الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
01-08-2023, 10:27 PM | #134 |
| ذم الانتِقَام في واحة الشِّعر قال الشَّاعر: إذا انتقموا أعلنوا أمرَهم وإن أنعموا أنعموا باكتتامِ يقومُ القعودُ إذا أقبلوا وتقعدُ هيبتُهم بالقيامِ . وقال المأمون لإبراهيم بن المهدي: إنِّي شاورت في أمرك فأشاروا عليَّ بقتلك، إلَّا أنِّي وجدتُ قَدْرَك فوق ذنبك، فكرهت القتل للازم حُرْمَتك. فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ المشار أشار، ممَّا جرت به العادة في السِّياسة، إلَّا أنَّك أبيت أن تطلب النَّصر إلَّا مِن حيث عوَّدته مِن العفو، فإن قتلت فلك نظير، وإن عفوت، فلا نظير لك، وأنشأ يقول: البرُّ بي منك وَطَّا العذرَ عندكَ لي فيما فعلتَ فلم تعذِلْ ولم تَلُمِ وقامَ عذرُك لي فاحتجَّ عندك لي مقامُ شاهدِ عدلٍ غيرَ متَّهمِ لئن جحدتُك ما أوليتَ مِن نعمٍ إنِّي لفي اللَّومِ أولى منك بالكَرِم تعفو بعدلٍ وتسطو إن سطوتَ به فلا عَدِمْنَاك مِن عافٍ ومنتقمِ . وقال الشَّاعر مبينًا سبب تركه للانتقام ممَّن يتعدَّى عليه: إذا كان دوني مَن بُليت بجهلِه أبيتُ لنفسي أن أقابلَ بالجهلِ وإن كان مثلي في محلِّي مِن العُلا هويت إذَا حِلْمًا وصَفْحًا عن الْمَثْلِ وإن كنتُ أَدنَى منه في الفضلِ والحجا فإن له حقَّ التَّقَدُّمِ والفضلِ . وقال آخر: إن يُمْكِنِ الدَّهرُ فسوف أنتقمُ أوْ لا فإنَّ العفو أولى للكَرَم . وقال جرير: عوى الشُّعراءُ بعضُهم لبعضٍ عليَّ فَقَدْ أصابهم انتقامُ إذا أرسلتُ صاعقةً عليهم رأوا أخرى تحرقُ فاستداموا . وقال معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه في ترك الانتِقَام ممَّن تعدَّى عليك بالشَّتم: وما قَتَلَ السَّفاهةَ مثلُ حِلْمٍ يعودُ به على الجهلِ الحليمُ فلا تسفهْ وإن مُلِّيتَ غيظًا على أحدٍ فإنَّ الفحشَ لُومُ ولا تقطعْ أخًا لك عندَ ذنبٍ فإنَّ الذَّنبَ يعفوه الكريمُ ( تم بعون الله ) |
|
01-08-2023, 10:38 PM | #135 |
| موضوعنا القادم ضمن هذه السلسلة سيكون عن ( التجسس ) ومن خلال هذا الموضوع سأتناول المحاور التالية إن شاء الله: 1- معنى التجسس لغةً واصطلاحًا 2- الفرق بين التجسس والتحسس 3- ذم التجسس والنهي عنه 4- أولًا: في القرآن الكريم 5- ثانيًا: في السنة النبوية 6- أقوال السلف والعلماء في التجسس 7- أقسام التجسس وحكم كلِّ قسم 8- آثار التجسس الممنوع 9- صور التجسس 10- أسباب التجسس الممنوع 11- الوسائل المعينة على ترك التجسس 12- ذم التجسس في واحة الشعر ( والله ولي التوفيق ) |
|
03-08-2023, 09:34 PM | #137 |
| التجسس التجسس على المسلمين في الأصل حرام منهيٌ عنه ، لقوله تعالى ( ولا تجسسوا ) الحجرات . لأنه تتبع لعورات المسلمين ومعايبهم ، والاستكشاف لما ستروه . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم محذرا : " يا معشر من آمن بلسانه ، ولم يدخل الإيمان إلى قلبه ، لا تتبعوا عورات المسلمين ، فإنّ من تَتبّع عورات المسلمين تتبع الله عورته ، حتى يفضحه ولو في جوف بيته " أخرجه الترمذي . ويباح التجسس في الحرب من المسلمين على عدوهم من الكفار المحاربين ، وبعث الجواسيس لتعرف أخبار الكفار وجيوشهم ، وعددهم وعتادهم وما إلى ذلك مما يعين على قتالهم . كما يباح التجسس والتحري إذا قيل للحاكم : إنّ في بيت فلان خمراً ، وشهد بذلك شهود ، أو قيل : فلان خلا بامرأة أجنبية ، وذلك لمنع الشر ومكافحة أهله . وكذلك يحل للمحتسب أن يكشف عن مرتكبي الفواحش ، إذا ظهرت له علاماتها ، من صوت وزمر ونحوها . * أما التجسس على المسلمين لمصلحة الكفار : فهو خيانة للدّين ، ومحاربة للمسلمين ، ومبارزة بالعداوة لهم ، وسعي في إيقاع الضرر بل الهلاك بهم ، ومعاونة لأهل الشرك والكفر عليهم ، وكلها كبائر عظيمة ، وتصل للردّة إذا صدرت من المسلم ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تَخونوا اللهَ والرسولَ وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون ) الأنفال : 27 . وهي من نواقض العهود والمواثيق إذا صدرت من المعاهدين وأهل الذمة ، قال تعالى ( إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم يَنقصوكم شيئاً ولم يُظاهروا عليكم أحداً فأتموا إليهم عهدهم إلى مدّتهم ) التوبة : 4. وقال ( فما استَقاموا لكم فاستقيموا لهم ) التوبة : 7 . وقال سبحانه ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ) التوبة : 13 . ( يتبع ) |
|
03-08-2023, 09:35 PM | #138 |
| تابع – التجسس أما أقوال الفقهاء في حكم الجاسوس على المسلمين : فقد تحدث الفقهاء عن عقوبة الجاسوس مسلماً كان أو كافرا ، فقالت المالكية والحنابلة وغيرهم : يقتل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو على المسلمين . وذهب أبو حنيفة والشافعي إلى عدم قتله ، وإنما يعاقب تعزيراً ، إلا إن تظاهر على الإسلام فيقتل ، أو ترتب على جاسوسيته قتل ، ومثله الذمي . وإن كان كافراً يقتل في حال الحرب ، وكذلك في حال السلم إن كان هناك عهد لأنّه نقض للعهد . وقد ورد في السنة النبوية : ما يدل على قتل الجاسوس مطلقا ، فعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال :" أُتي النبي صلى الله عليه وسلم عينٌ من المشركين وهو في سفر فجلس عند أصحابه ، ثم انسل، فقال صلى الله عليه وسلم :" اطلبوه فاقتلوه " قال : فسبقتهم إليه فقتلته ، وأخذت سلبه ، فنفلني إياه " (رواه البخاري وأبو داود ). وقوله : " أتى النبي صلى الله عليه وسلم عين " في رواية لمسلم : أن ذلك كان في غزوة هوازن . وسمّي الجاسوس عيناً لأنّ عمله بعينه ، أو لشدة اهتمامه بالرؤية واستغراقه فيها كأن جميع بدنه صار عينا. وفي الحديث : دليل على أنه يجوز قتل الجاسوس . قال النووي : فيه قتل الجاسوس الحربي الكافر ، وهو باتفاق . وأما المعاهد والذمي : فقال مالك والأوزاعي : ينتقض عهده بذلك . وروي عن الإمام مالك بن أنس قوله : " الجاسوس المسلم الحكم الشرعي فيه : القتل مطلقا ، لإضراره بالمسلمين ، وسعيه بالفساد في الأرض ، وهو حد الحرابة ووافقه بعض أصحاب الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه". وعند الشافعي ينتقض عهده إذا كان شرط عليه ذلك . ( يتبع ) |
|
03-08-2023, 09:36 PM | #139 |
| تابع – التجسس وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :" وأما مالك وغيره فحكى عنه أن من الجرائم ما يبلغ به القتل ، ووافقه بعض أصحاب أحمد في مثل الجاسوس المسلم إذا تجسس للعدو على المسلمين.. فإن أحمد يتوقف في قتله ، وجوز مالك وبعض الحنابلة كابن عقيل قتله ، ومنعه أبو حنيفة والشافعي وبعض الحنابلة كالقاضي أبي يعلى". وجاء في كتاب " تبصرة الحكام " لابن فرحون المالكي : قال سحنون من المالكية: إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يستتب (أي : لم تطلب منه التوبة كما تطلب من المرتد ) ، ولا دية لورثته كالمحارب .. وقال ابن القاسم : يقتل ، ولا يعرف لهذا توبة ، وهو كالزنديق وقد أجاز الحنفية قتله سياسة ، كما أجازوا قتل الساحر والزنديق الداعي ؛ لأن كلا منهم يفسد في الأرض بسعيه في إفساد عقيدتهم .. وقال سلطان العلماء العز بن عبد السلام في كتابه القيم : قواعد الأحكام في مصالح الأنام : إن " ما يسببه الجاسوس- الجاسوس الذي ظاهره الإسلام-أعظم عند الله من التولي يوم الزحف بغير عذر ". وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في اختياراته : من جَمَز إلى معسكر التّتر ، ولحق بهم ارتد ، وحل ماله ودمه . ، وعلق الشيخ رشيد رضا في الحاشية بقوله : " وكذا كل من لحق بالكفار المحاربين للمسلمين وأعانهم عليهم ، وهو صريح قوله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) . وقال الإمام ابن القيم معلقا على قصة حاطب رضي الله عنه : " فيه جواز قتل الجاسوس ، وإن كان مسلما ، والعفو عن حاطب لأنّ اللّه قد غفر لأهل بدر وهو منهم ، فمن لم يكن كذلك جاز قتله ، وهو مذهب مالك وأحد الوجهين في مذهب أحمد . وقال الشافعي وأبو حنيفة : لا يقتل ، وهو ظاهر مذهب أحمد ، والفريقان يحتجان بقصة حاطب . ثم قال : والصحيح أنّ قتله راجع إلى رأى الإمام : فإن رأى في قتله مصلحة للمسلمين قتله ، وإن كان بقاؤه أصلح استبقاه . وهو رأى معقول يرجع فيه لتقدير المسؤولين ومصلحة الأمة ، وقتله إما حداً وإما تعزيراً ، وآية المحاربة والإفساد في الأرض فيها متسع للآراء". وقال " يجوز قتل الجاسوس المسلم إذا اقتضت المصلحة قتله ، وهذا قول مالك وبعض أصحاب أحمد واختاره ابن عقيل ". ( يتبع ) |
|
03-08-2023, 09:37 PM | #140 |
| تابع – التجسس وقال في الجاسوس الذمي :" الجاسوس عين المشركين وأعداء المسلمين ، وقد شرط على أهل الذمة ألا يؤووه في كنائسهم ومنازلهم ، فإن فعلوا انتقض عهدهم ، وحلّت دماؤهم وأموالهم ، وهل يحتاج ثبوت ذلك إلى اشتراط إمام العصر له على أهل الذمة ؟ أم يكفي شرط عمر رضي الله عنه ؟ على قولين معروفين للفقهاء " وقال الشوكاني تعقيبا على حديث فعل حاطب بن أبي بلتعة : وفى الحديث دليل على أنه يجوز قتل الجاسوس ، وأن فيه متمسكًا لمن قالوا : إنه يجوز قتل الجاسوس ، ولو كان من المسلمين " ويحكم على الرجل أو المرأة بالعمالة والجاسوسية بشهادته وإقراره ، أو بالبينة الواضحة والأدلة الظاهرة ، أو بشهادة رجلي عدل ، حيث قال . ولابد من التنبيه : على أن قتل الجاسوس وما يسمى اليوم بالعميل أو والعميلات هو من اختصاص الدولة الإسلامية ، والحاكم المسلم ، كغيره من إقامة الحدود والتعزيرات ، حتى لا تحدث الفوضى والتجاوزات في بلاد المسلمين . كما يجب التثبت من عمالة المتهمين بالعمالة والخيانة ، حتى لا يحكم على الناس بالظن ، أو بمجرد التهمة التي لا دليل يدل عليها ، وقد قال ابن مسعود : " ادرؤوا الحدود بالشبهات " ويروى مرفوعا . من خلال هذا الموضوع عن التجسس سأتناول المحاور التالية : 1- معنى التجسس لغةً واصطلاحًا 2- الفرق بين التجسس والتحسس 3- ذم التجسس والنهي عنه 4- أولًا: في القرآن الكريم 5- ثانيًا: في السنة النبوية 6- أقوال السلف والعلماء في التجسس 7- أقسام التجسس وحكم كلِّ قسم 8- آثار التجسس الممنوع 9- صور التجسس 10- أسباب التجسس الممنوع 11- الوسائل المعينة على ترك التجسس 12- ذم التجسس في واحة الشعر ( والله ولي التوفيق ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المذمومة , الأخلاق , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة الأخلاق المحمودة في الاسلام | البراء الحريري | ركن الأديب البراء الحريري | 547 | 13-03-2024 12:12 AM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |