُ يسعَدُ بالإجازة لمزيدِ البرِّ لوالدَيه وإدخال السرور عليهما وصُحبتهما، ومما يُفرِحُهما استقامةُ ولدِهما على الدين، ومن برِّهما زيارةُ صديقِهما وإكرامُهما من بعدِهما، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( أبرُّ البرِّ أن يصِلَ الرجلُ وُدَّ أبيه ) رواه مسلم. وصِلةُ الرَّحِم تُرضِي الرحمن وتُطيلُ العُمر، وتزيدُ في المال، وتُبارِكُ في الوقت، وتُقرِّبُ ما بين النفوس، وتُظهِرُ مكارِم الأخلاق، وتُبدِي جميل المروءات، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( من أحبَّ أن يُبسطَ له في رزقِه ويُنسأَ له في أثَره فليصِل رحِمَه ) متفق عليه. وزيارةُ أهلِ العلم والصالحين تُهذِّبُ النفوس، وتسمُو بالروح، وتُعلِي الهِمَم، وتُصلِحُ الحال، وتُذكِّرُ بالآخرة، وينالُ بها الزائرُ معرفةً وعلمًا؛ فهم ورثةُ الأنبياء ودعاةُ الهُدى. والتنافُسُ في الخير والتقوى من صفات أهل الجنة، قال - سبحانه -: { وَفِي ذَلِكَ فَلْ يَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } [ المطففين: 26 ]. قال الحسنُ البصريُّ - رحمه الله -: [ إذا رأيتَ الناسَ في خيرٍ فنافِسهم فيه ] والصُّحبةُ الصالحةُ خيرُ مُعينٍ على العمل الصالح؛ تدفعُ إلى البرِّ، وتُغلِقُ أبوابَ الشرِّ، وتحُثُّ على الطاعة، والمُتحابُّون بجلال الله على منابِر من نورٍ يغبِطُهم النبيُّون والشهداء. ورفيقُ السوء يدعُو إلى الشرِّ ويصُدُّ عن الخير، صحبتُه حسرة، ورُفقتُه ندامة، قال - سبحانه -: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا } [ الفرقان: 27، 28 ]. قال ابن مسعودٍ - رضي الله عنه -: [ اعتبِر الرجلَ بمن يُصاحِب - أي: انظرُوا إلى رفقائِه لتعرِفوه -؛ فإنما يُصاحِبُ الرجلُ من هو مثلُه ] والتطلُّعُ إلى مواطِن الفتن وأسبابِها من المرئيَّات في القنوات وغيرِها تُورِثُ المرءَ نُكرانَ النِّعم، وتُورِدُ على القلب الظُّلَم. والإجازةُ مغنَمٌ لقُرب الأب من أبنائِه، يملأُ فراغَ قلوبهم، ويُهذِّبُ سلوكَهم، ويُقوِّمُ عِوَجَهم. وواجبُ الأبِ نحو أبنائِه عظيم، والأمُّ عليها من الواجِبِ مع بناتها مثلُ ذلك برعايتهنَّ وتعهُّدهنَّ بالنُّصح والتوجيه، وأمرِهنَّ بالحجاب والسِّتر والعفاف. قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: [ أدِّب ابنَك؛ فإنك مسؤولٌ عنه: ماذا أدَّبتَه وماذا علَّمتَه؟ وهو مسؤولٌ عن برِّك وطواعيتِه لك ] والأبناءُ يسعَدون بمُرافقة أبيهم وأُنسِهم به وانتِفاعهم بأخلاقِه، واكتِسابهم الصفات الحميدة منه. قال ابن عقيلٍ - رحمه الله -: [ العاقلُ يُعطِي للزوجة وللنفس حقَّهما، وإن خلا بأطفالِه خرجَ في صورة طفلٍ وهجَر الجِدَّ في بعض الوقت ] ومُكافأةُ الأبناءِ على الخير من حُسن الرعاية. قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله -: [ قال لي أبي: يا بني! اطلُب الحديث؛ فكلما سمعتَ حديثًا وحفِظتَه فلك درهَم، قال إبراهيم: فطلبتُ الحديثَ على هذا ] |
|
21-04-2017, 10:29 PM | #66 |
| وإعراضُ الأب عن أبنائِه وبُعده عنهم إهمالٌ لتنشِئَتهم، وفيه تيسيرُ وصول أهل السوء إليهم، فيجنِي من ذلك الأبُ الندامةَ والحسرةَ. والسفرُ المُباحُ بهم يُقرِّبُ ما بين الوالدَين والأبناء، ويسُدُّ ما بينهم من خلَل. والعمرةُ سفرُ عبادةٍ تحطُّ الأوزار وترفعُ الدرجات، وصلاةٌ في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سِواه، والسفرُ المُحرَّمُ إهدارٌ للمال، وعُرضةٌ للفتن، وسببُ كثيرٍ من الشُّبهات والشهوات، ويعودُ المرءُ من سفَره أسوأَ حالاً مما كان قبلَه. وفي الإجازة تُبنى أُسرٌ بالزواج، ومن شُكر تلك النعمة ودوامِها ألا يصحَبَ وليمتَها مُحرَّم، وأن يكون زواجًا لا معصيةَ فيه. والله باركَ لهذه الأمة في بُكورِها، وجعل الليل سكَنًا والنهار معاشًا، ومن هديِه - صلى الله عليه وسلم - النومُ أول الليل، والصلاةُ آخره. قال أبو بَرزةَ - رضي الله عنه -: [ كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكرَه النومَ قبل العشاء والحديثَ بعدها ] متفق عليه. وإذا كان السهرُ وسيلةً إلى التخلُّف عن صلاة الفجر مع الجماعة كان مُحرَّمًا. والمسلمُ يُراقِبُ ربَّه في أحوالِه وأزمانِه، ويُوقِنُ بأن الله يرَى أفعالَه ويسمعُ كلامَه، ويعلمُ ما يُكِنُّ فؤادُه، قال - سبحانه -: { وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ } [ يونس: 61 ]. وأفضلُ الإيمان: أن تعلمَ أن الله معك، ومن وصايا النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( اتقِ الله حيثُما كنت ) رواه الترمذي. والله يغارُ إذا انتُهِكَت حدودُه في سفرٍ أو حضرٍ، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( إن الله يغارُ، وغيرةُ الله أن يأتيَ المرءُ ما حرَّم الله ) متفق عليه. وبعدُ أيها المسلمون: فالمؤمنُ يبتعِدُ عن الخطيئات، ويتزوَّدُ من الصالِحات، ويغتنِمُ أوقاتَه فيما شرعَه الله، ولئن كان العملُ مجهدةً فإن الفراغَ مفسدةٌ، ونفسُك إن لم تشغَلها بالحقِّ شغلَتك بالباطل، والمرءُ مُمتحَنٌ في رخائِه وسرَّائِه، وعافيتِه وبلائِه، في حلِّه وترحالِه. والمُوفَّقُ من جعل التقوى مطيَّتَه وسارَعَ إلى جنَّة ربِّه. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيد } [ فصلت: 46 ]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، أقول ما تسمَعون، وأستغفرُ الله لي ولكم ولجميع المُسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله على إحسانه، والشكرُ له على توفيقِهِ وامتِنانِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنِه، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابِه، وسلَّم تسليمًا مزيدًا. أمابعــــــــــــــــد... أيها المسلمون: أمدُ الدنيا قصير، ومتاعُها زائلٌ حقير، فلا تتعلَّق منها إلا بما يقضِي به الغريبُ حاجتَه في غير موطنِه، ولا تشتغِل فيها إلا بما يشتغِلُ به المُسافِرُ الذي أعدَّ العُدَّة للرجوع إلى أهلِه. والمؤمنُ بين مخافتَين: بين ذنبٍ قد مضَى لا يدرِي ما الله صانعٌ فيه، وبين أجلٍ قد دنَا لا يعلمُ ما هو صائِرٌ إليه. والعاقلُ يتعبَّدُ ربَّه في أزمانِ فراغِه، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم – يُكثِرُ الصيامَ في شعبان، ولم يصِحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم في شعبان سِوى الصيام، فلا فضلَ لليلةِ النصفِ منه ولا لغيرِها من الليالي فيه. والأعمالُ لا تُقبَل إلا بما صحَّ به الشرعُ. ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: { إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا } [ الأحزاب: 56 ] اللهم صلِّ وسلِّم وزِد وبارِك على نبيِّنا محمدٍ، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين الذين قضَوا بالحقِّ وبه كانوا يعدِلون: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر الصحابةِ أجمعين، وعنَّا معهم بجُودِك وكرمِك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مُطمئنًّا رخاءً وسائر بلاد المسلمين. اللهم إنا نسألُك التوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة، اللهم ألهِمنا الصوابَ، ووفِّقنا للحق وجنِّبنا الفتنَ، واجعلنا من خُلَّص عبادِك ومن أوليائِك يا ذا الجلال والإكرام. |
|
21-04-2017, 10:31 PM | #67 |
| خُطَبّتي الجمعة من المسجد النبوي ألقى فضيلة الشيخ الدكتور / علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله خطبتي الجمعة من المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة بعنوان: إغتنام العمر في الطاعات والتي تحدَّث فيها عن الواجب على كل مسلم من اغتنام حياته في الأعمال الصالحة، والبُعد عن المُحرَّمات، وذكر الأدلة الكثيرة من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، مُنبِّهًا على الاهتمام بشباب الأمة خاصَّةً بدفعهم إلى الخيرات، وصرفِهم عن المُلهِيات وما يضُرُّ بدينِهم ودُنياهم. الحمد لله الذي خلق كلَّ شيءٍ فقدَّرَه تقديرًا { يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ } [ الزمر: 5 ] أحمد ربي وأشكره، وأتوبُ إليه وأستغفِرُه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحدُ القهَّار، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُصطفى المُختار، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المُتقين الأبرار. أما بعـــــد ... فاتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقَى؛ فمن اتَّقَى اللهَ وقاهُ الشُّرورَ والمُهلِكات، وعافاه من خِزيِ العُقوبات، وفازَ في أُخراه برِضوان ربِّه والجنات. عباد الله: إن ربَّكم - عز وجل - قد جعل هذه الدارَ الدنيا دارَ عمل، لكلٍّ فيها أجل، وجعلَ الآخرةَ دارَ جزاء على ما كان في هذه الدارِ من الأعمال؛ إن خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ، قال الله تعالى: { وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } [ النجم: 31 ] وقال تعالى: { إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } [ الكهف: 7 ]. وقد أعانَ الله الناسَ على ما خُلِقُوا له من العبادة بما سخَّرَ لهم من مخلوقاتِه، وما آتاهم من الأسباب قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [ لقمان: 20 ] وقال تعالى: { اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [ الجاثية: 12، 13 ] وقال - عز وجل -: { وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم: 32- 34 ]. وإذا تفكَّرَ الإنسانُ واعتبَر، وعلِمَ ما منَّ الله به عليه من عطاياه وهِباته، وما خصَّه الله به من الصِّفات والسَّجايا، والتمكُّن من عمل الخيرات وترك المُحرَّمات، وعلِمَ أن الدارَ الآخرة هي دارُ الأبَد؛ إما نعيمٌ مُقيمٌ، وإما عذابٌ أليمٌ. إذا علِمَ الإنسانُ ذلك حفِظَ وقتَه، وحرِصَ عليه، وعمَرَ زمنَ حياته بكل عملٍ صالحٍ، وأصلَحَ دُنياه بالشَّرع الحَنيف؛ لتكون دُنياه خيرًا له ولعقِبِه، ولتكون حسنةَ العاقِبَة. فلا خيرَ في دُنيا امرئٍ لا يحكُمُها الدينُ القيِّمُ، ولا بركةَ في حياةٍ دُنيويَّةٍ لا يُهيمِنُ عليها دينُ الله - عز وجل -، قال الله تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [ الإسراء: 18- 20 ] وقال تعالى: { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } [ التوبة: 55 ] وقال تعالى: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ } [ الأعراف: 32 ]. وهل تشُكُّ - أيها العاقِلُ - أن الحياةَ الدنيا متاعٌ زائِل، ونعيمٌ حائِل؟! إن كنتَ في غفلةٍ من هذا، فاعتبِر بمن مضَى، ففي ذلك عِبرةٌ لأُولِي النُّهَى. وإذ قد تبيَّن لك - أيها المُكلَّف - قولُ الله تعالى: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [ الأعلى: 16، 17 ]. فاعمَل للآخرة التي تبقَى، واجتهِد لتفوزَ بالنعيم الذي لا يحُولُ ولا يزُولُ، ولتنجُوَ من نارٍ حرُّها شديد، وقعرُها بعيد، وطعامُ أهلها الزقُّوم، وشرابُهُم الحميمُ والصَّديد، قال الله تعالى: { فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [ الحج: 19- 22 ]. وعن أنسٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( يُؤتَى بأنعَم أهل الدنيا من أهل النار فيُصبَغُ في النار صبغَةً، ثم يُقال له: يا ابنَ آدم ! هل رأيتَ خيرًا قط ؟ هل مرَّ بك من نعيمٍ قط ؟ فيقول: لا والله يا ربِّ، ما رأيتُ نعيمًا قط، ويُؤتَى بأشدِّ الناس بُؤسًا من أهل الجنة، فيُصبَغُ صبغةً في الجنة، فيُقال له: يا ابنَ آدم! هل رأيتَ بُؤسًا قط ؟ هل مرَّ بك من شدَّةٍ قط ؟ فيقول: لا والله يا ربِّ، ما مرَّ بي بُؤسٌ قط، ولا رأيتُ شدَّةً قط ) رواه مسلم. عباد الله: إنه لا يُنالُ ما عند الله من الخير إلا بطاعتِه، ألا إن سِلعةَ الله غالية، ألا إن سِلعَةَ الله هي الجنة. ومُدَّةُ عُمر المُكلَّف هي التجارة التي يُفلِحُ فيها إن وظَّفَها في الخيرات، أو يشقَى فيها إن ضيَّعَها في اللَّهوِ والمُحرَّمات. وأولَى الناس بالحياة الطيبة والحياة النافعة المُبارَكة: من اقتدَى بهدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياتِه؛ فهديُ نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أكملُ هديٍ، |
|
21-04-2017, 10:31 PM | #68 |
| كما قال - عليه الصلاة والسلام - في خُطَبه: ( إن أحسنَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم ، وشرَّ الأمور مُحدثاتُها، وكلَّ بِدعةٍ ضلالةٌ ) رواه مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه -. فمن اقتدَى بهدي سيِّدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته؛ فقد حازَ الخيرَ كلَّه، وفازَ بجنَّات النعيم، ومن فاتَه هديُه فقد فاتَه الخيرُ كلُّه، ومن فاتَه بعضُ هديِه - عليه الصلاة والسلام – فقد فاتَه من الخير بقدرِ ما فاتَه من هديِه - صلى الله عليه وسلم -. قال بعضُ الصحابة - رضي الله عنهم -: [ كنا نُعلِّمُ أولادَنا سيرةَ النبي - صلى الله عليه وسلم - كما نُعلِّمُهم القرآنَ الكريمَ ] وقصدُهم بذلك: الاقتِداءُ به - عليه الصلاة والسلام -، وقد تمَّ لهم ما أرادُوا؛ فكانوا خيرَ أمةٍ أُخرِجَت للناس. ولو اختبَرَ كلُّ مُسلمٍ نفسَه في العمل بسُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – والعمل بهديِه في العبادة، والمُعامَلة، والإخلاص، ونُصرة الدين، واستِقامة أحوالِه كلِّها؛ لعلِمَ ما قصَّرَ فيه من العمل، ولاستدرَكَ ما فاتَه مما يقدِرُ عليه بمعُونَة الله تعالى، ولاستقامَت أمورُه على الصراط المُستقيم. وليحذَر المُسلمُ من تضييعِ عُمره في الغفلَة، وفي الإعراض عن العلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ، والاشتِغال بما لا يُفيد ولا ينفعُ في دينٍ ولا دُنيا، ولا سيَّما الشباب الذين هم بأشدِّ الحاجةِ إلى كل ما يحفَظُ دينَهم وأخلاقَهم وبراءَتَهم، ويحفَظُ مُستقبَلَ حياتِهم وسعادتِهم. فكلُّ مرحلةٍ من مراحلِ حياةِ الإنسان تتأثَّرُ بما قبلَها، وأضرُّ شيءٍ على المُسلم وعلى الشباب خاصَّةً: تتبُّعُ المواقعِ الضَّارَّة في الإنترنت التي تهدُمُ الأخلاقَ الإسلامية، والتأثُّر بذلك، وقراءةُ كتب الإلحاد والفساد، وصُحبة الأشرار أصحاب الشهوات والمُوبِقات، وقضاءُ الأوقات مع مُسلسلات الفضائيَّات التي تصدُّ عن الخير، وتُزيِّنُ الشرَّ والمُحرَّمات. ومن العادات الضارَّة: تعوُّدُ السهر وعدم النوم ليلاً والنوم نهارًا؛ فهذه العادةُ الضارَّة تُغيِّرُ طِباعَ من اعتادَها، وتكونُ مع فراغ الوقتِ كثيرًا، ومن ألِفَ هذه الطريقة قلَّ إنتاجُه، وتعثَّرَ في دراستِه، وكثيرًا ما ينقطِعُ الشبابُ في الدراسةِ بهذه الطريقة، ويعترِي صاحبَها أمراضٌ بدنيَّةٌ ونفسيَّةٌ، وتسُوءُ أخلاقُ المُستمرِئين لها، ويقِلُّ صبرُهم وتحمُّلُهم، ويظهرُ الخللُ في أداءِ وظائِفِهم، ويقوَى تسلُّطُ الشياطين عليهم؛ لأن الشيطانَ ينالُ من الإنسان في الليل ما لا يقدِرُ عليه في النهار. ونومُ النهار بدلاً من الليل يُضيِّعُ العُمر والمصالِح، وقد يجُرُّ السهرُ إلى المُخدِّرات والانحِراف الخُلُقيِّ. وقضايا الشباب كثيرةٌ جدًّا، ودواؤُها في التمسُّك بهديِ سيِّدنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وعلى الوالدَيْن والمُدرِّسين وأُولِي العقول من المُجتمَع أن يكونوا قُدوةً صالحةً للشباب - ولا سيَّما الصغار – فإنهم لا يتمكَّنُون إلا بالاقتِداء بما يرَون، ولا قُدرةَ لهم في المُوازنَة والاطِّلاع على سِيَر الصالحين. ومُعاونةُ كل أحدٍ على الاستِقامة مما أمرَ الله به وحثَّ عليه رسولُه - صلى الله عليه وسلم -، قال - عليه الصلاة والسلام -: ( مثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم كمَثَل الجسَد الواحد إذا اشتكَى منه عضوٌ تداعَى له سائرُ الجسَد بالسَّهَر والحُمَّى ) قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } [ آل عمران: 102، 103 ]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعَنا بهدي سيِّد المُرسَلين وقولِه القَوِيم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفِروه إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله العليِّ العظيم، يهدِي من يشاءُ إلى صراطٍ مُستقيم، لربِّنا النعمةُ والفضلُ وله الثَّناءُ الحسن، يغفرُ لمن يشاءُ، ويُعذِّبُ من يشاء، ويتوبُ على من يشاءُ، وهو الغفورُ الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيزُ الحكيم، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المبعوثُ رحمةً للعالمين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه المتقين |
|
21-04-2017, 10:32 PM | #69 |
| أما بعــــــد ... فاتقوا الله في السرِّ والعلانية، يُصلِح لكم الأعمال، ويُحسِن لكم العاقبَة والمآل. أيها المسلمون: اذكُروا نِعَمَ الله عليكم ما ظهرَ منها وما بطَن، وقُوموا بشُكرِها بما تقدِرون عليه من الفرائضِ والمُستحبَّات؛ فما شُكِرَ الله إلا بطاعتِه وترك معصيتِه. وأنتم - معشر المُسلمين أمة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم – جعلَ الله عافيتَكم في أوِّلكم بتمسُّك الأولين بالسُّنَّة، وسيُصيبُ آخرَ الأمةِ بلاءٌ بما كسبَت أيدي الناس. وقد أرشدَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاة من البِدَع والمُحرَّمات، والفوز بالدرجات، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( أُوصِيكم بتقوى الله، والسمعِ والطاعةِ وإن تأمَّرَ عليكم عبدٌ، فإنه من يعِش منكم فسيرَى اختِلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين، عضُّوا عليها بالنواجِذ، وإياكم ومُحدثات الأمور؛ فإن كلَّ بدعةٍ ضلالة ) رواه الترمذي من حديث العِرباض بن سارِية - رضي الله عنه -. وفي الحديث: ( المُتمسِّكُ بسُنَّتي عند فساد أمَّتي له أجرُ خمسين قالوا: يا رسول الله ! منهم أو منَّا ؟ قال: بل منكم ) عباد الله: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } [ الأحزاب: 56 ] وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ( من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا ) فصلُّوا وسلِّموا على سيدِ الأولين والآخرين وإمام المُرسلين، اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا. اللهم وارضَ عن الصَّحابةِ أجمعين وعن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أحسِن عاقِبتنا في الأمور كلِّها، وأجِرنا من خِزي الدنيا وعذاب الآخرة. اللهم أرِنا الحقَّ وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتِنابَه يا رب العالمين. اللهم إنا نعوذُ بك من سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن درَك الشقاء، ومن جهد البلاء. اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً، { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [ البقرة: 201 ]. اللهم إنا نسألُك أن تُوفِّقَنا لما تحبُّ وترضى، اللهم وأحسِن عاقِبتنا في الأمور كلِّها يا رب العالمين. اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين. اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، اللهم فرِّج همَّ المهمومين من المسلمين، واقضِ الدَّين عن المَدينين من المُسلمين، اللهم واشفِ مرضانا، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين يا رب العالمين. اللهم أعِذنا من شُرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، وأعِذنا من شرِّ كل ذي شرٍّ يا رب العالمين، اللهم أعِذنا وذريَّاتنا من إبليس وذريَّته وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، اللهم وأعِذ المسلمين وذريَّاتهم من إبليس وشياطينه يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم إنا نتوجَّهُ إليك يا رب العالمين بأسمائِك وصِفاتِك أن تُصلِح حالَ المسلمين، اللهم وألِّف بين قلوبِهم، اللهم وألِّف بين قلوبِهم، واجمعهم على الحقِّ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير. اللهم إنا نسألُك أن تحفَظ بلادَنا من كل شرٍّ ومكروه، وأن تحفَظ بلاد المسلمين. اللهم اكسُ عارِيَ المسلمين، اللهم أطعِم جائِعَهم، اللهم أمِّن خائِفَهم يا رب العالمين، اللهم احفَظ أعراضَ المسلمين ودماءَهم وأموالَهم، واحفَظ لهم دينَهم يا رب العالمين. اللهم استُر عوراتنا، وآمِن روعاتنا. اللهم وفِّق خادمَ الحرمين الشريفين لما تحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعَل عملَه في رِضاك يا رب العالمين، اللهم انصُر به دينَك، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضى، ولما فيه الخيرُ يا رب العالمين للإسلام والمُسلمين. اللهم يا ذا الجلال والإكرام أسألُك أن تتوبَ علينا، اللهم تُب علينا وعلى المسلمين، اللهم فقِّهنا والمسلمين في دينِك يا رب العالمين. عباد الله: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } [ النحل: 90، 91 ]. واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِه يزِدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون. |
|
21-04-2017, 10:34 PM | #70 |
| صباح الجمعه صباح كله ارتواء .. وذكرلله يلج إلى باب السماء .. به ينجلي كل همٍ وحزنٍ وشقاء.. ومع كل نسمة فيه عبق وضياء.. ما أجمل صباح أحب الأيام إلى خالقنا حين يشرق علينا ..تظللنا فيه دعوات طيبة من قلوب محبة في الله اللهم ارزقنا فيه . . حلاوة طاعتك ، وأنشر علينا نسائم مغفرتك ، ولذة الشكر ، وصفاء القلب ، وتجنب الزلل ، وبلوغ الأمل ''''''' . روح الانسان مثل الزهور... كلما ذكر الله أزهر وانشرح صدره... وكلما غفل عن ذكر الله ذبل وانقبض صدره... اللهم اجعلنا من الذاكرين ولك من الشاكرين '''''' آحترآمك للنآس شيَء أسآسيَ لكي تكسَب قلوَبهمَ فرَبمآ تأتيَك دعوَة منَ قلبَ أحدهَم لآ ترَد ، فكنَ جمَيل آلخلق تهوآك آلقلوب .. '''''' نختار لأنفسنا الأفضل بعلمنا والله سبحانه يختار لنا الأصلح بحكمته .. ولو استوعبنا ذلك لعشنا سعداء لايكدر صفو حياتنا جري الأقدار ! ولو يدرك الإنسان كيف يدبرالله له الأمور لظل ساجدا له كل عمره... ''''''' صفاء قلب المرء على أخيه عبادة غالية ، وهي من أبرز صفات أهل الجنة، وما أحوجنا إليها !! (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) '''' صفاء قلب المرء على أخيه عبادة غالية ، وهي من أبرز صفات أهل الجنة، وما أحوجنا إليها !! (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ) ''''' قيل للنبي يوسف عليه السلام وهو في السجن : " إنا نراك من المحسنين " . وقيل له وهو على خزائن مصر : " إنا نراك من المحسنين " . * المعدن الطيب لا تغيره الأحوال والمناصب . |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
, ~ , متجدد , المباركة , يلعب , جمعتنا , يِوْمِ , نلتقي , كل |
|
|
كاتب الموضوع | مبارك آل ضرمان | مشاركات | 110 | المشاهدات | 933 | | | | انشر الموضوع |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
على الحبّ نلتقي | عزوف | (همســـــات الحوار والنقاش الجاد) | 2 | 12-05-2014 07:46 PM |