الإهداءات | |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15-07-2023, 07:59 AM | #71 |
| قصص في الافتراء والبهتان 1- قصة حادثة الإفك حيث اتهم المنافقون عائشة رضي الله عنها حتى أنزل الله براءتها في القرآن قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور: 11-16] والقصة مشهورة معروفة وهي في الصحيح 2- عن جابر بن سمرة، قال: (شكا أهل الكوفة سعدًا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله، واستعمل عليهم عمارًا، فشكوا حتى ذكروا أنَّه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه، فقال: يا أبا إسحاق، إنَّ هؤلاء يزعمون أنَّك لا تحسن تصلي. قال أبو إسحاق: أما أنا والله، فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء، فأركد في الأوليين وأخفُّ في الأخريين. قال: ذاك الظنُّ بك يا أبا إسحاق. فأرسل معه رجلًا أو رجالًا إلى الكوفة، فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدًا إلا سأل عنه، ويثنون معروفًا، حتى دخل مسجدًا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة. قال: أما إذ نشدتنا، فإنَّ سعدًا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال سعد: أما والله لأدعونَّ بثلاث: اللهمَّ إن كان عبدك هذا كاذبًا، قام رياء وسمعة، فأطلْ عمره، وأطلْ فقره، وعرِّضه بالفتن. وكان بعد إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد، قال عبد الملك – راوي الأثر عن سمرة -: فأنا رأيته بعد، قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنَّه ليتعرَّض للجواري في الطرق يغمزهن) 3- قال الذهبي: (قال ابن طاهر: سمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل، وسلموا عليه، وقالوا: ورد السلطان، ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطئوا على أن حملوا معهم صنمًا من نحاس صغير، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ، وخرجوا وقام إلى خلوته، ودخلوا على السلطان واستغاثوا من الأنصاري، وأنه مجسِّم، وأنه يترك في محرابه صنمًا يزعم أن الله على صورته، إن بعث الآن السلطان يجده، فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلامًا ومعه جماعة فدخلوا الدار، وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، ورجع الغلام بالصنم، فبعث السلطان من أحضر الأنصاري، فأتى فرأى الصنم والعلماء، والسلطان قد اشتدَّ غضبه؛ فقال السلطان له: ما هذا؟ قال: هذا صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة؛ قال: لست عن ذا أسألك؟ قال: فعمَّ يسألني السلطان؟ قال: إنَّ هؤلاء يزعمون أنَّك تعبد هذا، وأنَّك تقول: إنَّ الله على صورته. فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري: سبحانك! هذا بهتان عظيم. فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به فأخرج إلى داره مكرمًا. وقال لهم: اصدقوني. وهددهم، فقالوا: نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شرَّه عنا، فأمر بهم، ووكل بكلِّ واحد منهم، وصادرهم وأهانهم) يتبع - الأمثال والأشعار في الافتراء والبهتان |
|
15-07-2023, 08:00 AM | #72 |
| الأمثال والأشعار في الافتراء والبهتان - قولهم يا للأفيكة: وهي فعيلة من الإفك وهو الكذب. - وقولهم: يا للبهيتة: وهي البهتان. - وقولهم: يا للعضيهة: مثلهما في المعنى. يضرب عند المقالة يرمى صاحبها بالكذب، واللام في كلِّها للتعجب وقال منصور بن إسماعيل: هبني تحرزتُ ممن ينمُّ بالكتمانِ فكيف لي باحترازٍ مِن قائلِ البهتانِ وقال بعض الحكماء: إنَّ الكريمَ إذا تقضَّى ودُّه يُخفي القبيحَ ويظهرُ الإحسانا وترَى اللئيمَ إذا تصرَّم حبلُه يُخفي الجميلَ ويظهرُ البهتانا ( تم بعون الله ) |
|
15-07-2023, 08:05 AM | #73 |
| موضوعنا القادم ضمن سلسلة الأخلاق المذمومة سيكون عن (افشاء السر) من خلال هذا الموضوع عن إفشاء السر سأتناول المحاور التالية إن شاء الله 1- معنى إفشاء السر لغةً واصطلاحًا 2- ذم افشاء السر والنهي عنه أولًا: في القرآن الكريم ثانيًا: في السنة النبوية 3- أقوال السلف والعلماء في إفشاء السر 4- آثار إفشاء السر 5- صور إفشاء السر المذموم 6- صور إفشاء السر المحمود 7- الحالات التي يجوز فيها إفشاء السر 8- الأسباب المعينة على ترك إفشاء السر 9- إفشاء سرِّ الميت 10- إفشاء الغاسل حال الميت 11- صفات من يفشي سرَّ نفسه 12- ضوابط في إفشاء السر 13- أكثر من يذيع السر 14- أكثر الأمور عرضة لإفشاء السر 15- وصية في عدم إفشاء السر 16- حكم وأمثال في إفشاء السر 17- من أقوال الحكماء والبلغاء 18- ذم إفشاء السر في واحة الشعر ( والله الموفق ) |
|
15-07-2023, 08:09 AM | #74 |
| افشاء السر السر واحد الأسرار ، وهو ما يكتم ، والسريرة مثله ، قال الله تعالى : ( يوم تبلى السرائر ) "الطارق/9" أي يوم القيامة تختبر الأسرار وتعرف ، وهي ما يسر في القلوب من النيات والاعتقادات وغيرها فيعرف الحسن منها من القبيح . وتقول : أسررت إلى فلان إسرارا وساررته سرارا ، إذا أعلمته بسرك ، واسرار الكف الخطوط بباطنها . وفي قوله تعالى : ( يعلم السر وأخفى) " سورة طه / 7" السر ما حدث به الإنسان غيره وأسره إليه ، والأخفى من السر ما حدث به المرء نفسه وأخطره بباله من غير أن يخبر به أحدا . وهذا من السر أيضا ، إلا أنه أشد الأسرار خفاء . وإفشاء السر نشره وإظهاره ، نقيض الحفظ والكتمان ،وكل شيء انتشر فقد فشا ، ومنه فشوا الحبر في الورق الرقيق ، وفشت الأنعام ترعى : انتشرت ، ولذا تسمى السائمة الفاشية . جاء في سورة التحريم : ( وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير ) والمتظاهرتان عليه في الآية هما أما المؤمنين عائشة وحفصة أسر إلى إحداهما أنه حرم على نفسه العسل ، وقيل : إنه حرم على نفسه جاريته مارية ، فأفشت سره إلى الأخرى . فأنزل الله تعالى الآيتين ، وجعل إفشاءهما لسر رسوله جرما ينبغي المسارعة إلى التوبة منه . وهكذا أدبهما الله تعالى بهذا الأدب الجم فأحسن تأديبهما. وعن عبد الله بن عمر "إن عمر بن الخطاب حين تأيمت حفصة (أي مات زوجها ) قال عمر : فأتيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة . فقال : سأنظر في أمري فلبثت ليالي ، ثم لقيني ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر الصديق . فقلت : إن شئت زوجتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلى شيئا . وكنت أوجد عليه مني على عثمان . فلبثت ليالي ، ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه . فلقيني أبو بكر ، فقال : لعلك وجدت على حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا ؟ قال عمر : قلت نعم . قال أبو بكر : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت على إلا أني كنت علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها قبلتها " . وفي رواية أحمد : وكان سرا فكرهت أن أفشي السر . قال ابن حجر : يستفاد منه عذر أبي بكر في كونه لم يقل كما قال عثمان : قد بدا لي أن لا أتزوج . ( يتبع ) |
التعديل الأخير تم بواسطة البراء الحريري ; 15-07-2023 الساعة 08:12 AM |
15-07-2023, 08:16 AM | #75 |
| تابع – إفشاء السر كان الخليفة الفاروق يختص المتميزين من الصحابة بالعلم والإيمان والرأي فيختارهم ليكونوا أهل شوراه ، وأدخل فيهم عبد الله بن عباس ، على صغر سنه ، فجعله من المقربين إليه . فقال له أبوه العباس "إني أرى هذا الرجل قد اختصك بمجلسه ، فاحفظ عني ثلاثا : لا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، ولا يجرين عليك كذبا " فقال رجل للشعبي : كل واحدة منهن خير من ألف فقال : بل كل واحدة منهم خير من عشرة آلاف . قال أنس بن مالك رضي الله عنه " أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم سرا فما أخبرت به أحدا بعده ، ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به " رواه البخاري وأم سليم هي أم أنس . وفي رواية أنها سألت أنسا عن حاجة النبي صلى الله عليه وسلم التي أرسل أنسا فيها فقال : إنها سر ، فقالت له : لا تخبر بسر رسول الله أحدا . وفي رواية أن أنسا قال لثابت البناني " والله لو حدثت به أحدا لحدثتك يا ثابت " . والأولى بالعاقل أن يكون سره وعلانيته سواء . فلا يفعل في غيبته عن الناس ما يسوؤه أن يطلع عليه الناس ، لأنه وإن غاب عنهم فإن الله عليه شهيد ، ولا يضمر في قلبه لأحد من المسلمين ضغينة تحمله على أن يسيء القول ، وأن يعلم أن سره ما دام بين حنايا صدره فهو أمير نفسه ، فإن اطلع غيره على سره خرج الخيار من يده وأصبح الخيار لغيره . وإن لم يكن له بد من أن يحمل أحدا سره ، فلا يبثه إلى كل أحد ، فإنه كما قيل "لسان العاقل في قلبه ، وقلب الأحمق في فمه " . فيختار من يحمله سره اختيارا ، بأن يكون عاقلا ثقة أمينا . وليكن شخصا واحدا إن أمكن لا أكثر ، فإن انتشر السر عرف أن الذي نشره هو صاحبه هذا بعينه . فإن كانوا أكثر ضاع سره ، كما قال الشاعر : وسكر ما كان عند امريء وسر الثلاثة غير الخفي ( يتبع ) |
|
15-07-2023, 08:17 AM | #76 |
| تابع – إفشاء السر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء " اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا " وعنه أنه قال " من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة " رواه الشيخان . وقال للمنافقين " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه : : لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " . والعورة ما يستقبح ظهوره للناس ، حسيا كان كالعورة المغلظة والتشوهات الخلقية، أو معنويا كسيء الأفعال والأقوال والأخلاق . ثم إن كانوا يجهلونه منك فهو سر وعورة . وإن كانوا يعلمونه فهو عورة وليس بسر . وقد لا يكون السر عورة وإن كان صاحبه يكره إظهاره كصدقة السر وصلاة السر . وإن كان السر مما يقبح ظهوره للناس فهو عورة كما تقدم ، وفي حفظه فضل ستر العورة على المسلم ، وقد تقدم الحديث " من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخر" وهو حق من حقوق كل مسلم على أخيه . وفي السنة في قصة ماعز الذي اعترف بالزنى ، فأقام النبي صلى الله عليه وسلم الحد عليه بالرجم، جاء هزال فقال : أنا أمرته أن يأتــي فيعـترف . فقال النبي صلى الله عليه وسلم " يا هزال لو سترته بثوبك لكان خيرا لك " . وروى عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال : " لو وجدت شاربا لأحببت أن يستره الله ، ولو وجدت سارقا لأحببت أن يستره الله " . وإن لم يكن السر عورة فإن المحافظة عليه من كمال المروءة ، وكمال الأمانة ، وقوة الإرادة . وإن لم يكن السر عورة فإن المحافظة عليه من كمال المروءة وكمال الأمانة وقوة الإرادة ، ومن هنا الحكمة المأثورة " صدور الأحرار قبور الأسرار " فالحر المسيطر على إرادته يموت السر في صدره ، أما الذي هو عبد لهواه فإن السر لا يزال يختلج في صدره ويضطرب حتى يفر هاربا . وحفظ الأسرار على أهل الإيمان من كمال الإيمان ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " قال الغزالي : لا شك أنك تنتظر من أخيك أن يستر عورتك ، ويسكت عن مساوئك وعيوبك . ولو أنك ظهر لك من أخيك نقيض ما تنتظره منه اشتد غيظك وغضبك عليه ، فما أبعدك إذ كنت تنتظر منه ما لا تضمره له ولا تعزم عليه لأجله ، وويل لمن يفعل ذلك في نص كتاب الله حيث يقول في سورة المطففين : ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ) . وفضل حفظ الأسرار التي في كشفها قبح ومساءة يكون فيه أحيانا معنى إقالة العثرة ، والمعونة على استقامة من وقعت منه الزلة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم " أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود " . وفي حديث آخر " من رأى عورة فسترها فكأنما أحيا موءودة " . ( يتبع ) |
|
15-07-2023, 08:17 AM | #77 |
| تابع – إفشاء السر والأولى بمن حمل السر لغيره أن يمحوه من قلبه ، وأن يوحي إلى نفسه أنه قد أمات ذلك السر حتى كأنه لم يسمع به ، أو سمع به ونسيه ، فذلك أدعى إلى أن يخفيه من أن يرى أنه سيبثه في فرصة آتية . ثم إن سئل عن السر فليتجاهل أنه يعرفه ، فإن عزم عليه فرأى أنه إن قال إنها أمانة ولن أخبر بها اكتفى منه ، فليقل ذلك ، وإن رأى أن ذلك يزيد السائل ضراوة ، ويحفزه على متابعة الكشف ، فليترك ذلك القول وليلتمس أن يستعمل المعاريض : روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب " وروى قول ذلك عن بعض السلف والتعريض التورية . ثم إن لم يتيسر التعريض واضطر إلى الجواب قسرا فقد قال بعض العلماء : إن له أن ينكر ، وإن كان حمل السر أمانة أو يخاف على صاحب السر الضرر في نفسه أو أهله أو ماله بغير حق فله أن يكذب وإن استحلف فله أن يحلف على الكذب ، والإثم على من اضطره إلى ذلك بغير حق . قال ابن حجر الهيتمي : الكذب قد يباح ، وقد يجب ، والضابط كما في الإحياء أن كل مقصود محمود لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب فهو مباح وإن كان واجبا وجب ، كما لو رأى معصوما اختفى من ظالم يريد قتله أو إيذاءه ، فالكذب هنا واجب ، أو سأل الظالم عن وديعة يريد أخذها ، فيجب الإنكار وإن كذب ، بل لو استحلفه لزمه الحلف ، ويوري ، وإلا حنث ولزمته الكفارة . ولو سأله سلطان عن فاحشة وقعت منه سرا ، كزنى أو شرب خمر ، فله أن يكذب ويقول : ما فعلت . وله أيضا أن ينكر سر أخيه . ثم قال : ينبغي أن يقابل مفسدة الكذب بالمفسدة المترتبة على الصدق ، فإن كانت مفسدة الصدقة أشد ، فله الكذب ، وإن كان العكس . أو شك ، حرم الكذب . ثم استشهد لصحة ذلك بحديث الترخيص بالكذب في الحرب ، وفي الصلح بين الناس ، وفي حديث الرجل زوجته ليرضيها . ولنا فيما قاله الغزالي وأقره ابن حجر الهيثمي توقف ، فليست كل مفسدة تترتب على الصدق يستباح بها الكذب ، وليس كل مصلحة محمودة تتوقف على الكذب تبيحه ، فإنه ما من كاذب إلا ويرى أن في الكذب مصلحة له أو درء مفسدة عنه أو عن غيره . والنبي صلى الله عليه وسلم أخرج كلامه مخرج الحصر عندما قال " إن الكذب لا يحل إلا في ثلاث .. الحديث " والذي نراه وتقتضيه الأصول أن تكون القاعدة في ذلك : أنه لا يحل الكذب لجلب مصلحة أصلا ما عدا الحرب ، وأما لدرء المفاسد فلا يحل إللا للثلاثة المذكورة في الحديث أو ما كان مثلها أو أعظم ، لا ما كان دونها في العظم . ( يتبع ) |
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المذمومة , الأخلاق , الاسلام , سلسلة , في |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة الأخلاق المحمودة في الاسلام | البراء الحريري | ركن الأديب البراء الحريري | 547 | 13-03-2024 12:12 AM |
الانحراف عن الأخلاق الإسلامية | البرنس مديح ال قطب | ( همســـــات الإسلامي ) | 16 | 16-09-2021 03:35 PM |
الأخلاق في الاسلام 2 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 8 | 15-09-2015 07:01 AM |
الأخلاق في الاسلام 1 | الورّاق | ( همســـــات الإسلامي ) | 11 | 21-08-2015 04:27 AM |
سلسلة الأخلاق التي يحث عليها الإسلام | شـوش آلشـريف | ( همســـــات الإسلامي ) | 26 | 25-07-2015 06:30 AM |