07-10-2016, 09:33 AM | #29 |
| المؤنسة لمجنون ليلى : تَـذَكَّــرتُ لَـيـلـى وَالسِـنـيـنَ الخَـوالِـيـا وَأَيّـامَ لا نَخشـى عَـلـى اللَـهـوِ ناهِـيـا وَيَـــومٍ كَـظِــلِّ الـرُمــحِ قَـصَّــرتُ ظِـلَّــهُ بِلَيـلـى فَلَـهّـانـي وَمـــا كُـنــتُ لاهِـيــا بِثَمديـنَ لاحَـت نــارُ لَيـلـى وَصُحبَـتـي بِـذاتِ الغَضـا تُزجـي المَطِـيَّ النَواجِـيـا فَـقـالَ بَصـيـرُ الـقَـومِ أَلـمَـحـتُ كَـوكَـبـاً بَــدا فــي سَــوادِ اللَـيـلِ فَــرداً يَمانِـيـا فَقُـلـتُ لَــهُ بَــل نـــارُ لَـيـلـى تَـوَقَّــدَت بِعَلـيـا تَـسـامـى ضَـوءُهــا فَـبَــدا لِـيــا فَلَيـتَ رِكـابَ القَـومِ لَـم تَقـطَـعِ الغَـضـا وَلَيـتَ الغَـضـا مـاشـى الـرِكـابَ لَيالِـيـا فَيـا لَيـلَ كَـم مِـن حاجَـةٍ لــي مُهِـمَّـةٍ إِذا جِئـتُـكُـم بِالـلَـيـلِ لَـــم أَدرِ مـاهِـيــا خَـلـيـلَــيَّ إِن تَـبـكِـيـانِــيَ أَلــتَــمِــس خَلـيـلاً إِذا أَنـزَفـتُ دَمـعـي بَـكـى لِـيــا فَــمــا أُشــــرِفُ الأَيــفــاعَ إِلا صَـبـابَــةً وَلا أُنــشِـــدُ الأَشـــعـــارَ إِلا تَـــداوِيـــا وَقَــد يَجـمَـعُ الـلَـهُ الشَتيتَـيـنِ بَـعـدَمـا يَـظُـنّــانِ كُــــلَّ الــظَــنِّ أَن لا تَـلاقِـيــا لَـحــى الـلَــهُ أَقـوامــاً يَـقـولـونَ إِنَّــنــا وَجَـدنـا طَــوالَ الـدَهـرِ لِلـحُـبِّ شافِـيـا وَعَـهـدي بِلَيـلـى وَهـــيَ ذاتُ مُـؤَصِّــدٍ تَـــرُدُّ عَـلَـيـنـا بِـالـعَـشِـيِّ الـمَـواشِـيـا فَشَـبَّ بَنـو لَيـلـى وَشَــبَّ بَـنـو ابنِـهـا وَأَعـلاقُ لَيلـى فـي فُـؤادي كَمـا هِـيـا إِذا مـــا جَلَـسـنـا مَجـلِـسـاً نَـسـتَـلِـذُّهُ تَـواشَــوا بِـنــا حَـتّــى أَمَــــلَّ مَـكـانِـيـا سَقـى اللَـهُ جــاراتٍ لِلَيـلـى تَبـاعَـدَت بِهِـنَّ النَـوى حَـيـثُ احتَلَـلـنَ المَطالِـيـا وَلَـم يُنسِنـي لَيلـى افتِـقـارٌ وَلا غِـنـىً وَلا تَـوبَـةٌ حَـتّـى احتَضَـنـتُ الـسَـوارِيـا وَلا نِـســوَةٌ صَـبِّـغـنَ كَــبــداءَ جَـلـعَــداً لِتُـشـبِـهَ لَـيـلـى ثُـــمَّ عَـرَّضـنَـهـا لِــيــا خَلـيـلَـيَّ لا وَالـلَــهِ لا أَمــلِــكُ الَّــــذي قَضى اللَهُ في لَيلى وَلا ما قَضـى لِيـا قَـضـاهـا لِـغَـيـري وَابـتَـلانــي بِـحُـبِّـهـا فَـهَـلا بِـشَـيءٍ غَـيــرِ لَـيـلـى ابتَـلانِـيـا وَخَـبَّـرتُـمـانــي أَنَّ تَــيــمــاءَ مَـــنــــزِلٌ لِلَيلى إِذا مـا الصَيـفُ أَلقـى المَراسِيـا فَهَذي شُهورُ الصَيـفِ عَنّـا قَـدِ انقَضَـت فَـمـا لِلـنَـوى تَـرمـي بِلَيـلـى المَرامِـيـا فَــــلَـــــو أَنَّ واشٍ بِــالــيَــمــامَــةِ دارُهُ وَداري بِأَعلـى حَضرَمَـوتَ اهـتَـدى لِـيـا وَمــاذا لَـهُـم لا أَحـسَـنَ الـلَـهُ حالُـهُـم مِـنَ الحَـظِّ فـي تَصريـمِ لَيـلـى حَبالِـيـا وَقَـد كُنـتُ أَعلـو حُـبَّ لَيلـى فَلَـم يَـزَل بِــيَ النَـقـضُ وَالإِبــرامُ حَـتّـى عَلانِـيـا فَيـا رَبِّ سَــوّي الـحُـبَّ بَيـنـي وَبَينَـهـا يَــكــونُ كَـفــافــاً لا عَــلَـــيَّ وَلا لِــيـــا فَمـا طَلَـعَ النَـجـمُ الَّــذي يُهـتَـدى بِــهِ وَلا الـصُـبـحُ إِلا هَـيَّـجــا ذِكــرَهــا لِــيــا وَلا سُمِّيَـت عِنـدي لَـهـا مِــن سَمِـيَّـةٍ مِــنَ الـنـاسِ إِلا بَـــلَّ دَمـعــي رِدائِـيــا وَلا هَـبَّــتِ الـريــحُ الـجُـنـوبُ لأرضِــهــا مِـــنَ الـلَـيـلِ إِلا بِـــتُّ لِـلـريـحِ حـانِـيــا فَــإِن تَمنَـعـوا لَيـلـى وَتَحـمـوا بِـلادَهـا عَـلَـيَّ فَـلَـن تَحـمـوا عَـلَــيَّ القَـوافِـيـا فَـأَشـهَـدُ عِـنــدَ الـلَــهِ أَنّــــي أُحِـبُّـهــا فَـهَـذا لَـهـا عِـنـدي فَـمـا عِنـدَهـا لِـيــا قَضـى الـلَـهُ بِالمَـعـروفِ مِنـهـا لِغَيـرِنـا وَبِالشَـوقِ مِـنّـي وَالـغَـرامِ قَـضـى لَـيـا وَإِنَّ الَّــــذي أَمَّــلــتُ يـــــا أُمَّ مــالِـــكٍ أَشـــابَ فُـوَيــدي وَاسـتَـهـامَ فُــؤادَيــا أَعُــــدُّ الـلَـيـالـي لَـيـلَــةً بَــعــدَ لَـيـلَــةٍ وَقَــد عِـشـتُ دَهــراً لا أَعُـــدُّ اللَيـالِـيـا وَأَخــرُجُ مِـــن بَـيــنِ الـبُـيـوتِ لَعَـلَّـنـي أُحَــدِّثُ عَـنـكِ النَـفـسَ بِاللَـيـلِ خـالِـيـا أَرانـــي إِذا صَـلَّـيـتُ يَـمَّـمـتُ نَـحـوَهــا بِوَجـهـي وَإِن كــانَ المُـصَـلّـى وَرائِـيــا وَمـــا بِـــيَ إِشــــراكٌ وَلَــكِــنَّ حُـبَّـهــا وَعُظـمَ الجَـوى أَعيـا الطَبيـبَ المُداوِيـا أُحِـبُّ مِـنَ الأَسمـاءِ مـا وافَـقَ اسمَهـا أَوَ أِشـبَـهَــهُ أَو كــــانَ مِــنــهُ مُـدانِـيــا خَليلَـيَّ لَيـلـى أَكـبَـرُ الـحـاجِ وَالمُـنـى فَمَـن لـي بِلَيلـى أَو فَمَـن ذا لَـهـا بِـيـا لَعَمـري لَقَـد أَبكَيتِنـي يــا حَمـامَـةَ الـ عَـقـيـقِ وَأَبـكَـيـتِ الـعُـيــونَ الـبَـواكِـيـا خَليلَـيَّ مـا أَرجـو مِـنَ العَـيـشِ بَعـدَمـا أَرى حاجَتـي تُشـرى وَلا تُشتَـرى لِـيـا وَتُـجــرِمُ لَـيـلـى ثُـــمَّ تَــزعُــمُ أَنَّــنــي سَلوتُ وَلا يَخفى عَلى النـاسِ مـا بِيـا فَــلَــم أَرَ مِثـلَـيـنـا خَـلـيـلَــي صَـبــابَــةٍ أَشَــدَّ عَـلـى رَغــمِ الأَعــادي تَصـافِـيـا خَـلـيـلانِ لا نَـرجــو الـلِـقـاءَ وَلا نَــــرى خَـلـيـلَــيــنِ إِلا يَـــرجُــــوانِ تَــلاقِـــيـــا وَإِنّـي لأَستَحيِيـكِ أَن تَعرِضـي المُنـى بِوَصلِكِ أَو أَن تَعرِضي فـي المُنـى لِيـا يَـقــولُ أُنـــاسٌ عَـــلَّ مَـجـنـونَ عـامِــرٍ يَــرومُ سُـلـوّاً قُـلــتُ أَنّـــى لِـمــا بِـيــا بِــيَ الـيَـأسُ أَو داءُ الـهُـيـامِ أَصـابَـنـي فَـإِيّـاكَ عَـنّـي لا يَـكُــن بِـــكَ مـــا بِـيــا إِذا مـا استَـطـالَ الـدَهـرُ يــا أُمَّ مـالِـكٍ فَـشَــأنُ المَـنـايـا القـاضِـيـاتِ وَشـانِـيـا إِذا اكتَحَلَـت عَيـنـي بِعَيـنِـكِ لَــم تَــزَل بِـخَـيـرٍ وَجَـلَّــت غَـمــرَةً عَـــن فُـؤادِيــا فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي وَأَنـتِ الَّـتـي إِن شِـئـتِ أَنعَـمـتِ بالِـيـا وَأَنـتِ الَّتـي مـا مِـن صَديـقٍ وَلا عِـدىً يَــرى نِـضـوَ مــا أَبقَـيـتِ إِلا رَثــى لِـيــا أَمَـضـروبَـةٌ لَـيـلـى عَـلــى أَن أَزورَهـــا وَمُـتَّــخَــذٌ ذَنـــبـــاً لَـــهـــا أَن تَــرانِــيــا إِذا سِـرتُ فـي الأَرضِ الفَضـاءِ رَأَيتُنـي أُصـانِــعُ رَحــلــي أَن يَـمـيــلَ حِـيـالِـيـا يَمـيـنـاً إِذا كـانَــت يَـمـيـنـاً وَإِن تَــكُــن شِمـالاً يُنازِعنـي الهَـوى عَـن شِمالِيـا وَإِنّـي لأَستَغشـي وَمــا بِــيَ نَعـسَـة ٌلَـعَــلَّ خَـيــالاً مِـنــكِ يَـلـقـى خَـيـالِـيـا هِــيَ السِـحـرُ إِلا أَنَّ لِلـسِـحـرِ رُقـيَــةً وَأَنِّــيَ لا أُلـفــي لَـهــا الـدَهــرَ راقَـيــا إِذا نَــحــنُ أَدلَـجـنــا وَأَنـــــتِ أَمـامَــنــا كَــفــى لِمَـطـايـانـا بِــذِكــراكِ هــادِيــا ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَـت لَـهـا وَهَــجٌ مُسـتَـضـرَمٌ فـــي فُـؤادِيــا أَلا أَيُّـهــا الـرَكــبُ اليَـمـانـونَ عَــرِّجــوا عَلَيـنـا فَـقَـد أَمـســى هَـوانــا يَمـانِـيـا أُسائِلُـكُـم هَــل ســالَ نَعـمـانُ بَعـدَنـا وَحُـــبَّ إِلَـيـنـا بَـطــنُ نَـعـمــانَ وادِيــــا أَلا يـا حَمامَـي بَـطـنِ نَعـمـانَ هِجتُـمـا عَـلَــيَّ الـهَــوى لَـمّــا تَغَنَّـيـتُـمـا لِــيــا وَأَبكَيتُمانـي وَسـطَ صَحبـي وَلَـم أَكُـن أُبالـي دُمـوعَ العَـيـنِ لَــو كُـنـتُ خالِـيـا وَيـــــا أَيُّــهـــا الـقُـمـرِيَّـتــانِ تَــجــاوَبــا بلَحنَـيـكُـمـا ثُــــمَّ اسـجَـعــا عَـلَّـلانِـيــا فَـــإِن أَنـتُـمـا استطَربـتُـمـا أَو أَرَدتُـمــا لَـحـاقـاً بِـأَطــلالِ الـغَـضــى فاتبَـعـانِـيـا أَلا لَـيـتَ شِـعـري مــا لِلَيـلـى وَمـالِـيـا وَمــا لِلصِـبـا مِــن بَـعـدِ شَـيـبٍ عَلانِـيـا أَلا أَيُّـهــا الـواشــي بِلَـيـلـى أَلا تَـــرى إِلى مَن تَشيهـا أَو بِمَـن جِئـتُ واشِيـا لَـئِـن ظَـعَــنَ الأَحـبــابُ يـــا أُمَّ مـالِــكٍ فَمـا ظَعَـنَ الحُـبُّ الَّــذي فــي فُـؤادِيـا فَيـا رَبِّ إِذ صَيَّـرتَ لَيلـى هِـيَ المُـنـى فَـزِنّــي بِعَينَـيـهـا كَــمــا زِنـتَـهــا لِــيــا وَإِلا فَـبَـغِّـضــهــا إِلَــــــــيَّ وَأَهــلَـــهـــا فَـإِنّـي بِلَيـلـى قَـــد لَـقـيـتُ الـدَواهِـيـا عَلـى مِثـلِ لَيلـى يَقتُـلُ المَـرءُ نَفسَـهُ وَإِن كُنتُ مِن لَيلى عَلى اليَأسِ طاوِيـا خَـلـيـلَـيَّ إِن ضَــنّــوا بِـلَـيـلـى فَـقَـرِّبــا لِـيَ النَعـشَ وَالأَكفـانَ وَاستَغـفِـرا لِـيـا وإن مـــتُّ مـــن داءِ الصَّـبَـابـةِ فـأبْـلِـغَـا شبيْهَةَ ضـوْءِ الشّمْـسِ منِّـي سَلامِيَـا |
|
07-10-2016, 09:35 AM | #30 |
| مالِي وَقَفتُ عَلى القُبورِ مُسَلِّماً قَبـرَ الحَبيـبِ فَـلَـم يَــرُدَّ جَـوابـي أَحَبـيـبُ مـالَــكَ لا تَـــرُدُّ جَـوابَـنـا أَنَسـيـتَ بَـعـدي خِـلَّـةَ الأَحـبـابِ قالَ الحَبيبُ وَكَيفَ لِي بِجَوابِكُـم وَأَنـــا رَهـيــنُ جَــنــادِلٍ وَتُــــرابِ أَكَلَ التُرابُ مَحاسِني فَنَسيتُكُـم وَحُجِبتُ عَن أَهلي وَعَن أَترابـي فَعَلَيكُـمُ مِنّـي السَـلامَ تَقَطَّعَـت مِـنّـي وَمِـنـكُـم خِـلَّــةَ الأَحـبــابِ علي بن أبي طالب كرم الله وجهه . |
|
07-10-2016, 09:35 AM | #31 |
| كأنْ لم يكن بينَ الحَجُون إلى الصّفا أنـيـسٌ ولــم يسـمُـرْ بمـكّـةَ سـامـرُ ولــــم يَـتَـربَّــعْ واســطــاً فَـجـنـوبَــه إلى المُنْحَنَى من ذي الأراكة حاضرُ بَـلَــى نـحــنُ كـنّــا أهـلَـهـا فـأبـادنـا صــروفُ اللَّيـالـي والـجـدود الـعـواثـرُ وأبـدلَـنَــا ربّــــي بــهـــا دارَ غُــرْبـــةٍ بهـا الذئـبُ يعـوِي والعـدوُّ المخـامـرُ أقــولُ إذا نــام الـخَـلِـيُّ ولـــم أَنَـــمْ أذَا العَـرْشِ لا يَبْعَـدْ سُهـيـلٌ وعـامـرُ قـدِ أبدِلْـتُ منهـمْ أوجُـهـاً لا أريـدُهـا وحِـمْـيَــرُ قــــد بُـدّلْـتُـهـا والـيُـحَـابــرُ فـــإن تَـمِــلِ الـدُّنـيـا علـيـنـا بكَـلّـهـا ويُـصـبِــحُ شــــرٌّ بـيـنـنـا وتـشــاجُــرُ فنحـنُ ولاةُ البيـتِ مِــن بَـعـد نـابـتٍ نُمشّـى بـه والخـيـرُ إذْ ذاكَ ظـاهـر ُ وأَنكـحَ جـدّي خَيْـرَ شخـصٍ علمْـتَـهُ فـأبـنــاؤه مِــنّــا ونــحــنُ الأصــاهـــرُ وأَخْـرَجَـنـا مـنـهـا الـمـلـيـكُ بــقــدرةٍ كذلـك يــا لَلـنَّـاسِ تـجـري المـقـادرُ فـصـرنــا أحـاديـثــاً وكُــنّــا بـغِـبـطــةٍ كـذلــك عَضَّـتْـنـا الـسّـنـونَ الـغـوابـرُ وسحَّـتْ دمـوعُ العيـن تبكـي لبلـدةٍ بـهـا حَــرَمٌ أمْــنٌ وفيـهـا المـشـاعـرُ ويـا ليـتَ شعـري مَـنْ بأجيـادَ بعدَنـا أقــامَ بمُفْـضَـى سَـيـلـه والـظَّـواهِـرُ فبطنُ مِنىً أمسَى كأنْ لم يكنْ بـهِ مُضَـاضٌ ومِـنْ حَـيَّـيْ عــدَيٍّ عمـائـرُ فـهــل فَــــرَجٌ آتٍ بــشَــيْءٍ نـحِـبُّــه وهــل جَــزَعٌ مُنْجِـيـكَ مـمّــا تـحــاذرُ عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي |
|
07-10-2016, 09:36 AM | #32 |
| إنّــا مُـحـيّـوكَ فـاسـلَـم أَيُّـهــا الـطَّـلَـلُ وإن بَـلِـيـتَ وإن طـالــتْ بـــكَ الـطِّــوَلُ أنّـى اهتَـدَيْـتَ لتسلـيـمٍ عـلـى دِمَــنٍ بـالـغَـمــر غـيّــرهُــنّ الأعْـــصُـــرُ الأُوَلُ صـافَـت تُمَـعَّـجُ أَعْـنـاقُ السـيـول بـهـا مـــن بــاكِــرٍ سَــبَــطٍ أو رائــــحٍ يِــئــلُ فَـهُـنّ كالـحُـلَـلِ الـمـوشـيّ ظـاهِـرُهـا أو الكـتـابِ الـــذي قَـــدْ مَـسَــهُ بَـلَــلُ كـانـت مَـنَـازِلَ مِـنّــا قـــد نَـحُــلّ بـهــا حـتــى تـغـيّــر دَهــــرٌ خــائــنٌ خَــبِــلُ لَـيـسَ الجـديـدُ بــه تَبـقَـى بَشاشَـتُـه إلاّ قــلــيـــلاً ولا ذو خُـــلّــــةٍ يَـــصِــــلُ والعَـيـشُ لا عَـيـشَ إلا مـــا تَـقَــرُّ بِـــهِ عـــيـــنٌ ولا حـــالـــةٌ إلاّ سَـتَـنْـتَــقِــلُ والنّـاسُ مـن يَـلْـقَ خـيـراً قائـلـونَ لَــهُ مـا يشتـهـي ولأمِّ المُخـطـىءِ الهَـبَـلُ قَــدْ يُــدْرِكُ المتـأنّـي بـعــضَ حـاجـتِـهِ وقــــد يــكــونُ المُسْـتـعـجِـلِ الــزَّلَــلُ أضـحَــتْ عُـلـيّـةُ يَـهْـتَـاجُ الـفــؤادُ لـهــا ولـلـرّواســم فـيـمــا دونَــهـــا عَــمَـــلُ بِـكُـلّ مُخْـتَـرَقٍ يـجـري الـسّــرابُ بِـــهِ يُمـسـي وراكـبُـه مــن خـوفِــهِ وَجِـــلُ يُنضي الهِجَـانَ التـي كانـت تكـون بِـهِ عِـرْضَـنَــةٌ وهِــبــابٌ حِــيـــنَ تَـرْتَــحِــلُ حَـتـى تَــرَى الـحُـرّةَ الـوَجْـنَـاءَ لاغِـبــةً والأرحبـيَّ الـذي فــي خَـطـوه خَـطَـلُ خُـوصـاً تُـديــرُ عُـيـونـاً مـاؤهــا سَـــرِبٌ علـى الخـدود إذا مـا اغـروْرَقَ المُـقَـلُ لَـواغِــبَ الـطَّــرفِ مَنـقـوبـاً محـاجـرُهـا كَــأَنّــهــا قُـــلُـــبٌ عـــادِيّـــةٌ مُـــكُــــلُ تَرمـي الفجَـاجَ بـهـا الرُّكْـبَـانُ مُعتـرِضـاً أعْـنـاقَ بُزَّلِـهـا مُـرخــىً لـهــا الـجُــدُلُ يمشـيـن رَهْــواً فــلا الأعْـجَـازُ خـاذلـةً ولا الـصّــدورُ عـلــى الأعـجــازِ تـتّـكِــلُ فَـهُــنّ معـتـرَضـاتٌ والـحـصـى رَمِـــضٌ والـرّيــحُ سـاكـنــةٌ والــظِّــلُّ مُـعْـتَــدِلُ يَتـبَـعْـنَ سـامـيَـةَ العَيْـنَـيـنِ تَحْسَـبُـهـا مَجْنُـونَـةً أَوْ تَــرَى مــا لا تَــرَى الإِبـــلُ لَــمـــا وَرَدْنَ نـبــيّــاً واسـتَــتَــبّ بــنـــا مُسحَنفِـرٌ كخطـوطِ السَّـيـح مُنسـحِـلُ عـلـى مـكـانٍ غِـشـاشٍ لا يُـنـيـخُ بِـــهِ إلاّ مُـغَـيِّـرُنَــا وَالـمُـسـتَـقِـي الـعَــجِــلُ ثــمّ اسْتَـمَـرّ بِـهَــا الـحــادي وَجَنّـبَـهـا بـطـنَ الـتـي نبتُـهـا الـحَـوذان والنَّـفَـلُ حـتــى وردْنَ رَكِــيّــاتِ الـغُـوَيــرِ وَقَــــدْ كــادَ الـمُــلاءُ مـــنَ الـكـتّـان يشْـتَـعِـلُ وقـــد تَـعَـرّجْــتُ لــمــا أرَّكَــــتْ أَرِكــــاً ذَاتَ الشّـمـالِ وعــن أيْمانِـنَـا الـرِّجــلُ عـلـى مُـنـادٍ دَعـانــا دَعْـــوَةً كـشَـفَـتْ عَـنّـا الـنُّـعـاسَ وفـــي أعنـاقِـنـا مَـيَــلُ سمعـتُـهـا ورِعـــانُ الـطَّــوْدِ مُـعْـرِضَــةٌ مِــنْ دُونَـنـا وكثـيـبُ الغَيـنـة الـسَّـهَـلُ فقُـلـتُ لـلـركـبِ لـمــا أنْ عَـــلاَ بِـهِــمُ مِــنْ عــنْ يمـيـن الحُبَـيّـا نـظـرةٌ قَـبَـلُ ألمـحَـةٌ مــنْ سَـنـا بَــرْقٍ رأى بـصـري أَمْ وَجْــهُ عالـيَـةَ اختـالَـتْ بِــهِ الـكِـلَـلُ تُـهْـدِي لَـنَـا كــلَّ مــا كـانَـتْ عُـلاوتُـنَـا رِيحَ الخُزامي جرى فيها النّدَى الخَضِلُ وقَـدْ أًبِيـتُ إذا مـا شِـئْـتُ بَــاتَ مَـعـي علـى الفِـراشِ الضّجيـعُ الأغْيـدُ الـرَّتِـلُ وقــــدْ تُـبـاكِـرنـي الـصّـهْـبَـاءَ تَـرْفَـعُـهَـا إلــــــيّ لَــيِّــنَــةٌ أَطْــرَافُــهــا ثَـــمِــــلُ أَقَــولُ للـحَـرْفِ لـمـا أنْ شَـكَـت أُصُــلاً مــتَّ السِّـفـارِ فأفـنـى نَـيِـهَّـا الـرَّحَــلُ إن ترجِعـي مـن أبـي عثمـان مُنجَحَـةً فَقَـدْ يَهُـونُ علـى المُسْتَنْجِـحِ العَـمَـلُ أَهْـــلُ المَـدِيـنَـةِ لا يُـحْـزِنْـكَ شَـأْنُـهُـمُ إذا تَـخَـطّــأ عَــبْــدَ الــوَاحِـــدِ الأجَـــــلُ أَمّـــا قُـرْيُــشٌ فَــلَــنْ تَـلْـقَـاهُـمُ أَبَــــداً إلاّ وهُــمْ خَـيـرُ مِــنْ يَحْـفـى وينْـتَـعِـلُ قــومٌ هــمُ ثبّـتُـوا الإِســلامَ وامتَـنَـعُـوا قَـوْمَ الرّسـولِ الـذي مـا بَـعْـدَهُ رُسُــلُ مَـن صالحـوهُ رَأى فـي عَيْشِـهِ سَـعَـةً ولا يُــــرى مَــــنْ أَرادوا ضَــــرَّه يَــئِـــلُ كـم نَالَنـي مِنْهُـمُ فـضـلٌ عـلـى عَــدَمٍ إذ لا أكــــاد مــــن الإِقــتــار أحْـتَــمِــلُ وكـم مـن الدّهـر مـا قـد ثبّتُـوا قَـدَمـي إذْ لا أَزَالُ مـــــع الأعــــــداءِ أنــتــضِــلُ فـلا هُـمُ صالحـوا مَـنْ يَبْتَـغـي عَنَـتـي ولا هُــمُ كــدْروا الخـيـرَ الــذي فَـعَـلـوا هُــمُ المُـلُـوك وأبـنــاءُ الـمـلـوك لـهــم والآخـــــذُونَ بِــــــهِ والـــسّـــادَةُ الأُوَلُ القطامي |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
أقاحي , الروض |
| |